سفر صموئيل الأول | 13 | السنن القويم
السنن القويم في تفسير أسفار العهد القديم
شرح سفر صموئيل الأول
للقس . وليم مارش
اَلأَصْحَاحُ ٱلثَّالِثُ عَشَرَ
مضمونه: ضرب يوناثان الفلسطينيين في جبع. تجمّع الفلسطينيين في مخماس. خوف الإسرائيليين. إصعاد شاول المحرقة قبل إتيان صموئيل وتوبيخ صموئيل لشاول. عدّ الشعب وعدم وجود سيوف ورماح عندهم.
١ «كَانَ شَاوُلُ ٱبْنَ سَنَةٍ فِي مُلْكِهِ، وَمَلَكَ سَنَتَيْنِ عَلَى إِسْرَائِيلَ».
قيل في (٢ملوك ١٦: ٢) «كَانَ آحَازُ ٱبْنَ عِشْرِينَ سَنَةً حِينَ مَلَكَ، وَمَلَكَ سِتَّ عَشَرَةَ سَنَةً فِي أُورُشَلِيمَ». لاحظ أيضاً ما قيل في حزقيا (٢ملوك ١٨: ٢) ومنسى (٢ملوك ٢٠: ١) ويوشيا (٢ملوك ٢٢: ١) وكثيرين من الملوك غيرهم. والقول فيهم بالعبرانية هو نفس القول الوارد هنا في شاول. ولو تُرجم هنا كما هو في الأماكن المذكورة لكان كما يأتي «كان شاول ابن سنة حين ملك وملك سنتين على إسرائيل». ولكن الأمر واضح أن شاول لم يكن ابن سنة حين ملك ولم يملك سنتين فقط على إسرائيل لذلك يظن بعضهم أنه فقدت من الأصل كلمة «أربعين» فالجملة الاصلية «كان شاول ابن أربعين سنة حين ملك» وهكذا الترجمة الإنكليزية الجديدة. وآخرون يفهمون من باقي القول أنه «بعدما ملك سنتين اختار الخ» وهكذا مفاد الترجمة العربية والترجمة الانكليزية الجديدة. وأما غيرهم فيقدّرون كلمة «ثلاثين» بالعبرانية بعد كلمة «سنتين» فتكون الجملة كلها «كان شاول ابن أربعين سنة حين ملك وملك اثنتين وثلاثين سنة على إسرائيل». قال بولس الرسول (أعمال ١٣: ٢١) «إن شاول ملك اربعين سنة» ولعله أضاف إلى الاثنين والثلاثين سنة والكسور المفروضة سابقاً سبع سنين وكسوراً وهي المدة بين موت شاول ومسح داود ملكاً على كل إسرائيل (٢صموئيل ٤: ٥ و٥: ٥) ولا يمكننا أن نتحقق زمان حوادث مُلك شاول.
٢، ٣ «٢ وَٱخْتَارَ شَاوُلُ لِنَفْسِهِ ثَلاَثَةَ آلاَفٍ مِنْ إِسْرَائِيلَ، فَكَانَ أَلْفَانِ مَعَ شَاوُلَ فِي مِخْمَاسَ وَفِي جَبَلِ بَيْتِ إِيلَ، وَأَلْفٌ كَانَ مَعَ يُونَاثَانَ فِي جِبْعَةِ بِنْيَامِينَ. وَأَمَّا بَقِيَّةُ ٱلشَّعْبِ فَأَرْسَلَهُمْ كُلَّ وَاحِدٍ إِلَى خَيْمَتِهِ. ٣ وَضَرَبَ يُونَاثَانُ نَصَبَ ٱلْفِلِسْطِينِيِّينَ ٱلَّذِي فِي جَبْعَ. فَسَمِعَ ٱلْفِلِسْطِينِيُّونَ. وَضَرَبَ شَاوُلُ بِٱلْبُوقِ فِي جَمِيعِ ٱلأَرْضِ قَائِلاً: لِيَسْمَعِ ٱلْعِبْرَانِيُّونَ».
