سفر يشوع | 19 | السنن القويم
السنن القويم في تفسير أسفار العهد القديم
شرح سفر يشوع
للقس . وليم مارش
اَلأَصْحَاحُ ٱلتَّاسِعُ عَشَرَ
نصيب شمعون ع ١ إلى ٩
١ «وَخَرَجَتِ ٱلْقُرْعَةُ ٱلثَّانِيَةُ لِشَمْعُونَ، لِسِبْطِ بَنِي شَمْعُونَ حَسَبَ عَشَائِرِهِمْ. وَكَانَ نَصِيبُهُمْ دَاخِلَ نَصِيبِ بَنِي يَهُوذَا».
ع ٩
نَصِيبُهُمْ دَاخِلَ نَصِيبِ بَنِي يَهُوذَا وهو الجزء الجنوبي من نصيب يهوذا (قضاة ١: ٣ و١٧). إنه بعد أن حُدِّدت أرض يهوذا وُجدت أكثر مما يجب بالنظر إلى الكثرة والقلة المفروضة القسمة بحسبها ووُجد نصيب شمعون أقل مما يجب فأُضيف جزء من نصيب يهوذا إلى نصيب شمعون فيكون في العبارة مجاز مرسل وحقيقته أن بعض نصيب شمعون داخل نصيب يهوذا. والمجاز المرسل وغيره من أنواع المجاز كثير في هذا السفر ويؤيد ذلك (ع ٩).
٢ – ٩ «٢ فَكَانَ لَهُمْ فِي نَصِيبِهِمْ بِئْرُ سَبْعٍ (وَشَبَعُ) وَمُولاَدَةُ. ٣ وَحَصَرُ شُوعَالَ وَبَالَةُ وَعَاصَمُ ٤ وَأَلْتُولَدُ وَبَتُولُ وَحُرْمَةُ ٥ وَصِقْلَغُ وَبَيْتُ ٱلْمَرْكَبُوتِ وَحَصَرُ سُوسَةَ ٦ وَبَيْتُ لَبَاوُتَ وَشَارُوحَيْنِ. ثَلاَثَ عَشَرَةَ مَدِينَةً مَعَ ضِيَاعِهَا. ٧ عَيْنُ وَرِمُّونُ وَعَاتَرُ وَعَاشَانُ. أَرْبَعُ مُدُنٍ مَعَ ضِيَاعِهَا. ٨ وَجَمِيعُ ٱلضِّيَاعِ ٱلَّتِي حَوَالَيْ هٰذِهِ ٱلْمُدُنِ إِلَى بَعْلَةِ بَئْرِ رَامَةِ ٱلْجَنُوبِ. هٰذَا هُوَ نَصِيبُ سِبْطِ بَنِي شَمْعُونَ حَسَبَ عَشَائِرِهِمْ. ٩ وَمِنْ قِسْمِ بَنِي يَهُوذَا كَانَ نَصِيبُ بَنِي شَمْعُونَ. لأَنَّ قِسْمَ بَنِي يَهُوذَا كَانَ كَثِيراً عَلَيْهِمْ، فَمَلَكَ بَنُو شَمْعُونَ دَاخِلَ نَصِيبِهِمْ».
ع ٩ و١أيام ٤: ٢٨ ص ١٥: ٢٦ ص ١٥: ٢٨ و٣٠ ع ١
قال إن المدن هنا ١٣ وإذا عددتها وجدتها ١٤ فالظاهر أن قوله «وشبع» عطف تفسير لقوله «بئر سبع» فكأنه قال بئر سبع أي شبع ومثله كثير في العبرانية والعربية. على أن قوله «وشبع» لا وجود له في أقدم النسخ وأصحها.
بَالَةُ أي بعلة. انظر وصف سائر المدن في ما مرّ من تفسير هذا السفر ولا سيما (تفسير ص ١٥).
١٠ «وَطَلَعَتِ ٱلْقُرْعَةُ ٱلثَّالِثَةُ لِبَنِي زَبُولُونَ حَسَبَ عَشَائِرِهِمْ. وَكَانَ تُخُمُ نَصِيبِهِمْ إِلَى سَارِيدَ».
سَارِيدَ وفي الترجمة السريانية «أشدود» وفي الترجمة السبعينية «سدول» رأى كندر أنها المعروفة اليوم بتل شدود شمالي سهل يزرعيل إلى الجنوب الغربي من الناصرة.
١١ «وَصَعِدَ تُخُمُهُمْ نَحْوَ ٱلْغَرْبِ وَمَرْعَلَةَ وَوَصَلَ إِلَى دَبَّاشَةَ وَوَصَلَ إِلَى ٱلْوَادِي ٱلَّذِي مُقَابِلَ يَقْنَعَامَ».
تكوين ٤٩: ١٣ ص ١٢: ٢٢
مَرْعَلَةَ ظُن أنها معلول في الجنوب الغربي من الناصرة وعلى غاية أميال منها. وفيها أطلال هيكل.
دَبَّاشَةَ مجهولة الموقع.
