إنجيل لوقا | 06 | الكنز الجليل
الكنز الجليل في تفسير الإنجيل
شرح إنجيل لوقا
للدكتور . وليم إدي
الأصحاح السادس
المناظرة لليهود في أمر حفظ السبت ع ١ إلى ١١
١ – ٥ «١ وَفِي ٱلسَّبْتِ ٱلثَّانِي بَعْدَ ٱلأَوَّلِ ٱجْتَازَ بَيْنَ ٱلزُّرُوعِ. وَكَانَ تَلاَمِيذُهُ يَقْطِفُونَ ٱلسَّنَابِلَ وَيَأْكُلُونَ وَهُمْ يَفْرُكُونَهَا بِأَيْدِيهِمْ. ٢ فَقَالَ لَـهُمْ قَوْمٌ مِنَ ٱلْفَرِّيسِيِّينَ: لِمَاذَا تَفْعَلُونَ مَا لاَ يَحِلُّ فِعْلُهُ فِي ٱلسُّبُوتِ؟ ٣ فَأَجَابَ يَسُوعُ: أَمَا قَرَأْتُمْ وَلاَ هٰذَا ٱلَّذِي فَعَلَـهُ دَاوُدُ، حِينَ جَاعَ هُوَ وَٱلَّذِينَ كَانُوا مَعَهُ، ٤ كَيْفَ دَخَلَ بَيْتَ ٱللّٰهِ وَأَخَذَ خُبْزَ ٱلتَّقْدِمَةِ وَأَكَلَ، وَأَعْطَى ٱلَّذِينَ مَعَهُ أَيْضاً، ٱلَّذِي لاَ يَحِلُّ أَكْلُهُ إِلاَّ لِلْكَهَنَةِ فَقَطْ؟ ٥ وَقَالَ لَـهُمْ: إِنَّ ٱبْنَ ٱلإِنْسَانِ هُوَ رَبُّ ٱلسَّبْتِ أَيْضا».
متّى ١٢: ١ ومرقس ٢: ٢٣، خروج ٢٠: ١٠ و٢كورنثوس ٣: ٦، ١صموئيل ٢١: ٦، لاويين ٢٤: ٩
فِي ٱلسَّبْتِ ٱلثَّانِي بَعْدَ ٱلأَوَّلِ لم يتضح أي زمان أشار إليه المسيح بهذه الكلمات على أنه ليس من أهمية لذلك. وقد ظن أكثر المفسرين أن المراد بالأول اليوم الأول من الفصح وبالثاني غده وهو يوم السبت وهو عند اليهود السبت الأول من السنة الدينية. وكان اليهود يقدّمون للرب في اليوم الثاني من العيد باكورة الحصاد ولم يكن جائزاً لهم أن يأكلوا من غلالهم الجديدة شيئاً قبل التقديم (لاويين ٢٣: ١٠ و١١ و١٤). وحضر يسوع العيد وأسرع بالرجوع من أورشليم إلى الجليل لعلّة ذُكرت في إنجيل يوحنا (يوحنا ٥: ١٥ و١٦). وظن آخرون أن المراد بالأول السبت الأول من السنة المدنية أو السياسية وهو في نحو أول شهر تشرين الأول وأن المراد بالسبت الثاني السبت الأول من السنة الدينية وهو في نحو أول نيسان. وظن غيرهم أن المراد بالسبت الثاني السبت الواقع في أسبوع عيد الخمسين لأن لليهود ثلاثة سبوت في السنة يعتبرونها أكثر مما سواها الأول السبت الواقع في أسبوع الفصح والثاني السبت الواقع في أسبوع عيد الخمسين والثالث السبت الواقع في أسبوع عيد المظال.
يَقْطِفُونَ ٱلسَّنَابِلَ الخ سبق الكلام على عمل التلاميذ المذكور وشكاية الفريسيين وجواب المسيح في الشرح (متّى ١٢: ١ – ٨ ومرقس ٢: ٢٣ و٢٨). ولا فرق في رواية لوقا عن روايتي متّى ومرقس إلا أن لوقا ذكر شكوى الفريسيين إلى المسيح نفسه وأن متّى ومرقس ذكرا أنهم لاموا التلاميذ. ولعلهم لاموا التلاميذ أولاً ثم شكوهم إلى معلمهم يسوع.
فَأَجَابَ يَسُوعُ (ع ٣) كانت خلاصة جوابه أمرين. الأول أنه تجوز الأعمال الضرورية في يوم الراحة أي يوم الرب. والثاني أنه يجوز في ذلك اليوم عمل ما أمر به هو أو ما سمح به أو كان في سبيل خدمته.