ع ٥ وص ١٤: ٣١ ص ١٠: ٢٦ ص ١٠: ٥ ع ١٦ وص ١٤: ٥ قضاة ٣: ٢٧ و٦: ٣٤
ٱخْتَارَ شَاوُلُ لِنَفْسِهِ ثَلاَثَةَ آلاَفٍ فصاروا جيشاً دائماً مجهزاً فإذا وقعت حرب يجتمع إليه الجنود. وعمل شاول حسب عادة الملوك.
مِخْمَاسَ لم تزل باسمها إلى اليوم وهي تبعد عن أورشليم سبعة أميال.
جَبَلِ بَيْتِ إِيلَ الأرض المرتفعة التي كانت بيت إيل فيها وعلو بيت إيل عن سطح البحر ٢٨٨٠ قدماً وعلو مخماس ٢٠٠٠ قدم.
يُونَاثَانَ ابن شاول البكر. كان شجاعاً وعدّاء ومحبوباً وصديقاً لداود وقُتل هو وأبوه في جلبوع.
جِبْعَةِ بِنْيَامِينَ هي تل الفول الحالية وتبعد عن أورشليم أربعة أميال إلى الشمال. وهي مذكورة في (قضاة ص ١٩ و٢٠) وكانت مسكن شاول الأصلي.
نَصَبَ ٱلْفِلِسْطِينِيِّينَ عسكرهم المحافظون.
جَبْعَ لم تزل باسمها إلى اليوم. وبينها وبين مخماس وادٍ عمقه نحو ٨٠٠ قدم وجانباه متحدران فيوناثان لما صعد (ص ١٤: ١٣) سار حُبُوّاً (على يديه ورجليه كذوات الأربع). والظاهر أن الفلسطينيين كانوا أولاً في جبعة وحينما حلّ شاول في مخماس انتقل الفلسطينيون من جبعة إلى جبع مقابل مخماس وحلّ يوناثان في جبعة التي كان الفلسطينيون هجروها.
لِيَسْمَعِ ٱلْعِبْرَانِيُّونَ كان الفلسطينيون وغيرهم من الأعداء يسمون الإسرائيليين بهذا الاسم والإسرائيليون لم يسموا أنفسهم بهذا الاسم إلا نادراً. والغاية من ضرب البوق جمع الشعب لمحاربة الفلسطينيين.
٤ «فَسَمِعَ جَمِيعُ إِسْرَائِيلَ قَوْلاً: قَدْ ضَرَبَ شَاوُلُ نَصَبَ ٱلْفِلِسْطِينِيِّينَ، وَأَيْضاً قَدْ أَنْتَنَ إِسْرَائِيلُ لَدَى ٱلْفِلِسْطِينِيِّينَ. فَٱجْتَمَعَ ٱلشَّعْبُ وَرَاءَ شَاوُلَ إِلَى ٱلْجِلْجَالِ».
تكوين ٣٤: ٣ وخروج ٥: ٢١ و٢صموئيل ١٠: ٦
ضَرَبَ شَاوُلُ يوناثان ضرب الفلسطينيين ولكن فعله نُسب إلى شاول لأنه الملك ويوناثان تحت أمره.
إِلَى ٱلْجِلْجَالِ وهي جلجوليا الحالية تبعد عن أريحا نحو ميل ونصف ميل إلى الشرق. حل الإسرائيليون فيها بعد عبورهم الأردن واختتنوا ومارسوا الفصح والظاهر أنها كانت مقرّ التابوت مدة فتوح أرض كنعان.
٥ «وَتَجَمَّعَ ٱلْفِلِسْطِينِيُّونَ لِمُحَارَبَةِ إِسْرَائِيلَ. ثَلاَثُونَ أَلْفَ مَرْكَبَةٍ، وَسِتَّةُ آلاَفِ فَارِسٍ، وَشَعْبٌ كَٱلرَّمْلِ ٱلَّذِي عَلَى شَاطِئِ ٱلْبَحْرِ فِي ٱلْكَثْرَةِ. وَصَعِدُوا وَنَزَلُوا فِي مِخْمَاسَ شَرْقِيَّ بَيْتِ آوِنَ».
