سفر نحميا | 04 | السنن القويم
السنن القويم في تفسير أسفار العهد القديم
شرح سفر نحميا
للقس . وليم مارش
اَلأَصْحَاحُ ٱلرَّابِعُ
١ – ٦ «١ وَلَمَّا سَمِعَ سَنْبَلَّطُ أَنَّنَا آخِذُونَ فِي بِنَاءِ ٱلسُّورِ غَضِبَ وَٱغْتَاظَ كَثِيراً وَهَزَأَ بِٱلْيَهُودِ ٢ وَقَالَ أَمَامَ إِخْوَتِهِ وَجَيْشِ ٱلسَّامِرَةِ: مَاذَا يَعْمَلُ ٱلْيَهُودُ ٱلضُّعَفَاءُ؟ هَلْ يَتْرُكُونَهُمْ؟ هَلْ يَذْبَحُونَ؟ هَلْ يُكْمِلُونَ فِي يَوْمٍ؟ هَلْ يُحْيُونَ ٱلْحِجَارَةَ مِنْ كُوَمِ ٱلتُّرَابِ وَهِيَ مُحْرَقَةٌ؟ ٣ وَكَانَ طُوبِيَّا ٱلْعَمُّونِيُّ بِجَانِبِهِ، فَقَالَ: إِنَّ مَا يَبْنُونَهُ إِذَا صَعِدَ ثَعْلَبٌ فَإِنَّهُ يَهْدِمُ حِجَارَةَ حَائِطِهِمِ. ٤ ٱسْمَعْ يَا إِلٰهَنَا لأَنَّنَا قَدْ صِرْنَا ٱحْتِقَاراً، وَرُدَّ تَعْيِيرَهُمْ عَلَى رُؤُوسِهِمْ، وَٱجْعَلْهُمْ نَهْباً فِي أَرْضِ ٱلسَّبْيِ ٥ وَلاَ تَسْتُرْ ذُنُوبَهُمْ وَلاَ تُمْحَ خَطِيَّتُهُمْ مِنْ أَمَامِكَ لأَنَّهُمْ أَغْضَبُوكَ أَمَامَ ٱلْبَانِينَ. ٦ فَبَنَيْنَا ٱلسُّورَ وَاتَّصَلَ كُلُّ ٱلسُّورِ إِلَى نِصْفِهِ وَكَانَ لِلشَّعْبِ قَلْبٌ فِي ٱلْعَمَلِ».
ص ٢: ١٠ عزرا ٤: ٩ و١٠ ع ١٠ مراثي ٥: ١٨ مزمور ١٢٣: ٣ و٤ مزمور ٧٩: ١٢ مزمور ٦٩: ٢٧ و٢٨ وإرميا ١٨: ٢٣
إِخْوَتِهِ (ع ٢) رؤساء السامريين.
جَيْشِ ٱلسَّامِرَةِ السامريون القادرون على الحرب المجتمعون بعجلة خوفاً من تسلط اليهود عليهم إذا بنوا مدينتهم وأقاموا أسوارها ورجعت مملكتهم إلى ما كانت عليه.
هَلْ يَتْرُكُونَهُمْ أي هل يتركهم الفارسيون والشعوب المجاروة كالموآبيين والعمونيين والعرب. وبعضهم يترجمون هذه الجملة هكذا «هل يبنون حصوناً».
كُوَمِ ٱلتُّرَابِ وجد الذين نبشوا حديثاً أساسات الهيكل أن التراب والحجارة تكومت فوق الأساسات في بعض الأماكن ١٢٥ قدماً.
مُحْرَقَةٌ في (٢ملوك ٢٥: ٩) إن الكلدانيين أحرقوا بيت الرب أي أحرقوا ما كان من الخشب وهدموا البيت كله.
إِذَا صَعِدَ ثَعْلَبٌ (ع ٣) أي إن الحيوان الصغير الخفيف يهدم الحائط إذا صعد عليه. وجد النابشون بقايا حائط من صغار الحجارة يُظن أنه حائط نحميا. فإن الأحوال لم تسمح له أن يبني بحجارة كبيرة منحوتة. والهزء سلاح الضعيف والجبان فإنهم تظاهروا بأنهم يحتقرون اليهود والحقيقة إنهم خافوا منهم.
