سفر صموئيل الأول | 12 | السنن القويم
السنن القويم في تفسير أسفار العهد القديم
شرح سفر صموئيل الأول
للقس . وليم مارش
اَلأَصْحَاحُ ٱلثَّانِي عَشَرَ
مضمونه: (١) استشهاد صموئيل بإسرائيل على استقامته. (٢) توبيخ الشعب على طلبهم ملكاً. (٣) إثبات الرب كلام صموئيل بأعجوبة. (٤) تشجيعه إياهم.
١ «وَقَالَ صَمُوئِيلُ لِكُلِّ إِسْرَائِيلَ: هَئَنَذَا قَدْ سَمِعْتُ لِصَوْتِكُمْ فِي كُلِّ مَا قُلْتُمْ لِي وَمَلَّكْتُ عَلَيْكُمْ مَلِكاً».
ص ٨: ٧ و٩ و٢٢ ص ١٠: ٢٤ و١١: ١٤ و١٥
كان هذا الاجتماع الثالث. كان الأول في الرامة حينما طلب الشيوخ ملكاً (ص ٨). والثاني في المصفاة حينما تعيّن شاول بالقرعة والشعب قبلوه ملكاً. وكان الاجتماع الثالث المذكور هنا في الجلجال (ص ١١: ١٤ و١٥) بعد انتصارهم على العمونيين. والاجتماع الثاني والثالث كانا للشعب عموماً. ولم تنته أعمال صموئيل في تعيين شاول وتثبيته لأنه بقي نبياً ومشيراً للشعب والملك ولكن رئاسته السياسية والحربية تحوّلت إلى شاول. فصار الشعب يخضعون لملكهم الجديد الجبار الظافر.
٢ «وَٱلآنَ هُوَذَا ٱلْمَلِكُ يَمْشِي أَمَامَكُمْ. وَأَمَّا أَنَا فَقَدْ شِخْتُ وَشِبْتُ، وَهُوَذَا أَبْنَائِي مَعَكُمْ. وَأَنَا قَدْ سِرْتُ أَمَامَكُمْ مُنْذُ صِبَايَ إِلَى هٰذَا ٱلْيَوْمِ».
ص ٨: ٢٠ ص ٨: ١ و٥ ص ٨: ٣ و٥ ص ٣: ١٠ و١٩ و٢٠
يَمْشِي أَمَامَكُمْ الملك مشبّه براعي غنم.
شِخْتُ وَشِبْتُ كان عمره السبعين سنة والخمس والسبعين سنة. ولم يُرد أن يقول صريحاً أن ابنيه يميلان وراء المكسب ويأخذان رشوة ويعوجان القضاء (ص ٨: ٣) بل أشار إلى ذلك بقوله «أبنائي معكم» أي سلوكهم معروف عندكم. ومن جهة نفسه قال «قد سرت أمامكم منذ صباي إلى هذا اليوم» أي سلوكه أيضاً معروف عندهم ولكن ليس كسلوك ابنيه لأن سلوك صموئيل بلا لوم. وقال «منذ صباي» لأنه كان مخصصاً للرب ولخدمته منذ الطفولية فكأن جميع أعمال حياته أمامهم ومعروفة عندهم فيقدرون أن يشهدوا له أو عليه.
٣ «هَئَنَذَا فَٱشْهَدُوا عَلَيَّ قُدَّامَ ٱلرَّبِّ وَقُدَّامَ مَسِيحِهِ: ثَوْرَ مَنْ أَخَذْتُ، وَحِمَارَ مَنْ أَخَذْتُ، وَمَنْ ظَلَمْتُ، وَمَنْ سَحَقْتُ، وَمِنْ يَدِ مَنْ أَخَذْتُ فِدْيَةً لأُغْضِيَ عَيْنَيَّ عَنْهُ، فَأَرُدَّ لَكُمْ؟».
