إنجيل لوقا

إنجيل لوقا | 08 | الكنز الجليل

الكنز الجليل في تفسير الإنجيل

شرح إنجيل لوقا

للدكتور . وليم إدي

الأصحاح الثامن

جولان المسيح للتبشير ع ١ إلى ٣

١ «وَعَلَى أَثَرِ ذٰلِكَ كَانَ يَسِيرُ فِي مَدِينَةٍ وَقَرْيَةٍ يَكْرِزُ وَيُبَشِّرُ بِمَلَكُوتِ ٱللّٰهِ، وَمَعَهُ ٱلاثْنَا عَشَرَ».

عَلَى أَثَرِ ذٰلِكَ أي حال فراغه من العشاء عند سمعان.

كَانَ يَسِيرُ أشار لوقا هنا إلى جولان المسيح الثاني في الجليل. وكان الأول قبل انتخابه الرسل وهو الذي أشار إليه في ص ٤: ١٤ و١٥ وكان جولانه الثالث عندما أرسل تلاميذه أيضاً لينادوا بالإنجيل ويصنعوا المعجزات (ص ٩: ١ – ٦). وكان الوقت المشار إليه هنا أول السنة الثانية من سني تبشريه.

وَمَعَهُ ٱلاثْنَا عَشَرَ أخذهم المسيح معه حينئذ إعداداً لهم ليذهبوا بدونه بعد ذلك فاستفادوا مما علّمهم ومما سمعوا من تعليمه لغيرهم ومن مشاهدتهم أعماله العجيبة وكانوا جماعة واحدة. والأرجح أنهم عندما كانوا يصلون مكاناً ما يجولون بين السكان ويخبرونهم بمجيء المسيح ويدعونهم ليجتمعوا ويسمعوه إما في المجمع وإما في ساحة من ساحات المكان.

٢ «وَبَعْضُ ٱلنِّسَاءِ كُنَّ قَدْ شُفِينَ مِنْ أَرْوَاحٍ شِرِّيرَةٍ وَأَمْرَاضٍ: مَرْيَمُ ٱلَّتِي تُدْعَى ٱلْمَجْدَلِيَّةَ ٱلَّتِي خَرَجَ مِنْهَا سَبْعَةُ شَيَاطِينَ».

متّى ٢٧: ٥٥ و٥٦، مرقس ١٦: ٩

وَبَعْضُ ٱلنِّسَاءِ الأرجح أن النساء اللواتي معه كنّ ذوات ثروة ومقام سام رآهن يسوع أنهنّ أهل ليكنّ من جملة تلاميذه. وأشار الإنجيل إلى خدمتهنّ ليسوع في مكان آخر (متّى ٢٧: ٥٥ ولوقا ٢٣: ٤٩). ومما يستحق الاعتبار أنه لم يُذكر في الإنجيل واحد من الرجال قدّم للمسيح شيئاً من حاجاته الجسدية إنما نُسب ذلك إلى النساء فقط.

وجرت العادة في عصر المسيح أن جماعة من النساء اليهوديات يقمن بنفقة بعض من يعتبرنه من الربانيين. وكما خدمت النساء المسيح في حياته الأرضية خدمت كنيسته بعد ذلك كالشماسات وغيرهن. وللنساء في كل عصر محل لخدمتهن الحبية للمسيح في كنيسته وهذه الخدمة ليست بأقل اعتباراً في عيني المسيح من تبشير المبشرين. والمسيح أظهر تواضعه بقبوله الحاجات الجسدية من أيدي الناس فكان يصنع المعجزات لسد احتياجات غيره ولكنه لم يصنع واحدة لسد احتياجات نفسه. أطعم ألوفاً بكلمة قدرته وقبل الخبز من أيدي أصحابه وقدّم القوت الروحي لإحياء نفوس الناس وأخذ القوت الجسدي من البشر. ولاق بالذين أخذوا النعمة من يد الرب أن يكرموه بشيء من أموالهم وهكذا يليق الآن.

قَدْ شُفِينَ بنيت خدمتهنّ للمسيح أولاً على ما صنعه لهن من المراحم الجسدية ولا ريب في أنها بنيت أخيراً على رحمة أعظم من شفاء نفوسهنّ ونوالهنّ الحياة الأبدية.

مَرْيَمُ ٱلَّتِي تُدْعَى ٱلْمَجْدَلِيَّةَ لم نعرف من أمر هذه المرأة سوى ما ذُكر هنا (ومتّى ٢٧: ٥٧ و٦١ ومرقس ١٥: ٤١ و٤٧ و١٦: ٩ وفي لوقا ٢٣: ٤٩ و٥٥ ويوحنا ١٩: ٢٥ و٢٠: ١٤ و١٥). وخلاصة ذلك أنها أُنقذت من قوة شيطانية شديدة عبّر عنها بقوة سبعة شياطين وأنها تبعت المسيح وخدمته في الجليل وأنها رافقته في سفره الأخير إلى أورشليم وأنها شاهدت آلام المسيح على الصليب هي وأم يسوع ويوحنا وأنها شاهدت دفن المسيح وأنها كانت من أول من أتى إلى القبر صباح يوم الأحد حاملة الطيب وأنها لما وجدت القبر فارغاً رجعت وأخبرت بطرس ويوحنا ورجعت معهما إلى القبر وبقيت هنالك بعد انصرافهما وأنها عندما كانت تبكي على القبر رأت المسيح حياً وتكلمت معه.

