سفر أيوب

سفر أيوب | 40 | السنن القويم

السنن القويم في تفسير أسفار العهد القديم

شرح سفر أيوب 

للقس . وليم مارش

اَلأَصْحَاحُ ٱلأَرْبَعُونَ

١ – ٥ «١ وَقَالَ ٱلرَّبُّ لأَيُّوبَ: ٢ هَلْ يُخَاصِمُ ٱلْقَدِيرَ مُوَبِّخُهُ، أَمِ ٱلْمُحَاجُّ ٱللّٰهَ يُجَاوِبُهُ؟ ٣ فَأَجَابَ أَيُّوبُ ٱلرَّبَّ: ٤ هَا أَنَا حَقِيرٌ، فَمَاذَا أُجَاوِبُكَ؟ وَضَعْتُ يَدِي عَلَى فَمِي. ٥ مَرَّةً تَكَلَّمْتُ فَلاَ أُجِيبُ، وَمَرَّتَيْنِ فَلاَ أَزِيدُ».

ص ٩: ٣ و١٠: ٢ و٣٣: ١٣ ص ١٣: ٣ و٢٣: ٤ و٣١: ٣٥ ص ٢١: ٥ و٢٩: ٩ ص ٩: ٣ و١٥

وَقَالَ ٱلرَّبُّ لأَيُّوبَ وجه الرب كلامه إلى أيوب وإلى ما كان أيوب قاله.

مُوَبِّخُهُ (ع ٢) أي أيوب هو الذي وبخ الرب.

فَأَجَابَ أَيُّوبُ (ع ٣) شعر أيوب بخطيئته وتبكيت ضميره بعدما تأمل في أعمال الله ورأى الله في أعماله. وكان كلام أيوب للرب قليلاً فإن التائب توبة حقيقية لا يكثر الكلام كما أن العشار (لوقا ١٨: ١٣) لم يقل إلا «ٱرْحَمْنِي أَنَا ٱلْخَاطِئَ».

مَرَّةً… مَرَّتَيْنِ (ع ٥) أقواله السابقة عددها كذا وكذا.

٦ – ١٤ «٦ فَقَالَ ٱلرَّبُّ لأَيُّوبَ مِنَ ٱلْعَاصِفَةِ: ٧ ٱلآنَ شُدَّ حَقَوَيْكَ كَرَجُلٍ. أَسْأَلُكَ فَتُعْلِمُنِي. ٨ لَعَلَّكَ تُنَاقِضُ حُكْمِي. تَسْتَذْنِبُنِي لِتَتَبَرَّرَ أَنْتَ! ٩ هَلْ لَكَ ذِرَاعٌ كَمَا لِلّٰهِ، وَبِصَوْتٍ مِثْلِ صَوْتِهِ تُرْعِدُ؟ ١٠ تَزَيَّنِ ٱلآنَ بِٱلْجَلاَلِ وَٱلْعِزِّ، وَٱلْبِسِ ٱلْمَجْدَ وَٱلْبَهَاءَ. ١١ فَرِّقْ فَيْضَ غَضَبِكَ، وَٱنْظُرْ كُلَّ مُتَعَظِّمٍ وَٱخْفِضْهُ. ١٢ اُنْظُرْ إِلَى كُلِّ مُتَعَظِّمٍ وَذَلِّلْهُ، وَدُسِ ٱلأَشْرَارَ فِي مَكَانِهِمِ. ١٣ اُطْمُرْهُمْ فِي ٱلتُّرَابِ مَعاً، وَٱحْبِسْ وُجُوهَهُمْ فِي ٱلظَّلاَمِ. ١٤ فَأَنَا أَيْضاً أَحْمَدُكَ لأَنَّ يَمِينَكَ تُخَلِّصُكَ».

