سفر إشعياء | 08 | السنن القويم
السنن القويم في تفسير أسفار العهد القديم
شرح سفر إشعياء
للقس . وليم مارش
اَلأَصْحَاحُ ٱلثَّامِنُ
مضمونه:
توبيخ الله لآحاز على تركه إياه تعالى واستغاثته بملك أشور الوثني وذكر المصائب الآتية على الذين يطلبون غير الله والتهديد بخراب مملكة آحاز. وفي هذا الأصحاح أقوال كثيرة لتنشيط الشعب وحثهم على الاتكال على الله.
١ «وَقَالَ لِي ٱلرَّبُّ: خُذْ لِنَفْسِكَ لَوْحاً كَبِيراً وَٱكْتُبْ عَلَيْهِ بِقَلَمِ إِنْسَانٍ: لِمَهَيْرَ شَلاَلَ حَاشَ بَزَ».
ص ٣٠: ٨ وحبقوق ٢: ٢
لَوْحاً كَبِيراً لكي يراه الجميع.
بِقَلَمِ إِنْسَانٍ بالحرف المشهور الذي يقدر الكل أن يقرأه.
لِمَهَيْرَ شَلاَلَ حَاشَ بَزَ أي يعجل الغنيمة يسرع النهب. وهو نبوءة بسرعة دمار آرام وإسرائيل. إن المكتوب على هذا اللوح هو هذه الكلمات الأربع فقط. وهي نبوءة مختصرة مثل لغز.
٢ «وَأَنْ أُشْهِدَ لِنَفْسِي شَاهِدَيْنِ أَمِينَيْنِ: أُورِيَّا ٱلْكَاهِنَ، وَزَكَرِيَّا بْنَ يَبْرَخْيَا».
٢ملوك ١٦: ١٠
أُشْهِدَ لِنَفْسِي على أنه هو كتب النبوءة وأنه كتبها قبل الحادثة.
أُورِيَّا ٱلْكَاهِنَ ربما هو الكاهن المذكور في (٢ملوك ١٦: ١٠) الذي أقام بأمر آحاز المذبح الوثني. ولعل زكريا هو المذكور في (٢أيام ٢٩: ١) الذي أخذ آحاز ابنته فصارت أم حزقيا.
إن الرب في هذه الحادثة استخدم ثلاثة أشخاص.
- أوريا. أي خادماً على غير إرادته كما استخدم فرعون وملك أشور وملك بابل.
- الولد. أي خادماً بلا معرفة. إن الطفل يقدر أن يخدم الرب ونحن أوقات كثيرة نخدمه بأمورنا الجسدية بلا قصد ولا انتباه.
- إشعياء. أي خادماً بإرادته ومعرفته. وهذا أعلى أنواع الخدمة.
٣، ٤ «٣ فَٱقْتَرَبْتُ إِلَى ٱلنَّبِيَّةِ فَحَبِلَتْ وَوَلَدَتِ ٱبْناً. فَقَالَ لِي ٱلرَّبُّ: ٱدْعُ ٱسْمَهُ مَهَيْرَ شَلاَلَ حَاشَ بَزَ. ٤ لأَنَّهُ قَبْلَ أَنْ يَعْرِفَ ٱلصَّبِيُّ أَنْ يَدْعُوَ: يَا أَبِي وَيَا أُمِّي، تُحْمَلُ ثَرْوَةُ دِمَشْقَ وَغَنِيمَةُ ٱلسَّامِرَةِ قُدَّامَ مَلِكِ أَشُّورَ».
ص ٧: ١٦ و٢ملوك ١٥: ٢٩ و١٦: ٩ وص ١٧: ٣
ٱلنَّبِيَّةِ أي امرأة النبي لا امرأة ذات نبوءة.
٥، ٧ «٥ ثُمَّ عَادَ ٱلرَّبُّ أَيْضاً يَقولُ لِي: ٦ لأَنَّ هٰذَا ٱلشَّعْبَ رَذَلَ مِيَاهَ شِيلُوهَ ٱلْجَارِيَةَ بِسُكُوتٍ، وَسُرَّ بِرَصِينَ وَٱبْنِ رَمَلْيَا. ٧ لِذٰلِكَ هُوَذَا ٱلسَّيِّدُ يُصْعِدُ عَلَيْهِمْ مِيَاهَ ٱلنَّهْرِ ٱلْقَوِيَّةَ وَٱلْكَثِيرَةَ، مَلِكَ أَشُّورَ وَكُلَّ مَجْدِهِ، فَيَصْعَدُ فَوْقَ جَمِيعِ مَجَارِيهِ وَيَجْرِي فَوْقَ جَمِيعِ شُطُوطِهِ».
