سفر العدد

سفر العدد | 27 | السنن القويم

السنن القويم في تفسير أسفار العهد القديم

شرح سفر العدد

للقس . وليم مارش

اَلأَصْحَاحُ ٱلسَّابِعُ وَٱلْعِشْرُونَ

١ – ٦ «١ فَتَقَدَّمَتْ بَنَاتُ صَلُفْحَادَ بْنِ حَافَرَ بْنِ جِلْعَادَ بْنِ مَاكِيرَ بْنِ مَنَسَّى، مِنْ عَشَائِرِ مَنَسَّى بْنِ يُوسُفَ. وَهٰذِهِ أَسْمَاءُ بَنَاتِهِ: مَحْلَةُ وَنُوعَةُ وَحُجْلَةُ وَمِلْكَةُ وَتِرْصَةُ. ٢ وَوَقَفْنَ أَمَامَ مُوسَى وَأَلِعَازَارَ ٱلْكَاهِنِ وَأَمَامَ ٱلرُّؤَسَاءِ وَكُلِّ ٱلْجَمَاعَةِ لَدَى بَابِ خَيْمَةِ ٱلٱجْتِمَاعِ قَائِلاَتٍ: ٣ أَبُونَا مَاتَ فِي ٱلْبَرِّيَّةِ، وَلَمْ يَكُنْ فِي ٱلْقَوْمِ ٱلَّذِينَ ٱجْتَمَعُوا عَلَى ٱلرَّبِّ فِي جَمَاعَةِ قُورَحَ، بَلْ بِخَطِيَّتِهِ مَاتَ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ بَنُونَ. ٤ لِمَاذَا يُحْذَفُ ٱسْمُ أَبِينَا مِنْ بَيْنِ عَشِيرَتِهِ لأَنَّهُ لَيْسَ لَهُ ٱبْنٌ؟ أَعْطِنَا مُلْكاً بَيْنَ أَعْمَامِنَا. ٥ فَقَدَّمَ مُوسَى دَعْوَاهُنَّ أَمَامَ ٱلرَّبِّ. ٦ فَقَالَ ٱلرَّبُّ لِمُوسَى».

ص ٢٦: ٣٣ و٣٦: ١ و١١ ويشوع ١٧: ٣ ص ١٤: ٣٥ و٢٦: ٦٤ و٦٥ ص ١٦: ١ و٢ يشوع ١٧: ٤ خروج ١٨: ١٥ و١٩

أَبُونَا مَاتَ فِي ٱلْبَرِّيَّةِ بُيّن في الأصحاح السابق تمام الحكم على الذين خرجوا من مصر ممن كانوا من ابن عشرين فما فوق ذلك. والبرهان الذي أقامته بنات صلفحاد يبين أن أباهن لم يكن من جملة الذين عصوا مع قورح لكي يحرم نسله من الميراث (مع أن نسل غيره لم يحرموا).

بِخَطِيَّتِهِ مَاتَ في التقاليد اليهودية أن صلفحاد هو الذي كان يجمع الحطب في يوم السبت فقُتل رجماً (ص ١٤: ٣٢). والأرجح أن المعنى أن أباهن لم يعص الله مع من عصوا إنما مات خاطئاً كسائر الناس لأنهم كلهم خطأة أي أنه لم يخطأ خطيئة فظيعة خاصة كخطيئة قورح وجماعته إنما كان يخطأ كالعادة الناشئة عن الضعف البشري (انظر ص ٥: ٦) وعلى ذلك ما كان يستوجب أن يُحرم نسله من نصيب أرض الميعاد. والذي حمل بنات صلفحاد على ما أتينه ما جاء في الآية ٥٢ – ٥٦ من الأصحاح السابق. وهو أن أرض كنعان كانت قد أوجب أن تُقسم بالقرعة بحسب الإحصاء الحديث وكان ذلك الإحصاء للذكور وعليه لم يكن لهؤلاء البنات من نصيب فطلبن أن يكن مكان اسم أبيهن. قال أحد الأفاضل إن إرث بنات صلفحاد رمز إلى أنه في المسيح الكل سواء «لا ذكر ولا أنثى» وإن النساء وارثات لكنعان السماوي كالرجال (غلاطية ٣: ٢٨ و٢٩).

٧ «بِحَقٍّ تَكَلَّمَتْ بَنَاتُ صَلُفْحَادَ، فَتُعْطِيهِنَّ مُلْكَ نَصِيبٍ بَيْنَ أَعْمَامِهِنَّ، وَتَنْقُلُ نَصِيبَ أَبِيهِنَّ إِلَيْهِنَّ».

ص ٣٦: ٢

تُعْطِيهِنَّ مُلْكَ نَصِيبٍ وفي العبرانية فتعطيهم أي فيها ضمير الذكور بدل ضمير الإناث وهذا يستلزم أن الميراث لأبناء البنات أو إنزال البنات منزلة الذكور في هذا الأمر.

