الرسالة إلى العبرانيين | 04 | الكنز الجليل
الكنز الجليل في تفسير الإنجيل
شرح الرسالة إلى العبرانيين
للدكتور . وليم إدي
اَلأَصْحَاحُ ٱلرَّابِعُ
في هذا الأصحاح استمرّ الكاتب يستخدم الاقتباسات التي ذكرها في الأصحاح السابق لحال اليهود المؤمنين بقصد تثبيتهم في الإيمان المسيحي ودفعاً لارتدادهم عنه إلى ديانتهم القديمة. ولكن في إعادة النظر إلى الآيات المقتبسة يلتفت إلى معناها الروحي فالراحة التي مُنع بنو إسرائيل من الدخول إليها كانت راحة كنعان الأرضية ولكنها كانت رمزاً إلى راحة أخرى روحية سماوية والدليل على ذلك:
(١) إن الله قد سماها راحته (ع ٣).
(٢) إن داود قد تكلم على هذه الراحة وكان ذلك زماناً طويلاً بعد دخول بني إسرائيل إلى أرض كنعان فإذاً كان المراد بالراحة غير الراحة التي نالوها في الأرض المقدسة بل هي الراحة السماوية (ع ٧). فيكون مراد الكاتب من جميع ذلك أن الكلام الذي كان في أول الأمر في شأن الإسرائيليين هو لجميع الذين يخاطبهم الله في إنجيله وإنه كما أن اليهود الذين خرجوا مع موسى لم يدخلوا كنعان لعدم إيمانهم بأنه تعالى قادر أن يدخلهم إليها وتذمرهم عليه في مشقة السفر وعصيانهم عليه لما أمرهم أن يدخلوا الأرض هكذا في العهد الجديد الذين لا يحتملون مصاعب الديانة المسيحية والمقاومة التي ينشئها أعداء الحق فيضعف إيمانهم بالله وتغويهم الراحة الجسدية عن الراحة السماوية لا يدخلهم الله إلى راحته العليا.
ثم في نهاية الأصحاح يوجه الكاتب أفكارهم إلى يسوع رئيس الكهنة الذي قد جُرّب مثلهم ويرثي لهم في ضعفاتهم ويعطيهم النعمة والعون في زمان الحاجة (ع ١٤). ومناسبة هذا الكلام لغاية الكاتب ظاهرة.
١ «فَلْنَخَفْ، أَنَّهُ مَعَ بَقَاءِ وَعْدٍ بِٱلدُّخُولِ إِلَى رَاحَتِهِ، يُرَى أَحَدٌ مِنْكُمْ أَنَّهُ قَدْ خَابَ مِنْهُ!».
ص ١٢: ١٥
فَلْنَخَفْ الفاء سببية والمعنى إذا مُنع الإسرائيليون من الدخول إلى أرض كنعان لعدم إيمانهم وعصيانهم لنخف أي لنحتذر من أن يصيبنا ما أصابهم.
أَنَّهُ مَعَ بَقَاءِ وَعْدٍ أي إذ لا يزال الوعد باقياً كما يبرهن الكاتب في هذا الأصحاح أن الوعد بالراحة لم يكن خاصاً ببني إسرائيل ولكنه يمتد إلى العهد الجديد حيث تكون الراحة فيه راحة سماوية لا راحة أرضية.
بِٱلدُّخُولِ إِلَى رَاحَتِهِ في السماء.
يُرَى أَحَدٌ مِنْكُمْ وفي بعض النسخ منّا.
أَنَّهُ قَدْ خَابَ مِنْهُ أي قصر عن نيل الوعد أو بركات الخلاص المسيحي الموعود بها. وفي اليوناني يوجد فعل داخل على قوله «خاب» تصعب ترجمته إلى لغة أخرى ويقال أنه يُستعمل أحياناً لتلطيف العبارة كما في هذه الآية على قول ثاوفيلكتوس وغيره.
٢ «لأَنَّنَا نَحْنُ أَيْضاً قَدْ بُشِّرْنَا كَمَا أُولَئِكَ، لٰكِنْ لَمْ تَنْفَعْ كَلِمَةُ ٱلْخَبَرِ أُولَئِكَ. إِذْ لَمْ تَكُنْ مُمْتَزِجَةً بِٱلإِيمَانِ فِي ٱلَّذِينَ سَمِعُوا».
رومية ١: ١٦ و١٧ وغلاطية ٣: ٢ و٥ و١تسالونيكي ٢: ١٣
لأَنَّنَا نَحْنُ أَيْضاً قَدْ بُشِّرْنَا إثبات لقوله أنه لا يزال الوعد باقياً في الآية السابقة فإن الوعد لم يكن للأقدمين فقط بل هو لنا نحن أيضاً الذين بُشرنا ببشارة العهد الجديد أي الأخبار بما يفرح.
كَمَا أُولَئِكَ كالإسرائيليين في العهد القديم.
