صموئيل الأول

سفر صموئيل الأول | 29 | السنن القويم

السنن القويم في تفسير أسفار العهد القديم

شرح سفر صموئيل الأول

للقس . وليم مارش

اَلأَصْحَاحُ ٱلتَّاسِعُ وَٱلْعِشْرُونَ

١ «وَجَمَعَ ٱلْفِلِسْطِينِيُّونَ جَمِيعَ جُيُوشِهِمْ إِلَى أَفِيقَ. وَكَانَ ٱلإِسْرَائِيلِيُّونَ نَازِلِينَ عَلَى ٱلْعَيْنِ ٱلَّتِي فِي يَزْرَعِيلَ».

ص ٢٨: ١ و٢ ص ٤: ١ ويشوع ١٢: ١٨ و١ملوك ١٨: ١٩ و٢١: ١

وَجَمَعَ ٱلْفِلِسْطِينِيُّونَ جَمِيعَ جُيُوشِهِمْ هذا القول تكرار ما أتى في (٢٨: ١ و٤) لأن الكاتب بعد الإخبار عما حدث في عين دور في الأصحاح السابق رجع إلى قصة الفلسطينيين.

إِلَى أَفِيقَ كان في شونم فانتقلوا منها. وأفيق جنوب شونم وقرب معسكر الإسرائيليين الذين كانوا قد انتقلوا إلى يزرعيل وهي قريبة من جبل جلبوع.

ٱلْعَيْنِ ٱلَّتِي فِي يَزْرَعِيلَ لعلها عين حرود حيث نزل جدعون (قضاة ٧: ١) وماؤها عذب ووافر. وكانت يزرعيل بين جبل جلبوع وجبل دوحي وكانت تخماً ليساكر واسمها اليوم زرين وموقعها موافق للحركات العسكرية لأنه في آخر مرج ابن عامر وفي أول وادي يزرعيل الذي يمتد منها إلى الأردن شرقاً (قضاة ٦: ٣٣) وفي أيام الملوك صارت مسكناً لآخاب وامرأته إيزابل (١ملوك ص ٢١).

٢ «وَعَبَرَ أَقْطَابُ ٱلْفِلِسْطِينِيِّينَ مِئَاتٍ وَأُلُوفاً، وَعَبَرَ دَاوُدُ وَرِجَالُهُ فِي ٱلْمُؤَخَّرَةِ مَعَ أَخِيشَ».

ص ٢٨: ١ و٢

وَعَبَرَ أَقْطَابُ ٱلْفِلِسْطِينِيِّينَ رجع الكاتب إلى ذكر ما حدث على الطريق قبل وصول الفلسطينيين إلى شونم وبعدما اجتازوا تخم أرضهم ودخلوا أرض إسرائيل. والأقطاب هم ملوك الفلسطينيين الخمسة الذين حاربوا معاً غير أن كلاً منهم كان مستقلاً في أرضه (٥: ٨).

٣ – ٥ «٣ فَقَالَ رُؤَسَاءُ ٱلْفِلِسْطِينِيِّينَ: مَا هٰؤُلاَءِ ٱلْعِبْرَانِيُّونَ؟ فَقَالَ أَخِيشُ لِرُؤَسَاءِ ٱلْفِلِسْطِينِيِّينَ: أَلَيْسَ هٰذَا دَاوُدَ عَبْدَ شَاوُلَ مَلِكِ إِسْرَائِيلَ ٱلَّذِي كَانَ مَعِي هٰذِهِ ٱلأَيَّامَ أَوْ هٰذِهِ ٱلسِّنِينَ، وَلَمْ أَجِدْ فِيهِ شَيْئاً مِنْ يَوْمِ نُزُولِهِ إِلَى هٰذَا ٱلْيَوْمِ. ٤ وَسَخَطَ عَلَيْهِ رُؤَسَاءُ ٱلْفِلِسْطِينِيِّينَ، وَقَالُوا لَهُ: أَرْجِعِ ٱلرَّجُلَ فَيَرْجِعَ إِلَى مَوْضِعِهِ ٱلَّذِي عَيَّنْتَ لَهُ، وَلاَ يَنْزِلَ مَعَنَا إِلَى ٱلْحَرْبِ وَلاَ يَكُونَ لَنَا عَدُوّاً فِي ٱلْحَرْبِ. فَبِمَاذَا يُرْضِي هٰذَا سَيِّدَهُ؟ أَلَيْسَ بِرُؤُوسِ أُولَئِكَ ٱلرِّجَالِ؟ ٥ أَلَيْسَ هٰذَا هُوَ دَاوُدُ ٱلَّذِي غَنَّيْنَ لَهُ بِٱلرَّقْصِ قَائِلاَتٍ: ضَرَبَ شَاوُلُ أُلُوفَهُ وَدَاوُدُ رَبَوَاتِهِ؟».

ص ٢٧: ٧ ص ٢٧: ١ – ٦ و١أيام ١٢: ١٩ و٢٠ ص ٢٧: ٦ ص ١٤: ٢١ ص ١٨: ٧ و٢١: ١١

ٱلْعِبْرَانِيُّونَ هذا ما سمّى به الإسرائيليين أعداؤهم (٤: ٦).

