سفر العدد

سفر العدد | 20 | السنن القويم

السنن القويم في تفسير أسفار العهد القديم

شرح سفر العدد

للقس . وليم مارش

اَلأَصْحَاحُ ٱلْعِشْرُونَ

١ «وَأَتَى بَنُو إِسْرَائِيلَ، ٱلْجَمَاعَةُ كُلُّهَا، إِلَى بَرِّيَّةِ صِينَ فِي ٱلشَّهْرِ ٱلأَوَّلِ. وَأَقَامَ ٱلشَّعْبُ فِي قَادِشَ. وَمَاتَتْ هُنَاكَ مَرْيَمُ وَدُفِنَتْ هُنَاكَ».

ص ٣٣: ٣٦ خروج ١٥: ٢٠ وص ٢٦: ٥٩

وَأَتَى بَنُو إِسْرَائِيلَ المدة بين هذا الإتيان وما قبله مجهولة.

فِي ٱلشَّهْرِ ٱلأَوَّلِ ظنّ جمهور المفسرين أنه الشهر الأول من السنة الأربعين للخروج وذلك حين رجوع الإسرائيليين إلى قادش أي حلولهم إياها ثانية. وذهب بعضهم أن هذا السفر هو السفر المذكور في (ص ١٢: ١٦ وتثنية ١: ١٩) وإن وصولهم إلى قادش كان في الشهر الأول من السنة الثالثة للخروج أي بعد السنة التي ساروا فيها من سيناء. ولكن ذلك السير في اليوم العشرين من الشهر الثاني من السنة الثانية للخروج.

وَأَقَامَ ٱلشَّعْبُ فِي قَادِشَ من البيّن أن الإقامة بقادش كانت طويلة سواء كانت في السنة الثانية للخروج أم كانت للسنة الثالثة منه فإنها بقيت إلى بداءة دخولهم أرض كنعان (انظر تثنية ١: ٤٦) وأعلن موسى طول الإقامة بقادش «أياماً كثيرة» كما قال في (ع ٢٠: ٥) في إنبائه بطول الإقامة بأرض مصر. وتلك العبارة ليست بدليل على إقامة بني إسرائيل بقادش في بداءة السنة الأربعين ولا على نفي ذلك (انظر تفسير ع ١٤).

٢ «وَلَمْ يَكُنْ مَاءٌ لِلْجَمَاعَةِ فَٱجْتَمَعُوا عَلَى مُوسَى وَهَارُونَ».

خروج ١٧: ١ ص ١٦: ١٩ و٤٢

وَلَمْ يَكُنْ مَاءٌ في قادش. وقادش تُعتبر جزءاً من برّية صين وربما كان ماء في الأماكن المجاورة لها أو ربما كان ذلك الماء غير كاف للشعب (ولعله لم يكن من ماء في قادش ولا على القرب منها يومئذ) فما كان لموسى إلا أن يخرج لهم ماء بمعجزة. وكان إنزال الله إياهم في تلك الأرض امتحاناً لإيمانهم.

٣ – ٥ «٣ وَخَاصَمَ ٱلشَّعْبُ مُوسَى وَقَالُوا لَهُ: لَيْتَنَا فَنِينَا فَنَاءَ إِخْوَتِنَا أَمَامَ ٱلرَّبِّ. ٤ لِمَاذَا أَتَيْتُمَا بِجَمَاعَةِ ٱلرَّبِّ إِلَى هٰذِهِ ٱلْبَرِّيَّةِ لِكَيْ نَمُوتَ فِيهَا نَحْنُ وَمَوَاشِينَا؟ ٥ وَلِمَاذَا أَصْعَدْتُمَانَا مِنْ مِصْرَ لِتَأْتِيَا بِنَا إِلَى هٰذَا ٱلْمَكَانِ ٱلرَّدِيءِ؟ لَيْسَ هُوَ مَكَانَ زَرْعٍ وَتِينٍ وَكَرْمٍ وَرُمَّانٍ، وَلاَ فِيهِ مَاءٌ لِلشُّرْبِ».