لٰكِنْ لَمْ تَنْفَعْ أي ما أفادتهم شيئاً.
كَلِمَةُ ٱلْخَبَرِ الكلمة المسموعة عندهم أو كلمة بشارتهم «بالراحة» وهو ما يقتضيه الموضوع. على أن أكثرهم يحملونها على نقل عبراني معناه القول المختبر به.
أُولَئِكَ إِذْ لَمْ تَكُنْ مُمْتَزِجَةً بِٱلإِيمَانِ أي لم يصاحبها إيمان عند سماعها. وبعضهم يفهم «الامتزاج» هنا مجازاً عن التمثيل الذي يحصل من تناول الغذاء في الجسد ولا داعي إلى ذلك.
فِي ٱلَّذِينَ سَمِعُوا أي الإسرائيليين غير المؤمنين العصاة.
٣ «لأَنَّنَا نَحْنُ ٱلْمُؤْمِنِينَ نَدْخُلُ ٱلرَّاحَةَ، كَمَا قَالَ: حَتَّى أَقْسَمْتُ فِي غَضَبِي لَنْ يَدْخُلُوا رَاحَتِي! مَعَ كَوْنِ ٱلأَعْمَالِ قَدْ أُكْمِلَتْ مُنْذُ تَأْسِيسِ ٱلْعَالَمِ».
ص ٣: ١٤ ومزمور ٩٥: ١١ وص ٣: ١١
في هذه الآية وما يليها إلى ع ١٠ يثبت الكاتب أن الراحة التي يشير إليها الاقتباس من العهد القديم (مزمور ٩٥: ١١) لم تكن الراحة الزمنية التي نالها بنو إسرائيل في أرض كنعان بل هي راحة في السماء بواسطة العهد الجديد فكما أن العهد القديم بوجه العموم كان رمزاً إلى العهد الجديد كذلك كانت الراحة المذكورة.
لأَنَّنَا العلاقة بين هذه الآية وما سبقها بحسب الظاهر هي إعادة حرف التعليل في بداءة السابقة.
نَحْنُ ٱلْمُؤْمِنِينَ لما نسب عدم الدخول إلى الراحة لعدم الإيمان قال هنا إن الذين يدخلون الراحة هم المؤمنون دلالة على أن الإيمان هو واسطة التبرير والخلاص.
نَدْخُلُ في اليوناني الفعل في الزمان الحاضر مع أن المستقبل هو المراد وذلك إما لاصطلاح في كثير من اللغات حيث يكون الحاضر للمستقبل وأحياناً للماضي أو كما يقول البيانيّون لتأكيد وقوع الأمر كما قيل مثلاً سقطت بابل (رؤيا ١٨: ٢) والمراد سقوطها في المستقبل.
ٱلرَّاحَةَ السماوية.
كَمَا قَالَ إثبات لقول الكاتب.
حَتَّى أَقْسَمْتُ فِي غَضَبِي لَنْ يَدْخُلُوا رَاحَتِي فإذ لم يدخلوا لعدم إيمانهم كان الدخول للمؤمنين.
مَعَ كَوْنِ ٱلأَعْمَالِ أي أعمال الخليقة.
قَدْ أُكْمِلَتْ مُنْذُ تَأْسِيسِ ٱلْعَالَمِ أي منذ خلق الله العالم فلم تكن الراحة التي حصل عليها بنو إسرائيل هذه الراحة التي قيل فيها «وَٱسْتَرَاحَ ٱللّٰهُ فِي ٱلْيَوْمِ ٱلسَّابِعِ» (ع ٤) وإنما في تسمية الله لدخول اليهود أرض كنعان راحة كُني بذلك عن راحة أخرى سماوية شبيهة براحة الله.
٤ «لأَنَّهُ قَالَ فِي مَوْضِعٍ عَنِ ٱلسَّابِعِ: وَٱسْتَرَاحَ ٱللّٰهُ فِي ٱلْيَوْمِ ٱلسَّابِعِ مِنْ جَمِيعِ أَعْمَالِهِ».
تكوين ٢: ٢ وخروج ٢٠: ١١ و٣١: ١٧
لأَنَّهُ قَالَ فِي مَوْضِعٍ (تكوين ٢: ٣) لا هنا ولا في غير مكان يُذكر في العهد الجديد المحل المنقول عنه من العهد القديم وإنما أحياناً يذكر اسم الكتاب المقتبس منه باسم كاتبه. والسبب لذلك أن معرفة اليهود بكتبهم كانت جيدة فلم يلزم أن يُذكر بالتدقيق اسم الكتاب أو الفصل المنقول عنه.
عَنِ ٱلسَّابِعِ اليوم السابع.
