سفر يشوع

سفر يشوع | 12 | السنن القويم

السنن القويم في تفسير أسفار العهد القديم

شرح سفر يشوع

للقس . وليم مارش

القسم الثاني من سفر يشوع: تقسيم الأرض بين أسباط إسرائيل ص ١٢ إلى ص ٢٢

اَلأَصْحَاحُ ٱلثَّانِي عَشَرَ

مراجعة الانتصار على سبيل الاختصار ع ١ إلى ٢٣

١ «وَهٰؤُلاَءِ هُمْ مُلُوكُ ٱلأَرْضِ ٱلَّذِينَ ضَرَبَهُمْ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَٱمْتَلَكُوا أَرْضَهُمْ فِي عَبْرِ ٱلأُرْدُنِّ نَحْوَ شُرُوقِ ٱلشَّمْسِ، مِنْ وَادِي أَرْنُونَ إِلَى جَبَلِ حَرْمُونَ وَكُلِّ ٱلْعَرَبَةِ نَحْوَ ٱلشُّرُوقِ».

عدد ٢١: ٢٤ تثنية ٣: ٨ و٩

مُلُوكُ ٱلأَرْضِ أي قسم أرض كنعان المذكور من هذه الآية إلى الآية السادسة.

لما قرب وقت تقسيم الأرض على الأسباط وانتهى الحرب أخذ الكاتب يذكر خلاصة النصر بالاختصار تسهيلاً للحفظ وتذكرة للإسرائيليين وابتدأ الحديث من بدء حروب موسى إلى نهاية حروبه هو. وكانت الأرض التي استولى الإسرائيليون عليها قسمين. الأول شرقي نهر الأردن وهذا استولوا عليه وموسى قائدهم (ع ٦) وأعطاه سبطين ونصف سبط أي رأوبين وجاد ونصف سبط منسى. وذكر ملوكه وبلادهم في الأعداد الستة الأولى. والثاني غربي الأردن وهذا استولوا عليه وقائدهم يشوع (ع ٧) وقسمه على الأسباط التسعة ونصف سبط من سبط الآخر على أن الانتصار على كنعان عمل واحد ابتدأه موسى وكمله وختمه يشوع وهو عمل الله بواسطة هذين القائدين. وشق يشوع مياه نهر الأردن يشبه شق موسى مياه البحر الأحمر. وكل ذلك رمز إلى جهاد يسوع وشعبه ومصير العالم ملكاً لربنا يسوع المسيح.

مِنْ وَادِي أَرْنُونَ إِلَى جَبَلِ حَرْمُونَ أرنون نهر صغير لكنه أعظم الأنهار في شرقي بحر لوط. كان حداً لكل الأرض الجنوبية التي شغلها الإسرائيليون في عبر الأردن واسمه اليوم «الموجب» وكان جبل حرمون المعروف اليوم بجبل الشيخ حدّ الأرض الشمالية. وطول أرنون نحو خمسين ميلاً يجري من جبل جلعاد مسافة بعيدة. ثم يجري من الشمال إلى الجنوب ثم يجري إلى الشمال الغربي ويصب في بحر لوط غير بعيد عن مصب الأردن وهو يعظم في الشتاء ثم يقل شيئاً فشيئاً إلى أن يكاد يجف في الصيف (انظر تفسير تثنية ٣: ٨).

وَكُلِّ ٱلْعَرَبَةِ نَحْوَ ٱلشُّرُوقِ أي السهل شرقي الأردن ويُعرف أيضاً بعربات موآب أي سهول موآب (انظر تفسير عدد ٢٢: ١ وتثنية ١: ١ و٣٤: ١).

٢ «سِيحُونُ مَلِكُ ٱلأَمُورِيِّينَ ٱلسَّاكِنُ فِي حَشْبُونَ، ٱلْمُتَسَلِّطُ مِنْ عَرُوعِيرَ ٱلَّتِي عَلَى حَافَةِ وَادِي أَرْنُونَ وَوَسَطِ ٱلْوَادِي وَنِصْفِ جِلْعَادَ إِلَى وَادِي يَبُّوقَ تُخُومِ بَنِي عَمُّونَ».

