سفر هوشع | 05 | السنن القويم
السنن القويم في تفسير أسفار العهد القديم
شرح سفر هوشع
للقس . وليم مارش
اَلأَصْحَاحُ ٱلْخَامِسُ
١ – ٧ «١ اِسْمَعُوا هٰذَا أَيُّهَا ٱلْكَهَنَةُ، وَٱنْصِتُوا يَا بَيْتَ إِسْرَائِيلَ، وَأَصْغُوا يَا بَيْتَ ٱلْمَلِكِ، لأَنَّ عَلَيْكُمُ ٱلْقَضَاءَ، إِذْ صِرْتُمْ فَخّاً فِي مِصْفَاةَ، وَشَبَكَةً مَبْسُوطَةً عَلَى تَابُورَ. ٢ وَقَدْ تَوَغَّلُوا فِي ذَبَائِحِ ٱلزَّيَغَانِ، فَأَنَا تَأْدِيبٌ لِجَمِيعِهِمْ. ٣ أَنَا أَعْرِفُ أَفْرَايِمَ. وَإِسْرَائِيلُ لَيْسَ مَخْفِيّاً عَنِّي. إِنَّكَ ٱلآنَ زَنَيْتَ يَا أَفْرَايِمُ. قَدْ تَنَجَّسَ إِسْرَائِيلُ. ٤ أَفْعَالُهُمْ لاَ تَدَعُهُمْ يَرْجِعُونَ إِلَى إِلٰهِهِمْ، لأَنَّ رُوحَ ٱلزِّنَى فِي بَاطِنِهِمْ وَهُمْ لاَ يَعْرِفُونَ ٱلرَّبَّ. ٥ وَقَدْ أُذِلَّتْ عَظَمَةُ إِسْرَائِيلَ فِي وَجْهِهِ، فَيَتَعَثَّرُ إِسْرَائِيلُ وَأَفْرَايِمُ فِي إِثْمِهِمَا، وَيَتَعَثَّرُ يَهُوذَا أَيْضاً مَعَهُمَا. ٦ يَذْهَبُونَ بِغَنَمِهِمْ وَبَقَرِهِمْ لِيَطْلُبُوا ٱلرَّبَّ وَلاَ يَجِدُونَهُ. قَدْ تَنَحَّى عَنْهُمْ. ٧ قَدْ غَدَرُوا بِٱلرَّبِّ. لأَنَّهُمْ وَلَدُوا أَوْلاَداً أَجْنَبِيِّينَ، اَلآنَ يَأْكُلُهُمْ شَهْرٌ مَعَ أَنْصِبَتِهِمْ».
ص ٤: ١ ص ٩: ٨ ص ٩: ١٥ ص ٤: ٢ و٦: ٩ عاموس ٣: ٢ و٥: ١٢ ص ٦: ١٠ ص ٤: ١١ ص ٤: ١٢ ص ٤: ٦ و١١ و١٤ ص ٧: ١٠ ص ٤: ٥ حزقيال ٢٣: ٣١ – ٣٥ ص ٨: ١٣ وميخا ٦: ٦ و٧ إشعياء ١: ١٥ وإرميا ١٤: ١٢ حزقيال ٨: ٦ ص ٦: ٧ وإشعياء ٤٨: ٨ ص ٢: ٤ ص ٢: ١١ و١٢ وإشعياء ١: ١٤
يكلم النبي جميع الناس على اختلاف رتبهم فلا يخاف من سلطة الكهنة الروحية ولا من سلطة الملك السياسية ولا من الجمع الكثير بل يوبخ الكل على خطاياهم الفظيعة. والدعوة هنا ليست للتوبة بل للمحاكمة. الكهنة هم كهنة العبادة الوثنية والملك هو زكريا. وعلى الكهنة مسوؤلية أعظم لكونهم معلمي الشعب وعلى الملك مسؤولية لأنه رئيس الشعب. والقضاء هو على القضاة. وكانت مصفاة في جلعاد شرقي الأردن انظر نبأ لابان ويعقوب في تكوين (ص ٣١: ٤٩) وكان تابور في الجليل إلى الغرب والجنوب من بحر طبريا. والظاهر أن الكهنة وبيت الملك كانوا يكمنون بهذه الأماكن لأجل النهب والقتل وربما كانوا يربطون الطريق لئلا يحضر أحد من إسرائيل للعبادة في أورشليم.
فَأَنَا تَأْدِيبٌ (ع ٢) قال داود (مزمور ١٠٩: ٤) «أَمَّا أَنَا فَصَلاَةً» أي وجّه كل أفكاره إلى الصلاة وكانت الصلاة أعظم شيء عنده ومهمته الوحيدة. وقول الرب «أنا تأديب» هو للتشديد والتأكيد كأنه لم يُظهر لهم إلا عدله بلا رحمة.
