سفر العدد | 17 | السنن القويم
السنن القويم في تفسير أسفار العهد القديم
شرح سفر العدد
للقس . وليم مارش
اَلأَصْحَاحُ ٱلسَّابِعُ عَشَرَ
١، ٢ «١ وَقَالَ ٱلرَّبُّ لِمُوسَى: ٢ كَلِّمْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَخُذْ مِنْهُمْ عَصاً عَصاً لِكُلِّ بَيْتِ أَبٍ مِنْ جَمِيعِ رُؤَسَائِهِمْ حَسَبَ بُيُوتِ آبَائِهِمِ. ٱثْنَتَيْ عَشَرَةَ عَصاً. وَٱسْمُ كُلِّ وَاحِدٍ تَكْتُبُهُ عَلَى عَصَاهُ».
ٱثْنَتَيْ عَشَرَةَ عَصاً ظن بعضهم أن عصا هارون لم تكن بين هذه العُصي. وقال بعضهم كانت عصا هارون بينها ولكن أُخذت عصا واحدة لسبطي أفرايم ومنسى (لأنهما ابنا سبط واحد وهو يوسف) وهذا الذي رُجّح ويؤيده ما جاء في سفر التثنية من أن يوسف قام مقام سبطي أفرايم ومنسى (تثنية ٢٧: ١٢ و١٣) وأن لاوي عُدّ سبطاً مستقلاً.
وَٱسْمُ كُلِّ وَاحِدٍ تَكْتُبُهُ عَلَى عَصَاهُ هذه عادة مصرية على ما قال ولكنسون في تاريخ المصريين القدماء. وأمر بمثل هذا حزقيال النبي (حزقيال ٣٧: ١٦).
٣ «وَٱسْمُ هَارُونَ تَكْتُبُهُ عَلَى عَصَا لاَوِي، لأَنَّ لِرَأْسِ بَيْتِ آبَائِهِمْ عَصاً وَاحِدَةً».
وَٱسْمُ هَارُونَ تَكْتُبُهُ عَلَى عَصَا لاَوِي كان هارون سلالة ابن لاوي الثاني فعُيّن بأمر الله رئيس بيت أبيه لا بمقتضى الطبع. وكان هارون هنا رئيس قسمي سبط لاوي الكهنة واللاويين.
٤ «وَضَعْهَا فِي خَيْمَةِ ٱلٱجْتِمَاعِ أَمَامَ ٱلشَّهَادَةِ حَيْثُ أَجْتَمِعُ بِكُمْ».
خروج ٢٥: ٢٢ و٢٩: ٤٢ و٤٣ و٣٠: ٣٦
حَيْثُ أَجْتَمِعُ بِكُمْ (قُرئ في بعض النسخ حيث اجتمع بك وهو المناسب للمقام).
٥ «فَٱلرَّجُلُ ٱلَّذِي أَخْتَارُهُ تُفْرِخُ عَصَاهُ، فَأُسَكِّنُ عَنِّي تَذَمُّرَاتِ بَنِي إِسْرَائِيلَ ٱلَّتِي يَتَذَمَّرُونَهَا عَلَيْكُمَا».
ص ١٦: ٥ ص ١٦: ١١
فَٱلرَّجُلُ ٱلَّذِي أَخْتَارُهُ تُفْرِخُ عَصَاهُ أي ينشأ عليها ورق أو زهر. لما اغتاظ أشيلس من أغا ممنون حلف بصولجانه الذي لا ينمو أيضاً بعد أن ترك أصله على الجبال. والملك لاتيتوس على ما مثّل فرجيل أكد عهده لأنياس بما يشبه هذا القسَم.
٦ – ٨ «٦ فَكَلَّمَ مُوسَى بَنِي إِسْرَائِيلَ، فَأَعْطَاهُ جَمِيعُ رُؤَسَائِهِمْ عَصاً عَصاً لِكُلِّ رَئِيسٍ حَسَبَ بُيُوتِ آبَائِهِمِ. ٱثْنَتَيْ عَشَرَةَ عَصاً. وَعَصَا هَارُونَ بَيْنَ عِصِيِّهِمْ. ٧ فَوَضَعَ مُوسَى ٱلْعِصِيَّ أَمَامَ ٱلرَّبِّ فِي خَيْمَةِ ٱلشَّهَادَةِ. ٨ وَفِي ٱلْغَدِ دَخَلَ مُوسَى إِلَى خَيْمَةِ ٱلشَّهَادَةِ، وَإِذَا عَصَا هَارُونَ لِبَيْتِ لاَوِي قَدْ أَفْرَخَتْ. أَخْرَجَتْ فُرُوخاً وَأَزْهَرَتْ زَهْراً وَأَنْضَجَتْ لَوْزاً».
