سفر إشعياء | 06 | السنن القويم
السنن القويم في تفسير أسفار العهد القديم
شرح سفر إشعياء
للقس . وليم مارش
اَلأَصْحَاحُ ٱلسَّادِسُ
مضمونه:
رؤيا الله كانت لإشعياء في أول خدمته فيها ودعوة الله له وطاعته للدعوة وما سينتج من كلامه للشعب.
١ «فِي سَنَةِ وَفَاةِ عُزِّيَّا ٱلْمَلِكِ رَأَيْتُ ٱلسَّيِّدَ جَالِساً عَلَى كُرْسِيٍّ عَالٍ وَمُرْتَفِعٍ، وَأَذْيَالُهُ تَمْلأُ ٱلْهَيْكَلَ».
٢ملوك ١٥: ٧ و١ملوك ٢٢: ١٩ ويوحنا ١٢: ٤١ ورؤيا ٤: ٢
فِي سَنَةِ وَفَاةِ عُزِّيَّا ذكرنا أن الأصحاح الأول كلام افتتاحي للسفر كله والمرجح أن ما في (ص ٢ – ٥) كُتب في أول ملك آحاز وإن الأصحاح السادس كُتب في ذلك الوقت. وأما الرؤيا فكانت في سنة وفاة عزيا. فإن قيل لماذا لم يذكر النبي الرؤيا لما رآها ولماذا لم يجعلها مقدمة السفر قلنا:
- إن في هذه الرؤيا كلاماً يدل على عدم تأثر كلام النبي في السامعين وتوبيخهم على قساوة قلوبهم فلم يستحسن النبي أن يكتبه في أول الأمر.
- إنه لعله بعد الكلام المتضمن في (ص ٢ – ٥) صار نفور ومقاومة فاضطر النبي أن يؤكد للشعب أن الكلام ليس كلامه بل كلام الله.
- إن في الأصحاحات التالية توبيخ للملك آحاز وأرباب السياسة لعصيانهم على الرب ومحالفتهم أشور فاستعداداً لذلك ذكر النبي أن الله أرسله (انظر ٢كورنثوس ص ١٢) فإن بولس الرسول ذكر في آخر رسالتيه إلى أهل كورنثوس الرؤيا التي كان رآها في أول خدمته.
ملك عزيا ٤٢ سنة وعمل المستقيم في عيني الرب وساعده الرب وتشدد جداً وإشعياء ولد ورُبي في مدة ملكه ولا شك في أن النبي كان يفتخر به وكان هو وغيره من أتقياء يهوذا ينتظرون بواسطته نجاة الشعب وانتصارهم على جميع أعدائهم وارتقاء مجدهم ولكن ارتفع قلبه إلى الهلاك وخان الرب إلهه فضرب بالبرص وقُطع عن بيت الرب وكان رجلاً نجساً إلى يوم وفاته.
ولعل غاية رؤيا إشعياء في سنة وفاة الملك أن يرفع نظره إلى الرب القدوس وحده والحي إلى الأبد والقادر على كل شيء والملك الحقيقي ليتكل هو وشعب يهوذا عليه وحده لا على بني البشر.
رَأَيْتُ ٱلسَّيِّدَ «اَللّٰهُ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ قَطُّ. اَلابْنُ ٱلْوَحِيدُ ٱلَّذِي هُوَ فِي حِضْنِ ٱلآبِ هُوَ خَبَّرَ» (يوحنا ١: ١٨). وقال يوحنا أيضاً إن «إِشَعْيَاءُ رَأَى مَجْدَهُ (أي المسيح) وَتَكَلَّمَ عَنْهُ» (يوحنا ١٢: ٤١). فلا ريب أن السيد المشار إليه هو المسيح قبل التجسد فإنه كان أحياناً يظهر بهيئة جسدية وقتية كما ظهر لإبراهيم ويعقوب وموسى وجدعون ومنوح وصموئيل وسليمان وإرميا فلا نقول أنهم رأوا الله نفسه لأن الله روح بل أنهم رأوا تلك الهيئة الجسدية الوقتية.
ٱلْهَيْكَلَ المرجح أن إشعياء كان في دار الهيكل لما رأى الرؤيا. وكان الهيكل وآنيته رموزاً إلى بعض الحقائق الروحية وأما إشعياء فرأى بهذه الرؤيا نفس الأمور المرموز إليها أي السيد الرب المجيد وخدامه وسمع أصواتهم.
