سفر التكوين

سفر التكوين | 41 | السنن القويم

السنن القويم في تفسير أسفار العهد القديم

شرح سفر التكوين 

للقس . وليم مارش

اَلأَصْحَاحُ ٱلْحَادِي وَٱلأَرْبَعُونَ

تفسير يوسف حلم فرعون وحكمه على مصر وزواجه

١ « وَحَدَثَ مِنْ بَعْدِ سَنَتَيْنِ مِنَ ٱلزَّمَانِ أَنَّ فِرْعَوْنَ رَأَى حُلْماً، وَإِذَا هُوَ وَاقِفٌ عِنْدَ ٱلنَّهْرِ».

فِرْعَوْنَ رَأَى حُلْماً بعد أن تقضى على يوسف سنتان في السجن رُفع إلى مقام الكرامة والقوة ولم تكن هذه الرفعة بواسطة المهارة أو غيرها مما يأتيه الإنسان بالاجتهاد كما في الأمور السياسية والعسكرية بل كانت بعناية الله فمثل يوسف مثل دانيال في بابل أيام فسر الحلم لملكها نبوخذنصر وصار إلى ما صار إليه من العظمة هناك.

ٱلنَّهْرِ في العبرانية «يور» وهي لفظة مصرية يعني بها المصريون النهر العظيم أي النيل ويُعنى بها غالباً في الكتاب المقدس لكنها جاءت فيه لنهر دجلة أيضاً (دانيال ١٢: ٥ و٦) ولكل نهر عظيم (أيوب ٢٨: ١١).

وكان يُظن أن الملك الذي حكم يوسف مصر في أيام ملكه أبوفيس الذي كان أكثر ملوك الرعاة اشتهاراً لكن رأى القانون كوك في رسالة له في المصريين بالنظر إلى علاقتهم بالأسفار الخمسة أنه الملك امينمها الثالث أعظم ملوك الدولة الثانية عشرة وآخر ملوك مصر.

٢ – ٤ «٢ وَهُوَذَا سَبْعُ بَقَرَاتٍ طَالِعَةٍ مِنَ ٱلنَّهْرِ حَسَنَةِ ٱلْمَنْظَرِ وَسَمِينَةِ ٱللَّحْمِ، فَٱرْتَعَتْ فِي رَوْضَةٍ. ٣ ثُمَّ هُوَذَا سَبْعُ بَقَرَاتٍ أُخْرَى طَالِعَةٍ وَرَاءَهَا مِنَ ٱلنَّهْرِ قَبِيحَةِ ٱلْمَنْظَرِ وَرَقِيقَةِ ٱللَّحْمِ. فَوَقَفَتْ بِجَانِبِ ٱلْبَقَرَاتِ ٱلأُولَى عَلَى شَاطِئِ ٱلنَّهْرِ. ٤ فَأَكَلَتِ ٱلْبَقَرَاتُ ٱلْقَبِيحَةُ ٱلْمَنْظَرِ وَٱلرَّقِيقَةُ ٱللَّحْمِ ٱلْبَقَرَاتِ ٱلسَّبْعَ ٱلْحَسَنَةَ ٱلْمَنْظَرِ وَٱلسَّمِينَةَ. وَٱسْتَيْقَظَ فِرْعَوْنُ».

بَقَرَاتٍ كانت البقرة عند المصريين رمزاً إلى الأرض والفلاحة وكان بالضرورة أن تطلع البقرات والسنابل من نهر النيل لأن حياة البقر والسنابل متوقفة على ذلك النهر لعدم وقوع المطر في أرض مصر (إلا في بعض أطرافها وذلك نادر جداً) فكل خصبها وحياة حيوانها ونباتها من فيضان ذلك النهر. وكانوا يقفون سبع بقرات لإسِس. وفي نسخة كتاب الأموات للمستر مالان صورة البقرات السبع المقدسة والعجل المعبود.

رَوْضَةٍ الروضة هنا الأرض الكثيرة العشب وكانت الرياض كثيرة على شواطئ النيل.

٥ «ثُمَّ نَامَ فَحَلُمَ ثَانِيَةً. وَهُوَذَا سَبْعُ سَنَابِلَ طَالِعَةٍ فِي سَاقٍ وَاحِدٍ سَمِينَةٍ وَحَسَنَةٍ».

سَبْعُ سَنَابِلَ… فِي سَاقٍ وَاحِدٍ تسمى الحنطة التي تنمو في مصر المضاعفة لأنه يكون على الساق عدة سنابل. وقول هيرودوتس إن المصريين يرون من العار أن يغتذوا بالحنطة والشعير أبطله ما شوهد من الرسوم في الهياكل ولا سيما هياكل أرض ثيبة فظهر منها أن المصريين كاننا يعتنون بزرعهما ولا يرون ذلك عاراً بل يرونه شرفاً. قال مسبيرو «كان طعام المصريين الحنطة وغيرها من الحبوب التي تحصل من أرض مصر بكثرة خلافاً لما قال هيرودوتس».