وَٱسْتَرَاحَ ٱللّٰهُ فِي ٱلْيَوْمِ ٱلسَّابِعِ مِنْ جَمِيعِ أَعْمَالِه راحة الله في اليوم السابع لم تكن حقيقة بل مجازاً بمعنى أنه كف عن العمل فنُسب إليه ما يُنسب إلى الإنسان كما قيل قبلاً أن «السماوات عمل يديك». وليس المعنى المجازي أكثر من أن الله قد استعمل قوة عظيمة في خلق العالم وعند النهاية كف عن أعماله في الخليقة على أنه تعالى لم يزل معتنياً بالكون ومدبراً له.
٥ «وَفِي هٰذَا أَيْضاً: لَنْ يَدْخُلُوا رَاحَتِي».
وَفِي هٰذَا أَيْضاً الاقتباس الأول كان من (تكوين ٢: ٣) والثاني المشار إليه هنا (مزمور ٩٥: ١١).
لَنْ يَدْخُلُوا رَاحَتِي وهذه الراحة لم تكن ما نالها الإسرائيليون في أرض كنعان لأن في زمان داود كاتب المزمور كان اليهود قد تملكوها منذ زمان طويل. والمعنى أن الله يتكلم في هذين المكانين عن راحة هي غير راحة بني إسرائيل في أرض كنعان ومراد الكاتب أن يثبت الراحة الأبدية التي كانت راحة الإسرائيليين رمزاً إليها.
٦ «فَإِذْ بَقِيَ أَنَّ قَوْماً يَدْخُلُونَهَا، وَٱلَّذِينَ بُشِّرُوا أَوَّلاً لَمْ يَدْخُلُوا لِسَبَبِ ٱلْعِصْيَانِ».
ص ٣: ١٩
فَإِذْ بَقِيَ للإسرائيليين الذين كانوا حينئذ في أرض كنعان راحة أخرى.
أَنَّ قَوْماً يَدْخُلُونَهَا هم المؤمنون.
وَٱلَّذِينَ بُشِّرُوا أَوَّلاً من الإسرائيليين لما كانوا في البرية.
لَمْ يَدْخُلُوا لِسَبَبِ ٱلْعِصْيَانِ نتج من ذلك أن الذين يدخلون راحته السماوية هم المؤمنون فقط لأنه لا يُنقض قصد الله فإنه أعدّ راحة المؤمنين والإسرائيليون لم يدخلوها لعدم إيمانهم فلا بد من دخول غيرهم إليها.
٧ «يُعَيِّنُ أَيْضاً يَوْماً قَائِلاً فِي دَاوُدَ: ٱلْيَوْمَ بَعْدَ زَمَانٍ هٰذَا مِقْدَارُهُ، كَمَا قِيلَ: ٱلْيَوْمَ إِنْ سَمِعْتُمْ صَوْتَهُ فَلاَ تُقَسُّوا قُلُوبَكُمْ».
مزمور ٩٥: ٧ وص ٣: ٧
يُعَيِّنُ علاقة الكلام بحسب الترجمة العربية هي أن الفعل هنا واقع في جواب «إذ» في بداءة العدد السابق وهذا الترتيب ظاهر في الأصل اليوناني.
أَيْضاً أي عَوداً على مثل ما ذُكر والمعنى أن الله قد عيّن يوماً آخر للراحة الخ.
يَوْماً اي زماناً لراحة غير راحته تعالى في اليوم السابع وغير راحة الإسرائيليين في أرض كنعان بل هي الراحة السماوية التي كل احتجاج الكاتب يتجه إليها.
قَائِلاً فِي دَاوُدَ (مزمور ٩٥: ١١) أي بلسان داود أو في الكتاب الذي أكثره لدواد ولذلك نُسب إليه.
ٱلْيَوْمَ هي الكلمة التي حجّة الكاتب من جهة حقيقة الراحة مبنية عليها.
بَعْدَ زَمَانٍ هٰذَا مِقْدَارُهُ لما كُتب المزمور المنقول عنه كان قد صار لليهود نحو ٥٠٠ سنة في أرض كنعان فيكون معنى الكاتب أنه لما قصد داود أو كاتب هذا المزمور حثّ الناس على الإيمان والطاعة ذكر لهم راحة غير الراحة في أرضهم هي الراحة السماوية عند الله.
كَمَا قِيلَ أعاد الشهادة تقريراً للبيان.
ٱلْيَوْمَ إِنْ سَمِعْتُمْ صَوْتَهُ فَلاَ تُقَسُّوا قُلُوبَكُمْ قد سبق تفسير العبارة في (ص ٣: ٧ و٨).
٨ «لأَنَّهُ لَوْ كَانَ يَشُوعُ قَدْ أَرَاحَهُمْ لَمَا تَكَلَّمَ بَعْدَ ذٰلِكَ عَنْ يَوْمٍ آخَرَ».
لأَنَّهُ لَوْ كَانَ يَشُوعُ عندما أدخل اليهود إلى أرض كنعان.
قَدْ أَرَاحَهُمْ على تمام المعنى المراد بوعد الله من جهة الراحة.
