سفر العدد

سفر العدد | 13 | السنن القويم

السنن القويم في تفسير أسفار العهد القديم

شرح سفر العدد

للقس . وليم مارش

اَلأَصْحَاحُ ٱلثَّالِثُ عَشَرَ

١، ٢ «١ ثُمَّ قَالَ ٱلرَّبُّ لِمُوسَى: ٢ أَرْسِلْ رِجَالاً لِيَتَجَسَّسُوا أَرْضَ كَنْعَانَ ٱلَّتِي أَنَا مُعْطِيهَا لِبَنِي إِسْرَائِيلَ. رَجُلاً وَاحِداً لِكُلِّ سِبْطٍ مِنْ آبَائِهِ تُرْسِلُونَ. كُلُّ وَاحِدٍ رَئِيسٌ فِيهِمْ».

ص ٣٢: ٨ وتثنية ١: ٢٢

قَالَ ٱلرَّبُّ… أَرْسِلْ رِجَالاً لِيَتَجَسَّسُوا لا منافاة بين ما قيل هنا من أن الله أمر موسى بإرسال الجواسيس وما قيل في سفر التثنية من أن الشعب سأل موسى أن يرسل الجواسيس بل يتحصل من القولين أن الإسرائيليين طلبوا إلى موسى أن يرسل من يتجسس وأن موسى سأل الرب ذلك فقال له أرسل الخ. فإن موسى ما كان يأتي شيئاً من الأمور المتعلقة بمنفعة الشعب والعناية به بدون أن يسأل الرب.

رَئِيسٌ فِيهِمْ هذا ليس من الرؤساء المعروفين برؤساء الأسباط الذين ذكروا في عد بني إسرائيل كما يظهر جلياً من الأصحاح الأول (ص ١: ٥ – ١٥). ولم يكن سبط لاوي من الوارثين لأرض كنعان كما سبق ولكن الأسباط بقوا اثني عشر بقسمة سبط يوسف إلى قسمين أفرايم ومنسى.

٣ «فَأَرْسَلَهُمْ مُوسَى مِنْ بَرِّيَّةِ فَارَانَ حَسَبَ قَوْلِ ٱلرَّبِّ. كُلُّهُمْ رِجَالٌ هُمْ رُؤَسَاءُ بَنِي إِسْرَائِيلَ».

ص ١٢: ١٦ و٣٢: ٨ وتثنية ١: ١٩ و٩: ٢٣

فَأَرْسَلَهُمْ… حَسَبَ قَوْلِ ٱلرَّبِّ لا حسب طلب الشعب (انظر تفسير ع ١).

٤، ٥ «٤ وَهٰذِهِ أَسْمَاؤُهُمْ: مِنْ سِبْطِ رَأُوبَيْنَ شَمُّوعُ بْنُ زَكُّورَ. ٥ مِنْ سِبْطِ شَمْعُونَ شَافَاطُ ٱبْنُ حُورِي».

الأسماء المذكورة في هاتين الآيتين وما بعدهما غير الأسماء المذكورة في (ص ١) فالرؤساء هنا غير الرؤساء هناك.

٦ «مِنْ سِبْطِ يَهُوذَا كَالِبُ بْنُ يَفُنَّةَ».

ع ٣٠ وص ١٤: ٦ و٣٠ و٣٤: ١٩ ويشوع ١٤: ٦ و٧ و١٣ و١٤ وقضاة ١: ١٢ و١أيام ٤: ١٥

كَالِبُ بْنُ يَفُنَّةَ ذُكر أن كالب قَنَزي في ثلاثة مواضع (انظر ص ٣٢: ١٢ ويشوع ١٤: ٦ و١٤) وذُكر في سفر التكوين أن القنازيين من قبائل الكنعانيين وإن قَنَز اسم أدومي (تكوين ١٥: ١٩ و٣٦: ١١ و١٥). فالمرجّح كل الترجيح أن كالب لم يكن من الإسرائيليين أصلاً وإنه من الذين هادوا والتصقوا بسبط يهوذا.

٧ «مِنْ سِبْطِ يَسَّاكَرَ يَجْآلُ بْنُ يُوسُفَ».

