سفر التكوين

سفر التكوين | 08 | السنن القويم

السنن القويم في تفسير أسفار العهد القديم

شرح سفر التكوين 

للقس . وليم مارش

اَلأَصْحَاحُ ٱلثَّامِنُ

١ «ثُمَّ ذَكَرَ ٱللهُ نُوحاً وَكُلَّ ٱلْوُحُوشِ وَكُلَّ ٱلْبَهَائِمِ ٱلَّتِي مَعَهُ فِي ٱلْفُلْكِ. وَأَجَازَ ٱللهُ رِيحاً عَلَى ٱلأَرْضِ فَهَدَأَتِ ٱلْمِيَاهُ».

ص ١٩: ٢٩ وخروج ٢: ٢٤ ولاويين ٢٦: ٤٢ ومزمور ١١٢: ٦ و١٣٦: ٢٣ خروج ١٤: ٢١

ٱللهُ «إلوهيم» وكان من المتوقع هنا أن الله يُذكر باسم الرب «يهوه» لأنه هو الذي تولى أمر الطوفان من أوله إلى هنا واستعمال اسم إلوهيم هنا دليل على وحدة مسمى الاسمين.

كُلَّ ٱلْوُحُوشِ وفي العبرانية كل حي (انظر تفسير ص ٧: ١٤).

أَجَازَ ٱللهُ رِيحاً (قابل هذا بما في ص ١: ٢) أخذت الريح تهب عندما انقطع المطر وهذا كان لا بد منه لتوازن الهواء لوقوع ما كان بين أجزائه من البخار مطراً.

٢ «وَٱنْسَدَّتْ يَنَابِيعُ ٱلْغَمْرِ وَطَاقَاتُ ٱلسَّمَاءِ، فَٱمْتَنَعَ ٱلْمَطَرُ مِنَ ٱلسَّمَاءِ».

ص ٧: ١١ أيوب ٣٨: ٣٧

فَٱمْتَنَعَ ٱلْمَطَرُ وفي العبرانية «سكن» أي ركدت المياه المطرية وهذا دليل على أن معنى قوله «تعاظمت» (ص ٧: ٢٤) قويت أي كان جريانها شديداً.

٣ «وَرَجَعَتِ ٱلْمِيَاهُ عَنِ ٱلأَرْضِ رُجُوعاً مُتَوَالِياً. وَبَعْدَ مِئَةٍ وَخَمْسِينَ يَوْماً نَقَصَتِ ٱلْمِيَاهُ»

ص ٧: ٢٤

وَرَجَعَتِ ٱلْمِيَاهُ عَنِ ٱلأَرْضِ (هذا دليل واضح على أن المياه كانت تجري إليها من الأنجاد المجاورة وإن الطوفان خاص). قال بين سمث «رجوع هذه المياه يدل على أن أمواج البحر طغت وطمت على تلك الأرض فكانت زيادة على مياه المطر».

نَقَصَتِ ٱلْمِيَاهُ هذا يدل على أن أهل السفينة كانوا يستطيعون أن يشاهدوا نقصه لكنهم لم ينظروا قنن الجبال إلا في اليوم الأول من الشهر العاشر.

٤ «وَٱسْتَقَرَّ ٱلْفُلْكُ فِي ٱلشَّهْرِ ٱلسَّابِعِ، فِي ٱلْيَوْمِ ٱلسَّابِعَ عَشَرَ مِنَ ٱلشَّهْرِ، عَلَى جِبَالِ أَرَارَاطَ».

٢ملوك ١٩: ٣٧ وإشعياء ٣٧: ٣٨ وإرميا ٥١: ٢٧

ٱلشَّهْرِ ٱلسَّابِعِ، فِي ٱلْيَوْمِ ٱلسَّابِعَ عَشَرَ إن الشهر كان ثلاثين يوماً (انظر تفسير ع ١٤) فالمدة هنا ١٥٠ يوماً (انظر تفسير ص ٧: ١١). والشهر السابع من السنة المدنية «أبيب» وفي هذا قال أحد المفسرين وأجاد «في السابع عشر من أبيب استقر الفلك على جبل أراراط وفي السابع عشر من أبيب خرج الإسرائيليون من مصر وفي السابع عشر من أبيب قام المسيح ربنا من الأموات».

