سفر اللاويين | 20 | السنن القويم
السنن القويم في تفسير أسفار العهد القديم
شرح سفر اللاويين
للقس . وليم مارش
اَلأَصْحَاحُ ٱلْعِشْرُونَ
١ «وَقَالَ ٱلرَّبُّ لِمُوسَى».
وَقَالَ ٱلرَّبُّ لِمُوسَى يصعب علينا أن نعرف لماذا وُضع هذا الأصحاح على أثر الأصحاح التاسع عشر فإنا كنا نتوقع أن يكون على أثر الأصحاح الثامن عشر. ولما كان (ص ٢٠) يشتمل على الجزاء الذي تستحقه الخطايا المذكورة في (ص ١٨) كان من المناسب على ما يظهر لنا أن يكون متصلاً بهذا الأصحاح. ولعل علة ذلك أن المشترع أراد قبل أن يشرع لهم القصاصات الشديدة أن يعد الأمة بالسنن السامية التي ذُكرت في (ص ١٩) لإطاعة الشرائع التي ذكرها في (ص ١٨). ثم جاء في (ص ٢٠) بالقصاصات المدنية لمن لا يخضع للأحكام الروحية التي في (ص ١٩).
٢ «وَتَقُولُ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ: كُلُّ إِنْسَانٍ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَمِنَ ٱلْغُرَبَاءِ ٱلنَّازِلِينَ فِي إِسْرَائِيلَ أَعْطَى مِنْ زَرْعِهِ لِمُولَكَ فَإِنَّهُ يُقْتَلُ. يَرْجِمُهُ شَعْبُ ٱلأَرْضِ بِٱلْحِجَارَةِ».
ص ١٨: ٢ ص ١٨: ٢١ وتثنية ١٢: ٣١ و١٨: ١٠ و٢ملوك ١٧: ١٧ و٢٣: ١٠ و٢أيام ٣٣: ٦ وإرميا ٧: ٣١ و٣٢: ٣٥ وحزقيال ٢٠: ٢٦ و٣١
أَعْطَى مِنْ زَرْعِهِ لِمُولَكَ أي قدّم بعض أولاده قرابين أكراماً لمولك. ومولك رسمه في العبرانية ملك «מלך» وهو إله وصنم للعمونيين كان بنو إسرائيل أحياناً يقدمون له الذبائح البشرية في وادي هنوم (١ملوك ١١: ٧ و٢ملوك ٢٣: ١٠ وانظر ايضاً تفسير ص ١٨: ٢١). قدّم هنا الكلام في عبادة مولك على الكلام في الزناء على عكس ما ذُكر في (ص ١٨: ٢١).
يَرْجِمُهُ شَعْبُ ٱلأَرْضِ أي يرجمه كل جماعة بني إسرائيل (انظر ص ٤: ٢٧) الذين اختاروا القضاة لإجراء الاحكام عنهم فيرمونه بالحجارة بمقتضى حكمهم.
بِٱلْحِجَارَةِ كان الرجم بالحجارة من أول القصاصات وأشدها والقصاصات العظمى عند اليهود أربعة الرجم والحرق وقطع الرأس والخنق. وذكر علماء الناموس أن الذنوب التي قصاصها الرجم ثمانية عشر وهي:
- الزناء بالام (ص ٢٠: ١١).
- الزناء بالرابة أي امرأة الأب (ص ٢٠: ١٢).
- الزناء بالكنّة (ص ٢٠: ١٢).
- الزناء بفتاة عذراء مخطوبة (تثنية ٢٢: ٢٣ و٢٤).
- اللواط (ص ٢٠: ١٣)
- الزناء ببهيمة (ص ٢٠: ١٥).
- زناء المرأة ببهيمة (ص ٢٠: ١٦).
- التجديف (ص ٢٤: ١٠ – ١٦).
- عبادة الاصنام (تثنية ١٧: ٢ – ٥).
- إعطاء الزرع لمولك (ص ٢٠: ٢).
- العرافة.
- السحر الرجلي بادعاء الجان والتوابع (ص ٢٠: ٢٧).
