سفر التكوين | 30 | السنن القويم
السنن القويم في تفسير أسفار العهد القديم
شرح سفر التكوين
للقس . وليم مارش
اَلأَصْحَاحُ ٱلثَّلاَثُونَ
١ «فَلَمَّا رَأَتْ رَاحِيلُ أَنَّهَا لَمْ تَلِدْ لِيَعْقُوبَ غَارَتْ رَاحِيلُ مِنْ أُخْتِهَا، وَقَالَتْ لِيَعْقُوبَ: هَبْ لِي بَنِينَ وَإِلاَّ فَأَنَا أَمُوتُ».
ص ٢٩: ٣١ ص ٣٧: ١١ أيوب ٥: ٢
هَبْ لِي بَنِينَ وَإِلاَّ فَأَنَا أَمُوتُ ومن أمثال العرب ما معناه «من لا ابن له ميت» ولعل هذا معنى راحيل (ومن أمثال أهل اللغة العربية اليوم من خلّف ما مات ولعله مفرّع من قول راحيل). فليس معنى راحيل أنها تموت غيظاً. وكان العُقر من شر النوازل عند نساء العبرانيين (١صموئيل ١: ١٠). وإذا كان هذا ثقل على حنة مع كبر سنها فلا ريب في أنه كان أثقل على راحيل لأنها كانت صبية.
٢ «فَحَمِيَ غَضَبُ يَعْقُوبَ عَلَى رَاحِيلَ وَقَالَ: أَلَعَلِّي مَكَانَ ٱللهِ ٱلَّذِي مَنَعَ عَنْكِ ثَمْرَةَ ٱلْبَطْنِ؟»
لاويين ١٠: ١٦ ص ١٦: ٢ و١صموئيل ١: ٥
فَحَمِيَ غَضَبُ يَعْقُوبَ (أي هاج لأنه كان يحبها ويحب إرضاءها فسألته ما لا يستطيعه غير الله).
٣ – ٥ «٣ فَقَالَتْ: هُوَذَا جَارِيَتِي بَلْهَةُ. ٱدْخُلْ عَلَيْهَا فَتَلِدَ عَلَى رُكْبَتَيَّ وَأُرْزَقُ أَنَا أَيْضاً مِنْهَا بَنِينَ. ٤ فَأَعْطَتْهُ بَلْهَةَ جَارِيَتَهَا زَوْجَةً، فَدَخَلَ عَلَيْهَا يَعْقُوبُ، ٥ فَحَبِلَتْ بَلْهَةُ وَوَلَدَتْ لِيَعْقُوبَ ٱبْناً»
ص ١٦: ٢ ص ٥٠: ٢٣ وأيوب ٣: ١٢ ص ١٦: ٢ ص ١٦: ٣ و٣٥: ٢٢
هُوَذَا جَارِيَتِي بَلْهَةُ لا تُعذَر راحيل على هذا كما عُذرت سارة بإعطائها إبراهيم جاريتها هاجر (ص ١٦: ٢) فإن ذلك كان لرجاء ديني وما هنا ليس كذلك بل لغيظها من العُقر.
تَلِدَ عَلَى رُكْبَتَيَّ أي تلد ابناً أضعه على ركبتي كما تضع الأمهات أولادها.
٦ «فَقَالَتْ رَاحِيلُ: قَدْ قَضَى لِيَ ٱللهُ وَسَمِعَ أَيْضاً لِصَوْتِي وَأَعْطَانِيَ ٱبْناً. لِذٰلِكَ دَعَتِ ٱسْمَهُ «دَاناً».
