سفر يشوع

سفر يشوع | 17 | السنن القويم

السنن القويم في تفسير أسفار العهد القديم

شرح سفر يشوع

للقس . وليم مارش

اَلأَصْحَاحُ ٱلسَّابِعُ عَشَرَ

١ «وَكَانَتِ ٱلْقُرْعَةُ لِسِبْطِ مَنَسَّى، لأَنَّهُ هُوَ بِكْرُ يُوسُفَ. لِمَاكِيرَ بِكْرِ مَنَسَّى أَبِي جِلْعَادَ، لأَنَّهُ كَانَ رَجُلَ حَرْبٍ، وَكَانَتْ جِلْعَادُ وَبَاشَانُ لَهُ».

تكوين ٤١: ٥١ و٤٦: ٢٠ و٤٨: ١٨ تكوين ٥٠: ٢٣ وعدد ٢٦: ٢٩ و٣٢: ٣٩ و٤٠ و١أيام ٧: ١٤ تثنية ٣: ١٥

لِسِبْطِ مَنَسَّى أي لنصف هذا السبط لأن نصفه الآخر أخذ نصيبه شرقي الأردن.

لأَنَّهُ هُوَ بِكْرُ يُوسُفَ هذا تعليل لتقديمه في القسمة على أفرايم. ولعل الداعي إلى هذا التعليل ما كان من تفضيل يعقوب أفرايم على منسى (تكوين ٤٨: ١٩ و٢٠) فكان ينتظر الشعب أن يقدّم أفرايم على منسى في القسمة. على أن بركة يعقوب لأفرايم بوضع يمينه عليه لا تستلزم نقل البكورية من منسى لأفرايم كما استلزمت زيادة البركة لأفرايم فبقي له أن يتقدم في الإرث.

لِمَاكِيرَ بِكْرِ مَنَسَّى ماكير بيان لسبط منسى فإن منسى لم يكن له ابن سوى ماكير فكان سبط منسى منه. والمراد بماكير هنا نسل ماكير وله نظائر في الكتاب وهو كثير في اللغتين العبرانية والعربية وخصوصاً في أسماء الشعوب والقبائل. والبكر في الكتاب المقدس مَن وُلد وما ولدت أمه أحداً قبله سواء أولدت بعده أم لم تلد. وذُكر (تكوين ٥٠: ٢٣) أن أولاد ماكير وُلدوا على ركبتي يوسف أي أن يوسف كان لم يزل حياً لما وُلدوا فاختضنهم وكانت أم ماكير سرّية أرامية (١أيام ٧: ١٤).

أَبِي جِلْعَادَ بدل من ماكير لا منسى. ومعنى «أبي جلعاد» هنا صاحب بلاد جلعاد وإن كان لماكير ابن اسمه جلعاد لأن جلعاد معرّف في العبرانية ولا يُستعمل معرّفاً إلا إذا أُريد به الأرض المسماة جلعاد. وعلّة استيلائه على جلعاد قوله.

لأَنَّهُ كَانَ رَجُلَ حَرْبٍ الخ أي بطلاً شجاعاً متدرباً في الحروب. غير أن فتح أرض جلعاد وأرض باشان كان لابنيه يائير ونوبح فإن يائير أخذ كل كورة أرجوب (تثنية ٣: ١٤) وأخذ مزارع جلعاد (عدد ٣٢: ٤١) ودعاها حوُّوث يائير. وأخذ نوبح قناة وقراها ودعاها نوبح باسمه. وجلعاد شرقي الأردن وامتدت من عرض طرف بحر الجليل الجنوبي إلى عرض طرف بحر لوط الشمالي أي نحو ٦٠ ميلاً طولاً ونحو ١٢ ميلاً عرضاً. ويجب التمييز بين جلعاد وهي اسم بلاد شرقي الأردن وجلعاد بن ماكير. وكان جلعاديون أهل بلاد جلعاد وجلعاديون غيرهم وهم بنو جلعاد وكان نصيبهم في غربي الأردن.

٢ «وَكَانَتْ لِبَنِي مَنَسَّى ٱلْبَاقِينَ حَسَبَ عَشَائِرِهِمْ. لِبَنِي أَبِيعَزَرَ وَلِبَنِي حَالَقَ وَلِبَنِي أَسْرِيئِيلَ وَلِبَنِي شَكَمَ وَلِبَنِي حَافَرَ وَلِبَنِي شَمِيدَاعَ، هٰؤُلاَءِ هُمْ بَنُو مَنَسَّى بْنِ يُوسُفَ، ٱلذُّكُورُ حَسَبَ عَشَائِرِهِمْ».