يشوع ١١: ٤ ص ١٤: ٢٣
ثَلاَثُونَ أَلْفَ مَرْكَبَةٍ الأرجح أنه وقع غلط في هذا العدد لأن ثلاثين ألف مركبة كثيرة بالنسبة إلى ستة آلاف فارس. وفي البلاد الجبلية لا لزوم لمركبات كثيرة ولكنها تلائم السهول الواسعة. والمظنون أن القول الأصلي الف مركبة لأن النسخ القديمة استُعملت فيها الحروف عوضاً عن الأرقام وربما فُصل آخر أحرف لفظة إسرائيل وأُضيف إلى ما يليه فصار الألف ثلاثين ألفاً لأن حرف اللام يدل على ثلاثين كما في حساب الجُمَّل.
كَٱلرَّمْلِ ٱلَّذِي عَلَى شَاطِئِ ٱلْبَحْرِ هذا مبالغة وهي كثيرة الاستعمال في الكتاب لا تدل إلا على الكثرة.
نَزَلُوا فِي مِخْمَاسَ كان شاول في الأول في مخماس والفلسطينيون في جبع (ع ٢ و٣) ولكن شاول سحب جيشه من مخماس إلى الجلجال (ع ٤) وكان يوناثان قد ضرب نصَب الفلسطينيين في جبع (ع ٣) وحلّ فيها وكان لم يزل فيها (ع ١٦).
بَيْتِ آوِنَ (بيت الأصنام أو الشر). كانت بين بيت إيل ومخماس وربما كانت غاية الفلسطينيين أن يسدوا طريق الجلجال فلا يصعد شاول لنجدة يوناثان.
٦، ٧ «٦ وَلَمَّا رَأَى رِجَالُ إِسْرَائِيلَ أَنَّهُمْ فِي ضَنْكٍ (لأَنَّ ٱلشَّعْبَ تَضَايَقَ) ٱخْتَبَأَ ٱلشَّعْبُ فِي ٱلْمَغَايِرِ وَٱلْغِيَاضِ وَٱلصُّخُورِ وَٱلصُّرُوحِ وَٱلآبَارِ. ٧ وَبَعْضُ ٱلْعِبْرَانِيِّينَ عَبَرُوا ٱلأُرْدُنَّ إِلَى أَرْضِ جَادَ وَجِلْعَادَ. وَكَانَ شَاوُلُ بَعْدُ فِي ٱلْجِلْجَالِ وَكُلُّ ٱلشَّعْبِ ٱرْتَعَدَ وَرَاءَهُ».
قضاة ٦: ٢ عدد ٣٢: ٣٣
خافوا جداً لأنهم لم ينظروا إلى الرب الذي كان خلّصهم مرات كثيرة وهو يقدر أن يخلّص كل من يلتجئ إليه. وكان الإسرائيليون دون الفلسطينيين في العَدد والعِدد (ع ١٩ – ٢٢) والألفان الذين كانوا مع شاول صاروا ست مئة فقط (ع ١٥).
٨ – ١٢ «٨ فَمَكَثَ سَبْعَةَ أَيَّامٍ حَسَبَ مِيعَادِ صَمُوئِيلَ، وَلَمْ يَأْتِ صَمُوئِيلُ إِلَى ٱلْجِلْجَالِ، وَٱلشَّعْبُ تَفَرَّقَ عَنْهُ. ٩ فَقَالَ شَاوُلُ: قَدِّمُوا إِلَيَّ ٱلْمُحْرَقَةَ وَذَبَائِحَ ٱلسَّلاَمَةِ. فَأَصْعَدَ ٱلْمُحْرَقَةَ. ١٠ وَكَانَ لَمَّا ٱنْتَهَى مِنْ إِصْعَادِ ٱلْمُحْرَقَةِ إِذَا صَمُوئِيلُ مُقْبِلٌ، فَخَرَجَ شَاوُلُ لِلِقَائِهِ لِيُبَارِكَهُ. ١١ فَقَالَ صَمُوئِيلُ: مَاذَا فَعَلْتَ؟ فَقَالَ شَاوُلُ: لأَنِّي رَأَيْتُ أَنَّ ٱلشَّعْبَ قَدْ تَفَرَّقَ عَنِّي، وَأَنْتَ لَمْ تَأْتِ فِي أَيَّامِ ٱلْمِيعَادِ، وَٱلْفِلِسْطِينِيُّونَ مُتَجَمِّعُونَ فِي مِخْمَاسَ ١٢ فَقُلْتُ: ٱلآنَ يَنْزِلُ ٱلْفِلِسْطِينِيُّونَ إِلَيَّ إِلَى ٱلْجِلْجَالِ وَلَمْ أَتَضَرَّعْ إِلَى وَجْهِ ٱلرَّبِّ، فَتَجَلَّدْتُ وَأَصْعَدْتُ ٱلْمُحْرَقَةَ».