يَقْنَعَامَ مدينة عند تل قيمون قرب طرف الكرمل الشرقي في الجنوب الغربي من الناصرة وعلى غاية ١٢ ميلاً منها.
١٢ «وَدَارَ مِنْ سَارِيدَ شَرْقاً نَحْوَ شُرُوقِ ٱلشَّمْسِ عَلَى تُخُمِ كِسْلُوتِ تَابُورَ، وَخَرَجَ إِلَى ٱلدَّبْرَةِ وَصَعِدَ إِلَى يَافِيعَ».
كِسْلُوتِ تَابُورَ واسمها اليوم اكسل غربي جبل الطور وعلى غاية ثلاثة أميال منه.
ٱلدَّبْرَةِ… يَافِيعَ موقع «الدبرة» في سهل يزرعيل عند سفح جبل تابور وهي ما تسمى دبورية اليوم على الأرجح. و«يافيع» المظنون أنها عند يافا قرب الناصرة في الغرب الجنوبي منها.
١٣ «وَمِنْ هُنَاكَ عَبَرَ شَرْقاً نَحْوَ ٱلشُّرُوقِ إِلَى جَتَّ حَافَرَ إِلَى عِتَّ قَاصِينَ وَخَرَجَ إِلَى رِمُّونَ وَٱمْتَدَّ إِلَى نَيْعَةَ».
٢ملوك ١٤: ٢٥
جَتَّ حَافَرَ ظُنّ أنها مزرعة المشهد الشرقي في سفورية وعلى غاية ميلين منها وهي مولد النبي يونان.
عِتَّ قَاصِينَ لم نعلم سوى أنها تخم من تخوم زبولون.
رِمُّونَ… نَيْعَةَ ظُنّ أن «رمّون» الرمانة على غاية ستة أميال من شمالي الناصرة. «ونيعة» هي عين على ما ظنّ بعضهم وهي في الشمال الغربي من الناصرة وعلى غاية ثلاثة أميال منها.
١٤ «وَدَارَ بِهَا ٱلتُّخُمُ شِمَالاً إِلَى حَنَّاتُونَ، وَكَانَتْ مَخَارِجُهُ عِنْدَ وَادِي يَفْتَحْئِيلَ».
حَنَّاتُونَ وهي كفر حنّان أو كفر حنانيا.
يَفْتَحْئِيلَ ظنه بعضهم وادياً وآخر أنه حصن يوتابانا الذي دافع فيه يوسيفوس ثم أُسر فيه وإنه عند «جفات» وهي قرية جبلية على غاية ١٥ ميلاً من غربي بحر الجليل أي بحر طبرية.
١٥، ١٦ «١٥ وَقَطَّةَ وَنَهْلاَلَ وَشِمْرُونَ وَيَدَالَةَ وَبَيْتِ لَحْمٍ. ٱثْنَتَا عَشَرَةَ مَدِينَةً مَعَ ضِيَاعِهَا. ١٦ هٰذَا هُوَ نَصِيبُ بَنِي زَبُولُونَ حَسَبَ عَشَائِرِهِمْ. هٰذِهِ ٱلْمُدُنُ مَعَ ضِيَاعِهَا».
قضاة ١٢: ٨
قَطَّةَ وَنَهْلاَلَ وَشِمْرُونَ الأولى مجهولة الموقع. والثانية ظُن أنها «محلول» أو «عين ماحل» في الشمال الشرقي من الناصرة وعلى غاية أربعة أميال منها. والثالثة «السميرية» (أنظر تفسير ص ١١: ١).
وَيَدَالَةَ وَبَيْتِ لَحْمٍ الأولى «الدالية» في الكرمل على ما يُظن. والثانية غير بيت لحم التي وُلد فيها المسيح بل قرية أخرى في غربي الناصرة وعلى غاية ستة أميال منها ولا تزال تسمى بيت لحم.
ٱثْنَتَا عَشَرَةَ مَدِينَةً أي المدن المشهورة يومئذ في نصيب زبولون لا الأماكن المذكورة بأسمائها.
امتد نصيب زبولون من بحر طبريا إلى قرب بحر الروم وضمنه أراض مخصبة جداً. ولكن لم يُذكر سبط زبولون كثيراً في الكتاب (قضاة ٥: ١٨ و١أيام ١٢: ٣٣) لأن الراحة الجسدية تُميل الإنسان إلى الكسل الروحي.
نصيب يساكر ع ١٧ إلى ٢٣
١٧ «وَخَرَجَتِ ٱلْقُرْعَةُ ٱلرَّابِعَةُ لِيَسَّاكَرَ. لِبَنِي يَسَّاكَرَ حَسَبَ عَشَائِرِهِمْ».
يَسَّاكَرَ. لِبَنِي يَسَّاكَرَ الثانية بيان للأولى بإعادة حرف الجرّ. فالمراد بيساكر الأول نسله أو قبيلته كما نقول في العربية ربيعة وقضاعة وعبس والمراد القبائل أو البنون.
١٨ «وَكَانَ تُخُمُهُمْ إِلَى يَزْرَعِيلَ وَٱلْكِسْلُوتِ وَشُونَمَ».
