الملوك الأول

سفر الملوك الأول | 21 | السنن القويم

السنن القويم في تفسير أسفار العهد القديم

شرح سفر الملوك الأول

للقس . وليم مارش

اَلأَصْحَاحُ ٱلْحَادِي وَٱلْعِشْرُونَ

١ – ١٦ «١ وَحَدَثَ بَعْدَ هٰذِهِ ٱلأُمُورِ أَنَّهُ كَانَ لِنَابُوتَ ٱلْيَزْرَعِيلِيِّ كَرْمٌ فِي يَزْرَعِيلَ بِجَانِبِ قَصْرِ أَخْآبَ مَلِكِ ٱلسَّامِرَةِ. ٢ فَقَالَ أَخْآبُ لِنَابُوتَ: أَعْطِنِي كَرْمَكَ فَيَكُونَ لِي بُسْتَانَ بُقُولٍ لأَنَّهُ قَرِيبٌ بِجَانِبِ بَيْتِي، فَأُعْطِيَكَ عِوَضَهُ كَرْماً أَحْسَنَ مِنْهُ. أَوْ إِذَا حَسُنَ فِي عَيْنَيْكَ أَعْطَيْتُكَ ثَمَنَهُ فِضَّةً. ٣ فَقَالَ نَابُوتُ لأَخْآبَ: حَاشَا لِي مِنْ قِبَلِ ٱلرَّبِّ أَنْ أُعْطِيَكَ مِيرَاثَ آبَائِي. ٤ فَدَخَلَ أَخْآبُ بَيْتَهُ مُكْتَئِباً مَغْمُوماً مِنْ أَجْلِ قَوْلِ نَابُوتَ ٱلْيَزْرَعِيلِيِّ: لاَ أُعْطِيكَ مِيرَاثَ آبَائِي. وَٱضْطَجَعَ عَلَى سَرِيرِهِ وَحَوَّلَ وَجْهَهُ وَلَمْ يَأْكُلْ خُبْزاً. ٥ فَدَخَلَتْ إِلَيْهِ إِيزَابَلُ ٱمْرَأَتُهُ وَقَالَتْ لَهُ: لِمَاذَا رُوحُكَ مُكْتَئِبَةٌ وَلاَ تَأْكُلُ خُبْزاً؟ ٦ فَقَالَ لَهَا: لأَنِّي قُلْتُ لِنَابُوتَ ٱلْيَزْرَعِيلِيِّ: أَعْطِنِي كَرْمَكَ بِفِضَّةٍ وَإِذَا شِئْتَ أَعْطَيْتُكَ كَرْماً عِوَضَهُ فَقَالَ: لاَ أُعْطِيكَ كَرْمِي. ٧ فَقَالَتْ لَهُ إِيزَابَلُ: أَأَنْتَ ٱلآنَ تَحْكُمُ عَلَى إِسْرَائِيلَ! قُمْ كُلْ خُبْزاً وَلْيَطِبْ قَلْبُكَ. أَنَا أُعْطِيكَ كَرْمَ نَابُوتَ ٱلْيَزْرَعِيلِيِّ. ٨ ثُمَّ كَتَبَتْ رَسَائِلَ بِٱسْمِ أَخْآبَ وَخَتَمَتْهَا بِخَاتِمِهِ، وَأَرْسَلَتِ ٱلرَّسَائِلَ إِلَى ٱلشُّيُوخِ وَٱلأَشْرَافِ ٱلَّذِينَ فِي مَدِينَتِهِ ٱلسَّاكِنِينَ مَعَ نَابُوتَ. ٩ وَكَتَبَتْ فِي ٱلرَّسَائِلِ تَقُولُ: نَادُوا بِصَوْمٍ وَأَجْلِسُوا نَابُوتَ فِي رَأْسِ ٱلشَّعْبِ. ١٠ وَأَجْلِسُوا رَجُلَيْنِ مِنْ بَنِي بَلِيَّعَالَ تُجَاهَهُ لِيَشْهَدَا قَائِلَيْنِ: قَدْ جَدَّفْتَ عَلَى ٱللّٰهِ وَعَلَى ٱلْمَلِكِ. ثُمَّ أَخْرِجُوهُ وَٱرْجُمُوهُ فَيَمُوتَ. ١١ فَفَعَلَ رِجَالُ مَدِينَتِهِ ٱلشُّيُوخُ وَٱلأَشْرَافُ ٱلسَّاكِنُونَ فِي مَدِينَتِهِ كَمَا أَرْسَلَتْ إِلَيْهِمْ إِيزَابَلُ، كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِي ٱلرَّسَائِلِ ٱلَّتِي أَرْسَلَتْهَا إِلَيْهِمْ. ١٢ فَنَادُوا بِصَوْمٍ وَأَجْلَسُوا نَابُوتَ فِي رَأْسِ ٱلشَّعْبِ. ١٣ وَأَتَى رَجُلاَنِ مِنْ بَنِي بَلِيَّعَالَ وَجَلَسَا تُجَاهَهُ، وَشَهِدَا عَلَى نَابُوتَ أَمَامَ ٱلشَّعْبِ: قَدْ جَدَّفَ نَابُوتُ عَلَى ٱللّٰهِ وَعَلَى ٱلْمَلِكِ. فَأَخْرَجُوهُ خَارِجَ ٱلْمَدِينَةِ وَرَجَمُوهُ بِحِجَارَةٍ فَمَاتَ. ١٤ وَأَرْسَلُوا إِلَى إِيزَابَلَ يَقُولُونَ: قَدْ رُجِمَ نَابُوتُ وَمَاتَ. ١٥ وَلَمَّا سَمِعَتْ إِيزَابَلُ أَنَّ نَابُوتَ قَدْ رُجِمَ وَمَاتَ، قَالَتْ لأَخْآبَ: قُمْ رِثْ كَرْمَ نَابُوتَ ٱلْيَزْرَعِيلِيِّ ٱلَّذِي أَبَى أَنْ يُعْطِيَكَ إِيَّاهُ بِفِضَّةٍ، لأَنَّ نَابُوتَ لَيْسَ حَيّاً بَلْ هُوَ مَيِّتٌ. ١٦ وَلَمَّا سَمِعَ أَخْآبُ أَنَّ نَابُوتَ قَدْ مَاتَ قَامَ لِيَنْزِلَ إِلَى كَرْمِ نَابُوتَ ٱلْيَزْرَعِيلِيِّ لِيَرِثَهُ».

