سفر أيوب | 01 | السنن القويم
السنن القويم في تفسير أسفار العهد القديم
شرح سفر أيوب
للقس . وليم مارش
اَلأَصْحَاحُ ٱلأَوَّلُ
١ «كَانَ رَجُلٌ فِي أَرْضِ عُوصَ ٱسْمُهُ أَيُّوبُ. وَكَانَ هٰذَا ٱلرَّجُلُ كَامِلاً وَمُسْتَقِيماً يَتَّقِي ٱللّٰهَ وَيَحِيدُ عَنِ ٱلشَّرِّ».
إرميا ٢٥: ٢٠ ومراثي إرميا ٤: ٢١ حزقيال ١٤: ١٤ و٢٠ ويعقوب ٥: ١١ تكوين ٦: ٩ و١٧: ١ وتثنية ١٨: ١٣ تكوين ٢٢: ١٢ و٤٢: ١٨ وخروج ١٨: ٢١ ص ٢٨: ٢٨
عُوصَ مما يدل على موقعها (١) القول إن أيوب كان أعظم كل بني المشرق (٢) ذكر السبئيين (١: ١٥) وهم قبيلة سكنوا بلاد العرب (٣) ذكر الكلدانيين (١: ١٧) الذين كانت أرضهم في الشرق بين سوريا ونهر الفرات (٤) ذكر أليفاز التيماني (٢: ١١) وكانت تيمان قسماً من أرض أدوم (٥) ذكر قوافل تيماء (٦: ١٩) وكان تيماء قسماً من أدوم (٦) قول إرميا (مراثي ٤: ٢١) «اِطْرَبِي وَٱفْرَحِي يَا بِنْتَ أَدُومَ يَا سَاكِنَةَ عُوصٍ» أي كانت عوص على حدود أدوم. فنستدل من هذه الشواهد أن عوص كانت شمالي أدوم وشرقي سوريا والأرجح أنها الجوف الحالية التي تبعد عن معان نحو ٢١٠ أميال شرقاً وهي أرض واسعة مخصبة فيها ينابيع كثيرة وعدد سكانها نحو أربعين ألفاً.
أَيُّوبُ ليس غيره بهذا الاسم في الكتاب المقدس. ويعتقد بعضهم أن الاسم مشتق من آب يؤُب أوباً وإباباً بمعنى رجع وتاب.
كَامِلاً شهد الله له بأنه كامل (١: ٨) وشهدت له امرأته (٢: ٩) وشهد أيوب لنفسه (٢٧: ٥) ولم يقدر الشيطان أن ينكر ذلك. وهذا يوافق قصد الكاتب فإنه يبين أن الله يؤدب الأبرار لكي يُظهر برّهم ويمتحنهم ليتمجد فيهم. وليس المراد بهذا الكلام أن أيوب كان بلا خطيئة مطلقاً وأيوب نفسه قال (٤٢: ٦) «أَنْدَمُ فِي ٱلتُّرَابِ وَٱلرَّمَادِ» ولكنه سجد لله وليس لسواه (٣١: ٢٦ و٢٨) وإنما لم يرتكب الخطايا الجسيمة التي نسبها أصحابه له.
يَتَّقِي ٱللّٰهَ وَيَحِيدُ عَنِ ٱلشَّرِّ إن هذين الأمرين مرتبطان أحدهما بالآخر فإن الأفكار الطاهرة والأعمال الصالحة جميعها من الله والحياة المفيدة هي المؤسسة على التقوى والإيمان بالله.
٢، ٣ «وَوُلِدَ لَهُ سَبْعَةُ بَنِينَ وَثَلاَثُ بَنَاتٍ. ٣ وَكَانَتْ مَوَاشِيهِ سَبْعَةَ آلاَفٍ مِنَ ٱلْغَنَمِ وَثَلاَثَةَ آلاَفِ جَمَلٍ وَخَمْسَ مِئَةِ زَوْجِ بَقَرٍ وَخَمْسَ مِئَةِ أَتَانٍ، وَخَدَمُهُ كَثِيرِينَ جِدّاً. فَكَانَ هٰذَا ٱلرَّجُلُ أَعْظَمَ كُلِّ بَنِي ٱلْمَشْرِقِ».