ع ١٢
يَزْرَعِيلَ سهل مثلث في وسط فلسطين سماه يوسيفوس السهل الكبير. يمتد من البحر المتوسط إلى الأردن ومن الكرمل وجبال السامرة إلى جبال الجليل طوله من الغرب إلى الشرق ٢٥ ميلاً وعرضه من الجنوب إلى الشمال ١٢ ميلاً. يتصل من الغرب بساحل عكاء وقاعدة شكله المثلث ضلعه الغربي. وهو مشهور بخصبه وفيه بعض القرى. وكان ساحة لوقائع كثيرة منها انتصار باراق وجدعون وكسر شاول ويوشيا. وكان في سهل يزرعيل مدينة يزرعيل اختارها أخاب مقراً له وهي الآن مدينة حقيرة تُعرف بزرين.
ٱلْكِسْلُوتِ أي كسلوت (انظر تفسير ع ١٢).
شُونَمَ وتُعرف اليوم بسولم وهي قرية على جانب جبل الدوحي في جنوبيه الغربي وعلى غاية ثلاثة أميال ونصف ميل من يزرعيل. وهي مدينة أبيشج (١ملوك ١: ٣) ومدينة المرأة التي أضافت أليشع (٢ملوك ٤: ٨).
١٩ «وَحَفَارَايِمَ وَشِيئُونَ وَأَنَاحَرَةَ».
حَفَارَايِمَ يُظن أنها «الفولة» ورأى كوندر أنها «الفريّة» وهي على التحقيق على غاية ميلين من شونم أي سولم (ع ١٨).
شِيئُونَ رُجّح أنها «شاعين» شمالي جبل الطور وعلى غاية ثلاثة أميال منه.
أَنَاحَرَةَ ظنها بعضهم «الناعورة» شرقي حرمون الصغير المعروف اليوم بجبل الدوحي.
٢٠ «وَرَبِّيتَ وَقِشْيُونَ وَآبَصَ».
ص ٢١: ٨
رَبِّيتَ رأى دريك أنها الرابة وكوندر أنها ربا جنوبي جلبوع.
قِشْيُونَ مجهولة الموقع.
آبَصَ ظنّ كوندر أنها خربة البيضاء شمالي مرج ابن عامر وغيره أنها توباص.
٢١ «وَرَمَةَ وَعَيْنِ جَنِّيمَ وَعَيْنِ حَدَّةَ وَبَيْتِ فَصَّيْصَ».
رَمَةَ ظنها بعضهم الرامة على الشمال الغربي من السامرة وعلى غاية خمسة أميال منها.
عَيْنِ جَنِّيمَ أي عين الجنّات أو الجنان أي البساتين. رُجّح أنها بيت البستان (٢ملوك ٩: ٢٧) وإنها جنين المعروفة في مرج ابن عامر.
عَيْنِ حَدَّةَ ظنها بعضهم عين حرمود. ورأى ستنلي أنها عين جالود على غاية ميلين من يزرعيل من جنبيه الشرقي. وذهب كوندر أنها عين جمعين وهي عين غزيرة الماء غربي بيسان وعلى غاية ثلاثة أميال منها.
بَيْتِ فَصَّيْصَ غربي بحر طبرية وتسمى اليوم بيت جنّو.
٢٢، ٢٣ «٢٢ وَوَصَلَ ٱلتُّخُمُ إِلَى تَابُورَ وَشَحْصِيمَةَ وَبَيْتِ شَمْسٍ وَكَانَتْ مَخَارِجُ تُخُمِهِمْ عِنْدَ ٱلأُرْدُنِّ. سِتَّ عَشَرَةَ مَدِينَةً مَعَ ضِيَاعِهَا. ٢٣ هٰذَا هُوَ نَصِيبُ بَنِي يَسَّاكَرَ حَسَبَ عَشَائِرِهِمِ. ٱلْمُدُنُ مَعَ ضِيَاعِهَا».
قضاة ١: ٣٣
تَابُورَ هو جبل الطور.
شَحْصِيمَةَ قيل هي تل القاسم في وادي الأردن.
بَيْتِ شَمْسٍ لعلها ما ظنها كوندر عين الشمسية بين نفتالي ويساكر وهي غير بيت شمس في يهوذا المذكورة في (ص ١٥: ١٠).
وأرض يساكر كأرض زبولون مخصبة جداً ولكنها عرضة لغزوات الكنعانيين (قضاة ٤: ٣ و٧) والمديانيين (قضاة ٦: ٣ و٤) والفلسطينين ١صموئيل ٢٩: ١). (انظر نبوءة يعقوب تكوين ٤٩: ١٥) «فَرَأَى ٱلْمَحَلَّ أَنَّهُ حَسَنٌ، وَٱلأَرْضَ أَنَّهَا نَزِهَةٌ، فَأَحْنَى كَتِفَهُ لِلْحِمْلِ وَصَارَ لِلْجِزْيَةِ عَبْداً».
نصيب بني أشير ع ٢٤ إلى ٣٠
٢٤ «وَخَرَجَتِ ٱلْقُرْعَةُ ٱلْخَامِسَةُ لِسِبْطِ بَنِي أَشِيرَ حَسَبَ عَشَائِرِهِمْ».
