سفر صموئيل الأول | 06 | السنن القويم
السنن القويم في تفسير أسفار العهد القديم
شرح سفر صموئيل الأول
للقس . وليم مارش
اَلأَصْحَاحُ ٱلسَّادِسُ
مضمونه: بعد سبعة أشهر تشاور الفلسطينيون في رد تابوت الله إلى مكانه. فأرسلوه مع قربان إثم بعجلة جديدة إلى بيتشمس وضُرب أهلها لأنهم نظروا إلى التابوت فأرسلوا إلى سكان قرية يعاريم لينزلوا ويُصعدوه إليهم.
١، ٢ «١ وَكَانَ تَابُوتُ ٱللّٰهِ فِي بِلاَدِ ٱلْفِلِسْطِينِيِّينَ سَبْعَةَ أَشْهُرٍ. ٢ فَسَأَلَ ٱلْفِلِسْطِينِيُّونَ ٱلْكَهَنَةَ وَٱلْعَرَّافِينَ: مَاذَا نَعْمَلُ بِتَابُوتِ ٱلرَّبِّ. أَخْبِرُونَا بِمَاذَا نُرْسِلُهُ إِلَى مَكَانِهِ».
تكوين ٤١: ٨ وخروج ٧: ١١ وإشعياء ٢: ٦
ٱلْعَرَّافِينَ هؤلاء ادعوا بأنهم يقدرون أن يعرفوا الأمور المستقبلة بواسطة علامات طبيعية كطيران الطيور أو أمعاء حيوان مذبوح أو النظر إلى الكبد أو السهام أو ماء في طاس أو استدعاء أرواح الأموات أو بواسطة سير النجوم أو القرعة. كان الكهنة أي كهنة الأصنام يقولون عن كيفية نقل التابوت والعرافون عن يوم نقله والساعة (إشعياء ٢: ٦).
٣ «فَقَالُوا: إِذَا أَرْسَلْتُمْ تَابُوتَ إِلٰهِ إِسْرَائِيلَ فَلاَ تُرْسِلُوهُ فَارِغاً، بَلْ رُدُّوا لَهُ قُرْبَانَ إِثْمٍ. حِينَئِذٍ تَشْفُونَ وَيُعْلَمُ عِنْدَكُمْ لِمَاذَا لاَ تَرْتَفِعُ يَدُهُ عَنْكُمْ».
خروج ٢٣: ١٥ وتثنية ١٦: ١٦ لاويين ٥: ١٥ و١٦
قُرْبَانَ إِثْمٍ بيان اعترافهم بأنهم أخطأوا في أخذهم التابوت والتعويض من الضرر الناتج من فعلهم.
وَيُعْلَمُ عِنْدَكُمْ لم يتحققوا بعد أن ما أصابهم كان بسبب التابوت ولكن إذا ارتفع المرض بإرسال التابوت يُعلم يقيناً أن المرض كان بسببه وليس عرضاً (ع ٩).
٤، ٥ «٤ فَقَالُوا: وَمَا هُوَ قُرْبَانُ ٱلإِثْمِ ٱلَّذِي نَرُدُّهُ لَهُ؟ فَقَالُوا: حَسَبَ عَدَدِ أَقْطَابِ ٱلْفِلِسْطِينِيِّينَ: خَمْسَةَ بَوَاسِيرَ مِنْ ذَهَبٍ وَخَمْسَةَ فِيرَانٍ مِنْ ذَهَبٍ. لأَنَّ ٱلضَّرْبَةَ وَاحِدَةٌ عَلَيْكُمْ جَمِيعاً وَعَلَى أَقْطَابِكُمْ. ٥ وَٱصْنَعُوا تَمَاثِيلَ بَوَاسِيرِكُمْ وَتَمَاثِيلَ فِيرَانِكُمُ ٱلَّتِي تُفْسِدُ ٱلأَرْضَ، وَأَعْطُوا إِلٰهَ إِسْرَائِيلَ مَجْداً لَعَلَّهُ يُخَفِّفُ يَدَهُ عَنْكُمْ وَعَنْ آلِهَتِكُمْ وَعَنْ أَرْضِكُمْ».
ع ١٧ و١٨ وقضاة ٣: ٣ ع ١٧ وص ٥: ٦ و٩ و١٢ يشوع ٧: ١٩ وإشعياء ٤٢: ١٢ ص ٥: ٦ و١١ ص ٥: ٣ و٤ و٧
حَسَبَ عَدَدِ أَقْطَابِ ٱلْفِلِسْطِينِيِّينَ كانت المدن الخمس وأقطابها تنوب عن بلاد الفلسطينيين كلها والحوادث الكثيرة من المرض في أماكن مختلفة كانت جميعها من سبب واحد أي التابوت.