- ادعاء النبوة كذباً (تثنية ١٣: ٦).
- الإغراء بعبادة الأوثان (تثنية ١٣: ٦ – ١١).
- السحر النسائي بادعاء الجان والتوابع (تثنية ٢٠: ٢٧).
- تدنيس السبت (ع ٣٢ – ٣٦).
- لعن الوالدين أو سبهما (ص ٢٠: ٩).
- تمرد الابن على والديه (تثنية ٢١: ١٨ – ٢١).
وشريعة موسى لم يُذكر فيها سوى الرجم أن يكون خارج المدينة (ص ٢٤: ١٤ وعدد ١٥: ٣٦). وأول من يرجمه الشهود (تثنية ١٧: ٧). قال علماء الناموس في عصر الهيكل الثاني كان يُفعل بالمحكوم عليه بالرجم ما يأتي أنه في مدة سيره من المحكمة إلى المقتل يمشي قدامه منادٍ ويقول «فلان يُذهب به إلى الرجم على ذنب كذا وكذات وفلان وفلان شهود إن كان لأحد كلام في ذلك يخلصه به فليتقدم وليتكلم». ومتى وصل إلى حيث يكون بينه وبين المرجم نحو ثلاث عشرة ذراعاً يُجبر على الاعتراف بذنبه ومتى بقي بينه وبين مرجمه نحو خمس أذرع يُعرّي ولا يبقى سوى مئزر قصير يستر عورته. ثم يُكتف ويوضع على دكة علوها نحو قامتين ثم يسقونه خمراً ممزوجة بمر فيخدر ويقل ألمه فيأتون ذلك رحمة له ويطرحه من هناك أحد الشهود على ظهره ضارباً الأرض به بشدة فإن لم يُتل غطاه الجماعة بالحجارة. ثم يسمرون جثته على صليب ويحرقونها وعلى أثر ذلك يزور أقرباء القتيل القضاة والشهود ليُظهروا أنهم غير حاقدين عليهم للقضاء والشهادة وإن القضاء حق. وكثيراً ما كان يلجأ الشعب الهائج إلى الرجم ليعجلوا بإجراء الحكم. وهذا الوصف يُظهر لنا علة أن اليهود قالوا للمسيح إن هذه المرأة يجب أن تُرجم وقوله لهم «مَنْ كَانَ مِنْكُمْ بِلاَ خَطِيَّةٍ فَلْيَرْمِهَا أَوَّلاً بِحَجَرٍ»(يوحنا ٨: ٥ و٧). وإرادة اليهود أن يرجموا يسوع لظنهم أنه جدف (يوحنا ١٠: ٣١). وتقديمهم له قبل أن يُصلب خمراً ممزوجة بمر (متّى ٢٧: ٣٣ و٣٨ ومرقس ١٥: ٢٣).
٣ «وَأَجْعَلُ أَنَا وَجْهِي ضِدَّ ذٰلِكَ ٱلإِنْسَانِ وَأَقْطَعُهُ مِنْ شَعْبِهِ، لأَنَّهُ أَعْطَى مِنْ زَرْعِهِ لِمُولَكَ لِكَيْ يُنَجِّسَ مَقْدِسِي وَيُدَنِّسَ ٱسْمِيَ ٱلْقُدُّوسَ».
ص ١٧: ١٠ حزقيال ٥: ١١ و٢٣: ٣٨ و٣٩ ص ١٨: ٢١
أَجْعَلُ أَنَا وَجْهِي ضِدَّ ذٰلِكَ ٱلإِنْسَانِ أي أجعله يشعر بغضبي (انظر تفسير ص ١٧: ١٠).
وَأَقْطَعُهُ اي أقتله بلا واسطة على قول علماء الناموس. ونعني بكونه بلا واسطة أن الله يقتل رأساً بلا أن يرجمه الشعب كما ذُكر لضعف البينة. وهذا موافق لما يأتي (ويصح المعنى أن الله يقتله بواسطة أو بغير واسطة).