ص ١٠: ٨ ٢صموئيل ٢٤: ٢٥ و١ملوك ٣: ٤ ص ١٥: ١٣ ع ٢ و٥ و١٦ و٢٣
حَسَبَ مِيعَادِ صَمُوئِيلَ (ص ١٠: ٨) والمظنون أن صموئيل حينما مسح شاول أخبره عن قضاء المملكة والاستعداد الواجب لمحاربة الفلسطينيين وتخليص إسرائيل من سلطتهم. ومن هذه الوصايا أن يجمع الشعب إلى الجلجال ثم يستنظر سبعة أيام حتى يحضر صموئيل. وبين مسح شاول والاجتماع في الجلجال حوادث منها الاجتماع في المصفاة ومحاربة ناحاش وتجديد المملكة في الجلجال (ص ١٠ و١١ و١٢) فشاول حفظ في قلبه وصية صموئيل وعند قدوم الفلسطينيين جمع الشعب في الجلجال وصار ينتظر حضور صموئيل ولكنه في اليوم السابع لم يقدر أن يستنظر بعد لأن الشعب تفرّق عنه فلم يبق من الألفين إلا ست مئة فأصعد المحرقة.
١٣ «فَقَالَ صَمُوئِيلُ لِشَاوُلَ: قَدِ ٱنْحَمَقْتَ! لَمْ تَحْفَظْ وَصِيَّةَ ٱلرَّبِّ إِلٰهِكَ ٱلَّتِي أَمَرَكَ بِهَا، لأَنَّهُ ٱلآنَ كَانَ ٱلرَّبُّ قَدْ ثَبَّتَ مَمْلَكَتَكَ عَلَى إِسْرَائِيلَ إِلَى ٱلأَبَدِ».
٢أيام ١٦: ٩ ص ١٥: ٢٢ و٢٨ ص ١: ٢٢
قَدِ ٱنْحَمَقْتَ رأى شاول أنه معذور في ما عمله لأن الفلسطينيين كانوا قريبين ومن المحتمل أنهم يهجمون عليه متى أرادوا والإسرائيليون كانوا يتفرقون عنه كل ساعة فاستنظر صموئيل سبعة أيام ورأى أنه إذا استنظر بعد ولو قليلاً تفوت فرصة الخلاص فأصعد المحرقة علامة لإيمانه بالله. ولكن كان عليه أن يفهم أن الله عيّنه ملكاً فعليه الطاعة الكاملة والانتظار إلى النهاية والإيمان بأن الله لا يتركه إذا حفظ وصيته.
إِلَى ٱلأَبَدِ الوعد لدواد (٢صموئيل ٧: ١٦) هو أن «مملكته تثبت إلى الأبد» فثبتت بالمسيح الذي صار من نسله من جهة الجسد. فما أعظم حماقة شاول برفضه مواعيد كهذه.
١٤ «وَأَمَّا ٱلآنَ فَمَمْلَكَتُكَ لاَ تَقُومُ. قَدِ ٱنْتَخَبَ ٱلرَّبُّ لِنَفْسِهِ رَجُلاً حَسَبَ قَلْبِهِ، وَأَمَرَهُ ٱلرَّبُّ أَنْ يَتَرَأَّسَ عَلَى شَعْبِهِ. لأَنَّكَ لَمْ تَحْفَظْ مَا أَمَرَكَ بِهِ ٱلرَّبُّ».