لَمَا تَكَلَّمَ الروح القدس.
بَعْدَ ذٰلِكَ بخمس مئة سنة في زمان داود.
عَنْ يَوْمٍ آخَرَ للدخول إلى راحة الله. هذه الآية بيان للآية السابقة.
٩ «إِذاً بَقِيَتْ رَاحَةٌ لِشَعْبِ ٱللّٰهِ!».
إِذاً هنا نتيجة كلام الكاتب ومفتاح لمعناه في ما سبق وقد كان غامضاً بسبب تقدير كثير من معانيه فيُترك استنتاجها للقارئ.
بَقِيَتْ ما عدا الراحة في أرض كنعان.
رَاحَةٌ روحية في السماء. الكلمة الأصلية المترجمة بكلمة «راحة» هنا غير المترجمة بكلمة «راحة» سابقاً أي سَبَتِسموس أدخلها الكاتب من العبراني ومعناها حسب استعمالها الدائم في العبراني راحة مقدسة دينية روحية كراحة يوم السبت. وقدماء اليهود فهموا أن السبت رمز إلى الراحة السماوية.
لِشَعْبِ ٱللّٰهِ المؤمنيين. وقد يُعبر عن معنى هذه الآية هكذا «إذاً إذ لم ينل اليهود جميع الراحة المراد بها في الوعد الإلهي ثبت من ذلك وجود راحة في السماء للمؤمنين في جميع العصور». فيكون قول الذين يزعمون أن اليهود لم يكن عندهم معرفة خلود النفس والمجازاة الأخيرة غير صحيح لأن هذه العقائد كانت مضمنة في عهد الله مع إبراهيم وظاهرة في تفاسير الأنبياء لهذا العهد.
١٠ «لأَنَّ ٱلَّذِي دَخَلَ رَاحَتَهُ ٱسْتَرَاحَ هُوَ أَيْضاً مِنْ أَعْمَالِهِ، كَمَا ٱللّٰهُ مِنْ أَعْمَالِهِ».
لأَنَّ المؤمن.
ٱلَّذِي دَخَلَ رَاحَتَهُ راحة الله في السماء.
ٱسْتَرَاحَ هُوَ أَيْضاً مِنْ أَعْمَالِه أي أتعابه في هذه الحياة ومشقاته في طريق الخلاص الصعب واحتماله الكروب في خدمة المسيح فينظر إليها جميعها عند وصوله إلى السماء بفرح.
كَمَا ٱللّٰهُ مِنْ أَعْمَالِهِ لما خلق العالم ورأى كل شيء حسناً وفرح بعمله فعُيّر عن جميع ذلك بأنه «استراح في اليوم السابع» وبناء على ذلك قد سُميت راحة المسيحي في السماء «براحة الله» أي أنها شبيهة براحته تعالى. وقد أقام الله يوماً من الأسبوع للراحة وقدّسه وفرضه على الإنسان ليس لأجل تذكر عمل الله للخيلقة في ستة أيام فقط ولكن لأجل أن يعلّمه أن سعادته في الحياة الآتية تقوم بالراحة من شقاء هذه الحياة وأتعابها. وإذ قال إن هذه الراحة تعقب أعماله في هذه الحياة فُهم أن المعنى هو راحة السماء التي راحة السبت رمز إليها وفائدة هذا القول ظاهرة للذين كانوا يكابدون المشقة والاضطهاد ولأجل الإقناع والتحذير من خطر الارتداد للذين كُتبت إليهم هذه الرسالة.
إن المؤمنين يحصلون على الراحة وهم في هذا العالم ولكن راحتهم هنا غير كاملة وهي عربون الراحة السماوية.
١١ «فَلْنَجْتَهِدْ أَنْ نَدْخُلَ تِلْكَ ٱلرَّاحَةَ، لِئَلاَّ يَسْقُطَ أَحَدٌ فِي عِبْرَةِ ٱلْعِصْيَانِ هٰذِهِ عَيْنِهَا».
ص ٣: ١٢ و١٨ و١٩
فَلْنَجْتَهِدْ الفاء هنا سببية بمعنى أنه بناء على ما تقدم من أن الراحة السماوية التي يقدمها الإنجيل هي الراحة الحقيقية التي كانت الراحة في أرض كنعان للإسرائيليين رمزاً إليها وهي المشار إليها في قول داود «لنجتهد» أي لنقدم اهتمامنا في تحصيلها على كل اهتمام آخر.
أَنْ نَدْخُلَ تِلْكَ ٱلرَّاحَةَ بقبولنا الإنجيل وتمسكنا به إلى النهاية.
