سفر التكوين | 17 | السنن القويم
السنن القويم في تفسير أسفار العهد القديم
شرح سفر التكوين
للقس . وليم مارش
اَلأَصْحَاحُ ٱلسَّابِعُ عَشَرَ
عهد الختان: أي إثبات العهد بسر الختان
١ «وَلَمَّا كَانَ أَبْرَامُ ٱبْنَ تِسْعٍ وَتِسْعِينَ سَنَةً ظَهَرَ ٱلرَّبُّ لأَبْرَامَ وَقَالَ لَهُ: أَنَا ٱللهُ ٱلْقَدِيرُ. سِرْ أَمَامِي وَكُنْ كَامِلاً».
ص ١٢: ١ ص ٢٨: ٣ و٣٥: ١١ وخروج ٦: ٣ وتثنية ١٠: ١٧ وإرميا ٣٢: ١٧ ص ٥: ٢٢ و٢٤ و١ملوك ٢: ٤ و٢ملوك ٢٠: ٣ ص ٦: ٩ وتثنية ١٨: ١٣ وأيوب ١: ١ ومتّى ٥: ٤٨
أَبْرَامُ ٱبْنَ تِسْعٍ وَتِسْعِينَ سَنَةً فيكون قد مرّ على ولادة إسماعيل ثلاث عشرة سنة ولا ريب في أن إسماعيل كان في تلك المدة محبوباً إلى أبرام الشيخ الذي لم يكن له ولد غيره. ويؤيد ذلك ما جاء في الآية الثامنة عشرة.
أَنَا ٱللهُ ٱلْقَدِيرُ وفي العبرانية «ال شدي» أي الله الشديد. وهذا الاسم قديم جداً واستُعمل استعمال عَلَم الله في عدة مواضع من الكتاب (انظر عدد ٢٤: ٤ و١٦ وراعوث ١: ٢٠ وسفر أيوب وذُكر فيه ٣١ مرة وخروج ٤: ٣. وعُبر عن الله في قديم الكتب العربية بشديد القوى) وهو الاسم الذي عرفه به الآباء ولم يعرفوه باسمه يهوه (خروج ٦: ٣). و(تسميته يهوه في أنباء أولئك الآباء من النبي موسى لأنه كان يُعرف به في زمانه) وهذا لا يستلزم أن اسم يهوه جديد بل هو قديم جداً لكنه أُعلن للإسرائيليين في زمن الخروج عامة والدليل على قدمه ما جاء في الآية السادسة والعشرين من الأصحاح الرابع فلا شيء من المنافاة. فالله الإله الواحد أعلن نفسه بكثير من الأسماء الحسنة واسمه يهوه عرفته حواء نفسها ص ٤: ١).
سِرْ أَمَامِي كأنك ترى من لا يُرى (عبرانيين ١١: ٢١) وتجعل الرب أمامك في كل حين (مزمور ١٦: ٨). وهذا السير هو الذي نُسب إلى أخنوخ (ص ٥: ٢٢) وإلى نوح (ص ٦: ٩).
وَكُنْ كَامِلاً قال كلفينس في قوله تعالى «كن كاملاً» إن أساس الدعوة الإلهية وعد ناتج من قضاء الله المطلق لكن على من يدعوه الله أن يتبع البر والقداسة ويقصد الكمال ويقدم نفسه وجسده آلات بر لله (رومية ٦: ١٣).
٢ «فَأَجْعَلَ عَهْدِي بَيْنِي وَبَيْنَكَ، وَأُكَثِّرَكَ كَثِيراً جِدّاً».
ص ١٢: ٢ و١٣: ١٦ و٢٢: ١٧
فَأَجْعَلَ عَهْدِي جاء في (ص ١٥: ١٨) «قطع» بدلاً من «جعل» إشارة إلى قطع الذبيحة. والجعل هنا يشير إلى النعمة من جانب الله (قابل هذا بما في تفسير ص ٩: ٩). قد مرّ على أبرام خمس وعشرون سنة من خروجه من أور الكلدانيين وأربع عشرة سنة أو خمس عشرة سنة من قبول العهد بينه وبين الرب (ص ١٥: ١٧) وقد بلغ الوقت الذي يؤخذ فيه في إتمام الوعد. وكان أول الشروع فيه وإعلان آياته أن غُيّر اسم أبرام واسم ساراي وأُجريت سنة الختان.