سِبْطِ يَسَّاكَرَ ظن بعضهم أنه حصل تقديم وتأخير هنا فإنه كان يتوقع أن يذكر الأسباط على الترتيب الذي ذُكر في الأصحاح الأول فيذكر زبولون على أثر يساكر وأن يذكر منسى على أثر أفرايم (وهذا ليس من الأمور ذات الشأن ولعله عدل الكاتب عن ذلك لمقتضى لم يظهر لنا).

٨ – ١٥ «٨ مِنْ سِبْطِ أَفْرَايِمَ هُوشَعُ بْنُ نُونَ. ٩ مِنْ سِبْطِ بِنْيَامِينَ فَلْطِي بْنُ رَافُو. ١٠ مِنْ سِبْطِ زَبُولُونَ جَدِّيئِيلُ بْنُ سُودِي. ١١ مِنْ سِبْطِ يُوسُفَ: مِنْ سِبْطِ مَنَسَّى جِدِّي بْنُ سُوسِي. ١٢ مِنْ سِبْطِ دَانَ عَمِّيئِيلُ بْنُ جَمَلِّي. ١٣ مِنْ سِبْطِ أَشِيرَ سَتُورُ بْنُ مِيخَائِيلَ. ١٤ مِنْ سِبْطِ نَفْتَالِي نَحْبِي بْنُ وَفْسِي. ١٥ مِنْ سِبْطِ جَادَ جَأُوئِيلُ بْنُ مَاكِي».

ع ١٦

هُوشَعُ (ع ٨) هو يشوع وهوشع هو اسمه القديم ومعناه خلاص أو مساعدة وأما يشوع فقد سماه موسى به بعد ذلك (انظر ع ١٦).

١٦ «هٰذِهِ أَسْمَاءُ ٱلرِّجَالِ ٱلَّذِينَ أَرْسَلَهُمْ مُوسَى لِيَتَجَسَّسُوا ٱلأَرْضَ. وَدَعَا مُوسَى هُوشَعَ بْنَ نُونَ «يَشُوعَ».

خروج ١٧: ٩ وع ٨ وص ١٤: ٦ و٣٠

وَدَعَا مُوسَى هُوشَعَ… يَشُوعَ (يشوع في العبرانية يهوشع أي الرب خلّص). لم يذكر نصاً أن موسى غيّر اسم هوشع ودعاه يشوع في هذا الوقت فيحتمل أن الكلام هنا ذكر ما حدث قبل هذا الوقت وإنما ذكره هنا للمناسبة كما كان من أمر إسرائيل (تكوين ٣٢: ٢٨ و٣٥: ١٠) وبيت إيل (تكوين ٢٨: ١٩ و٣٥: ١٥). وعلى هذا فلا منافاة بين ما هنا وما في (خروج ١٧: ٩ و١٣ و٣٤: ١٣ و٣٧: ١٧ و٣٣: ١١ وعدد ١١: ٢٨) هذا ويحتمل أنه سمي يشوع في هذه المواضع قبل أن يغير اسمه باعتبار زمان الحوادث لأن موسى كتب سفر الخروج بعد هذه التسمية فذكره بالاسم الشائع حينئذ فتأمل.

١٧ «فَأَرْسَلَهُمْ مُوسَى لِيَتَجَسَّسُوا أَرْضَ كَنْعَانَ، وَقَالَ لَهُمُ: ٱصْعَدُوا مِنْ هُنَا إِلَى ٱلْجَنُوبِ وَٱطْلَعُوا إِلَى ٱلْجَبَلِ»

ع ٢١ تكوين ١٤: ١٠ وقضاة ١: ٩ و١٩

ٱصْعَدُوا مِنْ هُنَا إِلَى ٱلْجَنُوبِ وفي العبرانية «إلى نجب» وهو القسم الجنوبي من البلاد (قابل بهذا ع ٢٢) وكان القسم الجنوبي من تلك الأرض يُعرف بهذا الاسم وهو أعلى قسم تلك الأرض وتربته مناسبة للفلاحة وهي كثيرة الكلإ والمراعي.

ٱلْجَبَلِ أي الأرض الجبلية وهي قسم فلسطين الجبلي الذي كان يسكنه الحثيون واليابوسيون والأموريون. وسُمي «جبل الأموريين» (تثنية ١: ٧) لأن الأموريين كانوا أقوى القبائل الكنعانية (انظر ع ٢٩). والمرجّح أن الإشارة هنا إلى جبل مُعيّن هو أقرب أجزاء تلك الأرض إلى محلة الإسرائيليين (انظر ص ١٤: ٤٠).

