صموئيل الأول

سفر صموئيل الأول | 14 | السنن القويم

السنن القويم في تفسير أسفار العهد القديم

شرح سفر صموئيل الأول

للقس . وليم مارش

اَلأَصْحَاحُ ٱلرَّابِعُ عَشَرَ

مضمونه: انتصار يوناثان في مخماس وارتعاد الفلسطينيين. هجوم شاول عليهم وانكسارهم عند بيت آون. استحلاف شاول الشعب وضنكهم وأكلهم على الدم. مذبح شاول. فداء الشعب ليوناثان بعد وقوع القرعة عليه. تعظُّم شاول وذكر أهله.

١ «وَفِي ذَاتِ يَوْمٍ قَالَ يُونَاثَانُ بْنُ شَاوُلَ لِلْغُلاَمِ حَامِلِ سِلاَحِهِ: تَعَالَ نَعْبُرْ إِلَى حَفَظَةِ ٱلْفِلِسْطِينِيِّينَ ٱلَّذِينَ فِي ذٰلِكَ ٱلْعَبْرِ. وَلَمْ يُخْبِرْ أَبَاهُ».

فِي ذَاتِ يَوْمٍ بينما كان شاول ويوناثان والجيش مقيمين في جبع (ص ١٣: ١٦) وجيش الفلسطينيين في مخماس قبالتهم (ص ١٣: ٢٣) وكان غزاة الفلسطينيين ينهبون أرض بنيامين (ص ١٣: ١٧) ولكن الجيش الواحد لم يقدر أن يقترب إلى الأخر لأن بينهما وادياً عميقاً لا يمكن عبوره إلا بصعوبة.

حَفَظَةِ ٱلْفِلِسْطِينِيِّينَ (ص ١٣: ٢٣).

وَلَمْ يُخْبِرْ أَبَاهُ لأن العمل الذي قصده كان مخطراً جداً لو عرفه أبوه لمنعه عنه.

٢ «وَكَانَ شَاوُلُ مُقِيماً فِي طَرَفِ جِبْعَةَ تَحْتَ ٱلرُّمَّانَةِ ٱلَّتِي فِي مِغْرُونَ، وَٱلشَّعْبُ ٱلَّذِي مَعَهُ نَحْوُ سِتِّ مِئَةِ رَجُلٍ».

ص ١٣: ١٥ و١٦ إشعياء ١٠: ٢٨ ص ١٣: ١٥

فِي طَرَفِ جِبْعَةَ خارجاً عن المدينة والظاهر أنه كان في البرية بقرب جبعة وإلى جهة جبع.

تَحْتَ ٱلرُّمَّانَةِ الخ في فيء الشجرة.و «مغرون» هي غير المذكورة في (إشعياء ١٠: ٢٨) التي كانت شمالي مخماس. ولعل مغرون ليس اسم علم. وبعضهم يقولون الرمانة التي في البيدر.

٣ «وَأَخِيَّا بْنُ أَخِيطُوبَ أَخِي إِيخَابُودَ بْنِ فِينَحَاسَ بْنِ عَالِي كَاهِنُ ٱلرَّبِّ فِي شِيلُوهَ كَانَ لاَبِساً أَفُوداً. وَلَمْ يَعْلَمِ ٱلشَّعْبُ أَنَّ يُونَاثَانَ قَدْ ذَهَبَ».

ص ٢٢: ٩ – ١٢ و٢٠ ص ٤: ٢١ ص ١: ٣ ص ٢: ٢٨

أَخِيَّا المظنون أن أخيا هذا هو أخيمالك بن أخيطوب المذكور في (ص ٢٢: ٩). ومعنى «أخيا» أخو الله واحتراماً لاسم الجلالة جعلوه أخيمالك (أخو الملك) غير أنه من المحتمل أن أخيمالك كان أخاً لأخيا وخلفه بالكهنوت.

كَاهِنُ ٱلرَّبِّ فِي شِيلُوهَ إذا فهمنا أن أخيا هو الكاهن في شيلوه تكون شيلوه مسكنه فقط لأن خدمة الخيمة في شيلوه توقفت عندما أخذ الفلسطينيون التابوت (ص ٤). والأرجح أن لفظة كاهن في الأصل العبراني بدل من عالي الذي كان كاهن الرب في شيلوه المشار إليه هنا.

الأَفُود الرداء (كما تُرجم في خروج ٢٨: ٦). وعلى الرداء أي الأفود الصدرة وفي الصدرة الأوريم والتميم فكان على قلب الكاهن عند دخوله أمام الرب وكان السؤال من الرب بواسطته (ص ٢٨: ٦). وذِكر أخيا والأفود هنا هو لإيضاح ما سيأتي في (ع ١٨).

٤، ٥ «٤ وَبَيْنَ ٱلْمَعَابِرِ ٱلَّتِي ٱلْتَمَسَ يُونَاثَانُ أَنْ يَعْبُرَهَا إِلَى حَفَظَةِ ٱلْفِلِسْطِينِيِّينَ سِنُّ صَخْرَةٍ مِنْ هٰذِهِ ٱلْجِهَةِ وَسِنُّ صَخْرَةٍ مِنْ تِلْكَ ٱلْجِهَةِ، وَٱسْمُ ٱلْوَاحِدَةِ «بُوصَيْصُ» وَٱسْمُ ٱلأُخْرَى «سَنَهُ». ٥ وَٱلسِّنُّ ٱلْوَاحِدُ عَمُودٌ إِلَى ٱلشِّمَالِ مُقَابِلَ مِخْمَاسَ، وَٱلآخَرُ إِلَى ٱلْجَنُوبِ مُقَابِلَ جَبْعَ».