لِئَلاَّ يَسْقُطَ أَحَدٌ فِي عِبْرَةِ ٱلْعِصْيَانِ هٰذِهِ عَيْنِهَا أي لئلا يسقط أحد في العصيان الذي سقط فيه اليهود عينه لما كانوا في البرية ولم يؤمنوا بأن الله قادر أن يدخلهم الأرض على رغم الجبابرة الذين كانوا سكانها فمنعوا من الدخول إليها لعدم إيمانم وعصيانهم. فإذا شاركهم أحد وسقط في مثال عصيانهم في زمان العهد الجديد يُعاقب كما عُوقبوا ويُمنع من الدخول إلى الراحة السماوية كما مُنعوا هم عن الدخول إلى أرض كنعان.
١٢ «لأَنَّ كَلِمَةَ ٱللّٰهِ حَيَّةٌ وَفَعَّالَةٌ وَأَمْضَى مِنْ كُلِّ سَيْفٍ ذِي حَدَّيْنِ، وَخَارِقَةٌ إِلَى مَفْرَقِ ٱلنَّفْسِ وَٱلرُّوحِ وَٱلْمَفَاصِلِ وَٱلْمِخَاخِ، وَمُمَيِّزَةٌ أَفْكَارَ ٱلْقَلْبِ وَنِيَّاتِهِ».
إشعياء ٤٩: ٢ وإرميا ٢٣: ٢٩ و٢كورنثوس ١٠: ٤ و٥ و١بطرس ١: ٢٣ وأمثال ٥: ٤ وأفسس ٦: ١٧ ورؤيا ١: ١٦ و٢: ١٦ و١كورنثوس ١٤: ٢٤ و٢٥
لأَنَّ في الكلام التابع يقدم الكاتب الداعي للخوف من السقوط في العصيان الذي كان قد تكلم عنه في الآية السابقة.
كَلِمَةَ ٱللّٰهِ قد اختلفوا كثيراً في الأزمنة القديمة والحديثة في تفسير هذه الآية ومن الجملة في قوله «كلمة الله» فبعضهم يذهب إلى أن المراد هو المسيح لأنها من الأسماء التي سُمي بها في العهد الجديد ولأن الصفات التي ذُكرت هنا لكلمة الله لا تصح إلا على المسيح وإذا صدقت على كلام الله المعلن فذلك لأنه كلام المسيح. ولكن الأصح أن يُحمل المعنى على كلمة الله بحسب الاستعمال المعتاد. وقد اختلفوا هنا أيضاً في أنه هل المراد تهديدات الله في العهد القديم أو عواقب رفض الإنجيل في العهد الجديد والأكثر يذهبون إلى المعنى الثاني فيكون المعنى على الأصح الإنجيل بما فيه من دعوة الخلاص للمؤمن وعدمه لغير المؤمن.
حَيَّةٌ إما بمعنى مؤثرة إذ يُنسب الفعل دائماً إلى ما فيه الحياة أو دائمة الفعل كما قيل في الله في ما سبق (ص ٣: ١٢) أي أن كلمة الله لم تكن فاعلة في العهد القديم فقط بل هي كذلك في الجديد أيضاً وعلى هذا يُعلق جميع معنى العبارة ويُفهم علاقتها بالآية السابقة.
وَفَعَّالَةٌ ذات فعل عظيم أو قوة عظيمة هو نعت آخر لكلمة الله.
وَأَمْضَى مِنْ كُلِّ سَيْفٍ ذِي حَدَّيْنِ السيف ذو الحدين أمضى من غيره لرقته ولكن كلمة الله أمضى منه (أفسس ٦: ١٧) وكلمة الله تشبه سيفاً لأنها تصل إلى القلب والضمير فتبكت على الخطية وتنشئ في الإنسان الحزن والخوف والرجاء والمحبة والغيرة.
وَخَارِقَةٌ أي داخلة وقاطعة.
إِلَى مَفْرَقِ ليس الكلمة هنا اسم مكان بل هي مصدر ميمي والمعنى أن كلمة الله خارقة حتى أنها تفرق النفس عن الروح أو النفس والروح معاً كلاً على حدته.
ٱلنَّفْسِ وَٱلرُّوحِ كانوا يفهمون «بالنفس» الروح الحيوانية التي يشترك فيها جميع جنس الحيوان و «الروح» النفس العاقلة وعلى ذلك كانوا يعتقدون أن الإنسان مؤلف من الروح التي نسميها الآن النفس العاقلة والنفس التي تسمى الآن بالروح الحيوانية والجسد كما ذُكر ذلك في قول بولس «وَلْتُحْفَظْ رُوحُكُمْ وَنَفْسُكُمْ وَجَسَدُكُمْ كَامِلَةً» (١تسالونيكي ٥: ٢٣) وفي هذا المذهب كلام في كتاب نظام التعليم فارجع إليه (المجلد الثاني الوجه ٣٤).
وَٱلْمَفَاصِلِ وَٱلْمِخَاخِ لما شبّه كلمة الله نظراً إلى قوتها وفعلها بالسيف وقوتها القاطعة أدام التشبيه بالقول أنها خارقة إلى «المفاصل والمخاخ» أي إلى الأماكن العميقة التي لا يصل إليها ويفصلها إلا السيف الحاد جداً وكل ذلك مجاز لما في كلمة الله من القوة في قصاص الذين يعصون أوامرها.