٣ «فَسَقَطَ أَبْرَامُ عَلَى وَجْهِهِ. وَقَالَ ٱللهُ لَهُ».
ع ١٧
فَسَقَطَ أَبْرَامُ عَلَى وَجْهِهِ (من خشية الله).
٤ «أَمَّا أَنَا فَهُوَذَا عَهْدِي مَعَكَ، وَتَكُونُ أَباً لِجُمْهُورٍ مِنَ ٱلأُمَمِ».
رومية ٤: ١١ و١٦ و١٧ وغلاطية ٣: ٢٩
أَباً لِجُمْهُورٍ هذا معنى إبراهيم.
٥ «فَلاَ يُدْعَى ٱسْمُكَ بَعْدُ أَبْرَامَ بَلْ يَكُونُ ٱسْمُكَ إِبْرَاهِيمَ، لأَنِّي أَجْعَلُكَ أَباً لِجُمْهُورٍ مِنَ ٱلأُمَمِ».
نحميا ٩: ٧
أَبْرَامَ أبا سامياً أو عظيماً.
إِبْرَاهِيمَ أبا جمهور. وهو في العبرانية «أبراهام» أي أبو رُهام. والرُهام كلمة عربية معناها العدد الكثير. والظاهر أن هذه اللفظة أخذها العبرانيون من العربية منذ العصور الخالية حتى صارت تُعدّ من لغتهم. وذهب بعضهم إلى أن كلمة أبرام عربية أيضاً أصلها أبو أرام أو سورية كأبي مايل أو أبيمايل (ص ١٠: ٢٨). وذهب بعضهم إن إدخال حرف الهاء في أبرام إشارة إلى يهوه. انظر أيضاً تغيير اسم هوشع (أي عون) ابن نون إلى يشوع أي يهوه عون (عدد ١٣: ١٦).
٦ «وَأُثْمِرُكَ كَثِيراً جِدّاً، وَأَجْعَلُكَ أُمَماً، وَمُلُوكٌ مِنْكَ يَخْرُجُونَ».
ص ٣٥: ١١ ع ١٦ وص ٣٥: ١١ وعزرا ٤: ٢٠ ومتّى ١: ٦ إلى ١١
مُلُوكٌ مِنْكَ يَخْرُجُونَ أي رؤساء الأسباط وملوك يهوذا إسرائيل وملوك العرب في أسيا وأفريقية ولا سيما الملوك المسيحيين في كل العصور.
٧، ٨ «٧ وَأُقِيمُ عَهْدِي بَيْنِي وَبَيْنَكَ وَبَيْنَ نَسْلِكَ مِنْ بَعْدِكَ فِي أَجْيَالِهِمْ عَهْداً أَبَدِيّاً، لأَكُونَ إِلٰهاً لَكَ وَلِنَسْلِكَ مِنْ بَعْدِكَ. ٨ وَأُعْطِي لَكَ وَلِنَسْلِكَ مِنْ بَعْدِكَ أَرْضَ غُرْبَتِكَ، كُلَّ أَرْضِ كَنْعَانَ مِلْكاً أَبَدِيّاً. وَأَكُونُ إِلٰهَهُمْ».