ص ١٣: ٢٣

ٱلْمَعَابِرِ الأودية التي فيها طرق العبور من جبع إلى مخماس. قصد يوناثان أن ينزل إلى الوادي ثم يصعد إلى رأس سن صخرة بوصيص وهو مكان حفظة الفلسطينيين (ص ١٣: ٢٣).

٦ «فَقَالَ يُونَاثَانُ لِلْغُلاَمِ حَامِلِ سِلاَحِهِ: تَعَالَ نَعْبُرْ إِلَى صَفِّ هٰؤُلاَءِ ٱلْغُلْفِ، لَعَلَّ ٱللّٰهَ يَعْمَلُ مَعَنَا، لأَنَّهُ لَيْسَ لِلرَّبِّ مَانِعٌ عَنْ أَنْ يُخَلِّصَ بِٱلْكَثِيرِ أَوْ بِٱلْقَلِيلِ».

ص ١٧: ٢٦ و٣٦ وإرميا ٩: ٢٥ و٢٦ ص ١٧: ٤٦ و٤٧ وقضاة ٧: ٤ وعبرانيين ١١: ٣٤

هٰؤُلاَءِ ٱلْغُلْفِ إشارة إلى أن يوناثان اتكل على كونه من شعب الله الخاص ذوي المواعيد وأما الفلسطينيون فخارجون عن العهود والمواعيد.

بِٱلْكَثِيرِ أَوْ بِٱلْقَلِيلِ أظهر يوناثان إيمانه الشديد فهو مستحق أن يُذكر مع جدعون وباراق وشمشون ويفتاح الذين بالإيمان قهروا ممالك صنعوا براً نالوا المواعيد (عبرانيين ١١: ٣٢).

٧ «فَقَالَ لَهُ حَامِلُ سِلاَحِهِ: ٱعْمَلْ كُلَّ مَا بِقَلْبِكَ. تَقَدَّمْ. هَئَنَذَا مَعَكَ حَسَبَ قَلْبِكَ».

وكان لحامل سلاحه نفس الإيمان فاستحقّ نفس المدح وإن كان اسمه مجهولاً.

٨ – ١٢ «٨ فَقَالَ يُونَاثَانُ: هُوَذَا نَحْنُ نَعْبُرُ إِلَى ٱلْقَوْمِ وَنُظْهِرُ أَنْفُسَنَا لَهُمْ. ٩ فَإِنْ قَالُوا لَنَا: دُومُوا حَتَّى نَصِلَ إِلَيْكُمْ. نَقِفُ فِي مَكَانِنَا وَلاَ نَصْعَدُ إِلَيْهِمْ. ١٠ وَلٰكِنْ إِنْ قَالُوا: ٱصْعَدُوا إِلَيْنَا. نَصْعَدُ، لأَنَّ ٱلرَّبَّ قَدْ دَفَعَهُمْ لِيَدِنَا، وَهٰذِهِ هِيَ ٱلْعَلاَمَةُ لَنَا. ١١ فَأَظْهَرَا أَنْفُسَهُمَا لِصَفِّ ٱلْفِلِسْطِينِيِّينَ. فَقَالَ ٱلْفِلِسْطِينِيُّونَ: هُوَذَا ٱلْعِبْرَانِيُّونَ خَارِجُونَ مِنَ ٱلثُّقُوبِ ٱلَّتِي ٱخْتَبَأُوا فِيهَا. ١٢ فَأَجَابَ رِجَالُ ٱلصَّفِّ يُونَاثَانَ وَحَامِلَ سِلاَحِهِ: اِصْعَدَا إِلَيْنَا فَنُعَلِّمَكُمَا شَيْئاً. فَقَالَ يُونَاثَانُ لِحَامِلِ سِلاَحِهِ: ٱصْعَدْ وَرَائِي لأَنَّ ٱلرَّبَّ قَدْ دَفَعَهُمْ لِيَدِ إِسْرَائِيلَ».

قضاة ٧: ٩ – ١٤ تكوين ٢٤: ١٤ وقضاة ٦: ٣٦ ع ٢٢ وص ١٣: ٦ ص ١٧: ٤٣ و٤٤ وقضاة ٨: ١٦ و٢صموئيل ٥: ٢٤

جعل يوناثان ما سيحدث آية له من الرب وإن كان الأمر المذكور من الأمور الطبيعية كما فعل عبد إبراهيم (تكوين ٢٤: ١٣ و١٤). والفلسطينيون أظهروا احتقارهم ليوناثان وحامل سلاحه بقولهم «هوذا العبرانيون خارجون من الثقوب» كأنهم بنات آوى. وقولهم «اصعدا فنعلمكما شيئاً» معناه سنقتلكما. والمزاح من هذا النوع كثير عند الجنود (قضاة ٨: ١٦) وشائع إلى اليوم بين الخصوم على سبيل الوعيد.