٦، ٧ «٦ ثُمَّ هُوَذَا سَبْعُ سَنَابِلَ رَقِيقَةٍ وَمَلْفُوحَةٍ بِٱلرِّيحِ ٱلشَّرْقِيَّةِ نَابِتَةٍ وَرَاءَهَا. ٧ فَٱبْتَلَعَتِ ٱلسَّنَابِلُ ٱلرَّقِيقَةُ ٱلسَّنَابِلَ ٱلسَّبْعَ ٱلسَّمِينَةَ ٱلْمُمْتَلِئَةَ. وَٱسْتَيْقَظَ فِرْعَوْنُ وَإِذَا هُوَ حُلْمٌ».

أيوب ٢٧: ٢١ وحزقيال ١٧: ١٠ و١٩: ١٢ وهوشع ١٣: ١٥ ويونان ٤: ٨

ٱلرِّيحِ ٱلشَّرْقِيَّة يغلب في فلسطين هبوب الريح الغربية والريح الشرقية أما الشرقية فتأتي من الصحاري اليابسة فتكون حارة تضر بالبقول والأعشاب وسائر أنواع المزروعات. ويغلب في مصر هبوب الريح الجنوبية والريح الشمالية وهنالك ريح شرقية جنوبية تُعرف بريح الخمسين ويُسميها عامتهم بالخماسين تأتي إليها من صحاري بلاد العرب فتضر بالنبات في مصر أكثر من أضرار الشرقية في فلسطين وتضر بالناس كثيراً لما تحمله من الغبار. وليس في العبرانية أسماء لسوى الرياح الأربع الأصلية فلهذا يراد بالشرقية هنا الشرقية الجنوبية.

٨ «وَكَانَ فِي ٱلصَّبَاحِ أَنَّ نَفْسَهُ ٱنْزَعَجَتْ، فَأَرْسَلَ وَدَعَا جَمِيعَ سَحَرَةِ مِصْرَ وَجَمِيعَ حُكَمَائِهَا، وَقَصَّ عَلَيْهِمْ فِرْعَوْنُ حُلْمَهُ. فَلَمْ يَكُنْ مَنْ يُعَبِّرُهُ لِفِرْعَوْنَ.

دانيال ٢: ١ و٤: ٦ و١٩ خروج ٧: ١١ و٢٢ و٨: ٧ و١٨ و١٩ و٩: ١١ ودانيال ١: ٢٠ و٢: ٢ و٤: ٧ متّى ٢: ١ إشعياء ٢٩: ١٤

سَحَرَةِ قال أحد المفسرين المرجّح أن المقصود «بالسحرة» هنا الكتبة المقدسون عند المصريين وهم البارعون في قراءة الهيروغليف وكتابته. لكن أهل الأزمنة القديمة كانوا يسمون العلماء بالسحرة لاعتبارهم أن علومهم فوق الطاقة البشرية وعمت هذه الخرافات عامتهم. ومثلهم من كانوا يُعرفون بالحكماء أيضاً فإنهم لارتفاعهم عن العامة كانوا يُصدقون فاتخذوا أباطيل التنجيم والسحر وسيلة إلى وفرة المال وكثرة المجد. ومما يدلك على شيوع اعتقاد الناس صحة السحر في تلك الأزمنة ما أتاه يوسف نفسه (ص ٤٤: ٥).

فَلَمْ يَكُنْ مَنْ يُعَبِّرُهُ لعل الحكماء بذلوا الجهد في الاحتيال لكنهم لم يستطيعوا أن يقنعوا فرعون ولا أن يسكّنوا قلقه.

٩ – ١٤ « ٩ ثُمَّ قَالَ رَئِيسُ ٱلسُّقَاةِ لِفِرْعَوْنَ: أَنَا أَتَذَكَّرُ ٱلْيَوْمَ خَطَايَايَ. ١٠ فِرْعَوْنُ سَخَطَ عَلَى عَبْدَيْهِ، فَجَعَلَنِي فِي حَبْسِ بَيْتِ رَئِيسِ ٱلشُّرَطِ أَنَا وَرَئِيسَ ٱلْخَبَّازِينَ. ١١ فَحَلُمْنَا حُلْماً فِي لَيْلَةٍ وَاحِدَةٍ أَنَا وَهُوَ. حَلُمْنَا كُلُّ وَاحِدٍ بِحَسَبِ تَعْبِيرِ حُلْمِهِ. ١٢ وَكَانَ هُنَاكَ مَعَنَا غُلاَمٌ عِبْرَانِيٌّ عَبْدٌ لِرَئِيسِ ٱلشُّرَطِ فَقَصَصْنَا عَلَيْهِ، فَعَبَّرَ لَنَا حُلْمَيْنَا. عَبَّرَ لِكُلِّ وَاحِدٍ بِحَسَبِ حُلْمِهِ. ١٣ وَكَمَا عَبَّرَ لَنَا هٰكَذَا حَدَثَ. رَدَّنِي أَنَا إِلَى مَقَامِي وَأَمَّا هُوَ فَعَلَّقَهُ. ١٤ فَأَرْسَلَ فِرْعَوْنُ وَدَعَا يُوسُفَ، فَأَسْرَعُوا بِهِ مِنَ ٱلسِّجْنِ. فَحَلَقَ وَأَبْدَلَ ثِيَابَهُ وَدَخَلَ عَلَى فِرْعَوْنَ».