١٨ «وَٱنْظُرُوا ٱلأَرْضَ، مَا هِيَ؟ وَٱلشَّعْبَ ٱلسَّاكِنَ فِيهَا، أَقَوِيٌّ هُوَ أَمْ ضَعِيفٌ؟ قَلِيلٌ أَمْ كَثِيرٌ؟».

وَٱنْظُرُوا ٱلأَرْضَ أي ابحثوا عن أحوالها واعرفوها بالمشاهدة.

١٩ «وَكَيْفَ هِيَ ٱلأَرْضُ ٱلَّتِي هُوَ سَاكِنٌ فِيهَا، أَجَيِّدَةٌ أَمْ رَدِيئَةٌ؟ وَمَا هِيَ ٱلْمُدُنُ ٱلَّتِي هُوَ سَاكِنٌ فِيهَا، أَمُخَيَّمَاتٌ أَمْ حُصُونٌ؟».

أَمُخَيَّمَاتٌ أَمْ حُصُونٌ المخيمات جمع مخيم وهو المكان الذي تُنصب فيه الخيام. والحصون جمع حصن وهو المكان المحمي المنيع الذي لا يتوصل العدو إلى داخله إلا بشديد القوة والعناء. والمعنى أمخيمات مدن القوم أم أبنية منيعة من الحجارة يصعب فتحها أو يتعذر إذا حوصرت.

٢٠ «وَكَيْفَ هِيَ ٱلأَرْضُ، أَسَمِينَةٌ أَمْ هَزِيلَةٌ؟ أَفِيهَا شَجَرٌ أَمْ لاَ؟ وَتَشَدَّدُوا فَخُذُوا مِنْ ثَمَرِ ٱلأَرْض. وَأَمَّا ٱلأَيَّامُ فَكَانَتْ أَيَّامَ بَاكُورَاتِ ٱلْعِنَبِ».

نحميا ٩: ٢٥ و٣٥ وحزقيال ٣٤: ١٤ تثنية ٣١: ٦ و٧ و٢٣

أَسَمِينَةٌ أَمْ هَزِيلَةٌ (أي أمخصبة أم جديبٌ).

وَأَمَّا ٱلأَيَّامُ أي الوقت. أول ما ينضج من غلال فلسطين يكون في آب أو تموز مع أن قطاف العنب لا يكون إلا في أيلول أو تشرين الأول.

٢١ «فَصَعِدُوا وَتَجَسَّسُوا ٱلأَرْضَ مِنْ بَرِّيَّةِ صِينَ إِلَى رَحُوبَ فِي مَدْخَلِ حَمَاةَ».

ص ٣٤: ٣ ويشوع ١٥: ١ يشوع ١٩: ٢٨

بَرِّيَّةِ صِينَ هي البرية التي فيها قادش والظاهر أنها كانت الجزء الشمالي أو الشمالي الشرقي من برية فاران (قابل بهذا ص ٢٠: ١ و ٢٧: ١٤ و٣٣: ٣٦ و٣٤: ٣ و٤ وتثنية ٣٢: ٥١ ويشوع ١٥: ١ و٣).

إِلَى رَحُوبَ فِي مَدْخَلِ حَمَاةَ المظنون أن رحوب هي بيت رحوب المذكورة في سفر القضاة (قضاة ١٨: ٢٨) وهي في سهم نفتالي قريبة من دان لايش. و «مدخل حماة» هو الحد الشمالي من حدود أرض الميعاد (عدد ٣٤: ٨).

٢٢ «صَعِدُوا إِلَى ٱلْجَنُوبِ وَأَتَوْا إِلَى حَبْرُونَ. وَكَانَ هُنَاكَ أَخِيمَانُ وَشِيشَايُ وَتَلْمَايُ بَنُو عَنَاقٍ. (وَأَمَّا حَبْرُونُ فَبُنِيَتْ قَبْلَ صُوعَنِ مِصْرَ بِسَبْعِ سِنِينَ)».

يشوع ١١: ٢١ و٢٢ و١٥: ١٣ و١٤ وقضاة ١: ١٠ ع ٣٣ يشوع ٢١: ١١ مزمور ٧٨: ١٢ وإشعياء ١٩: ١١ و٣٠: ٤

صَعِدُوا إِلَى ٱلْجَنُوبِ وَأَتَوْا وفي العبرانية «وأتى» فالظاهر إن الجواسيس كانوا يتفرقون وواحد منهم أتى إلى حبرون.