أَرَارَاطَ قال بعضهم في الآية الثانية من الأصحاح الحادي عشر إن أولاد نوح سافروا شرقاً إلى شنعار وترجمه بعضهم «من الشرق» وعلى هذا لا يكون أراراط هو جبل أراراط المعروف في أرمينية. والكلمة الأشورية تعني أرضاً ذات تلال أو نجداً فيصح أن يكون أراراط نجداً من الأنجاد. وفي النسخة الكلدانية إن السفينة استقرت على «نيزير» وهي كورة شرقي أشور ويُسمى أعلى نجد هنالك «الوند» وسُمي عند الكلدانيين بجبل العالم. والترجمة المشهورة في العربية أنه كان «ارتحالهم شرقاً» وكذا جاء في (ص ١٣: ١١). وتُرجم أراراط في النسخة الإنكليزية في (٢ملوك ١٩: ٣٧) أرمينية (وفي العربية أراراط). وفي إرميا ٥١: ٢٧ إنها بلاد قرب مِنّي أي قرب أرمينية. وفي تلك البلاد اليوم جبلان أعلى من سائر الجبال اسم أحدهما أغريضاغ واسم الآخر قراضاغ وهو الأعلى وارتفاعه ١٧٢٦٠ قدماً. والنبأ الكلداني يقتضي أنه هو الذي استقرت عليه السفينة. ولكن في التوراة العبرانية أنه أراراط أي بعض مرتفعات ذلك الجبل. والخلاصة إن نوحاً وجد بعد ثلاثة وسبعين يوماً أنه محاط برؤوس الجبال. ولا ريب في أن الأرض لم تكن قد جفت حينئذ. وفي ترجوم (أي تفسير أو ترجمة) أُنكيلوس والنخسة السريانية استقرت «على جبال كردوشيا» أي بلاد الأكراد وهي الجبال الفاصلة أرمينية عن كردستان ورجح كثيرون ذلك.

٥ «وَكَانَتِ ٱلْمِيَاهُ تَنْقُصُ نَقْصاً مُتَوَالِياً إِلَى ٱلشَّهْرِ ٱلْعَاشِرِ. وَفِي ٱلْعَاشِرِ فِي أَوَّلِ ٱلشَّهْرِ، ظَهَرَتْ رُؤُوسُ ٱلْجِبَالِ».

ظَهَرَتْ رُؤُوسُ ٱلْجِبَالِ (انظر تفسير ع ٤).

٦ «وَحَدَثَ مِنْ بَعْدِ أَرْبَعِينَ يَوْماً أَنَّ نُوحاً فَتَحَ طَاقَةَ ٱلْفُلْكِ ٱلَّتِي كَانَ قَدْ عَمِلَهَا».

ص ٦: ١٦

فَتَحَ طَاقَةَ ٱلْفُلْكِ الخ أي كوّة من كواه لا الكو المذكور في (ص ٦: ١٦) وكان ذلك بعد «أربعين يوماً» من ظهور رؤوس الجبال.

٧ «وَأَرْسَلَ ٱلْغُرَابَ، فَخَرَجَ مُتَرَدِّداً حَتَّى نَشِفَتِ ٱلْمِيَاهُ عَنِ ٱلأَرْضِ».

أَرْسَلَ ٱلْغُرَابَ ليعرف أحوال الأرض برجوعه إليه واختاره لأنه قوي الأجنحة.

فَخَرَجَ مُتَرَدِّداً أي ذاهباً وراجعاً إلى الفلك لكنه لم يستقر فيه ولعله رأى على وجه ما بقي من المياه كثيراً من الجيف الطافية فأغناه ذلك عن العَود إلى الفلك.

٨، ٩ «٨ ثُمَّ أَرْسَلَ ٱلْحَمَامَةَ مِنْ عِنْدِهِ لِيَرَى هَلْ قَلَّتِ ٱلْمِيَاهُ عَنْ وَجْهِ ٱلأَرْضِ، ٩ فَلَمْ تَجِدِ ٱلْحَمَامَةُ مَقَرّاً لِرِجْلِهَا، فَرَجَعَتْ إِلَيْهِ إِلَى ٱلْفُلْكِ لأَنَّ مِيَاهاً كَانَتْ عَلَى وَجْهِ كُلِّ ٱلأَرْضِ. فَمَدَّ يَدَهُ وَأَخَذَهَا وَأَدْخَلَهَا عِنْدَهُ إِلَى ٱلْفُلْكِ».