٦ – ١١ «٦ وَفِي سَبْتٍ آخَرَ دَخَلَ ٱلْمَجْمَعَ وَصَارَ يُعَلِّمُ. وَكَانَ هُنَاكَ رَجُلٌ يَدُهُ ٱلْيُمْنَى يَابِسَةٌ، ٧ وَكَانَ ٱلْكَتَبَةُ وَٱلْفَرِّيسِيُّونَ يُرَاقِبُونَهُ: هَلْ يَشْفِي فِي ٱلسَّبْتِ، لِكَيْ يَجِدُوا عَلَيْهِ شِكَايَةً. ٨ أَمَّا هُوَ فَعَلِمَ أَفْكَارَهُمْ، وَقَالَ لِلرَّجُلِ ٱلَّذِي يَدُهُ يَابِسَةٌ: قُمْ وَقِفْ فِي ٱلْوَسَطِ. فَقَامَ وَوَقَفَ. ٩ ثُمَّ قَالَ لَـهُمْ يَسُوعُ: أَسْأَلُكُمْ شَيْئاً: هَلْ يَحِلُّ فِي ٱلسَّبْتِ فِعْلُ ٱلْخَيْرِ أَوْ فِعْلُ ٱلشَّرِّ؟ تَخْلِيصُ نَفْسٍ أَوْ إِهْلاَكُهَا؟. ١٠ ثُمَّ نَظَرَ حَوْلَـهُ إِلَى جَمِيعِهِمْ وَقَالَ لِلرَّجُلِ: مُدَّ يَدَكَ. فَفَعَلَ هٰكَذَا. فَعَادَتْ يَدُهُ صَحِيحَةً كَٱلأُخْرَى. ١١ فَٱمْتَلأُوا حُمْقاً وَصَارُوا يَتَكَالَمُونَ فِيمَا بَيْنَهُمْ: مَاذَا يَفْعَلُونَ بِيَسُوعَ؟».
متّى ١٢: ١٠ ومرقس ٣: ١، ص ١٣: ١٤ و١٤: ٣ ويوحنا ٩: ١٦
فُسر ذلك في ما سبق من الشرح متّى ١٢: ٩ – ١٤ ومرقس ٣: ١ – ٦. والأرجح أن الحادثة المذكورة هنا حدثت في كفرناحوم. وزاد لوقا على ما ذكره متّى ومرقس أن شفاء يسوع ليابس اليد كان في السبت الذي يلي السبت الذي فرك فيه تلاميذه السنابل وأن يسوع كان يعلّم وقتئذ في المجمع. وأن اليد اليابسة كانت اليمنى. وأنه عرف ما في قلوب الفريسيين من الحسد والبغض وأنهم اعتبروه مخالفاً وصية السبت. وأنهم امتلأوا حمقاً. ولم يذكر لوقا ما ذكره مرقس من أن الفريسيين اتفقوا هم والهيروديون على اضرار المسيح.
انتخاب الاثني عشر واجتماع الشعب إلى يسوع ع ١٢ إلى ١٩
١٢ «وَفِي تِلْكَ ٱلأَيَّامِ خَرَجَ إِلَى ٱلْجَبَلِ لِيُصَلِّيَ. وَقَضَى ٱللَّيْلَ كُلَّهُ فِي ٱلصَّلاَةِ لِلّٰهِ».
متّى ١٤: ٢٣
ٱلْجَبَلِ هو جبل قرب بحر الجليل أي بحيرة طبرية حيث كان يسوع يتردد وقتئذ (مرقس ٣: ٧).
لِيُصَلِّيَ مما امتاز به لوقا محبته أن يذكر انفراد يسوع للصلاة مراراً. وكانت غاية المسيح من صلاته يومئذ الاستعداد لانتخاب رُسله. فإن قيل ما حاجة المسيح إلى الصلاة قلنا أنه إنسان كما أنه إله فاحتاج باعتبار كونه إنساناً إلى البركة الإلهية. وحاجته إلى الطعام. ولم يكن يصلّي لأجل نفسه فقط بل لأجل غيره أيضاً بالنظر إلى كونه وسيطاً بين الله والناس كما يُرى من صلاته التي ذكرها يوحنا الإنجيلي (يوحنا ص ١٧). وأنه لا يزال يصلّي كذلك في السماء (عبرانيين ٧: ٢٥).
١٣ «وَلَمَّا كَانَ ٱلنَّهَارُ دَعَا تَلاَمِيذَهُ، وَٱخْتَارَ مِنْهُمُ ٱثْنَيْ عَشَرَ، ٱلَّذِينَ سَمَّاهُمْ أَيْضاً «رُسُلاً».
متّى ١٠: ٢ ومرقس ٣: ١٤ الخ
وَلَمَّا كَانَ ٱلنَّهَارُ أي أول الصبح.
تَلاَمِيذَهُ أي المؤمنين به التابعين إياه ليسمعوا تعاليمه.
َٱخْتَار لا يلزم من ذلك أن المسيح لم يكن قد اختارهم في ذهنه قبلاً لأن المراد هنا أن المسيح أظهر علناً الذين اختارهم رُسلاً ليكونوا رُسلاً بعد. وقد سبق الكلام على هذا في ما مرّ من الشرح (متّى ١٠: ٢ – ٤ و١٢: ١٥ – ٢١ ومرقس ٣: ٧ – ١٩).