عدد ٢٦: ٢٩ إلى ٣٢ عدد ٢٦: ٣٠ و١أيام ٧: ١٨ عدد ٢٦: ٣١ عدد ٢٦: ٣٢

لِبَنِي مَنَسَّى ٱلْبَاقِينَ (انظر عدد ٢٦: ٢٩ – ٣٢).

٣ – ٦ «٣ وَأَمَّا صَلُفْحَادُ بْنُ حَافَرَ بْنِ جِلْعَادَ بْنِ مَاكِيرَ بْنِ مَنَسَّى فَلَمْ يَكُنْ لَهُ بَنُونَ بَلْ بَنَاتٌ. وَهٰذِهِ أَسْمَاءُ بَنَاتِهِ: مَحْلَةُ وَنُوعَةُ وَحُجْلَةُ وَمِلْكَةُ وَتِرْصَةُ. ٤ فَتَقَدَّمْنَ أَمَامَ أَلِعَازَارَ ٱلْكَاهِنِ وَأَمَامَ يَشُوعَ بْنِ نُونَ وَأَمَامَ ٱلرُّؤَسَاءِ وَقُلْنَ: ٱلرَّبُّ أَمَرَ مُوسَى أَنْ يُعْطِيَنَا نَصِيباً بَيْنَ إِخْوَتِنَا. فَأَعْطَاهُنَّ حَسَبَ قَوْلِ ٱلرَّبِّ نَصِيباً بَيْنَ إِخْوَةِ أَبِيهِنَّ. ٥ فَأَصَابَ مَنَسَّى عَشَرُ حِصَصٍ، مَا عَدَا أَرْضَ جِلْعَادَ وَبَاشَانَ ٱلَّتِي فِي عَبْرِ ٱلأُرْدُنِّ. ٦ لأَنَّ بَنَاتِ مَنَسَّى أَخَذْنَ نَصِيباً بَيْنَ بَنِيهِ، وَكَانَتْ أَرْضُ جِلْعَادَ لِبَنِي مَنَسَّى ٱلْبَاقِينَ».

عدد ٢٦: ٣٣ و٢٧: ١ و٣٦: ٢ ص ١٤: ١ عدد ٢٧: ٦ و٧

وَأَمَّا صَلُفْحَادُة الخ (انظر تفسير عدد ٢٦: ٣٣ و٢٧: ١ – ٩).

فَأَصَابَ مَنَسَّى عَشَرُ حِصَصٍ ذُكر في (عدد ٢٦: ٣٠ – ٣٢) أن «لجلعاد ستة بنين لكل منهم حصة ما عدا حافر وَأَمَّا صَلُفْحَادُ بْنُ حَافَرَ فَلَمْ يَكُنْ لَهُ بَنُونَ بَلْ بَنَاتٌ لكل منهم حصة» فصار عدد الحصص عشراً.

٧ «وَكَانَ تُخُمُ مَنَسَّى مِنْ أَشِيرَ إِلَى ٱلْمَكْمَتَةِ ٱلَّتِي مُقَابِلَ شَكِيمَ، وَٱمْتَدَّ ٱلتُّخُمُ نَحْوَ ٱلْيَمِينِ إِلَى سُكَّانِ عَيْنِ تَفُّوحَ».

ص ١٦: ٦

أَشِيرَ ليست «أشير» هنا اسم سبط أشير بل اسم مدينة شرقي شكيم.

ٱلْمَكْمَتَةِ (انظر تفسيير ص ١٦: ٦).

٨ – ١٠ «٨ كَانَ لِمَنَسَّى أَرْضُ تَفُّوحَ. وَأَمَّا تَفُّوحُ إِلَى تُخُمِ مَنَسَّى هِيَ لِبَنِي أَفْرَايِمَ. ٩ وَنَزَلَ ٱلتُّخُمُ إِلَى وَادِي قَانَةَ جَنُوبِيَّ ٱلْوَادِي. هٰذِهِ مُدُنُ أَفْرَايِمَ بَيْنَ مُدُنِ مَنَسَّى. وَتُخُمُ مَنَسَّى شِمَالِيُّ ٱلْوَادِي، وَكَانَتْ مَخَارِجُهُ عِنْدَ ٱلْبَحْرِ. ١٠ مِنَ ٱلْجَنُوبِ لأَفْرَايِمَ، وَمِنَ ٱلشِّمَالِ لِمَنَسَّى. وَكَانَ ٱلْبَحْرُ تُخُمَهُ. وَوَصَلَ إِلَى أَشِيرَ شِمَالاً وَإِلَى يَسَّاكَرَ نَحْوَ ٱلشُّرُوقِ».