أَرْسَلَ ٱلْحَمَامَةَ الغراب لم يرجع إلى نوح لأنه وجد طعاماً ولكن الحمامة لا تأكل إلا المواد النباتية ولذلك اعتمد نوح إرسالها ليعرف حال وجه الأرض. ومن عادة الحمامة أن لا تبعد كثيراً عن مجثمها إلا إذا كانت مع عدد وافر من نوعها فرجعت سريعاً إذ لم تجد سوى الماء.

وَجْهِ كُلِّ ٱلأَرْضِ أي الأرض المجاورة للفلك التي جازتها الحمامة. وكثيراً ما تحدد لفظة «كل» من سياق القصة (انظر خروج ٩: ٦ وقابله بالآيات ٩ و١٩ و٢٠).

١٠ – ١٢ «١٠ فَلَبِثَ أَيْضاً سَبْعَةَ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَادَ فَأَرْسَلَ ٱلْحَمَامَةَ مِنَ ٱلْفُلْكِ، ١١ فَأَتَتْ إِلَيْهِ ٱلْحَمَامَةُ عِنْدَ ٱلْمَسَاءِ، وَإِذَا وَرَقَةُ زَيْتُونٍ خَضْرَاءُ فِي فَمِهَا. فَعَلِمَ نُوحٌ أَنَّ ٱلْمِيَاهَ قَدْ قَلَّتْ عَنِ ٱلأَرْضِ. ١٢ فَلَبِثَ أَيْضاً سَبْعَةَ أَيَّامٍ أُخَرَ وَأَرْسَلَ ٱلْحَمَامَةَ فَلَمْ تَعُدْ تَرْجِعُ إِلَيْهِ أَيْضاً».

سَبْعَةَ أَيَّامٍ أُخَرَ هذا يدل دلالة واضحة إن الناس في أيام نوح كانوا يقسمون الزمان أسابيع.

فَأَرْسَلَ ٱلْحَمَامَةَ فبقيت خارج الفلك إلى المساء إذ وجدت طعاماً لكنها لم تجد مبيتاً حسناً فعادت إليه مساء بورقة زيتون ولعل تلك الورقة كانت من أوراق الزيتون الحديثة. وفي أرمينية يكثر الزيتون ويبقى ورقه أخضر تحت الماء وقتاً طويلاً. ولكن تلك الورقة لم تفد نوحاً كثيراً إذا كان يريد أن يعرف أحوال وجه الأرض لا ظهور الأشجار عليها فأرسلها بعد سبعة أيام أُخر فلم ترجع فعلم إن وجه الأرض قد جف.

١٣ «وَكَانَ فِي ٱلسَّنَةِ ٱلْوَاحِدَةِ وَٱلسِّتِّ مِئَةٍ، فِي ٱلشَّهْرِ ٱلأَوَّلِ فِي أَوَّلِ ٱلشَّهْرِ، أَنَّ ٱلْمِيَاهَ نَشِفَتْ عَنِ ٱلأَرْضِ. فَكَشَفَ نُوحٌ ٱلْغِطَاءَ عَنِ ٱلْفُلْكِ وَنَظَرَ، فَإِذَا وَجْهُ ٱلأَرْضِ قَدْ نَشِفَ».

أَوَّلِ ٱلشَّهْر أي اليوم الأول من الشهر بعد أن مضى شهر على إرسال الحمامة على ما في (ع ١٢).

ابتدأ الطوفان في الشهر الثاني في اليوم السابع منه.

وتعاظمت المياه ١٥٠ يوماً أي خمسة أشهر إلى اليوم ١٧ من الشهر السابع.

وظهرت رؤوس الجبال في اليوم الأول من الشهر العاشر. وأرسل نوح الغراب في نهاية اليوم الأربعين. وأرسل الحمامة ثلاثاً في مدات مؤلفة من سبعة أيام فهي ٢١ يوماً.

ومجموع ذلك ١٣٤ يوماً و١٣ من الشهر السابع و١٥٠ يوماً التي هي خمسة أشهر كل شهر ثلاثون يوماً واليوم الأول من السنة تعدل ١٦٤ يوماً. فالأرض رجعت إلى حالها الأصلية رجوعاً بطيئاً. وقسمة الوقت إلى أسابيع كما تبين من مدات إرسال الحمامة دليل على وجود خدمة دينية يتعلق بها.

ٱلْغِطَاءَ عَنِ ٱلْفُلْكِ استعملت كلمة «الغطاء» هنا في العبرانية لغطاء الخيمة المصنوع من الجلود (خروج ٢٦: ١٤ وعدد ٤: ٢٥) فالمرجح أن غطاء السفينة كان كذلك أي من جلود وُصل بعضها ببعض بالخياطة.