ص ١٨: ٤٥ و٤٦ و١صموئيل ٨: ١٤ لاويين ٢٥: ٢٣ وعدد ٣٦: ٧ وحزقيال ٤٦: ١٨ ص ٢٠: ٤٣ و١صموئيل ٨: ١٤ أستير ٣: ١٢ و٨: ٨ و١٠ ص ٢٠: ٧ و٢ملوك ٩: ٢٦

بَعْدَ هٰذِهِ ٱلأُمُورِ بعد الحرب مع أرام وبعد عودة السلام والراحة.

يَزْرَعِيلَ مدينة في سهل يزرعيل اسمها اليوم زرين تبعد عن السامرة ٢٠ ميلاً وعن أورشليم ٥٠ ميلاً مشهورة بجمال موقعها وكان فيها قصر لأخآب غير أن السامرة كانت قاعدة المملكة.

أَعْطِنِي كَرْمَكَ (ع ٢) إتمام قول صموئيل في قضاء الملك (١صموئيل ٨: ١٤) غير أن أخآب لم يقصد أن يأخذ الكرم بلا ثمن. وكان أخآب مولعاً بالبناء فبنى مدناً وذُكر في (٢٢: ٣٩) إنه بنى بيتاً من العاج أي بيتاً مزيناً بالعاج.

حَاشَا لِي مِنْ قِبَلِ ٱلرَّبِّ (ع ٣) هنا دليل على وجود أناس خافوا الرب على رغم اضطهاد إيزابل الملكة. ودليل أيضاً على حفظ ناموس موسى الذي نهى عن تحويل نصيب من سبط إلى آخر (عدد ٣٦: ٧ لاويين ٢٥: ٢٧ و٢٨) وربما حسب نابوت أخآب كوثني لأنه كان قد ترك عبادة الرب.

وَلَمْ يَأْكُلْ خُبْزاً (ع ٤) أعماله كأعمال ولد صغير مع أنه ملك وله بيوت وأملاك كثيرة ولكنه علق قلبه بهذا الكرم. وظهر اعتباره للناموس لأنه قبلما دخلت امرأته لم يفتكر بأخذ الكرم على طريقة غير جائزة.

أَأَنْتَ ٱلآنَ تَحْكُمُ عَلَى إِسْرَائِيلَ (ع ٧) على اعتقادها كان الملك حاكماً مطلقاً وليس مقيداً بنظام ولا بشريعة لا من الله ولا من الناس بل له أن يعمل مهما يريد. فعيّرت رجلها على جبانته كأنها قالت أنت لا تعرف شيئاً. قِف على جانب وأنا أدبر الأمر. والملك الدنيء قبل التعيير بالسكوت وسلم الأمر لامرأته وفرح بأمله أنه يأخذ الكرم ولم يسأل بأية وسيلة.

