سفر العدد | 08 | السنن القويم
السنن القويم في تفسير أسفار العهد القديم
شرح سفر العدد
للقس . وليم مارش
اَلأَصْحَاحُ ٱلثَّامِنُ
١، ٢ «١ وَقَالَ ٱلرَّبُّ لِمُوسَى: ٢ قُلْ لِهَارُونَ: مَتَى رَفَعْتَ ٱلسُّرُجَ فَإِلَى قُدَّامِ ٱلْمَنَارَةِ تُضِيءُ ٱلسُّرُجُ ٱلسَّبْعَةُ».
خروج ٢٥: ٣٧ و٤٠: ٢٥
مَتَى رَفَعْتَ ٱلسُّرُجَ (قابل بهذا خروج ٢٥: ٣٧). كانت المنارة الذهبية موضوعة على جدار الخيمة الجنوبي تجاه مائدة خبز الوجوه حتى كانت شعبها السبعة موازية للجدار والشُعب إلى الشرق والغرب ولذلك كان كل سراج من السرج السبعة يلقي ضوءه تجاه المنارة أي إلى الشمال فتضيء على أدوات الخيمة التي في القدس أكثر مما تضيء لو كانت المنارة موضوعة في المدخل وشعبها إلى الشمال والجنوب.
٣ «فَفَعَلَ هَارُونُ هٰكَذَا. إِلَى قُدَّامِ ٱلْمَنَارَةِ رَفَعَ سُرُجَهَا كَمَا أَمَرَ ٱلرَّبُّ مُوسَى».
رَفَعَ سُرُجَهَا أي وضع.
٤ «وَهٰذِهِ هِيَ صَنْعَةُ ٱلْمَنَارَةِ: مَسْحُولَةٌ مِنْ ذَهَبٍ. حَتَّى سَاقُهَا وَزَهْرُهَا هِيَ مَسْحُولَةٌ. حَسَبَ ٱلْمَنْظَرِ ٱلَّذِي أَرَاهُ ٱلرَّبُّ مُوسَى هٰكَذَا عَمِلَ ٱلْمَنَارَةَ».
خروج ٢٥: ١٨ و٣١ خروج ٢٥: ٤٠
صَنْعَةُ ٱلْمَنَارَةِ أي المواد التي صُنعت منها.
مَسْحُولَةٌ مِنْ ذَهَبٍ أي مفتولة منه أو منحوتة.
حَتَّى سَاقُهَا وَزَهْرُهَا أي كان ساقها وما صُنع على هيئة الأزهار فيها ذهباً مفتولاً أو منحوتاً وعلى الجملة إن المنارة كلها من ذهب فكانت أجزاءها الساق والفروع أو الشُعب والأزهار في أعلاها (خروج ٢٥: ٣١).
٥، ٦ «٥ وَقَالَ ٱلرَّبُّ لِمُوسَى: ٦ خُذِ ٱللاَّوِيِّينَ مِنْ بَيْنِ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَطَهِّرْهُمْ».
وَقَالَ الخ لما فرغ موسى من تقديس الكهنة (لاويين ص ٨) وقد قدّس هارون وبنيه أخذ في تطهير اللاويين بمقتضى أمر الله.
٧، ٨ «٧ وَهٰكَذَا تَفْعَلُ لَهُمْ لِتَطْهِيرِهِمِ: ٱنْضِحْ عَلَيْهِمْ مَاءَ ٱلْخَطِيَّةِ، وَلْيُمِرُّوا مُوسَى عَلَى كُلِّ جَسَدِهِمْ، وَيَغْسِلُوا ثِيَابَهُمْ فَيَتَطَهَّرُوا. ٨ ثُمَّ يَأْخُذُوا ثَوْراً ٱبْنَ بَقَرٍ وَتَقْدِمَتَهُ دَقِيقاً مَلْتُوتاً بِزَيْتٍ. وَثَوْراً آخَرَ ٱبْنَ بَقَرٍ تَأْخُذُ لِذَبِيحَةِ خَطِيَّةٍ».