خروج ١٧: ٢ وص ١٤: ٢ ص ١١: ١ و٣٣ و١٤: ٣٧ و١٦: ٣٢ و٣٥ و٤٩ خروج ١٧: ٣

لَيْتَنَا فَنِينَا فَنَاءَ إِخْوَتِنَا أَمَامَ ٱلرَّبِّ في هذا إشارة إلى الضربة التي حدثت زمن خطاء قورح. وكلام المتذمرين هنا مثل كلام المتذمرين في (ص ١٦: ١٤). وهذا يدل على قرب عهد الضربة المشار إليها هنا ولا سيما قولهم «إخوتنا». فكيف يُظن أن ما بين الأمرين نحو أربعين سنة على ما سبق من قول جمهور المفسرين (انظر تفسير ع ١). وظن بعضهم أن المعاصرين لقورح في زمن عصيانه كانوا قد ماتوا (وإن دعوتهم إخوة لا يقتضي حداثة العهد بالضرورة لصحة أن يُقال حينئذ أن فرعون جار على إخوتهم في مصر بالنظر إلى أنهم أولاد يعقوب جميعاً. لكن بقي أن قولهم «لماذا أصعدتنا من أرض مصر» يدل على أن المتكلمين ممن كانوا في مصر وهم بالغون (على أن في ذلك ما فيه) (انظر تفسير ع ١٦).

٦ – ١١ «٦ فَأَتَى مُوسَى وَهَارُونُ مِنْ أَمَامِ ٱلْجَمَاعَةِ إِلَى بَابِ خَيْمَةِ ٱلٱجْتِمَاعِ وَسَقَطَا عَلَى وَجْهَيْهِمَا. فَتَرَاءَى لَهُمَا مَجْدُ ٱلرَّبِّ. ٧ وَأَمَرَ ٱلرَّبُّ مُوسَى: ٨ خُذِ ٱلْعَصَا وَٱجْمَعِ ٱلْجَمَاعَةَ أَنْتَ وَهَارُونُ أَخُوكَ، وَكَلِّمَا ٱلصَّخْرَةَ أَمَامَ أَعْيُنِهِمْ أَنْ تُعْطِيَ مَاءَهَا، فَتُخْرِجُ لَهُمْ مَاءً مِنَ ٱلصَّخْرَةِ وَتَسْقِي ٱلْجَمَاعَةَ وَمَوَاشِيَهُمْ. ٩ فَأَخَذَ مُوسَى ٱلْعَصَا مِنْ أَمَامِ ٱلرَّبِّ كَمَا أَمَرَهُ، ١٠ وَجَمَعَ مُوسَى وَهَارُونُ ٱلْجُمْهُورَ أَمَامَ ٱلصَّخْرَةِ، فَقَالَ لَهُمُ: ٱسْمَعُوا أَيُّهَا ٱلْمَرَدَةُ! أَمِنْ هٰذِهِ ٱلصَّخْرَةِ نُخْرِجُ لَكُمْ مَاءً؟ ١١ وَرَفَعَ مُوسَى يَدَهُ وَضَرَبَ ٱلصَّخْرَةَ بِعَصَاهُ مَرَّتَيْنِ، فَخَرَجَ مَاءٌ غَزِيرٌ، فَشَرِبَتِ ٱلْجَمَاعَةُ وَمَوَاشِيهَا».