ص ١٠: ١ و٢٤: ٦ و٢صموئيل ١: ١٤ خروج ٢٠: ١٧ وعدد ١٦: ١٥ وأعمال ٢٠: ٣٣ خروج ٢٣: ٨ وتثنية ١٦: ١٩
هَئَنَذَا فَٱشْهَدُوا عَلَيَّ تصوّر أنهم في محكمة وهو المشكو عليه وهم الشهود والرب ومسيحه أي الملك هما القضاة. يذكر الحمير والثيران لأن الإسرائيليين كانوا فلاحين والحمير والثيران أهم ما عندهم.
فِدْيَةً لأُغْضِيَ عَيْنَيَّ أي لم يأخذ رشوة ليغض النظر عن المذنب والظالم.
٤ «فَقَالُوا: لَمْ تَظْلِمْنَا وَلاَ سَحَقْتَنَا وَلاَ أَخَذْتَ مِنْ يَدِ أَحَدٍ شَيْئاً».
تظهر أهمية هذه الشهادة عندما نتذكر طول حياته وكثرة الدعاوي التي كان حكم فيها وكثرة السامعين كلامه هذا. فلم يقدر أحدٌ منهم أن يذكر أمراً واحداً كان صموئيل ظلمه فيه.
٥ «فَقَالَ لَهُمْ: شَاهِدٌ ٱلرَّبُّ عَلَيْكُمْ وَشَاهِدٌ مَسِيحُهُ ٱلْيَوْمَ هٰذَا، أَنَّكُمْ لَمْ تَجِدُوا بِيَدِي شَيْئاً. فَقَالُوا: شَاهِدٌ».
أعمال ٢٣: ٩ و٢٤: ٢٠ خروج ٢٢: ٤
شَاهِدٌ ٱلرَّبُّ الخ أي الرب والملك سامعان شهادتهم فلا يقدرون أن يغيروها أو ينكروها.
٦ «وَقَالَ صَمُوئِيلُ لِلشَّعْبِ: ٱلرَّبُّ ٱلَّذِي أَقَامَ مُوسَى وَهَارُونَ، وَأَصْعَدَ آبَاءَكُمْ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ».
خروج ٦: ٢٦
تقدّم صموئيل إلى إنذار الشعب. ولا يُسمع كلام إنذار إلا ممن نيته خالصة. فغاية صموئيل في مقدمة كلامه (ع ١ – ٥) إن يُقنعهم بأنه مُخلص النيّة فذكرهم أنه في أول الأمر سمع لصوتهم وأعطاهم ملكاً ولم يطلب السلطة لنفسه ولم يبرر ابنيه المذنبين وفي كل حياته لم يمل إلى المكسب بل حكم بالعدل فيجب أن يثقوا به ويقبلوا إنذاره. كان الشعب قالوا (ع ٥) «شاهد» وهنا كمل صموئيل قولهم قائلاً «إن هذا الشاهد هو الرب الذي أقام موسى الخ». ثم تقدّم إلى ذكر بعض أعمال الرب المشهورة ليعرفوا أن الرب كان أميناً معهم فخلصهم من الظالمين حينما تابوا ورجعوا إليه وأما هم فطلبوا ملكاً يخلصهم وكان ذلك خطيئة منهم ولكن الرب من رحمته الكثيرة لم يترك شعبه وإن كانوا قد اتخذوا ملكاً إذا اتقوه وعبدوه.
٧ «فَٱلآنَ ٱمْثُلُوا فَأُحَاكِمَكُمْ أَمَامَ ٱلرَّبِّ بِجَمِيعِ حُقُوقِ ٱلرَّبِّ ٱلَّتِي صَنَعَهَا مَعَكُمْ وَمَعَ آبَائِكُمْ».
حزقيال ٢٠: ٣٥ وميخا ٦: ١ – ٥
لم يزل يتصوّر أنهم في محكمة ولكن صار صموئيل المشتكي والشعب المشتكى عليه (حزقيال ٢٠: ٢٥ و٣٦ وميخا ٦: ١ – ٥).
حُقُوقِ ٱلرَّبِّ تشمل تأديبه شعبه لما أخطأوا وتخليصه إياهم عندما تابوا (قضاة ٥: ١١).
