سفر القضاة | 14 | السنن القويم
السنن القويم في تفسير أسفار العهد القديم
شرح سفر القضاة
للقس . وليم مارش
اَلأَصْحَاحُ ٱلرَّابِعُ عَشَرَ
محتويات هذا الأصحاح:
- اختيار شمشون امرأة من بنات الفلسطينيين (ع ١ – ٤).
- قتل شمشون أسداً في طريقه (ع ٥ – ٧).
- وجدانه عسلاً في رمّة الأسد (ع ٨ و٩).
- وليمة عرس شمشون (ع ١٠ و١١).
- أُحجية شمشون (ع ١٢ – ١٤).
- خيانة امرأة شمشون بإظهارها أحجيته لأهلها (ع ١٥ – ١٨).
- قتل شمشون ثلاثين من الفلسطينيين وتأديته مقتضى الشرط (ع ١٩).
- مصير امرأته لصاحبه (ع ٢٠).
زيجة شمشون ع ١ إلى ١١
١ «وَنَزَلَ شَمْشُونُ إِلَى تِمْنَةَ وَرَأَى ٱمْرَأَةً فِي تِمْنَةَ مِنْ بَنَاتِ ٱلْفِلِسْطِينِيِّينَ».
تكوين ٣٨: ١٣ ويشوع ١٥: ١٠ تكوين ٣٤: ٢
تِمْنَةَ قال بعضهم هي على التخم الشمالي من نصيب يهوذا واسمها اليوم تبنة وهي على هضبة تعلو ٧٤٠ قدماً عن سطح البحر في غربي بيت شمس وعلى غاية ميلين منها. كانت أولاً ليهوذا ثم صارت لدان (يشوع ١٥: ١٠ و١٩: ٤٣). ومعنى «تمنة» جزء معيّن. لاحظ القول «ونزل شمشون» فإن مدينته صرعة تعلو ١٥٠٠ قدم عن سطح البحر (انظر تفسير ص ١٣: ٢) وأما تمنة فتعلو عنه ٧٤٠ قدماً.
مِنْ بَنَاتِ ٱلْفِلِسْطِينِيِّينَ هذا كان خروجاً عن سنن الشريعة لأنها نهت عن الاقتران ببنات الكنعانيين (خروج ٣٤: ١٦) وعن مصاهرتهم (تثنية ٧: ٣ و٤). وقد جرى الرسول على هذا السنن (انظر ٢كورنثوس ٦: ١٤).
٢ «فَصَعِدَ وَأَخْبَرَ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَقَالَ: قَدْ رَأَيْتُ ٱمْرَأَةً فِي تِمْنَةَ مِنْ بَنَاتِ ٱلْفِلِسْطِينِيِّينَ، فَٱلآنَ خُذَاهَا لِيَ ٱمْرَأَةً».
تكوين ٢١: ٢١ و٣٤: ٤
فَصَعِدَ هذا يدل على أن صرعة مدينة شمشون أعلى من تمنة مدينة البنت التي أحبها.
وَأَخْبَرَ أَبَاهُ وَأُمَّهُ لأن الوالدين أو من هما بمنزلتهما كانوا يخطبون المرأة للابن وبقيت هذه العادة إلى زمان غير بعيد في هذه البلاد في المدن ولا يزال بعض الناس على هذا السنن إلى هذه الساعة.
خُذَاهَا لِيَ ٱمْرَأَةً إن والدّي شمشون كانا تقيين محافظَين على شريعة الله كما عُرف مما ذُكر في (ص ١٣) فقبح عندهما أن يتزوج امرأة من غير شعب الله.
٣ «فَقَالَ لَهُ أَبُوهُ وَأُمُّهُ: أَلَيْسَ فِي بَنَاتِ إِخْوَتِكَ وَفِي كُلِّ شَعْبِي ٱمْرَأَةٌ حَتَّى أَنَّكَ ذَاهِبٌ لِتَأْخُذَ ٱمْرَأَةً مِنَ ٱلْفِلِسْطِينِيِّينَ ٱلْغُلْفِ؟ فَقَالَ شَمْشُونُ لأَبِيهِ: إِيَّاهَا خُذْ لِي لأَنَّهَا حَسُنَتْ فِي عَيْنَيَّ».
تكوين ٢٤: ٣ و٤ تكوين ٣٤: ١٤ وخروج ٣٤: ١٦ وتثنية ٧: ٣
بَنَاتِ إِخْوَتِكَ أي الإسرائيليات أو بنات سبط دان ولعله لم يكن له إخوة وكان وحيداً لوالديه إذ وُلد بعد عقر أمه كما ذُكر في الأصحاح السابق.
وَفِي كُلِّ شَعْبِي معطوف على «بنات إخوتك» من عطف العام على الخاص بزيادة فائدة الكثرة. أي إن في إسرائيل بنات كثيرة فلا داعي للتزوج بامرأة أجنبية.