ص ٤٠: ١ و٢٣ وص ٤٠: ٢ و٣ ص ٣٩: ٢٠ ص ٤٠: ٥ ص ٣٧: ٣٦ ص ٤٠: ١٢ إلى ١٩ ص ٤٠: ٢١ و٢٢ مزمور ١٠٥: ٢٠ دانيال ٢: ٢٥ ص ٤٠: ١٥ و١صموئيل ٢: ٨ ومزمور ١١٣: ٧ و٨

فَحَلَقَ قال هيرودوتس إن المصريين ما كانوا يطلقون فروعهم ولحاهم إلا في أوقات الحزن. وكان الفلسطينيون يومئذ يعدون اللحى زينة الرجولية. وشوهد على الآثار المصرية الأسرى والأدنياء مصورين بلحى ولذلك كان يوسف في السجن طويل الفرع واللحية فلما دُعي إلى المثول في حضرة فرعون حلقهما. ومما يستحق الاعتبار هنا أن يوسف سيق إلى مصر والعبودية بأحلامه وبالأحلام رُفع فيها إلى مقام السيادة والسعادة. وإن إخوته خلعوا عنه الرداء الموشى وألبسه ملك مصر ثياب البوص. وإخوته طرحوه في الجب وفرعون رفعه من السجن. وإخوته باعوه عبداً وفرعون جعله سيداً.

١٥ – ١٩ «١٥ فَقَالَ فِرْعَوْنُ لِيُوسُفَ: حَلُمْتُ حُلْماً وَلَيْسَ مَنْ يُعَبِّرُهُ. وَأَنَا سَمِعْتُ عَنْكَ قَوْلاً، إِنَّكَ تَسْمَعُ أَحْلاَماً لِتُعَبِّرَهَا. ١٦ فَأَجَابَ يُوسُفُ فِرْعَوْنَ: لَيْسَ لِي. اَللّٰهُ يُجِيبُ بِسَلاَمَةِ فِرْعَوْنَ. ١٧ فَقَالَ فِرْعَوْنُ لِيُوسُفَ: إِنِّي كُنْتُ فِي حُلْمِي وَاقِفاً عَلَى شَاطِئِ ٱلنَّهْرِ، ١٨ وَهُوَذَا سَبْعُ بَقَرَاتٍ طَالِعَةٍ مِنَ ٱلنَّهْرِ سَمِينَةِ ٱللَّحْمِ وَحَسَنَةِ ٱلصُّورَةِ. فَٱرْتَعَتْ فِي رَوْضَةٍ. ١٩ ثُمَّ هُوَذَا سَبْعُ بَقَرَاتٍ أُخْرَى طَالِعَةٍ وَرَاءَهَا مَهْزُولَةٍ وَقَبِيحَةِ ٱلصُّورَةِ جِدّاً وَرَقِيقَةِ ٱللَّحْمِ. لَمْ أَنْظُرْ فِي كُلِّ أَرْضِ مِصْرَ مِثْلَهَا فِي ٱلْقَبَاحَةِ».

ع ١٢ ومزمور ٢٥: ١٤ ودانيال ٥: ١٦ دانيال ٢: ٣٠ وأعمال ٣: ١٢ و٢كورنثوس ٣: ٥ ص ٤٠: ٨ ودانيال ٢: ٢٢ و٢٨ و٤٧ و٤: ٢ ع ١

رَوْضَةٍ أي أرض كثيرة الكلإ كما يفيد الأصل العبراني (انظر تفسير ع ٢).

مَهْزُولَةٍ… وَرَقِيقَةِ ٱللَّحْمِ هنا بسط فرعون الكلام على حلمه أكثر مما بسطه الكاتب في (ع ٣ – ٧) كما يظهر بالمقابلة.

٢٠، ٢١ «٢٠ فَأَكَلَتِ ٱلْبَقَرَاتُ ٱلرَّقِيقَةُ وَٱلْقَبِيحَةُ ٱلْبَقَرَاتِ ٱلسَّبْعَ ٱلأُولَى ٱلسَّمِينَةَ. ٢١ فَدَخَلَتْ أَجْوَافَهَا. وَلَمْ يُعْلَمْ أَنَّهَا دَخَلَتْ فِي أَجْوَافِهَا. فَكَانَ مَنْظَرُهَا قَبِيحاً كَمَا فِي ٱلأَوَّلِ. وَٱسْتَيْقَظْتُ».