ص ١٤: ٥ و١٦: ٤ و٢٢ و٤٥ ص ١٤: ١٠ خروج ١٧: ٥ نحميا ٩: ١٥ ومزمور ٧٨: ١٥ و١٦ و١٠٥: ٤١ و١١٤: ٨ وإشعياء ٤٣: ٢٠ و٤٨: ٢١ ص ١٧: ١٠ مزمور ١٠٦: ٣٣ خروج ١٧: ٦ وتثنية ٨: ١٥ و١كورنثوس ١٠: ٤

فَأَخَذَ مُوسَى ٱلْعَصَا ظنّ بعضهم أن هذه العصا هي عصا هارون التي كانت محفوظة أمام الشهادة (ص ١٧: ١٠). والأرجح أنها هي عصا موسى التي صنع بها المعجزات في مصر وفي البحر الأحمر ورفيديم ويوضح ذلك بل يقربه من غاية اليقين قوله «وَرَفَعَ مُوسَى يَدَهُ وَضَرَبَ ٱلصَّخْرَةَ بِعَصَاهُ» (ع ١١).

أَمِنْ هٰذِهِ ٱلصَّخْرَةِ نُخْرِجُ لَكُمْ مَاءً جاء اسم الصخرة في معجزة رفيديم في العبرانية «صور» وجاء اسم الصخرة هنا في العبرانية «سلع» وذكر الصخرة المرنم في المعجزتين بالاسمين لا باسم واحد (مزمور ٧٨: ١٥ و١٦).

١٢ «فَقَالَ ٱلرَّبُّ لِمُوسَى وَهَارُونَ: مِنْ أَجْلِ أَنَّكُمَا لَمْ تُؤْمِنَا بِي حَتَّى تُقَدِّسَانِي أَمَامَ أَعْيُنِ بَنِي إِسْرَائِيلَ، لِذٰلِكَ لاَ تُدْخِلاَنِ هٰذِهِ ٱلْجَمَاعَةَ إِلَى ٱلأَرْضِ ٱلَّتِي أَعْطَيْتُهُمْ إِيَّاهَا».

ص ٢٧: ١٤ وتثنية ١: ٣٧ و٣: ٢٦ و٣٢: ٥١ لاويين ١٠: ٣ وحزقيال ٢٠: ٤١ و٣٦: ٢٣ و٣٨: ١٦ و١بطرس ٣: ١٥

فَقَالَ ٱلرَّبُّ لِمُوسَى وَهَارُونَ جاء في المزامير أن الإسرائيليين هم الذين عصوا روح الرب (مزمور ١٠٦: ٣٣) وإنهم أمروا روح موسى حتى فرّط بشفتيه. ومهما تكن تلك الخطية التي ارتكبها موسى فإن هارون كان شريكاً لموسى فيها. ظن بعضهم أن الخطية كانت قوله للشعب «اسمعوا أيها المردة» لكن مثل هذا الكلام كرره لهم (انظر ص ١: ٢٦ و٤٣ و٩: ٢٣ و٣١: ٢٧). وكلامه هنا كان في أحوال يقتضيها وهو من باب التوبيخ لا من باب الخطيئة. وذهب آخر إلى أن خطية موسى وهارون كانت أنهما نسبا إلى أنفسهما الإكرام الذي لله بقولهما «أَمِنْ هٰذِهِ ٱلصَّخْرَةِ نُخْرِجُ لَكُمْ مَاءً؟» (ع ١٠). والمرجّح أن الإثم أنهما لم يتكلما بذلك الكلام إلا لغيظهما وإن ذلك الغيظ الحامل على ذلك الكلام لم ينشأ إلا عن شكهما في قدرة الله بدليل قوله تعالى «من أجل أنكما لم تؤمنا بي» في هذه الآية نفسها. ويعرف مقدار هذا الخطيئة التي ارتكباها من عقابهما وهو تعنيفهما على عدم إيمانهما ومنعهما من دخول أرض الميعاد.

لاَ تُدْخِلاَنِ هٰذِهِ ٱلْجَمَاعَةَ تقدم في (ص ١٤: ٣٠) أن كالب ويشوع استثنيا من حرمان دخول الأرض الذي عوقب به البالغون الذين خرجوا من مصر وهم الذين من ابن عشرين سنة وصاعداً. وكان هارون وموسى من سبط لاوي الذين لم يعدوا ولم يعاقبوا بالحرمان من دخول أرض كنعان.