سِبْطِ بَنِي أَشِيرَ الإضافة بيانيّة أي السبط الذي هو بنو أشير.
٢٥ «وَكَانَ تُخُمُهُمْ حَلْقَةَ وَحَلِي وَبَاطَنَ وَأَكْشَافَ».
ص ١٢: ٢٠
تُخُمُهُمْ كان تخم أشير غرباً البحر المتوسط وشرقاً أرض نفتالي لكن أكثر المدن المذكورة في تحديد نصيب أشير كان من مدن أشير والتخم الشمالي صيداء وجوارها والجنوبي جبل الكرمل.
حَلْقَةَ وَحَلِي وَبَاطَنَ وَأَكْشَافَ يُظن أن الأولى «يرقة» على غاية سبعة أميال من عكاء وفي شماليها الشرقي. والثانية تسمى اليوم «عليا». والثالثة شرقي عكاء. والرابعة وُصفت في تفسير (ص ١١: ١).
٢٦ «وَأَلَّمَّلَكَ وَعَمْعَادَ وَمِشْآلَ وَوَصَلَ إِلَى كَرْمَلَ غَرْباً وَإِلَى شِيحُورِ لِبْنَةَ».
ص ٢١: ٣٠
أَلَّمَّلَكَ مدينة قرب جبل الكرمل في وادٍ يُعرف اليوم بوادي ملّك.
عَمْعَادَ المظنون أنها شفاعمر وذهب دريك إلى أنها «العمود».
مِشْآلَ مجهولة الموقع.
كَرْمَلَ هو جبل الكرمل المشهور.
شِيحُورِ لِبْنَةَ المرجّح أنه نهر الزرقاء.
٢٧ «وَرَجَعَ نَحْوَ مَشْرِقِ ٱلشَّمْسِ إِلَى بَيْتِ دَاجُونَ، وَوَصَلَ إِلَى زَبُولُونَ وَإِلَى وَادِي يَفْتَحْئِيلَ شِمَالِيَّ بَيْتِ ٱلْعَامِقِ وَنَعِيئِيلَ وَخَرَجَ إِلَى كَابُولَ عَنِ ٱلْيَسَارِ».
ع ١٤
بَيْتِ دَاجُونَ ظُنّ أنها القرية المعروفة اليوم بديجون ورأى كوندر أنها تلّ دعوك.
يَفْتَحْئِيلَ (انظر تفسير ع ١٤) وهي غير بيت داجون المذكورة في (ص ١٥: ٤١) التي ليهوذا.
بَيْتِ ٱلْعَامِقِ ظُنّ أنها «عمقة» في الشمال الشرقي من عكاء وعلى غاية ٨ أميال منها.
نَعِيئِيلَ ظُنّ أنها «ميعار» وهي قرية بين يفتحئيل وكابول. ورأى كوندر أنها «يعانين» على غاية ١٦ ميلاً من شرقي قيصرية.
كَابُولَ ولا تزال تسمى كابول وهي على الجنوب الشرقي من عكاء وعلى غاية ١٠ أميال منها.
عَنِ ٱلْيَسَارِ أي إلى جهة الشمال.
٢٨ «وَعَبْرُونَ وَرَحُوبَ وَحَمُّونَ وَقَانَةَ إِلَى صَيْدُونَ ٱلْعَظِيمَةِ».
ص ١١: ٨ وقضاة ١: ٣١
عَبْرُونَ وهي عبدون (ص ٢١: ٣٠) ظُنّ أنها عبدة وهي طلل في الشمال الشرقي من عكاء وعلى غاية ١٠ أميال منها.
رَحُوبَ وَحَمُّونَ وَقَانَةَ الأولى قرية قرب صيداء على الأرجح. والثانية عين حامول جنوبي صور وعلى غاية عشرة أميال منها. والثالثة قانا وهي في الجنوب الشرقي من صور وعلى غاية ستة أميال منها.
صَيْدُونَ صيداء.
٢٩ «وَرَجَعَ ٱلتُّخُمُ إِلَى ٱلرَّامَةِ وَإِلَى ٱلْمَدِينَةِ ٱلْمُحَصَّنَةِ صُورٍ، ثُمَّ رَجَعَ ٱلتُّخُمُ إِلَى حُوصَةَ وَكَانَتْ مَخَارِجُهُ عِنْدَ ٱلْبَحْرِ فِي كُورَةِ أَكْزِيبَ».
حُوصَةَ الأرجح أنها العزيّة.
أَكْزِيبَ (انظر تفسير تكوين ٣٨: ٥) تُعرف الآن بالزيب موقعها عند شاطئ البحر على بُعد ١٠ أو ١١ ميلاً إلى شمالي عكاء.
٣٠، ٣١ «٣٠ وَعُمَّةَ وَأَفِيقَ وَرَحُوبَ. ٱثْنَتَانِ وَعِشْرُونَ مَدِينَةً مَعَ ضِيَاعِهَا. ٣١ هٰذَا هُوَ نَصِيبُ سِبْطِ بَنِي أَشِيرَ حَسَبَ عَشَائِرِهِمْ. هٰذِهِ ٱلْمُدُنُ مَعَ ضِيَاعِهَا».