عدد ٢١: ٢٤ وتثنية ٢: ٣٣ و٣٦ و٣: ٦ و١٦

سِيحُونُ مَلِكُ ٱلأَمُورِيِّينَ أهل البلاد هذا الملك وسبق ذكر بلاده في (تثنية ٢: ٣٦).

حَشْبُونَ هي المسماة أطلالها اليوم حسبان ولم تزل تلك الأطلال ماثلة وكانت في أول الأمر من مدن الموآبيين ثم استولى عليها سيحون ملك الأموريين واتخذها عاصمة لبلاده وهي واقعة على التخم بين رأوبين وجاد على غاية خمسة عشر ميلاً شرقي طرف بحر لوط الشمالي.

عَرُوعِيرَ مدينة في شمالي نهر أرنون (انظر تفسير ع ١). وهي خربة اليوم وأطلالها على شاهق يبعد اثني عشر ميلاً شرقي طرف بحر لوط الشمالي.

وَادِي أَرْنُونَ (انظر تفسير ع ١).

وَسَطِ ٱلْوَادِي أي النهر.

نِصْفِ جِلْعَادَ أي نصف جبل جلعاد أو الأرض من شرقي الأردن إلى بلاد العرب وهي تشتمل على ما يُعرف بالبلقاء اليوم.

وَادِي يَبُّوقَ نهر يُعرف اليوم بنهر الزرقاء منبعه قرب عمان يلتقي بالأردن في منتصف المسافة بين بحر لوط وبحر طبريا. فكانت حدود مملكة سيحون نهر أرنون جنوباً ونهر يبّوق شمالاً والأردن غرباً وجبال العربية شرقاً.

تُخُومِ بَنِي عَمُّونَ بيان لمتعدِّد من عروعير وما يعدها أي من تلك المتعددات التي هي تخوم بني عمون. وبنو عمون نسل بن عمّي بن لوط (تكوين ١٩: ٣٨).

٣ «وَٱلْعَرَبَةِ إِلَى بَحْرِ كِنَّرُوتَ نَحْوَ ٱلشُّرُوقِ، وَإِلَى بَحْرِ ٱلْعَرَبَةِ (بَحْرِ ٱلْمِلْحِ) نَحْوَ ٱلشُّرُوقِ طَرِيقِ بَيْتِ يَشِيمُوتَ، وَمِنَ ٱلتَّيْمَنِ تَحْتَ سُفُوحِ ٱلْفِسْجَةِ.

تثنية ٣: ١٧ ص ١٣: ٢٠ تثنية ٣: ١٧ و٤: ٤٩

ٱلْعَرَبَةِ (انظر تفسير ع ١).

بَحْرِ كِنَّرُوتَ أي بحر الجليل وهو بحر طبرية. وكنّروت هي المعروفة في العهد الجديد بجنيسارت وهي أرض غربي بحر الجليل. زعم بعضهم أنها السهل المعروف بالغوير وطولها على شاطئ البحر المذكور يقرب من أربعة أميال وعرضها نحو ميل.

بَحْرِ ٱلْعَرَبَةِ بَحْرِ ٱلْمِلْحِ بحر لوط وكان موضعه سهلاً ولهذا كانت المدن التي غمرها مدن السهل ومنها سدوم وعمورة.

بَيْتِ يَشِيمُوتَ أي بيت القفار مدينة على الشمال الغربي من بحر لوط وقال بعضهم أنها المعروفة اليوم بعين صويمة.

تَحْتَ سُفُوحِ ٱلْفِسْجَةِ أي على جوانب الفسجة وهي أحد تلال جبل نبو التي رأى موسى قبل موته أرض الميعاد منها (تثنية ٣: ٢٧ و٣٤: ١) أو لعلها حضيض ذلك الجبل ويُعرف اليوم بجبل نبا (تثنية ٣: ١٧).

٤ «وَتُخُومُ عُوجٍ مَلِكِ بَاشَانَ مِنْ بَقِيَّةِ ٱلرَّفَائِيِّينَ ٱلسَّاكِنِ فِي عَشْتَارُوثَ وَفِي إِذْرَعِي».