خَمْسَةَ بَوَاسِيرَ كان من دأب الوثنيين تقديم تمثال الجزء المصاب بمرض لله عند البرء من المرض.
وَخَمْسَةَ فِيرَانٍ إشارة إلى ضربة أخرى وهي كثرة الفئران كثرة غير عادية أفسدت الأرض. قيل إن الفئران أحياناً تكثر وتأكل الغلة كلها. قال الكهنة والعرافون «خمسة فيران» ولكن الشعب زادوا على هذا العدد وصنعوا فئران الذهب بعدد جميع المدن من المدينة المحصنة إلى قرية الصحراء لأن الضربة كانت عامة (ع ١٨).
وَأَعْطُوا إِلٰهَ إِسْرَائِيلَ مَجْداً باعترافهم بخطيئتهم له وطلبهم الغفران منه.
٦ «وَلِمَاذَا تُغْلِظُونَ قُلُوبَكُمْ كَمَا أَغْلَظَ ٱلْمِصْرِيُّونَ وَفِرْعَوْنُ قُلُوبَهُمْ؟ أَلَيْسَ عَلَى مَا فَعَلَ بِهِمْ أَطْلَقُوهُمْ فَذَهَبُوا؟».
خروج ٨: ١٥ و٣٢ و٩: ٣٤ خروج ١٢: ٣١
(انظر ص ٤: ٨) ذكروا ما حدث من نحو ٣٥٠ سنة وقولهم هذا دليل على أن تلك الحوادث كانت مشهورة معروفة في كل الممالك فلم يزالوا يخافون الله وشعبه. الرب ضرب المصريين بعشر ضربات حتى أطلقوا شعبه وقول الكهنة والعرافين أنه خير لهم أن يكتفوا بضربة واحدة ولا يغلظوا قلوبهم.
٧ – ٩ «٧ فَٱلآنَ خُذُوا وَٱعْمَلُوا عَجَلَةً وَاحِدَةً جَدِيدَةً وَبَقَرَتَيْنِ مُرْضِعَتَيْنِ لَمْ يَعْلُهُمَا نِيرٌ، وَٱرْبِطُوا ٱلْبَقَرَتَيْنِ إِلَى ٱلْعَجَلَةِ، وَأَرْجِعُوا وَلَدَيْهِمَا عَنْهُمَا إِلَى ٱلْبَيْتِ. ٨ وَخُذُوا تَابُوتَ ٱلرَّبِّ وَٱجْعَلُوهُ عَلَى ٱلْعَجَلَةِ، وَضَعُوا أَمْتِعَةَ ٱلذَّهَبِ ٱلَّتِي تَرُدُّونَهَا لَهُ قُرْبَانَ إِثْمٍ فِي صُنْدُوقٍ بِجَانِبِهِ وَأَطْلِقُوهُ فَيَذْهَبَ. ٩ وَٱنْظُرُوا، فَإِنْ صَعِدَ فِي طَرِيقِ تُخُمِهِ إِلَى بَيْتَشَمْسَ فَإِنَّهُ هُوَ ٱلَّذِي فَعَلَ بِنَا هٰذَا ٱلشَّرَّ ٱلْعَظِيمَ. وَإِلاَّ فَنَعْلَمُ أَنْ يَدَهُ لَمْ تَضْرِبْنَا. كَانَ ذٰلِكَ عَلَيْنَا عَرَضاً».
٢صموئيل ٦: ٣ عدد ١٩: ٢ وتثنية ٢١: ٣ و٤ ع ٤ و٥ ع ٣ يشوع ١٥: ١٠ و٢١: ١٦ ع ٣
أخذوا عجلة جديدة وبقرتين لم يعلُهما نير علامة اعتبارهم للرب والتابوت لأنهم استخدموا له ما لم يُستخدم لغيره (٢صموئيل ٦: ٣ وعدد ١٩: ٢ ومرقس ١١: ٢) وارجعوا ولديهما عنهما إلى البيت لأن ميل البقرة الطبيعي هو لولدها وإذا خالفت هذا الميل ومشت في طريق آخر ولم يسُقها إنسان يُستنتج أنها مسوقة من الله. وفي هذا الرأي أظهر الكهنة حكمتهم.
وَٱجْعَلُوهُ عَلَى ٱلْعَجَلَةِ نقل التابوت بواسطة عجلة يخالف الناموس الذي أمر بحمله وغيره من الأمتعة المقدسة على أكتاف بني قهات (عدد ٤: ١ – ١٠ و٧: ٩) ولكن الرب غضّ النظر عنهم لكونهم وثنيين لا يعرفون الناموس.