مِنَ ٱلْفِلِسْطِينِيِّينَ ٱلْغُلْفِ أي غير المختونين. وكانت هذه العبارة على لسان كل إسرائيلي لاعتقادهم أن الوثنيين نجسون خارجون عن دائرة عهد الله. وقال والداه ذلك مراعاة لشريعة الرب الناهية عن الزيجة بين شعبه وبين الأمم المتنجسين بالبعد عن شريعة الله وخوفاً على ابنهما النذير من الغواية بحب وثنية نجسة. والعقل ينهي عن اقتران المؤمن بغير مؤمنة فضلاً عن الشريعة الإلهية.
إِيَّاهَا خُذْ لِي أي لا تأخذ لي سواها.
لأَنَّهَا حَسُنَتْ فِي عَيْنَيَّ أي لأني رأيتها حسنة وأحببتها فلا أميل إلى سواها لأنها لم تُبق في قلبي محبة لغيرها. وجوابه بغاية الاختصار لأنه لم يستشر عقله ولا ضميره بل اكتفى بأنه أحبها فعمل ما أراد أن يعمله. والظاهر إن والديه أجاباه إلى ما أراد مع كراهتهما ذلك خوفاً من شر أكبر من هذا الشر فاختارا أصغر الشرين وما هما بمعصومين من الخطاء.
٤ «وَلَمْ يَعْلَمْ أَبُوهُ وَأُمُّهُ أَنَّ ذٰلِكَ مِنَ ٱلرَّبِّ لأَنَّهُ كَانَ يَطْلُبُ عِلَّةً عَلَى ٱلْفِلِسْطِينِيِّينَ. وَفِي ذٰلِكَ ٱلْوَقْتِ كَانَ ٱلْفِلِسْطِينِيُّونَ مُتَسَلِّطِينَ عَلَى إِسْرَائِيلَ».
يشوع ١١: ٢٠ و١ملوك ١٢: ١٥ و٢ملوك ٦: ٣٣ و٢أيام ١٠: ١٥ و٢٢: ٧ و٢٥: ٢٠ تثنية ٢٨: ٤٨ وص ١٣: ١
وَلَمْ يَعْلَمْ أَبُوهُ وَأُمُّهُ أَنَّ ذٰلِكَ مِنَ ٱلرَّبِّ ظهر من تاريخ حياة شمشون إن الرب لم يقصد حرباً عمومية بين الإسرائيليين والفلسطينيين بل مقاومتهم بواسطة شخص واحد فكان شمشون نائباً عن الشعب كله. فكان موافقاً لهذا القصد أن موضوع الاختلاف يكون في أمور شمشون الخاصة. والأرجح أن شمشون لم يفهم هذا الأمر بل عمل ما عمله لمجرد إرادته ووالداه كذلك لم يعلما أن ذلك من الرب.
يَطْلُبُ عِلَّةً عَلَى ٱلْفِلِسْطِينِيِّينَ يرجع الضمير المستتر في «يطلب» إلى «الرب» فعلم شمشون بإرادته وحسب شهواته ولكن الرب استعمله ودبّر أموره لكي ينتقم من الفلسطينيين بواسطته.
وَفِي ذٰلِكَ ٱلْوَقْتِ كَانَ ٱلْفِلِسْطِينِيُّونَ مُتَسَلِّطِينَ عَلَى إِسْرَائِيلَ ذكر هذا لبيان قوله «يطلب علة على الفلسطينيين». وهذا البيان واقع موقع التعليل أي إنه كان يطلب علة للانتقام من الفلسطينيين لأنهم كانوا متسلطين على شعبه وكانوا يظلمونه. إن غضب الله على شعبه وإرادته تأديبهم لا يبرر الأمم الذين يعادونهم ويظلمونهم لأنهم لم يأتوا ذلك إطاعة للرب وتنفيذاً لنقمته لهم وتأديبه إياهم بل بغضاً للرب ولشعبه وطمعاً بالاستيلاء على ما لهم من الخيرات.
٥ «فَنَزَلَ شَمْشُونُ وَأَبُوهُ وَأُمُّهُ إِلَى تِمْنَةَ وَأَتَوْا إِلَى كُرُومِ تِمْنَةَ. وَإِذَا بِشِبْلِ أَسَدٍ يُزَمْجِرُ لِلِقَائِهِ».
فَنَزَلَ شَمْشُونُ وَأَبُوهُ وَأُمُّهُ إِلَى تِمْنَةَ ليخطبوا الابنة الفلسطينية.
كُرُومِ تِمْنَةَ كان كل ذلك القسم من فلسطين ولا سيما سورق (ص ١٦: ٤) المجاور تمنة مشهوراً بالكروم (إشعياء ٥: ٢ وإرميا ٢: ٢١). وكانت جبال يهوذا مغطاة العروض والسفوح والأعالي بشجر العنب (تكوين ٤٩: ١١). وأكثرها اليوم عارٍ من الكروم ولكن إذا اعتُني بغرس الكروم فيها جاءت بغلال كثيرة من العنب.