خروج ٣٨: ٢١ وص ١٨: ٢ وأعمال ٧: ٤٤
وَإِذَا عَصَا هَارُونَ لِبَيْتِ لاَوِي قَدْ أَفْرَخَتْ كما أن هارون أثبت كهنوته بأن عصاه أورقت أثبت المسيح أنه الكاهن الأعلى على بيت الله بأنه قضيب خرج من جزع يسى (إشعياء ١١: ١) «وَكَعِرْقٍ مِنْ أَرْضٍ يَابِسَةٍ» (إشعياء ٥٣: ٢). ويمكن أن يؤخذ إفراخ عصا هارون رمزاً إلى أسلوب عمل الروح القدس في الكنيسة ولا سيما عمل الخدمة «لاَ بِٱلْقُدْرَةِ وَلاَ بِٱلْقُوَّةِ بَلْ بِرُوحِي قَالَ رَبُّ ٱلْجُنُودِ» (زكريا ٤: ٦).
وَأَنْضَجَتْ لَوْزاً يُظن أنه ذُكر حملها لوزاً ناضجاً بياناً لغرابة المعجزة لأنه في ذلك اليوم لم يكن اللوز مما يُزهر فضلاً عن أنه يثمر وينضج ثمره (انظر إرميا ١: ١١ و١٢).
٩ – ١١ «٩ فَأَخْرَجَ مُوسَى جَمِيعَ ٱلْعِصِيِّ مِنْ أَمَامِ ٱلرَّبِّ إِلَى جَمِيعِ بَنِي إِسْرَائِيلَ، فَنَظَرُوا وَأَخَذَ كُلُّ وَاحِدٍ عَصَاهُ. ١٠ وَقَالَ ٱلرَّبُّ لِمُوسَى: رُدَّ عَصَا هَارُونَ إِلَى أَمَامِ ٱلشَّهَادَةِ لأَجْلِ ٱلْحِفْظِ، عَلاَمَةً لِبَنِي ٱلتَّمَرُّدِ، فَتَكُفَّ تَذَمُّرَاتُهُمْ عَنِّي لِكَيْ لاَ يَمُوتُوا. ١١ فَفَعَلَ مُوسَى كَمَا أَمَرَهُ ٱلرَّبُّ. كَذٰلِكَ فَعَلَ».
عبرانيين ٩: ٤ ص ١٦: ٣٨ ع ٥
رُدَّ عَصَا هَارُونَ إِلَى أَمَامِ ٱلشَّهَادَةِ أي أمام التابوت الذي فيه الشهادة يعني لوحي الوصايا العشر. ولم يُقل هنا أنه وُضعت العصا في التابوت ولم يُقل كذلك في قسط المن في سفر الخروج (خروج ٢٦: ٣٣). ولم يكن ما ذُكر في التابوت يوم نُقل إلى هيكل سليمان (١ملوك ٨: ٩). لكن جاء في رسالة العبرانيين أن قسط المن وعصا هارون التي أفرخت كانا في التابوت (عبرانيين ٩: ٤). ولا منافاة في ذلك لأن بعض ملوك بني إسرائيل نقلها إلى التابوت بعد ذلك. ويؤيد ذلك ما جاء في التقاليد اليهودية من أن الملك يوشيا حين أمر أن يوضع التابوت في البيت الذي بناه سليمان وضع فيه قسط المن وعصا هارون وزيت المسحة.
١٢، ١٣ «١٢ فَقَالَ بَنُو إِسْرَائِيلَ لِمُوسَى: إِنَّنَا فَنِينَا وَهَلَكْنَا. قَدْ هَلَكْنَا جَمِيعاً. ١٣ كُلُّ مَنِ ٱقْتَرَبَ إِلَى مَسْكَنِ ٱلرَّبِّ يَمُوتُ! أَمَا فَنِينَا تَمَاماً؟».
ص ١: ٥١ و٥٣ و١٨: ٤ و٧
فَقَالَ بَنُو إِسْرَائِيلَ لِمُوسَى أنشأ ما شاهده بنو إسرائيل في قلوبهم خشية ولكنهم لم يشعروا بوجوب الشكر لله على إنقاذه إياهم من الوبإ على آيات عنايته بهم وحضوره بينهم وجواب سؤالهم في الأصحاح الآتي الذي فيه رمز إلى كهنوت المسيح وحمله آثام شعبه.
السابق |
التالي |