وَلَمْ يُعْلَمْ (أي ولم تظهر علامات ذلك فكانت كأنها لم تأكلها).

٢٢، ٢٣ «٢٢ ثُمَّ رَأَيْتُ فِي حُلْمِي وَهُوَذَا سَبْعُ سَنَابِلَ طَالِعَةٍ فِي سَاقٍ وَاحِدٍ مُمْتَلِئَةٍ وَحَسَنَةِ. ٢٣ ثُمَّ هُوَذَا سَبْعُ سَنَابِلَ يَابِسَةٍ رَقِيقَةٍ مَلْفُوحَةٍ بِٱلرِّيحِ ٱلشَّرْقِيَّةِ نَابِتَةٍ وَرَاءَهَا».

يَابِسَةٍ في العبرانية «صنموت» أي يابسة كأنها حجر ولم ترد هذه الكلمة في غير هذا الموضع.

٢٤ – ٣٣ «٢٤ فَٱبْتَلَعَتِ ٱلسَّنَابِلُ ٱلرَّقِيقَةُ ٱلسَّنَابِلَ ٱلسَّبْعَ ٱلْحَسَنَةَ. فَقُلْتُ لِلسَّحَرَةِ وَلَمْ يَكُنْ مَنْ يُخْبِرُنِي. ٢٥ فَقَالَ يُوسُفُ لِفِرْعَوْنَ: حُلْمُ فِرْعَوْنَ وَاحِدٌ. قَدْ أَخْبَرَ ٱللهُ فِرْعَوْنَ بِمَا هُوَ صَانِعٌ. ٢٦ اَلْبَقَرَاتُ ٱلسَّبْعُ ٱلْحَسَنَةُ هِيَ سَبْعُ سِنِينَ. وَٱلسَّنَابِلُ ٱلسَّبْعُ ٱلْحَسَنَةُ هِيَ سَبْعُ سِنِينَ. هُوَ حُلْمٌ وَاحِدٌ. ٢٧ وَٱلْبَقَرَاتُ ٱلسَّبْعُ ٱلرَّقِيقَةُ ٱلْقَبِيحَةُ ٱلَّتِي طَلَعَتْ وَرَاءَهَا هِيَ سَبْعُ سِنِينَ. وَٱلسَّنَابِلُ ٱلسَّبْعُ ٱلْفَارِغَةُ ٱلْمَلْفُوحَةُ بِٱلرِّيحِ ٱلشَّرْقِيَّةِ تَكُونُ سَبْعَ سِنِينَ جُوعاً. ٢٨ هُوَ ٱلأَمْرُ ٱلَّذِي كَلَّمْتُ بِهِ فِرْعَوْنَ. قَدْ أَظْهَرَ ٱللهُ لِفِرْعَوْنَ مَا هُوَ صَانِعٌ. ٢٩ هُوَذَا سَبْعُ سِنِينَ قَادِمَةٌ شَبَعاً عَظِيماً فِي كُلِّ أَرْضِ مِصْرَ. ٣٠ ثُمَّ تَقُومُ بَعْدَهَا سَبْعُ سِنِينَ جُوعاً، فَيُنْسَى كُلُّ ٱلشَّبَعِ فِي أَرْضِ مِصْرَ وَيُتْلِفُ ٱلْجُوعُ ٱلأَرْضَ. ٣١ وَلاَ يُعْرَفُ ٱلشَّبَعُ فِي ٱلأَرْضِ مِنْ أَجْلِ ذٰلِكَ ٱلْجُوعِ بَعْدَهُ، لأَنَّهُ يَكُونُ شَدِيداً جِدّاً. ٣٢ وَأَمَّا عَنْ تَكْرَارِ ٱلْحُلْمِ عَلَى فِرْعَوْنَ مَرَّتَيْنِ، فَلأَنَّ ٱلأَمْرَ مُقَرَّرٌ مِنْ قِبَلِ ٱللهِ، وَٱللهُ مُسْرِعٌ لِيَصْنَعَهُ. ٣٣ فَٱلآنَ لِيَنْظُرْ فِرْعَوْنُ رَجُلاً بَصِيراً وَحَكِيماً وَيَجْعَلْهُ عَلَى أَرْضِ مِصْرَ».

ع ٨ ودانيال ٤: ٧ دانيال ٢: ٢٨ و٢٩ و٤٥ ورؤيا ٤: ١ و٢ملوك ٨: ١ ع ٢٥ ع ٤٧ ع ٥٤ ص ٤٧: ١٣ عدد ٢٣: ١٩ وإشعياء ٤٦: ١٠ و١١

(يستفاد من هذه الآيات أن أمور الحلم ومرائيه كانت كنايات واستعارات وإنه كان من أعمال الله لا من الحوادث الطبيعية وإن يوسف فسره بإعلان الله لا بالنباهة البشرية وإن التكرار في اصطلاح الكتاب والعبرانية يكون للتقرير والتوكيد كما في اللغة العربية).

