إشعياء

سفر إشعياء | 54 | السنن القويم

السنن القويم في تفسير أسفار العهد القديم

شرح سفر إشعياء

للقس . وليم مارش

اَلأَصْحَاحُ ٱلرَّابِعُ وَٱلْخَمْسُونَ

بعد النبوءة بآلام المسيح النيابية وارتفاعه ونمو ملكوته أخذ النبي يذكر الكنيسة المتضمنة يهوداً وأمماً واتساعها ومحبة الرب لها ومجدها.

١ «تَرَنَّمِي أَيَّتُهَا ٱلْعَاقِرُ ٱلَّتِي لَمْ تَلِدْ. أَشِيدِي بِٱلتَّرَنُّمِ أَيَّتُهَا ٱلَّتِي لَمْ تَمْخَضْ، لأَنَّ بَنِي ٱلْمُسْتَوْحِشَةِ أَكْثَرُ مِنْ بَنِي ذَاتِ ٱلْبَعْلِ، قَالَ ٱلرَّبُّ».

صفنيا ٣: ١٤ وغلاطية ٤: ٢٧ و١صموئيل ٢: ٥

شبّه النبي شعب الله المسبيين بامرأة عاقر لأنهم لم يزدادوا بل قلوا عدداً فما أبعد أورشليم في زمان السبي عن أورشليم في زمان سليمان. والوعد هو أن المستوحشة أي أورشليم في حالة الذل تصير أحسن من ذات البعل أي أورشليم في حالتها الأولى. الذين رجعوا من السبي كانوا قليلين أي نحو ٤٢٠٠٠ (عزرا ٢: ٦٤) ولكن ببركة الرب صاروا في زمان المسيح نحو ثلاثة ملايين. وتم الوعد روحياً أيضاً لأن الكنيسة المسيحية المرموز إليها بأورشليم ازدادت وامتدت في كل الأرض. والنبي يدعو شعب الله وهم في حالة الذل إلى أن يترنموا ويفرحوا بمواعيده ويقبلوها بالإيمان قبلما ينالونها.

٢ «أَوْسِعِي مَكَانَ خَيْمَتِكِ، وَلْتُبْسَطْ شُقَقُ مَسَاكِنِكِ. لاَ تُمْسِكِي. أَطِيلِي أَطْنَابَكِ وَشَدِّدِي أَوْتَادَكِ».

ص ٤٩: ١٩ و٢٠

سكن بنو إسرائيل الخيام في أول تاريخهم وبقي هذا الاسم بعدما بنوا بيوتاً وسكنوها فيكون لفظة خيمة بمعنى مسكن.

أَوْسِعِي مَكَانَ خَيْمَتِكِ المراد بهذا التحريض على الإيمان بمواعيد الله والاستعداد لقبولها قال المسيح «كَمَا آمَنْتَ لِيَكُنْ لَكَ» (متّى ٨: ١٣) والأرملة في أيام أليشع عدت آنية للزيت فامتلأ الكل وكان أليشع قال لها «لا تقللي» ولو أعدت أكثر من ذلك لأخذت أكثر مما حصلت عليه من الزيت (٢ملوك ٤: ١ – ٧).

وعلى الكنيسة أن تنتظر النمو لما يأتي:

  1. لأنها في وسط المحتاجين والهالكين وهي كحارث مسكنه في برية واسعة حوله أرض غير مفلوحة وبلا سكان يقدر أن يمتلك منها مقدار ما يريده.
  2. لأن لها كل ما تحتاج إليه من وسائط النمو كالكتاب المقدس والتفويض من ربها.
  3. لأن لها مواعيد بأن تعبها ليس باطلاً في الرب. ولا يجوز للكنيسة أن تطلب اتساع دائرة عملها إن لم يدعها الرب وإذا دعاها الرب لم يجز لها أن تتأخر للخوف أو الكسل أو عدم الإيمان.

٣ «لأَنَّكِ تَمْتَدِّينَ إِلَى ٱلْيَمِينِ وَإِلَى ٱلْيَسَارِ، وَيَرِثُ نَسْلُكِ أُمَماً، وَيُعَمِّرُ مُدُناً خَرِبَةً».