ولم يذكر متّى في بشارته اختيار الرسل بل إرسال المسيح إياهم للتبشير. والذي قصده لوقا هنا الاختيار فقط. وأما الإرسال فكان بعد ان علّمهم يسوع زماناً.
١٤ – ١٦ «١٤ سِمْعَانَ ٱلَّذِي سَمَّاهُ أَيْضاً بُطْرُسَ وَأَنْدَرَاوُسَ أَخَاهُ. يَعْقُوبَ وَيُوحَنَّا. فِيلُبُّسَ وَبَرْثُولَمَاوُسَ. ١٥ مَتَّى وَتُومَا. يَعْقُوبَ بْنَ حَلْفَى وَسِمْعَانَ ٱلَّذِي يُدْعَى ٱلْغَيُورَ. ١٦ يَهُوذَا بْنَ يَعْقُوبَ، وَيَهُوذَا ٱلإِسْخَرْيُوطِيَّ ٱلَّذِي صَارَ مُسَلِّماً أَيْضاً».
يوحنا ١: ٤٢، يهوذا ١
مرّ الكلام على ذلك في الشرح متّى ١٠: ١ – ٤.
١٧ – ١٩ «١٧ وَنَزَلَ مَعَهُمْ وَوَقَفَ فِي مَوْضِعٍ سَهْلٍ، هُوَ وَجَمْعٌ مِنْ تَلاَمِيذِهِ، وَجُمْهُورٌ كَثِيرٌ مِنَ ٱلشَّعْبِ، مِنْ جَمِيعِ ٱلْيَهُودِيَّةِ وَأُورُشَلِيمَ وَسَاحِلِ صُورَ وَصَيْدَاءَ، ٱلَّذِينَ جَاءُوا لِيَسْمَعُوهُ وَيُشْفَوْا مِنْ أَمْرَاضِهِمْ، ١٨ وَٱلْمُعَذَّبُونَ مِنْ أَرْوَاحٍ نَجِسَةٍ. وَكَانُوا يَبْرَأُونَ. ١٩ وَكُلُّ ٱلْجَمْعِ طَلَبُوا أَنْ يَلْمِسُوهُ، لأَنَّ قُوَّةً كَانَتْ تَخْرُجُ مِنْهُ وَتَشْفِي ٱلْجَمِيعَ».
متّى ٤: ٢٥ ومرقس ٣: ٧، متّى ٢٤: ٣٦، مرقس ٥: ٣٠ وص ٨: ٤٦
وَنَزَلَ أي من قنة الجبل حيث صعد للصلاة ودعا تلاميذه إليه.
فِي مَوْضِعٍ سَهْلٍ ذلك سهل صغير في السفح لا في الحضيض لأن المسيح لم ينحدر إليه كما يظهر من قول متّى (متّى ٥: ١). ولعله نزل أولاً إلى الحضيض وشفى المرضى هناك ولما ازدحم الجموع صعد ثانية إلى الجبل وخاطبهم من هنالك.
جُمْهُورٌ كَثِيرٌ كان هنالك سوى الرسل والتلاميذ قسم ثالث من الناس وهم الذين أتوا ليسمعوا المسيح وينالوا الشفاء منه وهم لم يؤمنوا به إيماناً صحيحاً. وقد مرّ الكلام على هذا الجمهور في الشرح (متّى ٤: ٢٣ – ٢٥ ومرقس ٣: ٧ و٨).
لأَنَّ قُوَّةً كَانَتْ تَخْرُجُ مِنْهُ (ع ١٩) أي ظهرت القوة التي فيه بمعجزات الشفاء.
الوعظ على الجبل ع ٢٠ إلى ٤٩
٢٠ «وَرَفَعَ عَيْنَيْهِ إِلَى تَلاَمِيذِهِ وَقَالَ: طُوبَاكُمْ أَيُّهَا ٱلْمَسَاكِينُ، لأَنَّ لَكُمْ مَلَكُوتَ ٱللّٰهِ».
متّى ٥: ٣ و١١: ٥ ويعقوب ٢: ٥
ظن بعضهم أن الوعظ المذكور هنا غير الوعظ على الجبل الذي ذكره متّى في الأصحاحات الثلاثة الخامس والسادس والسابع ولكنه تكرير جزء من ذلك الوعظ في مكان آخر ووقت آخر. والذي حملهم على ذلك هو قول متّى أن يسوع صعد إلى الجبل وجلس (متّى ٦: ١). وقول لوقا أنه نزل ووقف في موضع سهل (ع ١٧) ولكن لوقا قال أن المسيح نزل ولم يبين أبقي في موضعه أم صعد أيضاً وهل وقف عند الوعظ أو جلس. ومما حملهم على ذلك أيضاً أن الخطاب في إنجيل لوقا أقصر من الخطاب في إنجيل متّى. لكن متّى كتب بشارته إلى اليهود ففسر لهم كما يقتضي الطبع ما ذكره المسيح لبيان روحانية ملكوته خلافاً لتعليم الكتبة والفريسيين الناموسي. وكتب لوقا إلى الأمم فلم يحتج إلى أن يحذرهم من تعليم أولئك. ولكن مع هذا الفرق الجزئي اتفق أكثر المفسرين على أن الوعظ الذي ذكره لوقا هو الوعظ الذي ذكره متّى وأن كلا منهم ذكر منه ما يوافق قصده في تسطير بشارته. والذي حملهم على ذلك مماثلة بداءة كل من الوعظين ونهايته ووحدة معنى الاثنين. وذكر كل من البشيرين على أثر فراغ المسيح من الوعظ دخوله إلى كفرناحوم وشفاءه عبد القائد. وقد مرّ تفسير الوعظ على الجبل في الشرح فارجع إليه (متّى ص ٥ وص ٦ وص ٧).