خَرَجَ مِنْهَا سَبْعَةُ شَيَاطِينَ ذُكر هذا هنا شهادة بعظمة قوة المسيح. والمجدل التي نسبت إليها قرية على الشاطئ الغربي من بحيرة طبرية على أمد نحو ثلاثة أميال أو مسافة ساعة من مدينة طبرية وهي لم تزل قرية حقيرة في موضعها (انظر الشرح متّى ١٥: ٣٩).

٣ «وَيُوَنَّا ٱمْرَأَةُ خُوزِي وَكِيلِ هِيرُودُسَ، وَسُوسَنَّةُ، وَأُخَرُ كَثِيرَاتٌ كُنَّ يَخْدِمْنَهُ مِنْ أَمْوَالِهِنَّ».

يُوَنَّا ذكرت أيضاً في خبر القيامة فإنها كانت من حاملات الأطياب. والأرجح أنها كانت من الغنيات (ص ٢٤: ١٠).

خُوزِي وَكِيلِ هِيرُودُسَ أي وكيل هيرودس أنتيباس والي الجليل. ظنه بعضهم خادم الملك الذي شفى المسيح ابنه «فَآمَنَ هُوَ وَبَيْتُهُ كُلُّهُ» (يوحنا ٤: ٤٦ – ٥٤). وكان من سكان كفرناحوم

وَسُوسَنَّةُ هذه المرأة لم تُذكر إلا هنا.

وَأُخَرُ كَثِيرَاتٌ فهؤلاء الكثيرات وإن لم تعرف أسماؤهن على الأرض لهن ذكر وثواب في السماء (متّى ٢٧: ٥٥).

كُنَّ يَخْدِمْنَهُ أي ينفقن عليه من طعام وكسوة وغير ذلك من الحاجات الجسدية.

مثل الزارع ع ٤ إلى ١٥

٤ – ١٥ «٤ فَلَمَّا ٱجْتَمَعَ جَمْعٌ كَثِيرٌ أَيْضاً مِنَ ٱلَّذِينَ جَاءُوا إِلَيْهِ مِنْ كُلِّ مَدِينَةٍ، قَالَ بِمَثَلٍ: ٥ خَرَجَ ٱلزَّارِعُ لِيَزْرَعَ زَرْعَهُ. وَفِيمَا هُوَ يَزْرَعُ سَقَطَ بَعْضٌ عَلَى ٱلطَّرِيقِ، فَٱنْدَاسَ وَأَكَلَتْهُ طُيُورُ ٱلسَّمَاءِ. ٦ وَسَقَطَ آخَرُ عَلَى ٱلصَّخْرِ، فَلَمَّا نَبَتَ جَفَّ لأَنَّهُ لَمْ تَكُنْ لَـهُ رُطُوبَةٌ. ٧ وَسَقَطَ آخَرُ فِي وَسَطِ ٱلشَّوْكِ، فَنَبَتَ مَعَهُ ٱلشَّوْكُ وَخَنَقَهُ. ٨ وَسَقَطَ آخَرُ فِي ٱلأَرْضِ ٱلصَّالِحَةِ، فَلَمَّا نَبَتَ صَنَعَ ثَمَراً مِئَةَ ضِعْفٍ. قَالَ هٰذَا وَنَادَى: مَنْ لَـهُ أُذُنَانِ لِلسَّمْعِ فَلْيَسْمَعْ!. ٩ فَسَأَلَـهُ تَلاَمِيذُهُ: مَا عَسَى أَنْ يَكُونَ هٰذَا ٱلْمَثَلُ؟. ١٠ فَقَالَ: لَكُمْ قَدْ أُعْطِيَ أَنْ تَعْرِفُوا أَسْرَارَ مَلَكُوتِ ٱللّٰهِ، وَأَمَّا لِلْبَاقِينَ فَبِأَمْثَالٍ، حَتَّى إِنَّهُمْ مُبْصِرِينَ لاَ يُبْصِرُونَ، وَسَامِعِينَ لاَ يَفْهَمُونَ. ١١ وَهٰذَا هُوَ ٱلْمَثَلُ: ٱلزَّرْعُ هُوَ كَلاَمُ ٱللّٰهِ، ١٢ وَٱلَّذِين عَلَى ٱلطَّرِيقِ هُمُ ٱلَّذِينَ يَسْمَعُونَ ثُمَّ يَأْتِي إِبْلِيسُ وَيَنْزِعُ ٱلْكَلِمَةَ مِنْ قُلُوبِهِمْ لِئَلاَّ يُؤْمِنُوا فَيَخْلُصُوا. ١٣ وَٱلَّذِينَ عَلَى ٱلصَّخْرِ هُمُ ٱلَّذِينَ مَتَى سَمِعُوا يَقْبَلُونَ ٱلْكَلِمَةَ بِفَرَحٍ. وَهٰؤُلاَءِ لَيْسَ لَـهُمْ أَصْلٌ، فَيُؤْمِنُونَ إِلَى حِينٍ، وَفِي وَقْتِ ٱلتَّجْرِبَةِ يَرْتَدُّونَ. ١٤ وَٱلَّذِي سَقَطَ بَيْنَ ٱلشَّوْكِ هُمُ ٱلَّذِينَ يَسْمَعُونَ، ثُمَّ يَذْهَبُونَ فَيَخْتَنِقُونَ مِنْ هُمُومِ ٱلْحَيَاةِ وَغِنَاهَا وَلَذَّاتِهَا، وَلاَ يُنْضِجُونَ ثَمَراً. ١٥ وَٱلَّذِي فِي ٱلأَرْضِ ٱلْجَيِّدَةِ هُوَ ٱلَّذِينَ يَسْمَعُونَ ٱلْكَلِمَةَ فَيَحْفَظُونَهَا فِي قَلْبٍ جَيِّدٍ صَالِحٍ وَيُثْمِرُونَ بِٱلصَّبْرِ».