أَفْعَالُهُمْ (ع ٤) (انظر يوحنا ٨: ٣٤) «كُلَّ مَنْ يَعْمَلُ ٱلْخَطِيَّةَ هُوَ عَبْدٌ لِلْخَطِيَّةِ». ارتبك إسرائيل في عبادتهم للأصنام واعتادوا عليها وفقدوا الحاسات الصالحة. وروح الزنى في باطنهم طرد روح الرب من قلوبهم فلم يعرفوا الرب ولا يقدرون أن يرجعوا إلى إلههم. مع أن «غَيْرُ ٱلْمُسْتَطَاعِ عِنْدَ ٱلنَّاسِ مُسْتَطَاعٌ عِنْدَ ٱللّٰهِ» (لوقا ١٨: ٢٧) ولكن لا يزال الرب إلههم وإن كانوا تركوه.
عَظَمَةُ إِسْرَائِيلَ (ع ٥) أي كبرياؤهم فإنهم افتخروا بقوتهم ومن أول تأسيس المملكة كان حسد وخصام بينهم وبين يهوذا. قال يهواش ملك إسرائيل لأمصيا ملك يهوذا (٢ملوك ١٤: ٩) «اَلْعَوْسَجُ… أَرْسَلَ إِلَى ٱلأَرْزِ» أي شبّه نفسه بالأرز وأمصيا بالعوسج. «قَبْلَ ٱلْكَسْرِ ٱلْكِبْرِيَاءُ» (أمثال ١٦: ١٨). «ٱلْكِبْرِيَاءَ وَٱلتَّعَظُّمَ… أَبْغَضْتُ» (أمثال ٨: ١٣).
فِي وَجْهِهِ أي وجه إسرائيل. قاومهم ملك أشور وجهاً لوجه وأخضعهم (انظر ٢ملوك ١٧: ٤ – ٦) ولكن أكثر المفسرين يترجمون «عظمة إسرائيل (أي الرب) يشهد عليه بوجهه».
وَلاَ يَجِدُونَهُ (ع ٦) للتوبة وقت وللرحمة حدود والذين يتجاوزون هذه الحدود لا يجدون الرب «لَمْ يَجِدْ (عيسو) لِلتَّوْبَةِ مَكَاناً، مَعَ أَنَّهُ طَلَبَهَا بِدُمُوعٍ» (عبرانيين ١٢: ١٧) وإذا سأل أحد عن هذه الحدود يقول الكتاب «الآن وقت مقبول».
أَوْلاَداً أَجْنَبِيِّينَ (ع ٧) لم يعلّموا أولادهم الدين الحقيقي فصاروا كأولاد الوثنيين.
يَأْكُلُهُمْ شَهْرٌ بعد قليل من الزمان يأتيهم المهلك فيأكلهم هم وأنصبتهم أي الأرض المعينة لهم من يشوع.
٨ – ١٢ «٨ اِضْرِبُوا بِٱلْبُوقِ فِي جِبْعَةَ، بِٱلْقَرْنِ فِي ٱلرَّامَةِ. ٱصْرُخُوا فِي بَيْتِ آوِنَ. وَرَاءَكَ يَا بِنْيَامِينُ. ٩ يَصِيرُ أَفْرَايِمُ خَرَاباً فِي يَوْمِ ٱلتَّأْدِيبِ. فِي أَسْبَاطِ إِسْرَائِيلَ أَعْلَمْتُ ٱلْيَقِينَ. ١٠ صَارَتْ رُؤَسَاءُ يَهُوذَا كَنَاقِلِي ٱلتُّخُومِ. فَأَسْكُبُ عَلَيْهِمْ سَخَطِي كَٱلْمَاءِ. ١١ أَفْرَايِمُ مَظْلُومٌ مَسْحُوقُ ٱلْقَضَاءِ، لأَنَّهُ ٱرْتَضَى أَنْ يَمْضِيَ وَرَاءَ ٱلْوَصِيَّةِ. ١٢ فَأَنَا لأَفْرَايِمَ كَٱلْعُثِّ، وَلِبَيْتِ يَهُوذَا كَٱلسُّوسِ».