ص ١٥: ٢٨ أعمال ١٣: ٢٢
رَجُلاً حَسَبَ قَلْبِهِ وهنا أول إشارة إلى داود وملكه على إسرائيل. ولم يكن داود رجلاً كاملاً ولكن خطاياه كخطايا ولد في بيت أبيه وأما خطايا شاول فكانت كخطايا ولد متمرد قد خرج من البيت ورفض الطاعة لأبيه. وحينما نقرأ المزامير ونرى فيها ما كان في قلب داود من الإيمان والطاعة والمحبة والاشتياق إلى الرب وإلى عبادته والحزن على الخطيئة وطلب الغفران لا نتعجب من قول الرب أن داود رجل حسب قلبه.
١٥، ١٦ «١٥ وَقَامَ صَمُوئِيلُ وَصَعِدَ مِنَ ٱلْجِلْجَالِ إِلَى جِبْعَةِ بِنْيَامِينَ. وَعَدَّ شَاوُلُ ٱلشَّعْبَ ٱلْمَوْجُودَ مَعَهُ نَحْوَ سِتِّ مِئَةِ رَجُلٍ. ١٦ وَكَانَ شَاوُلُ وَيُونَاثَانُ ٱبْنُهُ وَٱلشَّعْبُ ٱلْمَوْجُودُ مَعَهُمَا مُقِيمِينَ فِي جَبْعِ بِنْيَامِينَ، وَٱلْفِلِسْطِينِيُّونَ نَزَلُوا فِي مِخْمَاسَ».
ع ٢ ع ٢ و٦ و٧ وص ١٤: ٢ ع ٢ و٣
جِبْعَةِ بِنْيَامِينَ وهي مدينة شاول وهنا دليل على أنه لم يكن انفصال نهائي بين صموئيل وشاول.
سِتِّ مِئَةِ رَجُلٍ بقية الألفين وهم جيش صغير جداً بالنسبة إلى جيش الفلسطينيين.
جَبْعِ بِنْيَامِينَ تمييزاً لها عن جبعة بنيامين. وكانت جبع قبالة مخماس بينها وبين مخماس وادٍ عميق. وكان شاول صعد من الجلجال واجتمع بيوناثان في جبع.
١٧، ١٨ «١٧ فَخَرَجَ ٱلْمُخَرِّبُونَ مِنْ مَحَلَّةِ ٱلْفِلِسْطِينِيِّينَ فِي ثَلاَثِ فِرَقٍ. ٱلْفِرْقَةُ ٱلْوَاحِدَةُ تَوَجَّهَتْ فِي طَرِيقِ عَفْرَةَ إِلَى أَرْضِ شُوعَالَ، ١٨ وَٱلْفِرْقَةُ ٱلأُخْرَى تَوَجَّهَتْ فِي طَرِيقِ بَيْتِ حُورُونَ، وَٱلْفِرْقَةُ ٱلأُخْرَى تَوَجَّهَتْ فِي طَرِيقِ ٱلْتُّخُمِ ٱلْمُشْرِفِ عَلَى وَادِي صَبُوعِيمَ نَحْوَ ٱلْبَرِّيَّةِ».
ص ١٤: ١٥ يشوع ١٨: ٢٣ يشوع ١٨: ١٣ و١٤ نحميا ١١: ٣٤
خَرَجَ ٱلْمُخَرِّبُونَ غايتهم جمع العلف والطعام والغنيمة وإذلال الإسرائيليين ولعلهم قصدوا أيضاً تهييج شاول ويوناثان ليخرجا من موافقتهما المنيعة. ويظهر أن الرب أضلهم في التدبير لأنهم لو نزلوا في أول الأمر إلى الجلجال وضربوا شاول ورجاله القليليين ثم يوناثان والذين معه لانتصروا انتصاراً مبيناً وفتحوا أرض إسرائيل كلها.
عَفْرَةَ في الشمال وقريبة من بيت إيل. وبيت حورون في الغرب على طريق ساحل البحر. ووادي صبوعيم في الشرق على طريق أريحا. وأرض شوعل مجهولة وغير مذكورة إلا هنا والقرينة تدل على أنها في شمالي أرض بنيامين.
