سفر العدد | 15 | السنن القويم
السنن القويم في تفسير أسفار العهد القديم
شرح سفر العدد
للقس . وليم مارش
اَلأَصْحَاحُ ٱلْخَامِسُ عَشَرَ
١، ٢ «١ وَقَالَ ٱلرَّبُّ لِمُوسَى: ٢ قُلْ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ: مَتَى جِئْتُمْ إِلَى أَرْضِ مَسْكَنِكُمُ ٱلَّتِي أَنَا أُعْطِيكُمْ»
ع ١٨ ولاويين ٢٣: ١٠ وتثنية ٧: ١
وَقَالَ ٱلرَّبُّ لِمُوسَى نعلم من (تثنية ١: ٤٦) أن بني إسرائيل أقاموا بقادش أياماً كثيرة ومن (تثنية ٢: ١) أنهم تحولوا مطيعين لأمر الرب في الأصحاح السابق وارتحلوا إلى البرية على طريق بحرسوف. ويظهر من (عدد ٢٠: ١) أنهم في الشهر الأول من السنة الأربعين أتوا إلى برية صين وأقاموا بقادش. وليس لنا في الحوادث المنبإ بها في الأصحاحات الأربعة الآتية من مدة تاريخية محققة والواقع أن الشرائع المزيدة أُعطيت في أثناء زمن طويل من زمن الرحلات في البرية. وهو دليل قاطع على دوام العهد الذي أُعطيه الإسرائيليون في سيناء. قال الأسقف وردسورث جواباً على هذا السؤال الآتي «كيف استطاع الإسرائيليون أن يجدوا ما يكفي من البهائم والطيور في البرية للقيام بتمام مطاليب الشريعة اللاوية» ما معناه «إن الله أعطى الإسرائيليين الشريعة على جبل سيناء ليقوموا بها تماماً حتى دخلوا أرض كنعان وملكوها. ولما أعطاهم إياها لم يكونوا قد حكم عليهم بالحرمان أي بعدم دخولهم أرض كنعان لمعصيتهم ولو لم يعصوا لدخلوا تلك الأرض بعد خمسة عشر يوماً (قابل بهذا تثنية ٤: ١٤). ولكنهم تذمروا على الله في قادش برنيع فحُرموا إكرامه وما لهم من الامتيازات بالطاعة. حفظوا فصحاً واحداً عند طور سيناء ولكن لا دليل على أنهم حفظوا غير ذلك الفصح مدة سني تيههم في البرية. وهم أنفسهم شعروا أنهم وقعوا تحت اللعنة وحرموا أنفسهم النعم فأهملوا الرسوم حتى أنهم لم يختتنوا في البرية على أثر دخولهم أرض كنعان وقائدهم يشوع بن نون. ثم سمح لهم أن يأكلوا الفصح». والكلام الآتي خوطب به الإسرائيليون الذين كانوا دون سن العشرين في سنة الخروج على ما هو الظاهر.
٣ – ٧ «٣ وَعَمِلْتُمْ وَقُوداً لِلرَّبِّ، مُحْرَقَةً أَوْ ذَبِيحَةً، وَفَاءً لِنَذْرٍ، أَوْ نَافِلَةً، أَوْ فِي أَعْيَادِكُمْ، لِعَمَلِ رَائِحَةِ سُرُورٍ لِلرَّبِّ مِنَ ٱلْبَقَرِ أَوْ مِنَ ٱلْغَنَمِ، ٤ يُقَرِّبُ ٱلَّذِي قَرَّبَ قُرْبَانَهُ لِلرَّبِّ تَقْدِمَةً مِنْ دَقِيقٍ، عُشْراً مَلْتُوتاً بِرُبْعِ ٱلْهِينِ مِنَ ٱلزَّيْتِ، ٥ وَخَمْراً لِلسَّكِيبِ رُبْعَ ٱلْهِينِ. تَعْمَلُ عَلَى ٱلْمُحْرَقَةِ أَوِ ٱلذَّبِيحَةِ لِلْخَرُوفِ ٱلْوَاحِدِ. ٦ لٰكِنْ لِلْكَبْشِ تَعْمَلُ تَقْدِمَةً مِنْ دَقِيقٍ عُشْرَيْنِ مَلْتُوتَيْنِ بِثُلُثِ ٱلْهِينِ مِنَ ٱلزَّيْتِ، ٧ وَخَمْراً لِلسَّكِيبِ ثُلُثَ ٱلْهِينِ تُقَرِّبُ لِرَائِحَةِ سُرُورٍ لِلرَّبِّ».