لِكَيْ يُنَجِّسَ مَقْدِسِي لأنه تنجس بالإثم فينجس المقدس الإلهي الذي بين الإسرائيليين الذين هو منهم (انظر تفسير ص ١٥: ٣١ و١٦: ١٦) ولأن الذين يقدمون أولادهم لمولك يأتون إلى المقدس ليعبدوا الله (إرميا ٧: ٩ و١٠ وحزقيال ١٣: ٣٧ – ٣٩).
يُدَنِّسَ ٱسْمِيَ (انظر تفسير ص ١٨: ٢١).
٤ «وَإِنْ غَمَّضَ شَعْبُ ٱلأَرْضِ أَعْيُنَهُمْ عَنْ ذٰلِكَ ٱلإِنْسَانِ عِنْدَمَا يُعْطِي مِنْ زَرْعِهِ لِمُولَكَ فَلَمْ يَقْتُلُوهُ».
تثنية ١٧: ٢ و٣ و٥
وَإِنْ غَمَّضَ شَعْبُ ٱلأَرْضِ ذكر في الآية الثالثة أنه إذا لم يجرٍ الشعب القصاص لضعف البينة يتولى الله العقاب بنفسه. وهنا أبان أنه يتولى عقاب الاثيم إذا عرف قضاة الشعب أنه مذنب بالبيّنات وغضوا النظر عن عقابه لعدم اكتراثهم بذنبه أو لشفقتهم عليه.
٥ «فَإِنِّي أَضَعُ وَجْهِي ضِدَّ ذٰلِكَ ٱلإِنْسَانِ وَضِدَّ عَشِيرَتِهِ، وَأَقْطَعُهُ وَجَمِيعَ ٱلْفَاجِرِينَ وَرَاءَهُ بِٱلزِّنَى وَرَاءَ مُولَكَ مِنْ شَعْبِهِمْ».
ص ١٧: ١٠ خروج ٢٠: ٥ ص ١٧: ٧
فَإِنِّي أَضَعُ وَجْهِي أي أني أنا نفسي أُعلن له غضبي (انظر ع ٣ وتفسير ص ١٧: ١٠) وأقتله.
وَضِدَّ عَشِيرَتِهِ أي وأُعلن غضبي لعشيرته لأنها أخفت ذنبه فكانت شريكة له في عبادة الوثن.
بِٱلزِّنَى وَرَاءَ مُولَكَ استُعير الزنى لعبادة الأوثان لأن ترك الإنسان الله وعبادة إله آخر كترك المرأة رجلها الشرعي واقترانها برجل غير شرعي.
٦ «وَٱلنَّفْسُ ٱلَّتِي تَلْتَفِتُ إِلَى ٱلْجَانِّ وَإِلَى ٱلتَّوَابِعِ لِتَزْنِيَ وَرَاءَهُمْ، أَجْعَلُ وَجْهِي ضِدَّ تِلْكَ ٱلنَّفْسِ وَأَقْطَعُهَا مِنْ شَعْبِهَا».
ص ١٩: ٣١
وَٱلنَّفْسُ ٱلَّتِي تَلْتَفِتُ إِلَى ٱلْجَانِّ أي إلى العرافة أو إلى العرافين المدعين أنهم يعرفون الخفيات بواسطة الجان (انظر ص ١٩: ٣١ والتفسير). وقد ذكر الكتاب عقاب الله للملتفتين إلى أصحاب الجان (١أيام ١٠: ١٣ و١٤). وكان عقاب العرافين أو أصحاب الجان القتل رجماً (انظر ع ٢٧).
٧، ٨ «٧ فَتَتَقَدَّسُونَ وَتَكُونُونَ قِدِّيسِينَ، لأَنِّي أَنَا ٱلرَّبُّ إِلٰهُكُمْ ٨ وَتَحْفَظُونَ فَرَائِضِي وَتَعْمَلُونَهَا. أَنَا ٱلرَّبُّ مُقَدِّسُكُمْ».