عدد ٢١: ٣٥ وتثنية ٣: ٤ و١٠ تثنية ٣: ١١ وص ١٣: ١٢ تثنية ١: ٤

تُخُومُ عُوجٍ مَلِكِ بَاشَانَ (تثنية ٣: ١١) أي أهل تلك التخوم فهذا معطوف على سيحون باعتبار أن المراد أهل سيحون (انظر تفسير ع ٢). ومعنى ما ذُكر من ع ١ إلى هنا أن بني إسرائيل ضربوا أهل البلاد التي ملوكها سيحون الخ. وباشان بلاد في أرض كنعان شرقي الأردن بين جبل حرمون وجبل جلعاد وهو حوران والجولان واللجاه.

مِنْ بَقِيَّةِ ٱلرَّفَائِيِّينَ أي الجبابرة وهم قبيلة قديمة شرقي الأردن (انظر تثنية ٣: ١١ والتفسير وتكوين ١٤: ٥ والتفسير).

ٱلسَّاكِنِ فِي عَشْتَارُوثَ أي الساكن قومه أو الساكن هو وقومه أو رعيته في البلاد التي عاصمتها عشتاروث وتُسمى عشتاروت قرنايم أيضاً وكانت في حوران ولم يزل في حوران مكان يُسمى تل عشترة على أمد فرسخين من أذرعي. وقد تقدم الكلام بالتفصيل على عشتاروت (انظر تفسير تكوين ١٤: ٥).

إِذْرَعِي أي كورة إذرعي التي مدينة إذرعي عاصمتها. وبعضهم أخذ الكلام على ظاهره ورأى المعنى أن عوج كان له عاصمتان عشتاروت وإذرعي فكان يقيم بالأولى وقتاً وبالأخرى آخر وفي هذا لا حاجة إلى المجاز. وإذرعي مدينة في حوران تُعرف اليوم بإذرع وهي على غاية ٧٥ ميلاً من بصرى موقعها في وادٍ عميق يحيط به خرَب وأطلال محيطها نحو ميلين وفيها كثير من الكهوف والبرك الكبيرة وبئر ماء عذب وكانت في السهم الذي لنصف سبط منسى.

٥ «وَٱلْمُتَسَلِّطِ عَلَى جَبَلِ حَرْمُونَ وَسَلْخَةَ وَعَلَى كُلِّ بَاشَانَ إِلَى تُخُمِ ٱلْجَشُورِيِّينَ وَٱلْمَعْكِيِّينَ وَنِصْفِ جِلْعَادَ، تُخُومِ سِيحُونَ مَلِكِ حَشْبُونَ».

تثنية ٣: ٨ تثنية ٣: ١٠ وص ١٣: ١١ تثنية ٣: ١٤

وَٱلْمُتَسَلِّطِ معطوف على الساكن في (ع ٤).

حَرْمُونَ جبل الشيخ.

سَلْخَةَ وتُعرف اليوم بسلخد وصلخد عند طرف جبل الدروز الجنوبي وقلعة سلخد أو صلخد على حدود الصحراء الشامية على تل يشرف على السهل يُرى من بعيد على هيئة مخروط مقطوع. وهذه القلعة بُنيت في عصر الرومانيين على بعض أعتابها صوَر نسور وكتابات عربية ويونانية منذ السنة ١٩٦ و٢٤٦ للميلاد. وفيها قصر حوله نحو ٨٠٠ بيت سقوفها من الحجارة لم يزل كثير منها محفوظاً ولكن السكان قليلون.

ٱلْجَشُورِيِّينَ سكان جشور وهي أرض شرقي الأردن وشمالي باشان (ربما كانت تعم شمالي الجولان واللجاه) وكانت في سهم منسى. كانت في زمن داود مستقلة فهرب أبشالوم إليها على أثر قتله أمنون (٢صموئيل ١٣: ٣٧). وفي تخمها جسر على الأردن يُعرف بجسر بنات يعقوب.

ٱلْمَعْكِيِّينَ أهل معكة وهي مملكة صغيرة على تخم فلسطين الشمالي الشرقي.

تُخُومِ سِيحُونَ بيان لمتعدد من تخم الجشوريين وما بعده.

حَشْبُونَ (انظر تفسير ع ٢).