٢ «ٱلسَّرَافِيمُ وَاقِفُونَ فَوْقَهُ، لِكُلِّ وَاحِدٍ سِتَّةُ أَجْنِحَةٍ. بِٱثْنَيْنِ يُغَطِّي وَجْهَهُ، وَبِٱثْنَيْنِ يُغَطِّي رِجْلَيْهِ، وَبَٱثْنَيْنِ يَطِيرُ».
حزقيال ١: ١١
ٱلسَّرَافِيمُ معنى هذه اللفظة الأصلية المتوهجون أو الذين منظرهم ساطع كلهيب نار متقدة والراجح أنهم خلائق عاقلة في أعلى رتب خدمة الله ومن جنس الكروبيم.
وَاقِفُونَ فَوْقَه الواقفون هم الخدامون وأما الجالس فهو المخدوم.
بِٱثْنَيْنِ يُغَطِّي وَجْهَهُ كناية عن شعوره بحقارته أمام العظمة الإلهية.
وَبِٱثْنَيْنِ يُغَطِّي رِجْلَيْهِ كناية عن الاحترام والوقار.
وَبَٱثْنَيْنِ يَطِيرُ كناية عن الاستعداد لإتمام ما ينتدبه الله إليه على وجه السرعة.
٣ «وَهٰذَا نَادَى ذَاكَ: قُدُّوسٌ قُدُّوسٌ قُدُّوسٌ رَبُّ ٱلْجُنُودِ. مَجْدُهُ مِلْءُ كُلِّ ٱلأَرْضِ».
رؤيا ٤: ٨ مزمور ٧٢: ١٩
معنى اللفظة «قدوس» في الأصل المنزّه أو المنفرد والمراد أن الله منفرد عن جميع خلائقه إذ يفوقها في القدرة والمعرفة والجودة وجميع صفاته فليس له نظير ولا شريك. وكُررت هذه اللفظة قصد التأكيد والاحترام ويحتمل أنها تشير إلى الثالوث الأقدس بمعنى قدوس هو الخالق وقدوس هو الفادي وقدوس هو المقدس. غير أنه لا يوافق أن نبني تعليم الثالوث على هذه الآية كحجة قاطعة.
٤ «فَٱهْتَزَّتْ أَسَاسَاتُ ٱلْعَتَبِ مِنْ صَوْتِ ٱلصَّارِخِ، وَٱمْتَلأَ ٱلْبَيْتُ دُخَاناً».
خروج ٤٠: ٣٤ و١ملوك ٨: ١٠
ٱهْتَزَّتْ أَسَاسَاتُ ٱلْعَتَبِ من تقديم العبادة وسمو مجد المعبود والدخان علامة الانفصال فإنه كحجاب بين الله والبشر فلا يراه الخاطئ ولا يقترب إليه (رؤيا ١٥: ٨).
٥ «فَقُلْتُ: وَيْلٌ لِي! إِنِّي هَلَكْتُ، لأَنِّي إِنْسَانٌ نَجِسُ ٱلشَّفَتَيْنِ، وَأَنَا سَاكِنٌ بَيْنَ شَعْبٍ نَجِسِ ٱلشَّفَتَيْنِ، لأَنَّ عَيْنَيَّ قَدْ رَأَتَا ٱلْمَلِكَ رَبَّ ٱلْجُنُودِ».
خروج ٤: ١٠ و٦: ٣٠ وقضاة ٦: ٢٢ و١٣: ٢٢ وإرميا ١: ٦
فَقُلْتُ: وَيْلٌ لِي علة خوف النبي شعوره بعدم استحقاقه أن يرى الرب لأنه خاطئ. وقوله «لأني إنسان نجس الشفتين» ربما نشأ عن شعوره بأنه مارس وظيفته بدون أن يعتبر شأنها ومسؤوليتها اعتباراً كافياً وبدون أن يميز عظمة الله وسموه. وذكر الشفتين لا اليدين أو عضواً آخر من الجسد لأن الشفتين مُستعملتين في العبادة والوعظ فكانتا أكثر اختصاصاً من غيرهما بما يتعلق بوظيفته. وذكرهما بالنيابة عن الجسد كله كأن كل النجاسات اجتمعت وحلت فيهما.