ص ٤٢: ١٣ ص ٤٢: ١٢ ص ٢٩: ٢٥ و٣١: ٣٧
من مبادئ أصحاب أيوب وغيرهم من القدماء إن الغنى والراحة والسرور هي للأبرار وليست للأشرار فمن الموافقة أن يكون أيوب وهو رجل كامل وتقي غنياً ومباركاً. ولكن هذا السفر يعلّم أن لهذه المبادئ استثناء فيتألم البار حسب مشيئة الله. والعهد الجديد يعلن بأكثر وضوح خيرات للأتقياء أفضل من الخيرات الجسدية وهذه الخيرات الفضلى كثيراً ما تأتي الإنسان بواسطة الخسارة والآلام.
إن الأرقام سبع وثلاث وخمس كانت تعتبر أعداداً كاملة واستعمالها هنا دليل على أن هذا السفر ليس تاريخاً مدققاً بل رواية مبنية على تاريخ حقيقي. وعدد البنين يزيد عدد البنات لأن للبنين اعتباراً أكثر من البنات حسب أفكار القدماء.
أَعْظَمَ كُلِّ بَنِي ٱلْمَشْرِقِ ولم تكن عظمته من غناه فقط بل أيضاً من صلاحه وحكمته (ص ٢٩).
٤، ٥ «٤ وَكَانَ بَنُوهُ يَذْهَبُونَ وَيَعْمَلُونَ وَلِيمَةً فِي بَيْتِ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ فِي يَوْمِهِ، وَيُرْسِلُونَ وَيَسْتَدْعُونَ أَخَوَاتِهِمِ ٱلثَّلاَثَ لِيَأْكُلْنَ وَيَشْرَبْنَ مَعَهُمْ. ٥ وَكَانَ لَمَّا دَارَتْ أَيَّامُ ٱلْوَلِيمَةِ أَنَّ أَيُّوبَ أَرْسَلَ فَقَدَّسَهُمْ، وَبَكَّرَ فِي ٱلْغَدِ وَأَصْعَدَ مُحْرَقَاتٍ عَلَى عَدَدِهِمْ كُلِّهِمْ، لأَنَّ أَيُّوبَ قَالَ: رُبَّمَا أَخْطَأَ بَنِيَّ وَجَدَّفُوا عَلَى ٱللّٰهِ فِي قُلُوبِهِمْ. هٰكَذَا كَانَ أَيُّوبُ يَفْعَلُ كُلَّ ٱلأَيَّامِ».
ص ٤٢: ٨ ص ٨: ٤
كان لكل من البنين بيت خاص والبنات كنّ في بيت أبيهن. وكان وليمة كل يوم في بيوت البنين بالمناوبة على مدة سبعة أيام حسب عدد البنين يجتمع البنون فيها ويدعون شقيقاتهم إليها وفي آخر الأيام السبعة استدعاهم أيوب وقدسهم والتقديس غسل الثياب وما أشبه ذلك استعداداً لإصعاد المحرقات (تكوين ٣٥: ٢ وخروج ١٩: ١٠) وكان الأب كاهناً لبيته كما كانت الحال قبل وضع الكهنوت اليهودي.
جَدَّفُوا عَلَى ٱللّٰهِ يترجم بعضهم الفعل جدف بأنكر أي «أنكروا الله» فعل أيوب هذا لئلا ينسى أولاده من أعطاهم خيراتهم الكثيرة. لأن الأغنياء عرضة لهذه الخطيئة.
٦ «وَكَانَ ذَاتَ يَوْمٍ أَنَّهُ جَاءَ بَنُو ٱللّٰهِ لِيَمْثُلُوا أَمَامَ ٱلرَّبِّ، وَجَاءَ ٱلشَّيْطَانُ أَيْضاً فِي وَسَطِهِمْ».
إن كثيرين من الشعراء ولا سيما هوميروس الشاعر اليوناني حاولوا أن يصوروا الله وما يحدث في السماء ولكنهم ظنوا الآلهة كالناس لا يخلون من العيوب والضعف وأما كاتب سفر أيوب فلم يصف الله إلا بما يليق به.
