سفر العدد

سفر العدد | 19 | السنن القويم

السنن القويم في تفسير أسفار العهد القديم

شرح سفر العدد

للقس . وليم مارش

اَلأَصْحَاحُ ٱلتَّاسِعُ عَشَرَ

١، ٢ «١ وَقَالَ ٱلرَّبُّ لِمُوسَى وَهَارُونَ: ٢ هٰذِهِ فَرِيضَةُ ٱلشَّرِيعَةِ ٱلَّتِي أَمَرَ بِهَا ٱلرَّبُّ: كَلِّمْ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنْ يَأْخُذُوا إِلَيْكَ بَقَرَةً حَمْرَاءَ صَحِيحَةً لاَ عَيْبَ فِيهَا، وَلَمْ يَعْلُ عَلَيْهَا نِيرٌ».

تثنية ٢١: ٣ و١صموئيل ٦: ٧

هٰذِهِ فَرِيضَةُ ٱلشَّرِيعَةِ اصطحاب هاتين الكلمتين أي الفريضة والشريعة بطريق الإضافة لم يأت إلا هنا وفي (ص ٣١: ٢١) والظاهر أنه أُريد به التنبيه على أهمية الشريعة المذكورة قبله. ولعل علة تلك الوفيات الخارقة العادة دعت إلى رسوم التطهير من التنجس بالموتى. ولا دليل واضح على الوقت الذي أُعلنت فيه تلك الشريعة. وذهب ابن عزرا وغيره إلى أنها أُعلنت قبل الانطلاق من سيناء. وصيغة الكلام تدل على أنها أُعلنت قبل هذا الوقت.

لاَ عَيْبَ فِيهَا كانت هذه البقرة خالصة الحمرة لا نقص فيها (قابل بهذا لاويين ٢٢: ١٩ و٢٠).

٣، ٤ «٣ فَتُعْطُونَهَا لأَلِعَازَارَ ٱلْكَاهِنِ، فَتُخْرَجُ إِلَى خَارِجِ ٱلْمَحَلَّةِ وَتُذْبَحُ قُدَّامَهُ. ٤ وَيَأْخُذُ أَلِعَازَارُ ٱلْكَاهِنُ مِنْ دَمِهَا بِإِصْبِعِهِ وَيَنْضِحُ مِنْ دَمِهَا إِلَى جِهَةِ وَجْهِ خَيْمَةِ ٱلاجْتِمَاعِ سَبْعَ مَرَّاتٍ».

لاويين ٤: ١٢ و٢١ و١٦: ٢٧ وعبرانيين ١٣: ١١ لاوين ٤: ٦ و١٦: ١٤ و١٩ وعبرانيين ٩: ١٣

يَأْخُذُ أَلِعَازَارُ ٱلْكَاهِنُ مِنْ دَمِهَا (ع ٤) كان هذا الرسم ممما يجب أن يقوم به العازار لا هارون لئلا يتنجس فيمتنع عن عمل الحبر الأعظم وقتياً.

وَجْهِ خَيْمَةِ ٱلاجْتِمَاعِ أي تجاه تلك الخيمة لكن خارج المحلة كما أُعلن في (ع ٣) لأن في العمل إشارة إلى نجاسة الموت.

٥، ٦ «٥ وَتُحْرَقُ ٱلْبَقَرَةُ أَمَامَ عَيْنَيْهِ. يُحْرَقُ جِلْدُهَا وَلَحْمُهَا وَدَمُهَا مَعَ فَرْثِهَا. ٦ وَيَأْخُذُ ٱلْكَاهِنُ خَشَبَ أَرْزٍ وَزُوفَا وَقِرْمِزاً وَيَطْرَحُهُنَّ فِي وَسَطِ حَرِيقِ ٱلْبَقَرَةِ»

خروج ٢٩: ١٤ ولاويين ٤: ١١ و ١٢ لاويين ١٤: ٤ و٦ و٤٩

يَأْخُذُ ٱلْكَاهِنُ خَشَبَ أَرْزٍ وَزُوفَا وَقِرْمِزاً يُفهم من ترجمة يوناثان أن كاهن آخر كان يفعل ذلك والظاهر أن المقصود بالكاهن هنا ألعازار نفسه. وكان خشب الأرز رمزاً إلى العصر وعدم الفساد. والزوفا رمزاً إلى التطهير والقرمز أو الصوف القرمزي أو النسيج القرمزي رمزاً إلى الخطيئة (إشعياء ١: ١٨). والدم الذي هو الحياة والذي سفكه ضروري لمغفرة الخطيئة. وهذا كله كان يُستعمل في تطهير الأبرص (عبرانيين ٩: ١٣ و١٤).