٣٤ – ٣٧ «٣٤ يَفْعَلْ فِرْعَوْنُ فَيُوَكِّلْ نُظَّاراً عَلَى ٱلأَرْضِ، وَيَأْخُذْ خُمْسَ غَلَّةِ أَرْضِ مِصْرَ فِي سَبْعِ سِنِي ٱلشَّبَعِ، ٣٥ فَيَجْمَعُونَ جَمِيعَ طَعَامِ هٰذِهِ ٱلسِّنِينَ ٱلْجَيِّدَةِ ٱلْقَادِمَةِ، وَيَخْزِنُونَ قَمْحاً تَحْتَ يَدِ فِرْعَوْنَ طَعَاماً. فِي ٱلْمُدُنِ وَيَحْفَظُونَهُ. ٣٦ فَيَكُونُ ٱلطَّعَامُ ذَخِيرَةً لِلأَرْضِ لِسَبْعِ سِنِي ٱلْجُوعِ ٱلَّتِي تَكُونُ فِي أَرْضِ مِصْرَ. فَلاَ تَنْقَرِضُ ٱلأَرْضُ بِٱلْجُوعِ. ٣٧ فَحَسُنَ ٱلْكَلاَمُ فِي عَيْنَيْ فِرْعَوْنَ وَفِي عُيُونِ جَمِيعِ عَبِيدِهِ».

أمثال ٦: ٦ إلى ٨ و٢ملوك ١٣: ٥ وإشعياء ٣: ٦ ع ٤٨ ص ٤٧: ١٥ و١٩ أعمال ٧: ١٠

خُمْسَ غَلَّةِ أَرْضِ في العبرانية «خمس أرض» والمعنى خمس غلتها كما في المتن العربي. والذي دل على الحذف وتعيين المحذوف أن ذلك الخمس كان قمحاً وخُزن. وكان يظن أن أهل مصر كانوا يعطون الملك عُشر الغلال فكان إعطاؤهم إياه ضعفي ذلك ليس ثقيلاً عليهم في سني الخصب لكثرة غلالها كثرة لم تُعهد ويرجّح أنهم علموا ما كان من حلم فرعون فكان ذلك مما خفف عليهم وحملهم على ذخر الغلال. ومن ثم جعل يوسف الفريضة خُمس الغلال للملك.

٣٨، ٣٩ «٣٨ فَقَالَ فِرْعَوْنُ لِعَبِيدِهِ: هَلْ نَجِدُ مِثْلَ هٰذَا رَجُلاً فِيهِ رُوحُ ٱللهِ؟ ٣٩ ثُمَّ قَالَ فِرْعَوْنُ لِيُوسُفَ: بَعْدَ مَا أَعْلَمَكَ ٱللهُ كُلَّ هٰذَا، لَيْسَ بَصِيرٌ وَحَكِيمٌ مِثْلَكَ».

عدد ٢٧: ١٨ وأيوب ٣٢: ٨ وأمثال ٢: ٦ ودانيال ٤: ٨ و١٨ و٥: ١١ و١٤ و٦: ٣

فِيهِ رُوحُ ٱللهِ (أي نفس الله أو إلهامه). أعلن يوسف من أول الأمر أنه لم يعرف ما قاله من نفسه بل من إعلان الله (ع ١٦) فرأى فرعون من قول يوسف وفعله أن فيه من الله ما يقدره على ذلك العلم فإنه لم يقتصر على تفسير الحلم بل نصحه وأبان له بنصحه خيراً عظيماً له ولمملكته ولغير المصريين من الناس ولهذا استنسبه فرعون وأهل بلاطه وشوراه أن يكون على بيت فرعون وجميع الشعب.

٤٠ «أَنْتَ تَكُونُ عَلَى بَيْتِي، وَعَلَى فَمِكَ يُقَبِّلُ جَمِيعُ شَعْبِي. إِلاَّ إِنَّ ٱلْكُرْسِيَّ أَكُونُ فِيهِ أَعْظَمَ مِنْكَ».

١صموئيل ١٠: ١ ومزمور ٢: ١٢ مزمور ١٠٥: ٢١ و٢٢ وأعمال ٧: ١٠

عَلَى بَيْتِي كان رئيس البلاط يومئذ ثاني الملك حتى كان بمنزلة ملك ثانٍ.

عَلَى فَمِكَ يُقَبِّلُ جَمِيعُ شَعْبِي جاء التقبيل في الكتاب المقدس كناية عن المحبة والطاعة والإكرام (١صموئيل ١٠: ١ ومزمور ٢: ١٢). فمعنى العبارة أني موجب على كل شعبي أن يحبك ويطيعك ويكرمك حتى يعمل بكل كلمة تفوه بها بأوامرك.

ٱلْكُرْسِيَّ أي المُلك.