بَنُو ٱللّٰهِ أي الملائكة وهم ليسوا بني الله كالمسيح الابن الوحيد ولا كالمؤمنين الذين يُدعون أولاد الله بناء على اتحادهم بالمسيح بل هم بنو الله لكونهم مخلوقات الله وأعظم كل خلائقه.
ٱلشَّيْطَانُ (انظر ١ملوك ٢٢: ١٩ – ٢٣) والمعنى الأصلي للفظة شيطان المقاوم (عدد ٢٢: ١٢). إن الشيطان تحت أمر الله وليس المعنى أن الشيطان لا يقدر أن يعمل شيئاً إن لم يسمح له الله به كما سمح له أن يغوي أخآب لأن أخآب قد ترك الله واضطهد الأنبياء وأحبّ الكذب أكثر من الحق وسمح الله للشيطان أن يجرّب أيوب ليظهر إيمانه وصبره.
٧ – ١٢ «٧ فَقَالَ ٱلرَّبُّ لِلشَّيْطَانِ: مِنْ أَيْنَ جِئْتَ؟ فَأَجَابَ ٱلشَّيْطَانُ: مِنْ ٱلْجَوَلاَنِ فِي ٱلأَرْضِ وَمِنَ ٱلتَّمَشِّي فِيهَا. ٨ فَقَالَ ٱلرَّبُّ لِلشَّيْطَانِ: هَلْ جَعَلْتَ قَلْبَكَ عَلَى عَبْدِي أَيُّوبَ؟ لأَنَّهُ لَيْسَ مِثْلُهُ فِي ٱلأَرْضِ. رَجُلٌ كَامِلٌ وَمُسْتَقِيمٌ يَتَّقِي ٱللّٰهَ وَيَحِيدُ عَنِ ٱلشَّرِّ. ٩ فَأَجَابَ ٱلشَّيْطَانُ: هَلْ مَجَّاناً يَتَّقِي أَيُّوبُ ٱللّٰهَ؟ ١٠ أَلَيْسَ أَنَّكَ سَيَّجْتَ حَوْلَهُ وَحَوْلَ بَيْتِهِ وَحَوْلَ كُلِّ مَا لَهُ مِنْ كُلِّ نَاحِيَةٍ؟ بَارَكْتَ أَعْمَالَ يَدَيْهِ فَٱنْتَشَرَتْ مَوَاشِيهِ فِي ٱلأَرْضِ! ١١ وَلٰكِنِ ٱبْسِطْ يَدَكَ ٱلآنَ وَمَسَّ كُلَّ مَا لَهُ، فَإِنَّهُ فِي وَجْهِكَ يُجَدِّفُ عَلَيْكَ. ١٢ فَقَالَ ٱلرَّبُّ لِلشَّيْطَانِ: هُوَذَا كُلُّ مَا لَهُ فِي يَدِكَ، وَإِنَّمَا إِلَيْهِ لاَ تَمُدَّ يَدَكَ. ثُمَّ خَرَجَ ٱلشَّيْطَانُ مِنْ أَمَامِ وَجْهِ ٱلرَّبِّ».
١بطرس ٥: ٨ عدد ١٢: ٧ ويشوع ١: ٢ و٧ وص ٤٢: ٧ و٨ ع ١ ص ٢٩: ٢ – ٦ ص ٣١: ٢٥ ع ٣ وص ٣١: ٢٥ ص ٢: ٥ ص ١٩: ٢١
هَلْ مَجَّاناً (ع ٩) صرّح الشيطان أن مطمح أيوب الخيرات الجسدية وإن تقواه وسيلة فقط لنيل هذه الغاية وسمح الله للشيطان أن ينزع من أيوب هذه الخيرات ليبرهن أن أيوب لم يعمل الصالحات لينال الأجر بل فعلها لأنها واجبات وكان لا بد أن يعملها ولو خسر. فاذكر من هذا القبيل الأنبياء والرسل الذين أطاعوا الرب وتبعوا المسيح حتى الموت. وفي قول الشيطان إهانة للرب كأن الرب لا يعرف قلوب الناس وغاياتهم السرّية. بما أن الأشرار لا يعرفون خلوص المحبة للرب ينكرون وجود هذه المحبة ويظنون أن جميع الأتقياء مراؤون.