١٣ «هٰذَا مَاءُ مَرِيبَةَ، حَيْثُ خَاصَمَ بَنُو إِسْرَائِيلَ ٱلرَّبَّ، فَتَقَدَّسَ فِيهِم».

خروج ١٧: ٧ وتثنية ٣٣: ٨ ومزمور ٩٥: ٨ و١٠٦: ٣٢ الخ

هٰذَا مَاءُ مَرِيبَةَ أي ماء مخاصمة (انظر خروج ١٧: ٧ والتفسير وعدد ٢٧: ١٤) ففيه «لأَنَّكُمَا فِي بَرِّيَّةِ صِينَ، عِنْدَ مُخَاصَمَةِ ٱلْجَمَاعَةِ، عَصَيْتُمَا قَوْلِي أَنْ تُقَدِّسَانِي بِٱلْمَاءِ أَمَامَ أَعْيُنِهِمْ. ذٰلِكَ مَاءُ مَرِيبَةِ قَادِشَ فِي بَرِّيَّةِ صِينَ». وزاد هذا تمييزاً لهذه المعجزة السابقة لها بإخراج الماء من الصخرة. وذُكر في سفر التثنية أن الماء المذكور هنا هو «ماء مريبة قادش».

فَتَقَدَّسَ فِيهِمْ أو فيها فالضمير إما أن يرجع إلى المياه (فإن ما تُرجم بالماء هنا هو مياه في العبرانية) أو إلى بني إسرائيل وهو المرجّح ولذلك جاء في ترجمتنا العربية بضمير جمع الذكور للعاقل ومنهم موسى وهارون. والمظنون أن اسم المكان قادش مأخوذ من فعل «تقدس» (وهو في العبرانية «يقدش» وهو «قادش برنيع» (ص ٣٢: ٨) فإن هناك حُكم بالحرمان على الشعب عموماً (ص ١٤: ٢٢ و٢٣) وعلى موسى وهارون خصوصاً فيكون الرب قد تقدّس بمعاقبة العصاة.

١٤ «وَأَرْسَلَ مُوسَى رُسُلاً مِنْ قَادِشَ إِلَى مَلِكِ أَدُومَ: هٰكَذَا يَقُولُ أَخُوكَ إِسْرَائِيلُ، قَدْ عَرَفْتَ كُلَّ ٱلْمَشَقَّةِ ٱلَّتِي أَصَابَتْنَا».

قضاة ١١: ١٦ و١٧ تثنية ٢: ٤ الخ و٢٣: ٧ وعوبديا ١: ١٢ خروج ١٨: ٨

وَأَرْسَلَ مُوسَى رُسُلاً مِنْ قَادِشَ إِلَى مَلِكِ أَدُومَ لم يُذكر تاريخ ما في هذه الآية والآيات التي بعدها ولكن الذي يستنتج من سفر القضاة (قضاة ١١: ١٦ و١٧) أن إرسال الرسل إلى ملكي أدوم وموآب كان على أثر الخروج وإن رفض ذينك الملكين الطلب كان علة طول الإقامة بقادش بدليل قوله «فرفض… فَأَقَامَ إِسْرَائِيلُ فِي قَادِشَ» (قضاة ١١: ١٧).

وهنا شبهة وهي أنه يُفهم من سفر التكوين أن حكام أدوم كانوا أمراء (تكوين ٣٦: ١٥ – ٣٠) وقيل هنا أن موسى أرسل رسلاً إلى ملك أدوم. ويدفع ذلك بطريقين:

(١) احتمال أن الحكم الذي كان في أدوم في نبإ التكوين كان قد تغير وصاروا كلهم تحت حكم ملك واحد أو عدة ملوك (أو ملوك وأمراء أو ملك وأمراء).

(٢) إن الملك يطلق على الأمير فيُدعى مرة أميراً ومرة ملكاً (قابل بهذا ص ٣١: ٨).

