سفر هوشع | 06 | السنن القويم
السنن القويم في تفسير أسفار العهد القديم
شرح سفر هوشع
للقس . وليم مارش
اَلأَصْحَاحُ ٱلسَّادِسُ
١ – ٣ «١ هَلُمَّ نَرْجِعُ إِلَى ٱلرَّبِّ لأَنَّهُ هُوَ ٱفْتَرَسَ فَيَشْفِينَا، ضَرَبَ فَيَجْبِرُنَا. ٢ يُحْيِينَا بَعْدَ يَوْمَيْنِ. فِي ٱلْيَوْمِ ٱلثَّالِثِ يُقِيمُنَا فَنَحْيَا أَمَامَهُ. ٣ لِنَعْرِفْ فَلْنَتَتَبَّعْ لِنَعْرِفَ ٱلرَّبَّ. خُرُوجُهُ يَقِينٌ كَٱلْفَجْرِ. يَأْتِي إِلَيْنَا كَٱلْمَطَرِ. كَمَطَرٍ مُتَأَخِّرٍ يَسْقِي ٱلأَرْضَ».
إرميا ٥٠: ٤ و٥ ص ٥: ١٤ ص ١٤: ٤ إشعياء ٣٠: ٢٦ مزمور ٣٠: ٥ إشعياء ٢: ٣ وميخا ٤: ٢ مزمور ١٩: ٦ وميخا ٥: ٢ يوئيل ٢: ٢٣
هَلُمَّ نَرْجِعُ الخ يجب قراءة هذا العدد مع العدد الأخير من الأصحاح السابق «فِي ضِيقِهِمْ يُبَكِّرُونَ إِلَيَّ (قائلين) هلم نرجع إلى الرب الخ» فإن الرب الذي يعرف القلوب رأى أن الإسرائيليين عندما يسمعون كلام التهديد الشديد (٥: ١٤ و١٥) يقولون تركنا عبادة الأصنام وتبنا ونرجع إلى الرب وهو يغفر لنا خطايانا ويشفينا لأنه كثير الرحمة. ولكن توبتهم وقتية كسحاب الصبح والندى الماضي باكراً.
بَعْدَ يَوْمَيْنِ (ع ٢) كقولنا بعد يومين أو ثلاثة أيام إذا كثرنا. أي عن قريب. ورأى البعض إشارة إلى قيامة المسيح في اليوم الثالث وبقيامته قيامة المؤمنين به. ولكن هذا هو تعليم العهد الجديد ولا يوجد في هذه الآية من نبوة هوشع.
فَلْنَتَتَبَّعْ (ع ٣) تشير الكلمة إلى الاجتهاد والاجتهاد الدائم. وخروجه هو خروجه للخلاص والخلاص يقين كالفجر بعد الليل وكالمطر الذي يحيي الأرض اليابسة فما أجمل هذا الكلام ولكنه كلام فارغ لأن الإسرائيليين لم يشعروا كما يجب بعظمة خطاياهم ولا بعظمة الخلاص منها.
٤ – ١١ «٤ مَاذَا أَصْنَعُ بِكَ يَا أَفْرَايِمُ؟ مَاذَا أَصْنَعُ بِكَ يَا يَهُوذَا؟ فَإِنَّ إِحْسَانَكُمْ كَسَحَابِ ٱلصُّبْحِ، وَكَالنَّدَى ٱلْمَاضِي بَاكِراً. ٥ لِذٰلِكَ أَقْرِضُهُمْ بِٱلأَنْبِيَاءِ أَقْتُلُهُمْ بِأَقْوَالِ فَمِي. وَٱلْقَضَاءُ عَلَيْكَ كَنُورٍ قَدْ خَرَجَ. ٦ إِنِّي أُرِيدُ رَحْمَةً لاَ ذَبِيحَةً، وَمَعْرِفَةَ ٱللّٰهِ أَكْثَرَ مِنْ مُحْرَقَاتٍ. ٧ وَلَكِنَّهُمْ كَآدَمَ تَعَدَّوُا ٱلْعَهْدَ. هُنَاكَ غَدَرُوا بِي. ٨ جِلْعَادُ قَرْيَةُ فَاعِلِي ٱلإِثْمِ مَدُوسَةٌ بِٱلدَّمِ. ٩ وَكَمَا يُكْمِنُ لُصُوصٌ لإِنْسَانٍ، كَذٰلِكَ زُمْرَةُ ٱلْكَهَنَةِ فِي ٱلطَّرِيقِ يَقْتُلُونَ نَحْوَ شَكِيمَ. إِنَّهُمْ قَدْ صَنَعُوا فَاحِشَةً. ١٠ فِي بَيْتِ إِسْرَائِيلَ رَأَيْتُ أَمْراً فَظِيعاً. هُنَاكَ زَنَى أَفْرَايِمُ. تَنَجَّسَ إِسْرَائِيلُ. ١١ وَأَنْتَ أَيْضاً يَا يَهُوذَا قَدْ أُعِدَّ لَكَ حَصَادٌ، عِنْدَمَا أَرُدُّ سَبْيَ شَعْبِي».