وَإِذَا بِشِبْلِ أَسَدٍ الشبل وَلَد الأسد إذا أدرك الصيد فإضافته إلى الأسد للتأكيد. وكانت الأسود يومئذ غير نادرة في فلسطين ولكن الناس أبادتها على توالي السنين ولم يبق في سورية كلها من الوحوش المفترسة سوى قليل من الأنمار والذئاب والثعالب وبنات آوى والضباع والأدباب والفهد وهذا أندرها أو لعله انقطع من سورية.
يُزَمْجِرُ أي يردد أو يكرّر الزئير وزئيره صوت يخرجه من صدره.
لِلِقَائِهِ لكي يفترسه أي يقتله ويأكله.
٦ «فَحَلَّ عَلَيْهِ رُوحُ ٱلرَّبِّ، فَشَقَّهُ كَشَقِّ ٱلْجَدْيِ وَلَيْسَ فِي يَدِهِ شَيْءٌ. وَلَمْ يُخْبِرْ أَبَاهُ وَأُمَّهُ بِمَا فَعَلَ».
ص ٣: ١٠ و١٣: ٢٥ و١صموئيل ١١: ٦
فَحَلَّ عَلَيْهِ رُوحُ ٱلرَّبِّ أي قوّاه الرب وشجعه كثيراً كما سيتبين.
فنتعلم من هذا القول أن الحياة على اختلاف أنواعها الجسدية والعقلية والروحية من الرب فإن الرب يعطي القوة للجسد والحكمة والفهم للعقل (خروج ٣١: ١ – ١١) وجميع المواهب الروحية (يوحنا ٣: ٥ و١٦: ٨ – ١٤).
فَشَقَّهُ كَشَقِّ ٱلْجَدْيِ هذا يستلزم ما لا يُستطاع وصفه من الشجاعة والقوة. وكان عند الرب من يقتل الأسد بالسلاح يُعدّ من أشجع الناس وأقواهم فماذا يُعدُّ شمشون وقد فعل ذلك دون سلاح.
وَلَيْسَ فِي يَدِهِ شَيْءٌ أي ليس في يده شيء من الأسلحة فقتله الأسد مع ذلك وشقه إياه كشق الجدي الذي لا يقتضي سوى قليل من القوة من أعجب العجائب وأغرب الغرائب. وقد أتى داود مثل هذا (١صموئيل ١٧: ٣٤) وبناياهو (٢صموئيل ٢٣: ٢٠).
وَلَمْ يُخْبِرْ أَبَاهُ وَأُمَّهُ بِمَا فَعَلَ نزل أبوه وأمه معه وأتوا معاً إلى كروم تمنة ولكن لم يكونا معه لما لاقاه الأسد بل كان سبقهما أو تأخر عنهما أو حاد عن الطريق أو فارقهما. قال أحد المفسرين إن هذا يدل على أن شمشون ما كان يميل إلى الافتخار بنفسه. وتحتمل الحال أن شمشون كتم ذلك حكمة منه لئلا يحذر منه الفلسطينيون قبل البطش بهم فيبطشوا به. أو إنه كان مفتكراً بالأُحجية (ع ١٢ و١٦) فلم يستحسن أن يخبر أحداً قبل وقت إظهارها أو لغير ذلك من المقاصد وهذا لا ينفي أنه كان متواضعاً.
٧ «فَنَزَلَ وَكَلَّمَ ٱلْمَرْأَةَ فَحَسُنَتْ فِي عَيْنَيْ شَمْشُونَ».
فَنَزَلَ وَكَلَّمَ ٱلْمَرْأَةَ الظاهر أن أباه وأمه خطباها أولاً ثم ذهب وكلمها وإلا لما كان له أن يأتي ذلك بحسب العادة الشرقية كما ذُكر آنفاً. وترجم بعضهم العبارة «فنزل وتكلم في شأن المرأة» والذي عليه الأكثرون هو عبارة ترجمتنا. على إنه من المعهود في أواسط القرن الماضي إن الخطيب ما كان له أن يتكلم مع خطيبته إلا بعد عقد الزيجة إلا في بعض القرى. لكن ذلك كان يختلف باختلاف الأماكن. وكثيرون كانوا يخالفون العادة فيخطب الرجل المرأة وبعد أن يرضى كل منهما الآخر يسأل الرجل والديه أو من هما بمنزلتهما إن كان والداه قد ماتا أن يخطباها له من والديها أو من هما بمنزلتهما.
فَحَسُنَتْ فِي عَيْنَيْ شَمْشُونَ حسنت قبل هذا في عينيه بالمنظر (ع ٣) وحسنت في عينيه هنا بالمخبر.