١٣ – ٢٢ «١٣ وَكَانَ ذَاتَ يَوْمٍ وَأَبْنَاؤُهُ وَبَنَاتُهُ يَأْكُلُونَ وَيَشْرَبُونَ خَمْراً فِي بَيْتِ أَخِيهِمِ ٱلأَكْبَرِ ١٤ أَنَّ رَسُولاً جَاءَ إِلَى أَيُّوبَ وَقَالَ: ٱلْبَقَرُ كَانَتْ تَحْرُثُ وَٱلأُتُنُ تَرْعَى بِجَانِبِهَا، ١٥ فَسَقَطَ عَلَيْهَا ٱلسَّبَئِيُّونَ وَأَخَذُوهَا، وَضَرَبُوا ٱلْغِلْمَانَ بِحَدِّ ٱلسَّيْفِ، وَنَجَوْتُ أَنَا وَحْدِي لأُخْبِرَكَ. ١٦ وَبَيْنَمَا هُوَ يَتَكَلَّمُ إِذْ جَاءَ آخَرُ وَقَالَ: نَارُ ٱللّٰهِ سَقَطَتْ مِنَ ٱلسَّمَاءِ فَأَحْرَقَتِ ٱلْغَنَمَ وَٱلْغِلْمَانَ وَأَكَلَتْهُمْ، وَنَجَوْتُ أَنَا وَحْدِي لأُخْبِرَكَ. ١٧ وَبَيْنَمَا هُوَ يَتَكَلَّمُ إِذْ جَاءَ آخَرُ وَقَالَ: ٱلْكِلْدَانِيُّونَ عَيَّنُوا ثَلاَثَ فِرَقٍ فَهَجَمُوا عَلَى ٱلْجِمَالِ وَأَخَذُوهَا، وَضَرَبُوا ٱلْغِلْمَانَ بِحَدِّ ٱلسَّيْفِ، وَنَجَوْتُ أَنَا وَحْدِي لأُخْبِرَكَ. ١٨ وَبَيْنَمَا هُوَ يَتَكَلَّمُ إِذْ جَاءَ آخَرُ وَقَالَ: بَنُوكَ وَبَنَاتُكَ كَانُوا يَأْكُلُونَ وَيَشْرَبُونَ خَمْراً فِي بَيْتِ أَخِيهِمِ ٱلأَكْبَرِ، ١٩ وَإِذَا رِيحٌ شَدِيدَةٌ جَاءَتْ مِنْ عَبْرِ ٱلْقَفْرِ وَصَدَمَتْ زَوَايَا ٱلْبَيْتِ ٱلأَرْبَعَ، فَسَقَطَ عَلَى ٱلْغِلْمَانِ فَمَاتُوا، وَنَجَوْتُ أَنَا وَحْدِي لأُخْبِرَكَ. ٢٠ فَقَامَ أَيُّوبُ وَمَزَّقَ جُبَّتَهُ وَجَزَّ شَعْرَ رَأْسِهِ وَخَرَّ عَلَى ٱلأَرْضِ وَسَجَدَ ٢١ وَقَالَ: عُرْيَاناً خَرَجْتُ مِنْ بَطْنِ أُمِّي وَعُرْيَاناً أَعُودُ إِلَى هُنَاكَ. ٱلرَّبُّ أَعْطَى وَٱلرَّبُّ أَخَذَ فَلْيَكُنِ ٱسْمُ ٱلرَّبِّ مُبَارَكاً. ٢٢ فِي كُلِّ هٰذَا لَمْ يُخْطِئْ أَيُّوبُ وَلَمْ يَنْسِبْ لِلّٰهِ جَهَالَةً».
ص ٦: ١٩ تكوين ١٩: ٢٤ ولاويين ١٠: ٢ وعدد ١١: ١ – ٣ تكوين ١١: ٢٨ و٣١ تكوين ٣٧: ٢٩ و٣٤ ويشوع ٧: ٦ جامعة ٥: ١٥ ص ٢: ١٠ و١صموئيل ٢: ٧ و٨ ص ٢: ١٠
إن هذه المصائب العظيمة وقعت كلها في يوم وليمة الأخ الأكبر (ع ١٢) واليوم الذي في صباحه كان أيوب أرسل وقدس أبناءه وأصعد محرقات على عددهم كلهم (ع ٥) وتوالت عليه الضربات الواحدة بعد الأخرى بلا انقطاع حتى خسر كل ما له من المال والأولاد.
