سفر العدد | 28 | السنن القويم
السنن القويم في تفسير أسفار العهد القديم
شرح سفر العدد
للقس . وليم مارش
اَلأَصْحَاحُ ٱلثَّامِنُ وَٱلْعِشْرُونَ
١ «وَأَمَرَ ٱلرَّبُّ مُوسَى».
وَأَمَرَ ٱلرَّبُّ مُوسَى كان بنو إسرائيل غير عاملين بمقتضى شرائع الذبائح مدة التيه في البرية فلزم قبل دخولهم إلى أرض كنعان أن تجدد تلك الشرائع وتؤيَّد.
٢ «أَوْصِ بَنِي إِسْرَائِيلَ: قُرْبَانِي، طَعَامِي مَعَ وَقَائِدِي، رَائِحَةُ سُرُورِي، تَحْرِصُونَ أَنْ تُقَرِّبُوهُ لِي فِي وَقْتِهِ».
لاويين ٣: ١١ و ٢١: ٦ و٨ وملاخي ١: ٧ و١٢
قُرْبَانِي، طَعَامِي إن التقدمات وإن كان الناس بأتون بها فهي لله لا لهم. ففي نبوءة حجي «لِي ٱلْفِضَّةُ وَلِي ٱلذَّهَبُ يَقُولُ رَبُّ ٱلْجُنُودِ» (حجي ٢: ٨). وفي تفسير المزامير «لِي حَيَوَانَ ٱلْوَعْرِ وَٱلْبَهَائِمَ عَلَى ٱلْجِبَالِ ٱلأُلُوفِ» (مزمور ٥٠: ١٠). وكثيراً ما يُراد بالقربان التقدمات الطعامية كخبز مائدة الوجوه وما شاكله وكان ذلك مما أتوه في أرض كنعان أكثر مما أتوه في البرية (وكانت رمزاً إلى أن المسيح غذاء المؤمنين به) ولهذا سُميت «بطعام الرب» (قابل بهذا لاويين ٣: ١١ و١٦). ويطلق على جزء لحم الحمل ولحم التيس من ذبائح السلام (انظر أيضاً ملاخي ٣: ٧).
٣ «وَقُلْ لَهُمْ. هٰذَا هُوَ ٱلْوَقُودُ ٱلَّذِي تُقَرِّبُونَ لِلرَّبِّ: خَرُوفَانِ حَوْلِيَّانِ صَحِيحَانِ لِكُلِّ يَوْمٍ مُحْرَقَةً دَائِمَةً».
خروج ٢٩: ٣٨
خَرُوفَانِ حَوْلِيَّانِ (انظر خروج ٢٩: ٣٨ – ٤٢).
مُحْرَقَةً دَائِمَةً كانت المحرقة الدائمة خروف الصباح وخروف المساء وكان رمزاً إلى حمل الله الذي قدم نفسه مرة واحدة (عبرانيين ٧: ٣ و١٠: ١٢ و١٤).
٤ «ٱلْخَرُوفُ ٱلْوَاحِدُ تَعْمَلُهُ صَبَاحاً، وَٱلْخَرُوفُ ٱلثَّانِي تَعْمَلُهُ بَيْنَ ٱلْعِشَاءَيْنِ».
خروج ١٢: ٦
بَيْنَ ٱلْعِشَاءَيْنِ (انظر تفسير خروج ١٢: ٦).
٥ «وَعُشْرَ ٱلإِيفَةِ مِنْ دَقِيقٍ مَلْتُوتٍ بِرُبْعِ ٱلْهِينِ مِنْ زَيْتِ ٱلرَّضِّ تَقْدِمَةً».
خروج ١٦: ٣٦ وص ١٥: ٤ خروج ٢٩: ٤ لاويين ٢: ١
زَيْتِ ٱلرَّضِّ (انظر تفسير خروج ٢٧: ٢٠).
٦ «مُحْرَقَةٌ دَائِمَةٌ. هِيَ ٱلْمَعْمُولَةُ فِي جَبَلِ سِينَاءَ. لِرَائِحَةِ سُرُورٍ، وَقُوداً لِلرَّبِّ».
خروج ٢٩: ٤٢ وعاموس ٥: ٢٥
ٱلْمَعْمُولَةُ فِي جَبَلِ سِينَاءَ أي المقدمة في جبل سيناء. برهن ابن عزرا بهذه الآية على أن اليهود أهملوا الذبائح في البرية منذ سافروا من أرض سيناء.