ص ٥٥: ٥ و٦١: ٩

إِلَى ٱلْيَمِينِ وَإِلَى ٱلْيَسَارِ أي إلى كل الجهات. وهذا نبوءة بامتداد الكنيسة فالأمم تصير لها وخرب الأرض تعمر بواسطتها. ونسل الكنيسة اليهودية الكنيسة المسيحية وانضمام الأمم إلى الكنيسة هو امتداد أورشليم الروحية. «والمدن الخربة» مدن يهوذا وإسرائيل التي عمرت عند الرجوع من السبي ثم مدن العالم الخربة بالخطية تعمر بتجديدها الروحي.

٤ «لاَ تَخَافِي لأَنَّكِ لاَ تَخْزَيْنَ، وَلاَ تَخْجَلِي لأَنَّكِ لاَ تَسْتَحِينَ. فَإِنَّكِ تَنْسَيْنَ خِزْيَ صِبَاكِ، وَعَارُ تَرَمُّلِكِ لاَ تَذْكُرِينَهُ بَعْدُ».

لاَ تَخَافِي من أن لا يُنجز الوعد.

خِزْيَ صِبَاكِ كان صبا إسرائيل قبل العهد في جبل سيناء ولما قُطع العهد صار إسرائيل شعب الله وصار هو إلههم. وشُبه إسرائيل بامرأة والرب ببعلها. وخزي صبا إسرائيل عبودية مصر وعار ترمله سبي بابل فصار كامرأة مهجورة أو مطلقة لسبب خطيتها. والوعد هو أنهم سينسون الخزي والعار بفرحهم وقت الرجوع من السبي ولا سيما ابتهاج الكنيسة في أيام الإنجيل باتساعها ومجدها.

٥ «لأَنَّ بَعْلَكِ هُوَ صَانِعُكِ، رَبُّ ٱلْجُنُودِ ٱسْمُهُ، وَوَلِيُّكِ قُدُّوسُ إِسْرَائِيلَ. إِلٰهَ كُلِّ ٱلأَرْضِ يُدْعَى».

إرميا ٣: ١٤ لوقا ١: ٣٢ زكريا ١٤: ٩ ورومية ٣: ٢٩

شبّه الكنيسة بامرأة والرب ببعلها والمعنى أن الكنيسة له واسمه عليها فهو يعتني بها ويثبتها ويحامي عنها ويحبها. والكنيسة للرب أولاً لأنه صانعها وثانياً لأنه وليها أي مخلصها من عبودية الخطية وإذا تركت الكنيسة محبتها الأولى وسارت وراء العالم والمعلمين الكذبة تكون خطيتها كخطية زانية وورد كثيراً هذا التشبيه في الكتاب المقدس.

ومواعيد الله ثابتة:

  1. لأن الكنيسة له فلا يخيّبها.
  2. لأنه صانع الكون ورب الجنود.
  3. لأنه قدوس فلا يغير قوله. والله إله كل الأرض طبيعياً لأنه خلقها وسيكون إله كل الأرض روحياً حين يعرفه ويسجد له جميع سكان الأرض. ومحبة الله للعالم ومحبته الخاصة للكنيسة معروفة من الكتاب المقدس فقط وما لها نظير في الأديان الوثنية.

وَوَلِيُّكِ للنسيب الأقرب حق أن يفك الميراث المرهون. وللرب حق أن يفدي شعبه وهو يتكفل بخلاصهم.

٦ «لأَنَّهُ كَٱمْرَأَةٍ مَهْجُورَةٍ وَمَحْزُونَةِ ٱلرُّوحِ دَعَاكِ ٱلرَّبُّ، وَكَزَوْجَةِ ٱلصِّبَا إِذَا رُذِلَتْ قَالَ إِلٰهُكِ».

ص ٦٢: ٤

كان الرب قد أخذها ثم رفضها بسبب خطاياهم ثم دعاها أيضاً.

زَوْجَةِ ٱلصِّبَا أي التي أحبها قديماً وأحبها دون غيرها فلا يقدر أن ينساها ولو رُذلت فما أعظم هذه التعزية للكنيسة فإنها مهجورة ومحزونة ومرذولة وفي مدة سبيها افتكرت كثيراً في حالتها الأولى «عَلَى أَنْهَارِ بَابِلَ هُنَاكَ جَلَسْنَا. بَكَيْنَا أَيْضاً عِنْدَ مَا تَذَكَّرْنَا صِهْيَوْنَ» (مزمور ١٣٧: ١). وفيما هي على هذه الحال دعاها الرب أيضاً وقال لها «إلهك» أي ليست مرذولة بل مقبولة وخطاياها مغفورة.