ص ٣٨: ١ ص ٣٨: ٣ ص ٣٨: ٣ و٤٢: ٤ ص ١٠: ٣ و٧ و١٦: ١١ و١٩: ٦ و٢٧: ٢ ص ١٣: ١٨ و٢٧: ٦ ص ٣٧: ٥ إشعياء ٤٢: ٢٥ وناحوم ١: ٦ و٨ إشعياء ٢: ١٢ ودانيال ٤: ٣٧ و١صموئيل ٢: ٧ وإشعياء ١٣: ١١ إشعياء ٦٣: ٣ إشعياء ٢: ١٠ – ١٢

كلم الرب أيوب كلاماً وغاية الكلام الإفادة ولو لم يكن لأيوب عقل وضمير وقوة الإدراك في الروحيات لما كلمه بل كان سكّته بإظهار عظمته بالرعد والزلزلة ولكنه أقنعه بالكلام وليست غاية الكلام زيادة ارتباك أيوب واقتناعه بأنه لا يقدر أن يفهم أعمال الله في الطبيعة ولا في حياته بل غاية الله إعلان نفسه لأيوب لأن الله نفسه نور والنور يطرد الظلمة.

مِنَ ٱلْعَاصِفَةِ (انظر تفسير ٣٨: ١ و٢).

لَعَلَّكَ تُنَاقِضُ حُكْمِي (ع ٨) كان أيوب ناقض حكم الله بما نسب إليه ظلماً. وكل من يتذمر على الرب يناقض حكمه. ويعني بتذمره أنه يعرف أكثر من الرب وإنه لو كان في مكان الرب لكان تدبيره غير تدبيره وأحسن منه.

لِتَتَبَرَّرَ أَنْتَ لأن أيوب نظر إلى بره وافتخر فيه وغايته في كلامه إثبات بره.

هَلْ لَكَ ذِرَاعٌ كَمَا لِلّٰهِ (ع ٩) بما أن أيوب كان تذمر ونسب إلى الله ظلماً وبأقواله حكم على الرب وجعل نفسه في مكانه دعاه الرب الآن ليجلس على العرش ويدبر الكون وسأله هل لك قدرة على ذلك ثم وجه نظره إلى الأشرار والمتعظمين في الأرض وسأله هل يقدر أن يخفضهم ويذللهم فنتج من كلام الرب أولاً أنه قادر على كل شيء وإلا لما ثبت الكون وثانياً إنه عادل وإن كل ما كان عمله لأيوب هو بالعدل فليس لأيوب أن يتذمر.

دُسِ ٱلأَشْرَارَ فِي مَكَانِهِمِ (ع ١٢) سريعاً كل الدوس فلا يخرجون من مكانهم لإتمام مقاصدهم الشريرة.

وَٱحْبِسْ وُجُوهَهُمْ فِي ٱلظَّلاَمِ (ع ١٣) في ظلمة السجن أو غطّ وجوههم كما تتغطى وجوه المحكوم عليهم بالإعدام.

لأَنَّ يَمِينَكَ تُخَلِّصُكَ (ع ١٤) كان أيوب اعترض على حكم الله فعليه أن يثبت أنه يقدر أن يحكم في الكون حكماً أحسن من حكم الله فيقر الله إذ ذاك أن له قدرة كقدرته ويمينه أي ذراعه كذراع الله (انظر ع ٩ ومزمور ٩٨: ١ وإشعياء ٥٩: ١٦ و٦٣: ٥) ثم يذكر الله اثنين من خلائقه وهما بهيموث ولوياثان وسأله هل يقدر أن يذللهما وإن لم يقدر على ذلك فكيف يقدر أن يقف بوجه الرب الذي خلقهما.