وَرَفَعَ عَيْنَيْهِ إِلَى تَلاَمِيذِهِ لو لم يكن في نظر يسوع إلى تلاميذه حينئذ أمر غير عادي لم يذكره لوقا في مقدمة نبإ الوعظ. وقال متّى في مقدمته لذلك «فتح فاه». فكلتا العبارتين تدل على أهمية الخطاب على أثر ذلك.
طُوبَاكُمْ ذكر متّى سبع تطويبات خاصة وختمها بثامنة عامة. واقتصر لوقا على ذكر أربع منها هن الأولى والرابعة والثانية والتي هي الخاتمة مما ذكره متّى.
أَيُّهَا ٱلْمَسَاكِينُ أي المساكين بالروح (متّى ٥: ٣). وهم الذين يشعرون بفقرهم الروحي ويأتون إلى المسيح ليغنيهم.
مَلَكُوتَ ٱللّٰهِ أي ملكوت السماوات والمعنى واحد لأن ملكوت السماء ملكوت الله. فلوقا نسب الملكوت إلى الملك ونسبه متّى إلى مكان عرشه تعالى. وذكر متّى الكلام على سبيل الغيبة بقوله «طوباكم الخ» وذكره لوقا في سبيل الخطاب كما رأيت وجرى كل من البشيرين على سبيله في ذلك الوعظ كله.
والمقصود بالوعد للمساكين أنهم يتمتعون بكل حقوق ملكوت الله وبركاته الروحية.
٢١ «طُوبَاكُمْ أَيُّهَا ٱلْجِيَاعُ ٱلآنَ، لأَنَّكُمْ تُشْبَعُونَ. طُوبَاكُمْ أَيُّهَا ٱلْبَاكُونَ ٱلآنَ، لأَنَّكُمْ سَتَضْحَكُونَ».
إشعياء ٥٥: ١ و٦٥: ١٣ ومتّى ٥: ٦، إشعياء ٦١: ٣ ومتّى ٥: ٤
ٱلْجِيَاعُ لم يكن جوع هؤلاء جوع الجسد إلى الخبز بل جوع النفس إلى البرّ (متّى ٥: ٦).
ٱلْبَاكُونَ ٱلآنَ علّة بكائهم الخطية ونتائجها من غضب الله وعقابه كما يتضح مما ذكره متّى (متّى ٥: ٤).
سَتَضْحَكُونَ أي تبتهجون وعلّة ابتهاجهم مغفرة خطاياهم ورضى الله عنهم الآن وإلى الأبد.
٢٢ «طُوبَاكُمْ إِذَا أَبْغَضَكُمُ ٱلنَّاسُ، وَإِذَا أَفْرَزُوكُمْ وَعَيَّرُوكُمْ، وَأَخْرَجُوا ٱسْمَكُمْ كَشِرِّيرٍ مِنْ أَجْلِ ٱبْنِ ٱلإِنْسَانِ».
متّى ٥: ١١ و١بطرس ٢: ١٩ و٣: ١٤ و٤: ١٤، يوحنا ١٦: ٢
أَبْغَضَكُمُ لأنكم تلاميذي. وهذا علّة ما ذكره متّى من التعيير والطرد وغيره (متّى ٥: ١٠ و١١).
أَفْرَزُوكُمْ أي طردوكم من المجامع وحرموكم الحقوق التي للشعب اليهودي.
٢٣ «اِفْرَحُوا فِي ذٰلِكَ ٱلْيَوْمِ وَتَهَلَّلُوا، فَهُوَذَا أَجْرُكُمْ عَظِيمٌ فِي ٱلسَّمَاءِ. لأَنَّ آبَاءَهُمْ هٰكَذَا كَانُوا يَفْعَلُونَ بِٱلأَنْبِيَاءِ».
متّى ٥: ١٢ وأعمال ٥: ٤١ وكولوسي ١: ٢٤ ويعقوب ١: ٢، أعمال ٧: ٥١ و٥٢
فِي ذٰلِكَ ٱلْيَوْمِ أي يوم اضطهاد الناس إياكم لأجلي (متّى ٥: ١٢).