٧، ٨ «لُحَيْظَةً تَرَكْتُكِ، وَبِمَرَاحِمَ عَظِيمَةٍ سَأَجْمَعُكِ. ٨ بِفَيَضَانِ ٱلْغَضَبِ حَجَبْتُ وَجْهِي عَنْكِ لَحْظَةً، وَبِإِحْسَانٍ أَبَدِيٍّ أَرْحَمُكِ، قَالَ وَلِيُّكِ ٱلرَّبُّ».

مزمور ٣٠: ٥ وص ٢٦: ٢ و٦٠: ١٠ و٢كورنثوس ٤: ١٧ ص ٥٥: ٣ وإرميا ٣١: ٣

التأديب على مدة محدودة وأما المراحم فأبدية فتكون مدة التأديب لُحيظة بالنسبة إلى الأبدية.

فَيَضَانِ ٱلْغَضَبِ الغضب كغيمة سوداء تحجب عنا الشمس وتخرج منها البروق والرعود والمطر والبرد المهلك ولكن الغيمة تزول وتظهر الشمس أيضاً والغيمة أي الغضب وقتي وأما الشمس أي رحمة الله فإلى الأبد.

٩، ١٠ «٩ لأَنَّهُ كَمِيَاهِ نُوحٍ هٰذِهِ لِي. كَمَا حَلَفْتُ أَنْ لاَ تَعْبُرَ بَعْدُ مِيَاهُ نُوحٍ عَلَى ٱلأَرْضِ، هٰكَذَا حَلَفْتُ أَنْ لاَ أَغْضَبَ عَلَيْكِ وَلاَ أَزْجُرَكِ. ١٠ فَإِنَّ ٱلْجِبَالَ تَزُولُ وَٱلآكَامَ تَتَزَعْزَعُ، أَمَّا إِحْسَانِي فَلاَ يَزُولُ عَنْكِ وَعَهْدُ سَلاَمِي لاَ يَتَزَعْزَعُ، قَالَ رَاحِمُكِ ٱلرَّبُّ».

تكوين ٨: ٢١ و٩: ١١ وص ٥٥: ١١ وإرميا ٣١: ٣٥ و٣٦ مزمور ٤٦: ٢ وص ٥١: ٦ ومتّى ٥: ١٨ مزمور ٨٩: ٣٣ و٣٤

هٰذِهِ أي ضيقات شعبه. وهي كمياه نوح لأنها كثيرة وعظيمة غرق الشعب فيها كما غرق العالم القديم في مياه الطوفان. وغاية الله من السبي تطهير شعبه كما كانت غايته في الطوفان تطهير العالم. خلصت من الطوفان أسرة بارة ورجعت من السبي بقية بارة وكما تعهد الله نوحاً بأنه لا يُهلك العالم ثانية بطوفان هكذا تعهد شعبه بأنه لا يكون سبي ثان مثل سبي بابل. وخراب أورشليم من الرومانيين لم ينسخ هذا العهد لأنه تحول إلى الكنيسة المسيحية التي نمت وامتدت بعد سقوط المدينة ولم تزل تنمو وتمتد.

ٱلْجِبَالَ تَزُولُ أي يمكن أن تزول الجبال ولا يزول إحسان الرب أي فإحسانه لا يزول أبداً.

عَهْدُ سَلاَمِي عهدي الذي للسلام لأن الناس يتغيرون ويزولون وأما الرب فسرمدي وغير متغير وهكذا علم المسيح في مثل الابن الضال فإن محبة الآب لابنه لم تزل وإن كان قد ابتعد عنه بل رآه من بعيد راجعاً وتائباً وتحنن وركض ووقع على عنقه وقبّله وقَبِله أيضاً في بيته ابناً.