هٰكَذَا يَقُولُ أَخُوكَ إِسْرَائِيلُ خاطبهم مخاطبة الأخ لأن أباهم أدوم وهو عيسو أخو يعقوب أبي الإسرائيليين (تكوين ٢٥: ٣٠).

قَدْ عَرَفْتَ كُلَّ ٱلْمَشَقَّةِ ٱلَّتِي أَصَابَتْنَا فسّر هذه المشقة في الآية التالية. وهذا دليل قاطع على أن مصاب بني إسرائيل في مصر كان قد شاع خبره في الآفاق.

١٥ «إِنَّ آبَاءَنَا ٱنْحَدَرُوا إِلَى مِصْرَ، وَأَقَمْنَا فِي مِصْرَ أَيَّاماً كَثِيرَةً وَأَسَاءَ ٱلْمِصْرِيُّونَ إِلَيْنَا وَإِلَى آبَائِنَا».

تكوين ٤٦: ٦ وأعمال ٧: ١٥ خروج ١٢: ٤٠ خروج ١: ١١ الخ وتثنية ٢٦: ٦ وأعمال ٧: ١٩

إِنَّ آبَاءَنَا الخ هذه الآية تفسير لقوله «قَدْ عَرَفْتَ كُلَّ ٱلْمَشَقَّةِ ٱلَّتِي أَصَابَتْنَا» (ع ١٤).

١٦ «فَصَرَخْنَا إِلَى ٱلرَّبِّ فَسَمِعَ صَوْتَنَا، وَأَرْسَلَ مَلاَكاً وَأَخْرَجَنَا مِنْ مِصْرَ. وَهَا نَحْنُ فِي قَادِشَ، مَدِينَةٍ فِي طَرَفِ تُخُومِكَ».

خروج ٢: ٢٣ و٣: ٧ خروج ٣: ٢ و١٤: ١٩ و٢٣: ٢٠ و٣٣: ٢ ص ٣٣: ٣٧

أَرْسَلَ مَلاَكاً (انظر خروج ٣: ٢ و١٤: ١٩).

١٧ «دَعْنَا نَمُرَّ فِي أَرْضِكَ. لاَ نَمُرُّ فِي حَقْلٍ وَلاَ فِي كَرْمٍ، وَلاَ نَشْرَبُ مَاءَ بِئْرٍ. فِي طَرِيقِ ٱلْمَلِكِ نَمْشِي، لاَ نَمِيلُ يَمِيناً وَلاَ يَسَاراً حَتَّى نَتَجَاوَزَ تُخُومَكَ».

ص ٢١: ٢٢ وتثنية ٢: ٢٧

نَمُرَّ فِي أَرْضِكَ أي في الطريق المطروقة بدليل الكلام اللاحق. والمرجّح أن هذه الطريق هي وادي الغور المشهور بالخصب وكثرة العيون والينبايع.

طَرِيقِ ٱلْمَلِكِ أي الطريق السلطانية.

١٨ «فَقَالَ لَهُ أَدُومُ: لاَ تَمُرُّ بِي لِئَلاَّ أَخْرُجَ لِلِقَائِكَ بِٱلسَّيْفِ».

لاَ تَمُرُّ بِي لِئَلاَّ أَخْرُجَ لِلِقَائِكَ بِٱلسَّيْفِ (ما كان أحد يتوقع مثل هذا الجواب القاسي لسؤال إسرائيل الليّن).

١٩ «فَقَالَ لَهُ بَنُو إِسْرَائِيلَ: فِي ٱلسِّكَّةِ نَصْعَدُ. وَإِذَا شَرِبْنَا أَنَا وَمَوَاشِيَّ مِنْ مَائِكَ أَدْفَعُ ثَمَنَهُ. لاَ شَيْءَ. أَمُرُّ بِرِجْلَيَّ فَقَطْ».

تثنية ٢: ٦ و٢٨

لاَ شَيْءَ أي لا نأتي شيئاً سوى المرور في السكة.