وَخَتَمَتْهَا بِخَاتِمِهِ (ع ٨) كان الملك سلم لها الخاتم أي فوضها أن تعمل باسمه مهما أرادت.

ٱلسَّاكِنِينَ مَعَ نَابُوتَ وشرهم أعظم لأنهم عرفوا جيداً الرجل الذي أقاموا عليه دعوة كاذبة.

نَادُوا بِصَوْمٍ (ع ٩) كأنهم علموا أن غضب الله قد حمي على المدينة بسبب خطيئة وغايتهم بالمناداة بالصوم إظهار الخطية ورفع الغضب (١صموئيل ٧: ٦ يوئيل ٢: ١٢).

أَجْلِسُوا نَابُوتَ فِي رَأْسِ ٱلشَّعْبِ ليظهر للشعب أن نابوت رجل مكرّم معتبر عند الشيوخ فلا يظن الشعب أن الدعوى عليه كانت بعلم الشيوخ وتدبيرهم أو إنهم يجلسون نابوت أمام الشعب لأجل المحاكمة.

بَنِي بَلِيَّعَالَ (ع ١٠) بني البطل أي بطالون وهم بلا ضمير وبلا حياء وفي (تثنية ١٣: ١٣) بنو لئيم.

أَخْرِجُوهُ وَٱرْجُمُوهُ حسب الشريعة (لاويين ٢٤: ١٦ وتثنية ١٧: ٦) وجرى هذا الحكم على أولاده أيضاً (٢ملوك ٩: ٢٦) ونلاحظ هنا اقتدار إيزابل فإنها اخترعت أحسن وسيلة لنيل غايتها حتى أنها تظاهرت بالغيرة للرب.

فَفَعَلَ رِجَالُ مَدِينَتِهِ (ع ١١) دليل على تسلط إيزابل عليهم وفساد أخلاقهم.

وَأَرْسَلُوا إِلَى إِيزَابَلَ (ع ١٤) عرفوا أن الرسائل منها وإن كانت مختومة بخاتم الملك.

قُمْ رِثْ كَرْمَ نَابُوتَ (ع ١٥) كان أولاد نابوت قد ماتوا أيضاً (٢ملوك ٩: ٢٦) فلم يبق من يعترض على الملك إذا أخذ الكرم. ومن جزاء المجدّف على الملك ضبط أمواله للملك.