مزمور ٣٥: ٢٤ و٤٣: ١ ومراثي إرميا ٣: ٥٩
قَضَى لِيَ ٱللهُ لم تخطئ راحيل نفسها بإعطاء يعقوب جاريتها بل حسبت أن ما أتته كان على سنن الصواب وإن الله سُرّ به وأثابها عليه بقضائه ولذلك سمت المولود «داناً» أي قضاء. ومما يستحق الملاحظة هنا أن ليئة ذكرت الرب «يهوه» وراحيل ذكرت الله «إلوهيم» لأنها لم تتوقع أن يكون ابن بلهة سلفاً للمسيح ولأنها هي نفسها كانت وثنية شيئاً (ص ٣١: ١٩) على أنها لما ولدت تعلمت بطول الاختبار أن تذكر اسم الرب «يهوه» (ع ٢٤).
٧، ٨ «وَحَبِلَتْ أَيْضاً بَلْهَةُ جَارِيَةُ رَاحِيلَ وَوَلَدَتِ ٱبْناً ثَانِياً لِيَعْقُوبَ، ٨ فَقَالَتْ رَاحِيلُ: قَدْ صَارَعْتُ أُخْتِي مُصَارَعَاتِ ٱللهِ وَغَلَبْتُ. فَدَعَتِ ٱسْمَهُ «نَفْتَالِي».
ص ٢٣: ٦ متّى ٤: ١٣
مُصَارَعَاتِ ٱللهِٰ أي مصارعات عظيمة فالإضافة إلى الله للتعظيم على اصطلاح العبرانيين المشهور (انظر تفسير ص ٢٣: ٦). والمعنى أنها بذلت جهدها في تسكين غيرتها من أختها فبلغت مرادها لا أنها صلت كما فسر بعضهم المصارعة هنا بالصلاة بناء على ما جاء في (ص ٣٢: ٢٤) لأن اللفظتين مختلفتان.
٩ – ١٣ «٩ وَلَمَّا رَأَتْ لَيْئَةُ أَنَّهَا تَوَقَّفَتْ عَنِ ٱلْوِلاَدَةِ، أَخَذَتْ زِلْفَةَ جَارِيَتَهَا وَأَعْطَتْهَا لِيَعْقُوبَ زَوْجَةً، ١٠ فَوَلَدَتْ زِلْفَةُ جَارِيَةُ لَيْئَةَ لِيَعْقُوبَ ٱبْناً. ١١ فَقَالَتْ لَيْئَةُ: بِسَعْدٍ. فَدَعَتِ ٱسْمَهُ «جَاداً». ١٢ وَوَلَدَتْ زِلْفَةُ جَارِيَةُ لَيْئَةَ ٱبْناً ثَانِياً لِيَعْقُوبَ، ١٣ فَقَالَتْ لَيْئَةُ: بِغِبْطَتِي لأَنَّهُ تُغَبِّطُنِي بَنَاتٌ. فَدَعَتِ ٱسْمَهُ «أَشِيرَ».
ع ٤ إشعياء ٦٥: ١١ أمثال ٣١: ٢٨ ولوقا ١: ٤٨
لَيْئَةُ… أَخَذَتْ زِلْفَةَ لما انقطعت ليئة عن الولادة بطل تأثيرها في قلب يعقوب فجرت لرد ذلك التأثير على سنن أختها راحيل. وفي مباراة هاتين الأختين في شأن زوجها يفتح لنا باباً للكلام على صفاتهما وآدابهما بغريب الصور لكن يجب علينا أن نجعل المقياس حكمنا على أن ليئة رأت أن إعطائها يعقوب جاريتها من باب إنكار النفس (ع ١٨). ومعنى «جاد» جدّ أي توفيق أو إقبال. ومعنى «أشير» سعادة.