١٥ – ٢٤ «١٥ هُوَذَا بهيموث (فَرَسُ ٱلْبَحْرِ) ٱلَّذِي صَنَعْتُهُ مَعَكَ. يَأْكُلُ ٱلْعُشْبَ مِثْلَ ٱلْبَقَرِ. ١٦ هَا هِيَ قُوَّتُهُ فِي مَتْنَيْهِ وَشِدَّتُهُ فِي عَضَلِ بَطْنِهِ. ١٧ يَخْفِضُ ذَنَبَهُ كَأَرْزَةٍ. عُرُوقُ فَخْذَيْهِ مَضْفُورَةٌ. ١٨ عِظَامُهُ أَنَابِيبُ نُحَاسٍ، وَأَضْلاَعُهُ حَدِيدٌ مُطَرَّقٌ. ١٩ هُوَ أَوَّلُ أَعْمَالِ ٱللّٰهِ. ٱلَّذِي صَنَعَهُ أَعْطَاهُ سَيْفَهُ. ٢٠ لأَنَّ ٱلْجِبَالَ تُخْرِجُ لَهُ مَرْعىً وَجَمِيعَ وُحُوشِ ٱلْبَرِّ تَلْعَبُ هُنَاكَ. ٢١ تَحْتَ ٱلسِّدْرَاتِ يَضْطَجِعُ فِي سِتْرِ ٱلْقَصَبِ وَٱلْغَمِقَةِ. ٢٢ تُظَلِّلُهُ ٱلسِّدْرَاتُ بِظِلِّهَا. يُحِيطُ بِهِ صَفْصَافُ ٱلسَّوَاقِي. ٢٣ هُوَذَا ٱلنَّهْرُ يَفِيضُ فَلاَ يَفِرُّ هُوَ. يَطْمَئِنُّ وَلَوِ ٱنْدَفَقَ ٱلأُرْدُنُّ فِي فَمِهِ. ٢٤ هَلْ يُؤْخَذُ مِنْ أَمَامِهِ؟ هَلْ يُثْقَبُ أَنْفُهُ بِخِزَامَةٍ؟».

ع ١٩ ص ٤١: ٣٣ ع ١٥ مزمور ١٠٤: ٢٦

بهيموث (فَرَسُ ٱلْبَحْرِ) الكلمة العبرانية جمع بهيمة والجمع للتعظيم فمعنى بهيموث عظيمة. ويظن بعضهم أنه الفيل والأرجح أنه فرس الماء. ويوجد فرس الماء بقرب الأنهر في افريقية ولا سيما النيل وطول فرس الماء نحو ١٥ قدماً وعلوه ٧ أقدام وقوائمه قصيرة ورأسه كبير وعرض فيه نحو قدمين وطول أنيابه نحو قدمين وشعره قصير وجلده ثخين وقاس جداً حتى الرصاص يكاد لا يخرقه ولا يأكل إلا العشب والنباتات يأكل منها كثيراً ويخاف الفلاحون أنه يتلف مزروعاتهم.

صَنَعْتُهُ مَعَكَ فلا يقدر أيوب أن يفتخر بل يتذكر أنه هو أيضاً من جملة خلائق الله.

يَخْفِضُ ذَنَبَهُ كَأَرْزَةٍ (ع ١٧) ذنبه قصير وبلا شعر ولكنه عضلي وصلب كالخشب.

عُرُوقُ فَخْذَيْهِ مَضْفُورَةٌ أي قوية مشتبكة فتكون قوتهما قوة مجموعها.

أَوَّلُ أَعْمَالِ ٱللّٰهِ (ع ١٩) من الحيوانات. ومن جهة الكبر والقوة.

سَيْفَهُ أنيابه الطويلة الحادة التي بها يقصل الكلأ والنباتات كما بمنجل.

ٱلْجِبَالَ تُخْرِجُ لَهُ مَرْعىً (ع ٢٠) يلزمه كثير من النباتات فيجول يفتش عنها. والوحوش لا تخافه لأنه لا يأكل إلا النباتات.

ٱلسِّدْرَاتِ (ع ٢١) نبات ينمو في مصر على شطوط النيل أوراقه كبيرة وأزهاره منها ما هو أبيض ومنها ما هو أزرق.

ٱلأُرْدُنُّ (ع ٢٣) لم يذكر أحد أن فرس الماء يقيم عند الأردن والمعنى هنا أنه لا يفرّ من نهر فائض كالنيل ولا من نهر سريع كالأردن وإن كان عميقاً حتى يندفق في فمه. لا يقوى الإنسان على هذه البهيمة العظيمة ولا يخفى أن في هذا الوصف مبالغة وهي جائزة في الشعر.

السابق
التالي
زر الذهاب إلى الأعلى