أَخِيمَانُ وَشِيشَايُ وَتَلْمَايُ ظن بعضهم إن هذه أسماء قبائل لا أسماء أشخاص ولكن ليس من مانع من أنهم أشخاص بقوا أحياء إلى أن استولى كالب على حبرون وطردهم منها بعد خمسين سنة من هذا الوقت (يشوع ١٥: ١٤).

بَنُو عَنَاقٍ أو العناقيون وهو الأحسن (تثنية ١: ٢٨ و٢٩).

قَبْلَ صُوعَنِ مِصْرَ كانت صوعن أو تنيس على الشاطئ الشرقي من شعبة من النيل كالخليج. والظاهر أنها كانت مقام فرعون في عصر موسى (مزمور ٧٨: ١٢) وأما حبرون فكانت معروفة في أيام إبراهيم (تكوين ١٣: ١٨ و٢٣: ٢ الخ).

٢٣ «وَأَتَوْا إِلَى وَادِي أَشْكُولَ وَقَطَفُوا مِنْ هُنَاكَ زَرَجُونَةً بِعُنْقُودٍ وَاحِدٍ مِنَ ٱلْعِنَبِ، وَحَمَلُوهُ بِٱلدُّقْرَانَةِ بَيْنَ ٱثْنَيْنِ، مَعَ شَيْءٍ مِنَ ٱلرُّمَّانِ وَٱلتِّينِ».

ص ٣٢: ٩ وتثنية ١: ٢٤ و٢٥

وَادِي أَشْكُولَ وهو وادي حبرون شمالي المدينة. قال بعض المفسرين ووربما سمي بأشكول لذكرى أو لنسبة إلى أشكول أخي ممرا الأموري (تكوين ١٤: ١٣) كما سمي باسم ممرا شجرة أو أجمة تجاه مغارة المكفيلة (تكوين ٢٣: ١٧) ثم صار ممرا وحبرون اسمين لمسمى واحد وهي المدينة المذكورة.

زَرَجُونَةً فرعاً من شجرة العنب.

بِٱلدُّقْرَانَةِ (وفي بعض الترجمات الأعجمية «بالعصا» أو «على العصا». والدقرانة واحدة الدقران وهو الخشب الذي يعرش به الكرم). قال أحد المفسرين الإنكليز فُهم من أكثر المسافرين أن ثقل عنقود العنب في فلسطين قد يبلغ عشر ليبرات أو اثنتي عشرة ليبرة. وذكر كيتو مثلاً لعناقيد عنب سورية عنقوداً بلغ وزنه تسع عشرة لييرة أرسله دوك برتلند إلى مركيز روكنغهام. وحُمل مسافة أكثر من عشرين ميلاً. وكان حملته أربعة كل اثنين منهم يحملانه على العصا بالتناوب. وكان طول قطر العنقود الأطول تسع عشرة عقدة ونصف عقدة. والعنقود المذكور في الآية لم يكن ثقله علة أن حمله اثنان من جماعة على الدقرانة بل العلة وقاية حبه من الانفراط أو الانكسار أو الرض. وأخذوا ذلك العنقود ليُروا بني إسرائيل مثال عنب تلك الأرض فيعرفوا أنها أرض تفيض بركة وخيرات كا قال الله وهي مثال عالم الخيرات السماوي.

٢٤ «فَدُعِيَ ذٰلِكَ ٱلْمَوْضِعُ «وَادِيَ أَشْكُولَ» بِسَبَبِ ٱلْعُنْقُودِ ٱلَّذِي قَطَعَهُ بَنُو إِسْرَائِيلَ مِنْ هُنَاكَ».

فَدُعِيَ ذٰلِكَ ٱلْمَوْضِعُ الخ معنى أشكول عنقود فمعنى العبارة أن ذلك الوادي سُمي وادي أشكول أي وادي عنقود بسبب ذلك العنقود. وهذا لا ينفي أنه سُمي أصلاً باسم أشكول أخي ممار الأموري فالتسمية هنا جاءت على سبيل الاتفاق والذين سموه هنا الإسرائيليون.