١٩ – ٢٢ «١٩ وَلَمْ يُوجَدْ صَانِعٌ فِي كُلِّ أَرْضِ إِسْرَائِيلَ، لأَنَّ ٱلْفِلِسْطِينِيِّينَ قَالُوا: لِئَلاَّ يَعْمَلَ ٱلْعِبْرَانِيُّونَ سَيْفاً أَوْ رُمْحاً. ٢٠ بَلْ كَانَ يَنْزِلُ كُلُّ إِسْرَائِيلَ إِلَى ٱلْفِلِسْطِينِيِّينَ لِيُحَدِّدَ كُلُّ وَاحِدٍ سِكَّتَهُ وَمِنْجَلَهُ وَفَأْسَهُ وَمِعْوَلَهُ ٢١ عِنْدَمَا كَلَّتْ حُدُودُ ٱلسِّكَكِ وَٱلْمَنَاجِلِ وَٱلْمُثَلَّثَاتِ ٱلأَسْنَانِ وَٱلْفُؤُوسِ وَلِتَرْوِيسِ ٱلْمَنَاسِيسِ. ٢٢ وَكَانَ فِي يَوْمِ ٱلْحَرْبِ أَنَّهُ لَمْ يُوجَدْ سَيْفٌ وَلاَ رُمْحٌ بِيَدِ جَمِيعِ ٱلشَّعْبِ ٱلَّذِي مَعَ شَاوُلَ وَمَعَ يُونَاثَانَ. عَلَى أَنَّهُ وُجِدَ مَعَ شَاوُلَ وَيُونَاثَانَ ٱبْنِهِ».
قضاة ٥: ٨ و٢ملوك ٢٤: ١٤ قضاة ٥: ٨
لَمْ يُوجَدْ صَانِعٌ الخ دليل على ذل الإسرائيليين وتسلط الفلسطينيين من زمان طويل وكان أشد الذل في أرض بنيامين.
٢٣ «وَخَرَجَ حَفَظَةُ ٱلْفِلِسْطِينِيِّينَ إِلَى مَعْبَرِ مِخْمَاسَ».
ص ١٤: ١ و٢صموئيل ٢٣: ١٤ ص ١٤: ٤ و٥ وإشعياء ١٠: ٢٨
مَعْبَرِ مِخْمَاسَ (انظر ص ١٤: ٤ و٥) قُبالة مخماس سن صخرة اسمها بوصيص وهي مشرفة على الوادي العميق بين مخماس وجبع. وفي الوادي طريق أو معبر تسمى معبر مخماس. وحفظة الفلسطينيين خرجوا من محلتهم في مخماس إلى معبر مخماس أي إلى الصخرة بوصيص المشرفة على الوادي والمتسلطة عليه.
- إن الخوف ينتج من ضعف الإيمان والجهل. لم يؤمن الإسرائيليون أن الله يقدر أن يخلّص الذين يلتجئون إليه مهما كانوا ضعفاء ومهما كان المقاومون أقوياء. ولم يعرف الإسرائيليون أن الفلسطينيين أتوا إلى مخماس ليَهلِكوا وليس ليُهلِكوا (ع ٥ – ٧).
- الانتظار أصعب من العمل وهو واجب أحياناً دون العمل (ع ٨ – ١٤).
- إن الله لا يرضى العبادة الخارجية والتقدمات والفرائض وحفظ الأعياد ما دام القلب بعيداً عنه. والاستماع أفضل من الذبيحة (ع ١٢).
- لا يرضى الله أن يسكن في قلب له فيه شريك. وخطيئة شاول العظمى أنه لم يعمل مشيئة الرب دائماً في كل شيء (ع ١٤).
- الضرورة لا تبرّر. ولا يمكن أن تكون الخطيئة ضرورية. فعلينا أن نقول إننا نقدر أن نموت جوعاً أو نسقط قتلى في الحرب ولكننا لا نقدر أن نخالف وصايا الله (ع ١٢).
- إن الله يمنح ملكوتاً أبدياً لكل الذين يقبلونه ملكاً عليهم (ع ١٣).
-
إن الخطيئة تُذل الإنسان ولا شيء يذلّ سواها.
السابق |
التالي |