٨ – ١٠ «٨ لَمَّا جَاءَ يَعْقُوبُ إِلَى مِصْرَ وَصَرَخَ آبَاؤُكُمْ إِلَى ٱلرَّبِّ، أَرْسَلَ ٱلرَّبُّ مُوسَى وَهَارُونَ فَأَخْرَجَا آبَاءَكُمْ مِنْ مِصْرَ وَأَسْكَنَاهُمْ فِي هٰذَا ٱلْمَكَانِ. ٩ فَلَمَّا نَسَوْا ٱلرَّبَّ إِلٰهَهُمْ بَاعَهُمْ لِيَدِ سِيسَرَا رَئِيسِ جَيْشِ حَاصُورَ، وَلِيَدِ ٱلْفِلِسْطِينِيِّينَ، وَلِيَدِ مَلِكِ مُوآبَ فَحَارَبُوهُمْ. ١٠ فَصَرَخُوا إِلَى ٱلرَّبِّ وَقَالُوا: أَخْطَأْنَا لأَنَّنَا تَرَكْنَا ٱلرَّبَّ وَعَبَدْنَا ٱلْبَعْلِيمَ وَٱلْعَشْتَارُوثَ. فَٱلآنَ أَنْقِذْنَا مِنْ يَدِ أَعْدَائِنَا فَنَعْبُدَكَ. ١١ فَأَرْسَلَ ٱلرَّبُّ يَرُبَّعَلَ وَبَدَانَ وَيَفْتَاحَ وَصَمُوئِيلَ، وَأَنْقَذَكُمْ مِنْ يَدِ أَعْدَائِكُمُ ٱلَّذِينَ حَوْلَكُمْ فَسَكَنْتُمْ آمِنِينَ».
خروج ٢: ٢٣ – ٢٥ خروج ٣: ١٠ و٤: ١٤ – ١٦ ص ١٠: ١٨ تثنية ٣٢: ١٨ وقضاة ٣: ٧ قضاة ٤: ٢ قضاة ٣: ٣١ و١٠: ٧ و١٣: ١ قضاة ٣: ١٢ – ٣٠ قضاة ١٠: ١٠ قضاة ٢: ١٣ و٣: ٧ قضاة ١٠: ١٥ و١٦ قضاة ٦: ٣١ و٣٢ قضاة ٤: ٦ و١١: ١
بَاعَهُمْ أي تركهم كما يترك البائع المبيع فلا يعتني به بعدُ ولا يسأل عنه. وذكر أعظم مضايقي إسرائيل في زمان القضاة وهم (١) الكنعانيون الذين كان قائدهم سيسرا ومدينتهم حاصور ومدة سلطتهم عشرون سنة (قضاة ص ٤ و٥). (٢) الفلسطينيون (قضاة ٣: ٣١ و١٠: ٧ و١٣: ١). (٣) الموآبيون بقيادة عجلون (قضاة ٣: ١٢ – ٣٠).
ٱلْبَعْلِيمَ وَٱلْعَشْتَارُوثَ (انظر تفسير ص ٧: ٤). و «بدان» اسم قاض غير مذكور في سفر القضاة أو اسم لشمشون الذي كان من سبط دان أي ابن دان أو باراق لأن الاسم باراق بالعبرانية يُشبه الاسم بدان فغلط الناسخ وهذا الأرجح. وأخيراً ذكر صموئيل نفسه ولا ننسب ذلك إلى الافتخار لأن الكلام هنا مختصر ولعله في خطابه الأصلي ذكر جميع القضاة من عثنيئيل إلى صموئيل وقصد أن يذكرهم بما حدث في أيامهم ليفهموا أن الرب لم يتغير بل كما خلّص أباءهم خلّصهم أيضاً.
١٢ «وَلَمَّا رَأَيْتُمْ نَاحَاشَ مَلِكَ بَنِي عَمُّونَ آتِياً عَلَيْكُمْ قُلْتُمْ لِي: لاَ بَلْ يَمْلِكُ عَلَيْنَا مَلِكٌ. وَٱلرَّبُّ إِلٰهُكُمْ مَلِكُكُمْ».