أَمْتِعَةَ ٱلذَّهَبِ أي تماثيل البواسير والفئران فكانت موضوعة في صندوق بجانب التابوت.
فِي طَرِيقِ تُخُمِهِ تخم التابوت أي تخم أرض إسرائيل التي كان التابوت معها والتي فيها مكانه الخاص.
بَيْتَشَمْسَ يدل الاسم على أنها كانت قديماً لعبادة الشمس. وهي مدينة للكهنة (يشوع ٢١: ١٦) على تخم يهوذا إلى الجنوب الشرقي من عقرون وعلى بُعد ١٢ ميلاً منها واسمها اليوم عين الشمس وفيها آثار قديمة. نرى أن الكهنة والعرافين استنظروا فعل ما يخالف الطبيعة فيكون لهم آية من الله. ومثله طلب جدعون (قضاة ٦: ٣٦ – ٤٠) وصموئيل (ص ١٢: ١٧) وحزقيا (٢ملوك ٢٠: ١٠).
١٠ – ١٢ «١٠ فَفَعَلَ ٱلرِّجَالُ كَذٰلِكَ، وَأَخَذُوا بَقَرَتَيْنِ مُرْضِعَتَيْنِ وَرَبَطُوهُمَا إِلَى ٱلْعَجَلَةِ، وَحَبَسُوا وَلَدَيْهِمَا فِي ٱلْبَيْتِ، ١١ وَوَضَعُوا تَابُوتَ ٱلرَّبِّ عَلَى ٱلْعَجَلَةِ مَعَ ٱلصُّنْدُوقِ وَفِيرَانِ ٱلذَّهَبِ وَتَمَاثِيلِ بَوَاسِيرِهِمْ. ١٢ فَٱسْتَقَامَتِ ٱلْبَقَرَتَانِ فِي ٱلطَّرِيقِ إِلَى طَرِيقِ بَيْتَشَمْسَ، وَكَانَتَا تَسِيرَانِ فِي سِكَّةٍ وَاحِدَةٍ وَتَجْأَرَانِ وَلَمْ تَمِيلاَ يَمِيناً وَلاَ شِمَالاً، وَأَقْطَابُ ٱلْفِلِسْطِينِيِّينَ يَسِيرُونَ وَرَاءَهُمَا إِلَى تُخُمِ بَيْتَشَمْسَ».
ع ٩ عدد ٢٠: ١٩
وجأرتا لأجل ولديهما المحبوسين في البيت فكان ميلهما الطبيعي أن ترجعا إلى البيت وكان سيرهما بلا سائق في طريق آخر والابتعاد عن البيت دليلاً على أنهما مسوقتان من الله. وأقطاب الفلسطينيين لم يسوقوهما بل ساروا وراءهما ليروا ما تفعلان.
١٣ «وَكَانَ أَهْلُ بَيْتَشَمْسَ يَحْصُدُونَ حَصَادَ ٱلْحِنْطَةِ فِي ٱلْوَادِي. فَرَفَعُوا أَعْيُنَهُمْ وَرَأَوُا ٱلتَّابُوتَ وَفَرِحُوا بِرُؤْيَتِهِ».
كان حصاد الحنطة في شهر أيار. وكان التابوت في بلاد الفلسطينيين سبعة أشهر وكانت كسرة إسرائيل في حجر المعونة في شهر تشرين الأول.
١٤ – ١٦ «١٤ فَأَتَتِ ٱلْعَجَلَةُ إِلَى حَقْلِ يَهُوشَعَ ٱلْبَيْتَشَمْسِيِّ وَوَقَفَتْ هُنَاكَ. وَهُنَاكَ حَجَرٌ كَبِيرٌ. فَشَقَّقُوا خَشَبَ ٱلْعَجَلَةِ وَأَصْعَدُوا ٱلْبَقَرَتَيْنِ مُحْرَقَةً لِلرَّبِّ. ١٥ فَأَنْزَلَ ٱللاَّوِيُّونَ تَابُوتَ ٱلرَّبِّ وَٱلصُّنْدُوقَ ٱلَّذِي مَعَهُ ٱلَّذِي فِيهِ أَمْتِعَةُ ٱلذَّهَبِ وَوَضَعُوهُمَا عَلَى ٱلْحَجَرِ ٱلْكَبِيرِ. وَأَصْعَدَ أَهْلُ بَيْتَشَمْسَ مُحْرَقَاتٍ وَذَبَحُوا ذَبَائِحَ فِي ذٰلِكَ ٱلْيَوْمِ لِلرَّبِّ. ١٦ فَرَأَى أَقْطَابُ ٱلْفِلِسْطِينِيِّينَ ٱلْخَمْسَةُ وَرَجَعُوا إِلَى عَقْرُونَ فِي ذٰلِكَ ٱلْيَوْمِ».