أَوْ هٰذِهِ ٱلسِّنِين أي زمان طويل ولم يحدده (٢٧: ٧).

لَمْ أَجِدْ فِيهِ شَيْئاً خدع داود أخيش كل الخدع واستماله لنفسه كما كان يجذب جميع الناس بفضائله المحبوبة فلم يشك فيه بعد. وأما الباقون من رؤساء الفلسطينيين فلم يعرفوا داود إلا أنه عبراني كان سابقاً في خدمة شاول وقتل كثيرين من الفلسطينيين ولذلك لم يصدقوا أنه معهم قلبياً ورجّحوا أنه في يوم الحرب يكون لهم عدواً في وسطهم.

رُؤُوسِ أُولَئِكَ ٱلرِّجَالِ أي الفلسطينيين واعتقدوا أنه يظاهر الفلسطينيين بالظاهر ولكنه يقصد باطناً أن يسلمهم للإسرائيليين.

٦ – ١١ «٦ فَدَعَا أَخِيشُ دَاوُدَ وَقَالَ لَهُ: حَيٌّ هُوَ ٱلرَّبُّ إِنَّكَ أَنْتَ مُسْتَقِيمٌ، وَخُرُوجُكَ وَدُخُولُكَ مَعِي فِي ٱلْجَيْشِ صَالِحٌ فِي عَيْنَيَّ لأَنِّي لَمْ أَجِدْ فِيكَ شَرّاً مِنْ يَوْمِ جِئْتَ إِلَيَّ إِلَى ٱلْيَوْمِ. وَأَمَّا فِي أَعْيُنِ ٱلأَقْطَابِ فَلَسْتَ بِصَالِحٍ. ٧ فَٱلآنَ ٱرْجِعْ وَٱذْهَبْ بِسَلاَمٍ، وَلاَ تَفْعَلْ سُوءاً فِي أَعْيُنِ أَقْطَابِ ٱلْفِلِسْطِينِيِّينَ. ٨ فَقَالَ دَاوُدُ لأَخِيشَ: فَمَاذَا عَمِلْتُ، وَمَاذَا وَجَدْتَ فِي عَبْدِكَ مِنْ يَوْمِ صِرْتُ أَمَامَكَ إِلَى ٱلْيَوْمِ حَتَّى لاَ آتِيَ وَأُحَارِبَ أَعْدَاءَ سَيِّدِي ٱلْمَلِكِ؟ ٩ فَأَجَابَ أَخِيشُ: عَلِمْتُ أَنَّكَ صَالِحٌ فِي عَيْنَيَّ كَمَلاَكِ ٱللّٰهِ. إِلاَّ إِنَّ رُؤَسَاءَ ٱلْفِلِسْطِينِيِّينَ قَالُوا: لاَ يَصْعَدْ مَعَنَا إِلَى ٱلْحَرْبِ. ١٠ وَٱلآنَ فَبَكِّرْ صَبَاحاً مَعَ عَبِيدِ سَيِّدِكَ ٱلَّذِينَ جَاءُوا مَعَكَ. وَإِذَا بَكَّرْتُمْ صَبَاحاً وَأَضَاءَ لَكُمْ فَٱذْهَبُوا. ١١ فَبَكَّرَ دَاوُدُ هُوَ وَرِجَالُهُ لِيَذْهَبُوا صَبَاحاً وَيَرْجِعُوا إِلَى أَرْضِ ٱلْفِلِسْطِينِيِّينَ. وَأَمَّا ٱلْفِلِسْطِينِيُّونَ فَصَعِدُوا إِلَى يَزْرَعِيلَ».

ع ٣ وص ٢٧: ٨ – ١٢ ص ٢٧: ١ – ١٢ و٢صموئيل ١٤: ١٧ و٢٠ و١٩: ٢٧ ع ٤ و١أيام ١٢: ١٩ و٢٢

حَيٌّ هُوَ ٱلرَّبُّ حلف أخيش بإله داود ليقنعه. ولا شك أن داود فرح إذ أذن له بالرجوع لأنه لم يرد أن يحارب شعبه وكان من المحتمل أن تظهر خدعته في وقتٍ ما فيقع عليه الفلسطينيون ويقتلونه هو ورجاله.

كَمَلاَكِ ٱللّٰهِ كواحد مرسل إليه من قبل الله.

مَعَ عَبِيدِ سَيِّدِكَ سمى داود ورجاله عبيد شاول وإن كانوا قد خدموا أخيش زماناً لأنهم لم يغيروا جنسيتهم. وتكلم أخيش هنا كأحد أقطاب الفلسطينيين.

صَعِدُوا إِلَى يَزْرَعِيلَ أولاً إلى شونم ثم إلى أفيق ثم إلى محاربة إسرائيل في يزرعيل. وانقطعت كل علاقة بين داود والفلسطينيين.

السابق
التالي
زر الذهاب إلى الأعلى