ٱسْمَعْ يَا إِلٰهَنَا (ع ٤) صلى حسب عادته (٥: ١٩ و٦: ٩ و١٣: ١٤ و٢٢). ونتعلم منه أن نصلي كل حين لأن إلهنا يهتم بنا ويرشدنا وينجينا غير أن يسوع علمنا أن نبارك ولا نلعن ونصلي لأجل أعدائنا.
أَمَامَ ٱلْبَانِينَ كما فعل ربشاقي (٢ملوك ١٨: ٢٦ – ٢٨) ليلقوا الاضطراب بين الشعب ويبعدوهم عن قائدهم.
إِلَى نِصْفِهِ (ع ٦) أي إلى نصف العلوّ المقصود وأكملوا دائرة الحائط وأتصل كله بعضه ببعض وكان ذلك في مدة ٥٢ يوماً فقط (٦: ١٥) لأن للشعب قلباً في العمل.
٧ – ١٤ «٧ وَلَمَّا سَمِعَ سَنْبَلَّطُ وَطُوبِيَّا وَٱلْعَرَبُ وَٱلْعَمُّونِيُّونَ وَٱلأَشْدُودِيُّونَ أَنَّ أَسْوَارَ أُورُشَلِيمَ قَدْ رُمِّمَتْ وَٱلثُّغَرَ ٱبْتَدَأَتْ تُسَدُّ، غَضِبُوا جِدّاً. ٨ وَتَآمَرُوا جَمِيعُهُمْ مَعاً أَنْ يَأْتُوا وَيُحَارِبُوا أُورُشَلِيمَ وَيَعْمَلُوا بِهَا ضَرَراً. ٩ فَصَلَّيْنَا إِلَى إِلٰهِنَا وَأَقَمْنَا حُرَّاساً ضِدَّهُمْ نَهَاراً وَلَيْلاً بِسَبَبِهِمْ. ١٠ وَقَالَ يَهُوذَا: قَدْ ضَعُفَتْ قُوَّةُ ٱلْحَمَّالِينَ، وَٱلتُّرَابُ كَثِيرٌ، وَنَحْنُ لاَ نَقْدِرُ أَنْ نَبْنِيَ ٱلسُّورَ. ١١ وَقَالَ أَعْدَاؤُنَا: لاَ يَعْلَمُونَ وَلاَ يَرَوْنَ حَتَّى نَدْخُلَ إِلَى وَسَطِهِمْ وَنَقْتُلَهُمْ وَنُوقِفَ ٱلْعَمَلَ. ١٢ وَلَمَّا جَاءَ ٱلْيَهُودُ ٱلسَّاكِنُونَ بِجَانِبِهِمْ قَالُوا لَنَا عَشَرَ مَرَّاتٍ: مِنْ جَمِيعِ ٱلأَمَاكِنِ ٱلَّتِي مِنْهَا رَجَعُوا سَيَأْتُونَ عَلَيْنَا. ١٣ فَأَوْقَفْتُ ٱلشَّعْبَ مِنْ أَسْفَلِ ٱلْمَوْضِعِ وَرَاءَ ٱلسُّورِ، وَعَلَى ٱلْقِمَمِ أَوْقَفْتُهُمْ حَسَبَ عَشَائِرِهِمْ بِسُيُوفِهِمْ وَرِمَاحِهِمْ وَقِسِيِّهِمْ. ١٤ وَنَظَرْتُ وَقُمْتُ وَقُلْتُ لِلْعُظَمَاءِ وَٱلْوُلاَةِ وَلِبَقِيَّةِ ٱلشَّعْبِ: لاَ تَخَافُوهُمْ بَلِ ٱذْكُرُوا ٱلسَّيِّدَ ٱلْعَظِيمَ ٱلْمَرْهُوبَ، وَحَارِبُوا مِنْ أَجْلِ إِخْوَتِكُمْ وَبَنِيكُمْ وَبَنَاتِكُمْ وَنِسَائِكُمْ وَبُيُوتِكُمْ».