٤١، ٤٢ «٤١ ثُمَّ قَالَ فِرْعَوْنُ لِيُوسُفَ: ٱنْظُرْ. قَدْ جَعَلْتُكَ عَلَى كُلِّ أَرْضِ مِصْرَ. ٤٢ وَخَلَعَ فِرْعَوْنُ خَاتِمَهُ مِنْ يَدِهِ وَجَعَلَهُ فِي يَدِ يُوسُفَ وَأَلْبَسَهُ ثِيَابَ بُوصٍ، وَوَضَعَ طَوْقَ ذَهَبٍ فِي عُنُقِهِ».

دانيال ٦: ٣ أستير ٣: ١٠ و٨: ٢ و٨ خروج ٢٦: ١ و٢٧: ٩ و١٨ و٢٨: ٣٩ وأستير ٨: ١٥ دانيال ٥: ٧ و٢٩

خَاتِمَهُ الذي يختم به الأوامر فكان يوسف بذلك كالملك.

ثِيَابَ بُوصٍ في الأصل العبراني «جديش» والجيم العبرانية كالجيم عند عامة المصريين والكلمة مصرية ومعناها كتان نقي أبيض وكان ذلك مما يلبسه الكهنة اللاويون (خروج ٣٥: ٢٨ الخ). واسمه في العبرانية بوص (والبوص في العربية الدمقس وفُسر بكتب اللغة بالحرير الأبيض والقز والديباج والكتان) وهذا يدل أن الكتاب النفيس كان مما امتاز به الملوك وأكابر البلاط والكهنة ولعل يوسف لما تزوج بابنة كاهن حُسب في مقام الكهنة.

طَوْقَ ذَهَبٍ كان هذا الطوق من علامات المُلك كما تبين من العاديّات المصرية.

٤٣ «وَأَرْكَبَهُ فِي مَرْكَبَتِهِ ٱلثَّانِيَةِ، وَنَادُوا أَمَامَهُ «ٱرْكَعُوا». وَجَعَلَهُ عَلَى كُلِّ أَرْضِ مِصْرَ».

أستير ٦: ٩ ص ٤٢: ٦ و٤٥: ٨ و٢٦ وأعمال ٧: ١٠

مَرْكَبَتِهِ ٱلثَّانِيَة أتى فرعون هذا الاحتفال ليبين لقومه أن يوسف صار حاكمهم وكان على ما يظهر في مركبة تجري به وتجري وراءها مركبة أخرى بيوسف.

ٱرْكَعُوا وفي العبرانية «ابرك» فقال بعضهم معنى ذلك افرح وكن سعيداً فيكون الخطاب على ذلك ليوسف ويكون المعنى أن المنادين كانوا ينادون قدام يوسف بقولهم ابتهج واسعد. ولكن القرينة تدل على أن الشعب كان يؤمر بذلك فتكون الترجمة العربية هي الترجمة الصحيحة. وأبعد مما سبق تفسير بعضهم إياها بقولهم «ليحي الملك». (والبروك في العربية يقرب من الركوع لكنه خاص بالجمل).

٤٤، ٤٥ «٤٤ وَقَالَ فِرْعَوْنُ لِيُوسُفَ: أَنَا فِرْعَوْنُ. فَبِدُونِكَ لاَ يَرْفَعُ إِنْسَانٌ يَدَهُ وَلاَ رِجْلَهُ فِي كُلِّ أَرْضِ مِصْرَ. ٤٥ وَدَعَا فِرْعَوْنُ ٱسْمَ يُوسُفَ «صَفْنَاتَ فَعْنِيحَ». وَأَعْطَاهُ أَسْنَاتَ بِنْتَ فُوطِي فَارَعَ كَاهِنِ أُونَ زَوْجَةً. فَخَرَجَ يُوسُفُ عَلَى أَرْضِ مِصْرَ».

حزقيال ٣٠: ١٧

صَفْنَاتَ فَعْنِيحَ هاتان الكلمتان مصريتان معناهما على ما قال القانون كوك «طعام الحياة» أو «قوت الأحياء» وفسرها آخر «بمخلص العالم» والمعنى على التفسيرين أن يوسف كان علة قوت الأحياء أو طعامهم وإنقاذهم من الموت بما أتاه من خزن الحنطة إلى زمن القمح وظن بعضهم أن معنى ذلك «معلن الأسرار» ولكن لا سند لغوي لهذا الظن.

أَسْنَاتَ لفظة مصرية معناها «محبوبة نات» ونات إلاهة الحكمة عند المصريين كمينرفا عند الرومانيين.

فُوطِي فَارَعَ (انظر تفسير ص ٣٩: ١).