٧ «ثُمَّ يَغْسِلُ ٱلْكَاهِنُ ثِيَابَهُ وَيَرْحَضُ جَسَدَهُ بِمَاءٍ، وَبَعْدَ ذٰلِكَ يَدْخُلُ ٱلْمَحَلَّةَ. وَيَكُونُ ٱلْكَاهِنُ نَجِساً إِلَى ٱلْمَسَاءِ».

لاويين ١١: ٢٥ و١٥: ٥

ٱلْكَاهِنُ في ترجمة يوناثان الكاهن الذي ذبح البقرة. وقال ابن عزرا الكاهن أحرقها والمرجّح أن الكاهن هنا هو ألعازار.

٨ «وَٱلَّذِي أَحْرَقَهَا يَغْسِلُ ثِيَابَهُ بِمَاءٍ وَيَرْحَضُ جَسَدَهُ بِمَاءٍ وَيَكُونُ نَجِساً إِلَى ٱلْمَسَاءِ».

وَٱلَّذِي أَحْرَقَهَا (هذا يدل على أن الذي أحرقها غير ألعازار).

٩ «وَيَجْمَعُ رَجُلٌ طَاهِرٌ رَمَادَ ٱلْبَقَرَةِ وَيَضَعُهُ خَارِجَ ٱلْمَحَلَّةِ فِي مَكَانٍ طَاهِرٍ، فَتَكُونُ لِجَمَاعَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي حِفْظٍ، مَاءَ نَجَاسَةٍ. إِنَّهَا ذَبِيحَةُ خَطِيَّةٍ».

عبرانيين ٩: ٣ ع ١٣ و٢٠ و٢١ وص ٣١: ٢٣

فِي حِفْظ مَاءَ نَجَاسَةٍ (أي يحفظ الرماد ليوضع في ماء وهذا الماء يطهر من النجاسة).

١٠ «وَٱلَّذِي جَمَعَ رَمَادَ ٱلْبَقَرَةِ يَغْسِلُ ثِيَابَهُ وَيَكُونُ نَجِساً إِلَى ٱلْمَسَاءِ. فَتَكُونُ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ وَلِلْغَرِيبِ ٱلنَّازِلِ فِي وَسَطِهِمْ فَرِيضَةً دَهْرِيَّةً».

فَتَكُونُ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ وَلِلْغَرِيبِ كذا موعد غفران الخطايا بيسوع المسيح فإنه لم يكن لليهود وأولادهم فقط بل لكل البعيدين أيضاً (انظر أعمال ٢: ٣٩).

١١ «مَنْ مَسَّ مَيِّتاً مَيِّتَةَ إِنْسَانٍ مَا، يَكُونُ نَجِساً سَبْعَةَ أَيَّامٍ».

لاويين ٢١: ١ وع ١٦ وص ٥: ٢ و٩: ٦ و١٠ وص ٣١: ١٩ ومراثي إرميا ٤: ١٤ وحجي ٢: ١٣

مَنْ مَسَّ مَيِّتاً كان مس جسد البهيمة الميتة ينجس إلى المساء فقط (لاويين ١١: ٢٤) ولكن مس جسد الإنسان الميت يقتضى أن يبقى نجساً سبعة أيام.

١٢ – ١٦ «١٢ يَتَطَهَّرُ بِهِ فِي ٱلْيَوْمِ ٱلثَّالِثِ، وَفِي ٱلْيَوْمِ ٱلسَّابِعِ يَكُونُ طَاهِراً. وَإِنْ لَمْ يَتَطَهَّرْ فِي ٱلْيَوْمِ ٱلثَّالِثِ فَفِي ٱلْيَوْمِ ٱلسَّابِعِ لاَ يَكُونُ طَاهِراً. ١٣ كُلُّ مَنْ مَسَّ مَيِّتاً مَيِّتَةَ إِنْسَانٍ قَدْ مَاتَ وَلَمْ يَتَطَهَّرْ، يُنَجِّسُ مَسْكَنَ ٱلرَّبِّ. فَتُقْطَعُ تِلْكَ ٱلنَّفْسُ مِنْ إِسْرَائِيلَ. لأَنَّ مَاءَ ٱلنَّجَاسَةِ لَمْ يُرَشَّ عَلَيْهَا تَكُونُ نَجِسَةً. نَجَاسَتُهَا لَمْ تَزَلْ فِيهَا. ١٤ هٰذِهِ هِيَ ٱلشَّرِيعَةُ: إِذَا مَاتَ إِنْسَانٌ فِي خَيْمَةٍ، فَكُلُّ مَنْ دَخَلَ ٱلْخَيْمَةَ، وَكُلُّ مَنْ كَانَ فِي ٱلْخَيْمَةِ يَكُونُ نَجِساً سَبْعَةَ أَيَّامٍ. ١٥ وَكُلُّ إِنَاءٍ مَفْتُوحٍ لَيْسَ عَلَيْهِ سِدَادٌ بِعِصَابَةٍ فَإِنَّهُ نَجِسٌ. ١٦ وَكُلُّ مَنْ مَسَّ عَلَى وَجْهِ ٱلصَّحْرَاءِ قَتِيلاً بِٱلسَّيْفِ أَوْ مَيِّتاً أَوْ عَظْمَ إِنْسَانٍ أَوْ قَبْراً، يَكُونُ نَجِساً سَبْعَةَ أَيَّامٍ».