ص ١١: ١ و٢ ص ٨: ٦ و١٩ ص ٨: ٧ وقضاة ٨: ٢٣
كانوا طلبوا ملكاً (ص ٨) قبل حادثة ناحاش ويابيش جلعاد (ص ١١) فنستنتج أن ناحاش كان ضايقهم قبل ذلك وتعدّياته جعلتهم يطلبون ملكاً.
١٣ «فَٱلآنَ هُوَذَا ٱلْمَلِكُ ٱلَّذِي ٱخْتَرْتُمُوهُ، ٱلَّذِي طَلَبْتُمُوهُ، وَهُوَذَا قَدْ جَعَلَ ٱلرَّبُّ عَلَيْكُمْ مَلِكاً».
ص ١٠: ١٤ ع ١٧ و١٩ وص ٨: ٥ وهوشع ١٣: ١١
اختار الشعب ملكاً فجعله الرب كما اختاروا. نرى تنازل الرب فإنه أذن للشعب أن يختاروا ولم يتركهم بل حملهم على اختيار من كان اختاره هو لأجلهم وصار الرب عاملاً مع شعبه.
١٤ «إِنِ اتَّقَيْتُمُ ٱلرَّبَّ وَعَبَدْتُمُوهُ وَسَمِعْتُمْ صَوْتَهُ وَلَمْ تَعْصُوا قَوْلَ ٱلرَّبِّ، وَكُنْتُمْ أَنْتُمْ وَٱلْمَلِكُ أَيْضاً ٱلَّذِي يَمْلِكُ عَلَيْكُمْ وَرَاءَ ٱلرَّبِّ إِلٰهِكُمْ».
يشوع ٢٤: ١٤
الجملة شرطية وليس لها جواب ولكننا نستنتجه من سياق الكلام وهو «حسناً تفعلون».
١٥ – ١٨ «١٥ وَإِنْ لَمْ تَسْمَعُوا صَوْتَ ٱلرَّبِّ بَلْ عَصَيْتُمْ قَوْلَ ٱلرَّبِّ تَكُنْ يَدُ ٱلرَّبِّ عَلَيْكُمْ كَمَا عَلَى آبَائِكُمْ. ١٦ فَٱلآنَ ٱمْثُلُوا أَيْضاً وَٱنْظُرُوا هٰذَا ٱلأَمْرَ ٱلْعَظِيمَ ٱلَّذِي يَفْعَلُهُ ٱلرَّبُّ أَمَامَ أَعْيُنِكُمْ. ١٧ أَمَا هُوَ حَصَادُ ٱلْحِنْطَةِ ٱلْيَوْمَ؟ فَإِنِّي أَدْعُو ٱلرَّبَّ فَيُعْطِي رُعُوداً وَمَطَراً فَتَعْلَمُونَ وَتَرَوْنَ أَنَّهُ عَظِيمٌ شَرُّكُمُ ٱلَّذِي عَمِلْتُمُوهُ فِي عَيْنَيِ ٱلرَّبِّ بِطَلَبِكُمْ لأَنْفُسِكُمْ مَلِكاً. ١٨ فَدَعَا صَمُوئِيلُ ٱلرَّبَّ فَأَعْطَى رُعُوداً وَمَطَراً فِي ذٰلِكَ ٱلْيَوْمِ. وَخَافَ جَمِيعُ ٱلشَّعْبِ ٱلرَّبَّ وَصَمُوئِيلَ جِدّاً».
يشوع ٢٤: ٢٠ وإشعياء ١: ٢٠ ص ٥: ٩ ع ٩ خروج ١٤: ١٣ و٣١ أمثال ٢٦: ١ ص ٧: ٩ و١٠ ص ٨: ٧ خروج ١٤: ٣١
ٱمْثُلُوا (انظر ع ٧) أمام الرب بالاحترام اللائق كما تمثلون أمام ملك وتوقعوا كلاماً أو عملاً منه. والأمر العظيم هو الرعد والمطر في أيام حصاد الحنطة وذلك استجابة لدعاء صموئيل ففهموا من ذلك أن كل ما قاله صموئيل هو من الرب والرب هو القادر على كل شيء فخافوا عندما عرفوا أنهم كانوا رفضوه بطلبهم ملكاً.