عُمَّةَ وَأَفِيقَ وَرَحُوبَ الأولى رأى طمسن أنها علماء شمالي أكزيب على غاية خمسة أميال من الشاطئ. والثانية وُصفت في تفسير (ص ١٢: ١٨). والثالثة غير رحوب المذكورة في (ع ٢٨).
وفي أرض أشير المخصبة زيتون (تثنية ٣٣: ٢٤ «ويغمس في الزيت رجله») وقمح (تكوين ٤٩: ٢٠ «خبزه سمين وهو يعطي لذّات الملوك») وحديد في جنوبي لبنان ونحاس في فينيقية (تثنية ٣٣: ٢٥ «حديد ونحاس مزاليجك»). ولم يشتهر أحد من سبط أشير إلا حنة (لوقا ٢: ٣٦) ودبورة (قضاة ٥: ١٧). وأشير أقام على ساحل البحر إشارة إلى الجبانة والكسل فإنهم لم يأتوا إلى الحرب.
نصيب نفتالي ع ٣٢ إلى ٣٩
كان الأردن التخم الشرقي لكل من يهوذا ونفتالي (ع ٣٤ وص ١٥: ٥) فكانوا مشركين في ذلك التخم وبينهم عدة أسباط. وكان السبطان يختلطان بواسطة الأردن وهذا بيان لنبوءة موسى المتعلقة بنفتالي وهي قوله «يَا نَفْتَالِي ٱشْبَعْ رِضىً، وَٱمْتَلِئْ بَرَكَةً مِنَ ٱلرَّبِّ، وَٱمْلِكِ ٱلْغَرْبَ وَٱلْجَنُوبَ» (تثنية ٣٣: ٢٣) فالمعنى أن نفتالي يتقدم في التجارة وينتشر في الجنوب بواسطة الأردن أي بالسفر فيه على القواري. وكان تخمهم الأردني شرقاً يشتمل على مياه ميروم وبحر الجليل. وكان جنوبيهم سبط يساكر وغربيهم سبط زبولون وسبط أشير وشماليهم عدة مدن سيأتي ذكر بعضها.
٣٢، ٣٣ «٣٢ لِبَنِي نَفْتَالِي خَرَجَتِ ٱلْقُرْعَةُ ٱلسَّادِسَةُ. لِبَنِي نَفْتَالِي حَسَبَ عَشَائِرِهِمْ. ٣٣ وَكَانَ تُخُمُهُمْ مِنْ حَالَفَ مِنَ ٱلْبَلُّوطَةِ عِنْدَ صَعَنَنِّيمَ وَأَدَامِي ٱلنَّاقِبِ وَيَبْنِئِيلَ إِلَى لَقُّومَ. وَكَانَتْ مَخَارِجُهُ عِنْدَ ٱلأُرْدُنِّ».
قضاة ٤: ١١
حَالَفَ ظنّ بعضهم أنها بيت ليف وظن آخر أنها الرأس الأبيض جنوبي صور.
ٱلْبَلُّوطَةِ عِنْدَ صَعَنَنِّيمَ أي أجمة البلوط عند المدينة أو القرية المذكورة. قال بعضهم أنها في السهل على غاية ميلين أو ثلاثة أميال غربي بحيرة الحولة عرضها ميل تحيط بها تلال مكتسية بشجر البلوط. وفي منتصف الجهة الغربية من هذا السهل قادش نفتالي أو قادش. قال كوندر أن قادش نفتالي على غاية ثلاثين ميلاً من جبل تابور أي الطور.
أَدَامِي ٱلنَّاقِبِ أي مدينة أدامي المجاورة الناقب «فأدامي» تسمى اليوم خربة أدمة و«الناقب» خربة سيادة جنوبي طبرية وعلى غاية أربعة أميال منها.
يَبْنِئِيلَ… لَقُّومَ تطلق يبنئيل اليوم على يبنة وهي قرية كبيرة جنوبي يافا وعلى أمد ١٢ ميلاً منها وشرقي البحر على غاية ثلاثة أميال منه وهي ليست المرادة هنا وعلى ما سماها التلمود «كفرياما» وظن كوندر أنها «يمة» في الجنوب الغربي من بحيرة طبرية وعلى بعد أربعة أميال منها وهي المقصودة هنا. ولقوم بين يبنئيل والأردن.
٣٤ «وَرَجَعَ ٱلتُّخُمُ غَرْباً إِلَى أَزْنُوتِ تَابُورَ، وَخَرَجَ مِنْ هُنَاكَ إِلَى حُقُّوقَ وَوَصَلَ إِلَى زَبُولُونَ جَنُوباً، وَوَصَلَ إِلَى أَشِيرَ غَرْباً، وَإِلَى يَهُوذَا ٱلأُرْدُنِّ نَحْوَ شُرُوقِ ٱلشَّمْسِ».