٦ «مُوسَى عَبْدُ ٱلرَّبِّ وَبَنُو إِسْرَائِيلَ ضَرَبُوهَا. وَأَعْطَاهَا مُوسَى عَبْدُ ٱلرَّبِّ مِيرَاثاً لِلرَّأُوبَيْنِيِّينَ وَٱلْجَادِيِّينَ وَلِنِصْفِ سِبْطِ مَنَسَّى».

عدد ٢١: ٢٤ و٣٣ عدد ٣٢: ٢٩ و٣٣ وتثنية ٣: ١١ و١٢ وص ١٣: ٨

ضَرَبُوهَا قتلوا أهلها بالسيف واستولوا عليها والضمير راجع إلى الأرض المذكورة من ع ١ – هنا. وهذه نهاية ما استولى عليه الإسرائيليون وقائدهم موسى عبد الرب.

٧ «وَهٰؤُلاَءِ هُمْ مُلُوكُ ٱلأَرْضِ ٱلَّذِينَ ضَرَبَهُمْ يَشُوعُ وَبَنُو إِسْرَائِيلَ فِي عَبْرِ ٱلأُرْدُنِّ غَرْباً، مِنْ بَعْلِ جَادَ فِي بُقْعَةِ لُبْنَانَ إِلَى ٱلْجَبَلِ ٱلأَقْرَعِ ٱلصَّاعِدِ إِلَى سَعِيرَ. وَأَعْطَاهَا يَشُوعُ لأَسْبَاطِ إِسْرَائِيلَ مِيرَاثاً حَسَبَ فِرَقِهِمْ».

ص ١١: ١٧ تكوين ١٤: ٦ و٣٢: ٣ وتثنية ٢: ١ و٤ وص ١١: ١٧ ص ١١: ٢٣

مُلُوكُ ٱلأَرْضِ أي القسم الباقي من أرض كنعان الذي استولى عليه الإسرائيليون وقائدهم يشوع.

عَبْرِ ٱلأُرْدُنِّ غَرْباً راجع ما قيل في تفسير العدد الأول.

بَعْلِ جَادَ هذا مكرر ما في (ص ١١: ١٧ فارجع إلى تفسيره).

٨ «فِي ٱلْجَبَلِ وَٱلسَّهْلِ وَٱلْعَرَبَةِ وَٱلسُّفُوحِ وَٱلْبَرِّيَّةِ وَٱلْجَنُوبِ: ٱلْحِثِّيُّونَ وَٱلأَمُورِيُّونَ وَٱلْكَنْعَانِيُّونَ وَٱلْفَرِزِّيُّونَ وَٱلْحِوِّيُّونَ وَٱلْيَبُوسِيُّونَ».

ص ١٠: ٤ و١١: ١٦ خروج ٣: ٨ و٢٣: ٢٣ وص ٩: ١

فِي ٱلْجَبَلِ وَٱلسَّهْلِ أي الأرض الجبلية والأرض السهلية.

ٱلْعَرَبَةِ سهل بعينه مرّ تفسيره في عدة آيات وهي هنا الوادي أو الغور شمالي بحر لوط.

ٱلسُّفُوحِ جوانب الجبال أو ما جاور أحضّتها.

ٱلْبَرِّيَّةِ مضارب الخيام والمراعي على ما يرجح.

ٱلْحِثِّيُّونَ الخ مبتدأ خبره متعلق المجرورات المذكورة من قوله «في الجبل والسهل» إلى قوله «الجنوب» وقد تقدّم الكلام على هؤلاء الأمم في عدة مواضع (انظر تفسير تكوين ١٠: ١٥ – ١٨). وهذه الآية على ما يظهر معترضة بين قوله «هؤلاء هم الملوك…» وقوله «ملك أريحا» الخ. ورأى بعضهم أن المعنى المتحصل أن الإسرائيليين ضربوا سكان الجبال والأودية الخ حتى الحثيين الخ.

٩ «مَلِكُ أَرِيحَا وَاحِدٌ. مَلِكُ عَايَ ٱلَّتِي بِجَانِبِ بَيْتِ إِيلَ وَاحِدٌ».

ص ٦: ٢ ص ٨: ٢٩

من هذه الآية إلى آخر الأصحاح أي الآية الرابعة والعشرين بيان أسماء الملوك الأحد والثلاثين الذين ضربهم يشوع.