٨ «وَلَمَّا رَجَعَ بَعْدَ أَيَّامٍ لِيَأْخُذَهَا مَالَ لِيَرَى رِمَّةَ ٱلأَسَدِ، وَإِذَا جَمَاعَةٌ ٱلنَّحْلِ فِي جَوْفِ ٱلأَسَدِ مَعَ عَسَلٍ».
وَلَمَّا رَجَعَ بَعْدَ أَيَّامٍ هذه مدة غير معيّنة فربما كانت سنة أو أكثر من سنة. وقد تبقى المرأة مخطوبة نحو سنة وتأتي «الأيام» بمعنى سنين (ص ١١: ٤) ووجود دَبرٌ من النحل مع عسل في جوف الأسد يستلزم من الوقت أكثر من أيام قليلة.
لِيَأْخُذَهَا أي ليأخذها إلى بيته بعد الزيجة.
وَإِذَا جَمَاعَةٌ ٱلنَّحْلِ فِي جَوْفِ ٱلأَسَدِ وفي الترجمة السبعينية «في فم الأسد» والدبر جماعة النحل ومثله الخشرم.
مَعَ عَسَلٍ كان النحل قد اتخذ جوف الأسد خلية له فذخر فيه عسله.
اعتُرض على هذا النبإ بأن النحل لا يقرب من الجيف المنتنة. ولكن في بلاد فلسطين الشمس تجفف الجثث الميتة وتذهب بكل روائحها الخبيثة في وقت يسير وتجعلها كيابس الحطب والنحل لا ينفر من ذلك. وقد ذكر المؤرخون عدة حوادث مثل هذه. قال هيرودوتس إنه لما قطع أماثوسيان رأس أونيسيلوس وعلقه على أحد الأبواب اجتمع إلى جوف الجمجمة خشرم من النحل وبنى فيه مسدسات شمعه وجمع فيها عسله.
٩ «فَأَخَذَ مِنْهُ عَلَى كَفَّيْهِ، وَكَانَ يَمْشِي وَيَأْكُلُ، وَذَهَبَ إِلَى أَبِيهِ وَأُمِّهِ وَأَعْطَاهُمَا فَأَكَلاَ، وَلَمْ يُخْبِرْهُمَا أَنَّهُ مِنْ جَوْفِ ٱلأَسَدِ أَخَذَ ٱلْعَسَلَ».
فَأَخَذَ مِنْهُ عَلَى كَفَّيْهِ، وَكَانَ يَمْشِي وَيَأْكُلُ اشتار العسل جناه واستخرجه من الوقية أي النقرة أو الكوة وما أشبههما وحمله على كفيه وأخذ يأكله وهو يمشي أو مشى به وهو يأكله. فلو كانت الجيفة رطبة تفوح منها الرائحة الخبيثة لأنف من أن يشتار العسل منها ويحمله على كفيه ويأكله لابتعد عنها واحترز من أن يمسها.
وَلَمْ يُخْبِرْهُمَا إما لأنه كان من سجيته كتم الأمور وإما لأنه خشي أن يمتنعا عن أكله لأنه من جوف ميتة وربما أنه كتم الأمر لأنه كان قد عزم على طرح اللغز في يوم من الأيام فخشي أن يأتي أدنى إشارة إلى حله.
١٠ «وَنَزَلَ أَبُوهُ إِلَى ٱلْمَرْأَةِ، فَعَمِلَ هُنَاكَ شَمْشُونُ وَلِيمَةً لأَنَّهُ هٰكَذَا كَانَ يَفْعَلُ ٱلْفِتْيَانُ».
وَنَزَلَ أَبُوهُ إِلَى ٱلْمَرْأَةِ أي إلى المرأة المخطوبة لينبئها بعزمه على عقد الزيجة على ابنه لكي تستعد للعرس.
فَعَمِلَ هُنَاكَ شَمْشُونُ وَلِيمَةً هي وليمة العرس حسب العادة في كل العصور ولا تزال في هذه البلاد إلى هذا اليوم (تكوين ٢٩: ٢٢ ورؤيا ١٩: ٩). وفي الترجمة السبعينية إن أيام الوليمة سبعة بناء على ما جاء في (تكوين ٢٩: ٢٧) وكانت أيام الوليمة سبعة أيام زمناً طويلاً. وعلى ذلك ما شاع في قصص العامة في أعراس الكبراء فيقولون في الوليمة فمضت سبعة أيام وسبع ليالٍ لا أحد يأكل ويشرب إلا على مائدة السلطان أو الوجيه فلان. ثم اختلفت المدة على توالي العصور فصارت ثلاثة أيام ثم صارت يوماً واحداً وبعضهم لا يعمل وليمة لمانع من الموانع.