١٣ «فَصَعِدَ يُونَاثَانُ عَلَى يَدَيْهِ وَرِجْلَيْهِ وَحَامِلُ سِلاَحِهِ وَرَاءَهُ. فَسَقَطُوا أَمَامَ يُونَاثَانَ، وَكَانَ حَامِلُ سِلاَحِهِ يُقَتِّلُ وَرَاءَهُ».

عَلَى يَدَيْهِ وَرِجْلَيْهِ لصعوبة الصعود منتصباً. وكان يوناثان قائداً حقيقياً لأنه لم يطلب من خادمه إلا ما كان مستعداً أن يحتمله هو. وكان على حامل سلاحه نفس الصعوبات والخطر ولكنه لم يهتم بها لأن قائده أمامه. وهذا ما يتوجب على حاملي سلاح يسوع.

سَقَطُوا أَمَامَ يُونَاثَانَ بغتهم يوناثان فاعتراهم الخوف ولعلهم ظنوا أن وراءهما جيش من الإسرائيليين. وعندما قصدوا الفرار تضايقوا وأوقعوا بعضهم ببعض لأن الطريق من مكان الحفظة إلى محلة الفلسطينيين كان على ظهر ضيّق وعن اليمين وعن اليسار انحدار عظيم.

١٤ «وَكَانَتِ ٱلضَّرْبَةُ ٱلأُولَى ٱلَّتِي ضَرَبَهَا يُونَاثَانُ وَحَامِلُ سِلاَحِهِ نَحْوَ عِشْرِينَ رَجُلاً فِي نَحْوِ نِصْفِ فَدَّانِ أَرْضٍ».

ٱلضَّرْبَةُ ٱلأُولَى يوناثان وحامل سلاحه ضربا نحو عشرين رجلاً ثم أخذ الأعداء يضربون بعضهم بعضاً.

نِصْفِ (تلم) فَدَّانِ أَرْضٍ أي نصف فدان. والمعنى أن المكان كان ضيقاً.

١٥ «وَكَانَ ٱرْتِعَادٌ فِي ٱلْمَحَلَّةِ فِي ٱلْحَقْلِ وَفِي جَمِيعِ ٱلشَّعْبِ. ٱلصَّفُّ وَٱلْمُخَرِّبُونَ ٱرْتَعَدُوا هُمْ أَيْضاً، وَرَجَفَتِ ٱلأَرْضُ فَكَانَ ٱرْتِعَادٌ عَظِيمٌ».

ص ١٣: ١٧ و١٨ ص ٧: ١٠ و٢ملوك ٧: ٦

كان الارتعاد في محلة الجيش تمييزاً لها عن محلة الحفظة. وفي الحقل أي البرية التي كان المخربون نهبوها. وفي الشعب غير المسلحين. والصفّ هم الحفظة الذين ضربهم يوناثان.

رَجَفَتِ ٱلأَرْضُ ربما حدث زلزال فعلاً والأرجح أن الكلام مجاز يشير إلى ارتعاد عظيم.

١٦ «فَنَظَرَ ٱلْمُرَاقِبُونَ لِشَاوُلَ فِي جِبْعَةِ بِنْيَامِينَ، وَإِذَا بِٱلْجُمْهُورِ قَدْ ذَابَ وَذَهَبُوا مُتَبَدِّدِينَ».

جِبْعَةِ بِنْيَامِينَ قيل إن مخماس لا تُرى من جبعة. ولكن كان شاول ورجاله في طرف جبعة (ع ٢) أي في أرضها أو في جهاتها.

مُتَبَدِّدِينَ تفرقوا وذهبوا إلى هنا وهناك بلا ترتيب كالسكارى.

١٧، ١٨ «١٧ فَقَالَ شَاوُلُ لِلشَّعْبِ ٱلَّذِي مَعَهُ: عُدُّوا ٱلآنَ وَٱنْظُرُوا مَنْ ذَهَبَ مِنْ عِنْدِنَا. فَعَدُّوا، وَهُوَذَا يُونَاثَانُ وَحَامِلُ سِلاَحِهِ لَيْسَا مَوْجُودَيْنِ. ١٨ فَقَالَ شَاوُلُ لأَخِيَّا: قَدِّمْ تَابُوتَ ٱللّٰهِ. (لأَنَّ تَابُوتَ ٱللّٰهِ كَانَ فِي ذٰلِكَ ٱلْيَوْمِ مَعَ بَنِي إِسْرَائِيلَ)».

ص ٢٣: ٩ و٣٠: ٧

قَدِّمْ تَابُوتَ ٱللّٰهِ السؤال من الرب من واجبات الملك بموجب الشريعة (عدد ٢٧: ٣١). كان التابوت في قرية يعاريم (ص ٧: ١) وكان في نفس المكان في زمان داود والظاهر من القول هنا إن الإسرائيليين أصعدوه من قرية يعاريم إلى محلة الجيش وبعد ذلك ردوه إلى مكانه الأول. وكان السؤال من الرب بواسطة الأفود ولم يكن بواسطة التابوت إلا هنا. لذلك يُظن أن أحد النساخ بدل عن غير قصد تابوت بأفود. والكلمة الأصلية أفود وليس تابوت وهذا يوافق يوسيفوس والترجمة السبعينية.

١٩ «وَفِيمَا كَانَ شَاوُلُ يَتَكَلَّمُ بَعْدُ مَعَ ٱلْكَاهِنِ، تَزَايَدَ ٱلضَّجِيجُ ٱلَّذِي فِي مَحَلَّةِ ٱلْفِلِسْطِينِيِّينَ وَكَثُرَ. فَقَالَ شَاوُلُ لِلْكَاهِنِ: كُفَّ يَدَكَ».

