سفر يشوع | 13 | السنن القويم
السنن القويم في تفسير أسفار العهد القديم
شرح سفر يشوع
للقس . وليم مارش
اَلأَصْحَاحُ ٱلثَّالِثُ عَشَرَ
بيان تقسيم الأرض
١ «وَشَاخَ يَشُوعُ. تَقَدَّمَ فِي ٱلأَيَّامِ. فَقَالَ لَهُ ٱلرَّبُّ: أَنْتَ قَدْ شِخْتَ. تَقَدَّمْتَ فِي ٱلأَيَّامِ. وَقَدْ بَقِيَتْ أَرْضٌ كَثِيرَةٌ جِدّاً لِلامْتِلاَكِ».
ص ١٤: ١ و٢٣: ١ تثنية ٣١: ٣
شَاخَ يَشُوعُ يرجّح كل الترجيح أنه كان في سن نحو المئة حين أخذ في الاستيلاء على أرض كنعان وشغل بفتحها نحو سبع سنين وشغل بقسمتها سنتين ومات في سن المئة والعاشرة (ص ٢٤: ٢٩).
تَقَدَّمَ فِي ٱلأَيَّامِ هذا بدل من قوله «شاخ» والمقصود منه التأكيد. وهذه الجملة عبارة عن طول العهد والكبر.
قَدْ بَقِيَتْ أَرْضٌ كَثِيرَةٌ جِدّاً لِلامْتِلاَكِ لم يذكر ذلك علّة لأن يستمر على الحرب بل ليكف عنها. على أن بني إسرائيل كانوا يتوقعون أن يستمر عليها لأنهم كانوا ينتصرون ويستولون على الأرض شيئاً فشيئاً بواسطته. ولكن كان عليه أن يقسم لهم الأرض وما بقي من عمره إلا القليل. ومن العجب أنه قسم لهم الأرض والكثير منها لم يزل ملك ساكنيها وليس للإسرائيليين شيء منه. وهذا لم ينتج إلا عن قوة الإيمان بالله والثقة بوعده أنه يوليهم ما بقي. وأتى يشوع ذلك طوعاً لأمر الله وأسرع إليه لئلا يأتيه الموت قبل إتمامه فكأن مبدأه في الأعمال قول الحكيم «كُلُّ مَا تَجِدُهُ يَدُكَ لِتَفْعَلَهُ فَٱفْعَلْهُ بِقُوَّتِكَ، لأَنَّهُ لَيْسَ مِنْ عَمَلٍ وَلاَ ٱخْتِرَاعٍ وَلاَ مَعْرِفَةٍ وَلاَ حِكْمَةٍ فِي ٱلْهَاوِيَةِ ٱلَّتِي أَنْتَ ذَاهِبٌ إِلَيْهَا» (جامعة ٩: ١٠).
٢ «هٰذِهِ هِيَ ٱلأَرْضُ ٱلْبَاقِيَةُ: كُلُّ دَائِرَةِ ٱلْفِلِسْطِينِيِّينَ، وَكُلُّ ٱلْجَشُورِيِّينَ».
قضاة ٣: ١ يوئيل ٣: ٤ و١صموئيل ٢٧: ٨
هٰذِهِ هِيَ ٱلأَرْضُ ٱلْبَاقِيَةُ للامتلاك والأرض المشار إليها ما يأتي من الأماكن وهي بيان لها.
كُلُّ دَائِرَةِ ٱلْفِلِسْطِينِيِّينَ وهي الأرض التي في شاطئ البحر المتوسط الجنوبي. وما ذكرت أرض الفلسطينيين من جملة الأرض المعيّنة للامتلاك قبلاً لأن سكانها الكنعانوين هم العويون الذين طردهم الكفتوريون وسكنوا أرضهم (انظر تفسير تثنية ٢: ٢٣) فكان أهل فلسطين حينئذ كنعانيين فصارت من جملة الأرض التي وعد الله شعبه بها.
وَكُلُّ ٱلْجَشُورِيِّينَ يظهر من القرينة أنهم قبيلة في الجنوب الغربي على حدود الفلسطينيين وهم غير الجشوريين المذكورين في (ع ١١) الذين كان مكانهم في سهم نصف سبط منسى شرقي الاردن (١صموئيل ٢٧: ٨).
٣ «مِنَ ٱلشِّيحُورِ ٱلَّذِي هُوَ أَمَامَ مِصْرَ إِلَى تُخُمِ عَقْرُونَ شِمَالاً تُحْسَبُ (لِلْكَنْعَانِيِّينَ) أَقْطَابِ ٱلْفِلِسْطِينِيِّينَ ٱلْخَمْسَةِ: ٱلْغَزِّيِّ وَٱلأَشْدُودِيِّ وَٱلأَشْقَلُونِيِّ وَٱلْجَتِّيِّ وَٱلْعَقْرُونِيِّ وَٱلْعَوِيِّينَ».
إرميا ٢: ١٨ قضاة ٣: ٣ و١صموئيل ٦: ٤ و١٦ وصفنيا ٢: ٥ تثنية ٢: ٢٣
ٱلشِّيحُورِ وفي حاشية الكتاب المقدس ذي الشواهد أو النيل ومعناه مكدّر أو أسود. يقول بعضهم أنه نهر النيل ومياهه مشهورة بأنها رَنقة لما يجرفه من التراب في مجراه فيكدّر ويسوّد. واليونان يسمون النيل بيلاس أي أسود. وآخرون يقولون إن «شيحور» هنا هو وادي العريش المسمى في عدد ٣٤: ٥ وادي مصر وهو التخم الفاصل بين مصر وأرض كنعان.