ص ١١: ٤٤ و١٩: ٢ و١بطرس ١: ١٦ ص ١٩: ٣٧ خروج ٣١: ١٣ وص ٢١: ٨ وحزقيال ٣٧: ٢٨
فَتَتَقَدَّسُونَ الخ بحفظ شرائعي بعمل ما أُمرتم به واعتزال ما نُهيتم عنه. وبهذا يحصل الإسرائيليون على القداسة وبها يتدرعون فتكون سلاحاً قاطعاً يتقون بها إتيان الأمور النجسة الوثنية المذكورة آنفاً ويحافظون على تقديس اسم الرب ويلبسون قداسته.
٩ «كُلُّ إِنْسَانٍ سَبَّ أَبَاهُ أَوْ أُمَّهُ فَإِنَّهُ يُقْتَلُ. قَدْ سَبَّ أَبَاهُ أَوْ أُمَّهُ. دَمُهُ عَلَيْهِ».
خروج ٢١: ١٧ وتثنية ٢٧: ١٦ وأمثال ٢٠: ٢٠ ومتّى ١٥: ٤ ع ١١ و١٢ و١٣ و١٦ و٢٧ و٢صموئيل ١: ١٦
كُلُّ إِنْسَانٍ سَبَّ أَبَاهُ إن علماء الناموس مع تدقيقهم ببيان قوانين الطاعة الوَلَديّة (انظر تفسير ص ١٩: ٣) وتقريرهم فروض التوراة في قلوب الأولاد في ذلك الموضوع (انظر تفسير خروج ٢٠: ١٢) أبانوا بذلك حنوهم على الأبناء والبنات فقالوا لا بد من قتل الولد إذا استعمل اسم الرب (يهوه) في سب والديه ميتين أو حيين وإذا استعمل فيه إحدى صفاته كالقدير والرحيم لا يُقتل لكنه يضرب بالسياط. ولهذا جاء في الترجمة الكلدانية القديمة «من سب أباه أو أمه بالاسم الذي لا يُنطق به (أي يهوه) فإنه يُقتل».
فَإِنَّهُ يُقْتَلُ رجماً (انظر تفسير ع ٢) وجاءت هذه الوصية في (خروج ٢١: ٧ وأمثال ٢٠: ٢٠) وأشار إليها الرب يسوع المسيح (متّى ١٥: ١٤ ومرقس ٧: ١٠).
دَمُهُ عَلَيْهِ أي هو الذي جاء بعلّة قتله وهو المسؤول بدم نفسه. وهذه العبارة جاءت سبع مرات في الإفراد والجمع ولم تجئ في غير ذهذا الأصحاح (انظر ع ٩ و١١ و١٢ و١٣ و١٦ و٢٧).
١٠ «وَإِذَا زَنَى رَجُلٌ مَعَ ٱمْرَأَةٍ، فَإِذَا زَنَى مَعَ ٱمْرَأَةِ قَرِيبِهِ فَإِنَّهُ يُقْتَلُ ٱلزَّانِي وَٱلزَّانِيَةُ».
ص ١٨: ٢٠ وتثنية ٢٢: ٢٢ ويوحنا ٨: ٤ و ٥
فَإِنَّهُ يُقْتَلُ جزاء على الخطية المنهي عنها في (ص ١٨: ٢٠). وكان هذا القتل بمقتضى التقاليد اليهودية الخنق. وكانوا يجازون به على ستة ذنوب:
- الزنى بزوجة القريب.
- ضرب الأب أو الأم.
- سرقة الإسرائيلي.
- عصيان الأمر المذكور في (تثنية ١٧: ١٢).
- ادّعاء النبوّة كذباً.
- التنبئُّ باسم إله غير الله.
١١ «وَإِذَا ٱضْطَجَعَ رَجُلٌ مَعَ ٱمْرَأَةِ أَبِيهِ فَقَدْ كَشَفَ عَوْرَةَ أَبِيهِ. إِنَّهُمَا يُقْتَلاَنِ كِلاَهُمَا. دَمُهُمَا عَلَيْهِمَا».