نحميا ٣: ١٥ ويوحنا ٩: ٧ ص ٧: ١ و٢ و٦ ص ١٠: ١٢
هذه الآيات تدل على عدم انقياد اليهود وإسرائيل لناموس الله وإرادته وتربيته واستحسانهم الوسائط البشرية التي لم يعينها الله لهم ومضايقة الله إياهم.
هٰذَا ٱلشَّعْبَ إسرائيل ويهوذا معاً لأن المملكتين كانتا قد رفضتا الله.
مِيَاهَ شِيلُوهَ بركة في الجزء الجنوبي من أورشليم سُميت في العهد الجديد سلوام.
ٱلْجَارِيَةَ بِسُكُوتٍ مجرى الماء من بركة شيلوه ضعيف جداً بالنسبة إلى نهر الفرات واليهود احتقروا بركتهم ومدينتهم وحسدوا الأشوريين على مياههم الكثيرة اشتهوا غناهم وقوتهم ولم يتذكروا وجود الرب في أورشليم ولا مواعيده لشعبه.
ويكنى بمياه شيلوه عن الدين الحقيقي.
- لأنها مفيدة وتسد العطش وتسقي الأرض والدين الحقيقي قدم لليهود الهيكل ورسومه وتعليم الأنبياء والآن يقدم لنا تعليم المسيح ورسله والكنيسة ووسائط النعمة.
- لأنها دائمة. فالبركات التي تأتينا دائماً كالشمس والمطر والقوت اليومي وحفظ الحياة هي أعظم البركات ولو كنا لا ننتبه لها ولا نفتكر فيها.
- لأنها كافية. لأنها إذا جمعناها تكون أكثر عدداً من البركات غير المعتادة والخصوصية التي نشتهيها.
وَسُرَّ بِرَصِينَ هذا القول يناسب إسرائيل لا يهوذا. ولكن إسرائيل ويهوذا أخطأوا خطية واحدة باحتقارهم الامتيازات الروحية واتكالهم على الغنى والقوة الجسدية.
يُصْعِدُ عَلَيْهِمْ أي على إسرائيل ثم يندفق إلى يهوذا (ع ٨).
مِيَاهَ ٱلنَّهْرِ ٱلْقَوِيَّةَ (ع ٧) هذا إشارة إلى مضايقة ملك أشور لهم بجيشه التي لا تحصى. والنهر المذكور هنا هو الفرات.
٨ «وَيَنْدَفِقُ إِلَى يَهُوذَا. يَفِيضُ وَيَعْبُرُ. يَبْلُغُ ٱلْعُنُقَ. وَيَكُونُ بَسْطُ جَنَاحَيْهِ مِلْءَ عَرْضِ بِلاَدِكَ يَا عِمَّانُوئِيلُ».
ص ٣٠: ٢٨ ص ٧: ١٤
يَبْلُغُ ٱلْعُنُقَ الدرجة الأخيرة من الخطر غير أنه لم يصل إلى أورشليم الرأس. اليهود طلبوا ملك أشور والله أعطاهم مطلوبهم. وأعظم مصيبة للإنسان هي أن يُترك لإرادته وينال مطلوبه.
بَسْطُ جَنَاحَيْهِ هذا إشارة إلى اتساع المكان الذي تشغله جيوشه التي لا تحصى.
عَرْضِ بِلاَدِكَ يَا عِمَّانُوئِيلُ أي اليهودية والمعنى أن ملك أشور يضايق اليهودية بسبب شر الأهالي وإن كانت بلاد عمانوئيل. وذكر عمانوئيل هنا مما يدل على أن إشعياء فهم أن الولد المذكور في (ص ٧: ١٤) هو المسيح.
٩، ١٠ «٩ هِيجُوا أَيُّهَا ٱلشُّعُوبُ وَٱنْكَسِرُوا، وَأَصْغِي يَا جَمِيعَ أَقَاصِي ٱلأَرْضِ. ٱحْتَزِمُوا وَٱنْكَسِرُوا! ٱحْتَزِمُوا وَٱنْكَسِرُوا! ١٠ تَشَاوَرُوا مَشُورَةً فَتَبْطُلَ. تَكَلَّمُوا كَلِمَةً فَلاَ تَقُومُ. لأَنَّ ٱللّٰهَ مَعَنَا».
يوئيل ٣: ٩ و١١ أيوب ٥: ١٢ ص ٧: ٧ ص ٧: ١٤ وأعمال ٥: ٣٨ و٣٩ ورومية ٨: ٣١
وجه النبي كلامه إلى الأمم تهكماً عليهم وإيضاحاً لعدم قدرتهم على تدمير شعب الله المختار لأن الله معه.