٢٤ – ٢٦ «٢٤ وَلٰكِنْ وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا ٱلأَغْنِيَاءُ، لأَنَّكُمْ قَدْ نِلْتُمْ عَزَاءَكُمْ. ٢٥ وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا ٱلشَّبَاعَى، لأَنَّكُمْ سَتَجُوعُونَ. وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا ٱلضَّاحِكُونَ ٱلآنَ، لأَنَّكُمْ سَتَحْزَنُونَ وَتَبْكُونَ. ٢٦ وَيْلٌ لَكُمْ إِذَا قَالَ فِيكُمْ جَمِيعُ ٱلنَّاسِ حَسَناً. لأَنَّهُ هٰكَذَا كَانَ آبَاؤُهُمْ يَفْعَلُونَ بِٱلأَنْبِيَاءِ ٱلْكَذَبَةِ».
عاموس ٦: ١ وص ١٢: ٢١ ويعقوب ٥: ١، متّى ٦: ٢ و٥ و١٦ وص ١٦: ٢٥، إشعياء ٦٥: ١٣، أمثال ١٤: ١٣، يوحنا ١٥: ١٩ و١يوحنا ٤: ٥
لم يذكر متّى الويلات المذكورة هنا. ولا ريب أنه كان في خطاب المسيح أشياء أُخر لم يذكرها أحد من البشيرين. والأرجح أن تلك الويلات وُجهت إلى الفريسيين الذين كانوا هنالك.
وَيْلٌ معناه عكس معنى طوبى وهو هنا دلالة على الشقاء في الدنيا والآخرة.
أَيُّهَا ٱلأَغْنِيَاءُ أي المكتفون بنصيبهم الدنيوي المتكلون على غناهم كأنه الخير الأعظم فهم لا يشعرون بفقر نفوسهم وليس لهم كنز في السماء (مرقس ١٠: ٢٤ ولوقا ١٢: ١٩ و٢٠ و١تيموثاوس ٦: ٩ و١٠ و١٧). وأوضح يسوع مراده هنا في مثل الغني ولعازر (ص ١٦: ١٩).
نِلْتُمْ عَزَاءَكُمْ أي نلتم ما يكون من مال الأرض من التعزية وهو عزاء قصير ناقص. وقوله «نلتم عزاءكم» دليل على أن ذلك نصيبهم الوحيد الذي لا عزاء لهم بعده لا من الإنجيل ولا من المسيح وفقاً لقول إبراهيم للغني في الجحيم «يَا ٱبْنِي ٱذْكُرْ أَنَّكَ ٱسْتَوْفَيْتَ خَيْرَاتِكَ فِي حَيَاتِكَ» (ص ١٦: ٢٥).
ٱلشَّبَاعَى (ع ٢٥) ما في هذه الآية عكس ما في الآية ٢١. والمراد بالشباعى هنا المكتفون بالعاجل أي ما لهم من هذه الحياة الدنيا غير جائعين إلى البر.
سَتَجُوعُونَ (ع ٢٥) أي ستشعرون أن لذّات هذه الدنيا لا تشبع النفس الخالدة. وقد يعتري ذلك الجوع النفس في أثناء لذاتها الدنيوية وكثيراً ما يعتريها عند الموت ومفارقة كل نعيم أرضي ومعظم ذلك في الأبدية حيت تكون النفس مفتقرة إلى كل عزاء.
ٱلضَّاحِكُونَ (ع ٢٥) أي المتمتعون بلذّات هذا العالم مفضلين إياها على اللذّات التي هي عند يمين الله بلا حزن على الخطية ولا خوف من العقاب.
سَتَحْزَنُونَ وَتَبْكُونَ في ساعة البلية التي ترون فيها أن لذات العالم لا تستطيع تعزيتكم وفي ساعة تضطرون فيها أن تتركوا كل تلك اللذّات وتقفوا أمام الديّان العادل (أمثال ١٤: ١٣ وجامعة ٧: ٦).
وَيْلٌ لَكُمْ (ع ٢٦) هذا خطاب للتلاميذ لا للدنيويين الذين كان يخاطبهم.
جَمِيعُ ٱلنَّاسِ (ع ٢٦) أي الدنيويين.
قَالَ فِيكُمْ… حَسَناً (ع ٢٦) تفسير هذا قوله «لَوْ كُنْتُمْ مِنَ ٱلْعَالَمِ لَكَانَ ٱلْعَالَمُ يُحِبُّ خَاصَّتَهُ. وَلٰكِنْ لأَنَّكُمْ لَسْتُمْ مِنَ ٱلْعَالَمِ… لِذٰلِكَ يُبْغِضُكُمُ ٱلْعَالَمُ» (يوحنا ١٥: ١٩). وقول الرسول «أَنَّ مَحَبَّةَ ٱلْعَالَمِ عَدَاوَةٌ لِلّٰهِ» (يعقوب ٤: ٤) فلا يمكن أهل العالم أن يقولوا في تلاميذ المسيح حسناً ما لم يكونوا مثلهم مخالفين ضمائرهم عائشين في الرياء والإثم طالبين مجد الناس لا المجد الذي هو من الله وحده. فمدح العالم لأولئك التلاميذ برهان على أن أقوالهم وأعمالهم لا تبكت العالميين ولا تماثل أعمال المسيح التي يبغضها أهل العالم.