ٱلَّذِي هُوَ أَمَامَ مِصْرَ أي شرقي مصر (انظر تكوين ٢: ١٤).
تُخُمِ عَقْرُونَ شِمَالاً عقرون من العواصم الخمس وهي غزّة أشدود وأشقلون وجتّ وعقرون عواصم الفلسطينيين. وكانت عقرون غربي أورشليم وعلى غاية ٣٤ ميلاً والشمال الشرقي من أشدود وعلى غاية عشرة أميال منها وغربي جتّ بميل إلى الشمال وعلى غاية تسعة أميال منها وشرقي ساحل البحر المتوسط. وقد تمّ خرابها ولم يبقَ طلل منها فتمّ عليها قول النبي «عقرون تستأصل» (صفنيا ٢: ٤). وفي موقعها اليوم قرية حقيرة اسمها عاقر على تلّ في الجنوب الشرقي من يافا وعلى غاية ١٢ ميلاً منها.
تُحْسَبُ لِلْكَنْعَانِيِّينَ لأن سكانها الأصليين من نسل كنعان أصغر أبناء حام. والفلسطينيون من مصرايم وهو ابن حام الثاني.
أَقْطَابِ ٱلْفِلِسْطِينِيِّينَ ٱلْخَمْسَةِ أي أمرائهم أو ملوكهم الذين عواصمهم المدن الخمسة. ووُصفت غزّة في تفسير (تثنية ٢: ٢٣). وأشدود بين غزّة ويافا. وأشقلون على بُعد ١٠ أميال من غزّة شمالاً. وجتّ في تفسير (ص ١١: ٢٢). وعقرون في تفسير أول هذه الآية.
ٱلْعَوِيِّينَ معطوف على الكنعانيين. والعويون أمة سكنت تلك الأرض قبل الكفتوريين (انظر تفسير تثنية ٢: ٢٣ وتفسير تكوين ١٠: ١٣ و١٤).
٤ «مِنَ ٱلتَّيْمَنِ كُلُّ أَرْضِ ٱلْكَنْعَانِيِّينَ وَمَغَارَةُ ٱلَّتِي لِلصَّيدُونِيِّينَ إِلَى أَفِيقَ إِلَى تُخُمِ ٱلأَمُورِيِّينَ».
ص ١٠: ٣ قضاة ١: ٣٤
مِنَ ٱلتَّيْمَنِ أي الجنوب.
كُلُّ أَرْضِ ٱلْكَنْعَانِيِّينَ أي الأرض التي للكنعانيين أو التي يسكنها الكنعانيون.
وَمَغَارَةُ هي «مدينة للصيدونيين… أو كهف لا يُعلم موضعه» (قاموس الكتاب). وقال لي كلرك هي «القسم الجبلي من الجليل العليا التي تُدعى أحياناً ببلاد الصيدونيين الكهفية لكثرة ما فيها من الكهوف التي هي ملاجئ في أوقات الحرب ومخابئ للقتلة». وقال يوسيفوس «إن الكهوف كثيرة في الأرض المقدسة». وقال رهبان دير قنوبين للموسيو دي لاروس «إن بين الجبال الذي يجري بينها نهر قاديشا ما لا يقل عن ثماني مئة من الكهوف». ورأى بعضهم أن «مغارة» هنا هي كهف واحد كبير عند جزين في لبنان شرقي صيدا.
أَفِيقَ غير أفيق المذكورة في (ص ١٢: ١٨) التي كانت في جنوبي أرض كنعان فإن أفيق هذه مدينة تابعة لسبط أشير (يشوع ١٩: ٣٠ وقضاة ١: ٣١) واقعة في لبنان على التخم الشمالي من كنعان ويظن أنها أفقا المشهورة بهيل الزهرة عند مصدر نهر إبراهيم. قاموس الكتاب «أفيق» (٣).
ٱلأَمُورِيِّينَ (انظر تفسير ص ٩: ١ وتفسير تكوين ١٠: ١٥ – ١٨).
٥ «وَأَرْضُ ٱلْجِبْلِيِّينَ وَكُلُّ لُبْنَانَ نَحْوَ شُرُوقِ ٱلشَّمْسِ مِنْ بَعْلِ جَادَ تَحْتَ جَبَلِ حَرْمُونَ إِلَى مَدْخَلِ حَمَاةَ».
١ملوك ٥: ١٨ ومزمور ٨٣: ٧ وحزقيال ٢٧: ٩ ص ١٢: ٧
وَأَرْضُ ٱلْجِبْلِيِّينَ أهل جِبل وتُعرف اليوم بجُبيل وهي مدينة فينيقية شمالي بيروت وعلى غاية ٢٠ ميلاً منها. والأرض المذكورة هنا الساحل المجاور لها. وهذه الأرض لم تُعط للإسرائيليين لأنها خارج حدود كنعان. ومن هؤلاء الجبليين استخدم سليمان عدة صنّاع في إقامة الهيكل (١ملوك ٥: ١٨). وكانوا من المشهورين ببناء السفن (حزقيال ٢٧: ٩). وكان اليونانيون والرومانيون يسمون جبيل ببِلُس. وفيها اليوم خراب وأطلال تشهد بما كانت عليه من العظمة وفيها حجارة كثيرة تشبه الموجودة في أثار هيكل سليمان في أورشليم. وكانت جبيل مركز عبادة تموز القبيحة (حزقيال ٨: ١٤) التي امتدت في كل لبنان ووصلت إلى دمشق.