عدد ٢٧: ٢١

كُفَّ يَدَكَ كان شاول شجاعاً وغيوراً وفهيماً في أمور الحرب وخلّص إسرائيل من بعض أعدائهم وسأل من الرب وقدّم ذبائح وبنى مذابح ولكنه كان قليل الصبر ولم يخضع للرب كل الخضوع ولم يتكل عليه كل الاتكال فلم يكن مثل داود رجلاً حسب قلب الله أي حسب قصده ومطلوبه.

٢٠ «وَصَاحَ شَاوُلُ وَجَمِيعُ ٱلشَّعْبِ ٱلَّذِي مَعَهُ وَجَاءُوا إِلَى ٱلْحَرْبِ، وَإِذَا بِسَيْفِ كُلِّ وَاحِدٍ عَلَى صَاحِبِهِ. ٱضْطِرَابٌ عَظِيمٌ جِدّاً».

قضاة ٧: ٢٢ و٢أيام ٢٠: ٢٣

انظر أيضاً حادثة جدعون والمديانيين (قضاة ٧: ٢٢) وحادثة يهوشافاط والعمونيين (٢أيام ٢٠: ٢٣) التي نتعلم منها أن الرب يخلّص شعبه بجعله الإيمان والشجاعة في قلوبهم والخوف والضعف في قلوب أعدائهم فينتصر الضعيف على القوي.

جَاءُوا إِلَى ٱلْحَرْبِ نزلوا إلى الوادي وصعدوا إلى مخماس ولم يقاومهم أحد.

٢١، ٢٢ «٢١ وَٱلْعِبْرَانِيُّونَ ٱلَّذِينَ كَانُوا مَعَ ٱلْفِلِسْطِينِيِّينَ مُنْذُ أَمْسِ وَمَا قَبْلَهُ، ٱلَّذِينَ صَعِدُوا مَعَهُمْ إِلَى ٱلْمَحَلَّةِ مِنْ حَوَالَيْهِمْ، صَارُوا هُمْ أَيْضاً مَعَ إِسْرَائِيلَ ٱلَّذِينَ مَعَ شَاوُلَ وَيُونَاثَانَ. ٢٢ وَسَمِعَ جَمِيعُ رِجَالِ إِسْرَائِيلَ ٱلَّذِينَ ٱخْتَبَأُوا فِي جَبَلِ أَفْرَايِمَ أَنَّ ٱلْفِلِسْطِينِيِّينَ هَرَبُوا، فَشَدُّوا هُمْ أَيْضاً وَرَاءَهُمْ فِي ٱلْحَرْبِ».

ص ٢٩: ٤ ص ١٣: ٦

ٱلْعِبْرَانِيُّونَ هم إسرائيليون واللفظة تشير إلى نسل إبراهيم الذي جاء من عبر نهر الفرات. سمى الإسرائيليين بهذا الاسم مضايقوهم كالمصريين والفلسطينيين وسمى الإسرائيليون نفوسهم به عند ذكر أعداءهم كما في هذه الآية و(ص ٤: ٦ و١٣: ٣). وكان الفلسطينيون قد سخروا الإسرائيليين في الأماكن حول مخماس واستعبدوهم فاستغنم الإسرائيليون أول فرصة ليخلصوا من رقّ العبودية وتشجع الذين كانوا خائفين فاتحد جميع إسرائيل مع شاول في طرده الفلسطينيين.

٢٣ «فَخَلَّصَ ٱلرَّبُّ إِسْرَائِيلَ فِي ذٰلِكَ ٱلْيَوْمِ. وَعَبَرَتِ ٱلْحَرْبُ إِلَى بَيْتِ آوِنَ».

خروج ١٤: ٣٠ و٢أيام ٣٢: ٢٢ ص ١٣: ٥

الخلاص من الرب وليس من شاول ويوناثان (ع ٢٠).

بَيْتِ آوِنَ ردّ شاول الفلسطينيين إلى جهة الشمال الغربي. وبيت آون هي بين مخماس وبيت إيل. ومن بيت آون نزلوا منحدر بيت حورون إلى إيلون (ع ٣١) حيث انتصر يشوع على ملوك الأموريين (يشوع ١٠: ١٠).

٢٤ «وَضَنُكَ رِجَالُ إِسْرَائِيلَ فِي ذٰلِكَ ٱلْيَوْمِ لأَنَّ شَاوُلَ حَلَّفَ ٱلشَّعْبَ قَائِلاً: مَلْعُونٌ ٱلرَّجُلُ ٱلَّذِي يَأْكُلُ خُبْزاً إِلَى ٱلْمَسَاءِ حَتَّى أَنْتَقِمَ مِنْ أَعْدَائِي. فَلَمْ يَذُقْ جَمِيعُ ٱلشَّعْبِ خُبْزاً».

يشوع ٦: ٢٦

ظنّ شاول أن الشعب إذا توقفوا عن طرد الفلسطينيين وتفرقوا في طلب الطعام لا يجتمعون أيضاً فتفوت فرصتهم الثمينة. ولكن من نتائج أمره.