ص ٧: ١ و١١: ٨ ص ١٣: ٣ ومزمور ٧٨: ٣٤ – ٣٧ و١صموئيل ١٥: ٣٢ و٣٣ وإرميا ١: ١ و١٨ و٥: ١٤ ع ٣ متّى ٩: ١٣ و١٢: ٧ ص ٢: ٢٠ ص ٨: ١ ص ٥: ٧ ص ١٢: ١١ ص ٤: ٢ ص ٧: ١ ص ٤: ٢ وإرميا ٧: ٩ و١٠ ص ٢: ١٠ وحزقيال ٢٢: ٩ و٢٣: ٢٧ إرميا ٥: ٣ و٣١ و٢٣: ١٤ ص ٥: ٣ إرميا ٥١: ٣٣ ويوئيل ٣: ١٣ صفنيا ٢: ٧
كَالنَّدَى كانت أعمالهم الحسنة وقتية كالندى.
أَقْرِضُهُمْ بِٱلأَنْبِيَاءِ (ع ٥) أي بكلام التوبيخ من الأنبياء. ولم يكن هلاكهم من الأنبياء بل من أنفسهم وأما الأنبياء فصرخوا به. والكلام ليهوذا أيضاً (انظر إشعياء ٢٢: ١٤ – ٢٢) والقضاء عليهم كنور لأنه عادل وعدله ظاهر كالنور.
رَحْمَةً لاَ ذَبِيحَةً (ع ٦) انظر قول صموئيل لشاول (١صموئيل ١٥: ٢٢) «ٱلٱسْتِمَاعُ أَفْضَلُ مِنَ ٱلذَّبِيحَةِ» وهنا «رحمة لا ذبيحة». واقتبس يسوع هذا القول مرتين (متّى ٩: ١٣ و١٢: ٧) وعلّم أن الله لا يسر بالذبائح وحفظ الوصايا المختصة بالأكل والشرب دون المحبة لله والقريب (انظر إشعياء ص ١).
كَآدَمَ (ع ٧) كانت خطية آدم بلا عذر لأنه كان في جنة عدن فيها فواكه كثيرة فلم يكن يحتاج إلى أكل الثمر المنهي عنه. ولم يقرّ بخطيته بل جعل اللوم على امرأته وعلى الله الذي أعطاه إياها. وكان الإسرائيليون بلا عذر لأن الله أعطاهم أرضاً جيدة ونصرهم على أعدائهم فلا داعي إلى السجود لآلهة كنعان. والإسرائيليون كآدم لم يشعروا بعظمة خطيتهم في مخالفة وصايا الله. فكما طرد الرب آدم وحواء من الجنة هكذا طرد إسرائيل من الأرض الجيدة التي أعطاهم إياها. لا يذكر سفر التكوين عهداً بين الله وآدم ولكن الوصية كانت كعهد لأنه الله أعطاه بركات بشرط أنه يحفظ الوصية. ويفهم البعض من القول «كآدم» مدينة أدمة كما في (١١: ٨) وغيرهم يفهمون الجنس البشري أي «ولكنهم كأناس تعدوا الخ».
هُنَاكَ غَدَرُوا بِي أي في المملكة الشمالية في أماكن كثيرة فيها فلا يمكنهم أن ينكروا ولا يعتذروا. وجلعاد (ع ٨) اسم بلاد ولا يوجد قرية بهذا الاسم ولعل القول يشير إلى مصفاة في جلعاد (٥: ١) حتى الكهنة (ع ٩) صاروا لصوصاً وكانت شكيم (أي نابلس) على السكة السلطانية من الجهات الشمالية إلى بيت إيل وأورشليم.
فِي بَيْتِ إِسْرَائِيلَ (ع ١٠) الأمر العجيب هو أن هذا الفجور كان من شعب الله الذين عندهم معرفة الله. وما كان عند الوثنيين جهالة كان عند شعب الله خيانة. والحصاد (ع ١) هو حصاد النقمة والقضاء وبعد هذه النقمة رحمة لأن الرب يرد سبي شعبه والبعض يجعلون هذه الجملة مع الأصحاح التالي أي «عندما أرد سبي شعبي حينما كنت أشفي إسرائيل الخ».
السابق |
التالي |