لأَنَّهُ هٰكَذَا كَانَ آبَاؤُهُمْ الخ أي آباء الدنيويين في أزمنة الأنبياء الكذبة. ولم يرد المسيح الإشارة إلى حادثة معينة بل الإعلان بحقائق عامة وهي أن آباءهم أحبوا خطاياهم ومدحوا الأنبياء الكذبة لأنهم لم يوبخوهم على تلك الخطايا. ومن ذلك أنبياء البعل وأنبياء إسرائيل الذين ذكرهم إشعياء وإرميا (إشعياء ٣٠: ١٠ وإرميا ٥: ٣١).
٢٧، ٢٨ «٢٧ لٰكِنِّي أَقُولُ لَكُمْ أَيُّهَا ٱلسَّامِعُونَ: أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ، أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ، ٢٨ بَارِكُوا لاَعِنِيكُمْ، وَصَلُّوا لأَجْلِ ٱلَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ».
خروج ٢٣: ٤ وأمثال ٢٥: ٢١ ومتّى ٥: ٤٤ وع ٣٥ ورومية ١٢: ٢٠، ص ٢٣: ٢٤ وأعمال ٧: ٦٠
انظر الشرح متّى ٥: ٤٤ و٤٥
٢٩ «مَنْ ضَرَبَكَ عَلَى خَدِّكَ فَٱعْرِضْ لَـهُ ٱلآخَرَ أَيْضاً، وَمَنْ أَخَذَ رِدَاءَكَ فَلاَ تَمْنَعْهُ ثَوْبَكَ أَيْضاً».
متّى ٥: ٣٩، ١كورنثوس ٦: ٧
ارجع إلى الشرح متّى ٥: ٣٩ و٤٠.
٣٠ «وَكُلُّ مَنْ سَأَلَكَ فَأَعْطِهِ، وَمَنْ أَخَذَ ٱلَّذِي لَكَ فَلاَ تُطَالِبْهُ».
تثنية ١٥: ٧ و٨ و١٠ وأمثال ٢١: ٢٦ ومتّى ٥: ٤٢
تقدم تفسيره متّى ٥: ٤٢.
٣١ «وَكَمَا تُرِيدُونَ أَنْ يَفْعَلَ ٱلنَّاسُ بِكُمُ ٱفْعَلُوا أَنْتُمْ أَيْضاً بِهِمْ هٰكَذَا».
متّى ٧: ١٢
سبق شرحه متّى ٧: ١٢.
٣٢ – ٣٦ «٣٢ وَإِنْ أَحْبَبْتُمُ ٱلَّذِينَ يُحِبُّونَكُمْ، فَأَيُّ فَضْلٍ لَكُمْ؟ فَإِنَّ ٱلْخُطَاةَ أَيْضاً يُحِبُّونَ ٱلَّذِينَ يُحِبُّونَهُمْ. ٣٣ وَإِذَا أَحْسَنْتُمْ إِلَى ٱلَّذِينَ يُحْسِنُونَ إِلَيْكُمْ، فَأَيُّ فَضْلٍ لَكُمْ؟ فَإِنَّ ٱلْخُطَاةَ أَيْضاً يَفْعَلُونَ هٰكَذَا. ٣٤ وَإِنْ أَقْرَضْتُمُ ٱلَّذِينَ تَرْجُونَ أَنْ تَسْتَرِدُّوا مِنْهُمْ، فَأَيُّ فَضْلٍ لَكُمْ؟ فَإِنَّ ٱلْخُطَاةَ أَيْضاً يُقْرِضُونَ ٱلْخُطَاةَ لِكَيْ يَسْتَرِدُّوا مِنْهُمُ ٱلْمِثْلَ. ٣٥ بَلْ أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ، وَأَحْسِنُوا وَأَقْرِضُوا وَأَنْتُمْ لاَ تَرْجُونَ شَيْئاً، فَيَكُونَ أَجْرُكُمْ عَظِيماً وَتَكُونُوا بَنِي ٱلْعَلِيِّ، فَإِنَّهُ مُنْعِمٌ عَلَى غَيْرِ ٱلشَّاكِرِينَ وَٱلأَشْرَارِ. ٣٦ فَكُونُوا رُحَمَاءَ كَمَا أَنَّ أَبَاكُمْ أَيْضاً رَحِيمٌ».
متّى ٥: ٤٦، متّى ٥: ٤٢ ع ٢٧، مزمور ٣٧: ٢٦ وع ٣٠، متّى ٥: ٤٥، متّى ٥: ٤٨
انظر الشرح متّى ٥: ٤٦ – ٤٨.
والفرق هنا عما ذكره متّى أن لوقا ذكر عمل اللطف والإحسان إلى الأصحاب. ومتّى لم يذكر سوى التحيات التي تدل على المحبة التي هي مصدر اللطف والإحسان.