٢صموئيل ٢٤: ٢٢ و١ملوك ١٩: ٢١ خروج ٤: ١٤ ويشوع ٣: ٣
فِي ٱلْوَادِي كانت بيتشمس في سفح الجبل وتحتها واديان يُزرع فيهما القمح.
وَفَرِحُوا ما كان يخوّف الفلسطينيين فرّح شعب الله.
جعلوا الحجر الكبير مذبحاً والعجلة حطباً والبقرتين محرقة للرب.
ٱللاَّوِيُّونَ كان الكهنة من سبط لاوي ونسل هارون وكان الباقون من اللاويين مخصصين لخدمة المقدس على اختلاف أنواعها ونسخ الأسفار المقدسة والتعليم. والظاهر أن المذكورين هنا هم غير الكهنة.
وَأَصْعَدَ أَهْلُ بَيْتَشَمْسَ مُحْرَقَاتٍ تبرعات غير البقرتين.
فَرَأَى أَقْطَابُ ٱلْفِلِسْطِينِيِّينَ من هذه الحوادث كلها تأكدوا أن الرب هو الذي أسقط داجون وضربهم بالأمراض وهو رب جميع المخلوقات ورب شعبه إسرائيل.
١٧، ١٨ «١٧ وَهٰذِهِ هِيَ بَوَاسِيرُ ٱلذَّهَبِ ٱلَّتِي رَدَّهَا ٱلْفِلِسْطِينِيُّونَ قُرْبَانَ إِثْمٍ لِلرَّبِّ: وَاحِدٌ لأَشْدُودَ، وَوَاحِدٌ لِغَزَّةَ، وَوَاحِدٌ لأَشْقَلُونَ، وَوَاحِدٌ لِجَتَّ، وَوَاحِدٌ لِعَقْرُونَ. ١٨ وَفِيرَانُ ٱلذَّهَبِ بِعَدَدِ جَمِيعِ مُدُنِ ٱلْفِلِسْطِينِيِّينَ لِلْخَمْسَةِ ٱلأَقْطَابِ مِنَ ٱلْمَدِينَةِ ٱلْمُحَصَّنَةِ إِلَى قَرْيَةِ ٱلصَّحْرَاءِ. وَشَاهِدٌ هُوَ ٱلْحَجَرُ ٱلْكَبِيرُ ٱلَّذِي وَضَعُوا عَلَيْهِ تَابُوتَ ٱلرَّبِّ. هُوَ إِلَى هٰذَا ٱلْيَوْمِ فِي حَقْلِ يَهُوشَعَ ٱلْبَيْتَشَمْسِيِّ».
ع ٤ تثنية ٣: ٥ ع ١٤ و١٥
وَفِيرَانُ ٱلذَّهَبِ (انظر ع ٤ وتفسير ع ٥).
شَاهِدٌ (تكوين ٣١: ٥٢ ويشوع ٤: ٩ و٢٤: ٢٦ و١صموئيل ٧: ١٢).
١٩ – ٢١ «١٩ وَضَرَبَ أَهْلَ بَيْتَشَمْسَ لأَنَّهُمْ نَظَرُوا إِلَى تَابُوتِ ٱلرَّبِّ. وَضَرَبَ مِنَ ٱلشَّعْبِ خَمْسِينَ أَلْفَ رَجُلٍ وَسَبْعِينَ رَجُلاً. فَنَاحَ ٱلشَّعْبُ لأَنَّ ٱلرَّبَّ ضَرَبَ ٱلشَّعْبَ ضَرْبَةً عَظِيمَةً. ٢٠ وَقَالَ أَهْلُ بَيْتَشَمْسَ: مَنْ يَقْدِرُ أَنْ يَقِفَ أَمَامَ ٱلرَّبِّ ٱلإِلٰهِ ٱلْقُدُّوسِ هٰذَا، وَإِلَى مَنْ يَصْعَدُ عَنَّا؟ ٢١ وَأَرْسَلُوا رُسُلاً إِلَى سُكَّانِ قَرْيَةِ يَعَارِيمَ قَائِلِينَ: قَدْ رَدَّ ٱلْفِلِسْطِينِيُّونَ تَابُوتَ ٱلرَّبِّ، فَٱنْزِلُوا وَأَصْعِدُوهُ إِلَيْكُمْ».