لاويين ١: ٢ و٣ لاويين ٧: ١٦ و٢٢: ١٨ و٢١ و٢٧: ٢ لاويين ٢٣: ٨ و١٢ و٣٦ وص ٢٨: ١٩ و٢٧ و٢٩: ٢ و٨ و١٣ وتثنية ١٦: ١٠ تكوين ٨: ٢١ وخروج ٢٩: ١٨ لاويين ٢: ١ و٦: ١٤ خروج ٢٩: ٤٠ ولاويين ٢٣: ١٣ لاويين ١٤: ١٠ وص ٢٨: ٥ ص ٢٨: ٧ و١٤ ص ٢٨: ١٢ و١٤
تَقْدِمَةً مِنْ دَقِيقٍ عُشْراً إن التقدمة الطعامية والتقدمة الشرابية اللتين كانتا يؤتى بهما حين يقدم الخروف تقدمة نذر أو نافلة هما مثل المعيّنتين مع تقدمة خروف الصباح وتقدمة خروف المساء (خروج ٢٩: ٣٨ – ٤٠). وقد وصف كل من التقدمة الطعامية والتقدمة الشرابية في الكلام على الأعياد الثلاثة العظيمة (لاويين ٢٣: ١٣ و١٨ و٣٧).
٨ – ١٢ «٨ وَإِذَا عَمِلْتَ ٱبْنَ بَقَرٍ مُحْرَقَةً أَوْ ذَبِيحَةً وَفَاءً لِنَذْرٍ أَوْ ذَبِيحَةَ سَلاَمَةٍ لِلرَّبِّ، ٩ تُقَرِّبُ عَلَى ٱبْنِ ٱلْبَقَرِ تَقْدِمَةً مِنْ دَقِيقٍ ثَلاَثَةَ أَعْشَارٍ مَلْتُوتَةً بِنِصْفِ ٱلْهِينِ مِنَ ٱلزَّيْتِ ١٠ وَخَمْراً تُقَرِّبُ لِلسَّكِيبِ نِصْفَ ٱلْهِينِ وَقُودَ رَائِحَةِ سُرُورٍ لِلرَّبِّ. ١١ هٰكَذَا يُعْمَلُ لِلثَّوْرِ ٱلْوَاحِدِ أَوْ لِلْكَبْشِ ٱلْوَاحِدِ أَوْ لِلشَّاةِ مِنَ ٱلضَّأْنِ أَوْ مِنَ ٱلْمَعْزِ. ١٢ كَٱلْعَدَدِ ٱلَّذِي تَعْمَلُونَ هٰكَذَا تَعْمَلُونَ لِكُلِّ وَاحِدٍ حَسَبَ عَدَدِهِنَّ».
لاويين ٧: ١١ ص ٢٨: ١٢ و١٤ ص ٢٨
وَفَاءً لِنَذْرٍ (انظر ص ٦: ٢).
١٣، ١٤ «١٣ كُلُّ وَطَنِيٍّ يَعْمَلُ هٰذِهِ هٰكَذَا، لِتَقْرِيبِ وَقُودِ رَائِحَةِ سُرُورٍ لِلرَّبِّ. ١٤ وَإِذَا نَزَلَ عِنْدَكُمْ غَرِيبٌ، أَوْ كَانَ أَحَدٌ فِي وَسَطِكُمْ فِي أَجْيَالِكُمْ وَعَمِلَ وَقُودَ رَائِحَةِ سُرُورٍ لِلرَّبِّ، فَكَمَا تَفْعَلُونَ كَذٰلِكَ يَفْعَلُ».