مَلِكُ أَرِيحَا (انظر تفسير ص ٦: ٢ الخ).

مَلِكُ عَايَ (انظر تفسير ص ٨: ١ – ٢٩).

١٠ – ١٢ «١٠ مَلِكُ أُورُشَلِيمَ وَاحِدٌ. مَلِكُ حَبْرُونَ وَاحِدٌ. ١١ مَلِكُ يَرْمُوتَ وَاحِدٌ. مَلِكُ لَخِيشَ وَاحِدٌ. ١٢ مَلِكُ عَجْلُونَ وَاحِدٌ. مَلِكُ جَازَرَ وَاحِدٌ».

ص ١: ٢٣ ص ١٠: ٣٣

مَلِكُ أُورُشَلِيمَ (انظر تفسير ص ١٠: ١ – ٢٣).

مَلِكُ حَبْرُونَ… مَلِكُ يَرْمُوتَ… مَلِكُ لَخِيشَ… مَلِكُ عَجْلُونَ (انظر تفسير ص ١٠: ٣).

مَلِكُ جَازَرَ (انظر تفسير ص ١٠: ٣٣).

١٣، ١٤ «١٣ مَلِكُ دَبِيرَ وَاحِدٌ. مَلِكُ جَادَرَ وَاحِدٌ. ١٤ مَلِكُ حُرْمَةَ وَاحِدٌ. مَلِكُ عِرَادَ وَاحِدٌ».

ص ١٠: ٣٨

مَلِكُ دَبِيرَ… مَلِكُ جَادَرَ… مَلِكُ حُرْمَةَ… مَلِكُ عِرَادَ (انظر تفسير ص ١٠: ٣٨). و«جادر» المرجّح أنها جدور وهي مدينة لبنيامين. و«حرمة» مدينة في جنوبي كنعان اسمها الأصلي صفاة. زعم بعضهم أنها في مضيق اسمه الصف على غاية ٤٠ ميلاً من بئر سبع شرقاً. وظنّ بعضهم أن موقعها سُبيطة على أمد ٢٠ ميلاً من عين قادس. و«عراد» مدينة في تخم اليهودية الجنوبي (عدد ٢١: ١ – ٣).

١٥ «مَلِكُ لِبْنَةَ وَاحِدٌ. مَلِكُ عَدُلاَّمَ وَاحِدٌ».

ص ١٠: ٢٩ ص ١٠: ٣٤

لِبْنَةَ (انظر تفسير ص ١٠: ٢٩).

عَدُلاَّمَ (انظر تفسير تكوين ٣٨: ١ و«عدلام» في قاموس الكتاب المقدس).

١٦ «مَلِكُ مَقِّيدَةَ وَاحِدٌ. مَلِكُ بَيْتِ إِيلَ وَاحِدٌ».

ص ١٠: ٢٨ ص ٨: ١٧ وقضاة ١: ٢٢

مَقِّيدَةَ (انظر تفسير ص ١٠: ١٠).

١٧ «مَلِكُ تَفُّوحَ وَاحِدٌ. مَلِكُ حَافَرَ وَاحِدٌ».

١ملوك ٤: ١٠

تَفُّوحَ كان في أرض كنعان مدينتان بهذا الاسم إحداهما في سهم يهوذا (ص ١٥: ٣٤) والأخرى في سهم أفرايم (ص ١٦: ٨ و١٧: ٨) والمرجّح أن المراد بها هنا الأخرى وكانت على تخم أفرايم ومنسى.

حَافَرَ كورة في فلسطين الأرجح أنها في سهم يهوذا وتُعرف اليوم بالمشهد.

١٨ «مَلِكُ أَفِيقَ وَاحِدٌ. مَلِكُ لَشَّارُونَ وَاحِدٌ».

إشعياء ٣٣: ٩

أَفِيقَ يُطلق هذا الاسم على ست مدن لا يُعرف أيها المذكورة هنا. والمرجّح أنها أفيقة قرب تفوح في جبال يهوذا قرب حبرون. وثلاث من هذه المدن في الأقاليم الشمالية.

لَشَّارُونَ وتُعرف اليوم بشارونة وهي قرب تابور.

١٩ «مَلِكُ مَادُونَ وَاحِدٌ. مَلِكُ حَاصُورَ وَاحِدٌ».