٢٠، ٢١ «٢٠ فَقَالَ: لاَ تَمُرُّ. وَخَرَجَ أَدُومُ لِلِقَائِهِ بِشَعْبٍ غَفِيرٍ وَبِيَدٍ شَدِيدَةٍ. ٢١ وَأَبَى أَدُومُ أَنْ يَسْمَحَ لإِسْرَائِيلَ بِٱلْمُرُورِ فِي تُخُومِهِ، فَتَحَوَّلَ إِسْرَائِيلُ عَنْهُ».

قضاة ١١: ١٧ تثنية ٢: ٢٧ و٢٩ تثنية ٢: ٤ و٥ و٨ وقضاة ١١: ١٨

ما قاله ملك آدوم في (ع ١٨) إنذاراً أتاه هنا فعلاً.

٢٢ «فَٱرْتَحَلَ بَنُو إِسْرَائِيلَ، ٱلْجَمَاعَةُ كُلُّهَا، مِنْ قَادِشَ وَأَتَوْا إِلَى جَبَلِ هُورٍ».

ص ٣٣: ٣٧ ص ٢١: ٤

ٱلْجَمَاعَةُ كُلُّهَا قال بعضهم من هذه العبارة أن الإسرائيليين حين بلغوا قادش كانوا قد أعيوا في البرية ونزلوا متفرقين إلى أن استراحوا ثم اجتمعوا.

جَبَلِ هُورٍ ظن بعضهم أن هور هنا هو هارون في وادي موسى ونفى بعضهم ذلك لأنه كان على أمد أكثر من مرحلة من قادش والظاهر من (ص ١٠: ٣٣) أنه كان بين المنزلتين عدة مراحل أو سفر عدة أيام. ورأى بعضهم أن لفظة هور صورة أخرى لها وهو الجبل في العبرانية (وانظر ماذا يكون المقصود لو تُرجم «جبل جبل»). وذُكر هور في (ص ٣٤: ٧) وظُنّ أنه قسم من جبل لبنان.

٢٣، ٢٤ «٢٣ وَقَالَ ٱلرَّبُّ لِمُوسَى وَهَارُونَ فِي جَبَلِ هُورٍ عَلَى تُخُمِ أَرْضِ أَدُومَ: ٢٤ يُضَمُّ هَارُونُ إِلَى قَوْمِهِ لأَنَّهُ لاَ يَدْخُلُ ٱلأَرْضَ ٱلَّتِي أَعْطَيْتُ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ، لأَنَّكُمْ عَصَيْتُمْ قَوْلِي عِنْدَ مَاءِ مَرِيبَةَ».

تكوين ٢٥: ٨ وص ٢٧: ١٣ و٣١: ٢ وتثنية ٣٢: ٥ ع ١٢

يُضَمُّ هَارُونُ إِلَى قَوْمِهِ الذين سبقوه إلى دار الأموات لا إلى مدفنهم (انظر تكوين ٢٥: ٨ والتفسير).

٢٥، ٢٦ «٢٥ خُذْ هَارُونَ وَأَلِعَازَارَ ٱبْنَهُ وَٱصْعَدْ بِهِمَا إِلَى جَبَلِ هُورٍ، ٢٦ وَٱخْلَعْ عَنْ هَارُونَ ثِيَابَهُ وَأَلْبِسْ أَلِعَازَارَ ٱبْنَهُ إِيَّاهَا. فَيُضَمُّ هَارُونُ وَيَمُوتُ هُنَاكَ».

ص ٣٣: ٣٨ وتثنية ٣٢: ٥٠

وَٱخْلَعْ عَنْ هَارُونَ ثِيَابَهُ وعلى هذا اليدان اللتان ألبستا هارون الأثواب المقدسة هما اللتان خلعتاها عنه وإننا في كل من الأمرين ما أمر الله به. ويصح أن يُعتبر خلع ثياب الكهنوت عن هارون رمزاً إلى نسخ الكهنوت اللاوي بكهنوت الكاهن الذي سوف يُقام على رتبة ملكي صادق. قال بعضهم وحفظ ما أتاه موسى عند اليهود إلى الأيام الحديثة فكانوا يلبسون الكاهن الأعظم الجديد أثواب الكاهن الأعظم الذي كان قبله.