ص ١٦: ٨ ص ١٦: ٩ ع ٧

(انظر تفسير ص ١٦: ٨).

١١ «وَكَانَ لِمَنَسَّى فِي يَسَّاكَرَ وَفِي أَشِيرَ بَيْتُ شَانَ وَقُرَاهَا، وَيَبْلَعَامُ وَقُرَاهَا، وَسُكَّانُ دُوَرٍ وَقُرَاهَا، وَسُكَّانُ عَيْنِ دُوَرٍ وَقُرَاهَا، وَسُكَّانُ تَعْنَكَ وَقُرَاهَا، وَسُكَّانُ مَجِدُّو وَقُرَاهَا ٱلْمُرْتَفَعَاتُ ٱلثَّلاَثُ».

١أيام ٧: ٢٩ و١صموئيل ٣١: ١٠ و١ملوك ٤: ١٢

بَيْتُ شَانَ وهي على غاية ١٢ ميلاً من بحر طبريا إلى الجهة الجنوبية و٤ أميال من نهر الأردن إلى الجهة الغربية. وهي حصن طبيعي فإنها مبنية على تل علوه نحو ٢٠٠ قدم وصخوره قائمة كحائط بيت. وعلى قمة التلّ سور وعلى هذا السور تسمّرت أجساد شاول وأبنائه فأخذها أهل يابيش جلعاد (١صموئيل ٣١: ٨ – ١٣). وبعد السبي صارت رئيسة المدن العشر ودُعيت باسم سكيثوبولس وأما الآن فتُدعى بيسان وفيها من الآثار ما يدلّ على عظمتها الأصلية.

وَسُكَّانُ دُوَرٍ هذا يدل على أن السكان كانوا عبيداً لمنسى. و«عين دور» بلد ساحرة صموئيل. ولا تزال تُسمى بذلك وهي على غاية ستة أميال من سهل يزرعيل.

تَعْنَكَ… مَجِدُّو (انظر تفسير ص ١٢: ٢١).

ٱلْمُرْتَفَعَاتُ كانت معابد على رؤوس التلال والجبال أو التلال الثلاثة المبنية عليها المدن الثلاث التي سبق ذكرها وهي دور وتعنك ومجدّو.

١٢، ١٣ «١٢ وَلَمْ يَقْدِرْ بَنُو مَنَسَّى أَنْ يَمْلِكُوا هٰذِهِ ٱلْمُدُنَ، فَعَزَمَ ٱلْكَنْعَانِيُّونَ عَلَى ٱلسَّكَنِ فِي تِلْكَ ٱلأَرْضِ. ١٣ وَكَانَ لَمَّا تَشَدَّدَ بَنُو إِسْرَائِيلَ أَنَّهُمْ جَعَلُوا ٱلْكَنْعَانِيِّينَ تَحْتَ ٱلْجِزْيَةِ، وَلَمْ يَطْرُدُوهُمْ طَرْداً».

قضاة ١: ٢٧ و٢٨ ص ١٦: ١٠

لَمْ يَقْدِرْ بَنُو مَنَسَّى أَنْ يَمْلِكُوا هٰذِهِ ٱلْمُدُنَ لأنهم لم يعملوا مع الله لا لأن الله لم يساعدهم. فعدم قدرتهم في هذا كعدم قدرة إخوة يوسف على مسالمتهم ليوسف أخيهم (تكوين ٣٧: ٤). ومن أسباب عجزهم حب التواني والكسل والترفّه وحب أخذ الجزية أو التسخير.

١٤ «وَقَالَ بَنُو يُوسُفَ لِيَشُوعَ: لِمَاذَا أَعْطَيْتَنِي قُرْعَةً وَاحِدَةً وَحِصَّةً وَاحِدَةً نَصِيباً وَأَنَا شَعْبٌ عَظِيمٌ، لأَنَّهُ إِلَى ٱلآنَ قَدْ بَارَكَنِيَ ٱلرَّبُّ؟».