مِنْ بَعْلِ جَادَ أي معسكر البعل والبعل الشمس كانوا يؤلهونها ويذكرونها ومعنى البعل الرب أو السيد. و«بعل جاد» هنا اسم مدينة المرجّح أنها بانياس أو قيصرية فيلبس ورأى بعضهم أنها بعلبك.
مَدْخَلِ حَمَاةَ (انظر قاموس الكتاب المقدس «حماة»). يراد «بمدخل حماة» الأرض حوالي مدينة حمص وهي سهل مفتوح إلى الشمال نحو حماة وإلى الشرق نحو برية سورية وإلى الجنوب نحو ربلة والبقاع وإلى الغرب نحو بلاد الحصن والبحر وهي بالحقيقة مدخل لكل هذه الجهات.
٦ «جَمِيعُ سُكَّانِ ٱلْجَبَلِ مِنْ لُبْنَانَ إِلَى مِسْرَفُوتَ مَايِمَ جَمِيعُ ٱلصَّيْدُونِيِّينَ. أَنَا أَطْرُدُهُمْ مِنْ أَمَامِ بَنِي إِسْرَائِيلَ. إِنَّمَا ٱقْسِمْهَا بِٱلْقُرْعَةِ لإِسْرَائِيلَ مُلْكاً كَمَا أَمَرْتُكَ».
ص ١١: ٨ ص ٢٣: ١٣ وقضاة ٢: ٢١ و٢٣ ص ١٤: ١ و٢
مِسْرَفُوتَ مَايِمَ (انظر تفسير ص ١١: ٨).
أَنَا أَطْرُدُهُمْ لا أنت ولا قومك يا يشوع لأني على كل شيء قدير وإني أمين وعدت فلا أخلف الميعاد وإني رب الجنود الذي يغلب ولا يُغلب. ولكن يجب أن نذكر أن كل مواعيد الله تتم بشرط إيمان الموعود وعمله الأعمال الموافقة لمشيئة الله فالإسرائيليون لو قاموا بالشرط لاستولوا على أرض كنعان وبقوا مستولين عليها إلى الأبد وما غلبهم أحد من الأعداء.
إِنَّمَا ٱقْسِمْهَا بِٱلْقُرْعَةِ عليّ أخذها وعليك قسمتها بالقرعة بإلقاء القرعة أي الإلقاء الذي يعين القرعة وهي السهم أو النصيب. وإلقاء القرعة لا يزال مستعملاً إلى اليوم وهو على أشكال مختلفة منها في مثل هذه الحال إن يُقسم الشيء وتؤخذ حصىً على عدد الأقسام كل منها لواحد أو فريق من المقتسمين وتُعطى تلك الحصى مَن لا يعرف أصحابها ويلقي كل حصاة على كل قسم فكل من المقتسمين يأخذ القسم الذي وقعت عليه حصاته. ولعلّ يشوع قسم الأرض فرضاً بأن سمّى أقسامها وعيّن الحصى وألقاها مَن لا يعرف أصحابها. ولا ريب في أن القرعة لم تكن هنا اتفاقية بل بقضاء الله المعيّن. وكان مثلها كثير في الكتاب المقدس (انظر ص ٧: ١٦ وعدد ٣٣: ٥٤ ولاويين ١٦: ٨ وأعمال ١: ٢٦). والغاية بإلقاء القرعة هي المساواة دون محاباة. فلا يُعطى القسم الجيد للغني أو القوي أو الصديق بل لمن أخذه بالقرعة.
وهذا لا يحلل «اليانصيب» لأنه في اليانصيب ربح الواحد لا يكون إلا بخسارة ألوف فيكون نوع من السرقة.
٧ «وَٱلآنَ ٱقْسِمْ هٰذِهِ ٱلأَرْضَ مُلْكاً لِلتِّسْعَةِ ٱلأَسْبَاطِ وَنِصْفِ سِبْطِ مَنَسَّى».
لِلتِّسْعَةِ ٱلأَسْبَاطِ وَنِصْفِ سِبْطِ مَنَسَّى لأن سبطين ونصف سبط منسى الآخر أخذوا نصيبهم في عبر الأردن الشرقي (عدد ٣٢: ٣٣).
٨ «مَعَهُمْ أَخَذَ ٱلرَّأُوبَيْنِيُّونَ وَٱلْجَادِيُّونَ مُلْكَهُمْ ٱلَّذِي أَعْطَاهُمْ مُوسَى فِي عَبْرِ ٱلأُرْدُنِّ نَحْوَ ٱلشُّرُوقِ، كَمَا أَعْطَاهُمْ مُوسَى عَبْدُ ٱلرَّبِّ».
عدد ٣٢: ٣٣ وتثنية ٣: ١٢ و١٣ وص ٢٢: ٤
مَعَهُمْ الخ أي مع أناس نصف سبط منسى الآخر قال هذا للاختصار اعتماداً على القرينة. وهذه الآية استئنافية واقعة موقع التعليل فكأنه قال اقسمها للتسعة الخ لأن مع النصف الآخر الخ. ولعلّ هذا التعليل ليشوع وقول الله له «انتهى» في آخر الآية السابعة. ومعنى قوله «كما أعطاهم» أي على مقتضى بيانه نصيب كل فريق منهم.
٩ «مِنْ عَرُوعِيرَ ٱلَّتِي عَلَى حَافَةِ وَادِي أَرْنُونَ وَٱلْمَدِينَةِ ٱلَّتِي فِي وَسَطِ ٱلْوَادِي وَكُلُّ سَهْلِ مَيْدَبَا إِلَى دِيبُونَ».