كُلُّ وَطَنِيٍّ أي كل إسرائيلي أصيل. وجاء في ترجوم يوناثان «كل مولود في إسرائيل لا بين الشعب» ويثبت هذا ما في (ع ١٤).
١٥، ١٦ «١٥ أَيَّتُهَا ٱلْجَمَاعَةُ، لَكُمْ وَلِلْغَرِيبِ ٱلنَّازِلِ عِنْدَكُمْ فَرِيضَةٌ وَاحِدَةٌ دَهْرِيَّةٌ فِي أَجْيَالِكُمْ. مَثَلُكُمْ يَكُونُ مَثَلَ ٱلْغَرِيبِ أَمَامَ ٱلرَّبِّ. ١٦ شَرِيعَةٌ وَاحِدَةٌ وَحُكْمٌ وَاحِدٌ يَكُونُ لَكُمْ وَلِلْغَرِيبِ ٱلنَّازِلِ عِنْدَكُمْ».
خروج ١٢: ٤٩ وص ٩: ١٤ وع ٢٩
أَيَّتُهَا ٱلْجَمَاعَةُ، لَكُمْ وَلِلْغَرِيبِ ٱلنَّازِلِ عِنْدَكُمْ فَرِيضَةٌ وَاحِدَةٌ (انظر خروج ١٢: ٤٩ والتفسير).
١٧ – ٢١ «١٧ وَقَالَ ٱلرَّبُّ لِمُوسَى: ١٨ قُلْ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ: مَتَى دَخَلْتُمُ ٱلأَرْضَ ٱلَّتِي أَنَا آتٍ بِكُمْ إِلَيْهَا، ١٩ فَعِنْدَمَا تَأْكُلُونَ مِنْ خُبْزِ ٱلأَرْضِ تَرْفَعُونَ رَفِيعَةً لِلرَّبِّ. ٢٠ أَوَّلَ عَجِينِكُمْ تَرْفَعُونَ قُرْصاً رَفِيعَةً. كَرَفِيعَةِ ٱلْبَيْدَرِ هٰكَذَا تَرْفَعُونَهُ. ٢١ مِنْ أَوَّلِ عَجِينِكُمْ تُعْطُونَ لِلرَّبِّ رَفِيعَةً فِي أَجْيَالِكُمْ».
ع ٢ وتثنية ٢٦: ١ يشوع ٥: ١١ و١٢ تثنية ٢٦: ٢ و١٠ وأمثال ٣: ٩ و١٠ لاويين ٢: ١٤ و٢٣: ١٠ و١٦
أَوَّلَ عَجِينِكُمْ (أو سويقكم) وفي العبرانية «عرستكم» وهو لا يُستعمل إلا مجموعاً ولم يُذكر إلا في هذا الأصحاح وفي (نحميا ١٠: ٣٧ وحزقيال ٤٤: ٣٠).
٢٢ «وَإِذَا سَهَوْتُمْ وَلَمْ تَعْمَلُوا جَمِيعَ هٰذِهِ ٱلْوَصَايَا ٱلَّتِي كَلَّمَ بِهَا ٱلرَّبُّ مُوسَى».
لاويين ٤: ٢
وَإِذَا سَهَوْتُمْ الخ جواب هذا الشرط في (ع ٢٤).
٢٣ «جَمِيعَ مَا أَمَرَكُمْ بِهِ ٱلرَّبُّ عَنْ يَدِ مُوسَى مِنَ ٱلْيَوْمِ ٱلَّذِي أَمَرَ فِيهِ ٱلرَّبُّ فَصَاعِداً فِي أَجْيَالِكُمْ».
فَصَاعِداً ليس في الكلام ما يعيّن هل الصعود من الاشتراع الحديث أو هو من الاشتراع القديم ولكل من الأمرين مثال ينطبق عليه فمثال الأول ما في (إشعياء ١٨: ٢). ومثال الثاني ما في (حزقيال ٣٩: ٢٢) (والذي يظهر أن المقصود كل ما تكلم به موسى بأمر الرب وما سيتكلم به بعد ذلك إلى أن يموت فتأمل).