تثنية ٣٣: ٢٣
أَزْنُوتِ تَابُورَ وهو منحدر جبل الطور الشرقي.
حُقُّوقَ مدينة غربي بحر الجليل وعلى غاية سبعة أميال من صفد تُسمى اليوم ياقوق.
إِلَى يَهُوذَا ٱلأُرْدُنِّ مدينة في نفتالي لا في يهوذا وإن تسمّت هكذا ولا يُعلم سبب هذه التسمية وربما هي ليد يهوذا بقرب بانياس. وجد طمسن في وادي الرحبة عند بانياس مزاراً اسمه «سيدي يهوذا» وربما هو موقعها.
نَحْوَ شُرُوقِ ٱلشَّمْسِ أي قسم الأردن الشرقي.
٣٥ «وَمُدُنٌ مُحَصَّنَةٌ ٱلصِّدِّيمُ وَصَيْرُ وَحَمَّةُ وَرَقَّةُ وَكِنَّارَةُ»
عدد ٣٤: ١ وتثنية ٣: ١٧ وص ١١: ٢ و١٢: ٣
مُدُنٌ مُحَصَّنَةٌ لاحظ ذكر هذه المدن وكثرتها فكان من الحكمة إقامة مدن محصنّة بالكثرة على التخم الشمالي كما على التخم الجنوبي (٢أيام ١١: ٥ – ١٢).
ٱلصِّدِّيمُ وَصَيْرُ وَحَمَّةُ وَرَقَّةُ وَكِنَّارَةُ وهي كفر خطين غربي طبرية وعلى غاية خمسة أميال منها وموضع عند بحر طبرية والحمام أو الينابيع الحارة جنوبي طبرية وعلى أمد ميل منها ومكان لا أثر له. زعم علماء اليهود أنها كانت في موقع طبرية ومدينة على بحر الجليل سُميّت بعد ذلك جنيسارت على غاية ثلاثة أميال من شمال طبرية الغربي. وتسمى كنَّروت أيضاً (انظر ص ١١: ٢ والتفسير).
٣٦ «وَأَدَامَةُ وَٱلرَّامَةُ وَحَاصُورُ».
أَدَامَةُ وَٱلرَّامَةُ وَحَاصُورُ الأولى دامية غربي بحر الجليل. والثانية هنا مجهولة الموقع والرامات في الكتاب كثيرة. والثالثة حاصور (انظر ص ١١: ١ و١٠ و١١ وص ١٥: ٢٣ و٢٥ والتفاسير).
٣٧ «وَقَادِشُ وَإِذْرَعِي وَعَيْنُ حَاصُورَ».
وَقَادِشُ وَإِذْرَعِي وَعَيْنُ حَاصُورَ الأولى قادس على شمالي صفد وعلى أمد ١٠ أميال منها تشرف على جنوبي مرج عيون والحولة أُعطيت للاويين وصارت مدينة ملجإ وكانت مسكن باراق وفيها جمعت دبورة سبطي زبولون ونفتالي وأخذها تغلث فلاسر في ملك فقح. والثانية طلل على جنوبي قادس وعلى أمد ميلين منها. والثالثة خربة تسمى حظيرة قرب دبل.
٣٨، ٣٩ «٣٨ وَيِرْأُونُ وَمَجْدَلُ إِيلَ وَحُورِيمُ وَبَيْتُ عَنَاةَ وَبَيْتُ شَمْسٍ تِسْعَ عَشَرَةَ مَدِينَةً مَعَ ضِيَاعِهَا. ٣٩ هٰذَا هُوَ نَصِيبُ سِبْطِ بَنِي نَفْتَالِي حَسَبَ عَشَائِرِهِمِ. اَلْمُدُنُ مَعَ ضِيَاعِهَا».
يِرْأُونُ وَمَجْدَلُ إِيلَ وَحُورِيمُ وَبَيْتُ عَنَاةَ وَبَيْتُ شَمْسٍ فالأولى تسمى اليوم يارون على غاية ١٠ أميال من صفد في الشمال الغربي. والثانية يُظن أنا مجيدل على غاية ١٢ ميلاً من شمالي قادش الغربي. والثالثة موقعها مجهول. والرابعة ظُنّ أنها حنين قرب دبلاتايم أو عين آتة. والخامسة موقعها مجهول.
نصيب دان ع ٤٠ إلى ٤٨
٤٠، ٤١ «٤٠ لِسِبْطِ بَنِي دَانَ حَسَبَ عَشَائِرِهِمْ خَرَجَتِ ٱلْقُرْعَةُ ٱلسَّابِعَةُ. ٤١ وَكَانَ تُخُمُ نَصِيبِهِمْ صُرْعَةَ وَأَشْتَأُولَ وَعِيرَشَمْسٍ».
ص ١٥: ٣٣
صُرْعَةَ وَأَشْتَأُولَ وَعِيرَشَمْسٍ الأولى سورة غربي أورشليم وعلى غاية ١٥ ميلاً منها. والثانية اسمها اليوم أشوع شرقي صرعة وعلى أمد ميلين منها وغربي أورشليم على غاية ١٢ ميلاً منها. والثالثة عين شمس.