١٧ – ٢٩ «١٧ فَكَانَ كَلاَمُ ٱلرَّبِّ إِلَى إِيلِيَّا ٱلتِّشْبِيِّ: ١٨ قُمِ ٱنْزِلْ لِلِقَاءِ أَخْآبَ مَلِكِ إِسْرَائِيلَ ٱلَّذِي فِي ٱلسَّامِرَةِ. هُوَذَا هُوَ فِي كَرْمِ نَابُوتَ ٱلَّذِي نَزَلَ إِلَيْهِ لِيَرِثَهُ. ١٩ وَقُلْ لَهُ: هٰكَذَا قَالَ ٱلرَّبُّ: هَلْ قَتَلْتَ وَوَرِثْتَ أَيْضاً؟ فِي ٱلْمَكَانِ ٱلَّذِي لَحَسَتْ فِيهِ ٱلْكِلاَبُ دَمَ نَابُوتَ تَلْحَسُ ٱلْكِلاَبُ دَمَكَ أَنْتَ أَيْضاً. ٢٠ فَقَالَ أَخْآبُ لإِيلِيَّا: هَلْ وَجَدْتَنِي يَا عَدُوِّي؟ فَقَالَ: قَدْ وَجَدْتُكَ لأَنَّكَ قَدْ بِعْتَ نَفْسَكَ لِعَمَلِ ٱلشَّرِّ فِي عَيْنَيِ ٱلرَّبِّ. ٢١ هَئَنَذَا أَجْلِبُ عَلَيْكَ شَرّاً، وَأُبِيدُ نَسْلَكَ، وَأَقْطَعُ لأَخْآبَ كُلَّ ذَكَرٍ وَمَحْجُوزٍ وَمُطْلَقٍ فِي إِسْرَائِيلَ. ٢٢ وَأَجْعَلُ بَيْتَكَ كَبَيْتِ يَرُبْعَامَ بْنِ نَبَاطَ، وَكَبَيْتِ بَعْشَا بْنِ أَخِيَّا، لأَجْلِ ٱلإِغَاظَةِ ٱلَّتِي أَغَظْتَنِي، وَلِجَعْلِكَ إِسْرَائِيلَ يُخْطِئُ. ٢٣ وَقَالَ ٱلرَّبُّ عَنْ إِيزَابَلَ أَيْضاً: إِنَّ ٱلْكِلاَبَ تَأْكُلُ إِيزَابَلَ عِنْدَ مِتْرَسَةِ يَزْرَعِيلَ. ٢٤ مَنْ مَاتَ لأَخْآبَ فِي ٱلْمَدِينَةِ تَأْكُلُهُ ٱلْكِلاَبُ، وَمَنْ مَاتَ فِي ٱلْحَقْلِ تَأْكُلُهُ طُيُورُ ٱلسَّمَاءِ. ٢٥ وَلَمْ يَكُنْ كَأَخْآبَ ٱلَّذِي بَاعَ نَفْسَهُ لِعَمَلِ ٱلشَّرِّ فِي عَيْنَيِ ٱلرَّبِّ، ٱلَّذِي أَغْوَتْهُ إِيزَابَلُ ٱمْرَأَتُهُ. ٢٦ وَرَجِسَ جِدّاً بِذَهَابِهِ وَرَاءَ ٱلأَصْنَامِ حَسَبَ كُلِّ مَا فَعَلَ ٱلأَمُورِيُّونَ ٱلَّذِينَ طَرَدَهُمُ ٱلرَّبُّ مِنْ أَمَامِ بَنِي إِسْرَائِيلَ. ٢٧ وَلَمَّا سَمِعَ أَخْآبُ هٰذَا ٱلْكَلاَمَ شَقَّ ثِيَابَهُ وَجَعَلَ مِسْحاً عَلَى جَسَدِهِ وَصَامَ وَٱضْطَجَعَ بِٱلْمِسْحِ وَمَشَى بِسُكُوتٍ. ٢٨ فَكَانَ كَلاَمُ ٱلرَّبِّ إِلَى إِيلِيَّا ٱلتِّشْبِيِّ: ٢٩ هَلْ رَأَيْتَ كَيْفَ اتَّضَعَ أَخْآبُ أَمَامِي؟ فَمِنْ أَجْلِ أَنَّهُ قَدِ اتَّضَعَ أَمَامِي لاَ أَجْلِبُ ٱلشَّرَّ فِي أَيَّامِهِ، بَلْ فِي أَيَّامِ ٱبْنِهِ أَجْلِبُ ٱلشَّرَّ عَلَى بَيْتِهِ».

ص ١٦: ٢٩ ص ٢٢: ٣٨ و٢ملوك ٩: ٢٦ ص ١٨: ١٧ ع ٢٥ ص ١٤: ١٠ و٢ملوك ٩: ٨ ص ١٥: ٢٩ ص ١٦: ٣ و١١ ص ١٢: ٣٠ و١٣: ٣٤ و١٤: ١٦ و٢ملوك ٩: ١٠ و٣٠ – ٣٧ و٢ملوك ٢٠: ١٥ ص ١٤: ١١ و١٦: ٤ ع ٢٠ وص ١٦: ٣٠ – ٣٣ ص ١٥: ١٢ و٢ملوك ١٧: ١٢ تكوين ١٥: ١٦ ولاويين ١٨: ٢٥ – ٣٠ و٢صموئيل ٣: ٣١ و٢ملوك ٦: ٣٠ و٢ملوك ٩: ٢٥ – ٣٧

كانت هذه الحادثة بعد دعوة اليشع بنحو ٦ سنين (١٩: ١٩ – ٢١) ولا نعرف أين كان إيليا أو ماذا عمل في تلك المدة. والأرجح أنه كان في البراري وربما كان في جبل الكرمل. ونرى هنا عظم خطيئة الظلم فإن الرب أرسل إيليا النبي ليوبخ الملك عليها وأما في أمر بنهدد فأرسل أنبياء مجهولين ليوبخوه. ونرى أيضاً أن ظلم شخص واحد فقط يهم الرب. انظر أمر داود وأوريا الحثي (٢صموئيل ص ١١).

ٱلَّذِي فِي ٱلسَّامِرَةِ (ع ١٨) أي الذي مسكنه وقاعدته السامرة. ولكنه لقي أخآب في الكرم في يزرعيل.