٣٧، ٣٨ «٣٧ وَلاَ تَدِينُوا فَلاَ تُدَانُوا. لاَ تَقْضُوا عَلَى أَحَدٍ فَلاَ يُقْضَى عَلَيْكُمْ. اِغْفِرُوا يُغْفَرْ لَكُمْ. ٣٨ أَعْطُوا تُعْطَوْا، كَيْلاً جَيِّداً مُلَبَّداً مَهْزُوزاً فَائِضاً يُعْطُونَ فِي أَحْضَانِكُمْ. لأَنَّهُ بِنَفْسِ ٱلْكَيْلِ ٱلَّذِي بِهِ تَكِيلُونَ يُكَالُ لَكُمْ».
متّى ٧: ١، أمثال ١٩: ١٧، مزمور ٧٩: ١٢، متّى ٧: ٢ ومرقس ٤: ٢٤ ويعقوب ٢: ١٣
انظر الشرح متّى ٧: ١ – ٩.
كَيْلاً جَيِّداً مُلَبَّداً مَهْزُوزاً فَائِضاً هذا مجاز مأخوذ مما اعتادوه في كل الحبوب وكل أوصاف الكيل هنا إشارة إلى كماله وكمال الثواب للمحسنين إلى الفقراء والمحتاجين.
فِي أَحْضَانِكُمْ (ع ٣٨) كانت ثياب اليهود يومئذ كثياب كثيرين من أهل الشرق اليوم طويلة واسعة يتنطق عليها حتى يمكن أن يوضع في العب كثير من الحبوب كالقمح والشعير وغيرها (خروج ٤: ٦ و٧ وراعوث ٣: ١٥ و٢ملوك ٤: ٣٩ وأمثال ٦: ٢٧ و١٥: ٣٣). والمعنى أن الناس يعاملوكم بالقول والعمل كما تعاملونهم فإن كنتم بخلاء على غيركم منتقدين أعمالهم كانوا عليكم كذلك وإن كنتم لطفاء بهم مسامحين لهم كرماء عليهم كانوا لكم كذلك. وقال يسوع مثل هذا في بشارة مرقس (مرقس ٤: ٢٤) لكن لغاية أخرى فإن قصده هناك أن يعلّم تلاميذه أنهم إن قبلوا تعاليمه برغبة ونشاط واجتهدوا في إفادة الجهلاء مما تعلّموا زادهم علماً وفائدة.
٣٩ «وَضَرَبَ لَـهُمْ مَثَلاً: هَلْ يَقْدِرُ أَعْمَى أَنْ يَقُودَ أَعْمَى؟ أَمَا يَسْقُطُ ٱلاثْنَانِ فِي حُفْرَةٍ؟».
متّى ١٥: ١٤
.ارجع إلى الشرح متّى ١٥: ١٤
هذه الآية لم يذكرها متّى في ما نقله من الوعظ على الجبل بل ذكرها في خطاب المسيح للفريسيين وهو يتكلم على سوء تعليمهم في أمر النجاسة. وذكرها لوقا هنا مثلاً سائراً بين اليهود وهي متعلقة بالكلام في ع ٤٠ و٤١.
٤٠ «لَيْسَ ٱلتِّلْمِيذُ أَفْضَلَ مِنْ مُعَلِّمِهِ، بَلْ كُلُّ مَنْ صَارَ كَامِلاً يَكُونُ مِثْلَ مُعَلِّمِهِ».
متّى ١٠: ٢٤ ويوحنا ١٣: ١٦ و١٥: ٢٠
سبق الكلام على هذا في الشرح متّى ١٠: ٢٤. ولكن القرينة والغاية في إنجيل متّى ليستا كالقرينة والغاية هنا فإن الغاية في بشارة متّى بيان أنه يجب على التلميذ أن ينتظر بغض الناس واضطهادهم إياه كما أبغضوا واضطهدوا معلمه. والغاية هنا لا ينتظر من التلميذ أن يعرف أكثر من معلمه فإن كان المعلم أعمى فالتلميذ كذلك. وأشار المسيح بذلك إلى أهمية أن يكون تلاميذه متعلمين كل حقائق الإنجيل لكي لا يكونوا قواداً عمياً للعميان.
كَامِلاً (ع ٤٠) أي متعلماً كل ما قدر معلمه أن يعلّمه إياه حتى صار كالمعلم. فلا يمكنه أن يتعلّم من المعلم ما لا يعلمه. وحث المسيح تلاميذه بهذا الكلام على الرغبة في بلوغ الدرجة العليا من سلم العلم لكي يكونوا قادرين على تبليغ غيرهم إليها.
وكان المسيح مثالاً في ما يجب أن يتصف به المعلم فلم يكن منتقداً ولا متكبراً بل كان لطيفاً متواضعاً حليماً فيجب على كل معلم أن يتمثل به في كل ذلك.