٢٥ «ثُمَّ رَجَعُوا مِنْ تَجَسُّسِ ٱلأَرْضِ بَعْدَ أَرْبَعِينَ يَوْماً».

بَعْدَ أَرْبَعِينَ يَوْماً هذه المدة تدل على أنهم بذلوا الجهد في إحكام تجسس الأرض.

٢٦ «فَسَارُوا حَتَّى أَتَوْا إِلَى مُوسَى وَهَارُونَ وَكُلِّ جَمَاعَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ إِلَى بَرِّيَّةِ فَارَانَ إِلَى قَادِشَ، وَرَدُّوا إِلَيْهِمَا خَبَراً وَإِلَى كُلِّ ٱلْجَمَاعَةِ وَأَرُوهُمْ ثَمَرَ ٱلأَرْضِ».

ع ٣ ص ٢٠: ١ و١٦ و٣٢: ٨ و٣٣: ٣٦ وتثنية ١: ١٩ ويشوع ١٤: ٦

إِلَى قَادِشَ قال روبنسون إن قادش هي المعروفة اليوم بعين الويبة في العربة على أمد عشرة أميال من ملتقى جبل حور بالوادي. وقال المستر ولتون في كلامه على «النجيب» أو «النجب» (أي الجزء الجنوبي) والمستر بالمر في كلامه على «برية الخروج» إن قادش هي الموضع عند عين قادس أو هي عين قادس نفسها وهي على أمد ستين ميلاً غربي جبل حور ونحو خمسين ميلاً غربي عين الويبة. ورجّح المحققون أنها هي المعروفة اليوم بعين قادس كما رأى هذان المستران وذهب بعضهم إلى قول روبنسون.

٢٧ «وَقَالُوا: قَدْ ذَهَبْنَا إِلَى ٱلأَرْضِ ٱلَّتِي أَرْسَلْتَنَا إِلَيْهَا، وَحَقّاً إِنَّهَا تَفِيضُ لَبَناً وَعَسَلاً، وَهٰذَا ثَمَرُهَا».

خروج ٣: ٨ و٣٣: ٣ تثنية ١: ٢٥

تَفِيضُ لَبَناً وَعَسَلاً (يُفهم من كلام الجواسيس أنهم فهموا إن فيضان اللبن كناية عن كثرة الكلإ والمراعي وشبع البهائم الداجنة من الغنم والبقر والمعزى فوفرة لبنها وإن العسل كناية عن إقبال الأثمار الحلوة ووفرة نموها وجودتها).

٢٨ «غَيْرَ أَنَّ ٱلشَّعْبَ ٱلسَّاكِنَ فِي ٱلأَرْضِ مُعْتَزٌّ وَٱلْمُدُنُ حَصِينَةٌ عَظِيمَةٌ جِدّاً. وَأَيْضاً قَدْ رَأَيْنَا بَنِي عَنَاقَ هُنَاكَ».

تثنية ١: ٢٨ و٩: ١ و٢ ع ٣٣

ٱلشَّعْبَ… مُعْتَزٌّ بعد أن وصف الجواسيس الأرض بما ذُكر في سفر الخروج من أنها «تفيض لبناً وعسلاً» (خروج ٣: ٨) كناية عن خصبها فرغّبوا الإسرائيليين فيها خوّفوهم بوصف شعب الأرض بالعزة والمنعة والقدرة وحصانة المدن.

بَنِي عَنَاقَ أو بني العناقيين (انظر ع ٢٢ والتفسير).

٢٩ «ٱلْعَمَالِقَةُ سَاكِنُونَ فِي أَرْضِ ٱلْجَنُوبِ، وَٱلْحِثِّيُّونَ وَٱلْيَبُوسِيُّونَ وَٱلأَمُورِيُّونَ سَاكِنُونَ فِي ٱلْجَبَلِ، وَٱلْكَنْعَانِيُّونَ سَاكِنُونَ عِنْدَ ٱلْبَحْرِ وَعَلَى جَانِبِ ٱلأُرْدُنِّ».

خروج ١٧: ٨ وص ١٤: ٤٣ وقضاة ٦: ٣ و١صموئيل ١٤: ٤٨ و١٥: ٣ الخ

أَرْضِ ٱلْجَنُوبِ أي البلاد الجنوبية أو «النجب» (تكوين ٣٦: ١٢). (انظر أيضاً تفسير ع ١٢).