ص ١٨: ٨ وتثنية ٢٧: ١٠ و٢٣
ٱمْرَأَةِ أَبِيهِ (انظر ص ١٨: ٨ والتفسير). (وتسمى امرأة الأب بالرابّة والعامة تسميها بالخالة).
١٢ «وَإِذَا ٱضْطَجَعَ رَجُلٌ مَعَ كَنَّتِهِ فَإِنَّهُمَا يُقْتَلاَنِ كِلاَهُمَا. قَدْ فَعَلاَ فَاحِشَةً. دَمُهُمَا عَلَيْهِمَا».
ص ١٨: ١٥ ص ١٨: ٢٣
كَنَّتِهِ (انظر ص ١٨: ١٥).
١٣ «وَإِذَا ٱضْطَجَعَ رَجُلٌ مَعَ ذَكَرٍ ٱضْطِجَاعَ ٱمْرَأَةٍ فَقَدْ فَعَلاَ كِلاَهُمَا رِجْساً. إِنَّهُمَا يُقْتَلاَنِ. دَمُهُمَا عَلَيْهِمَا».
تكوين ١٩: ٥ وص ١٨: ٢٢ وتثنية ٢٣: ١٧ وقضاة ١٩: ٢٢
(انظر ص ١٨: ٢٢).
١٤ «وَإِذَا اتَّخَذَ رَجُلٌ ٱمْرَأَةً وَأُمَّهَا فَذٰلِكَ رَذِيلَةٌ. بِٱلنَّارِ يُحْرِقُونَهُ وَإِيَّاهُمَا، لِكَيْ لاَ يَكُونَ رَذِيلَةٌ بَيْنَكُمْ».
ص ١٨: ١٧ وتثنية ٢٧: ٢٣
ٱمْرَأَةً وَأُمَّهَا (انظر ص ١٨: ١٧).
بِٱلنَّارِ يُحْرِقُونَهُ هذا النوع الثاني من العقابات الأربعة الأولية التي سبق ذكرها (انظر ع ٢ والتفسير). وكان هذا العقاب على عشرة ذنوب:
- زنى ابنة الكاهن (ص ٢١: ٩).
- زنى الرجل بابنته.
- زنى الرجل بابنة ابنته.
- زنى الرجل بابنة ابنه.
- الزنى بابنة الزوجة.
- الزنى بابنة ابنة الزوجة.
- الزنى بابنة ابن الزوجة.
- الزنى بالحماة.
- الزنى بأم الحماة.
- الزنى بأم الحم.
والتوراة لم تذكر أحوال الإحراق بالنار لكن علاماء الناموس قالوا يجب أن يحرق مرتكب أحد تلك الذنوب إلى حد تبقى عنده صورته وقاسوا ذلك على عقاب الله رأساً مثل ذلك العقاب فإنه تعالى لما أحرق ناداب وأبيهو أبقاهما على صورتيهما أي تامي الجسد والتركيب الظاهر (ص ١٠: ٢ – ٥). وكان يجثو المذنب على الزبل ويُجعل حول عنقه نسيج ليّن ضمنه نسيج قاص متصل كل من طرفيه بحبل ويكون هنالك الشاهدان فيمسك كل منهما أحد طرفي الحبل ويشدانه حتى يفتح المذنب فاه ويصب حينئذ ذوب الرصاص في حلقه فيحترق ويموت ولهذا جاء في الترجمة الكلدانية «بالنار يحرقونهم بصب الرصاص الذائب في أفواههم».
١٥، ١٦ «١٥ وَإِذَا جَعَلَ رَجُلٌ مَضْجَعَهُ مَعَ بَهِيمَةٍ، فَإِنَّهُ يُقْتَلُ وَٱلْبَهِيمَةُ تُمِيتُونَهَا. ١٦ وَإِذَا ٱقْتَرَبَتِ ٱمْرَأَةٌ إِلَى بَهِيمَةٍ لِنِزَائِهَا تُمِيتُ ٱلْمَرْأَةَ وَٱلْبَهِيمَةَ. إِنَّهُمَا يُقْتَلاَنِ. دَمُهُمَا عَلَيْهِمَا».