ص ١١: ١٠

مَادُونَ… حَاصُورَ المرجّح أن الأولى هي مادون قرب حطّين. والثانية لم تُعرف بالتحقيق (انظر تفسير ص ١١: ١).

٢٠ «مَلِكُ شِمْرُونَ مَرَأُونَ وَاحِدٌ. مَلِكُ أَكْشَافَ وَاحِدٌ».

ص ١١: ١ و١٩: ١٥

شِمْرُونَ مَرَأُونَ مرأون بيان لشمرون أو بدل منها وقد ذُكرت في (تفسير ص ١١: ١ فارجع إليه).

أَكْشَافَ (انظر تفسير ص ١١: ١).

٢١ «مَلِكُ تَعْنَكَ وَاحِدٌ. مَلِكُ مَجِدُّو وَاحِدٌ».

تَعْنَكَ… مَجِدُّو «تعنك» مدينة في سهم منسى صارت للاويين وهي قريبة من مجّدو. وهي على غاية أربعة أميال من لجّون و١٣ ميلاً من الناصرة و٤٨ ميلاً من أورشليم. و«مجّدو» المرجّح أنها تلّ المتسلم وهي على غاية أربعة أميال من تعنك على الشمال الغربي في سهل يزرعيل أو مرج ابن عمير يمرّ فيه أكبر فروع المقطّع ووقع فيه حروب كثيرة. هناك انتصر باراق (قضاة ٤: ٦ – ١٧) ومات أخزيا (٢ملوك ٩: ٢٧). ويوشيا (٢ملوك ٢٣: ٢٩) وسُميت هرمجدون (رؤيا ١٦: ١٦).

٢٢ «مَلِكُ قَادِشَ وَاحِدٌ. مَلِكُ يَقْنَعَامَ فِي كَرْمَلَ وَاحِدٌ».

ص ١٩: ٣٧

قَادِشَ رأى الأكثرون أنها هي القرية المعروفة اليوم بقادس وهي على غاية عشرة أميال من صفد شمالاً وعلى أمد ٤ أميال إلى الشمال الغربي من الحولة.

يَقْنَعَامَ مدينة لزبولون مُنحت هي ومزارعها للاويين ظنها بعضهم تل قيمون وبعضهم أنها عنده على غاية اثني عشر ميلاً من الناصرة من الجنوب الغربي.

٢٣ «مَلِكُ دُوَرٍ فِي مُرْتَفَعَاتِ دُوَرٍ وَاحِدٌ. مَلِكُ جُويِيمَ فِي ٱلْجِلْجَالِ وَاحِدٌ».

ص ١١: ٢ تكوين ١٤: ١ و٢ وإشعياء ٩: ١

دُوَرٍ هي المعروفة اليوم بالطنطورة (انظر تفسير ص ١١: ٢).

جُويِيمَ معنى جوييم في العبرانية وتُلفظ الجيم مصرية «أمم» وفي حاشية الكتاب المقدس ذي الشواهد «أو الأمم» فيكون المعنى أمم أو قبائل تحت قيادة ملك الجلجال ولكن المترجم تركها على لفظها العبراني لاحتمال أن تكون علماً لمدينة فإن كانت مدينة فهي غير معلوم شيء من أمرها سوى أنها عاصمة مملكة في الجلجال. وقد جاءت محتملة اسم أرض ومعنى أمم في (تكوين ١٤: ١). ورُجّح أنها اسم أرض (انظر تفسير تكوين ١٤: ١) ولكن تلك الأرض بعيدة عن إمكان الآية هنا.

ٱلْجِلْجَالِ وهي اليوم قرية اسمها جلجليّة.

٢٤ «مَلِكُ تِرْصَةَ وَاحِدٌ. جَمِيعُ ٱلْمُلُوكِ وَاحِدٌ وَثَلاَثُونَ».

تِرْصَةَ ظنها بعضهم تلّوزة على غاية ميلين في الشمال الشرقي من جبل عيبال وخمسة أميال في شرقي السامرة و٣٠ ميلاً في شمالي أورشليم. ورأى آخرون أنها كانت عند تياسير على الطريق بين نابلس وبيسان على غاية ١٢ ميلاً في شرقي السامرة. وكانت ترصة مركزاً للمملكة الشمالية نحو خمسين سنة إلى أن بنى عمري السامرة وكانت جميلة للغاية.