ص ١٩: ٩ و١٧ و١٨ لاويين ١٤: ٨ و٩ لاويين ٢: ١
مَاءَ ٱلْخَطِيَّةِ أي ماء التطهير من الخطية. لم يبيّن ههنا ما هو هذا الماء كما لم يبين ما الماء المقدس في (ص ٥: ١٧). والثور الذي عُيّن ذبيحة خطيئة في تقديس هارون وبنيه مثله الثور المعيّن هنا ووُصف بالكلام الذي وُصف به ذاك (خروج ٢٩: ١٤ ولاويين ٨: ١٤). وماء الخطية المذكور هنا أو ماء تطهير الخطية كما فُسر المرجّح أنه ماء المرحضة النحاسية التي كانت تجاه الخيمة كالمقصود بالماء المقدس في (ص ٥: ١٧) على ما يرجح أيضاً. ومن الممكن أنه كان بعض الإرشاد الذي لم يُذكر هنا إلى وضع رماد محرقة الخطية في ذلك الماء (قابل بهذا ص ١٩: ٩). وذبيحة الخطية التي لم تُذكر إلا في الآية الثامنة كانت تُذبح قبل النضح.
وَلْيُمِرُّوا مُوسَى عَلَى كُلِّ جَسَدِهِمْ أي وليحلقوا شعر كل جسدهم أو وليحلقوا كل شعرهم كما قيل في تطهير الأبرص (لاويين ١٤: ٨ و٩).
وَيَغْسِلُوا ثِيَابَهُمْ كانت أجساد الكهنة تُغسل عند تقديسهم (لاويين ٨: ٦) والبرص عند تطهيرهم (لاويين ١٤: ٨ و٩). أما اللاويون فما كان عليهم لمسهم الأشياء المقدسة إلا أن يغسلوا ثيابهم التي كانت معدة للعبادة الإلهية (خروج ١٩: ١٠ قابل بذلك تكوين ٣٥: ٢).
٩ «فَتُقَدِّمُ ٱللاَّوِيِّينَ أَمَامَ خَيْمَةِ ٱلٱجْتِمَاعِ، وَتَجْمَعُ كُلَّ جَمَاعَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ».
خروج ٢٩: ٤ و٤٠: ١٢ لاويين ٨: ٣
كُلَّ جَمَاعَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ أي نواب كل الجماعة كما جاء في غير هذا الموضع.
١٠ «وَتُقَدِّمُ ٱللاَّوِيِّينَ أَمَامَ ٱلرَّبِّ، فَيَضَعُ بَنُو إِسْرَائِيلَ أَيْدِيَهُمْ عَلَى ٱللاَّوِيِّينَ».
لاويين ١: ٤
فَيَضَعُ بَنُو إِسْرَائِيلَ أَيْدِيَهُمْ عَلَى ٱللاَّوِيِّينَ كانوا يضعون أيديهم على اللاويين لأنهم بمنزلة الذبائح التي تقدم لله لأنهم كانوا بدل أبكار بني إسرائيل. فكان بنو إسرائيل أو نوابهم يضعون أيديهم عليهم كأنهم يقدمونهم لله فداء عن أبكارهم. وكانت تقدمتهم لخدمة الله في خيمته أو مسكنه.
١١ «وَيُرَدِّدُ هَارُونُ ٱللاَّوِيِّينَ تَرْدِيداً أَمَامَ ٱلرَّبِّ مِنْ عِنْدِ بَنِي إِسْرَائِيلَ فَيَكُونُونَ لِخِدْمَةِ ٱلرَّبِّ».
وَيُرَدِّدُ هَارُونُ ٱللاَّوِيِّينَ تَرْدِيداً أَمَامَ ٱلرَّبِّ كما كان يردد من الذبائح الجزء الذي للرب كان يردد اللاويين لأنهم جزء للرب. وكان يأتي ذلك بأن يقدمهم تارة ويؤخرهم أخرى تجاه الخيمة وأمام الشعب أو بحركات أيدي هارون. وكان هذا الترديد لغير ما ذُكر أيضاً (قابل بهذا ع ١٣ و١٥ و٢١).
١٢ «ثُمَّ يَضَعُ ٱللاَّوِيُّونَ أَيْدِيَهُمْ عَلَى رَأْسَيِ ٱلثَّوْرَيْنِ، فَتُقَرِّبُ ٱلْوَاحِدَ ذَبِيحَةَ خَطِيَّةٍ وَٱلآخَرَ مُحْرَقَةً لِلرَّبِّ، لِلتَّكْفِيرِ عَنِ ٱللاَّوِيِّينَ».
خروج ٢٩: ١٠
يَضَعُ ٱللاَّوِيُّونَ أَيْدِيَهُمْ (انظر تفسير خروج ٢٩: ١٠).