ص ١٨: ٢٣ وتثنية ٢٧: ٢١
بَهِيمَةٍ (انظر ص ١٨: ٢٣).
١٧ «وَإِذَا أَخَذَ رَجُلٌ أُخْتَهُ بِنْتَ أَبِيهِ أَوْ بِنْتَ أُمِّهِ، وَرَأَى عَوْرَتَهَا وَرَأَتْ هِيَ عَوْرَتَهُ، فَذٰلِكَ عَارٌ. يُقْطَعَانِ أَمَامَ أَعْيُنِ بَنِي شَعْبِهِمَا. قَدْ كَشَفَ عَوْرَةَ أُخْتِهِ. يَحْمِلُ ذَنْبَهُ».
تكوين ٢٠: ١٢ وص ١٨: ٩ وتثنية ٢٧: ٢٢
أُخْتَهُ (انظر ص ١٨: ٩).
١٨ «وَإِذَا ٱضْطَجَعَ رَجُلٌ مَعَ ٱمْرَأَةٍ طَامِثٍ وَكَشَفَ عَوْرَتَهَا، عَرَّى يَنْبُوعَهَا وَكَشَفَتْ هِيَ يَنْبُوعَ دَمِهَا، يُقْطَعَانِ كِلاَهُمَا مِنْ شَعْبِهِمَا».
ص ١٥: ٢٤ و١٨: ١٩ مرقس ٥: ٢٩
طَامِثٍ (انظر ص ١٥: ٢٤ و١٨: ١٩).
١٩ «عَوْرَةَ أُخْتِ أُمِّكَ أَوْ أُخْتِ أَبِيكَ لاَ تَكْشِفْ. إِنَّهُ قَدْ عَرَّى قَرِيبَتَهُ. يَحْمِلاَنِ ذَنْبَهُمَا».
ص ١٨: ١٢ و١٣ ص ١٨: ٦
أُخْتِ أُمِّكَ (انظر ص ١٨: ١٢).
٢٠ «وَإِذَا ٱضْطَجَعَ رَجُلٌ مَعَ ٱمْرَأَةِ عَمِّهِ فَقَدْ كَشَفَ عَوْرَةَ عَمِّهِ. يَحْمِلاَنِ ذَنْبَهُمَا. يَمُوتَانِ عَقِيمَيْنِ».
ص ١٨: ١٤
ٱمْرَأَةِ عَمِّهِ (انظر ص ١٨: ١٤).
٢١ «وَإِذَا أَخَذَ رَجُلٌ ٱمْرَأَةَ أَخِيهِ فَذٰلِكَ نَجَاسَةٌ. قَدْ كَشَفَ عَوْرَةَ أَخِيهِ. يَكُونَانِ عَقِيمَيْنِ».
ص ١٨: ١٦
ٱمْرَأَةَ أَخِيهِ (ص ١٨: ١٦).
٢٢ «فَتَحْفَظُونَ جَمِيعَ فَرَائِضِي وَجَمِيعَ أَحْكَامِي وَتَعْمَلُونَهَا لِكَيْ لاَ تَقْذِفَكُمُ ٱلأَرْضُ ٱلَّتِي أَنَا آتٍ بِكُمْ إِلَيْهَا لِتَسْكُنُوا فِيهَا».
ص ١٨: ٢٦ و١٠: ٣٧ ص ١٨: ٢٥ و٢٨
فَتَحْفَظُونَ جَمِيعَ فَرَائِضِي الوصايا المذكورة.
تَقْذِفَكُمُ تقيئكم (انظر ص ١٨: ٢٥ – ٢٨ والتفسير).
٢٣ «وَلاَ تَسْلُكُونَ فِي رُسُومِ ٱلشُّعُوبِ ٱلَّذِينَ أَنَا طَارِدُهُمْ مِنْ أَمَامِكُمْ. لأَنَّهُمْ قَدْ فَعَلُوا كُلَّ هٰذِهِ، فَكَرِهْتُهُمْ».