عدد ٢١: ٣٠ وع ١٦
مِنْ عَرُوعِيرَ مدينة في شمالي نهر أرنون في موآب كانت من نصيب رأوبين وأطلالها شرقي بحر لوط وعلى غاية ١٢ ميلاً منه وتسمى اليوم عراعير.
أَرْنُونَ نهر صغير يخرج من الجبال المجاورة ويصبّ في بحر لوط ويجري في البرية التي هي من حدود أرض الأموريين.
ٱلْمَدِينَةِ ٱلَّتِي فِي وَسَطِ ٱلْوَادِي الظاهر أنها أرنون التي أُضيف الوادي إليها وهي على جانب أرنون.
مَيْدَبَا مدينة في الجنوب الشرقي من حسبان وعلى غاية ثمانية أميال منها وفي شرقي بحر لوط وعلى غاية ١٤ ميلاً منه ولا تزال تسمى ميدبا إلى هذا اليوم.
دِيبُونَ مدينة شمالي أرنون وعلى غاية بضعة أميال منه وتسمى اليوم ديبان.
١٠ «وَجَمِيعَ مُدُنِ سِيحُونَ مَلِكِ ٱلأَمُورِيِّينَ ٱلَّذِي مَلَكَ فِي حَشْبُونَ إِلَى تُخُمِ بَنِي عَمُّونَ».
عدد ٢١: ٢٤ و٢٥
وَجَمِيعَ مُدُنِ سِيحُونَ مَلِكِ ٱلأَمُورِيِّينَ «من أرنون إلى يبّوق إلى بني عمون» (عدد ٢١: ٢٤ و٢٥).
فِي حَشْبُونَ إِلَى تُخُمِ بَنِي عَمُّونَ حشبون هي المعروفة اليوم بحسبان (انظر تفسير ص ١٢: ٢). وبنو عمون ذرية بن عمّي بن لوط وكانت بلادهم جبال جلعاد بين نهري أرنون ويبّوق. ويعرف نهو أرنون اليوم بالموجب ويبّوق بالزرقاء.
١١ «وَجِلْعَادَ وَتُخُومَ ٱلْجَشُورِيِّينَ وَٱلْمَعْكِيِّينَ وَكُلَّ جَبَلِ حَرْمُونَ وَكُلَّ بَاشَانَ إِلَى سَلْخَةَ».
ص ١٢: ٥
جِلْعَادَ أرض جبلية شرقي الأردن وجنوبي يبّوق.
ٱلْجَشُورِيِّينَ وَٱلْمَعْكِيِّينَ أهل جشور ومعكة في سهم نصف سبط منسى شرقي الأردن وفي القسم الشمالي الغربي من أرض الميعاد. وبقي الجشوريون مستقلين زماناً طويلاً بعد دخول الإسرائيليين تلك الأرض وكانوا في عصر أبشالوم يملكهم ملوك منهم ومنهم تلماي بن عميهود (٢صموئيل ١٣: ٣٧) وهو ملك جشور الذي تزوج داود ابنته معكة (٢صموئيل ٣: ٣).
بَاشَانَ إِلَى سَلْخَةَ (انظر تفسير ص ١٢: ٤ و٥).
١٢ «كُلَّ مَمْلَكَةِ عُوجَ فِي بَاشَانَ ٱلَّذِي مَلَكَ فِي عَشْتَارُوثَ وَفِي إِذْرَعِي. هُوَ بَقِيَ مِنْ بَقِيَّةِ ٱلرَّفَائِيِّينَ، وَضَرَبَهُمْ مُوسَى وَطَرَدَهُمْ».
تثنية ٣: ١١ وص ١٢: ٤ عدد ٢١: ٢٤ و٣٥
بَاشَانَ… عَشْتَارُوثَ… إِذْرَعِي (انظر تفسير ص ١٢: ٤).
ٱلرَّفَائِيِّينَ (انظر تفسير تكوين ١٤: ٥ وتفسير تثنية ٣: ١١).
١٣ «وَلَمْ يَطْرُدْ بَنُو إِسْرَائِيلَ ٱلْجَشُورِيِّينَ وَٱلْمَعْكِيِّينَ فَسَكَنَ ٱلْجَشُورِيُّ وَٱلْمَعْكِيُّ فِي وَسَطِ إِسْرَائِيلَ إِلَى هٰذَا ٱلْيَوْمِ».
ع ١١
بَنُو إِسْرَائِيلَ بعد موسى وكان عليهم أن يطردوا الوثنيين فلم يفعلوا.
١٤ «لٰكِنْ لِسِبْطِ لاَوِي لَمْ يُعْطِ نَصِيباً. وَقَائِدُ ٱلرَّبِّ إِلٰهِ إِسْرَائِيلَ هِيَ نَصِيبُهُ كَمَا كَلَّمَهُ».
عدد ١٨: ٢٠ و٢٣ و٢٤ وص ١٤: ٣ و٤ ع ٣٣
لٰكِنْ لِسِبْطِ لاَوِي لَمْ يُعْطِ نَصِيباً فاعل «يعط» ضمير مستتر يعود إلى الرب معنىً لتعينه بالعهد وإلى موسى لفظاً لأن الرب بلّغ ذلك بلسانه (عدد ١٨: ٢٠ – ٢٤ ويشوع ١٤: ٣ و٤). والمقصود بذلك حسب الظاهر تفرّق اللاويين في الأرض كلها لأجل ممارسة مصلحتهم كخدمة الدين ومعلمي الشعب. والمدن المعطاة لهم (ص ٢١) متفرقة بين كل الأسباط.