هٰكَذَا كَانَ يَفْعَلُ ٱلْفِتْيَانُ أي يعملون الوليمة في أعراسهم ولا يزالون يفعلون كذلك إلى هذا اليوم في بلاد المشرق ولا ريب أن الإشارة هنا إلى عادة الفلسطينيين وإلا فهي مألوفة عند الإسرائيليين فما كان من حاجة إلى ذكر ذلك.
١١ «فَلَمَّا رَأَوْهُ أَحْضَرُوا ثَلاَثِينَ مِنَ ٱلأَصْحَابِ فَكَانُوا مَعَهُ».
فَلَمَّا رَأَوْهُ أي فلما رآه الفلسطينيون استعظموه.
أَحْضَرُوا ثَلاَثِينَ مِنَ ٱلأَصْحَابِ أي من رفقائهم وقرئ في بعض النسخ «من أصحابهم» والعبارة من أول الآية إلى هنا في الترجمة السبعينية «فلما خافوه فأحضروا الخ». وكان ظاهر عملهم تعظيم الوليمة فإن شمشون لم يدعُ أحداً من أهل وطنه.
لغز شمشون ونتائجه ع ١٢ إلى ٢٠
١٢ «فَقَالَ لَهُمْ شَمْشُونُ: لأُحَاجِيَنَّكُمْ لُغْزاً، فَإِذَا حَلَلْتُمُوهُ لِي فِي سَبْعَةِ أَيَّامِ ٱلْوَلِيمَةِ وَأَصَبْتُمُوهُ أُعْطِيكُمْ ثَلاَثِينَ قَمِيصاً وَثَلاَثِينَ حُلَّةَ ثِيَابٍ».
١ملوك ١٠: ١ وحزقيال ١٧: ٢ ولوقا ١٤: ٧ تكوين ٢٩: ٢٧ تكوين ٤٥: ٢٢ و٢ملوك ٥: ٢٢
فَقَالَ لَهُمْ شَمْشُونُ: لأُحَاجِيَنَّكُمْ لُغْزاً قال أحد المفسرين إن الأحاجي في الولائم قديمة العهد بين اليهود واليونانيين. فالظاهر أن شمشون أخذ ذلك وسيلة إلى محاربة الفلسطينيين لأنه كان يريد أن يحاربهم ليرفع سلطانهم عن الإسرائيليين. والأحجية في اللغة اللغز وهو كلام مستغلق المعنى يُطلب بيان معناه كأحجية شمشون هنا. إلا أن المولّدين من أرباب البديع في اللغة العربية قسموه اصطلاحاً إلى ثلاثة أقسام الأحجية واللغز والمعمىّ فالأحجية كلام مركب يماثله لفظ بسيط مستقل بمعنى غير المعنى المفهوم بالمركّب كقول اليازجي الكبير:
يا لوذعيّا نراه | بكل فنٍّ خليقا |
ما ردف قول المحاجي | إن قال اطلب طريقا |
فمراد المحاجي هنا «سلسبيل» وهو يستخرج من رديف «اطلب» وهو «سل» ورديف طريق وهو «سبيل» ومجموعها سلسبيل ومن معانيه اللين الذي لا خشونة فيه والخمر.
واللغز كلام مغلق المعنى يُطلب بيان معناه على طريق السؤال دون تخصيص بالمرادفة أو غيرها كقول بعضهم:
ما طائر في قلبه | يلوح للناس عجب |
منقاره في صدره | والعين منه في الذّنب |
ومطلوبه بجع وهو اسم طائر أشار إليه بأنه في قلبه عجب لأنه مقلوب أحرف بجع وحرف العين منه آخره وأشار إلى ذلك بأن عينه في الذّنب.
والمعمى هو تضمين اسم في كلام مستقل بمعناه الظاهر يشار إليه إشارة خفية بتورية أو قلب له حساب أو غير ذلك كقول الحوراني في يسوع:
يسوغُ لي وضع خدي تحت أخمصه | إزالة لسواد الخال عن قدمه |
عبّر «بسواد الخال» عن النقطة «بالقدم» عن الحرف الأخير فصارت الغين في يسوغ عيناً فتم المراد والبيت مستقل بمعناه الظاهر.
والمراد بالأحجية في الآية معناها اللغوي لا المعنى الاصطلاحي فتنبّه.
فَإِذَا حَلَلْتُمُوهُ لِي فِي سَبْعَةِ أَيَّامِ ٱلْوَلِيمَةِ (انظر تفسير ع ١١).
ثَلاَثِينَ قَمِيصاً الخ كانت هذه القمصان والحلل من الكتان النقي لأنها هي التي كان يلبسها الأغنياء وكان المسؤولون منهم بدليل أنهم منتخبون من الشعب وبأن شروط حل اللغز تقتضي أن يؤدي المغلوب قدراً وافراً من المال (انظر إشعياء ٣: ٢٣ ومرقس ١٤: ٥١). وجعل القمصان والحلل ثلاثين لينال كلّ من أولئك الرجال قميصاً وحلة إذا غلبوا شمشون لأنهم كانوا ثلاثين (ع ١١) فكان إذا غُلب يخسر كثيراً.