٨ – ١١ «٨ وَتَقُولْ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ: أَيُّمَا رَجُلٍ مَاتَ وَلَيْسَ لَهُ ٱبْنٌ، تَنْقُلُونَ مُلْكَهُ إِلَى ٱبْنَتِهِ. ٩ وَإِنْ لَمْ تَكُنْ لَهُ ٱبْنَةٌ تُعْطُوا مُلْكَهُ لإِخْوَتِهِ. ١٠ وَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ إِخْوَةٌ تُعْطُوا مُلْكَهُ لأَعْمَامِهِ. ١١ وَإِنْ لَمْ يَكُنْ لأَبِيهِ إِخْوَةٌ تُعْطُوا مُلْكَهُ لِنَسِيبِهِ ٱلأَقْرَبِ إِلَيْهِ مِنْ عَشِيرَتِهِ فَيَرِثُهُ. فَصَارَتْ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ فَرِيضَةَ قَضَاءٍ، كَمَا أَمَرَ ٱلرَّبُّ مُوسَى».

ص ٣٥: ٢٩

أَيُّمَا رَجُلٍ مَاتَ وَلَيْسَ لَهُ ٱبْنٌ الخ صار ما سألته بنات صلفحاد شريعة ثابتة.

١٢ «وَقَالَ ٱلرَّبُّ لِمُوسَى: ٱصْعَدْ إِلَى جَبَلِ عَبَارِيمَ هٰذَا وَٱنْظُرِ ٱلأَرْضَ ٱلَّتِي أَعْطَيْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ».

ص ٣٣: ٤٧ وتثنية ٣: ٢٧ و٣٢: ٤٩ و٣٤: ١

ٱصْعَدْ إِلَى جَبَلِ عَبَارِيمَ هٰذَا إن إتيان هذا الأمر على أثر الجواب على طلب بنات صلفحاد مما يستحق الاعتبار. فإن بني إسرائيل كانوا على وشك أن يدخلوا أرض الميعاد ويرثها نسلهم وكان المشترع العظيم نفسه محروماً من دخول تلك الأرض. وإتمام الحكم على موسى ذُكر في سفر التثنية (تثنية ٣٢: ٤٨ – ٥٢).

١٣ «وَمَتَى نَظَرْتَهَا تُضَمُّ إِلَى قَوْمِكَ أَنْتَ أَيْضاً كَمَا ضُمَّ هَارُونُ أَخُوكَ».

ص ٢٠: ٢٤ و٢٨ و٣١: ٢ وتثنية ١٠: ٦

تُضَمُّ إِلَى قَوْمِكَ (انظر تفسير تكوين ٢٥: ٨) أي إلى من توفوا قبلك وصاروا إلى دار الأموات لا إلى مدفنهم.

١٤ «لأَنَّكُمَا فِي بَرِّيَّةِ صِينَ، عِنْدَ مُخَاصَمَةِ ٱلْجَمَاعَةِ، عَصَيْتُمَا قَوْلِي أَنْ تُقَدِّسَانِي بِٱلْمَاءِ أَمَامَ أَعْيُنِهِمْ. (ذٰلِكَ مَاءُ مَرِيبَةِ قَادِشَ فِي بَرِّيَّةِ صِينَ).

ص ٢٠: ١٢ و٢٤ وتثنية ١: ٣٧ و٣٢: ٥١ ومزمور ١٠٦: ٣٢ خروج ١٧: ٧

أَنْ تُقَدِّسَانِي (انظر تفسير ص ٢٠: ١٢ و١٣).

١٥، ١٦ «١٥ فَقَالَ مُوسَى لِلرَّبِّ: ١٦ لِيُوَكِّلِ ٱلرَّبُّ إِلٰهُ أَرْوَاحِ جَمِيعِ ٱلْبَشَرِ رَجُلاً عَلَى ٱلْجَمَاعَةِ»

ص ١٦: ٢٢ وعبرانيين ١٢: ٩

لِيُوَكِّلِ ٱلرَّبُّ نرى هنا عظمة موسى كعظمة الذي كان رمزاً إليه وهو القائل «يَا بَنَاتِ أُورُشَلِيمَ، لاَ تَبْكِينَ عَلَيَّ بَلِ ٱبْكِينَ عَلَى أَنْفُسِكُنَّ وَعَلَى أَوْلاَدِكُنَّ» (لوقا ٢٣: ٢٨). فموسى لم يكن ينظر حينئذ إلى مصابه ولا يهتم بنفسه بل كان كل اهتمامه أن يُمحى اسمه من السفر من أجل إسرائيل (خروج ٣٢: ٣٢) فترك الأمر لله وسأله بالصلاة أن يعيّن راعياً أهلاً لأن يرعى قطيعه إسرائيل.