١١ – ١٣ «١١ فَإِنَّهُ هٰكَذَا قَالَ لِي ٱلرَّبُّ بِشِدَّةِ ٱلْيَدِ، وَأَنْذَرَنِي أَنْ لاَ أَسْلُكَ فِي طَرِيقِ هٰذَا ٱلشَّعْبِ قَائِلاً: ١٢ لاَ تَقُولُوا: فِتْنَةً لِكُلِّ مَا يَقُولُ لَهُ هٰذَا ٱلشَّعْبُ فِتْنَةً، وَلاَ تَخَافُوا خَوْفَهُ وَلاَ تَرْهَبُوا. ١٣ قَدِّسُوا رَبَّ ٱلْجُنُودِ فَهُوَ خَوْفُكُمْ وَهُوَ رَهْبَتُكُمْ».
ص ٧: ٢ و١بطرس ٣: ١٤ و١٥ عدد ٢٠: ١٢ مزمور ٧٦: ٧ ولوقا ١٢: ٥
بعدما تكلم الله على أحوال الشعب والأمم وما سيحدث عليهما كليهما خاطب النبي محذراً إياه من أن يسلك مسلك الشعب. ويتضح من ع ١٣ أن النبي فهم أن الكلام ليس له وحده بل له ولجميع رفقائه الأتقياء الذين يجب عليهم اتباع الله على الدوام والتمسك بالأراء الصحيحة المطابقة لشريعته تعالى.
بِشِدَّةِ ٱلْيَدِ بقوة يده عليه (حزقيال ٣: ١٤) إن الرب أمره بأن يقول ما لا يقبله الناس ويقاوم رأي الملك وأكثر الشعب. والنبي خاف واضطرب من هذا الأمر لأنه إنسان ومع ذلك ثبت في خدمته باعتبار أنه نبي وأطاع أمر الرب. كان الروح نشيطاً والجسد ضعيفاً.
لاَ تَقُولُوا: فِتْنَة نستنتج أن الشعب حسبوا توبيخ إشعياء لآحاز فتنة ولذلك أبان إشعياء أن كلامه لآحاز كان بأمر الرب فلا يكون فتنة لأن الرب أعلى من الملوك.
لاَ تَقُولُوا الرب هنا يخاطب إشعياء وتلاميذه والمعنى لا تكونوا مثل هذا الشعب الذي سمى ما أتاه النبي مع آحاز فتنة. فيجب عليكم أن لا تقولوا أنه فتنة. وأن لا تخافوا من رصين وفقح بل خافوا من الرب.
١٤ «وَيَكُونُ مَقْدِساً وَحَجَرَ صَدْمَةٍ وَصَخْرَةَ عَثْرَةٍ لِبَيْتَيْ إِسْرَائِيلَ، وَفَخّاً وَشَرَكاً لِسُكَّانِ أُورُشَلِيمَ».
حزقيال ١١: ١٦ ص ٢٨: ١٦ ولوقا ٢: ٣٤ ورومية ٩: ٣٣ و١بطرس ٢: ٨
وَيَكُونُ مَقْدِساً أي ملجأ كالمذبح الذي التجأ إليه أدونيا وتمسك بقرونه (١ملوك ١: ٥٠).
وَحَجَرَ صَدْمَةٍ الخ أي أن الرب يكون مقدساً للذين يؤمنون به ويتكلون عليه ويكون حجر صدمة وصخرة عثرة وفخاً وشركاً كالكثيرين من هذا الشعب الذي يأبى أن يقدسه. ويتضح من هذا القول بعد مقابلته ببعض آيات العهد الجديد (لوقا ٢: ٣٤ و١بطرس ٢: ٦ – ٨) إن المسيح هو حجر الزاوية المختار للمؤمنين به وحجر صدمة وصخرة عثرة لرافضيه.
١٥ «فَيَعْثُرُ بِهَا كَثِيرُونَ وَيَسْقُطُونَ، فَيَنْكَسِرُونَ وَيَعْلَقُونَ فَيُلْقَطُونَ».
متّى ٢١: ٤٤ ولوقا ٢٠: ١٨ ورومية ٩: ٣٢ و١١: ٢٥
فَيَعْثُرُ بِهَا كَثِيرُونَ سقوط الأمة اليهودية وتشتتها أصدق شاهد لذلك.
١٦ «صُرَّ ٱلشَّهَادَةَ. ٱخْتِمِ ٱلشَّرِيعَةَ بِتَلاَمِيذِي».