١٣ «فَتُوقِفُ ٱللاَّوِيِّينَ أَمَامَ هَارُونَ وَبَنِيهِ وَتُرَدِّدُهُمْ تَرْدِيداً لِلرَّبِّ».
تُرَدِّدُهُمْ تَرْدِيداً (انظر تفسير ع ١١ وانظر ع ١٥).
١٤ «وَتُفْرِزُ ٱللاَّوِيِّينَ مِنْ بَيْنِ بَنِي إِسْرَائِيلَ فَيَكُونُ ٱللاَّوِيُّونَ لِي».
ص ٣: ٤٥ و١٦: ٩
فَيَكُونُ ٱللاَّوِيُّونَ لِي (انظر تفسير ص ٣: ٤٥ و١٦: ٩).
١٥ «وَبَعْدَ ذٰلِكَ يَأْتِي ٱللاَّوِيُّونَ لِيَخْدِمُوا خَيْمَةَ ٱلٱجْتِمَاعِ فَتُطَهِّرُهُمْ وَتُرَدِّدُهُمْ تَرْدِيداً».
ع ١١ و١٣
بَعْدَ ذٰلِكَ يَأْتِي ٱللاَّوِيُّونَ أي إلى دار الخيمة ليحرسوا هناك ويساعدوا الكهنة عند مذبح المحرقة ويقلعوا الخيمة وينصبوها على ما تقتضي الأحوال.
١٦ «لأَنَّهُمْ مَوْهُوبُونَ لِي هِبَةً مِنْ بَيْنِ بَنِي إِسْرَائِيلَ. بَدَلَ كُلِّ فَاتِحِ رَحِمٍ، بِكْرِ كُلٍّ مِنْ إِسْرَائِيلَ قَدِ اتَّخَذْتُهُمْ لِي».
ص ٣: ٩ ص ٣: ١٢ و٤٥
بَدَلَ كُلِّ فَاتِحِ رَحِمٍ، بِكْرِ كُلٍّ مِنْ إِسْرَائِيلَ يصعب علينا القطع بأن القسم الثاني من العبارة بمعنى الأول تماماً (فتكون منزلته منزلة التذييل) أو بأنه تحديد للأول. فإن كان بمعنى الأول تماماً وجب تعيين الفرق بين كل فاتح رحم وبين البكر من اصطلاح الأسفار الخمسة فإنها تقصر بكر الناس على الابن البكر من جانب الأب (انظر خروج ١٣: ٢).
١٧، ١٨ «١٧ لأَنَّ لِي كُلَّ بِكْرٍ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنَ ٱلنَّاسِ وَمِنَ ٱلْبَهَائِمِ. يَوْمَ ضَرَبْتُ كُلَّ بِكْرٍ فِي أَرْضِ مِصْرَ قَدَّسْتُهُمْ لِي. ١٨ فَٱتَّخَذْتُ ٱللاَّوِيِّينَ بَدَلَ كُلِّ بِكْرٍ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ».
خروج ١٣: ٢ و١٢ و١٣ و١٥ وص ٣: ١٣ ولوقا ٢: ٢٣
لِي كُلَّ بِكْرٍ (انظر تفسير خروج ١٣: ٢ و١٢ و١٣ و١٥).
١٩ – ٢٢ «١٩ وَوَهَبْتُ ٱللاَّوِيِّينَ هِبَةً لِهَارُونَ وَبَنِيهِ مِنْ بَيْنِ بَنِي إِسْرَائِيلَ لِيَخْدِمُوا خِدْمَةَ بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي خَيْمَةِ ٱلٱجْتِمَاعِ، وَلِلتَّكْفِيرِ عَنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ، لِكَيْ لاَ يَكُونَ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ وَبَأٌ عِنْدَ ٱقْتِرَابِ بَنِي إِسْرَائِيلَ إِلَى ٱلْقُدْسِ. ٢٠ فَفَعَلَ مُوسَى وَهَارُونُ وَكُلُّ جَمَاعَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ لِلاَّوِيِّينَ حَسَبَ كُلِّ مَا أَمَرَ ٱلرَّبُّ مُوسَى عَنِ ٱللاَّوِيِّينَ. هٰكَذَا فَعَلَ لَهُمْ بَنُو إِسْرَائِيلَ. ٢١ فَتَطَهَّرَ ٱللاَّوِيُّونَ وَغَسَّلُوا ثِيَابَهُمْ، وَرَدَّدَهُمْ هَارُونُ تَرْدِيداً أَمَامَ ٱلرَّبِّ، وَكَفَّرَ عَنْهُمْ هَارُونُ لِتَطْهِيرِهِمْ. ٢٢ وَبَعْدَ ذٰلِكَ أَتَى ٱللاَّوِيُّونَ لِيَخْدِمُوا خِدْمَتَهُمْ فِي خَيْمَةِ ٱلٱجْتِمَاعِ أَمَامَ هَارُونَ وَأَمَامَ بَنِيهِ كَمَا أَمَرَ ٱلرَّبُّ مُوسَى عَنِ ٱللاَّوِيِّينَ هٰكَذَا فَعَلُوا لَهُمْ».