متّى ١٣: ٣ ومرقس ٤: ٢، متّى ١٣: ١٠ ومرقس ٤: ١٠، إشعياء ٦: ٩ ومرقس ٤: ١٢، متّى ١٣: ١٨ ومرقس ٤: ١٤

قد سبق الكلام على هذا المثل في الشرح (متّى ١٣: ٣ – ٨ و١٨ – ٢٣ ومرقس ٤: ٣ – ٢٠) وليس من فرق كبير بين كلام متّى وكلام لوقا في هذا المثل لكنه لم يذكر لوقا هنا بقية الأمثال التي ذكرها متّى إنما ذكر اثنين منها في موضع آخر وهما حبة الخردل ومثل الخميرة (ص ١٣: ١٨ – ٢١).

مَنْ لَـهُ أُذُنَانِ لِلسَّمْعِ الخ (ع ٨) (انظر الشرح متّى ١١: ٥).

زاد لوقا على قول البشيرين الآخرين أنه «انداس» الزرع الذي وقع على الطريق. وما سماه متّى بالأماكن المحجرة سماه لوقا بالصخر (ع ٦) والمعنى واحد خلاصته أن تربة ذلك القمح كانت رقيقة فوق صخر. وزاد لوقا في هذا العدد أن الزرع جفّ «لانه لم يكن له رطوبة». وعبّر متّى ومرقس عن خصب الذي زُرع في الأرض الجيدة بأن صنع بعضه مئة وآخر ستين وآخر ثلاثين أما لوقا فاقتصر على الأكثر (ع ٨). وسمى متّى في تفسير المسيح للمثل الذي خطف ما قد زرع في القلب «الشرير» وسماه مرقس «الشيطان» وسماه لوقا «إبليس». وزاد لوقا على ما قال متّى ومرقس في علّة ذلك الخطف قوله «لئلا يؤمنوا فيخلصوا» (ع ١٢). وقال لوقا في المرتدين «أنهم في وقت التجربة يرتدون» (ع ١٣). وقال متّى بدلاً من ذلك «فَإِذَا حَدَثَ ضِيقٌ أَوِ ٱضْطِهَادٌ مِنْ أَجْلِ ٱلْكَلِمَةِ فَحَالاً يَعْثُرُ» (متّى ١٣: ٢١). وزاد لوقا على ما قاله متّى في تفسير ما سقط بين الشوك من أسباب اختناق الزرع «لذات هذه الحياة» (ع ١٤).

في قَلْبٍ جَيِّدٍ صَالِحٍ (ع ١٥) ذلك مثل قلب نثنائيل (يوحنا ١: ٤٧) وقلوب البيريين (أعمال ١٧: ٩). والذي جعل ذلك القلب كذلك هو رب الحقل.

بِٱلصَّبْرِ (ع ١٥) هذا يوافق قول المسيح في بشارة متّى «ٱلَّذِي يَصْبِرُ إِلَى ٱلْمُنْتَهَى فَهٰذَا يَخْلُصُ» (متّى ١٠: ٢٢ و٢٤: ١٣).

تنبيه لسامعي الحق ع ١٦ إلى ١٨

١٦ «وَلَيْسَ أَحَدٌ يُوقِدُ سِرَاجاً وَيُغَطِّيهِ بِإِنَاءٍ أَوْ يَضَعُهُ تَحْتَ سَرِيرٍ، بَلْ يَضَعُهُ عَلَى مَنَارَةٍ، لِيَنْظُرَ ٱلدَّاخِلُونَ ٱلنُّورَ».