١٤ «وَفِي ٱلشَّهْرِ ٱلثَّانِي، فِي ٱلْيَوْمِ ٱلسَّابِعِ وَٱلْعِشْرِينَ مِنَ ٱلشَّهْرِ، جَفَّتِ ٱلأَرْضُ».

ٱلشَّهْرِ ٱلثَّانِي، فِي ٱلْيَوْمِ ٱلسَّابِعِ وَٱلْعِشْرِينَ مِنَ ٱلشَّهْرِ الخ أي بعد ٥٧ يوماً من رفع الغطاء. وسنة واحد عشر يوماً من ابتداء الطوفان. والكلمة التي هي «جفت» في آخر هذه الآية في العبرانية غير كلمة «نشفت» و «نشف» في الآية الثالثة عشرة (ولهذه اختلفتا في الترجمة العربية). والجفاف يدل على اليبس أكثر من النشف.

وفي هذه السنة والأحد عشر يوماً أمر يستحق النظر فإن الاثني عشر قمرياً أقل من ٣٦٠ يوماً فالشهر أقل من ثلاثين يوماً. والسنة القمرية نحو ٣٥٤ يوماً وإذا أضفت ١١ يوماً على ذلك كان المجموع ٣٦٥ يوماً وهي أيام السنة الشمسية.

١٥ – ١٩ «١٥ وَأَمَرَ ٱللهُ نُوحاً: ١٦ ٱخْرُجْ مِنَ ٱلْفُلْكِ أَنْتَ وَٱمْرَأَتُكَ وَبَنُوكَ وَنِسَاءُ بَنِيكَ مَعَكَ. ١٧ وَكُلَّ ٱلْحَيَوَانَاتِ ٱلَّتِي مَعَكَ مِنْ كُلِّ ذِي جَسَدٍ: ٱلطُّيُورِ، وَٱلْبَهَائِمِ، وَكُلَّ مَا يَدِبُّ عَلَى ٱلأَرْضِ، أَخْرِجْهَا مَعَكَ. وَلْتَتَوَالَدْ فِي ٱلأَرْضِ وَتُثْمِرْ وَتَكْثُرْ عَلَى ٱلأَرْضِ. ١٨ فَخَرَجَ نُوحٌ وَبَنُوهُ وَٱمْرَأَتُهُ وَنِسَاءُ بَنِيهِ مَعَهُ. ١٩ وَكُلُّ ٱلْحَيَوَانَاتِ، وَكُلُّ ٱلطُّيُورِ، كُلُّ مَا يَدِبُّ عَلَى ٱلأَرْضِ كَأَنْوَاعِهَا خَرَجَتْ مِنَ ٱلْفُلْكِ».

ص ٧: ١٣ ص ٧: ١٥ ص ١: ٢٥

ٱخْرُجْ في نهاية السنة الشمسية تماماً خرج نوح وكل من معه من الناس وما معه من الحيوانات من الفلك فكأن الأرض عادت خربة وخالية.

وتجديد الله الأمر وهو قوله «لتتوالد في الأرض وتثمر وتكثر على الأرض» كما في (ص ١: ٢٢) دليل على سعة الطوفان وهلاك كل حي من الناس والبهائم.

٢٠ «وَبَنَى نُوحٌ مَذْبَحاً لِلرَّبِّ. وَأَخَذَ مِنْ كُلِّ ٱلْبَهَائِمِ ٱلطَّاهِرَةِ وَمِنْ كُلِّ ٱلطُّيُورِ ٱلطَّاهِرَةِ وَأَصْعَدَ مُحْرَقَاتٍ عَلَى ٱلْمَذْبَحِ».