والحلّة على ما في كتب اللغة العربية إزار ورداء ولا تكون حلّة إلا من ثوبين أو ثوب له بطانة. والمراد بها هنا اللباس الكامل يومئذ كمعنى الطقم عند العامة في عصرنا.
١٣ «وَإِنْ لَمْ تَقْدِرُوا أَنْ تَحُلُّوهُ لِي تُعْطُونِي أَنْتُمْ ثَلاَثِينَ قَمِيصاً وَثَلاَثِينَ حُلَّةَ ثِيَابٍ. فَقَالُوا لَهُ: حَاجِ لُغْزَكَ فَنَسْمَعْهُ».
حَاجِ لُغْزَكَ فَنَسْمَعْهُ هذا يدل على أنهم سلموا بشرطه وإنهم سيجتهدون في حل أحجيته. ولم يسعهم عدم القبول لئلا يوصفوا بعدم الذكاء أو البخل وهم من مُنتخبي الفلسطينيين.
١٤ «فَقَالَ لَهُمْ: مِنَ ٱلآكِلِ خَرَجَ أَكْلٌ وَمِنَ ٱلْجَافِي خَرَجَتْ حَلاَوَةٌ. فَلَمْ يَسْتَطِيعُوا أَنْ يَحُلُّوا ٱلُّلغْزَ فِي ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ».
أَكْلٌ الأُكل هنا الطعام أو كل ما يؤكل.
مِنَ ٱلْجَافِي خَرَجَتْ حَلاَوَةٌ للكلمة العبرانية المترجمة «بالجافي» هنا معنى آخر وهو القويّ وتُرجمت به في عدة ترجمات وتُرجمت في السبعينية والسريانية «بالمر» للطباق بينه وبين الحلاوة وهو لا يتأتى بينها وبين القويّ ولا يوافق القول من القوي خرج حلاوة للقول من الآكل خرج أكل. والطباق والموافقة تحصل بلفظة الجافي إذ يراد به المكروه وبالحلاوة والمقبول والكلمة العبرانية تفيده.
و«الجافي» الذي لا يؤنس به ويُنفر منه فيستلزم أنه يقال رجل جافي الخلق أي كَز غليظ العشرة والأصل الغلاظة وهي مكروهة طبعاً. ولا ريب في أن حلّ هذا اللغز صعب جداً لأنه بُني على حادثة يندر مثلها فلا يحضر في الأذهان. ومن الغريب ما ذكره كاسل وهو يشبه لغز شمشون. ذكر من قصص شمالي جرمانيا أن القضاة قالوا لامرأة حُكم على زوجها بالقتل أنهم يعفون عنه إذا ألقت عليهم لغزاً لا يستطيعون حله. وكانت رأت على طريقها وهي آتية إلى المحكمة جثة فرس فيها عش طائر وستة أفراخ أخذتها فقالت لهم وأنا قادمة إليكم أخذت من الطريق أحياء من ميت ستة من سابع فكمل العدد. فلم يستطيعوا حلّ لغزها فوهبوا لها رجلها.
فَلَمْ يَسْتَطِيعُوا أَنْ يَحُلُّوا ٱلُّلغْزَ فِي ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ إن مدة المهلة على جواب كل مسئلة كانت ثلاثة أيام وذلك مشهور في الشرق إلى هذا اليوم. وكثيراً ما يأتي في القصص المعروفة بين العامة إن الملك فلان سأل وزيره كذا وقال له أن لم تأتني بالجواب في أثناء ثلاثة أيام عاقبتك أو قطعت رأسك ولكن شمشون تساهل وأمهلهم سبعة أيام والرجال اجتهدوا في حل اللغز ثلاثة أيام فعرفوا أنهم ليسوا قادرين على حله فسألوا امرأة شمشون أن تتملق زوجها لينبئها بالحل في ذلك اليوم عينه وتهددوها في اليوم السابع.
١٥ «وَكَانَ فِي ٱلْيَوْمِ ٱلسَّابِعِ أَنَّهُمْ قَالُوا لامْرَأَةِ شَمْشُونَ: تَمَلَّقِي رَجُلَكِ لِكَيْ يُظْهِرَ لَنَا ٱلُّلغْزَ لِئَلاَّ نُحْرِقَكِ وَبَيْتَ أَبِيكِ بِنَارٍ. أَلِتَسْلِبُونَا دَعَوْتُمُونَا أَمْ لاَ؟».
ص ١٦: ٥ ص ١٥: ٦
وَكَانَ فِي ٱلْيَوْمِ ٱلسَّابِعِ وهو آخر أيام المهلة وقد يئسوا من حل اللغز.