٢٤ «فَإِنْ عُمِلَ خُفْيَةً عَنْ أَعْيُنِ ٱلْجَمَاعَةِ سَهْواً، يَعْمَلُ كُلُّ ٱلْجَمَاعَةِ ثَوْراً وَاحِداً ٱبْنَ بَقَرٍ مُحْرَقَةً لِرَائِحَةِ سُرُورٍ لِلرَّبِّ، مَعَ تَقْدِمَتِهِ وَسَكِيبِهِ كَٱلْعَادَةِ، وَتَيْساً وَاحِداً مِنَ ٱلْمَعْزِ ذَبِيحَةَ خَطِيَّةٍ».
لاويين ٤: ٣٠ ع ٨ و٩ و١٠ لاويين ٤: ٢٠ وص ٢٨: ١٥ وعزرا ٦: ١٧ و٨: ٣٥
سَهْواً السهو هنا الغفلة والنسيان أو الترك عن غير علم ويؤيد هذا مقابلة في (ع ٣٠) (أنظر لاويين ٤: ٢ والتفسير).
٢٥ «فَيُكَفِّرُ ٱلْكَاهِنُ عَنْ كُلِّ جَمَاعَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ فَيُصْفَحُ عَنْهُمْ لأَنَّهُ كَانَ سَهْواً. فَإِذَا أَتَوْا بِقُرْبَانِهِمْ وَقُوداً لِلرَّبِّ وَبِذَبِيحَةِ خَطِيَّتِهِمْ أَمَامَ ٱلرَّبِّ لأَجْلِ سَهْوِهِمْ».
لاويين ٤: ٢٠
لأَنَّهُ كَانَ سَهْواً أي خطيئة سهو وكذا معنى السهو في آخر هذه الآية.
٢٦ «يُصْفَحُ عَنْ كُلِّ جَمَاعَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَٱلْغَرِيبِ ٱلنَّازِلِ بَيْنَهُمْ، لأَنَّهُ حَدَثَ لِجَمِيعِ ٱلشَّعْبِ بِسَهْوٍ».
لأَنَّهُ الخ اي لأن الخطأ عن سهو لا عن تعمُّد.
٢٧ – ٢٩ «٢٧ وَإِنْ أَخْطَأَتْ نَفْسٌ وَاحِدَةٌ سَهْواً، تُقَرِّبْ عَنْزاً حَوْلِيَّةً ذَبِيحَةَ خَطِيَّةٍ، ٢٨ فَيُكَفِّرُ ٱلْكَاهِنُ عَنِ ٱلنَّفْسِ ٱلَّتِي سَهَتْ عِنْدَمَا أَخْطَأَتْ بِسَهْوٍ أَمَامَ ٱلرَّبِّ لِلتَّكْفِيرِ عَنْهَا، فَيُصْفَحُ عَنْهَا. ٢٩ لِلْوَطَنِيِّ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلِلْغَرِيبِ ٱلنَّازِلِ بَيْنَهُمْ تَكُونُ شَرِيعَةٌ وَاحِدَةٌ لِلْعَامِلِ بِسَهْوٍ».
لاويين ٤: ٢٧ و٢٨ لاويين ٤: ٣٥ ع ١٥
وَإِنْ أَخْطَأَتْ نَفْسٌ وَاحِدَةٌ سَهْواً لا تحديد هنا لخطية السهو كما في (لاويين ٤: ٢٧).
٣٠، ٣١ «٣٠ وَأَمَّا ٱلنَّفْسُ ٱلَّتِي تَعْمَلُ بِيَدٍ رَفِيعَةٍ مِنَ ٱلْوَطَنِيِّينَ أَوْ مِنَ ٱلْغُرَبَاءِ فَهِيَ تَزْدَرِي بِٱلرَّبِّ. فَتُقْطَعُ تِلْكَ ٱلنَّفْسُ مِنْ بَيْنِ شَعْبِهَا ٣١ لأَنَّهَا ٱحْتَقَرَتْ كَلاَمَ ٱلرَّبِّ وَنَقَضَتْ وَصِيَّتَهُ. قَطْعاً تُقْطَعُ تِلْكَ ٱلنَّفْسُ. ذَنْبُهَا عَلَيْهَا».