ص ٣: ٩ ص ١: ٥٣ و١٦: ٤٦ و١٨: ٥ و٢أيام ٢٦: ١٦ ع ٧ ع ١١ و١٢ ع ١٥ ع ٥ الخ
لِكَيْ لاَ يَكُونَ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ وَبَأٌ كان اتخاذ اللاويين بدل الأبكار تمكيناً من القيام بالواجبات في القدس ودفعاً لخطايا الإهمال وارتكاب ما الأبكار عرضة له مما يهيج غضب الله فيضربهم كما ضرب أبكار المصريين.
٢٣، ٢٤ «٢٣ وَقَالَ ٱلرَّبُّ لِمُوسَى: ٢٤ هٰذَا مَا لِلاَّوِيِّينَ: مِنِ ٱبْنِ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ سَنَةً فَصَاعِداً يَأْتُونَ لِيَتَجَنَّدُوا أَجْنَاداً فِي خِدْمَةِ خَيْمَةِ ٱلاجْتِمَاعِ».
ص ٤: ٣ و١أيام ٢٣: ٣ و٢٤ و٢٧ و١تيموثاوس ١: ١٨
مِنِ ٱبْنِ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ سَنَةً فَصَاعِداً هذا يدل على الوقت أو السن الذي يصح أن يعيّن فيه اللاويون للخدمة بعد أخذ الإسرائيليين أرض كنعان. والظاهر أن ذلك بقي إلى أيام داود فجعل بدل الخامسة والعشرين سن العشرين لارتفاع ضرورة حمل الخيمة وأثاثها بعد نقل التابوت إلى جبل صهيون. وكانت مدة الخدمة في البريّة من سن الثلاثين إلى سن الخمسين (ص ٤: ٣ و٢٣ و٣٠) لأن ثقل الخيمة على توالي الأوقات في البرية كان يقتضي الرجال الأقوياء في سن القوة والنشاط. ولم يلتفت الكاتب هنا إلى ترتيب الحوادث بمقتضى الزمان. فما ذُكر في هاتين الآيتين (أيوب ع ٢٣ و٢٤) وما بعدهما إلى (ع ٢٦) كان بعد هذا الوقت لكنه ذُكر هنا للمناسبة بينه ويبن تعيين اللاويين للخدمة. والمرجّح أن اللاويين كانوا يختارون للخدمة في سن الخامسة والعشرين لكنهم لم يشرعوا فيها إلا في سن الثلاثين فكانوا يشغلون خمس سنين بالاستعداد.
٢٥، ٢٦ «٢٥ وَمِنِ ٱبْنِ خَمْسِينَ سَنَةً يَرْجِعُونَ مِنْ جُنْدِ ٱلْخِدْمَةِ وَلاَ يَخْدِمُونَ بَعْدُ. ٢٦ يُوازِرُونَ إِخْوَتَهُمْ فِي خَيْمَةِ ٱلٱجْتِمَاعِ لِحَرَسِ حِرَاسَةٍ. لٰكِنْ خِدْمَةً لاَ يَخْدِمُونَ. هٰكَذَا تَعْمَلُ لِلاَّوِيِّينَ فِي حِرَاسَاتِهِمْ».
ص ١: ٥٣
لِحَرَسِ حِرَاسَةٍ يصعب على الإنسان بعد سن الخمسين أن يحمل الأثقال العظيمة فكان من جاوز سن الخمسين من اللاويين يُعفى من إتيان تلك الأعمال الشاقة ويحرس أدوات الخيمة وآنية القدس وهو عمل يسير.
السابق |
التالي |