غلاطية ٣: ١٧ ص ٢٦: ٢٤ و٢٨: ١٣ وعبرانيين ١١: ١٦ رومية ٩: ٨ ص ١٢: ٧ و١٣: ١٥ ومزمور ١٠٥: ٩ و١١ ص ٢٣: ٤ و٢٨: ٤ وعبرانيين ١١: ٩ و١٣ خروج ٦: ٧ ولاويين ٢٦: ١٢ وتثنية ١٤: ٢ و٢٦: ١٨ و٢٩: ١٣ وإرميا ٣٠: ٢٢ وحزقيال ٣٧: ٢٧ و٢كورنثوس ٦: ١٨ ورؤيا ٢١: ٧
وَبَيْنَ نَسْلِكَ مِنْ بَعْدِكَ إن العهد الإبراهيمي يتضمن نسل الوالد معه. وإن كانت الإشارة أولاً إلى المسيح نسل إبراهيم فيشير أيضاً إلى أولاد المؤمنين (غلاطية ٣: ٩) «ٱلَّذِينَ هُمْ مِنَ ٱلإِيمَانِ يَتَبَارَكُونَ مَعَ إِبْرَاهِيمَ ٱلْمُؤْمِنِ» و(أعمال ٢: ٣٩) «لأَنَّ ٱلْمَوْعِدَ هُوَ لَكُمْ وَلأَوْلاَدِكُمْ» ومحبة المسيح تشمل الأولاد الصغار وتباركهم.
٩، ١٠ «٩ وَقَالَ ٱللهُ لإِبْرَاهِيمَ: وَأَمَّا أَنْتَ فَتَحْفَظُ عَهْدِي، أَنْتَ وَنَسْلُكَ مِنْ بَعْدِكَ فِي أَجْيَالِهِمْ. ١٠ هٰذَا هُوَ عَهْدِي ٱلَّذِي تَحْفَظُونَهُ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ، وَبَيْنَ نَسْلِكَ مِنْ بَعْدِكَ: يُخْتَنُ مِنْكُمْ كُلُّ ذَكَرٍ».
أعمال ٧: ٨
وَأَمَّا أَنْتَ فَتَحْفَظُ عَهْدِي البركة تزيد المسؤولية وتضع علينا واجبات جديدة نظير خوف الله والصلاة البيتية وتربية الأولاد وتقديمهم للرب عهد مقدس.
١١ « فَتُخْتَنُونَ فِي لَحْمِ غُرْلَتِكُمْ، فَيَكُونُ عَلاَمَةَ عَهْدٍ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ».
رومية ٤: ١١
فَتُخْتَنُونَ قال هيرودتس المؤرخ كان المصريون يُختنون وإن السوريين في فلسطين اعترفوا بأنهم أخذوا الختان عن المصريين. وقال أورجنس أنه كان مقصوراً على كهنتهم. ولا يوثق بقول هيرودتوتس لأنه كان بعد إبراهيم كثيراً. والذي عُرف من المحنطات والعاديات المصرية أن الختان لم يعم في مصر إلا في الأزمنة الحديثة بالنظر إلى زمان إبراهيم. وكان الختان رمزاً إلى الطهارة وهجر أعمال الجسد والأخذ في أعمال الروح. وكان في الختان إشارة إلى الولادة الثانية. وانتقال أبرام وساراي الآن من حالة الإنسان العتيق إلى حالة الإنسان الجديد جعل من اللائق أن يُغير اسماهما ولم يمكن ساراي أن تختتن فأمكنها بتغيير اسمها بجعله سارة أن تظهر اشتراكها مع أبرام في العهد.
١٢ «اِبْنَ ثَمَانِيَةِ أَيَّامٍ يُخْتَنُ مِنْكُمْ كُلُّ ذَكَرٍ فِي أَجْيَالِكُمْ: وَلِيدُ ٱلْبَيْتِ، وَٱلْمُبْتَاعُ بِفِضَّةٍ مِنْ كُلِّ ٱبْنِ غَرِيبٍ لَيْسَ مِنْ نَسْلِكَ».
لاويين ١٢: ٣ ولوقا ٢: ٢١ ويوحنا ٧: ٢٢ وفيلبي ٣: ٥
اِبْنَ ثَمَانِيَةِ أَيَّامٍ أي بعد يوم ميلاده بأسبوع.
١٣ «يُخْتَنُ خِتَاناً وَلِيدُ بَيْتِكَ وَٱلْمُبْتَاعُ بِفِضَّتِكَ، فَيَكُونُ عَهْدِي فِي لَحْمِكُمْ عَهْداً أَبَدِيّاً».