٧، ٨ «٧ وَسَكِيبُهَا رُبْعُ ٱلْهِينِ لِلْخَرُوفِ ٱلْوَاحِدِ. فِي ٱلْقُدْسِ ٱسْكُبْ سَكِيبَ مُسْكِرٍ لِلرَّبِّ. ٨ وَٱلْخَرُوفُ ٱلثَّانِي تَعْمَلُهُ بَيْنَ ٱلْعِشَاءَيْنِ كَتَقْدِمَةِ ٱلصَّبَاحِ، وَكَسَكِيبِهِ تَعْمَلُهُ وَقُودَ رَائِحَةِ سُرُورٍ لِلرَّبِّ».
خروج ٢٩: ٤٢
ٱسْكُبْ سَكِيبَ مُسْكِرٍ لِلرَّبِّ ترجم بعضهم هذه العبارة بقوله «اسكب سكيب خمر قوية». وما في الترجمة العربية هنا هو على وفق الأصل العبراني. والمقصود بالمسكر كل ما أسكر سواء أكان من العنب أم من العسل أم من الحبوب كالحنطة والشعير والذرة وغيرها. ويُغلب أن يراد به المشروبات المسكرة من غير العنب بدليل ما جاء في سفر اللاويين من قوله هارون «خَمْراً وَمُسْكِراً لاَ تَشْرَبْ» (لاويين ١٠: ٩). على أن الخمر غير ممنوعة من السكيب بل مأمور بها ففي سفر الخروج ما نصه «وَسَكِيبٌ رُبْعُ ٱلْهِينِ مِنَ ٱلْخَمْرِ لِلْخَرُوفِ ٱلْوَاحِدِ» (خروج ٢٩: ٤٠). (قابل بهذا ص ٢٥: ٥). ومُنع في سفر الخروج من سكيب الخمر على مذبح البخور واستنتج من ذلك جواز سكب الخمر على مذبح المحرقة.
٩، ١٠ «٩ وَفِي يَوْمِ ٱلسَّبْتِ خَرُوفَانِ حَوْلِيَّانِ صَحِيحَانِ وَعُشْرَانِ مِنْ دَقِيقٍ مَلْتُوتٍ بِزَيْتٍ تَقْدِمَةً مَعَ سَكِيبِهِ، ١٠ مُحْرَقَةُ كُلِّ سَبْتٍ، فَضْلاً عَنِ ٱلْمُحْرَقَةِ ٱلدَّائِمَةِ وَسَكِيبِهَا».
حزقيال ٤٦: ٤
وَفِي يَوْمِ ٱلسَّبْتِ خَرُوفَانِ الزيادة في يوم السبت ذُكرت هنا أول مرة والقانون المتعلق بخمر سكيب المحرقة ذُكر في (ص ١٥: ٥). وشريعة السبت ذُكرت في (خروج ٢٠: ٨ – ١١ ولاويين ٢٣: ٣).
١١ – ١٥ «١١ وَفِي رُؤُوسِ شُهُورِكُمْ تُقَرِّبُونَ مُحْرَقَةً لِلرَّبِّ: ثَوْرَيْنِ ٱبْنَيْ بَقَرٍ وَكَبْشاً وَاحِداً وَسَبْعَةَ خِرَافٍ حَوْلِيَّةٍ صَحِيحَةٍ، ١٢ وَثَلاَثَةَ أَعْشَارٍ مِنْ دَقِيقٍ مَلْتُوتٍ بِزَيْتٍ تَقْدِمَةً لِكُلِّ ثَوْرٍ. وَعُشْرَيْنِ مِنْ دَقِيقٍ مَلْتُوتٍ بِزَيْتٍ تَقْدِمَةً لِلْكَبْشِ ٱلْوَاحِدِ. ١٣ وَعُشْراً وَاحِداً مِنْ دَقِيقٍ مَلْتُوتٍ بِزَيْتٍ تَقْدِمَةً لِكُلِّ خَرُوفٍ. مُحْرَقَةً رَائِحَةَ سُرُورٍ وَقُوداً لِلرَّبِّ. ١٤ وَسَكَائِبُهُنَّ تَكُونُ نِصْفَ ٱلْهِينِ لِلثَّوْرِ، وَثُلْثَ ٱلْهِينِ لِلْكَبْشِ، وَرُبْعَ ٱلْهِينِ لِلْخَرُوفِ مِنْ خَمْرٍ. هٰذِهِ مُحْرَقَةُ كُلِّ شَهْرٍ مِنْ أَشْهُرِ ٱلسَّنَةِ. ١٥ وَتَيْساً وَاحِداً مِنَ ٱلْمَعْزِ ذَبِيحَةَ خَطِيَّةٍ لِلرَّبِّ. فَضْلاً عَنِ ٱلْمُحْرَقَةِ ٱلدَّائِمَةِ يُقَرَّبُ مَعَ سَكِيبِهِ».