ص ١٦: ٤ تكوين ٤٨: ٢٢ تكوين ٤٨: ١٩ وعدد ٢٦: ٣٤ و٣٧

بَنُو يُوسُفَ رجال أفرايم ومنسى. كلمه بعضهم بالنيابة عن الكل.

حِصَّةً وَاحِدَةً أي ما أعطيتنا قليل كحصة واحدة. ونحن كثيرون فكان الحق أن يكون لنا كثير (عدد ٢٦: ٥٤).

بَارَكَنِيَ أي أكثرني وزادني عدداً. أنزلوا أنفسهم منزلة شخص واحد باعتبار أن المجموع شعب واحد. وكان عدد بني منسى ٥٢٧٠٠ وبني أفرايم ٣٢٥٠٠ (عدد ٢٦: ٣٤ و٣٧). انظر بركة يعقوب تكوين ٤٨: ٢٠) «بِكَ يُبَارِكُ إِسْرَائِيلُ قَائِلاً: يَجْعَلُكَ ٱللّٰهُ كَأَفْرَايِمَ وَكَمَنَسَّى» و (تكوين ٤٩: ٢٥ و٢٦ وتثنية ٣٣: ١٣ – ١٧).

١٥ «فَقَالَ لَهُمْ يَشُوعُ: إِنْ كُنْتَ شَعْباً عَظِيماً، فَٱصْعَدْ إِلَى ٱلْوَعْرِ وَٱقْطَعْ لِنَفْسِكَ هُنَاكَ فِي أَرْضِ ٱلْفِرِزِّيِّينَ وَٱلرَّفَائِيِّينَ، إِذَا ضَاقَ عَلَيْكَ جَبَلُ أَفْرَايِمَ».

تكوين ١٤: ٥ و١٥: ٢٠

إِنْ كُنْتَ الخ أي بما أنك شعب عظيم فأنت قوي فاغزُ الفرزيين والرفائيين (انظر تفسير تكوين ١٣: ٧ و١٤: ٥) وخُذ الأرض منهم فاحتجّ عليهم يشوع من كلامهم.

فَٱصْعَدْ إِلَى ٱلْوَعْرِ أي وعر جبل أفرايم الذي امتدّ إلى الجهة الجنوبية إلى رامة وبيت إيل. وفي القطيعة المشار إليها تلال بينها أودية وسهول متسعة ومجاري مياه ومزروعات. وكان الإسرائيليون من الأسباط الأخرى يلتجئون إلى جبل أفرايم كاهود البنياميني (قضاة ٣: ٢٧) ودبورة (قضاة ٤: ٥) وتولع (قضاة ١٠: ١) وصموئيل (١صموئيل ١: ١). والكاتب سمى هذا القطيعة جبل أفرايم ليس لأنها دُعيت بهذا الاسم في زمان الحوادث المذكورة بل لأنها معروفة باسم جبل أفرايم في يومه.

١٦ «فَقَالَ بَنُو يُوسُفَ: لاَ يَكْفِينَا ٱلْجَبَلُ. وَلِجَمِيعِ ٱلْكَنْعَانِيِّينَ ٱلسَّاكِنِينَ فِي أَرْضِ ٱلْوَادِي مَرْكَبَاتُ حَدِيدٍ. لِلَّذِينَ فِي بَيْتِ شَانٍ وَقُرَاهَا وَلِلَّذِينَ فِي وَادِي يَزْرَعِيلَ».

قضاة ١: ١٩ و٤: ٣ ص ١٩: ١٨ و١ملوك ٤: ١٢

لاَ يَكْفِينَا ٱلْجَبَلُ وَلِجَمِيعِ ٱلْكَنْعَانِيِّينَ… مَرْكَبَاتُ الخ دفعوا قول يشوع بأمرين الأول إن الجبل غير كافٍ لهم والثاني إن أهله أبطال أقوياء مركباتهم مدرعة بالحديد فلا يقوون عليهم.

فِي أَرْضِ ٱلْوَادِي تشير أولاً إلى وادي الأردن بقرب بيت شان وثانياً إلى سهل يزرعيل المتسع. ولم تصلح مركبات الحديد إلا في هذا السهل وفي أرض الحولة (يشوع ١١: ٤ و٥ و٢ملوك ٩: ٢١ و١٠: ٥).