لاويين ٢٦: ٤١ وتثنية ١٠: ١٦ و٣٠: ٦ وإرميا ٤: ٤ ورومية ٢: ٢٨ و٢٩ وكولوسي ٢: ١١
وَلِيدُ بَيْتِكَ وَٱلْمُبْتَاعُ بِفِضَّتِكَ لنا من الكلام في رسم الختان أمران الأول إن كل شخص من أهل بيت إبراهيم شريك له في العهد وإنه يُعد من نسله. والثاني إن كل مختون كان يحسب إسرائيلياً وعلى هذا كان الختان مقصوراً على الإسرائيليين. وكانوا يختنون العبيد من عهد إبراهيم ويحسبونهم حينئذ إسرائيليين لهم حق الشركة في امتيازات أولاد إبراهيم الدينية. ومن هذا نستنتج أن عدد الذين نزلوا من مصر لم يُحصر في بني يعقوب بل شمل أولاً جميع العبيد والخدم المختونين.
١٤ «وَأَمَّا ٱلذَّكَرُ ٱلأَغْلَفُ ٱلَّذِي لاَ يُخْتَنُ فِي لَحْمِ غُرْلَتِهِ فَتُقْطَعُ تِلْكَ ٱلنَّفْسُ مِنْ شَعْبِهَا. إِنَّهُ قَدْ نَكَثَ عَهْدِي».
خروج ٤: ٢٤ وعدد ١٥: ٣٠ و٣١
فَتُقْطَعُ تِلْكَ ٱلنَّفْسُ مِنْ شَعْبِهَا قال مفسرو اليهود كان الذي لا يُختن يُترك لله فيعاقبه بالعقم أو الموت قبل حينه. ولكن أكثر مفسري المسيحيين قالوا إنه كان يُقتل بأمر الحكام المدنيين ولكن ذلك غير الظاهر من مصطلح الكتاب لأنه ميّز دائماً بين «القتل» و «القطع» من الشعب (انظر لاويين ص ٢٠). فغلط مفسري اليهود إنهم قصروا عقاب الله على العقم والإماتة قبل الوقت فإنه كان هنالك عقاب آخر مثل أن لا يحسب تارك الختان من الأمة الإسرائيلية ويخسر كل شركته في امتيازاتها ويحرم محامات الشيوخ عن حياته وأمواله والجلوس في باب المدينة لأنه بإباءته الختان يدنس نفسه ويخالف الناموس.
١٥ «وَقَالَ ٱللهُ لإِبْرَاهِيمَ: سَارَايُ ٱمْرَأَتُكَ لاَ تَدْعُو ٱسْمَهَا سَارَايَ، بَلِ ٱسْمُهَا سَارَةُ».
سَارَايَ أي أميرتي.
سَارَةُ أميرة. فتغيير اسم زوجة إبراهيم دليل على أنها دخلت معه في العهد (ولم تُذكر هنا هاجر ولا ابنها لأن الوعد كان لإبراهيم ونسله من إسحاق فإسحاق ابن الموعد دون إسماعيل ومن نسل إسحاق جاء المسيح الذي وُعدت به أمنا حواء غلاطية ٤: ٢٢ الخ).
١٦ «وَأُبَارِكُهَا وَأُعْطِيكَ أَيْضاً مِنْهَا ٱبْناً. أُبَارِكُهَا فَتَكُونُ أُمَماً، وَمُلُوكُ شُعُوبٍ مِنْهَا يَكُونُونَ».
ص ١٨: ١٠ و١٤ و٢١: ١ و٢ ع ٦ وص ٣٥: ١١ وغلاطية ٤: ٣١ و١بطرس ٣: ٦
أُعْطِيكَ أَيْضاً مِنْهَا ٱبْناً هذا أول موضع صُرّح فيه بأن وارث إبراهيم يكون ابنه من سارة. وما كان يعرف إبراهيم ذلك ولا سارة بدليل ما كان من إعطاء سارة إياه هاجر وقبول إبراهيم إياها. فإنهما انتظرا إتمام الوعد زماناً طويلاً ولما لم يتم لهما رأيا إن الله قصد إتمامه بولدٍ بولد لإبراهيم من غير سارة.