لِئَلاَّ نُحْرِقَكِ وَبَيْتَ أَبِيكِ بِنَارٍ تهددوها بذلك لأنه يحملها على بذل كل ما في طاقتها للوقوف على حل اللغز.
أَلِتَسْلِبُونَا الخ وهذا اتهام لها بأنها وافقت زوجها على سلبهم لتجتهد في تبرئة نفسها. ولا ريب في أن ما أتوه كان من أعمال الدناءة والجور ولكننا لا نتوقع أحسن من هذا من أعداء الله الوثنيين.
١٦ «فَبَكَتِ ٱمْرَأَةُ شَمْشُونَ لَدَيْهِ وَقَالَتْ: إِنَّمَا كَرِهْتَنِي وَلاَ تُحِبُّنِي. قَدْ حَاجَيْتَ بَنِي شَعْبِي لُغْزاً وَإِيَّايَ لَمْ تُخْبِرْ. فَقَالَ لَهَا: هُوَذَا أَبِي وَأُمِّي لَمْ أُخْبِرْهُمَا، فَهَلْ إِيَّاكِ أُخْبِرُ؟».
ص ١٦: ١٥
فَبَكَتِ ٱمْرَأَةُ شَمْشُونَ لَدَيْهِ الخ قال أحد المفسرين إن لغز شمشون جعل أسبوع العرس أسبوع مناحة للعروس ولا ريب في أن ذلك كان حزناً له إذ الرجل يتوقع من عروسه أن تكون مبتهجة به تبتسم له وتبهجه. وما ذلك إلا لأن زيجته مخالفة لشريعة الله الناهية عن الاقتران بالوثنيات فالزوجة الفلسطينية لا تناسب الزوج الإسرائيلي فعاقبه الله على ذلك.
١٧ «فَبَكَتْ لَدَيْهِ ٱلسَّبْعَةَ ٱلأَيَّامِ ٱلَّتِي فِيهَا كَانَتْ لَهُمُ ٱلْوَلِيمَةُ. وَكَانَ فِي ٱلْيَوْمِ ٱلسَّابِعِ أَنَّهُ أَخْبَرَهَا لأَنَّهَا ضَايَقَتْهُ، فَأَظْهَرَتِ ٱلُّلغْزَ لِبَنِي شَعْبِهَا».
فَبَكَتْ لَدَيْهِ ٱلسَّبْعَةَ ٱلأَيَّامِ إن امرأة شمشون لما ألقي اللغز على الرجال مالت إلى معرفة حله كل الميل وسألته ذلك فأبى فشعرت من ذلك بأنه لا يحبها فزاد ميلها إلى معرفته فكانت تبكي وزاد بكاؤها في اليوم السابع خوفاً على نفسها وبيت أبيها. ومثل هذا معهود من النساء وغيرهنّ.
وَكَانَ فِي ٱلْيَوْمِ ٱلسَّابِعِ أَنَّهُ أَخْبَرَهَا ليخلص من مضايقتها له ويدفع توهمها أنه لا يحبها.
لأَنَّهَا ضَايَقَتْهُ بشدة إلحاحها وكثرة بكائها في أسبوع عرسها خوفاً على نفسها وبيت أبيها (ع ١٥).
فَأَظْهَرَتِ ٱلُّلغْزَ لِبَنِي شَعْبِهَا لا بغضاً لزوجها ولا لرغبتها في خسارته بل رغبة في إنقاذ نفسها وبيت أبيها من الإحراق فهي معذورة.
وذلك كله نتيجة اقتران شمشون بامرأة وثنية وتسليمه نفسه لسيادة الشهوات ورفضه مشورة أبيه وأمه وشريعة الرب.
١٨ «فَقَالَ لَهُ رِجَالُ ٱلْمَدِينَةِ فِي ٱلْيَوْمِ ٱلسَّابِعِ قَبْلَ غُرُوبِ ٱلشَّمْسِ: أَيُّ شَيْءٍ أَحْلَى مِنَ ٱلْعَسَلِ، وَمَا أَجْفَى مِنَ ٱلأَسَدِ؟ فَقَالَ لَهُمْ: لَوْ لَمْ تَحْرُثُوا مَعَ عِجْلَتِي لَمَا وَجَدْتُمْ لُغْزِي».
أَيُّ شَيْءٍ أَحْلَى مِنَ ٱلْعَسَلِ، وَمَا أَجْفَى مِنَ ٱلأَسَد أي لا شيء أحلى من العسل ولا شيء أجفى من الأسد. جاءوا بالجواب على هذه الصورة المشبهة للغز لتعميته أنهم أخذوا الجواب من المرأة. ولكن ذلك لم يخفِ الحقيقة على شمشون.