ص ٣١: ١٩ لاويين ١٥: ٣١ ص ٨: ٧ وع ٩ لاويين ٧: ٢٠ و٢٢: ٣ لاويين ١١: ٣٢ وص ٣١: ٢٠ ع ١١

يَتَطَهَّرُ وطريق التطهير في (ع ١٧ – ١٩).

١٧ «فَيَأْخُذُونَ لِلنَّجِسِ مِنْ غُبَارِ حَرِيقِ ذَبِيحَةِ ٱلْخَطِيَّةِ وَيَجْعَلُ عَلَيْهِ مَاءً حَيّاً فِي إِنَاءٍ».

ع ٩ تكوين ٢٦: ١٩

مِنْ غُبَارِ حَرِيقِ أي من رماد المحرقة.

١٨ – ٢٢ «١٨ وَيَأْخُذُ رَجُلٌ طَاهِرٌ زُوفَا وَيَغْمِسُهَا فِي ٱلْمَاءِ وَيَنْضِحُهُ عَلَى ٱلْخَيْمَةِ وَعَلَى جَمِيعِ ٱلأَمْتِعَةِ وَعَلَى ٱلأَنْفُسِ ٱلَّذِينَ كَانُوا هُنَاكَ وَعَلَى ٱلَّذِي مَسَّ ٱلْعَظْمَ أَوِ ٱلْقَتِيلَ أَوِ ٱلْمَيِّتَ أَوِ ٱلْقَبْرَ. ١٩ يَنْضِحُ ٱلطَّاهِرُ عَلَى ٱلنَّجِسِ فِي ٱلْيَوْمِ ٱلثَّالِثِ وَٱلْيَوْمِ ٱلسَّابِعِ. وَيُطَهِّرُهُ فِي ٱلْيَوْمِ ٱلسَّابِعِ، فَيَغْسِلُ ثِيَابَهُ وَيَرْحَضُ بِمَاءٍ فَيَكُونُ طَاهِراً فِي ٱلْمَسَاءِ. ٢٠ وَأَمَّا ٱلإِنْسَانُ ٱلَّذِي يَتَنَجَّسُ وَلاَ يَتَطَهَّرُ، فَتُبَادُ تِلْكَ ٱلنَّفْسُ مِنْ بَيْنِ ٱلْجَمَاعَةِ لأَنَّهُ نَجَّسَ مَقْدِسَ ٱلرَّبِّ. مَاءُ ٱلنَّجَاسَةِ لَمْ يُرَشَّ عَلَيْهِ. إِنَّهُ نَجِسٌ. ٢١ فَتَكُونُ لَهُمْ فَرِيضَةً دَهْرِيَّةً. وَٱلَّذِي رَشَّ مَاءَ ٱلنَّجَاسَةِ يَغْسِلُ ثِيَابَهُ، وَٱلَّذِي مَسَّ مَاءَ ٱلنَّجَاسَةِ يَكُونُ نَجِساً إِلَى ٱلْمَسَاءِ. ٢٢ وَكُلُّ مَا مَسَّهُ ٱلنَّجِسُ يَتَنَجَّسُ، وَٱلنَّفْسُ ٱلَّتِي تَمَسُّ تَكُونُ نَجِسَةً إِلَى ٱلْمَسَاءِ».

مزمور ٥١: ٧ لاويين ١٤: ٩ ع ١٣ حجي ٢: ١٣ لاويين ١٥: ٥

يَنْضِحُ ٱلطَّاهِرُ عَلَى ٱلنَّجِسِ لأن النجس ليس أهلاً لأن يظهر نجساً.

فَيَغْسِلُ ثِيَابَهُ أي النجس الذي نضح الطاهر عليه.

السابق
التالي
زر الذهاب إلى الأعلى