١٩ «وَقَالَ جَمِيعُ ٱلشَّعْبِ لِصَمُوئِيلَ: صَلِّ عَنْ عَبِيدِكَ إِلَى ٱلرَّبِّ إِلٰهِكَ حَتَّى لاَ نَمُوتَ، لأَنَّنَا قَدْ أَضَفْنَا إِلَى جَمِيعِ خَطَايَانَا شَرّاً بِطَلَبِنَا لأَنْفُسِنَا مَلِكاً».
ع ٢٣ وخروج ٩: ٢٨ وإرميا ١٥: ١ ع ١٧ و٢٠
صَلِّ عَنْ عَبِيدِكَ (انظر ص ٧: ٥).
٢٠، ٢١ «٢٠ فَقَالَ صَمُوئِيلُ لِلشَّعْبِ: لاَ تَخَافُوا. إِنَّكُمْ قَدْ فَعَلْتُمْ كُلَّ هٰذَا ٱلشَّرِّ، وَلٰكِنْ لاَ تَحِيدُوا عَنِ ٱلرَّبِّ، بَلِ ٱعْبُدُوا ٱلرَّبَّ بِكُلِّ قُلُوبِكُمْ ٢١ وَلاَ تَحِيدُوا. لأَنَّ ذٰلِكَ وَرَاءَ ٱلأَبَاطِيلِ ٱلَّتِي لاَ تُفِيدُ وَلاَ تُنْقِذُ، لأَنَّهَا بَاطِلَةٌ».
تثنية ١١: ١٦ إشعياء ٤١: ٢٩ وحبقوق ٢: ١٨
لاَ تَخَافُوا قدرة الله غير المحدودة تجعل في قلوب أعدائه الخوف وفي قلوب خائفيه الطمأنينة لأن قدرته العظيمة تحامي عنهم وتحفظهم فعليهم أن يعبدوه ويثبتوا فيه وهو لا يتركهم. والكلمة العبرانية المترجمة هنا «بأباطيل» مترجمة في (تكوين ١: ٢) «بخربة» (وكانت الأرض خربة) والبعليم العشتاروث وغيرهما من الآلهة أباطيل.
٢٢ «لأَنَّهُ لاَ يَتْرُكُ ٱلرَّبُّ شَعْبَهُ مِنْ أَجْلِ ٱسْمِهِ ٱلْعَظِيمِ. لأَنَّهُ قَدْ شَاءَ ٱلرَّبُّ أَنْ يَجْعَلَكُمْ لَهُ شَعْباً».
تثنية ٣١: ٦ و١ملوك ٦: ١٣ خروج ٣٢: ١ وعدد ١٤: ١٣ تثنية ٧: ٦ – ١١ و١بطرس ٢: ٩
مِنْ أَجْلِ ٱسْمِهِ قال في (ع ١٤) «إن اتقيتم الرب الخ» وهنا لهم أساس أثبت لرجائهم وهو غيرة الرب على اسمه القدوس فلا يترك شعبه لئلا يجدف أعداؤه على اسمه وتسقط مواعيده (خروج ٣٢: ١٢ ويشوع ٧: ٩) غير أن هذه المواعيد لا تغنيهم عن حفظ وصاياه والثبات فيها.
لأَنَّهُ قَدْ شَاءَ ٱلرَّبُّ الخ (انظر تثنية ٧: ٥ – ١١).
٢٣ «وَأَمَّا أَنَا فَحَاشَا لِي أَنْ أُخْطِئَ إِلَى ٱلرَّبِّ فَأَكُفَّ عَنِ ٱلصَّلاَةِ مِنْ أَجْلِكُمْ، بَلْ أُعَلِّمُكُمُ ٱلطَّرِيقَ ٱلصَّالِحَ ٱلْمُسْتَقِيمَ».