متّى ٥: ١٥ ومرقس ٤: ٢١ وص ١١: ٣٣

انظر الشرح متّى ٥: ١٥ ومرقس ٤: ٢١ – ٢٥.

١٧ «لأَنَّهُ لَيْسَ خَفِيٌّ لاَ يُظْهَرُ، وَلاَ مَكْتُومٌ لاَ يُعْلَمُ وَيُعْلَنُ».

متّى ١٠: ٢٦ وص ١٢: ٢

هذا من أقوال المسيح التي كررها حسب مقتضى الحال وقصد به أحياناً تعزية الرسل حين كان يعيرهم الناس ويحتقرونهم ويكذبون عليهم (متّى ١٠: ٢٦) وأحياناً التحذير من الرياء (لوقا ١٢: ٢). وأحياناً ما كان يكنزه في قلوب الرسل من الحق الذي أوجب عليهم أن يعلنوه للناس كما هنا. وهذا كان خفياً وقتاً قصيراً للإعلان دائماً. وما أتى به المسيح في العددين ١٦ و١٧ هو نتيجة مثل الزارع وهي أن الله يطالبهم باستعمالهم ما عرفوه من الروحيات وذلك أن يسلكوا بالقداسة في نور تلك المعرفة وأن يضيئوا بذلك النور لإرشاد غيرهم. فلم يقصد المسيح أن يخفي تلاميذه تعليمه عن العالم كما قصد فلاسفة الوثنيين.

١٨ «فَٱنْظُرُوا كَيْفَ تَسْمَعُونَ! لأَنَّ مَنْ لَـهُ سَيُعْطَى، وَمَنْ لَيْسَ لَـهُ فَٱلَّذِي يَظُنُّهُ لَـهُ يُؤْخَذُ مِنْهُ».

ٱنْظُرُوا كَيْفَ تَسْمَعُونَ لم يقصر المسيح المسؤولية على البشيرين في شأن مناداتهم بالكلمة بل أوقعها على السامعين في كيفية السمع والكيفية المقبولة تقوم بخمسة أمور:

  1. أن يسمعوا بالإصغاء والتأمل لكي لا ينسوا.
  2. أن يسمعوا بالوقار والتواضع لأن المتكلم الله لا إنسان.
  3. أن يسمعوا بالإيمان أي أن يصدقوا كل ما سمعوا تعليماً كان أم وعداً أم وعيداً.
  4. أن يسمعوا مع تقديمهم الصلاة للروح القدس.
  5. أن يسمعوا قصد أن يطيعوا في كل أمر في الحال.

لأَنَّ مَنْ لَـهُ سَيُعْطَى قال المسيح هذا مراراً فقاله أولاً مع مثل الزارع (متّى ١٣: ١٢) ومرّ تفسيره هنالك. وقاله ثانياً مع مثل الوزنات (متّى ٢٥: ٢٩). وقاله ثالثاً مع مثل الأمناء (لوقا ١٩: ٢٦). ومعنى قوله «من له» الذي سمع التعليم وفهمه وعمل بمقتضاه. ومعنى «من ليس له» الذي لم ينتفع بما سمع حتى كأنه لم يسمع.

فَٱلَّذِي يَظُنُّهُ لَـهُ الخ الكلام هنا على من يخدع نفسه باعتقاده أن مجرد سمع الكلمة كاف له بدون التأثير الروحي. والذي يظنه له هو المعرفة العقلية فهذه إذا لم تفده تعدّ أنها أُخذت منه.

مجيء أم يسوع وإخوته إليه ع ١٩ إلى ٢١

١٩ – ٢١ «١٩ وَجَاءَ إِلَيْهِ أُمُّهُ وَإِخْوَتُهُ، وَلَمْ يَقْدِرُوا أَنْ يَصِلُوا إِلَيْهِ لِسَبَبِ ٱلْجَمْعِ. ٢٠ فَأَخْبَرُوهُ: أُمُّكَ وَإِخْوَتُكَ وَاقِفُونَ خَارِجاً يُرِيدُونَ أَنْ يَرَوْكَ. ٢١ فَأَجَابَ: أُمِّي وَإِخْوَتِي هُمُ ٱلَّذِينَ يَسْمَعُونَ كَلِمَةَ ٱللّٰهِ وَيَعْمَلُونَ بِهَا».

متّى ١٢: ٤٦ ومرقس ٣: ٣١

سبق الكلام على ذلك في الشرح متّى ١٢: ٤٦ – ٥٠ ومرقس ٣: ٣١ – ٣٥.

أما أسماء إخوة يسوع فذكرها متّى ١٣: ٥٥. وذكر هذه الحادثة متّى ومرقس قبل ذكرهما تعليم يسوع للشعب بالأمثال وذكرها لوقا بعد ذلك. والأرجح أن لوقا لم يذكر الحوادث على ترتيب وقوعها كما ذكرا هما. ولعلّ لوقا ذكر هذه الحادثة هنا تفسيراً لقوله «انظروا كيف تسمعون (ع ١٨) وأبان تلك الكيفية في (ع ٢١) بقوله «يسمعون كلمة الله ويعملون بها». فما سماه المسيح في بشارة لوقا «كلمة الله» سماه في بشارة متّى «مشيئة أبي» وسماه في بشارة مرقس «مشيئة الله» وهذا يدل على أن الروح القدس ألهم البشيرين أن يعتبروا كلمة الله إعلان إرادته.