ص ١٠: ١٠ و١صموئيل ٢٠: ٥ و١أيام ٢٣: ٣١ و٢أيام ٢: ٤ وعزرا ٣: ٥ ونحميا ١٠: ٣٣ وإشعياء ١: ١٣ و١٤ وحزقيال ٤٥: ١٧ و٤٦: ٦ وهوشع ٢: ١١ وكولوسي ٢: ١٦ ص ١٥: ٤ إلى ١٢ ص ١٥: ٢٤ وع ٢٢
وَفِي رُؤُوسِ شُهُورِكُمْ كان يُنبه على أول الشهر بالنفخ في الأبواق (ص ١٠: ١٠) وزادت أهمية رؤوس الشهور في الأزمنة المتأخرة كثيراً فكانوا يكفون فيها عن التجارة (عاموس ٨: ٥) ويأخذون فيها يعملون الأمور الدينية (٢ملوك ٤: ٢٢).
١٦ – ٢٥ «١٦ وَفِي ٱلشَّهْرِ ٱلأَوَّلِ فِي ٱلْيَوْمِ ٱلرَّابِعَ عَشَرَ مِنَ ٱلشَّهْرِ فِصْحٌ لِلرَّبِّ. ١٧ وَفِي ٱلْيَوْمِ ٱلْخَامِسَ عَشَرَ مِنْ هٰذَا ٱلشَّهْرِ عِيدٌ. سَبْعَةَ أَيَّامٍ يُؤْكَلُ فَطِيرٌ. ١٨ فِي ٱلْيَوْمِ ٱلأَوَّلِ مَحْفَلٌ مُقَدَّسٌ. عَمَلاً مَا مِنَ ٱلشُّغْلِ لاَ تَعْمَلُوا. ١٩ وَتُقَرِّبُونَ وَقُوداً مُحْرَقَةً لِلرَّبِّ ثَوْرَيْنِ ٱبْنَيْ بَقَرٍ وَكَبْشاً وَاحِداً وَسَبْعَةَ خِرَافٍ حَوْلِيَّةٍ. صَحِيحَةً تَكُونُ لَكُمْ. ٢٠ وَتَقْدِمَتُهُنَّ مِنْ دَقِيقٍ مَلْتُوتٍ بِزَيْتٍ. ثَلاَثَةَ أَعْشَارٍ تَعْمَلُونَ لِلثَّوْرِ، وَعُشْرَيْنِ لِلْكَبْشِ، ٢١ وَعُشْراً وَاحِداً تَعْمَلُ لِكُلِّ خَرُوفٍ مِنَ ٱلسَّبْعَةِ ٱلْخِرَافِ، ٢٢ وَتَيْساً وَاحِداً ذَبِيحَةَ خَطِيَّةٍ لِلتَّكْفِيرِ عَنْكُمْ. ٢٣ فَضْلاً عَنْ مُحْرَقَةِ ٱلصَّبَاحِ ٱلَّتِي لِمُحْرَقَةٍ دَائِمَةٍ تَعْمَلُونَ هٰذِهِ. ٢٤ هٰكَذَا تَعْمَلُونَ كُلَّ يَوْمٍ، سَبْعَةَ أَيَّامٍ طَعَامَ وَقُودِ رَائِحَةِ سُرُورٍ لِلرَّبِّ. فَضْلاً عَنِ ٱلْمُحْرَقَةِ ٱلدَّائِمَةِ يُعْمَلُ مَعَ سَكِيبِهِ. ٢٥ وَفِي ٱلْيَوْمِ ٱلسَّابِعِ يَكُونُ لَكُمْ مَحْفَلٌ مُقَدَّسٌ. عَمَلاً مَا مِنَ ٱلشُّغْلِ لاَ تَعْمَلُوا».