رومية ١: ٩ وكولوسي ١: ٩ و١تسالونيكي ٣: ١٠ و٢تيموثاوس ١: ٣ و١ملوك ٨: ٣٦ وأمثال ٤: ١١
ٱلصَّلاَةِ مِنْ أَجْلِكُمْ (ع ١٩ و٧: ٥) اعتبر صموئيل الصلاة لأجل الشعب من أول واجباته نحوهم والواسطة العظمى لأجل خلاصهم وثباتهم في عبادة الرب. وفي هذا الأمر أشبه إبراهيم وموسى وداود وإيليا ودانيال وبولس وجميع الأفاضل.
أُعَلِّمُكُمُ ٱلطَّرِيقَ ٱلصَّالِحَ من أعظم واجبات خدَمة الدين تعليم الشعب بواسطة المواعظ والزيارات ومدارس اللاهوت التي هي كمدارس الأنبياء في أيام صموئيل والمدارس البسيطة والمدارس الأحدية. ويجب تعليم الكتاب المقدس لجميع الشعب كباراً وصغاراً رجالاً ونساءً.
«٢٤ إِنَّمَا اتَّقُوا ٱلرَّبَّ وَٱعْبُدُوهُ بِٱلأَمَانَةِ مِنْ كُلِّ قُلُوبِكُمْ، بَلِ ٱنْظُرُوا فِعْلَهُ ٱلَّذِي عَظَّمَهُ مَعَكُمْ. ٢٥ وَإِنْ فَعَلْتُمْ شَرّاً فَإِنَّكُمْ تَهْلِكُونَ أَنْتُمْ وَمَلِكُكُمْ جَمِيعاً».
جامعة ١٢: ١٣ تثنية ١٠: ٢١ إشعياء ١: ٢٠ و٣: ١١ يشوع ٢٤: ٢٠ ص ٣١: ١ – ٥ وهوشع ١٠: ٣
كان ذكر العمل المطلوب منه وهو الصلاة من أجل الشعب وتعليمهم وهنا ذكر العمل المطلوب منهم وهو:
١) إن يتقوا الرب وهذه الوصية تشمل جميع العواطف الصالحة نحو الرب كالاحترام المقدس والإيمان والمحبة. (٢) إن يعبدوه وهذه الوصية تشمل جميع الأعمال الصالحة. (٣) الخدمة الكاملة القلبية الاختيارية. وفعل الرب العظيم ليس الرعود والمطر فقط في غير وقتهما بل جميع أفعاله مع إسرائيل من أول وجودهم (ع ٧ – ١١).
وَإِنْ فَعَلْتُمْ شَرّاً نرى في هذا القول شيئاً من الحزن لأن صموئيل كان اختبرهم منذ سنين كثيرة وعرف ميلهم إلى الارتداد. ولأنه كان نبياً أيضاً ربما نظر إلى مستقبل شاول وعصيانه.
- عندما يصل الإنسان إلى آخر حياته لا يسرّ بذكر غناه أو رتبه أو علومه. بل بسلوكه الحسن وخدمته الأمينة للرب والناس (ع ١ – ٥).
- يجب أن نرى يد الله في تاريخ العالم فنتعلم حفظ وصاياه والاتكال عليه (ع ٦ – ١٢).
- إن الرعود والمطر من الله وهو الذي رتّب فصول السنة والكل بيده فكم بالحري الإنسان (ع ١٧).
- إن طلبة البار تقتدر كثيراً في فعلها (ع ١٨ ويعقوب ٥: ١٦).
- إن التعليم الديني من الوسائل الضرورية لأجل حفظ الناس من الضلال والارتداد.
-
كان صموئيل مثالاً لكل رئيس ديني (١) كان خادماً للرب (٢) كان خادماً للشعب (٣) لم يستعمل منصبه لربح المال (٤) لم يشرب المسكر (٥) كان مجتهداً وثابتاً في العمل (٦) صلى لأجل الشعب (٧) علمهم (٨) احتمل التنديد والكمود بالصبر (انظر ١تيموثاوس ص ٣).
السابق |
التالي |