١٧ «فَسَقَطَ إِبْرَاهِيمُ عَلَى وَجْهِهِ وَضَحِكَ، وَقَالَ فِي قَلْبِهِ: هَلْ يُولَدُ لٱبْنِ مِئَةِ سَنَةٍ؟ وَهَلْ تَلِدُ سَارَةُ وَهِيَ بِنْتُ تِسْعِينَ سَنَةً؟».
ص ١٨: ١٢ و٢١: ٦ رومية ٤: ١٩ وعبرانيين ١١: ١١
إِبْرَاهِيمُ… ضَحِكَ من كثرة تعجبه لا من قلة إيمانه. وقال علماء اليهود إن إبراهيم ضحك من شدة فرحه وسارة ضحكت من ضعف إيمانها (ص ١٨: ١٢). ونحن نشك في صحة قولهم على أننا لا ننكر فرح إبراهيم فقد أثبت ذلك ربنا نفسه (يوحنا ٨: ٥٦). ولا يخفى أن ذلك الوعد كان لإبراهيم في وقت لا مهرب له فيه من العجب والدهشة. ومثل هذا العجب من شأنه أن يحمل على الضحك طبعاً فإن ذلك الوعد كان في أحوال تجعله قريباً من حد أنه لا يصدق. وأما ضحك سارة فكان لمثل تلك الأحوال ولأنها لم تعرف الأشخاص الثلاثة الذين نزلوا على إبراهيم يومئذ سوى رجال من الناس وكلاهما معذوران لأن ولادة إسحاق كانت على خلاف ما يُنتظر طبعاً.
١٨ «وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ لِلهِ: لَيْتَ إِسْمَاعِيلَ يَعِيشُ أَمَامَكَ!».
لَيْتَ إِسْمَاعِيلَ الخ وهذه الصلاة يجب أن تُقدّم في كل العصور لأجل أولاد إسماعيل الذين عددهم ملايين. كان إسماعيل يومئذ ابن ثلاث عشرة سنة وتيقن إبراهيم أنه هو وارثه. ولربما صحب فرح إبراهيم شيء من الألم لعلمه أن الموعد يكون لابنه من سارة بعدما كان يعتقد أنه لابنه إسماعيل الذي كان قد ألفه زمناً طويلاً وأحبه. ولهذا شفع الله كلامه ببركة إسماعيل صرفاً لألم قلب أبيه إبراهيم (ع ٢٠).
١٩ «فَقَالَ ٱللهُ: بَلْ سَارَةُ ٱمْرَأَتُكَ تَلِدُ لَكَ ٱبْناً وَتَدْعُو ٱسْمَهُ إِسْحَاقَ. وَأُقِيمُ عَهْدِي مَعَهُ عَهْداً أَبَدِيّاً لِنَسْلِهِ مِنْ بَعْدِهِ».
ص ١٨: ١٠ و٢١: ٢ وغلاطية ٤: ٢٨
بَلْ سَارَةُ ٱمْرَأَتُكَ تَلِدُ لَكَ ٱبْناً وَتَدْعُو ٱسْمَهُ إِسْحَاقَ أكد الله الوعد لإبراهيم لأنه كان لشدة تعجبه بمنزلة المنكر له.
تَدْعُو ٱسْمَهُ إِسْحَاقَ أي يضحك وسماه كذلك ليكون اسمه ذكراً دائماً لأنه به يذكر أن ولادة إسحاق كانت على خلاف ما يتوقع طبعاً وإنها حملت على الضحك الناشئ عن العجب الحامل على الإنكار. والحق أن إبراهيم لولا شدة إيمانه لم يصدق ذلك الوعد. وكان اسم إسحاق تذكاراً لضحكين ضحك إبراهم وضحك سارة.