تثنية ١٧: ١٢ ومزمور ١٩: ١٣ وعبرانيين ١٠: ٢٦ و٢بطرس ٢: ١٠ و٢صموئيل ١٢: ٩ وأمثال ١٣: ١٣ لاويين ٥: ١ وحزقيال ١٨: ٢٠
تَعْمَلُ بِيَدٍ رَفِيعَةٍ أي تتعدى عمداً بلا اكتراث.
تَزْدَرِي بِٱلرَّبِّ أي تستخف به وتستهين أو تجدف (انظر ٢ملوك ١٩: ٦ و٢٢).
٣٢ – ٣٦ «٣٢ وَلَمَّا كَانَ بَنُو إِسْرَائِيلَ فِي ٱلْبَرِّيَّةِ وَجَدُوا رَجُلاً يَحْتَطِبُ حَطَباً فِي يَوْمِ ٱلسَّبْتِ. ٣٣ فَقَدَّمَهُ ٱلَّذِينَ وَجَدُوهُ يَحْتَطِبُ حَطَباً إِلَى مُوسَى وَهَارُونَ وَكُلِّ ٱلْجَمَاعَةِ. ٣٤ فَوَضَعُوهُ فِي ٱلْمَحْرَسِ لأَنَّهُ لَمْ يُعْلَنْ مَاذَا يُفْعَلُ بِهِ. ٣٥ فَقَالَ ٱلرَّبُّ لِمُوسَى: قَتْلاً يُقْتَلُ ٱلرَّجُلُ. يَرْجُمُهُ بِحِجَارَةٍ كُلُّ ٱلْجَمَاعَةِ خَارِجَ ٱلْمَحَلَّةِ. ٣٦ فَأَخْرَجَهُ كُلُّ ٱلْجَمَاعَةِ إِلَى خَارِجِ ٱلْمَحَلَّةِ وَرَجَمُوهُ بِحِجَارَةٍ، فَمَاتَ كَمَا أَمَرَ ٱلرَّبُّ مُوسَى».
خروج ٣١: ٤١ و١٥ و٣٥: ٢ و٣ لاويين ٢٤: ١٢ خروج ٣١: ١٤ و١٥ لاويين ٢٤: ١٤ و١ملوك ٢١: ١٣ وأعمال ٧: ٥٨
وَلَمَّا كَانَ بَنُو إِسْرَائِيلَ فِي ٱلْبَرِّيَّةِ أي كان ما ذُكر بعد وبنو إسرائيل في تلك البرية. والمرجّح أن المقصود من قص هذا الحديث بيان مثال الخطايا العمديّة التي قصاصها الموت. والحادثة هنا كانت على أثر الأمر بالوصايا التي في هذا الأصحاح أو بعده بقليل. (فإن قيل إن هذا يدل على أن الكاتب غير موسى لأن قوله «ولما كان بنو إسرائيل في البرية» يدل أن الكاتب كتب هذا ولم يدخل تلك الأرض. والجواب على ذلك أن «ال» في البرّية للعهد أي البرّية التي كانوا فيها حينئذ لا كل برّية التيه أعني البرّية التي فيها قادش). قال ابن عزر إن المقصود بالبرّية هنا برّية سيناء. وكان السبت واجب الحفظ في البرّية كما كان كذلك في أرض كنعان (قابل بهذا خروج ١٦: ٢٧ – ٣٠). وكان عقاب مدنس السبت الموت (انظر خروج ٣١: ١٥ و٣٥: ٢) ولكن لم يُعلم أسلوب ذلك الموت قبلاً إنما أُعلن هنا. ومثل هذا كان موت المجدف (لاويين ٢٤: ١٢) وموت من يشتم أباه أو أمه (لاويين ٢٠: ٩).