١٥ «وَأَعْطَى مُوسَى سِبْطَ بَنِي رَأُوبَيْنَ حَسَبَ عَشَائِرِهِمْ».
وَأَعْطَى مُوسَى سِبْطَ بَنِي رَأُوبَيْنَ (عدد ٣٢: ٣٣ – ٤٢ وتثنية ٣: ١٦ الخ) وهذه الآية وما بعدها تفصيل لما أجمل من ع ٧ وابتدأ في نصيب السبطين ونصف السبط رأوبين وجاد ونصف سبط منسى. وقسم لهم الأرض بالقرعة رفعاً للتشكي والخلاف.
حَسَبَ عَشَائِرِهِمْ (أُسَرهم) المختلفة. إن الإسرائيليين أخذوا الأرض المحدودة هنا ولكن في زمان الملكين الشريرين عمري وأخاب ضعفت قوة إسرائيل وبعد موت أخاب امتلك الموآبيون كثيراً مما كان لسيحون والمدن المذكورة هنا في ملك يوآب على ما في إشعياء (ص ١٥) وإرميا (ص ٤٨) وحزقيال (٢٥: ٨ – ١١).
١٦ «فَكَانَ تُخُمُهُمْ مِنْ عَرُوعِيرَ ٱلَّتِي عَلَى حَافَةِ وَادِي أَرْنُونَ وَٱلْمَدِينَةِ ٱلَّتِي فِي وَسَطِ ٱلْوَادِي وَكُلَّ ٱلسَّهْلِ عِنْدَ مَيْدَبَا».
ص ١٢: ٢ عدد ٢١: ٢٨ عدد ٢١: ٣ وع ٩
مِنْ عَرُوعِيرَ الخ (انظر تفسير ص ١٢: ٢).
١٧ «حَشْبُونَ وَجَمِيعَ مُدُنِهَا ٱلَّتِي فِي ٱلسَّهْلِ وَدِيبُونَ وَبَامُوتَ بَعْلٍ وَبَيْتَ بَعْلِ مَعُونَ».
عدد ٣٢: ٣٨
حَشْبُونَ (انظر تفسير ص ١٢: ٢).
دِيبُونَ مدينة في موآب على بضعة أميال من أرنون شمالاً وتُسمى اليوم ديبان وجد القسيس كلَين فيها الحجر الموآبي في السنة ١٨٦٨. انظر «ديبون» في قاموس الكتاب.
بَامُوتَ بَعْلٍ أي مرتفعات بعل والمظنون إنها ما يعرف اليوم بجبل عطاروس (أو أتاروس).
بَيْتَ بَعْلِ مَعُونَ مدينة تُسمى اليوم معين في الجنوب الغربي من حسبان وعلى غاية ٩ أميال منها.
١٨ «وَيَهْصَةَ وَقَدِيمُوتَ وَمَيْفَعَةَ».
عدد ٢١: ٢٣
يَهْصَةَ هي ياهص مدينة على أمد ميل من الزرقاء جنوباً و١٢ ميلاً من بحر لوط شرقاً قرب البادية (عدد ٢١: ٢٣).
قَدِيمُوتَ (انظر تفسير تثنية ٢: ٢٦).
مَيْفَعَةَ من مدن اللاويين في سهم رأوبين كانت على ما أبان جروم مركزاً عسكرياً.
١٩ «وَقَرْيَتَايِمَ وَسَبْمَةَ وَصَارَثَ ٱلشَّحْرِ فِي جَبَلِ ٱلْوَادِي».
عدد ٣٢: ٣٧ عدد ٣٢: ٣٨
قَرْيَتَايِمَ أي القريتين وهي مدينة حصينة ظنها بعضهم القُريّة وهي أطلال بين عطاروس وأرنون على غاية ٩ أميال من بحر لوط شرقاً وهذه الأطلال على تلّين.
سَبْمَةَ ظُنّ أنها الساميّة على غاية أربعة أميال من حسبان شرقاً مشهورة بالكروم (إشعياء ١٦: ٨).
صَارَثَ ٱلشَّحْرِ أي طُرّة السّحَر مدينة على تلّ في وادٍ لعلها ما يُعرف اليوم بصارة أو صارا شرقي بحر لوط وعلى غاية ميل ونصف ميل منه.
فِي جَبَلِ ٱلْوَادِي أي على جبل أو تلّ في الوادي.
٢٠ «وَبَيْتَ فَغُورَ وَسُفُوحَ ٱلْفِسْجَةِ وَبَيْتَ يَشِيمُوتَ».
تثنية ٣: ١٧ وص ١٢: ٣
بَيْتَ فَغُورَ مدينة مقابل الجواء حيث مكث الإسرائيليون وفغور رأس الجبل الذي أتى بالاق ببلعام إليه ليلعن إسرائيل وكان إسرائيل في عربات موآب. ظنها بعضهم في جوار عين المنية تحت فغور وشرقي الطرف الشمالي من بحر لوط.
سُفُوحَ ٱلْفِسْجَةِ (انظر تفسير تثنية ٣: ١٧ ويشوع ١٢: ٣).
بَيْتَ يَشِيمُوتَ (انظر تفسير ص ١٢: ٣).
٢١ «وَكُلَّ مُدُنِ ٱلسَّهْلِ وَكُلَّ مَمْلَكَةِ سِيحُونَ مَلِكِ ٱلأَمُورِيِّينَ ٱلَّذِي مَلَكَ فِي حَشْبُونَ، ٱلَّذِي ضَرَبَهُ مُوسَى مَعَ رُؤَسَاءِ مِدْيَانَ: أَوِي وَرَاقَمَ وَصُورَ وَحُورَ وَرَابَعَ، أُمَرَاءِ سِيحُونَ سَاكِنِي ٱلأَرْضِ».