أُونَ وهذه أيضاً كلمة مصرية معناها الشمس ولذلك سماها العبرانيون «بيتشمش» أي بيت شمس واليونانيون «هليوبوليس» واللاتينيون «أوبيدومسولس» واشتهرت بهيكل «را» أي الشمس. وهذا الهيكل هدمه الفرس في بعض العصور الخالية لكنه لا يزال ذا شأن بالنظر إلى إطلاله وآثاره ومنها العمود المغطى بالرسوم الهيروغليفية البعيدة العهد ونقل من أرضه الأمبراطور كاليغولا كثيراً من الأعمدة إلى رومية. وأون على أمد ستة أميال من القاهرة وفي الشمال الشرقي منها. ورأى بعضهم إشكالاً في أن راعياً عبرانياً يتزوج ابنة كاهن الشمس وان هذا الراعي أي يوسف مع أنه كان من الموحدين أي عبدة الإله الواحد يقترن بوثنية ويُعد من الوثنين وإنه عبد لفوطيفار يصير ثاني الملك. ولكن من المقرر أن ارتقاء العبد في الشرق إلى الرتب العالية ليس بنادر الحدوث ولا سيما إن كان ممن وُلدوا أحراراً في أُسر شريفة وكانوا من المهذبين. وكان الناس يصيرون عبيداً بأن يسرقهم النخاسون أو يؤسرون في الحرب فيتفق أن يكون العبد من الأمراء في أصله فيُرفع لأمر من الأمور إلى ما هو أهل له كما كان من أمر يوسف. ولا نظن أحداً من الكهنة المصريين كان يرفض أن تكون ابنته زوجة لثاني الملك في الكرسي والملك بالفعل على أن يوسف لم يبلغ ما بلغه إلا بالعناية الإلهية والله على كل شيء قدير. وكان عمله عملاً عظيماً يسر الله والناس فإنه حكم بالعدل وأحيا عباد الله بما أتاه من التدبير الذي أرشده الله إليه. ولا نظن اقترانه بابنة وثنية غيّر شيئاً من عقائده بل نرى من النبإ نفسه أنه بقي على دين آبائه وحرص عليه (ع ٥١ و٥٢ و٤٢: ١٨ و٤٣: ٢٩ و٤٥: ٥ و٧ – ٩ و٥٠: ١٩ و٢٠ و٢٤). نعم إنه ربما كان يضطر أن يشهد بعض احتفالات المصريين الدينية لكن يجب أن نذكر أن المصريين كانوا في الأزمنة القدمى على التوحيد والعقائد الصحيحة ثم فسدت عقائدهم على توالي العصور فلم يكونوا في عصر يوسف كما كانوا في ما بعده من العصور وإن كان قد طرأ عليهم بعض الخرافات الوثنية فإن فرعون نفسه أظهر بما قاله أنه كان يعرف الله الإله الحق وخاطبه يوسف كأنه عالم الحق وعارف الإله الحق (ع ٣٨ و٣٩). ولا ريب في أن يوسف كان يعلم أسنات قواعد الدين العبراني وأصول إيمان إبراهيم. وجاء في الأنباء المصرية ارتقاء بعض الأجانب في مصر إلى الدرجات العالية كما في قصة سانيها المترجمة في الكتاب المسمى بأنباء الماضي مجلد ٦ صفحة ١٣١ – ١٥٠ وكان ذلك في عهد امينمها الأول أحد ملوك الدولة الثانية عشرة ومُثل فيها (أي في تلك القصة) إن سانيها دخل مصر في ثياب راعٍ وإنه بعد حين تزوج ابنة الملك الكبرى واستولى على مملكة كبيرة من أرض مصر وإن الملك امينمها رفعه إلى منزلة سامية وألبسه الحلة الملكية وإنه لما دخل صرح الملك أحاط به أولاد الملك وخدموه ولاقوه إلى الباب. وهذه الحادثة العجيبة كانت قبل عصر يوسف بقليل وهي برهان قاطع على أن ما كان ليوسف كان من الممكنات فبطل كل اعتراض ودُفعت كل شبهة في نبإه.

٤٦ – ٤٨ «٤٦ وَكَانَ يُوسُفُ ٱبْنَ ثَلاَثِينَ سَنَةً لَمَّا وَقَفَ قُدَّامَ فِرْعَوْنَ مَلِكِ مِصْرَ. فَخَرَجَ يُوسُفُ مِنْ لَدُنْ فِرْعَوْنَ وَٱجْتَازَ فِي كُلِّ أَرْضِ مِصْرَ. ٤٧ وَأَثْمَرَتِ ٱلأَرْضُ فِي سَبْعِ سِنِي ٱلشَّبَعِ بِحُزَمٍ. ٤٨ فَجَمَعَ كُلَّ طَعَامِ ٱلسَّبْعِ سِنِينَ ٱلَّتِي كَانَتْ فِي أَرْضِ مِصْرَ، وَجَعَلَ طَعَاماً فِي ٱلْمُدُنِ. طَعَامَ حَقْلِ ٱلْمَدِينَةِ ٱلَّذِي حَوَالَيْهَا جَعَلَهُ فِيهَا».