ص ١٨: ٣ و٢٤ و٣٠ ص ١٨: ٢٧ وتثنية ٩: ٥
كان بنو إسرائيل عرضة لأن يتدنسوا بما كان يتدنس به أهل الأرض التي وُعدوا بها.
٢٤ «وَقُلْتُ لَكُمْ: تَرِثُونَ أَنْتُمْ أَرْضَهُمْ، وَأَنَا أُعْطِيكُمْ إِيَّاهَا لِتَرِثُوهَا أَرْضاً تَفِيضُ لَبَناً وَعَسَلاً. أَنَا ٱلرَّبُّ إِلٰهُكُمُ ٱلَّذِي مَيَّزَكُمْ مِنَ ٱلشُّعُوبِ».
خروج ٣: ١٧ و٦: ٨ خروج ١٩: ٥ و٣٣: ١٦ وع ٢٦ وتثنية ٧: ٦ و١٤: ٢ و١ملوك ٨: ٥٣
قُلْتُ لَكُمْ أي وعدت بها آباءكم إبراهيم وإسحاق ويعقوب ووعدتكم أنتم أيضاً بها وأنجز وعدي بأن أطرد الكنعانيون منها وأعطيكم إياها ميراثاً.
٢٥ «فَتُمَيِّزُونَ بَيْنَ ٱلْبَهَائِمِ ٱلطَّاهِرَةِ وَٱلنَّجِسَةِ، وَبَيْنَ ٱلطُّيُورِ ٱلنَّجِسَةِ وَٱلطَّاهِرَةِ. فَلاَ تُدَنِّسُوا نُفُوسَكُمْ بِٱلْبَهَائِمِ وَٱلطُّيُورِ وَلاَ بِكُلِّ مَا يَدِبُّ عَلَى ٱلأَرْضِ مِمَّا مَيَّزْتُهُ لَكُمْ لِيَكُونَ نَجِساً».
ص ١١: ٤٧ وتثنية ١٤: ٤ ص ١١: ٤٣
فَتُمَيِّزُونَ أي لذلك تميزون. والمعنى أن الله ميّز بني إسرائيل عن كل الشعوب بإيراثهم الأرض التي تفيض لبنا وعسلاً وبما سُن لهم من الشرائع فلذلك يجب عليهم أن يميزوا أنفسهم عن سائر الأمم بحفظ فرائضه أو بأن يميزوا بين الطاهر والنجس من الحيوانات المذكورة في (ص ١١) فإنهم بذلك يستطيعون أن يمتازوا عن كل أمم الأرض (دانيال ١: ٨).
٢٦ «وَتَكُونُونَ لِي قِدِّيسِينَ لأَنِّي قُدُّوسٌ أَنَا ٱلرَّبُّ. وَقَدْ مَيَّزْتُكُمْ مِنَ ٱلشُّعُوبِ لِتَكُونُوا لِي».
ص ١٩: ٢ و ع ٧ و١بطرس ١: ١٦ ع ٢٤ وتيطس ٢: ١٤
وَتَكُونُونَ لِي قِدِّيسِينَ وعلة ذلك ما ذُكر في سائر الآية فكأنه قال ميّزتكم عن سائر الأمم بالمقدسات لتكونوا لي مقدسين لأني أنا قدوس. وهذه العبارة لم ترد إلا هنا وهي تختلف عن العبارة المذكورة في (ص ١١: ٤٤ و٤٥). (والاختلاف بمجرد ترتيب الألفاظ).