١٤ – ١٧ «١٤ وَمَضَى رَأُوبَيْنُ فِي أَيَّامِ حَصَادِ ٱلْحِنْطَةِ فَوَجَدَ لُفَّاحاً فِي ٱلْحَقْلِ وَجَاءَ بِهِ إِلَى لَيْئَةَ أُمِّهِ. فَقَالَتْ رَاحِيلُ لِلَيْئَةَ: أَعْطِينِي مِنْ لُفَّاحِ ٱبْنِكِ. ١٥ فَقَالَتْ لَهَا: أَقَلِيلٌ أَنَّكِ أَخَذْتِ رَجُلِي فَتَأْخُذِينَ لُفَّاحَ ٱبْنِي أَيْضاً؟ فَقَالَتْ رَاحِيلُ: إِذاً يَضْطَجِعُ مَعَكِ ٱللَّيْلَةَ عِوَضاً عَنْ لُفَّاحِ ٱبْنِكِ. ١٦ فَلَمَّا أَتَى يَعْقُوبُ مِنَ ٱلْحَقْلِ فِي ٱلْمَسَاءِ، خَرَجَتْ لَيْئَةُ لِمُلاَقَاتِهِ وَقَالَتْ: إِلَيَّ تَجِيءُ لأَنِّي قَدِ ٱسْتَأْجَرْتُكَ بِلُفَّاحِ ٱبْنِي. فَٱضْطَجَعَ مَعَهَا تِلْكَ ٱللَّيْلَةَ. ١٧ وَسَمِعَ ٱللهُ لِلَيْئَةَ فَحَبِلَتْ وَوَلَدَتْ لِيَعْقُوبَ ٱبْناً خَامِساً».
قضاة ١٥: ١ نشيد الأناشيد ٧: ١٣ ص ٢٥: ٣٠ عدد ١٦: ٩ و١٣
مَضَى رَأُوبَيْنُ لما انقطعت ليئة عن الولادة لم تكن قد بلغت زمن الإباس فكانت علة إعطائها يعقوب جاريتها غير العقم فإنها ولدت بعد ذلك يشاكر وزبولون ودينة ولا نعلم ما علّة هجر يعقوب إياها. وكان ليعقوب غير دينة من البنات (ص ٣٧: ٣٥) والمرجّح أنهن بنات الجاريتين. ولنا أن نعتقد أن رأوبين كان حينئذ ابن خمس عشرة سنة أو عشرين سنة.
فِي أَيَّامِ حَصَادِ ٱلْحِنْطَةِ أي في أيار فإن لابان كان من أهل الحضر فكان يزرع الحقول كما فعل يعقوب في كنعان (ص ٣٧: ٧). قال بعضهم اللفاح لا يكون في الأرض المفلوحة (فإن كان كذا فقد وجده مطروحاً في الحقل).
لُفَّاحاً اللفاح في العبرانية «دودايم» أي تفاح المحبة والظاهر أن المقصود به هنا ثمر اللفاح وهو النبات المعروف أصله باليبروج وثمره كالتفاح (ويُعرف بتفاح الجن) ومقداره كمقدار التفاح أو الإجاص مستدير الشكل ينضج في أيار ويكون حينئذ أصفر مملوء لباً ليناً. (وقال الأنطاكي في التذكرة «هو نبت عريض الورق ينفرش على الأرض وله ثمر في حجم التفاح إلا أنه أصفر شديد العفوصة والقبض فإذا نضج مال إلى حلاوة ما ويُسمى بالشام تفاح الجن ثقيل الرائحة يبلغ بتموز… وداخله بزر كبزر التفاح. وأصل هذا النبت يتكوّن كصورة الإنسان كاليبروج». وهذا مخالف لقول بعضهم أن اليبروج أصله والصحيح أنه أصله. ولعل في عبارة الأنطاكي تحريف والأصل في قوله كاليبروج هو اليبروج. وللقدماء في هذا النبت خرافات لا حاجة إلى ذكرها هنا) ولكن راحيل على ما يُظن اعتقدت أنه يجلب حب زوجها إليها كثيراً لأنها كانت لم تلد زمناً ليس بقليل.