ٱلسَّبَئِيُّونَ (ع ١٥) قبيلة كانت ساكنة في شمالي العرب وكانوا غزاة وأما الذين كانوا ساكنين في جنوبي بلاد العرب فكانوا تجاراً (٦: ١٩).
ٱلْغِلْمَانَ الفلاحون والرعاة وهؤلاء ربما دافعوا عن أملاك سيدهم فقُتلوا.
وَبَيْنَمَا هُوَ يَتَكَلَّمُ إن الشيطان بحكمته الشيطانية لم يترك لأيوب فرصة ليستريح ويتعزى عن المصيبة الأولى حتى أصابته الثانية.
نَارُ ٱللّٰهِ (ع ١٦) (انظر ١ملوك ١٨: ٣٨ و٢ملوك ١: ١٠ و١٢) وظهر لأيوب أن هذه الضربة من الله لا من الناس وإنها وقعت على الغنم التي منها كان أصعد محرقات.
ٱلْكِلْدَانِيُّونَ (ع ١٧) قبائل كانوا يتجولون في الأرض بين شرقي الأردن والفرات وذلك قبلما استولوا على بابل.
ثَلاَثَ فِرَقٍ هجموا على غلمان أيوب من ثلاث جهات في وقت واحد.
رِيحٌ شَدِيدَةٌ زوبعة وهي ريح تدور في سيرها فصدمت زوايا البيت الأربع. فما أعظم هذه الضربة وهي موت جميع أولاد أيوب دفعة واحدة. ونرى أنه لم يكن أيوب المصاب وحده بل أيضاً أولاده العشرة وغلمانه ولا شك في أن الغلمان كانوا كثيرين لأن أملاك أيوب كانت متسعة كأملاك قبيلة. ولا نقدر أن نفهم كل ما يعمله الله ولكننا نعلم أنه عادل في كل أعماله.
مَزَّقَ جُبَّتَهُ (ع ٢٠) علامة الحزن الشديد والحزن في المصائب ولا سيما الثكل أمر طبيعي. فإن يعقوب بكى على يوسف وداود بكى أبشالوم وبكى يسوع على لعازر وعلى أورشليم غير أن الحزن يجب أن يكون مع التسليم لمشيئة الله وليس كحزن الذي لا رجاء لهم.
جَزَّ شَعْرَ رَأْسِهِ علامة أخرى للحزن (إرميا ٧: ٢٩).
خَرَّ عَلَى ٱلأَرْضِ إشارة إلى الاتضاع والسجود (يشوع ٧: ٦) وكان الشيطان قد انتظر أن أيوب يقف ويجدف على الله بوجهه (١: ١١).
أَعُودُ إِلَى هُنَاكَ (ع ٢١) لا يمكن ذلك حقيقة والمعنى أنه سيموت ولا يأخذ معه شيئاً كما وُلد وليس له شيء ويقول بعضهم إن الإشارة في هذا أنه سيعود إلى الأرض التي كُوّن منها آدم الأول فهي كأم لكل حي (١تيموثاوس ٦: ٧ وجامعة ١٢: ٧).
ٱلرَّبُّ أَعْطَى لم يكن أيوب ككثيرين من الأغنياء الذين يفتخرون بأموالهم كأنهم حصلوها بقوتهم وحكمتهم وينسون الله.
ٱلرَّبُّ أَخَذَ ليس السبئيون ولا الكلدانيون ولا الشيطان بل الرب الذي له حق أن يأخذ ما يشاء حين يشاء لأنه هو أعطى.
فوائد
- إن الإيمان الحقيقي لا يتزعزع بزوال الخيرات الزمنية لأنه ليس مؤسساً عليها.
- إن المصائب لا تحدث اتفاقاً فهي وإن كانت من الناس أو القوة الطبيعية فيد الله فيها.
- إنه يجب علينا أن نعتبر أموالنا وديعة من الله فهي ليست لنا وله حق أن يأخذها متى شاء.
- إنه لا يمكننا أن نفهم كل ما يعمله الله بنا ولكننا نؤمن بأن «كل الأشياء تعمل معاً للخير للذين يحبون الله».
السابق |
التالي |