وَمُمَيِّزَةٌ أَفْكَارَ ٱلْقَلْبِ وَنِيَّاتِهِ وصف آخر لكلمة الله أي أن الإنجيل بما فيه من الوعد والوعيد من شأنه أن يميز أفكار الإنسان ونياته. وكما أن المسيح على ما قال سمعان الشيخ «وُضِعَ لِسُقُوطِ وَقِيَامِ كَثِيرِينَ فِي إِسْرَائِيلَ، وَلِعَلاَمَةٍ تُقَاوَمُ… لِتُعْلَنَ أَفْكَارٌ مِنْ قُلُوبٍ كَثِيرَةٍ» (لوقا ٢: ٣٤ و٣٥). هكذا كلمته تفعل في الإنسان فعلاً به تتميز أفكاره ونياته من جهة الإنجيل وواضع الإنجيل. كذا على رأي الأكثرين وأما العلامة ستوارت فذهب إلى أن الذي «يميز أفكار القلب ونياته» هو الله وأنه في هذه العبارة التفات من كلمة الله إلى الله نفسه الذي يميز أفكار الإنسان ونياته واستدل على ذلك من الآية التابعة. وعلى الجملة معنى جميع هذا العدد أن كلمة الله لا تزال حيّة وفعالة في العهد الجديد كما كانت في العهد القديم فإن كان أهل ذلك الزمان مُنعوا من الدخول إلى الراحة لعدم إيمانهم وعصيانهم كذلك الآن من يسمع دعوة الإنجيل يُمنع من الدخول إلى الراحة السماوية إذا كفر بها وارتد عنها.
١٣ «وَلَيْسَتْ خَلِيقَةٌ غَيْرَ ظَاهِرَةٍ قُدَّامَهُ، بَلْ كُلُّ شَيْءٍ عُرْيَانٌ وَمَكْشُوفٌ لِعَيْنَيْ ذٰلِكَ ٱلَّذِي مَعَهُ أَمْرُنَا».
مزمور ٣٣: ١٣ و١٤ و٩٠: ٨ و١٣٩: ١١ و١٢ وأيوب ٢٦: ٦ و٣٤: ٢١ وأمثال ١٥: ١١
وَلَيْسَتْ خَلِيقَةٌ غَيْرَ ظَاهِرَةٍ قُدَّامَهُ معنى «خليقة» هنا شيء ما من المخلوقات وقد اختلفوا على ما يعود إليه الضمير في قوله «قدامه». فقال البعض هو الله وبحسب ذلك تتفسر جميع العبارة وذهب غيرهم إلى أن ما يعود إليه الضمير هو كلمة الله المذكورة في الآية السابقة والمعنى واحد لأن الله هو في كلمته فيكلم الناس بها.
بَلْ كُلُّ شَيْءٍ عُرْيَانٌ وَمَكْشُوفٌ لِعَيْنَيْ عبارة تفسيرية لما سبق والمعنى ظاهر.
ذٰلِكَ ٱلَّذِي مَعَهُ أَمْرُنَا أي ذاك الذي نحن مسؤولون له وهو الله الديّان الذي لا يُزدرى به الذي كلمته فعالة وعينه ترى كل البواطن. إن كلمة الله كنور يضيء في الظلمة. ومطالعة الكتاب المقدس تكشف لنا كل خطايانا. ويظهر عدم استحقاقنا من مقابلة أعمالنا الصالحة بشريعة الله الظاهرة وبأعمال المسيح الكاملة. فنضطر إلى أن نأخذ السيف بيدنا وبه نقطع يدنا اليمنى ونقلع عيننا اليمنى. ولكن كلمة الله للحياة لا للموت وبعدما نميت أعضاءنا التي على الأرض يخلق الله فينا قلباً جديداً ويجدد في داخلنا روحاً مستقيماً.
١٤ – ١٦ «١٤ فَإِذْ لَنَا رَئِيسُ كَهَنَةٍ عَظِيمٌ قَدِ ٱجْتَازَ ٱلسَّمَاوَاتِ، يَسُوعُ ٱبْنُ ٱللّٰهِ، فَلْنَتَمَسَّكْ بِٱلإِقْرَارِ. ١٥ لأَنْ لَيْسَ لَنَا رَئِيسُ كَهَنَةٍ غَيْرُ قَادِرٍ أَنْ يَرْثِيَ لِضَعَفَاتِنَا، بَلْ مُجَرَّبٌ فِي كُلِّ شَيْءٍ مِثْلُنَا، بِلاَ خَطِيَّةٍ. ١٦ فَلْنَتَقَدَّمْ بِثِقَةٍ إِلَى عَرْشِ ٱلنِّعْمَةِ لِكَيْ نَنَالَ رَحْمَةً وَنَجِدَ نِعْمَةً عَوْناً فِي حِينِهِ».