١١، ١٢ «١١ أَيَّتُهَا ٱلذَّلِيلَةُ ٱلْمُضْطَرِبَةُ غَيْرُ ٱلْمُتَعَزِّيَةِ، هَئَنَذَا أَبْنِي بِٱلأُثْمُدِ حِجَارَتَكِ، وَبِٱلْيَاقُوتِ ٱلأَزْرَقِ أُؤَسِّسُكِ، ١٢ وَأَجْعَلُ شُرَفَكِ يَاقُوتاً وَأَبْوَابَكِ حِجَارَةً بَهْرَمَانِيَّةً، وَكُلَّ تُخُومِكِ حِجَارَةً كَرِيمَةً»

١أيام ٢٩: ٢ ورؤيا ٢١: ١٨ الخ

كانت الكنيسة الذليلة مشبهة بامرأة مطلقة ثم رجعت إلى زوجها وهنا شُبهت بمدينة عمّرت ثانية. وفي سفر الرؤيا شُبهت الكنيسة بمدينة أورشليم السماوية (رؤيا ٢١: ١٦ – ٢١).

بِٱلأُثْمُدِ حجر يكتحل به (٢ملوك ٩: ٣٠) سريع التفتت وإذا تفتّت كان لفتاته لمعان. والمدينة مبنية من حجارة كريمة والإثمد مكان الطين فالحجارة الكريمة تكون مثل عيون النساء المكحلة.

ٱلْيَاقُوتِ ٱلأَزْرَقِ لون الأزرق علامة الطهارة والقداسة (خروج ٢٤: ١٠) والياقوت حجر صلب رزين صاف شفاف مختلف الألوان أحمر وأصفر وأخضر وأزرق. والبهرمانية حجارة لامعة مثل الماس.

تُخُومِكِ أي أسوارك ومعنى هذه التشبيهات كلها الجمال والمجد والقوة والطهارة.

١٣ «وَكُلَّ بَنِيكِ تَلاَمِيذَ ٱلرَّبِّ، وَسَلاَمَ بَنِيكِ كَثِيراً».

ص ١١: ٩ وإرميا ٣١: ٣٤ ويوحنا ٦: ٤٥ و١كورنثوس ٢: ١٠ و١تسالونيكي ٤: ٩ و١يوحنا ٢: ٢٠ مزمور ١١٩: ١٦٥

البركة الموعود بها هي السلام وهو أعظم من الغنى والمجد والسلطة واللذات وهو يشمل جميع البركات. وإذ كان سلام الإنسان الحقيقي ليس بالأحوال الخارجية بل بالحال الروحية (فيلبي ٤: ٧) لزم أولاً تجديد القلب والتعليم من الله. ويمتاز تلاميذ الرب بأن معلمهم يعرف كل شيء ويعرف حاجة كل واحد من تلاميذه. ومحبته لهم وصبره عليهم بلا حد وهو موجود في كل مكان وزمان ومع تلاميذه كل الأيام إلى انقضاء الدهر. ومن واجبات تلاميذ معلم كهذا أن يسمعوه ويطيعوه ويمجدوه بسلوكهم بموجب تعليمهم. والتعليم هو تعليم الروح القدس (١يوحنا ٢: ٢٠ و٢٧).

١٤ «بِٱلْبِرِّ تُثَبَّتِينَ بَعِيدَةً عَنِ ٱلظُّلْمِ فَلاَ تَخَافِينَ، وَعَنِ ٱلارْتِعَابِ فَلاَ يَدْنُو مِنْكِ».

معنى «البر» هنا:

(١) برّ الله أو أمانته فبمواعيده الثمينة يثبت شعبه.

(٢) برّ الشعب أو قداستهم وسلوكهم في حفظ وصايا الرب فبهذا السلوك يثبتون.

بَعِيدَةً عَنِ ٱلظُّلْمِ لا أحد يظلمهم.

١٥ – ١٧ «١٥ هَا إِنَّهُمْ يَجْتَمِعُونَ ٱجْتِمَاعاً لَيْسَ مِنْ عِنْدِي. مَنِ ٱجْتَمَعَ عَلَيْكِ فَإِلَيْكِ يَسْقُطُ. ١٦ هَئَنَذَا قَدْ خَلَقْتُ ٱلْحَدَّادَ ٱلَّذِي يَنْفُخُ ٱلْفَحْمَ فِي ٱلنَّارِ وَيُخْرِجُ آلَةً لِعَمَلِهِ، وَأَنَا خَلَقْتُ ٱلْمُهْلِكَ لِيَخْرِبَ. ١٧ كُلُّ آلَةٍ صُوِّرَتْ ضِدَّكِ لاَ تَنْجَحُ، وَكُلُّ لِسَانٍ يَقُومُ عَلَيْكِ فِي ٱلْقَضَاءِ تَحْكُمِينَ عَلَيْهِ. هٰذَا هُوَ مِيرَاثُ عَبِيدِ ٱلرَّبِّ وَبِرُّهُمْ مِنْ عِنْدِي يَقُولُ ٱلرَّبُّ».