عدد ٤: ٥ و١٥ و٢٢ و٢صموئيل ٦: ٧ لاويين ١١: ٤٤ و٤٥ و٢صموئيل ٦: ٩ يشوع ٩: ١٧ و١٥: ٩ و٦٠
لأَنَّهُمْ نَظَرُوا قيل في ع ١٣ أنهم «رأوا التابوت وفرحوا برؤيته» ولكن النظر إلى التابوت المشار إليه هنا هو نظر آخر وكان خطيئة عظيمة. ولعلهم مسوه ورفعوا الغطاء وعاملوه دون الاحترام الواجب. كان التابوت في خيمة الاجتماع أولاً ثم في الهيكل في قدس الأقداس ولم يدخل إليه أحد إلا رئيس الكهنة مرة في السنة (عبرانيين ٩: ٧) وعند ارتحال المحلة كان هارون وبنوه ينزلون حجاب السجف ويغطون به التابوت ويأتي بعد ذلك بنو قهات للحمل ولكن لا يسمون القدس ولا يدخلونه ليروه لئلا يموتوا (عدد ٤: ٥ – ٢٠). وأمات الرب عزّة لأنه مد يده إلى التابوت (٢صموئيل ٦: ٧) فعلم الرب شعبه أن يدنو منه بكل احترام مقدس وهيبة. ولولا هذه العِبر المخيفة كان التابوت لبني إسرائيل صندوق خشب فقط والرب القدير القدوس كأحد آلهة الوثنيين.
خَمْسِينَ أَلْفَ رَجُلٍ وَسَبْعِينَ رَجُلاً هنا بعض الصعوبة لأن الإسرائيليين كانوا أكثرهم يعملون في الأرض ويسكنون في قرى صغيرة ولم يكن لهم مدن كبيرة. ولا شيء في القرينة ولا في التاريخ يدل على أن بيتشمس كانت مدينة كبيرة فيها ما يزيد على خمسين ألفاً من السكان لذلك ظن أكثر المفسرين أنه وقع غلط في النُسخ القديمة وذلك من المحتمل لأنه بالعبرانية والعربية أيضاً تُستعمل الحروف الهجائية للتعبير عن الأعداد ويُسمى هذا حساب الجُمّل ومن المحتمل أن عدد الذين ماتوا كُتب أصلاً بأحرف وليس بأرقام ولا بألفاظ ومن الممكن أيضاً إبدال حرف بآخر وحذف نقطة أو زيادتها ولا يمكننا الآن أن نعرف الصواب إلا أنه حدث ضربة عظيمة (ع ٢٠ و٢١) منها تعلموا أن الله قدوس وليس عنده محاباة لأنه ضرب شعبه المخطئين كما ضرب الفلسطينيين ولكن لم يجُل في بالهم أن يقدسوا أنفسهم فيبقى التابوت عندهم بل طلبوا إبعاده عنهم ومثلهم مثل الجرجسيين الذين طلبوا من يسوع أن ينصرف عن تخومهم (متى ٨: ٣٤).
قَرْيَةِ يَعَارِيمَ على تخم يهوذا وبنيامين وتُدعى أيضاً بعلة وبعلة يهوذا وقرية بعل. وظن أكثرهم أنها قرية العنب بقرب القدس. ولعل أهل بيت شمس اختاروا قرية يعاريم دون غيرهما لأنها قريبة منهم. ومعنى يعاريم وعر (انظر مزمور ١٣٢: ٦).
- يطلب المؤمنون الاقتراب إلى الله وأما غير المؤمنين فيطلبون الابتعاد عنه (٢).
- كثيراً ما يلتزم المقاومون أن يشهدوا للحق (ع ٦).
- يتحول الفرح (ع ١٣) إلى النوح (ع ١٩) إن لم يكن مؤسساً على الاحترام المقدس.
- من أحسن الطرق لمعرفة مشيئة الله التأمل في تاريخ شعبه (ع ٦).
- الحوادث العرضية كسَير البقر (ع ٩) وإن كان الله أعلن مشيئته بواسطتها في القديم (ع ٩ وتكوين ٢٤: ١٤ و١صموئيل ١٤: ١٠ و٢٠: ٧) ليست طريقة ثابتة لإرشادنا في أيام العهد الجديد. بل أفضل طريقة لمعرفة مشيئة الله تعليم الكتاب المقدس مع الصلاة وإرشاد الروح القدس. ومن أراد أن يعلم مشيئة الله فعليه أن يعملها.
-
إن الله يستخدم الحيوانات البكم لإرشاد الجهلاء (عدد ٢٢: ٢٨ وإشعياء ١: ٣).
السابق |
التالي |