تثنية ٣: ١٠ عدد ٢١: ٢٤ عدد ٣١: ٨
أُمَرَاءِ سِيحُونَ أي الملوك المحالفين له وهم رؤساء مديان وأرض مديان ما بين خليج العقبة وطور سيناء. ورأى بعضهم أنها كانت بين شبه جزيرة سيناء والفرات. وسكن موسى مدة في مديان وتُعرف عند العرب بمدَين. ودُعوا ملوك مديان في سفر العدد (انظر عدد ٣١: ٨).
٢٢ «وَبَلْعَامُ بْنُ بَعُورَ ٱلْعَرَّافُ قَتَلَهُ بَنُو إِسْرَائِيلَ بِٱلسَّيْفِ مَعَ قَتْلاَهُمْ».
عدد ٢٢: ٥ و٣١: ٨
وَبَلْعَامُ… قَتَلَهُ بَنُو إِسْرَائِيلَ جزاء على ما أتاه من الشرّ. وذُكر هذا في (عدد ٣١: ٨) وكُرّر هنا بياناً لأن اللعنة التي قصدها عادت عليه لعنة كبيرة وصارت لبني إسرائيل بركة على رغمه وكان ذلك دليلاً على عدل الله وإحسانه معاً وإنه تمهّل على بلعام ليتوب ويرجع إليه فلا حجة لهالك يوم الدين. ومعلوم أن قتل بلعام كان عبرة وتكرار ذكر العِبر مفيد جداً.
٢٣ «وَكَانَ تُخُمُ بَنِي رَأُوبَيْنَ ٱلأُرْدُنَّ وَتُخُومَهُ. هٰذَا نَصِيبُ بَنِي رَأُوبَيْنَ حَسَبَ عَشَائِرِهِمْ، ٱلْمُدُنُ وَضِيَاعُهَا».
هٰذَا نَصِيبُ بَنِي رَأُوبَيْنَ… ٱلْمُدُنُ وهي ما يأتي مما ذُكر ووُصف أكثرها في تفسير (ص ١٢ وص ١٣) وبعضها في سفر العدد مرتبة على حروف الهجاء.
آبل شطيم (عدد ٢٥: ١ و٣٣: ٤٩) وآبل الكروم (قضاة ١١: ٣٣) قيل هي القرنين على غاية ستة أميال من عمان جنوباً وقيل أنها بيت الكرم شمالي الكرك وقيل غير ذلك. وألعالة (عدد ٣٢: ٣) وتُعرف اليوم بالعال شرقي مصب الأردن وعلى أمد ١٦ ميلاً منه. وباصر (ص ٢٠: ٨). وباموت (ع ١٧) وبعل معون (ع ١٧) وسُميت بيت بعل معون أيضاً. وبيت فغور (ع ٢٠). وبيت يشيموت (ص ١٢: ٣ و١٣: ٢٠). وديبون (ع ٩ و١٧). وسبمة (ع ١٩) وصارث الشحر (ع ١٩). وعروعير (ص ١٢: ٢ و١٣: ٩ و١٦). وقديموت (ع ١٨). وقرية حصوت (عدد ٢٢: ٣٩). وقريتايم (ع ١٩). ولاشع (تكوين ١٠: ١٩) وهي قرب تخم كنعان الجنوبي عند حمّامات سليمان في أرض موآب. وهي حمامات سماها اليونانيون كاييروي وسماها يوسيفوس كاليرهوي. ومنيّت (قضاة ١١: ٣٣ وحزقيال ٢٧: ١٧) قيل هي مِنية جنوبي حسبان أو منجَة على غاية ستة أميال في الشمال الشرقي منها. وميدبا (ع ٩ و١٦ وعدد ٢١: ٣٠). وميفعة (ع ١٨). ونبو (عدد ٣٢: ٣ و٣٨) هذه المدينة على غاية ثمانية أميال من جنوبي حشبون المعروفة اليوم بحسبان وظنها بعضهم ما تُعرف بالحالس اليوم. ويهصة أو ياهص (ع ١٨) فتلك إحدى وعشرين مدينة.
وَضِيَاعُهَا مزارعها وقراها الصغيرة في المزارع. فإن أرباب الأرض الزراعية كثيراً ما يبنون فيها بيوتاً للفلاحين الذين يحرثون تلك الأرض ويزرعونها وتسمى ضياعاً باسم المزارع ومزارع أيضاً.
٢٤ «وَأَعْطَى مُوسَى لِسِبْطِ جَادَ، بَنِي جَادَ حَسَبَ عَشَائِرِهِمْ».
وَأَعْطَى… لِسِبْطِ جَادَ، بَنِي جَادَ بني جاد بدل من سبط جاد أو بيان له.
٢٥ «فَكَانَ تُخُمُهُمْ يَعْزِيرَ وَكُلَّ مُدُنِ جِلْعَادَ وَنِصْفَ أَرْضِ بَنِي عَمُّونَ إِلَى عَرُوعِيرَ ٱلَّتِي هِيَ أَمَامَ رَبَّةَ».
عدد ٣٢: ٣٥ عدد ٢١: ٢٦ و٢٨ و٢٩ وتثنية ٢: ١٩ وقضاة ١١: ١٣ و١٥ الخ تثنية ٣: ١١ و٢صموئيل ١١: ١ و١٢: ٢٦
يَعْزِيرَ مدينة في جلعاد موقعها على غاية ١٥ ميلاً من شرقي حسبان وأرضها كثيرة الكلاء (انظر تفسير عدد ٢١: ٣٢).