٣٧، ٣٨ «٣٧ وَقَالَ ٱلرَّبُّ لِمُوسَى: ٣٨ قُلْ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ أَنْ يَصْنَعُوا لَهُمْ أَهْدَاباً فِي أَذْيَالِ ثِيَابِهِمْ فِي أَجْيَالِهِمْ، وَيَجْعَلُوا عَلَى هُدْبِ ٱلذَّيْلِ عِصَابَةً مِنْ أَسْمَانْجُونِيٍّ».
تثنية ٢٢: ١٢ ومتّى ٢٣: ٥
أَهْدَاباً فِي أَذْيَالِ ثِيَابِهِمْ يُراد بالأهداب هنا الخيوط المضمومة عند ذيل الثوب على الشكل المعروف بالطرّة وعند أكثر عامة سورية بالشرّابة وهي في العبرانية «صيصة» والمرجّح أنها و «الجدليم» (اي الجدائل) في سفر التثنية واحد (تثنية ٢٢: ١٢). وكان الكساء اليهودي وهو ما يُلبس فوق سائر الثياب ذا أربعة أذيال وكان يتخذه المسكين دثاراً (خروج ٢٢: ٢٦ و٢٧). والظاهر أنه كان طوقه مستديراً حاصلاً من تقوير أعلاه فيدخل فيه الرأس عند اللبس فيكون نصفه مغطياً مقدم الجسم والنصف الآخر مغطياً المؤخر. وكانت أهداب ثياب الفريسيين كبيرة لكي يظهر للناس شدة محافظتهم على الشريعة (متى ٢٢: ٥). وكان عامة اليهود يعتقدون قداسة تلك الأهداب ولهذا اشتهت المرأة المصابة بنزف الدم أن تلمس هدب ثوب المسيح (متى ٨: ٢٠).
عِصَابَةً مِنْ أَسْمَانْجُونِيٍّ أي عصابة زرقاء.
٣٩ «فَتَكُونُ لَكُمْ هُدْباً، فَتَرَوْنَهَا وَتَذْكُرُونَ كُلَّ وَصَايَا ٱلرَّبِّ وَتَعْمَلُونَهَا، وَلاَ تَطُوفُونَ وَرَاءَ قُلُوبِكُمْ وَأَعْيُنِكُمُ ٱلَّتِي أَنْتُمْ فَاسِقُونَ وَرَاءَهَا»
تثنية ٢٩: ١٩ وأيوب ٣١: ٧ وإرميا ٩: ١٤ وحزقيال ٦: ٩ مزمور ٧٣: ٢٧ و١٠٦: ٣٩ ويعقوب ٤: ٤
تَطُوفُونَ وَرَاءَ قُلُوبِكُمْ أي تطلبون إدراك ما تشتهيه قلوبكم من المحظورات.
٤٠ «لِكَيْ تَذْكُرُوا وَتَعْمَلُوا كُلَّ وَصَايَايَ وَتَكُونُوا مُقَدَّسِينَ لإِلٰهِكُمْ».
لاويين ١١: ٤٤ و٤٥ ورومية ١٢: ١ وكولوسي ١: ٢٢ و١بطرس ١: ١٥ و١٦
تَذْكُرُوا وَتَعْمَلُوا… وَتَكُونُوا مُقَدَّسِينَ هذا الذي يقتضيه العقل والطبع من الترتيب فيجب أن نذكر الوصايا ونعمل بمقتضاها وهذا يدل على أننا مقدسون إذ الشجرة تُعرف من الثمرة.
٤١ «أَنَا ٱلرَّبُّ إِلٰهُكُمُ ٱلَّذِي أَخْرَجَكُمْ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ لِيَكُونَ لَكُمْ إِلٰهاً. أَنَا ٱلرَّبُّ إِلٰهُكُمْ».
أَنَا ٱلرَّبُّ إِلٰهُكُمُ كرر هذا القول في هذه الآية للتقرير والتنبيه على وجوب أن يطيعوا أوامره تعالى.
السابق |
التالي |