تسكين يسوع العاصفة والبحر ع ٢٢ إلى ٢٥

٢٢ «وَفِي أَحَدِ ٱلأَيَّامِ دَخَلَ سَفِينَةً هُوَ وَتَلاَمِيذُهُ، فَقَالَ لَـهُمْ: لِنَعْبُرْ إِلَى عَبْرِ ٱلْبُحَيْرَةِ. فَأَقْلَعُوا».

متّى ٨: ٢٣ ومرقس ٤: ٣٥

فِي أَحَدِ ٱلأَيَّامِ لم يعين لوقا الوقت وكذلك متّى ولكن مرقس صرّح بأنه مساء اليوم الذي تكلم فيه بمثل الزارع وغيره من الأمثال (مرقس ٤: ٣٥).

لِنَعْبُرْ أي لنجز من جانب بحيرة الجليل الغربي إلى الجانب الشرقي.

٢٣ «وَفِيمَا هُمْ سَائِرُونَ نَامَ. فَنَزَلَ نَوْءُ رِيحٍ فِي ٱلْبُحَيْرَةِ، وَكَانُوا يَمْتَلِئُونَ مَاءً وَصَارُوا فِي خَطَرٍ».

سبق الكلام على هذه الحادثة كلها في الشرح (متّى ٨: ١٨ و٢٣ – ٢٧ ومرقس ٤: ٣٥ – ٤١). وذكر لوقا قبل هذا معجزات المسيح التي تبين قوته على شفاء المرضى وإخراج الشياطين وإقامة الموتى. وذكر هنا معجزة تبين سلطان المسيح على العالم المادي.

نَامَ زاد مرقس قوله «على وسادة» (مرقس ٤: ٣٨).

نَزَلَ نَوْءُ رِيحٍ أي من الأكمات التي شرقي البحيرة.

كَانُوا يَمْتَلِئُونَ مَاءً المعنى أن الأمواج كانت تقع على السفينة وتجعلها في خطر الغرق من ثقل ما ألفت فيها من الماء.

٢٤، ٢٥ «٢٤ َتَقَدَّمُوا وَأَيْقَظُوهُ قَائِلِينَ: يَا مُعَلِّمُ، يَا مُعَلِّمُ، إِنَّنَا نَهْلِكُ!. فَقَامَ وَٱنْتَهَرَ ٱلرِّيحَ وَتَمَوُّجَ ٱلْمَاءِ، فَٱنْتَهَيَا وَصَارَ هُدُوءٌ. ٢٥ ثُمَّ قَالَ لَـهُمْ: أَيْنَ إِيمَانُكُمْ؟ فَخَافُوا وَتَعَجَّبُوا قَائِلِينَ فِيمَا بَيْنَهُمْ: مَنْ هُوَ هٰذَا؟ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ ٱلرِّيَاحَ أَيْضاً وَٱلْمَاءَ فَتُطِيعُهُ!».

يَا مُعَلِّمُ، يَا مُعَلِّمُ يدل هذا التكرار مع قولهم أنّا نهلك انهم كانوا في شديد الخوف من الغرق. ولا بد في ذلك الوقت الرهيب من أن أحد التلاميذ قال شيئاً والآخر قال شيئاً آخر ولهذا اختلف ما نقله البشيرون عن ألسنتهم.

فَقَامَ وَٱنْتَهَرَ ٱلرِّيحَ ذكر متّى بعض ما قاله المسيح من كلمات التوبيخ والعزاء للتلاميذ قبل أن انتهر الريح واقتصر مرقس ولوقا على ذكر ما قاله للتلاميذ بعد ذلك فالأرجح أنه خاطبهم بذلك قبل الانتهار وبعده.

إخراج اللجيئون من مجنون جدرة ع ٢٦ إلى ٣٩

٢٦ «وَسَارُوا إِلَى كُورَةِ ٱلْجَدَرِيِّينَ ٱلَّتِي هِيَ مُقَابِلَ ٱلْجَلِيلِ».

متّى ٨: ٢٨ ومرقس ٥: ١

كُورَةِ ٱلْجَدَرِيِّينَ أي البلاد التي كانت جدرة أحد مدنها وتسمى أيضاً «العشر المدن».

مُقَابِلَ ٱلْجَلِيلِ يدل هذا التحديد على أن لوقا كتب إنجيله للأجانب لا لليهود. وقد سبق الكلام على هذه المعجزة في الشرح (متّى ٨: ٢٨ – ٣٤ و٩: ١ ومرقس ٥: ١ – ٢٠).