١٨، ١٩ «١٨ فَقَالَتْ لَيْئَةُ: قَدْ أَعْطَانِي ٱللهُ أُجْرَتِي، لأَنِّي أَعْطَيْتُ جَارِيَتِي لِرَجُلِي. فَدَعَتِ ٱسْمَهُ «يَسَّاكَرَ». ١٩ وَحَبِلَتْ أَيْضاً لَيْئَةُ وَوَلَدَتِ ٱبْناً سَادِساً لِيَعْقُوبَ».
ع ١٦
يَسَّاكَرَ أي يوجد أجرة لأنها اعتقدت أنه أجرة من الله على إعطائها يعقوب جاريتها.
٢٠ «فَقَالَتْ لَيْئَةُ: قَدْ وَهَبَنِي ٱللهُ هِبَةً حَسَنَةً. ٱلآنَ يُسَاكِنُنِي رَجُلِي، لأَنِّي وَلَدْتُ لَهُ سِتَّةَ بَنِينَ. فَدَعَتِ ٱسْمَهُ «زَبُولُونَ».
متّى ٤: ١٣
زَبُولُونَ اختلفوا في أصل هذا اللفظ ومعناه فقال بعضهم معناه «خلاص الليل أو صداق حسن» وقال آخر «صداق ليلة أو مهر ليلة». وقال غيره «مسكن».
٢١ «ثُمَّ وَلَدَتِ ٱبْنَةً وَدَعَتِ ٱسْمَهَا «دِينَةَ».
دِينَةَ حكم أو قضاء (انظر تفسير ع ٩).
٢٢ – ٢٤ «٢٢ وَذَكَرَ ٱللهُ رَاحِيلَ، وَسَمِعَ لَهَا ٱللهُ وَفَتَحَ رَحِمَهَا، ٢٣ فَحَبِلَتْ وَوَلَدَتِ ٱبْناً فَقَالَتْ: قَدْ نَزَعَ ٱللهُ عَارِي. ٢٤ وَدَعَتِ ٱسْمَهُ «يُوسُفَ» قَائِلَةً: يَزِيدُنِي ٱلرَّبُّ ٱبْناً آخَرَ».
ص ٨: ١ و١صموئيل ١: ١٩ ص ٢٩: ٣١ و١صموئيل ١: ٦ وإشعياء ٤: ١ ولوقا ١: ٢٥ ص ٢٥: ١٧
ذَكَرَ ٱللهُ رَاحِيلَ لعل انقطاع راحيل عن الولادة أذلها فالتفتت إلى الله وتوكلت عليه وعدلت عن الاتكال على اللفاح أو تفاح المحبة وصلّت لله فأجاب صلاتها وهذا معنى قوله «ذكرها».
يُوسُفَ أي زيادة.
يَزِيدُنِي ٱلرَّبُّ في ذكرها الرب «يهوه» يدل على أنها كانت تتصور الوعد المبارك وأن واحداً من أولادها يحصل عليه. وإذا ذكرنا أن كل امرأة من نسل إبراهيم كانت ترغب في أن يكون واحد من أبنائها وارثاً لذلك الوعد لم نعجب من حب النساء يومئذ لكثرة النسل ونعذرهنّ على ذلك.
خدمة يعقوب للابان بالأجرة
٢٥، ٢٦ «٢٥ وَحَدَثَ لَمَّا وَلَدَتْ رَاحِيلُ يُوسُفَ أَنَّ يَعْقُوبَ قَالَ لِلاَبَانَ: ٱصْرِفْنِي لأَذْهَبَ إِلَى مَكَانِي وَإِلَى أَرْضِي. ٢٦ أَعْطِنِي نِسَائِي وَأَوْلاَدِي ٱلَّذِينَ خَدَمْتُكَ بِهِمْ فَأَذْهَبَ، لأَنَّكَ أَنْتَ تَعْلَمُ خِدْمَتِي ٱلَّتِي خَدَمْتُكَ.
ص ٢٤: ٥٤ ص ١٨: ٣٣ و٣١: ٥٥ ص ٢٩: ٢٠ و٣٠
يَعْقُوبَ قَالَ لِلاَبَانَ: ٱصْرِفْنِي بعد أن خدم يعقوب للابان أربع عشرة سنة ببنتيه بقي بعد ذلك يخدمه ست سنوات بدون أجرة معينة ولم يحصل على سوى أسباب المعاش له ولأهل بيته وكان يحتاج إلى نفقة للذهاب بأهله إلى أرض ميلاده. وكان لا بد له من الرجوع إلى بيت أبيه ليستولي على الإرث وأن يسعى في نفع أولاده.
٢٧ «فَقَالَ لَهُ لاَبَانُ: لَيْتَنِي أَجِدُ نِعْمَةً فِي عَيْنَيْكَ. قَدْ تَفَاءَلْتُ فَبَارَكَنِي ٱلرَّبُّ بِسَبَبِكَ».
ص ٣٩: ٣ و٥ ص ٢٦: ٢٤
قَدْ تَفَاءَلْتُ أي رأيت خدمتك دليل خير وإن الله باركني بها.
٢٨ – ٣١ «٢٨ وَقَالَ: عَيِّنْ لِي أُجْرَتَكَ فَأُعْطِيَكَ. ٢٩ فَقَالَ لَهُ: أَنْتَ تَعْلَمُ مَاذَا خَدَمْتُكَ، وَمَاذَا صَارَتْ مَوَاشِيكَ مَعِي، ٣٠ لأَنَّ مَا كَانَ لَكَ قَبْلِي قَلِيلٌ فَقَدِ اتَّسَعَ إِلَى كَثِيرٍ، وَبَارَكَكَ ٱلرَّبُّ فِي أَثَرِي. وَٱلآنَ مَتَى أَعْمَلُ أَنَا أَيْضاً لِبَيْتِي؟ ٣١ فَقَالَ: مَاذَا أُعْطِيكَ؟ فَقَالَ يَعْقُوبُ: لاَ تُعْطِينِي شَيْئاً. إِنْ صَنَعْتَ لِي هٰذَا ٱلأَمْرَ أَعُودُ أَرْعَى غَنَمَكَ وَأَحْفَظُهَا».
ص ٢٩: ١٥ ص ٣١: ٦ و٣٨ إلى ٤٠ ومتّى ٢٤: ٤٥ وتيطس ٢: ١٠ ع ٤٣ و١تيموثاوس ٥: ٨
قَلِيلٌ أي غنم قليلة. استدل الربانيون على ذلك بأن راحيل ابنته الصغيرة كانت كافية لأن ترعاها (ص ٢٩: ٩).
اتَّسَعَ إِلَى كَثِيرٍ أي تناسل كثيراً.
فِي أَثَرِي في العبرانية «عند قدمي» وهو مقابل لقوله «قبلي» فيكون المعنى على أثر مجيئي إليك.
٣٢ – ٣٤ «٣٢ أَجْتَازُ بَيْنَ غَنَمِكَ كُلِّهَا ٱلْيَوْمَ، وَٱعْزِلْ أَنْتَ مِنْهَا كُلَّ شَاةٍ رَقْطَاءَ وَبَلْقَاءَ، وَكُلَّ شَاةٍ سَوْدَاءَ بَيْنَ ٱلْخِرْفَانِ، وَبَلْقَاءَ وَرَقْطَاءَ بَيْنَ ٱلْمِعْزَى. فَيَكُونَ مِثْلُ ذٰلِكَ أُجْرَتِي ٣٣ وَيَشْهَدُ فِيَّ بِرِّي يَوْمَ غَدٍ إِذَا جِئْتَ مِنْ أَجْلِ أُجْرَتِي قُدَّامَكَ. كُلُّ مَا لَيْسَ أَرْقَطَ أَوْ أَبْلَقَ بَيْنَ ٱلْمِعْزَى وَأَسْوَدَ بَيْنَ ٱلْخِرْفَانِ فَهُوَ مَسْرُوقٌ عِنْدِي. ٣٤ فَقَالَ لاَبَانُ: هُوَذَا لِيَكُنْ بِحَسَبِ كَلاَمِكَ».