صُرَّ ٱلشَّهَادَةَ المراد بالشهادة والشريعة الكلام في سقوط دمشق والسامرة وتدمير ملك أشور اليهودية ووجوب الخوف من الرب وحده والاتكال عليه. والنبي صرّ الشهادة وختم عليها لأن الكلام في هذا الموضوع انتهى ولا مراجعة فيه فيبقى محفوظاً إلى وقت تتميم النبوءة فيعرف الشعب أن الرب تكلم بفم إشعياء.
بِتَلاَمِيذِي كان بعضهم قد قبل تعليم إشعياء وتبع رأيه. وقول بعضهم إن ما جاء في ع ١٦ كلام المسيح لرسله قول بلا دليل.
١٧ «فَأَصْطَبِرُ لِلرَّبِّ ٱلسَّاتِرِ وَجْهَهُ عَنْ بَيْتِ يَعْقُوبَ وَأَنْتَظِرُهُ».
ص ٥٤: ٨ حبقوق ٢: ٣ ولوقا ٢: ٢٥ و٣٨
فَأَصْطَبِرُ لِلرَّبِّ لأن للرب مقاصد ووسائط لا نعرفها والأزمنة والأوقات في يده. فنصطبر بالإيمان وبالرجاء وبالصلاة وبالاجتهاد في الواجبات المعروفة الآن. والنبي إشعياء قدوة لكل واعظ ومعلم لأنه كان متضيقاً جداً من الصعوبات والتجارب وعدم النجاح ومع ذلك كله اصطبر للرب.
١٨ «هَئَنَذَا وَٱلأَوْلاَدُ ٱلَّذِينَ أَعْطَانِيهِمُ ٱلرَّبُّ آيَاتٍ، وَعَجَائِبَ فِي إِسْرَائِيلَ مِنْ عِنْدِ رَبِّ ٱلْجُنُودِ ٱلسَّاكِنِ فِي جَبَلِ صِهْيَوْنَ».
عبرانيين ٢: ١٣ مزمور ٧١: ٧ وزكريا ٣: ٨
هَئَنَذَا وَٱلأَوْلاَدُ… آيَات، وَعَجَائِبَ (١) لأنهم قليلون بالنسبة إلى غير المؤمنين.
(٢) لأنهم مقاومون الشرور حتى سياسة الملك.
(٣) لأنهم ناظرون إلى أمور لم يرها غيرهم.
(٤) لأن أسماءهم كانت ذات معنى وكانت كنبوءات مختصرة. وكان إشعياء في هذا الشأن رمزاً إلى المسيح كما يتضح من مقابلة هذا بالرسالة إلى العبرانيين (عبرانيين ٢: ١٣) فإن الرسول اقتبس هذا القول ونسبه إلى المسيح وأبان به أن المسيح اشترك في اللحم والدم أي الطبيعة البشرية.
رَبِّ ٱلْجُنُودِ ٱلسَّاكِنِ فِي جَبَلِ صِهْيَوْنَ تلميح إلى أن أورشليم وهي مسكن الرب لا تسقط أمام رصين وفقح ولا أمام ملك أشور.
١٩ – ٢٢ «١٩ وَإِذَا قَالُوا لَكُمُ: ٱطْلُبُوا إِلَى أَصْحَابِ ٱلتَّوَابِعِ وَٱلْعَرَّافِينَ ٱلْمُشَقْشِقِينَ وَٱلْهَامِسِينَ. أَلاَ يَسْأَلُ شَعْبٌ إِلٰهَهُ؟ أَيُسْأَلُ ٱلْمَوْتٰى لأَجْلِ ٱلأَحْيَاءِ؟ ٢٠ إِلَى ٱلشَّرِيعَةِ وَإِلَى ٱلشَّهَادَةِ. إِنْ لَمْ يَقُولُوا مِثْلَ هٰذَا ٱلْقَوْلِ فَلَيْسَ لَهُمْ فَجْرٌ! ٢١ فَيَعْبُرُونَ فِيهَا مُضَايَقِينَ وَجَائِعِينَ. وَيَكُونُ حِينَمَا يَجُوعُونَ أَنَّهُمْ يَحْنَقُونَ وَيَسُبُّونَ مَلِكَهُمْ وَإِلٰهَهُمْ وَيَلْتَفِتُونَ إِلَى فَوْقُ. ٢٢ وَيَنْظُرُونَ إِلَى ٱلأَرْضِ وَإِذَا شِدَّةٌ وَظُلْمَةٌ، قَتَامُ ٱلضِّيقِ، وَإِلَى ٱلظَّلاَمِ هُمْ مَطْرُودُونَ».