جَمِيعُ ٱلْمُلُوكِ وَاحِدٌ وَثَلاَثُونَ أي جميع الملوك الذين ضربهم يشوع وبنو إسرائيل عددهم ٣١. وكل هذه الأرض المذكورة هنا جزء صغير من سورية ومن ذلك يتبين لك أن ممالك تلك الملوك لا تزيد كثيراً على المديريات في هذه الأيام. ولكن السكان في عصر يشوع كانوا أكثر من السكان في عصرنا وكان بنو إسرائيل ضعفاء بالنسبة إلى أولئك الأقوياء فلولا عون الله لهم لكان الكنعانيون ما أبقوا منهم بقية.

فوائد

  1. إن الله لا يدفع عنّا كل التجارب لكي نعرف ضعفنا فنلجأ إليه ولكي نبذل الجهد في دفع ما بقي. إن الله ولّى بني إسرائيل بواسطة عبديه موسى ويشوع أرض الميعاد لكن أبقى فيها بعض الأمم (ص ١٣: ١ – ٦) لكي يجتهد الإسرائيليون في تأديبهم أو الإتيان بهم إليه تعالى وكان الأمران كلاهما في طاقتهما لو أرادا. ونحن الله ولّانا كنعان السماوية ولكنه أبقى الخطيئة والضعف البشري لكي نخضع لله ونحارب الإثم ونخلص نفوسنا وغيرنا من الأثمة بنعمته ونحن على ذلك قادرون.
  2. إن لكل مجاهد نصيباً من اثنين الانتصار والانكسار فإن جاهد الجهاد الحسن نُصر وإلا كُسر. إن الإسرائيليين غلبوا ملوكاً كثيرة من الأقوياء بسيرهم على السنن الذي أبانه الله لهم ولكنهم إذ كانوا ينحرفون عن ذلك السنن كانوا ينكسرون كما كان من أمرهم في محاربة أهل عاي الأولى.
  3. إن الكثرة والشجاعة لا تأتيان بالنصر إن لم يكن المحاربون تحت عَلَم الله. فأولئك الملوك لاتكالهم على قوتهم وعدم طلبهم مشورة الله كسرهم الإسرائيليون وأخذوا أرضهم مع كثرة عددهم وعظمة قوّتهم.
  4. إن الفاضل قد يأتي بأعظم مما يأتي به الأفضل. فإن موسى كان أفضل من يشوع ولكنه لم يغلب من الملوك إلا قليلين وأما يشوع فغلب واحداً وثلاثين ملكاً. فلا ييأس المؤمن الضعيف من أن يفعل في كرم الرب أكثر مما فعل مشاهير الرسل. الله هو الذي اختار أكابر رجاله وأعانهم وهو قادر أن يعين أصغر عبيده ويأتي بواسطته إصلاحاً لم يأته بواسطة أحد من أولئك الأكابر.
  5. يمكن كل إنسان الغلبة التامة على جميع أعدائه الروحيين لأن الله قادر على كل شيء ووعده بالنصرة فلا يقصر أحد إلا لكسله أو عدم الإيمان.
  6. كانت كنعان أرض متنوعة فيها جبال وسهول وسفوح وبريّة (ع ٨) وكذلك مواهب الله الروحية لشعبه متنوعة منها ما يناسب كلاَّ من المؤمنين (١كورنثوس ص ١٢).
  7. كُتب في الكتاب المقدس أسماء الملوك المغلوبين تذكاراً أبدياً لنصرة الإسرائيليين وهكذا يكتب الله في سفره جميع انتصاراتنا على أعدائنا الروحية تنشيطاً لنا.
  8. الكتاب يذكر أسماء الملوك فقط ولكنهم مذكورون نيابة عن ألوف من الرجال والنساء والأولاد من الشعوب قتلوا وخربت أملاكهم لأن فساد الكنعانيين كان فساداً عمومياً وصلاح مملكة يقوم بصلاح رعيتها أفراداً وليس بصلاح الملك فقط.

السابق
التالي
زر الذهاب إلى الأعلى