سفر هوشع

سفر هوشع | 03 | السنن القويم

السنن القويم في تفسير أسفار العهد القديم

شرح سفر هوشع

للقس . وليم مارش

اَلأَصْحَاحُ ٱلثَّالِثُ

١ – ٥ «١ وَقَالَ ٱلرَّبُّ لِي: ٱذْهَبْ أَيْضاً أَحْبِبِ ٱمْرَأَةً حَبِيبَةَ صَاحِبٍ وَزَانِيَةً، كَمَحَبَّةِ ٱلرَّبِّ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ وَهُمْ مُلْتَفِتُونَ إِلَى آلِهَةٍ أُخْرَى وَمُحِبُّونَ لأَقْرَاصِ ٱلزَّبِيبِ. ٢ فَٱشْتَرَيْتُهَا لِنَفْسِي بِخَمْسَةَ عَشَرَ شَاقِلَ فِضَّةٍ وَبِحُومَرَ وَلَثَكِ شَعِيرٍ. ٣ وَقُلْتُ لَهَا: تَقْعُدِينَ أَيَّاماً كَثِيرَةً لاَ تَزْنِي وَلاَ تَكُونِي لِرَجُلٍ، وَأَنَا كَذٰلِكَ لَكِ. ٤ لأَنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ سَيَقْعُدُونَ أَيَّاماً كَثِيرَةً بِلاَ مَلِكٍ وَبِلاَ رَئِيسٍ وَبِلاَ ذَبِيحَةٍ وَبِلاَ تِمْثَالٍ وَبِلاَ أَفُودٍ وَتَرَافِيمَ. ٥ بَعْدَ ذٰلِكَ يَعُودُ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَيَطْلُبُونَ ٱلرَّبَّ إِلٰهَهُمْ وَدَاوُدَ مَلِكَهُمْ، وَيَفْزَعُونَ إِلَى ٱلرَّبِّ وَإِلَى جُودِهِ فِي آخِرِ ٱلأَيَّامِ».

ص ١: ٢ و٢صموئيل ٦: ١٩ و١أيام ١٦: ٣ ونشيد الأنشاد ٢: ٥ راعوث ٤: ١٠ ص ١٣: ١٠ و١١ ص ٢: ١١ ودانيال ٩: ٢٧ و١١: ٣١ و١٢: ١١ ص ١٠: ١ و٢ خروج ٢٨: ٤ – ١٢ و١صموئيل ٢٣: ٩ – ١٢ تكوين ٣١: ١٩ و٣٤ وقضاة ١٧: ٥ و١٨: ١٤ و١٧ و١صموئيل ١٥: ٢٣ و١٩: ١٣ وحزقيال ٢١: ٢١ وزكريا ١٠: ٢ إرميا ٥٠: ٤ و٥ حزقيال ٣٤: ٢٤ إرميا ٣١: ٩

المرأة المذكورة هي ذات المرأة المذكورة في الأصحاح الأول أي جومر.

حَبِيبَةَ صَاحِبٍ أي عاشق. وأما البعض فيقولون إن الصاحب هو هوشع زوجها الشرعي. ومحبة هوشع لامرأته الزانية ترمز إلى محبة الرب لشعبه الملتفتين إلى آلهة أخرى «ٱللّٰهَ بَيَّنَ مَحَبَّتَهُ لَنَا، لأَنَّهُ وَنَحْنُ بَعْدُ خُطَاةٌ مَاتَ ٱلْمَسِيحُ لأَجْلِنَا» (رومية ٥: ٨) ومحبة هوشع لامرأته مما يزيد عظمة خطيتها بتركه وهكذا خطية إسرائيل بتركهم الرب الذي لم يزل يحبهم. والأقراص هي تقدمات إسرائيل لأصنامهم وبهذه التقدمات اعترفوا بأن نتائج الكروم وغيرها من بعل فنكروا الرب.

فَٱشْتَرَيْتُهَا (ع ٢) كان ثمن العبد ثلاثين شاقلاً (انظر خروج ٢١: ٢٣) أي قيمة جومر كقيمة عبد فقط إشارة إلى عدم استحقاق الشعب «لأَنَّكُمْ بِٱلنِّعْمَةِ مُخَلَّصُونَ، بِٱلإِيمَانِ، وَذٰلِكَ لَيْسَ مِنْكُمْ. هُوَ عَطِيَّةُ ٱللّٰهِ. لَيْسَ مِنْ أَعْمَالٍ كَيْلاَ يَفْتَخِرَ أَحَدٌ» (أفسس ٢: ٨ و٩) اللثك هو نصف حومر وقيمة حومر ونصف من الشعير نحو خمسة عشر شاقلاً أي نحو ثلاث ليرات إنكليزية ذهب. ومقدار الحومر ليس معروفاً تماماً.

تَقْعُدِينَ أَيَّاماً كَثِيرَةً (ع ٣) لا تكون هي لرجل ولا يكون هو لامرأة. ومن جهة الرب أنه لا يرفض شعبه وإن كانوا مسبيين في بلاد بعيدة بلا هكيل وفروض العبادة الموسوية وحتى اليوم وإن كان اليهود مشتتين في كل بلاد في العالم لا يزالون شعباً واحداً.

بِلاَ تِمْثَالٍ (ع ٤) عمود لأجل العبادة في المرتفعات أو غيرها كالحجر الذي أقامه يعقوب في بيت إيل (انظر تكوين ٢٨: ١٨) والأفود من ألبسة رئيس الكهنة (انظر خروج ٢٨: ٦ – ١٤) وأفود جدعون (قضاة ٨: ٢٤ – ٢٧) كان تمثالاً للسجود. والترافيم آلهة بيتية (تكوين ٣١: ١٩) وكانت التماثيل والأفود والترافيم مستعملة في عبادة الرب وغض بعض الملوك الصالحين النظر عنها مع أنها منهي عنها في الشريعة (انظر خروج ٢٠: ٤) وكانت أيضاً مستعملة في العبادة الوثنية. وقول النبي هنا أن بني إسرائيل المسبيين يكونون بلا طقوس العبادة بالإجمال.

بَعْدَ ذٰلِكَ (ع ٥) أي في أيام مملكة المسيح وهو «داود ملكهم» لأنه من نسل داود حسب الجسد. وهكذا تفسير اليهود والمسيحيين.

وَيَفْزَعُونَ إِلَى ٱلرَّبِّ حينما يشرق النور في قلوبهم يشعرون بالظلمة التي كانوا فيها وأعماق الخطية والشقاء التي لا خلاص منها إلا بسفك دم ابن الله. ويشعرون بقداسة الله وعظمة خطاياهم وبمعرفته بكل أعمالهم وأفكارهم وبمحبة الله لغير المستحقين فيفزعون ويفرحون فرحاً مقدساً «تَمِّمُوا خَلاَصَكُمْ بِخَوْفٍ وَرِعْدَةٍ» (فيلبي ٢: ١٢).

السابق
التالي
زر الذهاب إلى الأعلى