١صموئيل ٢٨: ٨ وص ١٩: ٣ ص ٢٩: ٤ مزمور ١٠٦: ٢٨ لوقا ١٦: ٢٩ ميخا ٣: ٦ رؤيا ١٦: ١١ ص ٥: ٣ ص ٩: ١
أخذ النبي في هذه الآيات يحذر أتقياء الشعب من أن يسمعوا لمن يقولون لهم اطلبوا إلى أصحاب التوابع الخ ويحثهم على أن لا يلجأون إلى السحرة ويطلبوا الفائدة منهم.
وَإِذَا قَالُوا لَكُمُ أي غير المؤمنين من الشعب. والخطاب للتلاميذ المذكورين في ع ١٦ فإنهم لاذوا بأصحاب التوابع لأن الرب تركهم كشاول (١صموئيل ص ٢٨) وكان بنو إسرائيل يميلون إلى هذه الخطية (٢ملوك ١٧: ١٧).
أَصْحَابِ ٱلتَّوَابِعِ وَٱلْعَرَّافِينَ الذين يدعون أنهم يقدرون أن يعاشروا أرواح الموتى ويعرفوا منهم الحوادث المستقبلة.
ٱلْمُشَقْشِقِينَ وَٱلْهَامِسِينَ المشقشق الهاذر والهامس الذي يتكلم بصوت خفي.
أَلاَ يَسْأَلُ شَعْبٌ إِلٰهَهُ؟ أَيُسْأَلُ ٱلْمَوْتٰى لأَجْلِ ٱلأَحْيَاءِ؟ كلا.
إِلَى ٱلشَّرِيعَةِ وَإِلَى ٱلشَّهَادَةِ (ع ٢٠) بعدما وبخهم على التجائهم إلى السحرة هداهم إلى الحق ليطلبوا الفائدة منه. والشريعة والشهادة هنا كلام الله بأسره.
فَلَيْسَ لَهُمْ فَجْرٌ! الفجر هو النور بعد ظلام الليل ومعنى النبي أن الذين لا يقولون كما تقول شريعة الله وشهاداته فليس لهم رجاء الخلاص من ضيقاتهم.
إن الله أعطانا دستوراً لإيماننا وهو الكتاب المقدس وفيه تعليم واضح وكاف وتفسير التعليم وتوضيحه سيرة الأفاضل وقدوة المسيح. ومن المبادئ الإنجيلية الأساسية أن الكتاب المقدس هو الدستور الوحيد فيجب أن يبنى عليه كل التعليم والمواعظ وأن تكون أقواله ميزان كل بحث وجدال لا أقوال الآباء ولا أحكام المجامع أو غيرها من تعليم الناس.
فَيَعْبُرُونَ (ع ٢١) أي الذين يعوذون بالسحر والصعوبات.
فِيهَا أي في الأرض.
مُضَايَقِينَ أي يكون نصيبهم الشدائد والصعوبات.
وَيَنْظُرُونَ إِلَى ٱلأَرْضِ أي لا يجدون معيناً لا في السماء من فوق ولا في الأرض من تحت بل يُطردون إلى الظلام.
والفائدة الجوهرية من هذا الأصحاح هي أنه لا يجوز الخوف من الناس ولو كانوا حسب الظاهر قادرين على قتل الجسد بل يجب الخوف من الله القادر على إهلاك الجسد والنفس كليهما في هذا العالم وفي العالم الآتي.
فوائد للوعاظ
لا تخافوا خوفه… فهو خوفكم (ع ١٢)
١ – نتائج الخوف من الناس:
(١) الرياء (٢) التقلب (٣) الاعتبار للموافقة الوقتية دون الواجب الدائم (٤) الاحتقار.
٢ – نتائج خوف الله:
(١) الصدق (٢) الثبات (٣) الشجاعة (٤) اعتبار الجميع حتى الأعداء للمتقين.
الناس يقتلون الجسد فقط لا النفس.
الناس لا يعملون معنا إلا ما يسمح لهم الرب أن يعملوه.
إلى الشريعة وإلى الشهادة (ع ٢٠)
دستور الإيمان ليس تعليم الناس ولا ضمائرنا لأننا نحن وغيرنا عرضة للخطاء بل كلام الله في كتابه المقدس. والكتاب المقدس هو ما يأتي:
- كتاب أدب ودين لا كتاب علم وفلسفة.
- كتاب مبادئ حقيقية بموجبها ندبر كل أمور حياتنا.
- كتاب تاريخ وأمثلة توضح لنا صفات الله وواجبات الإنسان.
السابق |
التالي |