١صموئيل ١٦: ٢١ و١ملوك ١٢: ٦ و٨ ودانيال ١: ١٩ ع ٣٥

كُلَّ طَعَامِ المرجّح أنه أراد كل طعام ما عدا الخمس الذي كان يُعطى الملك. فأكثر يوسف الحنطة حتى كانت رخيصة في زمن القحط.

٤٩ – ٥١ «٤٩ وَخَزَنَ يُوسُفُ قَمْحاً كَرَمْلِ ٱلْبَحْرِ، كَثِيراً جِدّاً حَتَّى تَرَكَ ٱلْعَدَدَ، إِذْ لَمْ يَكُنْ لَهُ عَدَدٌ. ٥٠ وَوُلِدَ لِيُوسُفَ ٱبْنَانِ قَبْلَ أَنْ تَأْتِيَ سَنَةُ ٱلْجُوعِ، وَلَدَتْهُمَا لَهُ أَسْنَاتُ بِنْتُ فُوطِي فَارَعَ كَاهِنِ أُونَ. ٥١ وَدَعَا يُوسُفُ ٱسْمَ ٱلْبِكْرِ مَنَسَّى قَائِلاً: لأَنَّ ٱللهَ أَنْسَانِي كُلَّ تَعَبِي وَكُلَّ بَيْتِ أَبِي».

ص ٢٢: ١٧ و٣٢: ١٢ وقضاة ٧: ١٢ و١صموئيل ١٣: ٥ ومزمور ٧٨: ٢٧ ص ٤٦: ٢ و٤٨: ٥

مَنَسَّى أي مُنسياً. عاب بعضهم يوسف على نسيانه بيت أبيه ولكن معنى النسيان هنا خفة الألم الناشئ عن الشوق إلى الوطن فإنه تسلى عنه بحب ولده وعنايته به ورضي بما قسم الله له ولا شك في أنه بما صار إليه لم يكن يشتاق إلى كنعان كما يشتاق إليها وهو في السجن وذلك من طبع كل بشر على وجه الأرض لكن حبه لوالده لم يتغيّر قط.

٥٢ «وَدَعَا ٱسْمَ ٱلثَّانِي أَفْرَايِمَ قَائِلاً: لأَنَّ ٱللهَ جَعَلَنِي مُثْمِراً فِي أَرْضِ مَذَلَّتِي».

ص ٤٩: ٢٢

أَفْرَايِمَ أي وفرة أو إثمار.

٥٣ – ٥٧ «٥٣ ثُمَّ كَمَلَتْ سَبْعُ سِنِي ٱلشَّبَعِ ٱلَّذِي كَانَ فِي أَرْضِ مِصْرَ. ٥٤ وَٱبْتَدَأَتْ سَبْعُ سِنِي ٱلْجُوعِ تَأْتِي كَمَا قَالَ يُوسُفُ، فَكَانَ جُوعٌ فِي جَمِيعِ ٱلْبُلْدَانِ. وَأَمَّا جَمِيعُ أَرْضِ مِصْرَ فَكَانَ فِيهَا خُبْزٌ. ٥٥ وَلَمَّا جَاعَتْ جَمِيعُ أَرْضِ مِصْرَ وَصَرَخَ ٱلشَّعْبُ إِلَى فِرْعَوْنَ لأَجْلِ ٱلْخُبْزِ، قَالَ فِرْعَوْنُ لِكُلِّ ٱلْمِصْرِيِّينَ: ٱذْهَبُوا إِلَى يُوسُفَ، وَٱلَّذِي يَقُولُ لَكُمُ ٱفْعَلُوا. ٥٦ وَكَانَ ٱلْجُوعُ عَلَى كُلِّ وَجْهِ ٱلأَرْضِ. وَفَتَحَ يُوسُفُ جَمِيعَ مَا فِيهِ طَعَامٌ وَبَاعَ لِلْمِصْرِيِّينَ. وَٱشْتَدَّ ٱلْجُوعُ فِي أَرْضِ مِصْرَ. ٥٧ وَجَاءَتْ كُلُّ ٱلأَرْضِ إِلَى مِصْرَ إِلَى يُوسُفَ لِتَشْتَرِيَ قَمْحاً، لأَنَّ ٱلْجُوعَ كَانَ شَدِيداً فِي كُلِّ ٱلأَرْضِ».

مزمور ١٠٥: ١٦ وأعمال ٧: ١١ ع ٣٠ ع ٤٥ ص ٤٢: ٦ و٤٧: ١٤ و١٧

جُوعٌ لأن النيل لم يفض كعادته فعم الجوع أرض مصر ولم يقتصر عليها فكان في بلاد العرب وفلسطين والحبش وغيرها وبقي الجوع زماناً طويلاً حتى كادت مصر نفسها تحتاج إلى الطعام.

ومما استدل القانون كوك به على أن الإسرائيليين دخلوا مصر في عصر امينمها الثالث أنه هو الذي أنشأ الترَع والأسداد والأقفال والحياض التي دفعت مثل ذلك الحادث.

السابق
التالي

 

زر الذهاب إلى الأعلى