١٧، ١٨ «١٧ فَقَالَ يَشُوعُ لِبَيْتِ يُوسُفَ، أَفْرَايِمَ وَمَنَسَّى: أَنْتَ شَعْبٌ عَظِيمٌ وَلَكَ قُوَّةٌ عَظِيمَةٌ. لاَ تَكُونُ لَكَ قُرْعَةٌ وَاحِدَةٌ. ١٨ بَلْ يَكُونُ لَكَ ٱلْجَبَلُ لأَنَّهُ وَعْرٌ، فَتَقْطَعُهُ وَتَكُونُ لَكَ مَخَارِجُهُ. فَتَطْرُدُ ٱلْكَنْعَانِيِّينَ لأَنَّ لَهُمْ مَرْكَبَاتِ حَدِيدٍ لأَنَّهُمْ أَشِدَّاءُ».

تثنية ٢٠: ١

لَكَ ٱلْجَبَلُ لأَنَّهُ وَعْرٌ فلا تجري فيه المركبات ويكون لكم حصن من أولئك الأعداء الأقوياء فدفع يشوع بهذا حجتهم. ولا ريب في أن الحق عليهم وعلى سائر من أبقوا بينهم الأمم الكنعانية رغبة في الراحة والتنعم أو الجزية. فإن الله وعدهم بالنصر فكان عليهم أن يثقوا بالله ويقوموا بما يجب عليهم. وكان الله في بعض مواعيده يرد على بني يوسف ويدفع اعتراضهم هنا قبل أن فاهوا به. فقد جاء في سفر التثنية «إِذَا خَرَجْتَ لِلْحَرْبِ عَلَى عَدُوِّكَ وَرَأَيْتَ خَيْلاً وَمَرَاكِبَ، قَوْماً أَكْثَرَ مِنْكَ، فَلاَ تَخَفْ مِنْهُمْ، لأَنَّ مَعَكَ ٱلرَّبَّ إِلٰهَكَ ٱلَّذِي أَصْعَدَكَ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ» (تثنية ٢٠: ١).

وَتَكُونُ لَكَ مَخَارِجُهُ امتدت الجبال من البحر عند كرمل إلى أواسط فلسطين وكانت كسور بين إسرائيل والكنعانيين الساكنين في الشمال. ومشورة يشوع لبني أفرايم هي أن يصعدوا إلى الجبل ويقطعوا الأشجار التي كانت ملجأ للكنعانيين ويطردوهم منها فيكون لبني أفرايم مخارج الجبل أي الأماكن التي وراءها.

فوائد

  1. إنه لا وفاء للوعد مع المعصية (ع ١٢). فإن الإسرائيليين وُعدوا أن يستولوا على فلسطين بشرط أن يستأصلوا سكانها ولكنهم لم يستأصلوهم اكتفاء بالجزية وحباً للراحة.
  2. إن من يمس الزفت يتلوث به. إن إبقاء الإسرائيليين على الأمم أدى بهم إلى التنجُّس بآثامهم فكانوا ينحطُّون بذلك إلى أن صاروا إلى أسفل السافلين وسُبوا إلى بابل.
  3. إنه يجب على الإنسان انتهاز كل ما له من الفرَص (ع ١٤ – ١٨). إن أفرايم شكا ضيق نصيبه من الأرض بدل من أن يقطع الوعر ويقوى على الكنعانيين ولا يكترث بما لهم من مركبات الحديد. وشأن كثيرين من المسيحيين شأن أفرايم يشتكون من قلة النجاح مع تركهم نصف ما لهم من الفرَص التي انتهازها يؤدي إلى النجاح العظيم.
  4. إنه لا يجوز أن نعتذر بالصعوبات على إهمال الواجبات. إن أفرايم اعتذر بالصعوبة ولم يجتهد في تذليلها بما كان له من الوسائل.
  5. إن بركات الله لا تُمنح للذين لا يراعون شروط نيلها. فأفرايم حُرم كثيراً من البركات لأنه لم يراع شروط الحصول عليها. وكثيرون من المسيحيين يتوقعون الخلاص دون أن يتموه بخوف ورعدة ويسعوا له كما شُرط عليهم. إن السماء منحة للمؤمنين المجاهدين فمن لم يسع لا يُمنح فلينتبه الغافلون وليتأمل العاقلون.

السابق
التالي
زر الذهاب إلى الأعلى