٤٢ «وَشَعَلَبَّيْنِ وَأَيَّلُونَ وَيِتْلَةَ».
شَعَلَبَّيْنِ وَأَيَّلُونَ وَيِتْلَةَ الأولى موقعها مجهول وكانت مسكن أحد جبابرة داود (١ملوك ٤: ٩). والثانية يالو على غاية ١٢ ميلاً من القدس. والثالثة موقعها مجهول.
٤٣ «وَإِيلُونَ وَتِمْنَةَ وَعَقْرُونَ».
إِيلُونَ وَتِمْنَةَ وَعَقْرُونَ الأولى مجهولة الموقع. والثانية تمنة على تخم يهوذا الشمالي بين يهوذا ودان. والثالثة تسمى اليوم عاقر وهي قرية حقيرة على تلّ يبعد اثني عشر ميلاً عن يافا.
٤٤ «وَإِلْتَقَيْهَ وَجِبَّثُونَ وَبَعْلَةَ».
إِلْتَقَيْهَ وَجِبَّثُونَ وَبَعْلَةَ مجهولة المواقع.
٤٥ «وَيَهُودَ وَبَنِي بَرَقَ وَجَتَّ رِمُّونَ».
يَهُودَ وَبَنِي بَرَقَ وَجَتَّ رِمُّونَ الأولى قرية اليهودية شرقي يافا وعلى أمد ثمانية أميال منها. والثانية أبرق على غاية ٥ أميال من يافا شرقاً. والثالثة مجهولة الموقع.
٤٦ «وَمِيَاهَ ٱلْيَرْقُونَ وَٱلرَّقُّونَ مَعَ ٱلتُّخُومِ ٱلَّتِي مُقَابِلَ يَافَا».
أعمال ٩: ٣٦
مِيَاهَ ٱلْيَرْقُونَ وَٱلرَّقُّونَ اليرقون مدينة ومياهها نهر أو جدول في جوارها يظن أنها ما يُعرف اليوم بنهر العوجاء. «والرقون» تسمى اليوم تلّ الركّة شمالي يافا وعلى أمد ٥ أميال منها.
٤٧، ٤٨ «٤٧ وَخَرَجَ تُخُمُ بَنِي دَانَ مِنْهُمْ وَصَعِدَ بَنُو دَانَ وَحَارَبُوا لَشَمَ وَأَخَذُوهَا وَضَرَبُوهَا بِحَدِّ ٱلسَّيْفِ وَمَلَكُوهَا وَسَكَنُوهَا، وَدَعَوْا لَشَمَ دَانَ كَٱسْمِ دَانَ أَبِيهِمْ. ٤٨ هٰذَا هُوَ نَصِيبُ سِبْطِ بَنِي دَانَ حَسَبَ عَشَائِرِهِمْ. هٰذِهِ ٱلْمُدُنُ مَعَ ضِيَاعِهَا».
قضاة ١٨ قضاة ١٨: ٢٩
خَرَجَ تُخُمُ بَنِي دان منهم أي خسروه إذ قوي عليهم الأموريون وجلوهم عنه فاضطروا إلى الإقامة بغيره. والظاهر أنه ذكر التخم وأراد نصيبهم من الأرض على سنن المجاز الوافر في هذا السفر فتحولوا إلى لشَم.
وَحَارَبُوا لَشَمَ وَأَخَذُوهَا.. وَدَعَوْا لَشَمَ دَانَ الخ كان نصيب الدانيين بين أملاك يهوذا وأفرايم من الجهة الواحدة و بين تخم بنيامين وشاطئ البحر من الجهة الأخرى ولم يكن لهم راحة ولا سلام في أرضهم (قابل بما قيل هنا ما في قضاة ١: ٣٤ و٣٥ و١٨: ١). كان دان أكبر الأسباط عدداً ما عدا يهوذا (عدد ٢٦: ٤٣) فاحتاجوا إلى مكان يستعمرونه فأرسلوا خمسة رجال منهم من ذوي البأس روّاداً فوجدوا المطلوب في التخم الشمالي واسم هذا المكان متعدد لايش ولشم ودان كما سموه وقد ذُكر استيلاؤهم عليه بالإيجاز في القضاة. وموقع لشم في شمالي أرض الإسرائيليين في نصيب نفتالي في سفح حرمون أي جبل الشيخ عند تل القاضي حيث أحد مخارج الأردن.
٤٩ «وَلَمَّا ٱنْتَهَوْا مِنْ قِسْمَةِ ٱلأَرْضِ حَسَبَ تُخُومِهَا أَعْطَى بَنُو إِسْرَائِيلَ يَشُوعَ بْنَ نُونَ نَصِيباً فِي وَسَطِهِمْ».
أَعْطَى بَنُو إِسْرَائِيلَ يَشُوعَ لا ريب في أن بني إسرائيل عرفوا إحسان يشوع إليهم وأعطوه الذي أعطوه مسرورين. ولكن الفضل لله لا لهم لأنه أوصى بذلك ليشوع (ع ٥٠). على أن يشوع كان يجب أن يستولي على كل كنعان إلا أنه آثر شعب الله على نفسه ولم يأخذ إلا ذلك القسم الصغير بعد أن انتهى من قسمة الأرض على الشعب.