(١) ضنك الشعب من عدم الأكل فلم يقدروا أن يسعوا وراء الفلسطينيين كما يجب (٢) وقوع ابنه يوناثان في التعدي عن غير علم (٣) أكل الشعب على الدم. وأما الشعب فأطاعوا أمر الملك وفهموا أن المنع عن أكل الخبز هو المنع عن الأكل مطلقاً.

٢٥ «وَجَاءَ كُلُّ ٱلشَّعْبِ إِلَى ٱلْوَعْرِ وَكَانَ عَسَلٌ عَلَى وَجْهِ ٱلْحَقْلِ».

متّى ٣: ٤

كثرة العسل دليل على قلة الأرض المفلوحة والمغروسة والمسكونة (إشعياء ٧: ٢٢).

٢٦، ٢٧ «٢٦ وَلَمَّا دَخَلَ ٱلشَّعْبُ ٱلْوَعْرَ إِذَا بِٱلْعَسَلِ يَقْطُرُ وَلَمْ يَمُدَّ أَحَدٌ يَدَهُ إِلَى فَمِهِ، لأَنَّ ٱلشَّعْبَ خَافَ مِنَ ٱلْقَسَمِ. ٢٧ وَأَمَّا يُونَاثَانُ فَلَمْ يَسْمَعْ عِنْدَمَا ٱسْتَحْلَفَ أَبُوهُ ٱلشَّعْبَ، فَمَدَّ طَرَفَ ٱلنُّشَّابَةِ ٱلَّتِي بِيَدِهِ وَغَمَسَهُ فِي قَطْرِ ٱلْعَسَلِ وَرَدَّ يَدَهُ إِلَى فَمِهِ فَٱسْتَنَارَتْ عَيْنَاهُ».

ع ٤٣ ص ٣٠: ١٢

مَدَّ طَرَفَ ٱلنُّشَّابَةِ لأنه مستعجل فلم يتوقف ليأخذ شيئاً بيده. والنشابة السهم أو النبلة.

ٱسْتَنَارَتْ عَيْنَاهُ كان جاع كثيراً فانتعش من الأكل وتجدّدت قوّته. والاعتناء بالجسد مما يتوقف عليه النجاح في العمل الجسدي أو العقلي أو الروحي. وكل قائد فهيم يعرف أن الاعتناء بطعام الجيش وإعداده من أهم شروط الانتصار ولا تقل أهميته عن إعداد السيوف والرماح.

٢٨ «فَقَالَ وَاحِدٌ مِنَ ٱلشَّعْبِ: قَدْ حَلَّفَ أَبُوكَ ٱلشَّعْبَ قَائِلاً: مَلْعُونٌ ٱلرَّجُلُ ٱلَّذِي يَأْكُلُ خُبْزاً ٱلْيَوْمَ. فَأَعْيَا ٱلشَّعْبُ».

فَأَعْيَا ٱلشَّعْبُ هذا قول المؤرخ كاتب السفر.

٢٩، ٣٠ «٢٩ فَقَالَ يُونَاثَانُ: قَدْ كَدَّرَ أَبِي ٱلأَرْضَ. اُنْظُرُوا كَيْفَ ٱسْتَنَارَتْ عَيْنَايَ لأَنِّي ذُقْتُ قَلِيلاً مِنْ هٰذَا ٱلْعَسَلِ. ٣٠ فَكَمْ بِٱلْحَرِيِّ لَوْ أَكَلَ ٱلْيَوْمَ ٱلشَّعْبُ مِنْ غَنِيمَةِ أَعْدَائِهِمِ ٱلَّتِي وَجَدُوا! أَمَا كَانَتِ ٱلآنَ ضَرْبَةٌ أَعْظَمُ عَلَى ٱلْفِلِسْطِينِيِّينَ؟»

يشوع ٧: ٢٥ و١ملوك ١٨: ١٨

أفاد يوناثان أكل قليل من العسل واستنارت عيناه بعدما كان ضعف بصرها من الجوع فكم بالحري لو أكل الشعب كلهم أكلاً كافياً من الغنيمة العظيمة كالبقر والغنم التي غنموها من أعدائهم.

قَدْ كَدَّرَ أَبِي ٱلأَرْضَ قيل في عخان أنه «كدّر إسرائيل» (يشوع ٧: ٢٥) وكذلك آخاب (١ملوك ١٨: ١٨) لم يُجز يوناثان رأي أبيه. والاختلاف بين الأب والابن من نتائج حماقة شاول.

٣١ «فَضَرَبُوا فِي ذٰلِكَ ٱلْيَوْمِ ٱلْفِلِسْطِينِيِّينَ مِنْ مِخْمَاسَ إِلَى أَيَّلُونَ. وَأَعْيَا ٱلشَّعْبُ جِدّاً».

ع ٥ يشوع ١٠: ١٢

كانت إيلون في آخر منحدر بيت حورون في أرض دان وقريبة من أرض الفلسطينيين.

٣٢ «وَثَارَ ٱلشَّعْبُ عَلَى ٱلْغَنِيمَةِ، فَأَخَذُوا غَنَماً وَبَقَراً وَعُجُولاً، وَذَبَحُوا عَلَى ٱلأَرْضِ وَأَكَلَ ٱلشَّعْبُ عَلَى ٱلدَّمِ».

ص ١٥: ١٩ تكوين ٩: ٤ ولاويين ١٧: ١ – ١٤ وأعمال ١٥: ٢٠

كان أكل الدم ممنوعاً بموجب الشريعة (انظر الشواهد).