شَعْبٍ نَجِسِ ٱلشَّفَتَيْنِ كان الملك عزيا قد خان الرب بدخوله الهيكل ليوقد على مذبح البخور (٢أيام ٢٦: ١٦ – ٢٣) ولعل روحه كان روح الشعب فكانوا هم أيضاً بالإجمال قليل الاحترام في العبادة ومنتفخين من النجاح العالمي (ص ١: ١٠ – ١٧). ولا شك في أن إشعياء كان اطهر أهل جيله ولكنه شعر بخطاياه عندما اقترب إلى الله لأنها وإن كانت قليلة عند الناس ظهرت كما هي في نور الرب. وقول إشعياء «إنه نجس الشفتين» مما يدل على أنه مستعد لوظيفته فإن ليس من صفات النبي أن يتكل على نفسه كأنه مستحق ومقتدر بل أن يقر بعدم اقتداره فيسلم نفسه للرب كآنية فارغة ليمتلئ من روحه ويُستعمل لمجده.
٦، ٧ «٦ فَطَارَ إِلَيَّ وَاحِدٌ مِنَ ٱلسَّرَافِيمِ وَبِيَدِهِ جَمْرَةٌ قَدْ أَخَذَهَا بِمِلْقَطٍ مِنْ عَلَى ٱلْمَذْبَحِ، ٧ وَمَسَّ بِهَا فَمِي وَقَالَ: إِنَّ هٰذِهِ قَدْ مَسَّتْ شَفَتَيْكَ، فَٱنْتُزِعَ إِثْمُكَ وَكُفِّرَ عَنْ خَطِيَّتِكَ».
رؤيا ٨: ٣ إرميا ١: ٩ ودانيال ١٠: ١٦
فَطَارَ إِلَيَّ وَاحِدٌ يفيد ذلك ما يأتي:
- إن الله غفر له خطاياه فليس من الضرورة أن رؤيا الله تهلك فإن النار تطهر أحياناً ولا تلاشي.
- إن الله طهر شفتيه استعداداً لبعثه نبياً لشعبه.
- إن المذبح المذكور هو مذبح المحرقة القائم في دار الهيكل الذي كانت النار تتقد عليه دائماً والجمرة التي مست شفتي إشعياء كانت علامة التطهير بدم المسيح (عبرانيين ٩: ١٤).
٨ «ثُمَّ سَمِعْتُ صَوْتَ ٱلسَّيِّدِ: مَنْ أُرْسِلُ، وَمَنْ يَذْهَبُ مِنْ أَجْلِنَا؟ فَأَجَبْتُ: هَئَنَذَا أَرْسِلْنِي».
تكوين ١: ٢٦ و٣: ٢٢ و١١: ٧
ثُمَّ أي بعد ما مسّت الجمرة شفتيه وانتُزع إثمه. لأن من يريد أن يسمع صوت الرب يجب قبل ذلك أن يشعر بخطاياه وبالتطهير منها.
مَنْ أُرْسِلُ ظهر أن غاية هذه الرؤيا أولاً ليست التعليم أو التعزية أو الإعلان بل التعيين للخدمة. الله يستخدم بني البشر فإن التبشير ليس بصوت من السماء أو بواسطة ملائكة بل بواسطة الناس وهكذا كل الأعمال الخيرية كخدمة المرضى وتعزية الحزانى والإحسان إلى الفقراء لأن بني البشر هم أوانٍ يملأُها الروح وآلات يستعملها ومجارٍ تجري فيها القوة الإلهية. فنقول إن الله يريد خلاص النفوس ومنح الخيرات والبركات ويريد أن يستخدم كل إنسان لخدمة ما ولكن الإنسان كثيراً ما يبطل مقاصد الله بكسله وخوفه وعصيانه.
مِنْ أَجْلِنَا من المحتمل أن صيغة الجمع تدل على العظمة أو تشير إلى الملائكة أو إلى الثالوث الأقدس وهذا هو المرجح.
هَئَنَذَا أَرْسِلْنِي النبي عرف ضعفه وعدم استحقاقه ولم يعرف ما هي الخدمة التي سيطلبها الرب منه ولم يسأل عن أجرة بل قدم نفسه للخدمة بلا شروط وله ثقة بأن الرب لا يطلب منه إلا خدمة موافقة وأنه يعطيه ما يحتاج إليه من القوة والحكمة.