٢٠ – ٢٤ «٢٠ وَأَمَّا إِسْمَاعِيلُ فَقَدْ سَمِعْتُ لَكَ فِيهِ. هَا أَنَا أُبَارِكُهُ وَأُثْمِرُهُ وَأُكَثِّرُهُ كَثِيراً جِدّاً. اِثْنَيْ عَشَرَ رَئِيساً يَلِدُ، وَأَجْعَلُهُ أُمَّةً كَبِيرَةً. ٢١ وَلٰكِنْ عَهْدِي أُقِيمُهُ مَعَ إِسْحَاقَ ٱلَّذِي تَلِدُهُ لَكَ سَارَةُ فِي هٰذَا ٱلْوَقْتِ فِي ٱلسَّنَةِ ٱلآتِيَةِ. ٢٢ فَلَمَّا فَرَغَ مِنَ ٱلْكَلاَمِ مَعَهُ صَعِدَ ٱللهُ عَنْ إِبْرَاهِيمَ. ٢٣ فَأَخَذَ إِبْرَاهِيمُ إِسْمَاعِيلَ ٱبْنَهُ، وَجَمِيعَ وِلْدَانِ بَيْتِهِ، وَجَمِيعَ ٱلْمُبْتَاعِينَ بِفِضَّتِهِ، كُلَّ ذَكَرٍ مِنْ أَهْلِ بَيْتِ إِبْرَاهِيمَ، وَخَتَنَ لَحْمَ غُرْلَتِهِمْ فِي ذٰلِكَ ٱلْيَوْمِ عَيْنِهِ كَمَا كَلَّمَهُ ٱللهُ. ٢٤ وَكَانَ إِبْرَاهِيمُ ٱبْنَ تِسْعٍ وَتِسْعِينَ سَنَةً حِينَ خُتِنَ فِي لَحْمِ غُرْلَتِهِ»
ص ١٦: ١٠ ص ٢٥: ١٢ إلى ١٦ ص ٢١: ١٣ و١٨ ص ٢١: ٢ ص ١٨: ١٠
(يستفاد من هذه الآيات أن الله بارك نسل إبراهيم من ولديه إسماعيل وإسحاق وإن إسماعيل كان ابن عهد الختان كما كان إسحاق بلا فرق وإن الذين ليسوا من نسل إبراهيم يمكنهم أن يكونوا أولاده بالعهد أيضاً لأنه ختن الغلمان الذين اشتراهم بفضته وكان ختانهم «كما كلمة الله». وقوله «صعد الله عن إبراهيم» (ع ٢٢) يدل على أنه كان يخاطبه بصورة منظورة. وترى هنا أيضاً أن الختان كان على أثر الوعد بولادة إسحاق فكان علامة للإيمان كالمعمودية في العهد الجديد).
٢٥ «وَكَانَ إِسْمَاعِيلُ ٱبْنُهُ ٱبْنَ ثَلاَثَ عَشَرَةَ سَنَةً حِينَ خُتِنَ فِي لَحْمِ غُرْلَتِهِ».
إِسْمَاعِيلُ… ٱبْنَ ثَلاَثَ عَشَرَةَ سَنَةً وعلى هذا بعض الإسماعيليين يختنون الصبي في سن الثالثة عشرة.
٢٦، ٢٧ «٢٦ فِي ذٰلِكَ ٱلْيَوْمِ عَيْنِهِ خُتِنَ إِبْرَاهِيمُ وَإِسْمَاعِيلُ ٱبْنُهُ. ٢٧ وَكُلُّ رِجَالِ بَيْتِهِ وِلْدَانِ ٱلْبَيْتِ وَٱلْمُبْتَاعِينَ بِٱلْفِضَّةِ مِنِ ٱبْنِ ٱلْغَرِيبِ خُتِنُوا مَعَهُ».
ص ١٨: ١٩
فِي ذٰلِكَ ٱلْيَوْمِ عَيْنِهِ وفي العبرانية «في عظم هذا اليوم» (انظر تفسير ص ٢: ٢٣).
السابق |
التالي |