وَنِصْفَ أَرْضِ بَنِي عَمُّونَ أي القسم الذي أخذه الأموريون من العمونيين ثم أخذه الإسرائيليون من الأموريين لأنه لم يسمح للإسرائيليين أن يأخذوا شيئاً من أرض العمونيين الباقية لهم (تثنية ٢: ١٩).
عَرُوعِيرَ (انظر تفسير ع ٩ وص ١٢: ٢).
رَبَّةَ واسمها اليوم عمّان وهي قرب مخرج نهر يبّوق.
٢٦ «وَمِنْ حَشْبُونَ إِلَى رَامَةِ ٱلْمِصْفَاةِ وَبُطُونِيمَ، وَمِنْ مَحَنَايِمَ إِلَى تُخُمِ دَبِيرَ».
حَشْبُونَ هي حسبان (انظر تفسير ص ١٢: ٢).
رَامَةِ ٱلْمِصْفَاةِ قرية على تخم بني جاد. ذهب الدكتور مرِل إلى أنها قلعة الربض وهي طلل في جبل عجلون على بُعد عشرة أميال من شرقي الأردن بين بحر لوط وبحر طبرية ويظن البعض أنها راموت جلعاد.
بُطُونِيمَ واسمها اليوم بطنة في الجنوب الغربي من السلط على غاية سبعة أميال منها.
مَحَنَايِمَ ظُنّ أنها محنة وهي طلل في الجنوب الشرقي من بحر طبرية وعلى غاية ٢٢ ميلاً منه ورأى الدكتور مرل أنها سلخة شمالي يبوق على أمد ستة أميال منها. وفي محنايم رأى يعقوب الملائكة (تكوين ٣٢: ٢) وهرب داود إليها من ابنه أبشالوم (٢صموئيل ١٧: ٢٤).
تُخُمِ دَبِيرَ أي حدّ دبير ودبير يُظن أنها دبيِّن جنوبي السلط وعلى أمد ٢٠ ميلاً منها وظُنّ أنها غير ذلك (انظر تفسير ص ١٠: ٣٨ و٣٩).
٢٧ «وَفِي ٱلْوَادِي بَيْتَ هَارَامَ وَبَيْتَ نِمْرَةَ وَسُكُّوتَ وَصَافُونَ بَقِيَّةَ مَمْلَكَةِ سِيحُونَ مَلِكِ حَشْبُونَ، ٱلأُرْدُنَّ وَتُخُومَهُ إِلَى طَرَفِ بَحْرِ كِنَّرُوتَ فِي عَبْرِ ٱلأُرْدُنِّ نَحْوَ ٱلشُّرُوقِ».
عدد ٣٢: ٣٦ تكوين ٣٣: ١٧ و١ملوك ٧: ٤٦ عدد ٣٤: ١١
بَيْتَ هَارَامَ رأى مرل أنها تل الرامة في سهل شطّيم.
بَيْتَ نِمْرَةَ تسمى اليوم نمرين وهي قرية على نهر الأردن تجاه أريحا ظنها بعضهم بيت عبرة.
سُكُّوتَ سماها التلمود درالا وتُسمّى اليوم دارلا وهي على غاية ميل من نهر الزرقاء سكنها يعقوب (تكوين ٣٣: ١٧) وعلّم جدعون شيوخها لأنهم لم يعطوه خبزاً (قضاة ٨: ١٦).
صَافُونَ قال التلمود أنها أماثوس وتُسمى اليوم أماتة أو أماتا وهي طلل في الجنوب الشرقي من بحر الجليل.
بَحْرِ كِنَّرُوتَ بحر الجليل.
٢٨ «هٰذَا نَصِيبُ بَنِي جَادَ حَسَبَ عَشَائِرِهِمِ، ٱلْمُدُنُ وَضِيَاعُهَا».
هٰذَا نَصِيبُ بَنِي جَادَ… ٱلْمُدُنُ المشهور منها أربع وعشرين مدينة وهي على ترتيب حروف الهجاء.
أدام وبطونيم وبيت هارام وتشبه حشبون ودبير ورامة المصفاة وراموت جلعاد وربة وروجليم وسكوت وصافون وطبّاءة وعاي وعروعير وعطاروت وعطروت شوفان وفنوئيل وقامون وقرقر ومحنايم ويُجبهة ويعزير. ذُكر بعضها في (ع ٢٤ – ٢٧) ووُصف في التفسير. وبعضها لم يُذكر في هذه الآيات. ومما لم تُذكر.
أدام مدينة في وادي الأردن يُظن أنها الدامي (أو الدامية) في الشمال الشرقي من السلط وعلى غاية ١٦ ميلاً منها. وظن دريك أنها خربة الحمراء أو الخراب الأحمر على غاية ميل من جنوبي تل حارم. ومنها:
تشبة مدينة إيليا قيل أنها لستيب جنوبي بحر الجليل وعلى غاية ٢٢ ميلاً منه وشرقي الأردن على غاية عشرة أميال منه. ومنها
روجليم مدينة في أرض جلعاد. ومنها
طباءة وتُعرف اليوم بطبخات الفحل شرقي الأردن. ومنها
عاي (انظر تفيس ص ٧: ٢) ومنها
عطاروت واسمها اليوم عطاروس في الشمال الغربي من ديبون وعلى غاية سبعة أميال منها. ومنها
عطروت شوفان في سهل موآب. ومنها
فنوئيل على نهر الزرقاء شرقي الأردن وعلى غاية أربعة أميال منه. قال الدكتور مرل أنها عند ما يعرف اليوم بطبول الذهب وسماها غيره تلول الذهب فيها صارع يعقوب الملاك (تكوين ٣٢: ٢٤ – ٣٢) وبعد ذلك بنحو خمس مئة سنة وجد جدعون مدينة وبرجاً في هذا الموضع (قضاة ٨: ٨ و٩ و١٧). ومنها
قامون لم نقف إلا على أنها في جلعاد. ومنها
قرقر ولم يُعرف موقعها. ومنها
يجُبهة قيل هي جيبة وهي طلل شمالي عمان وعلى غاية أربعة أميال منها.