خروج ١٢: ٦ و١٨ ولاويين ٢٣: ٥ وص ٩: ٣ وتثنية ١٦: ١ وحزقيال ٤٥: ٢١ لاويين ٢٣: ٦ ولاويين ٢٢: ٢٠ وع ٣١ وص ٢٩: ٨ وتثنية ١٥: ٢١ ع ١٥ خروج ١٢: ١٦ و١٣: ٦ ولاويين ٢٣: ٨
فِي ٱلشَّهْرِ ٱلأَوَّلِ فِي ٱلْيَوْمِ ٱلرَّابِعَ عَشَرَ ترك بنو إسرائيل حفظ الفصح في البرية اثنتين وثلاثين سنة وهنا أخذ يجدد الوصية المتعلقة به ويقررها. وتقديس اليوم الأول وحفظ أيام العيد السبعة فُصّل الكلام عليهما في (خروج ١٢: ١٦ ولاويين ٢٣: ٧ و٨). وتقدمات هذا العيد في الآية التاسعة عشرة من هذا الأصحاح.
٢٦ «وَفِي يَوْمِ ٱلْبَاكُورَةِ حِينَ تُقَرِّبُونَ تَقْدِمَةً جَدِيدَةً لِلرَّبِّ فِي أَسَابِيعِكُمْ يَكُونُ لَكُمْ مَحْفَلٌ مُقَدَّسٌ. عَمَلاً مَا مِنَ ٱلشُّغْلِ لاَ تَعْمَلُوا».
خروج ٢٣: ١٦ و٣٤: ٢٢ ولاويين ٢٣: ١٠ و١٥ وتثنية ١٦: ١٠ وأعمال ٢: ١
فِي يَوْمِ ٱلْبَاكُورَةِ (انظر خروج ٢٣: ١٦ و٣٤: ٢٢ ولاويين ١٣: ١٥ – ٢١ والتفاسير).
٢٧ – ٣١ «٢٧ وَتُقَرِّبُونَ مُحْرَقَةً لِرَائِحَةِ سُرُورٍ لِلرَّبِّ: ثَوْرَيْنِ ٱبْنَيْ بَقَرٍ وَكَبْشاً وَاحِداً وَسَبْعَةَ خِرَافٍ حَوْلِيَّةٍ. ٢٨ وَتَقْدِمَتُهُنَّ مِنْ دَقِيقٍ مَلْتُوتٍ بِزَيْتٍ ثَلاَثَةَ أَعْشَارٍ لِكُلِّ ثَوْرٍ، وَعُشْرَيْنِ لِلْكَبْشِ ٱلْوَاحِدِ، ٢٩ وَعُشْراً وَاحِداً لِكُلِّ خَرُوفٍ مِنَ ٱلسَّبْعَةِ ٱلْخِرَافِ ٣٠ وَتَيْساً وَاحِداً مِنَ ٱلْمَعْزِ لِلتَّكْفِيرِ عَنْكُمْ. ٣١ فَضْلاً عَنِ ٱلْمُحْرَقَةِ ٱلدَّائِمَةِ وَتَقْدِمَتِهَا تَعْمَلُونَ. مَعَ سَكَائِبِهِنَّ صَحِيحَاتٍ تَكُونُ لَكُمْ».
لاويين ٢٣: ١٨ و١٩ ع ١٩
ثَوْرَيْنِ ٱبْنَيْ بَقَرٍ وَكَبْشاً وَاحِداً وَسَبْعَةَ خِرَافٍ حَوْلِيَّةٍ وفي سفر اللاويين «تُقَرِّبُونَ… سَبْعَةَ خِرَافٍ… وَثَوْراً وَاحِداً… وَكَبْشَيْنِ» (لاويين ٢٣: ١٨). وجاء في المشنة أن هذه البهائم تقدم مع الأرغفة. والتي ذُكرت هنا (أي في سفر العدد) تُقدم زيادة عليها. وعلى هذا ذكر يوسيفوس إن الذي كان يقدم ثلاثة ثيران وثلاثة كباش وأربعة عشر خروفاً.
السابق |
التالي |