٣٣، ٣٤ «٣٣ فَأَخْبَرُوا شَاوُلَ: هُوَذَا ٱلشَّعْبُ يُخْطِئُ إِلَى ٱلرَّبِّ بِأَكْلِهِ عَلَى ٱلدَّمِ. فَقَالَ: قَدْ غَدَرْتُمْ. دَحْرِجُوا إِلَيَّ ٱلآنَ حَجَراً كَبِيراً. ٣٤ وَقَالَ شَاوُلُ: تَفَرَّقُوا بَيْنَ ٱلشَّعْبِ وَقُولُوا لَهُمْ أَنْ يُقَدِّمُوا إِلَيَّ كُلُّ وَاحِدٍ ثَوْرَهُ وَكُلُّ وَاحِدٍ شَاتَهُ، وَٱذْبَحُوا هٰهُنَا وَكُلُوا وَلاَ تُخْطِئُوا إِلَى ٱلرَّبِّ بِأَكْلِكُمْ مَعَ ٱلدَّمِ. فَقَدَّمَ جَمِيعُ ٱلشَّعْبِ كُلُّ وَاحِدٍ ثَوْرَهُ بِيَدِهِ فِي تِلْكَ ٱللَّيْلَةِ وَذَبَحُوا هُنَاكَ».

قَدْ غَدَرْتُمْ نكثوا العهد الذي بينهم وبين الرب والغدر نقض العهد والخيانة.

حَجَراً كَبِيراً والغاية منه أن المذبوح يرتفع عن الأرض فيخرج الدم كله قبلما يأكلوا منه. وأطاع الشعب أمر ملكهم كما أطاعوه حينما نهاهم عن الأكل.

٣٥ «وَبَنَى شَاوُلُ مَذْبَحاً لِلرَّبِّ. ٱلَّذِي شَرَعَ بِبُنْيَانِهِ مَذْبَحاً لِلرَّبِّ».

ص ٧: ١٢ و١٧

كان المذبح علامة الشكر للرب لانتصارهم على الفلسطينيين.

ٱلَّذِي شَرَعَ بِبُنْيَانِهِ يُظن أنه ابتدأ ولم يكمل لأنه قصد النزول وراء الفلسطينيين ليلاً (ع ٣٦) والأرجح أن المذبح هذا كان المذبح الأول الذي بناه ثم بنى غيره. وداود بنى مذبحاً علامة شكره لله حينما كفت الضربة عن إسرائيل (٢صموئيل ٢٤: ٢٥).

٣٦ «وَقَالَ شَاوُلُ: لِنَنْزِلْ وَرَاءَ ٱلْفِلِسْطِينِيِّينَ لَيْلاً وَنَنْهَبْهُمْ إِلَى ضَوْءِ ٱلصَّبَاحِ وَلاَ نُبْقِ مِنْهُمْ أَحَداً. فَقَالُوا: ٱفْعَلْ كُلَّ مَا يَحْسُنُ فِي عَيْنَيْكَ. وَقَالَ ٱلْكَاهِنُ: لِنَتَقَدَّمْ هُنَا إِلَى ٱللّٰهِ».

ع ٣ و١٨ و١٩

ٱلْكَاهِنُ هو أخيّا ولعله ظن أن تعبهم في أمر الأكل والأكل على الدم نتج من العجلة وعدم سؤال الرب (ع ١٨ و١٩).

٣٧، ٣٨ «٣٧ فَسَأَلَ شَاوُلُ ٱللّٰهَ: أَأَنْحَدِرُ وَرَاءَ ٱلْفِلِسْطِينِيِّينَ؟ أَتَدْفَعُهُمْ لِيَدِ إِسْرَائِيلَ؟ فَلَمْ يُجِبْهُ فِي ذٰلِكَ ٱلْيَوْمِ. ٣٨ فَقَالَ شَاوُلُ: تَقَدَّمُوا إِلَى هُنَا يَا جَمِيعَ وُجُوهِ ٱلشَّعْبِ، وَٱعْلَمُوا وَٱنْظُرُوا بِمَاذَا كَانَتْ هٰذِهِ ٱلْخَطِيَّةُ ٱلْيَوْمَ».

ص ١٠: ٢٢ ص ٢٨: ٦ ص ١٠: ١٩ و٢٠ ويشوع ٧: ١١ و١٢

فَسَأَلَ شَاوُلُ ٱللّٰهَ (ع ٣) بواسطة الأفود التي عليه الصدرة وعلى الصدرة الأوريم والتميم (خروج ٢٨: ٦ – ٣٠). واستنتج من عدم جواب الله له وجود خطيئة مخيفة كما في أمر عخان الذي بسبب خطيئته الفظيعة انكسر الشعب عند عاي (يشوع ٧: ١١ و١٢).

٣٩ «لأَنَّهُ حَيٌّ هُوَ ٱلرَّبُّ مُخَلِّصُ إِسْرَائِيلَ، وَلَوْ كَانَتْ فِي يُونَاثَانَ ٱبْنِي فَإِنَّهُ يَمُوتُ مَوْتاً. وَلَمْ يَكُنْ مَنْ يُجِيبُهُ مِنْ كُلِّ ٱلشَّعْبِ».