٢٩ «وَأَعْطَى مُوسَى لِنِصْفِ سِبْطِ مَنَسَّى، وَكَانَ لِنِصْفِ سِبْطِ بَنِي مَنَسَّى حَسَبَ عَشَائِرِهِمْ».
وَكَانَ أي النصيب وأُرجع الضمير إليه ولم يذكره لتعينه بالقرينة.
٣٠ – ٣٣ «٣٠ وَكَانَ تُخُمُهُمْ مِنْ مَحَنَايِمَ كُلَّ بَاشَانَ، كُلَّ مَمْلَكَةِ عُوجَ مَلِكِ بَاشَانَ، وَكُلَّ حَوُّوثِ يَائِيرَ ٱلَّتِي فِي بَاشَانَ، سِتِّينَ مَدِينَةً. ٣١ وَنِصْفُ جِلْعَادَ وَعَشْتَارُوثَ وَإِذْرَعِي مُدُنُ مَمْلَكَةِ عُوجَ فِي بَاشَانَ لِبَنِي مَاكِيرَ بْنِ مَنَسَّى، لِنِصْفِ بَنِي مَاكِيرَ حَسَبَ عَشَائِرِهِمْ. ٣٢ فَهٰذِهِ هِيَ ٱلَّتِي قَسَمَهَا مُوسَى فِي عَرَبَاتِ مُوآبَ فِي عَبْرِ أُرْدُنِّ أَرِيحَا نَحْوَ ٱلشُّرُوقِ. ٣٣ وَأَمَّا سِبْطُ لاَوِي فَلَمْ يُعْطِهِ مُوسَى نَصِيباً. ٱلرَّبُّ إِلٰهُ إِسْرَائِيلَ هُوَ نَصِيبُهُمْ كَمَا كَلَّمَهُمْ».
تكوين ٣٢: ٢ عدد ٣٢: ٤١ و١أيام ٢: ٣٢ ص ١٢: ٤ عدد ٣٢: ٣٩ و٤٠ ع ١٤ وص ١٨: ٧ عدد ١٨: ٢٠ وتثنية ١٠: ٩ و١٨: ١ و٢
كل المدن والأماكن في هذه الآيات ذكرنا بعضها في الأصحاحات السابقة وتفسيرها فارجع إليها. والمعروف من المدن الستين قليل منها أذرعي وأفيق وجولان وحوّوت يائير وسلخة وعشتاروت وعشتاروث قرنايم وقناة ويابيش جلعاد (انظر تفسير ص ٩: ١٠ و١٢: ٤ و٥ و٨ و١٨).
وأما جولان فستُذكر في تفسير (ص ٢٠). وأما حوّوث يائير عدة مزارع ليائير (عدد ٣٢: ٤١). وقناة هي قنوات في حوران.
فوائد
- إنه لا بد لكل إنسان من وقت يفرّغ فيه مكانه لغيره. إن يشوع أخلى مكانه لقاض يدبر إسرائيل كما أخلى موسى مكانه ليشوع.
- إنه يجب أن نرتب أمور بيتنا قبل الذهاب عنه. إن يشوع علم أنه صار على وشك الوفاة ومع ذلك اعتنى بتدبير بيته شعب إسرائيل.
- إن الله عيّن لكل نفس نصيبها. إنه عيّن نصيباً لكل من أسباط إسرائيل من الأرض وكذا عيّن لكل إنسان مقاماً وعملاً على هذه الأرض.
- إنه على الشعب أن يقوم بحاجات خدَم الدين الذين لا نصيب لهم إلا من خدمتهم كما كان من أمر اللاويين (ع ٣٣).
- إن الحياة تنتهي والعمل لا ينتهي. إن الأرض استراحت من الحرب (ص ١١: ٢٣) لكن النصر لم يتم فبقي على الإسرائيليين أن يحاربوا للاستيلاء على ما بقي من الأرض بعد يشوع.
- إن الإيمان يُري صاحبه الأمور الآتية كأنها قد وقعت ومضت. فيشوع قسم الأرض الموعود بها على إسرائيل مع أنهم لم يكونوا قد استولوا إلا على جزء منها (ع ١ – ٧).
- إنه على عبد الرب أن يعمل ما استطاع العمل. فإن يشوع قد شاخ وتقدم في الأيام ولكنه لم يترك الخدمة.
-
أخذ بنو رأوبين ما طلبوه (ع ١٥) وكان ذلك علة تأخرهم لأن أرضهم وإن كانت جيدة كانت بعيدة عن إخوتهم فصاروا عرضة لأخطار جسدية وأدبية فظهر منهم شيء من الجبانة (قضاة ٥: ١٦). ولم يُفضّل رأوربين وإن كان البكر (تكوين ٤٩: ٤). فعلينا أن نقول في كل طلباتنا ليس كما نريد نحن بل كما يريد الرب.
السابق |
التالي |