ع ١١ ع ١٧ و١٨ عدد ١٤: ٩ وتثنية ١: ٢٩ و٣٠ و٢صموئيل ١٠: ١٢
ٱلأَشْدُودِيُّونَ (اطلب أشدود في قاموس الكتاب) موقعها على بعد ٣ أميال من البحر المتوسط بين غزة ويافا. وكانت إحدى مدن الفلسطينيين الخمس. وكانت هذه الشعوب أي السامريون والعمونيون والعرب والفلسطينيون كلها تحت سلطة مملكة فارس ولكن الولاة لم يهتموا بمشاجراتهم.
فَصَلَّيْنَا… وَأَقَمْنَا حُرَّاساً (ع ٩) أولاً الصلاة ثم العمل فليست الصلاة تفيد بلا عمل ولا العمل يفيد بلا صلاة.
وَقَالَ يَهُوذَا (ع ١٠) كانوا قد تعبوا من عظمة العمل والسهر الدائم وشدة المقاومة فيئسوا من النجاح فكان على نحميا صعوبات متنوعة من الخارج مقاومات ومن الداخل مخاوف.
ٱلْيَهُودُ ٱلسَّاكِنُونَ بِجَانِبِهِمْ (ع ١٢) الساكنون في أماكن خارجة عن أورشليم ومجاورة للسامريين والعمونين والعرب والفلسطينيين وكان هؤلاء اليهود قد أتوا من أريحا وتقوع وجبعون والمصفاة وزانوح وغيرها ليعملوا في ترميم الأسوار فكانوا يترددون إلى أورشليم. فلما جاءوا من جميع الأماكن التي رجعوا منها إلى نحميا قالوا له عشر مرات أي مرات كثيرة نفس الكلام المذكور في (ع ١١) أي إن الأعداء قاصدون أن يفاجئوا اليهود ويدخلوا ويقتلوا ويوقفوا العمل.
فَأَوْقَفْتُ ٱلشَّعْبَ (ع ١٣) الظاهر أنهم توقفوا قليلاً عن العمل وأوقف نحميا بعض الحراس في أسفل الموضع وراء السور لأجل الدفاع وأوقف البعض الآخر على القمم ليرموا السهام.
وَنَظَرْتُ (ع ١٤) كما ينظر القائد إلى جيشه قُبيل القتال وذكّرهم أن حربهم هي لأجل حياتهم وأحبائهم وأملاكهم وذكرهم أيضاً إن الله القدير يحارب معهم.
١٥ – ٢٣ «١٥ وَلَمَّا سَمِعَ أَعْدَاؤُنَا أَنَّنَا قَدْ عَرَفْنَا وَأَبْطَلَ ٱللّٰهُ مَشُورَتَهُمْ، رَجَعْنَا كُلُّنَا إِلَى ٱلسُّورِ كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى شُغْلِهِ. ١٦ وَمِنْ ذٰلِكَ ٱلْيَوْمِ كَانَ نِصْفُ غِلْمَانِي يَشْتَغِلُونَ فِي ٱلْعَمَلِ وَنِصْفُهُمْ يُمْسِكُونَ ٱلرِّمَاحَ وَٱلأَتْرَاسَ وَٱلْقِسِيَّ وَٱلدُّرُوعَ. وَٱلرُّؤَسَاءُ وَرَاءَ كُلِّ بَيْتِ يَهُوذَا. ١٧ ٱلْبَانُونَ عَلَى ٱلسُّورِ بَنَوْا وَحَامِلُو ٱلأَحْمَالِ حَمَلُوا. بِٱلْيَدِ ٱلْوَاحِدَةِ يَعْمَلُونَ ٱلْعَمَلَ، وَبِالأُخْرَى يُمْسِكُونَ ٱلسِّلاَحَ. ١٨ وَكَانَ ٱلْبَانُونَ يَبْنُونَ وَسَيْفُ كُلُّ وَاحِدٍ مَرْبُوطٌ عَلَى جَنْبِهِ، وَكَانَ ٱلنَّافِخُ بِٱلْبُوقِ بِجَانِبِي. ١٩ فَقُلْتُ لِلْعُظَمَاءِ وَٱلْوُلاَةِ وَلِبَقِيَّةِ ٱلشَّعْبِ: ٱلْعَمَلُ كَثِيرٌ وَمُتَّسِعٌ وَنَحْنُ مُتَفَرِّقُونَ عَلَى ٱلسُّورِ وَبَعِيدُونَ بَعْضُنَا عَنْ بَعْضٍ. ٢٠ فَٱلْمَكَانُ ٱلَّذِي تَسْمَعُونَ مِنْهُ صَوْتَ ٱلْبُوقِ هُنَاكَ تَجْتَمِعُونَ إِلَيْنَا. إِلٰهُنَا يُحَارِبُ عَنَّا. ٢١ فَكُنَّا نَحْنُ نَعْمَلُ ٱلْعَمَلَ، وَكَانَ نِصْفُهُمْ يُمْسِكُونَ ٱلرِّمَاحَ مِنْ طُلُوعِ ٱلْفَجْرِ إِلَى ظُهُورِ ٱلنُّجُومِ. ٢٢ وَقُلْتُ فِي ذٰلِكَ ٱلْوَقْتِ أَيْضاً لِلشَّعْبِ: لِيَبِتْ كُلُّ وَاحِدٍ مَعَ غُلاَمِهِ فِي وَسَطِ أُورُشَلِيمَ لِيَكُونُوا لَنَا حُرَّاساً فِي ٱللَّيْلِ وَلِلْعَمَلِ فِي ٱلنَّهَارِ. ٢٣ وَلَمْ أَكُنْ أَنَا وَلاَ إِخْوَتِي وَلاَ غِلْمَانِي وَلاَ ٱلْحُرَّاسُ ٱلَّذِينَ وَرَائِي نَخْلَعُ ثِيَابَنَا. كَانَ كُلُّ وَاحِدٍ يَذْهَبُ بِسِلاَحِهِ إِلَى ٱلْمَاءِ».
٢صموئيل ١٧: ١٤ خروج ١٤: ١٤ وتثنية ١: ٣٠
وَأَبْطَلَ ٱللّٰهُ كان قد طلب من الله المعونة (ع ٤ و٥ و٩) فاعترف أنه هو الذي أبطل مشورة الأعداء.
نِصْفُ غِلْمَانِي (ع ١٦) خدّامه المخصّصون له كوالٍ.
ٱلرِّمَاحَ وَٱلأَتْرَاسَ وَٱلْقِسِيَّ وَٱلدُّرُوعَ (اطلب «سلاح» في قاموس الكتاب).
وَٱلرُّؤَسَاءُ وَرَاءَ ليعلّموهم ما يجب عمله إذا وقع القتال.
إِلٰهُنَا يُحَارِبُ عَنَّا… فَكُنَّا نَحْنُ نَعْمَلُ (ع ٢٠ و٢١) مثال لجميع المؤمنين في وجوب اقتران الصلاة بالعمل.
وَكَانَ نِصْفُهُمْ (ع ٢١) أي نصف غلمان نحميا المذكورين في (ع ١٦). هؤلاء تقلدوا السلاح الثقيل كالرماح والأتراس والقسي والدروع وتسلّموها عن الشعب العاملين الذي حملوا سيوفهم فقط (ع ١٨).
لِيَبِتْ كُلُّ وَاحِدٍ (ع ٢٢) كان عليهم خطر إذا تركوا أورشليم وذهبوا إلى أماكنهم وكان خطر أيضاً على الباقين في أورشليم لأنهم أصبحوا قليلين.
نَخْلَعُ ثِيَابَنَا (ع ٢٣) أي كانوا مستعدين للقتال في كل وقت حتى في وقت نومهم القليل. والقول هو عن نحميا وإخوته وغلمانه والحراس وليس عن الشعب كله.
بِسِلاَحِهِ إِلَى ٱلْمَاءِ في مكان الماء وفي وقت الشرب والاستقاء خيفة من أن يفاجئهم العدو فكانوا مستعدين (انظر نبأ جدعون ورجاله في قضاة ٧: ٤ – ٧).
السابق |
التالي |