ص ٤٥: ٢٤ و٢٥

ٱجْتِمَاعاً لَيْسَ مِنْ عِنْدِي فإن أشور جمع جيشه بعلم الرب وبإذنه وعاقب الرب شعبه به كقضيب وملك بابل أخذ أورشليم بإذن الرب. ولا يصير شيء من ذلك فيما بعد.

فَإِلَيْكِ يَسْقُطُ (١أيام ١٢: ١ و٢٠) سيخضع أعداؤهم لهم وينضمون إليهم ويجب أن تكون الغاية في كل جدال ديني أن المقاومين يقتنعون ويصيرون هم أيضاً يحامون عن الحق فأعداء الكنيسة ينضمون إليها والله يقدر أن يتمم هذه المواعيد لأن كل الناس حتى أعداءه في يده.

هٰذَا هُوَ مِيرَاثُ هذا الميراث هو كل البركات المذكورة كالسلام والبر والأمان والابتعاد عن الظلم.

عَبِيدِ ٱلرَّبِّ موضوع الأصحاح السابق «عبد الرب» أي المسيح «وعبيد الرب» هم جميع الذين يتمثلون بعبده ويحفظون كلامه.

كُلُّ لِسَانٍ يَقُومُ عَلَيْكِ (مزمور ٥٢: ١ – ٥) أحياناً يُخاف من اللسان أكثر من الضرب باليد.

وَبِرُّهُمْ مِنْ عِنْدِي الأمان الموعود به هو الأمان الناتج عن برهم والله هو الذي بررهم لما غفر لهم خطاياهم وجعل روحه في قلوبهم. وبرنا من عند الرب أولاً بمعنى التبرير لأن بر المسيح محسوب لنا وليس لنا بر من أنفسنا. وثانياً بمعنى التقديس لأن الروح القدس يقدسنا ولا نقدر أن نعمل شيئاً من الأعمال الصالحة بقوتنا أو حكمتنا.

فوائد للوعاظ

لُحيظة تركتك وبمراحم أبدية سأجمعك (ع ٧)

نرى لطف الله وصرامته ولكن لطفه أعظم من صرامته. وهذا يظهر مما يأتي:

  1. في الطبيعة فإنه يوجد آلام وأحزان وأوبئة وزلازل ومجاعات ويوجد أيضاً مناظر جميلة وأهوية لطيفة وأثمار مفيدة وأزمنة مثمرة وهذه أكثر جداً من تلك.
  2. في الكنيسة فإن لها أوقات اضطهاد وانشقاق وفتور ولها أيضاً أوقات نمو واتحاد وفرح وهذه أكثر من تلك.
  3. في حياة كل إنسان فإننا إذا راجعنا تاريخ حياتنا نرى أن أيام الفرح والراحة والسلام أكثر جداً من أيام الحزن والخوف والضيق ولولا الخطية كانت كل أيامنا أيام فرح.

كل آلة صورت ضدك لا تنجح (ع ١٧)

أعداء الكنيسة في أيامنا ليسوا كأعداء شعب الله في القديم كالأشوريين والبابليين. ومن أعدائها اليوم:

  1. تجارب النجاح في الجسديات. فإن كثيرين يغلبهم حب المال والمجد العالمي والكبرياء وينسون الله والأبدية.
  2. تجارب عدم النجاح والفقر والضيق وكثيرون ينكرون الله ويتمردون في ضيقاتهم.
  3. تجارب الوحدة والابتعاد عن الكنيسة واجتماعاتها والأصدقاء الأنقياء كما يحدث في وقت السفر والتغرّب.
  4. تجارب المعاشرات الرديئة كمعاشرة الكفار والأشرار وقد يعجز الإنسان مراراً عن أن يخلص من هذه المعاشرات ولو أراد ذلك.

والوعد من الله هو أن لا آلة صُوّرت ضد أتقيائه تنجح وهو موجود في كل بلاد وبكل الأحوال وسامع الصلاة ونعمته تكفي جميع المتكلين عليه.

السابق
التالي
زر الذهاب إلى الأعلى