لَوْ لَمْ تَحْرُثُوا مَعَ عِجْلَتِي لَمَا وَجَدْتُمْ لُغْزِي أعلن لهم بهذا أنه عرف أنهم تعلموا حلّ أحجيته من امرأته وجرى قوله مجرى المثل وكثيرون يضربونه اليوم في مثل هذه الحال. إن الذي يحرث الأرض ينقبها فيرى ما في باطنها فاستعار ذلك ليحثهم عن الجواب في ما أتوه من معاملة امرأته فكانت بمنزلة عجلة حرثوا عليها.
١٩ «وَحَلَّ عَلَيْهِ رُوحُ ٱلرَّبِّ فَنَزَلَ إِلَى أَشْقَلُونَ وَقَتَلَ مِنْهُمْ ثَلاَثِينَ رَجُلاً، وَأَخَذَ سَلَبَهُمْ وَأَعْطَى ٱلْحُلَلَ لِمُظْهِرِي ٱلُّلغْزِ. وَحَمِيَ غَضَبُهُ وَصَعِدَ إِلَى بَيْتِ أَبِيهِ».
ص ٣: ١٠ و١٣: ٢٥
وَحَلَّ عَلَيْهِ رُوحُ ٱلرَّبِّ أي روح القوة والشجاعة (انظر تفسير ع ٦).
أَشْقَلُونَ إحدى مدن الفلسطينيين الخمس وهي فرضة شمالي غزة وعلى غاية عشرة أميال منها ولم يبق منها سوى أطلالها. ولعله كان فيها حينئذ احتفاء بعيد داجون أو وليمة عرس لأنهم كانوا يلبسون الكتان النقي في مثل ذلك فاغتنم فرصة السلب.
وَقَتَلَ مِنْهُمْ ثَلاَثِينَ رَجُلاً وَأَخَذَ سَلَبَهُمْ قتل الثلاثين رجلاً وأخذ منهم ثلاثين قميصاً وثلاثين حلة ليعطيها للرجال الثلاثين الذين ادّعوا أنهم حلوا اللغز وأظهروا الأحجية. وإذا اعتُرض أن ذلك كان ظلماً وقساوة من شمشون نقول أن روح الرب كان حل عليه وكانت قوته الفائقة من الرب فلا شك أن عمله كان بالإلهام وحسب إرادة الرب الذي له جميع الناس فيعطيهم ويأخذ منهم كما يشاء.
وَحَمِيَ غَضَبُهُ وَصَعِدَ إِلَى بَيْتِ أَبِيهِ غضب على ما أتاه الرجال من الدناءة وعلى امرأته لأنها خانته بإعلان معنى اللغز.
٢٠ «فَصَارَتِ ٱمْرَأَةُ شَمْشُونَ لِصَاحِبِهِ ٱلَّذِي كَانَ يُصَاحِبُهُ».
ص ١٥: ٢ يوحنا ٣: ٢٩
فَصَارَتِ ٱمْرَأَةُ شَمْشُونَ لِصَاحِبِهِ وهو ما يُعرف اليوم عند العامة بالإشبين. وسُمي في الإنجيل «بصديق العريس» (يوحنا ٣: ٢٩) وهو ما يقوم بتدبير أمر العريس في أيام العرس. ومن شأن هذا الصاحب أن يقوم بما يقتضيه الاحتفاء بالعرس ويتوسط بين الخطيبين في الأمور التي يُحتاج إليها. والظاهر أن امرأة شمشون وصاحبه لما رأيا أن شمشون غضب وذهب إلى بيت أبيه اعتقدا أنه طلقها أو هجرها ولا يرجع إليها. ولعل شمشون لم يقصد تخلية امرأته بل تركها إلى حين ليرجع إليها (ص ١٥: ١) ولكن الفلسطينيين اعتبروا هذا انفصالاً تاماً فزفّوها إلى رجل آخر.
فوائد
- إن الإنسان في الشبيبة عرضة لتجارب كثيرة ولا يُحفظ منها إلا بحفظه وصايا الله.
- إن الله ينشئ من الشر خيراً وأما الشرير فلا يخلص من عقاب شروره.
- إن الأمور الحقيرة تُنتج الأمور العظيمة فمن خشرم النحل في جثة الأسد نشأت الحرب.
- أن المقامرة على أنواعها شر (ع ١٢ و١٣).
- إن من الآكل أُكل ومن المصائب فوائد (ع ١٤).
- إن اقتران المؤمن بغير مؤمنة شر له ولأسرته (ع ١٥ – ١٧).
- كتمان الزوجة أمر مصاعبها عن رجلها يؤدي بها إلى شر العواقب (ع ١٦).
- إنه يجب الصبر إلى النهاية بخلاف ما فعل شمشون الذي صبر ستة أيام ووقع في اليوم السابع (ع ١٧).
- إن الصديق الوثني أو غير التقي لا يُركن لصداقته (ع ٢٠).
السابق |
التالي |