ص ٣: ١ و٧: ٢٦ و٩: ١٢ و٢٤ وص ١٠: ٢٣ وإشعياء ٥٣: ٣ وص ٢: ١٨ ولوقا ٢٢: ٢٨ و٢كورنثوس ٥: ٢١ وص ٧: ٢٦ و١بطرس ٢: ٢٢ و١يوحنا ٣: ٥ وأفسس ٢: ١٨ و٣: ١٢ وص ١٠: ١٩ و٢١ و٢٢
ذهب البعض إلى أن علاقة هذه الآيات هي بما سبق وأنها نتيجة مما تقدم وهكذا يظهر إذا اعتبرنا إضافتها إلى الأصحاح الرابع ونظرنا إلى قوله «فإذ لنا» لأن معنى هذا الحرف في الأصل يفيد غالباً الاستنتاج مما سبق. وذهب بعض المحققين إلى أن هذه الآيات بداءة فصل جديد وأنه يجب وضعها في صدر الأصحاح الخامس بناء على أن الكاتب بعد أن قابل المسيح بالملائكة وأظهر فضله عليهم (ص ١ و٢) وبموسى (ص ٣) وصل به الكلام إلى مقابلته برؤساء الكهنة في العهد القديم ووظائفهم. ومضمون الفصل الجديد الذي بداءته هنا ما يأتي:
- مقدمة تبين أن للمسيح صفات رئيس كهنة (ص ٤: ١٤ – ٥: ١٠).
- توبيخ العبرانيين على عدم معرفتهم والتحذير من الارتداد (ص ٥: ١١ – ٦: ٢٠).
- بيان أن المسيح رئيس كهنة على رتبة ملكي صادق (ص ٧).
- بيان الفوائد الناتجة عن خدمة رئيس كهنة كالمذكور (ص ٨: ١ – ١٠: ١٨).
فَإِذْ لَنَا الترجمة العربية تجعل كون المسيح رئيس كهنة سبباً للتمسك بديانته وهو رأي الجمهور.
رَئِيسُ كَهَنَةٍ عَظِيمٌ في الأصل كانت رئاسة الكهنوت لواحد فقط بين جميع الكهنة ثم أُعطي اللقب لنائب الرئيس وللذين خرجوا من الوظيفة ولرؤساء الأربع وعشرين فرقة التي قسم داود الكهنة إليها وهكذا كان الأمر في زمان الكاتب ولكن لما أضاف إليها كلمة «عظيم» تعين أن المقابلة هنا هي بالرئيس الأصلي الذي كان له وحده الحق أن يدخل قدس الأقداس في عيد الكفارة.
قَدِ ٱجْتَازَ ٱلسَّمَاوَاتِ المنظورة إلى الغير المنظورة ليجلس في يمين العظمة في الأعالي (ص ١: ٣). اعتقد اليهود أن السماوات سبع (انظر ص ٧: ١٦) وهو ما يظهر منه أن المسيح اجتاز السماوات بالمعنى أنه صار أعلى منها. وبعضهم يترجم الفعل في الأصل بدخل. وعلى الوجهين الإشارة واضحة إلى مقابلة دخول المسيح إلى القدس السماوي بدخول رئيس الكهنة في العهد القديم إلى قدس الأقداس الأرضي.
يَسُوعُ ٱبْنُ ٱللّٰه بدل من رئيس كهنة للإيضاح.
فَلْنَتَمَسَّكْ بِٱلإِقْرَارِ أي لنحافظ أشد المحافظة والثبات على الديانة المسيحية التي أقررنا بها.
لأَنْ (ع ١٥) أداة للدلالة على أن ما يأتي من الكلام مما يدعو إلى التمسك بالديانة المسيحية والإقبال إلى المخلص بثقة.
لَيْسَ لَنَا رَئِيسُ كَهَنَةٍ غَيْرُ قَادِرٍ لما وجد هنا أداتان للسلب (ليس وغير) كان المعنى الإيجاب أي لنا رئيس كهنة قادر. وقد استعمل الكاتب الشكل السلبي.
أَنْ يَرْثِيَ لِضَعَفَاتِنَا أي يرفق بنا وكنا نتوهم العكس لو لم يتأنس المسيح ويشاركنا في الطبيعة البشرية ويختبر صعوبة احتمال المصائب والتجارب.
بَلْ مُجَرَّبٌ فِي كُلِّ شَيْءٍ مِثْلُنَا أي أنه مثل الناس اختبر جميع الضعف الإنساني وذلك على معنيين (١) أنه احتمل المقاومة والبغض والاضطهاد لأجل الحق. (٢) احتمل التجارب من الشيطان ولكن ليس على شكل أنها كانت تفعل فيه كما تفعل فينا لأننا كثيراً ما نخضع لها خضوعاً تاماً أو جزئياً وأما المسيح فلم يخضع لها قط بوجه من الوجوه.