٩، ١٠ «٩ فَقَالَ: ٱذْهَبْ وَقُلْ لِهٰذَا ٱلشَّعْبِ: ٱسْمَعُوا سَمْعاً وَلاَ تَفْهَمُوا، وَأَبْصِرُوا إِبْصَاراً وَلاَ تَعْرِفُوا. ١٠ غَلِّظْ قَلْبَ هٰذَا ٱلشَّعْبِ وَثَقِّلْ أُذُنَيْهِ وَٱطْمُسْ عَيْنَيْهِ، لِئَلَّا يُبْصِرَ بِعَيْنَيْهِ وَيَسْمَعَ بِأُذُنَيْهِ وَيَفْهَمْ بِقَلْبِهِ، وَيَرْجِعَ فَيُشْفَى».
ص ٤٣: ٨ ومتّى ١٣: ١٤ ومرقس ٤: ١٢ ولوقا ٨: ١٠ ويوحنا ١٢: ٤٠ وأعمال ٢٨: ٢٦ ورومية ١١: ٨ مزمور ١١٩: ٧٠ وص ٦٣: ١٧ إرميا ٥: ٢١
ٱسْمَعُوا سَمْعاً الخ لا يستلزم هذا القول أن مراد الله أنهم لا يفهمون لأن الكتاب المقدس بأسره يعلم ما ينافي ذلك بل المراد الإنذار كقول المسيح للفريسيين «املأوا مكيال آبائكم» (متّى ٢٣: ٣٢). فإذا نهينا إنساناً عن عمل وبيّنا له نتيجة إتيانه إياه وأكثرنا له النصائح فعاند وأصرّ على العمل قلنا له أخيراً افعل كما تريد والمقصود أنه أخذ على نفسه مسؤولية ما سيفعله. ولعل قولنا أفعل كما تريد ينبهه فيخاف من يترك لنفسه فيحمل وحده عاقبة عمله.
اقتبس هذا القول نحو ست مرات في العهد الجديد ومما يستحق الملاحظة أن الترجمة السبعينية وهي المستعملة عند كتبة العهد الجديد غيرت ما جاء هنا بلفظة الأمر إلى صورة الخبر فجاء فيها «يسمعون» الخ بدلاً من «اسمعوا» الخ بصيغة الأمر. وربما غاية هذه الترجمة أن تبين أن ضررهم لم ينشأ عن إرسال النبي إليهم بل عن عدم قبولهم كلام الله من فمه. وقد ورد نظير ذلك في نبوءة إرميا إذ قال الله له «قَدْ وَكَّلْتُكَ هٰذَا ٱلْيَوْمَ عَلَى ٱلشُّعُوبِ وَعَلَى ٱلْمَمَالِكِ، لِتَقْلَعَ وَتَهْدِمَ وَتُهْلِكَ وَتَنْقُضَ وَتَبْنِيَ وَتَغْرِسَ» (إرميا ١: ١٠). أي أن هذه الأعمال ستكون نتيجة بعثه إليهم نبياً. كل من يسمع كلام الله ولا يعمل بموجبه يقسي قلبه وتصير له زيادة الوسائط الدينية زيادة الدينونة.
وكلام الله يفعل فعله الواجب في الذين يسمعون ويقبلون ويعملون. وكثيراً ما يؤثر الوعظ في الوثنيين أكثر مما يؤثر في المسيحيين وسبب ذلك أن المسيحيين قسوا قلوبهم من كثرة سمعهم وقلة عملهم.
١١، ١٢ «١١ فَسَأَلْتُ: إِلَى مَتَى أَيُّهَا ٱلسَّيِّدُ؟ فَقَالَ: إِلَى أَنْ تَصِيرَ ٱلْمُدُنُ خَرِبَةً بِلاَ سَاكِنٍ، وَٱلْبُيُوتُ بِلاَ إِنْسَانٍ، وَتَخْرَبَ ٱلأَرْضُ وَتُقْفِرَ، ١٢ وَيُبْعِدَ ٱلرَّبُّ ٱلإِنْسَانَ وَيَكْثُرُ ٱلْخَرَابُ فِي وَسَطِ ٱلأَرْضِ».