٤١، ٤٢ «٤١ لِمَاذَا تَنْظُرُ ٱلْقَذَى ٱلَّذِي فِي عَيْنِ أَخِيكَ، وَأَمَّا ٱلْخَشَبَةُ ٱلَّتِي فِي عَيْنِكَ فَلاَ تَفْطَنُ لَهَا؟ ٤٢ أَوْ كَيْفَ تَقْدِرُ أَنْ تَقُولَ لأَخِيكَ: يَا أَخِي دَعْنِي أُخْرِجِ ٱلْقَذَى ٱلَّذِي فِي عَيْنِكَ، وَأَنْتَ لاَ تَنْظُرُ ٱلْخَشَبَةَ ٱلَّتِي فِي عَيْنِكَ. يَا مُرَائِي! أَخْرِجْ أَوَّلاً ٱلْخَشَبَةَ مِنْ عَيْنِكَ، وَحِينَئِذٍ تُبْصِرُ جَيِّداً أَنْ تُخْرِجَ ٱلْقَذَى ٱلَّذِي فِي عَيْنِ أَخِيك».
متّى ٧: ٣، أمثال ١٨: ١٧
انظر الشرح متّى ٧: ٣ – ٥.
٤٣، ٤٤ «٤٣ لأَنَّهُ مَا مِنْ شَجَرَةٍ جَيِّدَةٍ تُثْمِرُ ثَمَراً رَدِيّاً، وَلاَ شَجَرَةٍ رَدِيَّةٍ تُثْمِرُ ثَمَراً جَيِّداً. ٤٤ لأَنَّ كُلَّ شَجَرَةٍ تُعْرَفُ مِنْ ثَمَرِهَا. فَإِنَّهُمْ لاَ يَجْتَنُونَ مِنَ ٱلشَّوْكِ تِيناً، وَلاَ يَقْطِفُونَ مِنَ ٱلْعُلَّيْقِ عِنَباً».
متّى ٧: ١٦ و١٧، متّى ١٢: ٣٣، متّى ٧: ١٦
انظر الشرح متّى ٧: ١٦ – ١٨.
في هذا الكلام بيان العلاقة الشديدة بين صفات الإنسان وتعليمه. فالإنسان الصالح لا يكون معلم الضلال والإنسان الشرير لا يستطيع أن يكون معلم الحق. وهذا خلاف ما يعتقده البعض من جواز أن تكون سيرة الإنسان رديئة مع صلاحه لأن يكون معلم الشعب الديني.
٤٥ «اَلإِنْسَانُ ٱلصَّالِحُ مِنْ كَنْزِ قَلْبِهِ ٱلصَّالِحِ يُخْرِجُ ٱلصَّلاَحَ، وَٱلإِنْسَانُ ٱلشِّرِّيرُ مِنْ كَنْزِ قَلْبِهِ ٱلشِّرِّيرِ يُخْرِجُ ٱلشَّرَّ. فَإِنَّهُ مِنْ فَضْلَةِ ٱلْقَلْبِ يَتَكَلَّمُ فَمُهُ».
متّى ١٢: ٣٤ و٣٥
(انظر الشرح متّى ١٢: ٣٥). هذه الآية لم يذكرها متّى في وعظ المسيح على الجبل لكنه ذكرها في موضع آخر ولا عجب من أن المسيح كررها لأهميتها.
٤٦ – ٤٩ «٤٦ وَلِمَاذَا تَدْعُونَنِي: يَا رَبُّ يَا رَبُّ، وَأَنْتُمْ لاَ تَفْعَلُونَ مَا أَقُولُهُ؟ ٤٧ كُلُّ مَنْ يَأْتِي إِلَيَّ وَيَسْمَعُ كَلاَمِي وَيَعْمَلُ بِهِ، ٤٨ يُشْبِهُ إِنْسَاناً بَنَى بَيْتاً، وَحَفَرَ وَعَمَّقَ وَوَضَعَ ٱلأَسَاسَ عَلَى ٱلصَّخْرِ. فَلَمَّا حَدَثَ سَيْلٌ صَدَمَ ٱلنَّهْرُ ذٰلِكَ ٱلْبَيْتَ، فَلَمْ يَقْدِرْ أَنْ يُزَعْزِعَهُ، لأَنَّهُ كَانَ مُؤَسَّساً عَلَى ٱلصَّخْرِ. ٤٩ وَأَمَّا ٱلَّذِي يَسْمَعُ وَلاَ يَعْمَلُ، فَيُشْبِهُ إِنْسَاناً بَنَى بَيْتَهُ عَلَى ٱلأَرْضِ مِنْ دُونِ أَسَاسٍ، فَصَدَمَهُ ٱلنَّهْرُ فَسَقَطَ حَالاً، وَكَانَ خَرَابُ ذٰلِكَ ٱلْبَيْتِ عَظِيماً».
ملاخي ١: ٦ ومتّى ٧: ٢١ و٢٥: ١١ وص ١٣: ٢٥، متّى ٧: ٢٤
انظر الشرح متّى ٧: ٢١ – ٢٧.
السابق |
التالي |