بِلاَ خَطِيَّةٍ قيد صريح لكونه قد تعرّض للتجارب بدون أن يخضع لها. فكان مثلنا في التعرض للتجارب لا في السقوط في الخطية.
كان رئيس الكهنة قادراً أن يرثي لضعفات الشعب لأنه خاطئ مثلهم ولكن كونه خاطئاً جعله غير قادر أن يخلصهم وأما يسوع الكاهن العظيم الكامل في كل صفاته فيقدر أن يرثي لضعفات الشعب لأنه مجرب مثلهم ويقدر أن يخصلهم لأنه بلا خطية.
وأعظم التجارب يصيب الذين لا يسقطون فكان يسوع كمقاتل يبقى يقاتل بعد سقوط كل من سواه من المقاتلين.
ولا أحد يتألم من التجارب كما تألم يسوع منها لأن لا أحد يشعر بشرّ الخطية كما شعر به هو فإن الملوث ثيابه لا يكره الأقذار كاللابس الثياب البيض.
ولا أحد يقدر أن يعرف الخطية كما يعرفها يسوع لأن كل خاطئ ينظر إليها بغرض وميل فاسد. وأما يسوع فلكونه مجرباً بلا خطية ينظرها كما هي بلا غرض ولا ميل.
كان على يسوع تجارب متنوعة فإنه كان ولداً ورجلاً وابناً وخادماً ومعلماً وفقيراً ومحبوباً ومكروهاً جرّبه أعداؤه وأصدقاؤه واجتمع مع الفقراء والمرضى والأغنياء والعلماء. وإذا قيل أن في أيامنا ما لم يكن في يومه نقول أنه كان في يومه جوهر التجارب كلها فلم تختلف عن تجاربنا إلا بالظاهر فقط.
فَلْنَتَقَدَّمْ (ع ١٦) بما أن لنا رئيس كهنة رحيم اختبر ضعفاتنا ويرثي لها وقد قرّب نفسه ذبيحة عن خطايانا وصار وسيطاً وشفيعاً لنا عند الله.
بِثِقَةٍ لأنه قد وضع لنا أساساً لبناء رجاء وثيق عليه.
إِلَى عَرْشِ ٱلنِّعْمَةِ مجاز مبني على الغطاء الذي كان كاروبا المجد يظللانه في قدس الأقداس (ص ٩: ٥ وخروج ٢٥: ١٨) فإن الكاتب يتصور الله جالساً على عرش كما كان يستقر المجد الإلهي على الغطاء «بعرش النعمة» هنا لأنه مجلس الرحمة التي فيها يقابل الله الخاطئ التائب الذي يأتي إليه. فكما أن مجلس الله على سبيل المجاز كان عند اليهود الغطاء حيث كان يسمع صلوات الشعب التي يقدمها رئيس الكهنة ويقبل قرابينهم وذبائحهم هكذا في العهد الجديد يقال أنه جالس على عرش النعمة ورئيس كهنتنا الرب يسوع عن يمينه حتى نستطيع أن نتقدم موقنين بعدم الطرح من أمام وجهه واثقين بالقبول عنده بواسطة المسيح وبواسطة رحمته العظيمة.
لِكَيْ نَنَالَ رَحْمَةً مغفرة لخطايانا أو تحنناً على حالنا نظراً إلى ضعفنا والأول هو الأقرب لسبب تغلب هذا المعنى للرحمة.
وَنَجِدَ نِعْمَةً عَوْناً يحتمل الأصل عوناً يُنعم به وأيضاً نعمة لأجل العون أي مساعدة من الله في زمان الشدائد والتجارب.
فِي حِينِهِ وقت الحاجة إلى العون والنجاة.
- إن الإنسان لا يجد راحة حقيقية لنفسه إلا في الله وعنده تعالى ولا يدخل هذه الراحة إلا بالإيمان بمواعيد الله الكريمة في ابنه يسوع المسيح.
- إن الديانة المسيحية لا تبيح للإنسان الكسل بوجه من الوجوه بل تأمره بالاجتهاد والاقتصاد في كل أموره زمنية كانت أو روحية ولا سيما في طلب خلاص نفسه.
- إن الله لا يرضى من الإنسان بظواهر التقوى فقط بل يطلب وجودها قبل كل شيء في القلب لأنه لما كان كل شيء مكشوفاً لديه كان المتردي بالتقوى وهو خال منها في الحقيقة مرفوضاً عنده تعالى.
-
إنه قد أُعلن لنا أن الله جالس على عرش النعمة يسمع ويستجيب صلاة الذين يأتون إليه بواسطة المسيح فلنتقدم إليه بتوبة صادقة وإيمان حقيقي طالبين الرحمة والمغفرة والعون الإلهي في جهادنا الروحي وفي تجاربنا الكثيرة.
السابق |
التالي |