٢٧ «وَلَمَّا خَرَجَ إِلَى ٱلأَرْضِ ٱسْتَقْبَلَـهُ رَجُلٌ مِنَ ٱلْمَدِينَةِ كَانَ فِيهِ شَيَاطِينُ مُنْذُ زَمَانٍ طَوِيلٍ، وَكَانَ لاَ يَلْبَسُ ثَوْباً وَلاَ يُقِيمُ فِي بَيْتٍ بَلْ فِي ٱلْقُبُور».

ٱسْتَقْبَلَـهُ رَجُلٌ اقتصر مرقس ولوقا على ذكر واحد ولكن متّى ذكر اثنين والظاهر أن أحدهما كان مشهوراً أكثر من الثاني.

مِنَ ٱلْمَدِينَةِ إن ذلك الرجل كان من أهل تلك المدينة لكنه حين استقبل المسيح كان ساكناً بين القبور. وهذه المدينة هي جرسة أو جرجسة قرب الشاطئ لا جدرة لأن جدرة كانت على أمد ثلاث ساعات من البحيرة.

مُنْذُ زَمَانٍ طَوِيلٍ ذكر ذلك لوقا دون غيره دلالة على فرط شقاء ذلك الإنسان وعدم أمل أن يبرأ من جنونه.

لاَ يَلْبَسُ ثَوْباً لم يذكر ذلك إلا لوقا وأما مرقس فأشار إلى ذلك بقوله بعد الشفاء كان لابساً (مرقس ٥: ١٥).

٢٨ – ٣١ «٢٨ فَلَمَّا رَأَى يَسُوعَ صَرَخَ وَخَرَّ لَـهُ وَقَالَ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ: مَا لِي وَلَكَ يَا يَسُوعُ ٱبْنَ ٱللّٰهِ ٱلْعَلِيِّ! أَطْلُبُ مِنْكَ أَنْ لاَ تُعَذِّبَنِي. ٢٩ لأَنَّهُ أَمَرَ ٱلرُّوحَ ٱلنَّجِسَ أَنْ يَخْرُجَ مِنَ ٱلإِنْسَانِ. لأَنَّهُ مُنْذُ زَمَانٍ كَثِيرٍ كَانَ يَخْطَفُهُ، وَقَدْ رُبِطَ بِسَلاَسِلٍ وَقُيُودٍ مَحْرُوساً، وَكَانَ يَقْطَعُ ٱلرُّبُطَ وَيُسَاقُ مِنَ ٱلشَّيْطَانِ إِلَى ٱلْبَرَارِي. ٣٠ فَسَأَلَـهُ يَسُوعُ: مَا ٱسْمُكَ؟ فَقَالَ: لَجِئُونُ. لأَنَّ شَيَاطِينَ كَثِيرَةً دَخَلَتْ فِيهِ. ٣١ وَطَلَبَ إِلَيْهِ أَنْ لاَ يَأْمُرَهُمْ بِٱلذَّهَابِ إِلَى ٱلْهَاوِيَةِ».

رومية ١٠: ٧ ورؤيا ٢٠: ٣

إِلَى ٱلْهَاوِيَةِ (ع ٣١) أي سجن الأرواح الهالكة أو جهنم مسكن الشياطين.

٣٢ «وَكَانَ هُنَاكَ قَطِيعُ خَنَازِيرَ كَثِيرَةٍ تَرْعَى فِي ٱلْجَبَلِ، فَطَلَبُوا إِلَيْهِ أَنْ يَأْذَنُ لَـهُمْ بِٱلدُّخُولِ فِيهَا، فَأَذِنَ لَـهُمْ».

خَنَازِيرَ كَثِيرَةٍ قال مرقس أن تلك الخنازير نحو ألفين.

فِي ٱلْجَبَلِ كل الأرض التي شرقي البحيرة جبلية فالخنازير كانت ترعى إما على سفوحها وإما في الأودية بين رؤوس جبالها.

٣٣ «فَخَرَجَتِ ٱلشَّيَاطِينُ مِنَ ٱلإِنْسَانِ وَدَخَلَتْ فِي ٱلْخَنَازِيرِ، فَٱنْدَفَعَ ٱلْقَطِيعُ مِنْ عَلَى ٱلْجُرْفِ إِلَى ٱلْبُحَيْرَةِ وَٱخْتَنَقَ».

دَخَلَتْ فِي ٱلْخَنَازِيرِ لا نعلم كيف دخلت في الخنازير لقصر معرفتنا أمور الأرواح إنما نعلم مما قيل هنا أن دخولها كان سبب خوف عظيم للخنازير ومن المعلوم أنه إذا اعترى الخوف جماعة كثيرة من البهائم كالبقر أو الخيل وغيرها لم تدرك ماذا تفعل بل تسرع إلى الهلاك.

وَٱخْتَنَقَ عظمة الضرر التي نتجت من قبل الشياطين تدل على كثرتهم وشراستهم وإنقاذ المسيح رجلاً أو رجلين منهم يدل على رحمته وقوته.