١٧ «يَخْرُجُ أَمَامَهُمْ وَيَدْخُلُ أَمَامَهُمْ وَيُخْرِجُهُمْ وَيُدْخِلُهُمْ، لِكَيْلاَ تَكُونَ جَمَاعَةُ ٱلرَّبِّ كَٱلْغَنَمِ ٱلَّتِي لاَ رَاعِيَ لَهَا».

تثنية ٣١: ٢ و١صموئيل ٨: ٢٠ و١٨: ١٣ و٢أيام ١: ١٠ و١ملوك ٢٢: ١٧ وزكريا ١٠: ٢ ومتّى ٩: ٣٦ ومرقس ٦: ٣٤

يَخْرُجُ أَمَامَهُمْ الخ أي يعتني بأمورهم ويسعى في نفعهم (تثنية ٢٨: ٦ و٣١: ٢) كما يعتني الراعي الأمين الصالح برعيته (يوحنا ١٠: ٣ – ٩).

١٨، ١٩ «١٨ فَقَالَ ٱلرَّبُّ لِمُوسَى: خُذْ يَشُوعَ بْنَ نُونَ، رَجُلاً فِيهِ رُوحٌ، وَضَعْ يَدَكَ عَلَيْهِ ١٩ وَأَوْقِفْهُ قُدَّامَ أَلِعَازَارَ ٱلْكَاهِنِ وَقُدَّامَ كُلِّ ٱلْجَمَاعَةِ، وَأَوْصِهِ أَمَامَ أَعْيُنِهِمْ».

تكوين ٤١: ٣٨ وقضاة ٣: ١٠ و١١: ٢٩ و١صموئيل ١٦: ١٣ و١٨ تثنية ٣٤: ٩ تثنية ٣١: ٧

فِيهِ رُوحٌ أي له مواهب روحية.

وَضَعْ يَدَكَ عَلَيْهِ ترى هنا أن يشوع مع ما كان له من الأهلية والمواهب الروحية لم يستغن عن الرسم الخارجي والتقديس للرتبة الذي كان يرتقي إليها. بل الذي يظهر أنه وُهب له شيء عظيم بوضع موسى يده عليه. فقد جاء في سفر التثنية «وَيَشُوعُ بْنُ نُونٍ كَانَ قَدِ ٱمْتَلأَ رُوحَ حِكْمَةٍ، إِذْ وَضَعَ مُوسَى عَلَيْهِ يَدَيْهِ» (تثنية ٣٤: ٩).

٢٠ – ٢٣ «٢٠ وَٱجْعَلْ مِنْ هَيْبَتِكَ عَلَيْهِ لِيَسْمَعَ لَهُ كُلُّ جَمَاعَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ، ٢١ فَيَقِفَ أَمَامَ أَلِعَازَارَ ٱلْكَاهِنِ فَيَسْأَلُ لَهُ بِقَضَاءِ ٱلأُورِيمِ أَمَامَ ٱلرَّبِّ. حَسَبَ قَوْلِهِ يَخْرُجُونَ، وَحَسَبَ قَوْلِهِ يَدْخُلُونَ، هُوَ وَكُلُّ بَنِي إِسْرَائِيلَ مَعَهُ، كُلُّ ٱلْجَمَاعَةِ، ٢٢ فَفَعَلَ مُوسَى كَمَا أَمَرَهُ ٱلرَّبُّ. أَخَذَ يَشُوعَ وَأَوْقَفَهُ قُدَّامَ أَلِعَازَارَ ٱلْكَاهِنِ وَقُدَّامَ كُلِّ ٱلْجَمَاعَةِ، ٢٣ وَوَضَعَ يَدَيْهِ عَلَيْهِ وَأَوْصَاهُ كَمَا تَكَلَّمَ ٱلرَّبُّ عَنْ يَدِ مُوسَى».

ص ١١: ١٧ و٢٨ و١صموئيل ١٠: ٦ و٩ و٢ملوك ٢: ١٥ يشوع ١: ١٦ و١٧ يشوع ٩: ١٤ وقضاة ١: ١ و٢٠: ١٨ و٢٣ و٢٦ و١صموئيل ٢٣: ٩ و٣٠: ٧ خروج ٢٨: ٣٠ يشوع ٩: ١٤ و١صموئيل ٢٢: ١٠ و١٣ و١٥ تثنية ٣: ٢٨ و٣١: ٧

بِقَضَاءِ ٱلأُورِيمِ (ع ٢١ انظر خروج ٢٨: ٣٠ والتفسير).

حَسَبَ قَوْلِهِ كان يشوع وبنو إسرائيل مكلفون بالطاعة لحكم الكاهن الذي يُعلم بواسطة الأوريم والتميم.

السابق
التالي
زر الذهاب إلى الأعلى