ميخا ٣: ١٢ و٢ملوك ٢٥: ٢١
الخراب المشار إليه هنا ابتدأ في عصر إشعياء بواسطة الأشوريين وبعد إشعياء في سبي بابل وتم بعد مجيء المسيح بواسطة الرومانيين.
١٣ «وَإِنْ بَقِيَ فِيهَا عُشْرٌ بَعْدُ فَيَعُودُ وَيَصِيرُ لِلْخَرَابِ، وَلَكِنْ كَٱلْبُطْمَةِ وَٱلْبَلُّوطَةِ، ٱلَّتِي وَإِنْ قُطِعَتْ فَلَهَا سَاقٌ، يَكُونُ سَاقُهُ زَرْعاً مُقَدَّساً».
عزرا ٩: ٢ وملاخي ٢: ١٥ ورومية ١١: ٥
إن هذه الآية تتضمن وعيداً فالوعيد هو أنه إذا بقي عشر مساكنهم بلا خراب كان مصيره للخراب. والوعد هو أنه مع ذلك الخراب العظيم ستبقى بقية مثل ساق الشجرة الذي ينمو بعد قطعها أي أن تلك البقية من الشعب تكون زرعاً مقدساً كنيسة حية لله على الأرض. وقد تم هذا الوعد على التوالي فإنه حين استفتح ملك بابل أورشليم وهدمها بقي جانب منها وبعد أن أخربها الرومانيون بقي أيضاً جانب ولا يزال باقياً زرع مقدس سيظهر عند رجوعهم إلى الدين المسيحي حين يخلص جميع إسرائيل فلا يترك الله أحداً من مختاريه.
فِيهَا في الأرض الخربة.
عُشْرٌ بقية زهيدة. وقال النبي زكريا «ثلث» (ص ١٣: ٨ و٩) أي بقية زهيدة فليس العُشر حقيقة ولا الثلث كذلك.
فَيَعُودُ وَيَصِيرُ لِلْخَرَابِ يتلف بأحكام جديدة.
زَرْعاً مُقَدَّساً كما أن حياة الشجرة تبقى في ساقها وربما ظهرت ثانية فتكون شجرة أخرى هكذا الزرع المقدس فإنه يحتمل كل هذه الأحكام ويملأ الأرض ثانية.
فوائد
- في الضيقات ننظر إلى الرب ونتذكر أن مجده يملأ الأرض ولو كانت الأرض مملوءة من الظلم والخطية حسب الظاهر.
- قساوة قلوب الناس لا تعيقنا عن هذه الخدمة بل تستدعينا إليها كما أن المرض الثقيل يستدعي الطبيب.
- الرب لم يسمّ إشعياء باسمه بل قال «من أرسله» ولكن إشعياء سمى نفسه بقوله «هأنذا ارسلني» فكانت خدمته بإرادته وهو وقف نفسه للرب.
- المناداة بالحق تحرك القلب الشرير فتظهر أنها للشر لا للخير.
- كل من يسمع ولا يعمل بموجب كلام الحق يقسي قلبه ويعود أخيراً لا يبصر ولا يسمع ولا يشعر بشيء.
فوائد للوعاظ
رؤيا الله
- الرؤيا المعتادة. فإنا نراه في الخليقة وبأعمال يديه.
- الرؤيا الخصوصية. فإنا نراه عند الصلاة والتأمل حين نقترب إليه نوعاً ونشعر بوجوده.
- الرؤيا السماوية. فإنا سنراه كما هو ونتمتع به إلى الأبد.
ماذا ينتج من هذه الرؤيا
- إنا نرى أنه القادر على كل شيء والمستحق كل عبادة والكامل القداسة.
- إنا نرى أن الناس بعيدون عنه ونجسون ومحتاجون إلى الغفران والخلاص.
- إنا نرى أن الله يعمل بواسطة الناس فيطلب من يرسله فعلينا أن نسمع دعوته ونقدم أنفسنا لخدمته ليكلم الناس بواسطتنا. وفي أيامنا الرب يدعونا بواسطة الكنيسة كتعيين بولس وبرنابا من كنيسة أنطاكية أو بواسطة حوادث كوجود المسكين في طريق السامري الصالح والخصي في طريق فيلبس وطلب كرنيليوس إلى بطرس.
السابق |
التالي |