٣٤ – ٣٧ «٣٤ فَلَمَّا رَأَى ٱلرُّعَاةُ مَا كَانَ هَرَبُوا وَذَهَبُوا وَأَخْبَرُوا فِي ٱلْمَدِينَةِ وَفِي ٱلضِّيَاعِ، ٣٥ فَخَرَجُوا لِيَرَوْا مَا جَرَى. وَجَاءُوا إِلَى يَسُوعَ فَوَجَدُوا ٱلإِنْسَانَ ٱلَّذِي كَانَتِ ٱلشَّيَاطِينُ قَدْ خَرَجَتْ مِنْهُ لاَبِساً وَعَاقِلاً جَالِساً عِنْدَ قَدَمَيْ يَسُوعَ، فَخَافُوا. ٣٦ فَأَخْبَرَهُمْ أَيْضاً ٱلَّذِينَ رَأَوْا كَيْفَ خَلَصَ ٱلْمَجْنُونُ. ٣٧ فَطَلَبَ إِلَيْهِ كُلُّ جُمْهُورِ كُورَةِ ٱلْجَدَرِيِّينَ أَنْ يَذْهَبَ عَنْهُمْ، لأَنَّهُ ٱعْتَرَاهُمْ خَوْفٌ عَظِيمٌ. فَدَخَلَ ٱلسَّفِينَةَ وَرَجَعَ».

متّى ٨: ٣٤ وأعمال ١٦: ٣٩

لاَبِساً (ع ٣٥) لم يذكر لوقا من أين أتى المجنون بالثياب والأرجح أن الرسل أعطوه إياها.

جَالِساً عِنْدَ قَدَمَيْ يَسُوعَ (ع ٣٥) لم يذكر ذلك إلا لوقا وجلوسه هناك يدل على عظمة تغيره لأنه كان قبل ذلك يهرب من الناس وعلى شكره ومحبته للمسيح ورغبته في تعليمه.

٣٨، ٣٩ «٣٨ أَمَّا ٱلرَّجُلُ ٱلَّذِي خَرَجَتْ مِنْهُ ٱلشَّيَاطِينُ فَطَلَبَ إِلَيْهِ أَنْ يَكُونَ مَعَهُ، وَلٰكِنَّ يَسُوعَ صَرَفَهُ قَائِلاً: ٣٩ ٱرْجِعْ إِلَى بَيْتِكَ وَحَدِّثْ بِكَمْ صَنَعَ ٱللّٰهُ بِكَ. فَمَضَى وَهُوَ يُنَادِي فِي ٱلْمَدِينَةِ كُلِّهَا بِكَمْ صَنَعَ بِهِ يَسُوعُ».

مرقس ٥: ١٨

لم يذكر متّى طلب المجنون المذكور هنا وعلّة إباء يسوع إجابة طلبه ذُكرت في ما مرّ من الشرح (مرقس ٥: ١٩).

فِي ٱلْمَدِينَةِ كُلِّهَا (ع ٣٩) الأرجح أن تلك المدينة مدينة جرسة قرب البحيرة. وقال مرقس أن ذلك الرجل نادى بالمسيح في كل تلك الكورة أي العشر المدن. فما أعجب صنيع المسيح لذلك المجنون في وقت قصير جداً فإنه نجاه فيه من الشياطين الكثيرة وجدد قلبه وأناره بالروح القدس حتى صار مستعداً للتبشير بالإنجيل.