ص ٣١: ٨ مزمور ٣٧: ٦ خروج ١٣: ١٤ وتثنية ٦: ٢٠
رَقْطَاءَ وَبَلْقَاءَ يغلب في الشرق أن تكون الغنم بيضاء والمعزى سوداء فيكون قصد يعقوب أن يكون أكثر للابان حسب المعروف والمشهور وأن يكون ليعقوب الأقل. والرقطاء السوداء التي يشوبها نقط بيضاء. والبلقاء ما كانت سوداء وبيضاء كان يكون السواد والبياض متوزعاً على السواء أو ما يقرب منه.
٣٥ «فَعَزَلَ فِي ذٰلِكَ ٱلْيَوْمِ ٱلتُّيُوسَ ٱلْمُخَطَّطَةَ وَٱلْبَلْقَاءَ، وَكُلَّ ٱلْعِنَازِ ٱلرَّقْطَاءِ وَٱلْبَلْقَاءِ، كُلَّ مَا فِيهِ بَيَاضٌ وَكُلَّ أَسْوَدَ بَيْنَ ٱلْخِرْفَانِ، وَدَفَعَهَا إِلَى أَيْدِي بَنِيهِ».
فَعَزَلَ هنا مسئلتان الأولى ألابان الذي عزل أم يعقوب. والثانية أفي الحال كانت الرقطاء والبلقاء والسوداء من الشاء ليعقوب أم في المستقبل والقرينة في (ع ٣٣) تدل أن يعقوب هو الذي عزلها. ونص الكتاب في (ع ٤٠) الخ يدل على أن ذلك كان في المستقبل.
دَفَعَهَا إِلَى أَيْدِي بَنِيهِ أي بني لابان لأن بني يعقوب كانوا صغاراً.
٣٦ «وَجَعَلَ مَسِيرَةَ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ بَيْنَهُ وَبَيْنَ يَعْقُوبَ. وَكَانَ يَعْقُوبُ يَرْعَى غَنَمَ لاَبَانَ ٱلْبَاقِيَةَ.
جَعَلَ مَسِيرَةَ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ بَيْنَهُ وَبَيْنَ يَعْقُوبَ أي لابان جعل ذلك أي طلبه وأراده فكان بين القطيعين نحو أربعين ميلاً فلا يُظن من ذلك إلا أن أعداد الغنم والمعزى كانت قد كثرت عند لابان حتى اقتضى مثل هذا البعد بين الاثنين.
٣٧ «فَأَخَذَ يَعْقُوبُ لِنَفْسِهِ قُضْبَاناً خُضْراً مِنْ لُبْنَى وَلَوْزٍ وَدُلْبٍ، وَقَشَّرَ فِيهَا خُطُوطاً بِيضاً، كَاشِطاً عَنِ ٱلْبَيَاضِ ٱلَّذِي عَلَى ٱلْقُضْبَانِ».
ص ٣١: ٩ إلى ١٢
فَأَخَذَ يَعْقُوبُ لِنَفْسِهِ قصد يعقوب أن يضع ذلك تجاه الإناث من الغنم والمعز في الأجران لأن الغنم تألفها وتظهر أن تأتي إليها لتُروى وبذلك تنظر إليها نظراً طويلاً فتؤثر فيها تأثيراً طبيعياً.
لُبْنَى في العبرانية «لبنة» وهو نبت له لبن كالعسل وهو الميعة ويكثر هذا النبت على سفوح تلال فلسطين.
لَوْزٍ وهو في العبرانية «لوز» أيضاً وهو معروف.
دُلْبٍ في العبرانية «عرمون» أي الشجر السهلي أو النبت السهلي. سُمي بذلك لأنه يكثر في السهول وعلى شطوط الأنهار وذُكر في (حزقيال ٣١: ٨).