ص ١٢: ٨ و١٣: ١٨ و٢٦: ٢٥ وقضاة ٦: ٢٦ لاويين ١١ لاويين ١: ٣ إلى ١٧

وَبَنَى نُوحٌ مَذْبَحاً لِلرَّبِّ أي ليهوه. زعم بعضهم أن نبأ الذبائح هنا حاشية وضعها مؤلف يهوهي (نسبة إلى يهوه) وفيها جزء من المتواترات الصحيحة المتعلقة بالطوفان. ففي نبإ الطوفان الكلداني إنه بعد إرسال الحمامة والسنونو والغراب قال المرسل «أرسلتها إلى الرياح الأربع وقربت قرباناً وبنيت مذبحاً على رأس الجبل». (والقول بأن هذه الذبائح نتاج هذه العبارات اليهوهية القديمة فهي موضوعة لا إثبات له وهو ساقط ومخالف للحق فإن الذبائح كانت منذ عهد آدم بدليل قربان هابيل وهو مما يقتضيه نبأ الطوفان). فإن السفينة انتقلت من موضع صنعها على مياه الطوفان وجازت أرض الفردوس واستقرت حيث لا معبد ولا مسجد فإن تلك الأرض كانت جديدة له ولمن معه ولا مقدس عليها ولا موضع قدسه الأقدمون لله. وكان نوح سائراً مع الله الرب فقدس الأرض التي نزل عليها له جرياً على سنن قومه من عهد أخنوخ ولذلك بنى المذبح وهو أول مذبح ذُكر في التوراة وكان لقومه بعده يقدمون عليه ذبائحهم. والمرجّح إن بهائم الذبيحة كانت سبعاً من كل الأنواع الطاهرة (انظر تفسير ص ٧: ٢).

٢١ «فَتَنَسَّمَ ٱلرَّبُّ رَائِحَةَ ٱلرِّضَا. وَقَالَ ٱلرَّبُّ فِي قَلْبِهِ: لاَ أَعُودُ أَلْعَنُ ٱلأَرْضَ أَيْضاً مِنْ أَجْلِ ٱلإِنْسَانِ، لأَنَّ تَصَوُّرَ قَلْبِ ٱلإِنْسَانِ شِرِّيرٌ مُنْذُ حَدَاثَتِهِ. وَلاَ أَعُودُ أَيْضاً أُمِيتُ كُلَّ حَيٍّ كَمَا فَعَلْتُ».

لاويين ١: ٩ و٢٦: ٣١ وحزقيال ٢٠: ٤١ و٢كورنثوس ٢: ١٥ وأفسس ٥: ٢ ص ٣: ١٧ ص ٦: ٥ وأيوب ١٥: ١٤ ومزمور ٥١: ٥ وإرميا ١٧: ٩ ومتّى ١٥: ١٩ ورومية ١: ٢١ و٣: ٢٣ ص ٩: ١١ و١٥ وإشعياء ٥٤: ٩

رَائِحَةَ ٱلرِّضَا أي السرور والقبول. فمضى الغضب على الخطيئة مع الطوفان وجاء رضا السلام وعُقد الصلح بين السماء والأرض.

وَقَالَ ٱلرَّبُّ فِي قَلْبِهِ وفي العبرانية «لقلبه» أي لنفسه مع مراعاة الرحمة والإحسان والمعنى أنه قضى بالأمر لنفسه (قابل ص ١٧: ١٧).

لأَنَّ تَصَوُّرَ قَلْبِ ٱلإِنْسَانِ شِرِّيرٌ مُنْذُ حَدَاثَتِهِ (انظر ص ٦: ٥) يتوهم هنا المنافاة بين الرب والله أي بين يهوه وإلوهيم. فإن إلوهيم غضب وأهلك ويهوه رضي ورحم. ولكن العمل عمل واحد عمل أولاً بالعدل وعمل ثانياً بالرحمة. والكتاب المقدس قص النبأ باعتبار الأمرين كل في موضعه ولذلك كان الاقتصار على وجه واحد من وجوه المسئلة علة البدع القبيحة والضلالات البعيدة (انظر تفسير تصورات قلب الإنسان في متّى ١٥: ١٩).

٢٢ «مُدَّةَ كُلِّ أَيَّامِ ٱلأَرْضِ زَرْعٌ وَحَصَادٌ، وَبَرْدٌ وَحَرٌّ، وَصَيْفٌ وَشِتَاءٌ، وَنَهَارٌ وَلَيْلٌ لاَ تَزَالُ».

إرميا ٥: ٢٤ و٣٣: ٢٠ و٢٥

قسم الإسرائيليون بناء على ما في هذه الآية السنة إلى ستة أقسام وهذا ليس بالصواب لأنه في فلسطين نفسها وقتان للزرع فإن الغلال الشتوية تُزرع في تشرين الأول وتشرين الثاني والصيفية في كانون الثاني وشباط. فالآية تصف التغيرات المتوالية مطلقاً لا الفصول فإن الحر والبرد متواليان وكذا الليل والنهار والزرع والحصاد والصيف والشتاء. قال أحد الأفاضل وهذا كان إجابة لصلاة نوح.

السابق
التالي

 

زر الذهاب إلى الأعلى