ص ٩: ٩ و١: ٩ إشعياء ١٠: ٢٩ وإرميا ٣١: ١٥ ص ٤: ١٥ قضاة ٥: ١٤ ص ٩: ١١ – ١٧ وإشعياء ٢٨: ١ – ٤ إشعياء ٣٧: ٣ إشعياء ٤٦: ١٠ وزكريا ١: ٦ تثنية ٢٧: ١٧ حزقيال ٧: ٨ مزمور ٣٢: ٦ و٩٣: ٣ و٤ ص ٩: ١٦ مزمور ٣٩: ١١ وإشعياء ٥١: ٨
اِضْرِبُوا بِٱلْبُوقِ لأن العدو قادم عليهم. كانت جبعة والرامة على حدود بنيامين الجنوبية فكان العدو قد اجتاز الأرض كلها من الشمال إلى الجنوب.
وَرَاءَكَ يَا بِنْيَامِينُ أي العدو وراءه وهو هارب منه. أو أن البنياميين مدعوون ليجتمعوا وراء الراية.
كَنَاقِلِي ٱلتُّخُومِ (ع ١٠) (تثنية ٢٧: ١٧) «مَلْعُونٌ مَنْ يَنْقُلُ تُخُمَ صَاحِبِهِ» وقال إشعياء (٥: ٨) «وَيْلٌ لِلَّذِينَ يَصِلُونَ بَيْتاً بِبَيْتٍ وهم الطماعون والظالمون» (انظر ميخا ٢: ٢).
لأَنَّهُ ٱرْتَضَى أَنْ يَمْضِيَ وَرَاءَ ٱلْوَصِيَّةِ (ع ١١) أي وصية ملكهم يربعام الذي جعل إسرائيل أن يخطئ. وفي الترجمة اليسوعية (لأنه شرع أن يقتفي السوء) وهكذا غيرها من الترجمات. وكل من يترك وصايا الله ويمضي وراء وصايا الناس (أو السوء) لا يجد الراحة والنجاح كما كان يظن بل الظلم والسحق. لا ننسب الظلم إلى الله ولكنه ترك إسرائيل لأعدائهم الظالمين لأنهم كانوا تركوه. العث والسوس (ع ١٢) يعملان في الداخل وكان الرب كالعث والسوس لأنه تركهم ليهلكوا من فسادهم الداخلي.
١٣ – ١٥ «١٣ وَرَأَى أَفْرَايِمُ مَرَضَهُ وَيَهُوذَا جُرْحَهُ، فَمَضَى أَفْرَايِمُ إِلَى أَشُّورَ، وَأَرْسَلَ إِلَى مَلِكٍ عَدُوٍّ. وَلَكِنَّهُ لاَ يَسْتَطِيعُ أَنْ يَشْفِيَكُمْ وَلاَ أَنْ يُزِيلَ مِنْكُمُ ٱلْجُرْحَ. ١٤ لأَنِّي لأَفْرَايِمَ كَٱلأَسَدِ، وَلِبَيْتِ يَهُوذَا كَشِبْلِ ٱلأَسَدِ. فَإِنِّي أَنَا أَفْتَرِسُ وَأَمْضِي وَآخُذُ وَلاَ مُنْقِذٌ. ١٥ أَذْهَبُ وَأَرْجِعُ إِلَى مَكَانِي حَتَّى يُجَازَوْا وَيَطْلُبُوا وَجْهِي. فِي ضِيقِهِمْ يُبَكِّرُونَ إِلَيَّ».
ص ٧: ١١ و٨: ٩ و١٢: ١ ص ١٠: ٦ ص ١٤: ٣ ص ١٣: ٧ و٨ ومزمور ٧: ٢ وعاموس ٣: ٤ مزمور ٥٠: ٢٢ ميخا ٥: ٨ إشعياء ٦٤: ٧ – ٩ وإرميا ٣: ١٣ و١٤ ص ٣: ٥ ومزمور ٥٠: ١٥ و٧٨: ٣٤ وإرميا ٢: ٢٧
كان يجب في وقت المرض أي المرض السياسي أن يلتجئوا إلى الرب ليشفيهم ولكنهم التجأوا إلى أشور. أي إلى «ملك عدو» (١٠: ٦) «يُجْلَبُ إِلَى أَشُّورَ، هَدِيَّةً لِمَلِكٍ عَدُوٍّ. يَأْخُذُ أَفْرَايِمُ، خِزْياً، وَيَخْجَلُ إِسْرَائِيلُ عَلَى رَأْيِهِ» (انظر ٢أيام ٢٨: ١٩ و٢٠).
كَٱلأَسَدِ، وَشِبْلِ ٱلأَسَدِ (ع ١٤) يدل على أحكام الله الصارمة والشديدة (١٣: ٧ و٨) وآخر الكلام (ع ١٥) هو وعد من الرب. وتمّ هذا الوعد برجوع البعض من إسرائيل أفراداً إلى الرب كسمعان وحنة (انظر لوقا ٢: ٢٥ و٣٦).
السابق |
التالي |