وَقَدْ مَيَّزْتُكُمْ مِنَ ٱلشُّعُوبِ أي إن الله ميّزهم عن سائر أمم الأرض ليكونوا شعباً مقدساً له وحده ولكي يكونوا مثالاً حسناً لسائر الناس. وقد أوضح الأيمة الروحانيون في عصر الهيكل الثاني أن تمييز بني إسرائيل لم يكن لطرح سائر الأمم بل ليكونوا أول قسم من الناس وهداة لسائر الأقسام لكي يدينوا بدينهم حتى تصير الأمم كلها أمة واحدة للرب كما وعد الله بذلك فقد قال بلسان زكريا «فَيَتَّصِلُ أُمَمٌ كَثِيرَةٌ بِٱلرَّبِّ فِي ذٰلِكَ ٱلْيَوْمِ، وَيَكُونُونَ لِي شَعْباً»(زكريا ٢: ١١). ولنا من هذه الآية ما يأتيي «لو قال الكتاب ميزت كل الأمم منكم لم يكن من مستقبل للأمم لكن لأنه قال قد ميزتكم من الشعوب دل بذلك على أنه أخذ الأحسن وإنه سيأخذ البقية بالتدريج المتوالي بلا انقطاع إلى أن تصير الرعية لراع واحد لكن الذي يأخذ الأشرار من الصالحين يدل على أنه يريد أن يطرح الأشرار ويبقي الصالحين». فتعليم التمييز الموسوي أن الله اختار بني إسرائيل أولاً لا ليفتخروا بأنفسهم بل ليختبروا مراحم الرب ويجتهدوا في أن يأتوا بغيرهم إليه حتى يصير كل أولاد آدم أولاداً لله.
٢٧ «وَإِذَا كَانَ فِي رَجُلٍ أَوِ ٱمْرَأَةٍ جَانٌّ أَوْ تَابِعَةٌ فَإِنَّهُ يُقْتَلُ. بِٱلْحِجَارَةِ يَرْجُمُونَهُ. دَمُهُ عَلَيْهِ».
خروج ٢٢: ١٨ وص ١٩: ٣١ و تثنية ١٨: ١٠ و١١ و١صموئيل ٢٨: ٧ و٨
وَإِذَا كَانَ فِي رَجُلٍ أَوِ ٱمْرَأَةٍ هذه الآية معطوفة على ما دخلت عليه فاء السبب فكأنه قال ولذلك إذا كان الخ أي ولأن إسرائيل شعب ميّزه الله من سائر الأمم وجب أن يميز بين الطاهر والنجس وإنه إذا كان الخ. وذكر المرأة هنا مع الرجل لأن كثيرات من النساء ادعت العرافة بواسطة الجان والتوابع (خروج ٢٢: ١٨ و١صموئيل ٢٨: ٧ وأعمال ١٦: ١٦).
جَانٌّ أَوْ تَابِعَةٌ (كلاهما من الأرواح) والثانية الروح التي تتبع العرافة أبداً على ما زعموا. كان العرافون على ما يظهر نوعين الأول أصحاب الجان وهم من يجمعون الأرواح عند الحاجة ويسألونها عن الخفيات كما هو المشهور من أصحاب المندل. والثاني الذين معهم الأرواح أبداً فيسألونها عن ذلك متى أرادوا وهم أصحاب التوابع. على أنه يُستفاد من هذه الآية وغيرها من آيات الكتاب أنه كان في بعض الناس أرواح حقيقية أي شياطين.
قال صاحب الكنز الجليل في تفسير الإنجيل على قول كاتب سفر الأعمال «جارية بها روح عرافة» (أعمال ١٦: ١٦) «الحق أنه كان فيها شيطان كما يظهر من (ع ١٨ أي من أعمال ص ١٦) ولكن أكثر المدعين العرافة يومئذ لم يكن فيهم جان ولا لهم تابعة من الجن بل كانوا يدعون ذلك كذباً كأصحاب المنادل اليوم». وان خطيئة من يدعي العرافة القتل لأنه كان يقيم نفسه مقام الله في معرفة الخفايا والمستقبلات التي لا يعلمها إلا الله سبحانه وتعالى وكانوا يقتلونه رجماً بالحجارة. وقد ذُكرت طريقة الرجم في (تفسير ع ٢ فارجع إليه).
دَمُهُ عَلَيْهِ أي هو المطالب بدم نفسه لأنه هو الذي عرّض نفسه للقتل رجماً بما ارتكبه (انظر ع ٩ وتفسيره).
السابق |
التالي |