ٱلْجَبَلِ (انظر تكوين ١٠: ١٥ و١٦ وتفسير ع ١٧ من هذا الأصحاح).

ٱلْكَنْعَانِيُّونَ (انظر تكوين ١٠: ١٥ – ١٨ و١٣: ٧ والتفسير).

٣٠ «لٰكِنْ كَالِبُ أَنْصَتَ ٱلشَّعْبَ إِلَى مُوسَى وَقَالَ: إِنَّنَا نَصْعَدُ وَنَمْتَلِكُهَا لأَنَّنَا قَادِرُونَ عَلَيْهَا».

ص ١٤: ٦ و٢٤ ويشوع ١٤: ٧

كَالِبُ أَنْصَتَ ٱلشَّعْبَ أي سكّن خوف الشعب لكن كالب وإن ذُكر هنا دون غيره قد تبين أن يشوع كان أيضاً من المسكنين للخوف والمشجعين على الإقدام على امتلاك أرض الموعد (ص ١٤: ٦ – ٩). ويظهر من سفر التثنية إن موسى كان يبذل الجهد في تسكين خوفهم وفي تشجيعهم (تثنية ١: ٢٩ الخ).

٣١ «وَأَمَّا ٱلرِّجَالُ ٱلَّذِينَ صَعِدُوا مَعَهُ فَقَالُوا: لاَ نَقْدِرْ أَنْ نَصْعَدَ إِلَى ٱلشَّعْبِ لأَنَّهُمْ أَشَدُّ مِنَّا».

ص ٣٢: ٩ وتثنية ١: ٢٨ ويشوع ١٤: ٧ و٨

ٱلَّذِينَ صَعِدُوا مَعَهُ الخ (إذا كان هؤلاء الرؤساء قد خافوا فلا غرو أن يخاف سائر الشعب وقولهم يثبتّ جلياً أنهم لم يستطيعوا أن يملكوا أرض الموعد بقوتهم فكان ملكهم إيّاها بمجرد قدرة الله ونعمته عليهم).

٣٢ «فَأَشَاعُوا مَذَمَّةَ ٱلأَرْضِ ٱلَّتِي تَجَسَّسُوهَا فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ قَائِلِينَ: ٱلأَرْضُ ٱلَّتِي مَرَرْنَا فِيهَا لِنَتَجَسَّسَهَا هِيَ أَرْضٌ تَأْكُلُ سُكَّانَهَا. وَجَمِيعُ ٱلشَّعْبِ ٱلَّذِي رَأَيْنَا فِيهَا أُنَاسٌ طِوَالُ ٱلْقَامَةِ».

ص ١٤: ٣٦ و٣٧ عاموس ٢: ٩

هِيَ أَرْضٌ تَأْكُلُ سُكَّانَهَا فهم بعضهم من هذا إن الأرض لا تقوم بسكانها أي قاصرة عن أن تأتي بغلال كافية لهم. (وهذا لا يوافق النص). وفهم آخرون أنها أرض وبئة أي كثيرة الأمراض المهلكة فيموت فيها كثيرون ويُدفنون فيها كما يُدفن الطعام في البطون فكأنها تأكل سكانها وهذا هو الموافق (قابل بهذا لاويين ٢٦: ٣٨).

طِوَالُ ٱلْقَامَةِ (قابل بهذا إشعياء ٤٥: ١٤). ولا ريب أنه كان من أهل الأرض من هم كذلك ولكن ليس كل أهل تلك الأرض في مثل ذلك الطول الغريب.

٣٣ «وَقَدْ رَأَيْنَا هُنَاكَ ٱلْجَبَابِرَةَ (بَنِي عَنَاقٍ مِنَ ٱلْجَبَابِرَةِ). فَكُنَّا فِي أَعْيُنِنَا كَٱلْجَرَادِ، وَهٰكَذَا كُنَّا فِي أَعْيُنِهِمْ».

تثنية ١: ٢٨ و٢: ١٠ و٩: ٢ إشعياء ٤٠: ٢٢ و١صموئيل ١٧: ٤٢

وَقَدْ رَأَيْنَا هُنَاكَ ٱلْجَبَابِرَةَ أي الأقوياء (تكوين ٦: ٤).

السابق
التالي
زر الذهاب إلى الأعلى