٢٧ «فَفَعَلَ مُوسَى كَمَا أَمَرَ ٱلرَّبُّ، وَصَعِدُوا إِلَى جَبَلِ هُورٍ أَمَامَ أَعْيُنِ كُلِّ ٱلْجَمَاعَة».

صَعِدُوا إِلَى جَبَلِ هُورٍ وترجم بعضهم ذلك بقوله «صعدوا إلى قنة جبل هور» بدليل ما في الآية التالية وهو قوله «فَمَاتَ هَارُونُ هُنَاكَ عَلَى رَأْسِ ٱلْجَبَلِ» (ع ٢٨) لكن خلوّ الأصل من لفظة القنّة لا يسمح بهذا التصرّف.

أَمَامَ أَعْيُنِ كُلِّ ٱلْجَمَاعَةِ أي على مرأى الجميع. وسمي المكان الذي كانوا نازلين فيه «مسيروت» (ص ٣٣: ٣٠) وسُمي «مسير» أيضاً (تثنية ١٠: ٦).

٢٨، ٢٩ «٢٨ فَخَلَعَ مُوسَى عَنْ هَارُونَ ثِيَابَهُ وَأَلْبَسَ أَلِعَازَارَ ٱبْنَهُ إِيَّاهَا. فَمَاتَ هَارُونُ هُنَاكَ عَلَى رَأْسِ ٱلْجَبَلِ. ثُمَّ ٱنْحَدَرَ مُوسَى وَأَلِعَازَارُ عَنِ ٱلْجَبَلِ. ٢٩ فَلَمَّا رَأَى كُلُّ ٱلْجَمَاعَةِ أَنَّ هَارُونَ قَدْ مَاتَ، بَكَى جَمِيعُ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ عَلَى هَارُونَ ثَلاَثِينَ يَوْماً».

خروج ٢٩: ٢٩ و٣٠ ص ٣٣: ٣٨ وتثنية ١٠: ٦ و٣٢: ٥٠ تثنية ٣٤: ٨

فَمَاتَ هَارُونُ هُنَاكَ عَلَى رَأْسِ ٱلْجَبَلِ كانت وفاة هارون على ما يظهر من (ص ٣٣: ٣٨) في اليوم الأول من الشهر الخامس في السنة الأربعين للخروج وهو ابن مئة سنة وثلاث وعشرين سنة (ص ٣٣: ٣٩) وكان موسى على ما يُفهم من (خروج ٧: ٧) ابن ثمانين سنة حين كان هارون ابن ثلاث وثمانين. والاختلاف في أحوال موت الأخوين مما يستحق الملاحظة. إن كلا منهما حُرم من دخول أرض الميعاد للمعصية وكل منهما مات على رأس الجبل لكن مدفن موسى غير معلوم وهارون صعد إلى الجبل على مرأى بني إسرائيل ومات على مرأى موسى وألعازار. وأشار موت هارون وأمثاله إلى عدم كمال الكهنوت اللاوي في الرسالة إلى العبرانيين وهو قول الكاتب «وَأُولٰئِكَ قَدْ صَارُوا كَهَنَةً كَثِيرِينَ لأَنَّ ٱلْمَوْتَ مَنَعَهُمْ مِنَ ٱلْبَقَاءِ، وَأَمَّا هٰذَا (أي المسيح) فَلأَنَّهُ يَبْقَى إِلَى ٱلأَبَدِ، لَهُ كَهَنُوتٌ لاَ يَزُولُ» (عبرانيين ٧: ٢٣ و٢٤).

السابق
التالي
زر الذهاب إلى الأعلى