إقامة ابنة يايرس وشفاء المرأة النازفة الدم ع ٤٠ لى ٥٦

٤٠ – ٥٦ «٤٠ وَلَمَّا رَجَعَ يَسُوعُ قَبِلَـهُ ٱلْجَمْعُ لأَنَّهُمْ كَانُوا جَمِيعُهُمْ يَنْتَظِرُونَهُ. ٤١ وَإِذَا رَجُلٌ ٱسْمُهُ يَايِرُسُ قَدْ جَاءَ وَكَانَ رَئِيسَ ٱلْمَجْمَعِ فَوَقَعَ عِنْدَ قَدَمَيْ يَسُوعَ وَطَلَبَ إِلَيْهِ أَنْ يَدْخُلَ بَيْتَهُ، ٤٢ لأَنَّهُ كَانَ لَـهُ بِنْتٌ وَحِيدَةٌ لَهَا نَحْوُ ٱثْنَتَيْ عَشَرَةَ سَنَةً، وَكَانَتْ فِي حَالِ ٱلْمَوْتِ. فَفِيمَا هُوَ مُنْطَلِقٌ زَحَمَتْهُ ٱلْجُمُوعُ ٤٣ وَٱمْرَأَةٌ بِنَزْفِ دَمٍ مُنْذُ ٱثْنَتَيْ عَشَرَةَ سَنَةً، وَقَدْ أَنْفَقَتْ كُلَّ مَعِيشَتِهَا لِلأَطِبَّاءِ، وَلَمْ تَقْدِرْ أَنْ تُشْفَى مِنْ أَحَدٍ، ٤٤ جَاءَتْ مِنْ وَرَائِهِ وَلَمَسَتْ هُدْبَ ثَوْبِهِ. فَفِي ٱلْحَالِ وَقَفَ نَزْفُ دَمِهَا. ٤٥ فَقَالَ يَسُوعُ: مَنِ ٱلَّذِي لَمَسَنِي! وَإِذْ كَانَ ٱلْجَمِيعُ يُنْكِرُونَ، قَالَ بُطْرُسُ وَٱلَّذِينَ مَعَهُ: يَا مُعَلِّمُ، ٱلْجُمُوعُ يُضَيِّقُونَ عَلَيْكَ وَيَزْحَمُونَكَ، وَتَقُولُ مَنِ ٱلَّذِي لَمَسَنِي! ٤٦ فَقَالَ يَسُوعُ: قَدْ لَمَسَنِي وَاحِدٌ، لأَنِّي عَلِمْتُ أَنَّ قُوَّةً قَدْ خَرَجَتْ مِنِّي. ٤٧ فَلَمَّا رَأَتِ ٱلْمَرْأَةُ أَنَّهَا لَمْ تَخْتَفِ جَاءَتْ مُرْتَعِدَةً وَخَرَّتْ لَـهُ، وَأَخْبَرَتْهُ قُدَّامَ جَمِيعِ ٱلشَّعْبِ لأَيِّ سَبَبٍ لَمَسَتْهُ، وَكَيْفَ بَرِئَتْ فِي ٱلْحَالِ. ٤٨ فَقَالَ لَهَا: ثِقِي يَا ٱبْنَةُ. إِيمَانُكِ قَدْ شَفَاكِ. اِذْهَبِي بِسَلاَمٍ. ٤٩ وَبَيْنَمَا هُوَ يَتَكَلَّمُ، جَاءَ وَاحِدٌ مِنْ دَارِ رَئِيسِ ٱلْمَجْمَعِ قَائِلاً لَـهُ: قَدْ مَاتَتِ ٱبْنَتُكَ. لاَ تُتْعِبِ ٱلْمُعَلِّمَ. ٥٠ فَسَمِعَ يَسُوعُ وَأَجَابَهُ: لاَ تَخَفْ. آمِنْ فَقَطْ، فَهِيَ تُشْفَى. ٥١ فَلَمَّا جَاءَ إِلَى ٱلْبَيْتِ لَمْ يَدَعْ أَحَداً يَدْخُلُ إِلاَّ بُطْرُسَ وَيَعْقُوبَ وَيُوحَنَّا، وَأَبَا ٱلصَّبِيَّةِ وَأُمَّهَا. ٥٢ وَكَانَ ٱلْجَمِيعُ يَبْكُونَ عَلَيْهَا وَيَلْطِمُونَ. فَقَالَ: لاَ تَبْكُوا. لَمْ تَمُتْ لٰكِنَّهَا نَائِمَةٌ. ٥٣ فَضَحِكُوا عَلَيْهِ، عَارِفِينَ أَنَّهَا مَاتَتْ. ٥٤ فَأَخْرَجَ ٱلْجَمِيعَ خَارِجاً، وَأَمْسَكَ بِيَدِهَا وَنَادَى قَائِلاً: يَا صَبِيَّةُ قُومِي. فَرَجَعَتْ رُوحُهَا وَقَامَتْ فِي ٱلْحَالِ. فَأَمَرَ أَنْ تُعْطَى لِتَأْكُلَ. ٥٦ فَبُهِتَ وَالِدَاهَا. فَأَوْصَاهُمَا أَنْ لاَ يَقُولاَ لأَحَدٍ عَمَّا كَانَ».

متّى ٩: ١٨ ومرقس ٥: ٢٢، متّى ٩: ٢٠، مرقس ٥: ٣٠ وص ٦: ١٩، مرقس ٥: ٣٥، يوحنا ١١: ١١ و١٣، ص ٧: ١٤ ويوحنا ١١: ٤٣، متّى ٨: ٤ و٩: ٣٠ ومرقس ٥: ٤٣

مرّ تفسير ذلك كله في ما مرّ من الشرح متّى ٩: ١٨ – ٢٦ ومرقس ٥: ٢٢ – ٤٣. وكانت هاتان الحادثتان في كفرناحوم بعد رجوع المسيح من أرض الجرجسيين. وكان المسيح حين أتى يايرس إليه في وليمة في بيت متّى. وذكر لوقا تلك الوليمة في ص ٥: ٢٩. وزاد لوقا ثلاثة أشياء:

(١) أن بنت يايرس كانت وحيدة لوالديها (ع ٤٢).

(٢) أن الذي أجاب عن قول المسيح «من لمسني» هو بطرس. وهذا كان يتوقع من بطرس لما نعلمه من أخلاقه. ولا يحسن أن نستنتج من قول لوقا أن الجميع أنكروا أنهم لمسوه. (٣) أن المرأة أنكرت ذلك لأن الأرجح أنها رجعت إلى الوراء حالاً وأغلق الحياء والخوف فمها.

السابق
التالي
زر الذهاب إلى الأعلى