ع ٢٤ و٤٤

أخطأ شاول الآن كما أخطأ في الأول (ع ٢٤) إذ حلف بالعجلة. والشعب سكتوا لأنهم كانوا عرفوا ما عمله يوناثان.

٤٠ – ٤٢ «٤٠ فَقَالَ لِجَمِيعِ إِسْرَائِيلَ: أَنْتُمْ تَكُونُونَ فِي جَانِبٍ وَأَنَا وَيُونَاثَانُ ٱبْنِي فِي جَانِبٍ. فَقَالَ ٱلشَّعْبُ لِشَاوُلَ: ٱصْنَعْ مَا يَحْسُنُ فِي عَيْنَيْكَ. ٤١ وَقَالَ شَاوُلُ لِلرَّبِّ إِلٰهِ إِسْرَائِيلَ: هَبْ صِدْقاً. فَأُخِذَ يُونَاثَانُ وَشَاوُلُ. أَمَّا ٱلشَّعْبُ فَخَرَجُوا. ٤٢ فَقَالَ شَاوُلُ: أَلْقُوا بَيْنِي وَبَيْنَ يُونَاثَانَ ٱبْنِي. فَأُخِذَ يُونَاثَانُ».

أعمال ١: ٢٤

لم يجبه الله حينما سأل في أمر الفلسطينيين (ع ٧) ولكنه أجابه بواسطة القرعة إذ وقعت القرعة على يوناثان علامة على أنه هو الذي خالف وصية الملك. لم يخطئ يوناثان عمداً ولكن الرب لم يغض النظر عنه.

٤٣، ٤٤ «٤٣ فَقَالَ شَاوُلُ لِيُونَاثَانَ: أَخْبِرْنِي مَاذَا فَعَلْتَ! فَأَخْبَرَهُ يُونَاثَانُ: ذُقْتُ ذَوْقاً بِطَرَفِ ٱلنُّشَّابَةِ ٱلَّتِي بِيَدِي قَلِيلَ عَسَلٍ. فَهٰئَنَذَا أَمُوتُ. ٤٤ فَقَالَ شَاوُلُ: هٰكَذَا يَفْعَلُ ٱللّٰهُ وَهٰكَذَا يَزِيدُ إِنَّكَ مَوْتاً تَمُوتُ يَا يُونَاثَانُ».

يشوع ٧: ١٩ ع ٢٧ ص ٢٥: ٢٢ ع ٣٩

فَهٰئَنَذَا أَمُوتُ ما أصعب هذا الأمر أنه بعدما اتكل على الله وخاطر بنفسه وحارب الفلسطينيين وانتصر بموت لتعدّيه وصية أبيه في أمر زهيد. ولكنه أظهر عزة نفسه كجندي حقيقي ولم يستعف من الموت ولم يخف منه. وأما شاول فلم يعدل عن قوله. وهذا مما يدل على عناده وكبريائه لأنه من النبالة إذا غلطنا وتحققنا هذا ان نقرّ بغلطنا وإذا أمرنا وقلنا ما يخالف الحق أن نعدل عنه.

٤٥ – ٤٦ «٤٥ فَقَالَ ٱلشَّعْبُ لِشَاوُلَ: أَيَمُوتُ يُونَاثَانُ ٱلَّذِي صَنَعَ هٰذَا ٱلْخَلاَصَ ٱلْعَظِيمَ فِي إِسْرَائِيلَ؟ حَاشَا! حَيٌّ هُوَ ٱلرَّبُّ لاَ تَسْقُطُ شَعْرَةٌ مِنْ رَأْسِهِ إِلَى ٱلأَرْضِ لأَنَّهُ مَعَ ٱللّٰهِ عَمِلَ هٰذَا ٱلْيَوْمَ. فَٱفْتَدَى ٱلشَّعْبُ يُونَاثَانَ فَلَمْ يَمُتْ. ٤٦ فَصَعِدَ شَاوُلُ مِنْ وَرَاءِ ٱلْفِلِسْطِينِيِّينَ، وَذَهَبَ ٱلْفِلِسْطِينِيُّونَ إِلَى مَكَانِهِمْ».

٢صموئيل ١٤: ١١ و١ملوك ١: ٥٢ وأعمال ٢٧: ٣٤

خاف الشعب وأطاعوه في كل أوامره وأما في أمر يوناثان فقاوموا إرادته. ولم يقدر الملك أن يقاومهم لأن الحق معهم. ولم يكمل انتصار شاول لسبب حماقته.

٤٧، ٤٨ «٤٧ وَأَخَذَ شَاوُلُ ٱلْمُلْكَ عَلَى إِسْرَائِيلَ، وَحَارَبَ جَمِيعَ أَعْدَائِهِ حَوَالَيْهِ: مُوآبَ وَبَنِي عَمُّونَ وَأَدُومَ، وَمُلُوكَ صُوبَةَ وَٱلْفِلِسْطِينِيِّينَ. وَحَيْثُمَا تَوَجَّهَ غَلَبَ. ٤٨ وَفَعَلَ بِبَأْسٍ وَضَرَبَ عَمَالِيقَ، وَأَنْقَذَ إِسْرَائِيلَ مِنْ يَدِ نَاهِبِيهِ».