٣٨، ٣٩ «٣٨ وَأَوْقَفَ ٱلْقُضْبَانَ ٱلَّتِي قَشَّرَهَا فِي ٱلأَجْرَانِ فِي مَسَاقِي ٱلْمَاءِ حَيْثُ كَانَتِ ٱلْغَنَمُ تَجِيءُ لِتَشْرَبَ، تُجَاهَ ٱلْغَنَمِ، لِتَتَوَحَّمَ عِنْدَ مَجِيئِهَا لِتَشْرَبَ. ٣٩ فَتَوَحَّمَتِ ٱلْغَنَمُ عِنْدَ ٱلْقُضْبَانِ، وَوَلَدَتِ ٱلْغَنَمُ مُخَطَّطَاتٍ وَرُقْطاً وَبُلْقاً».
خروج ٢: ١٦
فِي ٱلأَجْرَانِ حجارة منقورة يوضع فيها الماء لتشربه البهائم.
٤٠ «وَأَفْرَزَ يَعْقُوبُ ٱلْخِرْفَانَ وَجَعَلَ وُجُوهَ ٱلْغَنَمِ إِلَى ٱلْمُخَطَّطِ وَكُلِّ أَسْوَدَ بَيْنَ غَنَمِ لاَبَانَ. وَجَعَلَ لَهُ قُطْعَاناً وَحْدَهُ وَلَمْ يَجْعَلْهَا مَعَ غَنَمِ لاَبَانَ».
جَعَلَ وُجُوهَ ٱلْغَنَمِ إِلَى ٱلْمُخَطَّطِ أي إلى ذي الخطوط المختلفة.
وَكُلِّ أَسْوَدَ أي وجوه كل أسود.
٤١، ٤٢ «٤١ وَحَدَثَ كُلَّمَا تَوَحَّمَتِ ٱلْغَنَمُ ٱلْقَوِيَّةُ أَنَّ يَعْقُوبَ وَضَعَ ٱلْقُضْبَانَ أَمَامَ عُيُونِ ٱلْغَنَمِ فِي ٱلأَجْرَانِ لِتَتَوَحَّمَ بَيْنَ ٱلْقُضْبَانِ. ٤٢ وَحِينَ ٱسْتَضْعَفَتِ ٱلْغَنَمُ لَمْ يَضَعْهَا. فَصَارَتِ ٱلضَّعِيفَةُ لِلاَبَانَ وَٱلْقَوِيَّةُ لِيَعْقُوبَ».
لِتَتَوَحَّمَ أي تشتهي الأرقط والأبلق والمخطط.
ٱلضَّعِيفَةُ… ٱلْقَوِيَّةُ في هذا دليل على أن إناث الغنم والمعزى كان منها ضعيفة وقوية فيختار القوية للتوحم ويترك الضعيفة فكان يأتي الأرقط والأبلق قوياً لولادتهما من قويات وتلد الضعيفة الضعاف التي ليست رقطاء ولا بلقاء لأنها لم تتوحم فنتج من ذلك أن كل ما كان ليعقوب قوي وكان الضعيف من نصيب لابان.
٤٣ «فَٱتَّسَعَ ٱلرَّجُلُ كَثِيراً جِدّاً، وَكَانَ لَهُ غَنَمٌ كَثِيرٌ وَجَوَارٍ وَعَبِيدٌ وَجِمَالٌ وَحَمِيرٌ».
ع ٣٠ ص ١٣: ٢ و٢٤: ٣٥ و٢٦: ١٣ و١٤
فَٱتَّسَعَ ٱلرَّجُلُ كَثِيراً جِدّاً أي وفرّت ثروته واتسع عيشه. إذ كثر الغنم والمعز عنده فكثر الصوف والشعر وكان ذلك من أحسن مواد النسيج في المشرق فكانت أثمان الجزاز وحدها كافية لأن تجعله من الأغنياء.