٥٠، ٥١ «٥٠ حَسَبَ قَوْلِ ٱلرَّبِّ أَعْطَوْهُ ٱلْمَدِينَةَ ٱلَّتِي طَلَبَ: تِمْنَةَ سَارَحَ فِي جَبَلِ أَفْرَايِمَ، فَبَنَى ٱلْمَدِينَةَ وَسَكَنَ بِهَا. ٥١ هٰذِهِ هِيَ ٱلأَنْصِبَةُ ٱلَّتِي قَسَمَهَا أَلِعَازَارُ ٱلْكَاهِنُ وَيَشُوعُ بْنُ نُونَ وَرُؤَسَاءُ آبَاءِ أَسْبَاطِ بَنِي إِسْرَائِيلَ بِٱلْقُرْعَةِ فِي شِيلُوهَ أَمَامَ ٱلرَّبِّ لَدَى بَابِ خَيْمَةِ ٱلاجْتِمَاعِ، وَٱنْتَهَوْا مِنْ قِسْمَةِ ٱلأَرْضِ».
ص ٢٤: ٣٠ قضاة ٢: ٩ عدد ٣٤: ١٧ وص ١٤: ١ ص ١٨: ١ و١٠
حَسَبَ قَوْلِ ٱلرَّبِّ أشار إلى هذا القول كالب بقوله ليشوع «أَنْتَ تَعْلَمُ ٱلْكَلاَمَ ٱلَّذِي كَلَّمَ بِهِ ٱلرَّبُّ مُوسَى رَجُلَ ٱللّٰهِ مِنْ جِهَتِي وَمِنْ جِهَتِكَ فِي قَادِشِ بَرْنِيعَ» (ص ١٤: ٦).
تِمْنَةَ سَارَحَ وسُميت أيضاً «تمنة حارس» بتغيير ترتيب الأحرف (قضاة ٢: ٩). وللعلماء في هذه المدينة رأيان الأول أنها «تبنة» على الطريق الرومانية بين أورشليم وانتيباتريس على غاية ١٤ ميلاً ونصف ميل من أورشليم قال جيروم وهذا الموضع على التخم بين دان ويهوذا والثاني أنها المعروفة اليوم «بكفر حارس» جنوبي نابلس وعلى غاية ٩ أميال منها. ويقول اليهود أن يشوع وكالب مدفونان فيها. وقد أجمع اليهود والسامريون على أن يشوع مدفون هناك.
شِيلُوهَ (انظر تفسير ص ١٨: ١).
فوائد
- إنه يجب أن تكون الاحكام والأعمال على وفق شريعة الله. فإن يشوع ومن معه جروا بالقسمة على حسب أمر الله لموسى.
- إنه يجب أن يكون أولو الأمر ممن لا يُشك في صحة أحكامهم وأعمالهم. فإن الذين قسموا الأرض على الأسباط العازار الكاهن ويشوع ورؤساء الأسباط. وكانت القسمة أمام الرب فلم يبق وجهٌ لتشكي أحد من المقسوم عليهم (ع ٥١).
- إنه لا فرق بين أفراد الشعب في الحقوق الدينية والمدنية. فالقانون المساواة في الحقوق.
- إنه يجب اعتزال إيثار النفس في النفع المشترك. وهذا بيّن من أمرين الأول سلوك يهوذا والثاني سلوك يشوع. فإن يهوذا لما رأى نصيبه كبيراً أعطى شمعون قسماً منه (ع ٩). ويشوع لم يستول على شيء من الأرض حتى أتم القسمة لبني إسرائيل (ع ٤٩). وهذا هو سنن الحق المخالف لقوانين أهل العالم على ما تثبت المشاهدة فإن كل أمة تسعى في توسيع أملاكها بإضافة ملك غيرها إلى ملكها. وقانون الغنيمة أن الغالب الأعظم له الغنيمة العظمى أولاً.
- إن لنا من هذا رمزاً وذكرى نافعة جداً وهي ذكرى ما أتاه يسوع من إنكار النفس الذي لم يأته أحد قبل تأنسه ولا بعده أنه وهو الغني افتقر لكي يغنينا. وإنه وهو البار صار خطيئة لكي نصير نحن بر الله فيه. وإنه وهو الحي إلى أبد الآبدين مات باعتبار أنه إنسان ليحيينا. فمن لم يكتف أن يقتدي بيهوذا ويشوع فليقتد بالرب يسوع وهو خير من يقتدي به المقتدون.
- كان يشوع متقدماً في الأيام فلم يهتم باتساع أملاكه بل بتركه الذكر الطيّب. والطمع خطيئة قبيحة ولا سيما طمع الشيوخ المشرفين على ترك هذا العالم.
-
قبل الراحة العمل وقبل السلام الحروب فلا لذّة في راحة بلا عمل ولا سلام حقيقي ما دام أعداء الحق قائمين.
السابق |
التالي |