ص ١١: ١ – ١٣ و٢صموئيل ٨: ٣ – ١٠ ع ٥٢ ص ١٥: ٣

وَأَخَذَ شَاوُلُ ٱلْمُلْكَ الخ أي تولى الملك بعد انتصاره على الفلسطينيين. قبل هذا لم يكن له إلا جيش صغير ولم يكن الشعب متحدين به. كان موآب وبنو عمون شرقي أرض إسرائيل وأدوم إلى الشرق والجنوب وصوبة إلى الشرق والشمال وشرقي دمشق وحمص وكانت هذه القبائل ممالك قوية.

حَيْثُمَا تَوَجَّهَ غَلَبَ وضع أساس المملكة التي بلغت أوج عظمتها في زمان داود وسليمان. فكان شاول ملكاً معتبراً ومهوباً ولكن الكتاب لم يتكلم كثيراً عن حروبه بل تكلم عن نسبته إلى الرب وإلى أوامره. وفي هاتين الآيتين اختصار تاريخ سنين عديدة.

٤٩ – ٥٢ «٤٩ وَكَانَ بَنُو شَاوُلَ يُونَاثَانَ وَيِشْوِيَ وَمَلْكِيشُوعَ، وَٱسْمَا ٱبْنَتَيْهِ: ٱسْمُ ٱلْبِكْرِ مَيْرَبُ وَٱسْمُ ٱلصَّغِيرَةِ مِيكَالُ. ٥٠ وَٱسْمُ ٱمْرَأَةِ شَاوُلَ أَخِينُوعَمُ بِنْتُ أَخِيمَعَصَ. وَٱسْمُ رَئِيسِ جَيْشِهِ أَبْنَيْرُ بْنُ نَيْرَ عَمِّ شَاوُلَ. ٥١ وَقَيْسُ أَبُو شَاوُلَ وَنَيْرُ أَبُو أَبْنَيْرَ ٱبْنَا أَبِيئِيلَ. ٥٢ وَكَانَتْ حَرْبٌ شَدِيدَةٌ عَلَى ٱلْفِلِسْطِينِيِّينَ كُلَّ أَيَّامِ شَاوُلَ. وَإِذَا رَأَى شَاوُلُ رَجُلاً جَبَّاراً أَوْ ذَا بَأْسٍ ضَمَّهُ إِلَى نَفْسِهِ».

ص ٣١: ٢ و١أيام ١٠: ٢ ص ١٨: ١٧ – ١٩ ص ١٨: ٢٠ و٢٧ و١٩: ١٢ و٢صموئيل ٦: ٢٠ – ٢٣ و٢صموئيل ٢: ٨ ص ٩: ١ و٢١ ص ٨: ١١

يِشْوِيَ أو أبيناداب (ص ٣١: ٢) وكان لشاول ابن رابع اسمه أشبعل (١أيام ٨: ٣٣) أو إيشبوشث (٢صموئيل ٢: ٨) ولا نعرف القصد في تغيير الأسماء إلا إذا كان للواحد اسمان كعادة بعض الأمم.

أَخِينُوعَمُ الظاهر أنه أخذ امرأة واحدة فقط غير أنه كان له سراري.

أَبْنَيْرُ بْنُ نَيْرَ المفهوم من القول هنا أن نير كان أخاً لقيس أبي شاول فكان نير وقيس ابني إبيئيل (ص ٩: ١) وهكذا فهم يوسيفوس. وقيل في (١أيام ٨: ٣٣) «إن نير ولد قيساً وقيس ولد شاول». ولا نقدر أن نعرف حقيقة الأمر مما لدينا.

ولم تنقطع الحرب مع الفلسطينيين فنظم شاول جيشاً من أفضل رجال إسرائيل فكانوا دائماً شاكي السلاح مستعدين لخوض غمرات الحرب.

فوائد

  1. من يتكل على الله ويسلم نفسه كآلة بيده يعمل عجائب كيوناثان.
  2. كل خادم الرب يتعزى ويتقوى بوجود رفيق نظيره (يوناثان وحامل سلاحه).
  3. مهما تراكمت علينا الأعمال وتضايقنا من قلة الوقت علينا بالصلاة والصبر متوقعين الاستجابة ( «إِنْ لَمْ يَسِرْ وَجْهُكَ فَلاَ تُصْعِدْنَا مِنْ هٰهُنَا» خروج ٣٣: ١٥). قال أخيّا للملك «لنتقدم هنا إلى الله» ع ٣٦).
  4. على خادم الدين أن يكون شاهداً أميناً حتى أمام الملوك (كموسى أمام فرعون وأخيا أمام شاول وناثان أمام داود ويوحنا أمام هيرودس وبولس أمام أغريباس).
  5. الاعتناء بالجسد وتناول الطعام المعتدل في أوقاته من واجبات كل مؤمن لنفعهما في الخدمة لكن عليه أن يقبل بالصبر ما يصيبه من الجوع والآلام بحسب مشيئة الله (ع ٢٤).
  6. على كل إنسان أن يوفي للرب نذوره ولكن يجب التأمل قبل النذر وعدم إيفائه إذا اتضح أنه مخالف للحق.
  7. إن الله يستخدم أوقاتاً غير الكاملين وإن كانوا حمقى وعُنُداً ولكنه لا يُحسب لهم فضلاً وكرامة.
  8. المؤمن الحقيقي يفضل أن يكون ضعيف الجسد يحتقره الناس والله عنه راض على أن يكون مثل شاول المتعظم والممجد لقوته الجسدية المرفوض من الرب.

السابق
التالي
زر الذهاب إلى الأعلى