هَلْ قَتَلْتَ وَوَرِثْتَ (ع ١٩) كان قتل نابوت بواسطة إيزابل وشيوخ المدينة وأما المسؤولية فكانت عليه وحينما ورث أخذ على نفسه خطيئة قتل نابوت. ومما زاد في خطيئته أنه قتل رجلاً باراً وأولاده ليأخذ كرمهم وورث بالعجل وبلا شفقة ولا حياء.

تَلْحَسُ ٱلْكِلاَبُ دَمَكَ في (ع ٢٩) إن الرب رأى توبة أخآب وقال إنه لا يجلب الشر في أيامه بل في أيام ابنه وفي (٢ملوك ٩: ٢٤ – ٢٦) إن ياهو قتل يهورام بن أخآب وألقى جثته في حقل نابوت حسب قول الرب. وفي (٢٢: ٣٨) ذُكر أنه غُسلت مركبة أخآب في بركة السامرة فلحست الكلام دمه حسب كلام الرب. فتمت النبوة في أخآب من جهة لحس الكلاب لدمه وفي ابنه من جهة المكان.

هَلْ وَجَدْتَنِي يَا عَدُوِّي (ع ٢) كلام الرب أحلى من العسل وقطر الشهاد ولكنه صار عدواً لرجل اعتمد على خطية وأصر عليها. وربما أخآب لم يكن قد رأى إيليا بعد قتله أنبياء البعل في الكرمل فلم ينتظر حضوره وهو في الكرم الذي كان قد أخذه ظلماً. فاستيقظ ضميره عندما رآه.

قَدْ بِعْتَ نَفْسَكَ وما أعظم خسارة هذه التجارة. ترك معونة الرب ومواعيده والمجد والسعادة في هذا العالم وفي الآخرة. وجلب اللعنة على نفسه وعلى نسله وذلك كله لكي يأخذ كرماً.

كَبَيْتِ يَرُبْعَامَ (ع ٢٢ انظر ١٥: ٢٩).

كَبَيْتِ بَعْشَا (انظر ١٦: ٣ و١١). كان أخآب قد جعل إسرائيل يخطي بإقامته عبادة وثنية واضطهاده أنبياء الرب وبقدوته الرديئة بظلمه نابوت. والرب يجري العدل والقضاء لجميع المظلومين وتمت النبوة في إيزابل (ع ٢٣) وفي نسل أخآب (ع ٢٤) بواسطة ياهو (٢ملوك ٩: ٣٠ – ٣٧ و١٠: ١ – ١١) وكان القائدان ياهو وبدقر واقفين مع الخدمة وسمعا هذا الكلام.

ٱلَّذِي بَاعَ نَفْسَهُ (ع ٢٥ انظر ع ٢٠). المبيع هو للمشتري وليس للبائع أن يسترجعه وهكذا كان أخآب قد سلم نفسه لعمل الشر تسليماً تاماً بلا مراجعة.

أَغْوَتْهُ إِيزَابَلُ وليس له عذر لأن الرجل يجب أن لا ينغوي ولا سيما الملك.

ٱلأَمُورِيُّونَ (ع ٢٦) ربما ذُكر الأموريون دون غيرهم من الكنعانيين لأنهم سكنوا الجبال وكانت السامرة في الجبال. وكانت خطيئة أخآب أعظم من خطايا الملوك الذين قبله بما أنه أدخل العبادة الوثينة وأما العبادة التي أقامها يربعام فكانت للرب بواسطة العجلين ولم تكن عبادة وثنية محضاً.

شَقَّ ثِيَابَهُ الخ (ع ٢٧) علامة الحزن على الخطيئة والتوبة. قال يوسيفوس أنه مشى حافياً (٢صموئيل ١٥: ٣٠ إشعياء ٢٠: ٢) فنرى في أخآب شروراً ونرى فيه شيئاً من الصلاح. والرب يرى الصلاح كما يرى الشرور ولا يرفض من يرجع إليه تائباً.

فِي أَيَّامِ ٱبْنِهِ (ع ٢٩) كان تأجيل الشر رحمة لأخآب ولم يكن ظلماً لابنه لأن ابنه عمل شروراً عظيمة واستحق كل ما أصابه. ولم يخلص أخآب تماماً لأنه قُتل في الحرب.

فوائد

ع ٤ ملك بمقامه ولد بعقله

  1. لأنه لم يقدر أن يفتكر إلا بشيء واحد أي الكرم.
  2. لأنه لم يهتم إلا لنفسه. أعطني
  3. لأنه لم يهتم إلا للزمان الحاضر بلا نظر إلى نتيجة العمل.
  4. لأنه لم يقدر أن ينكر نفسه ولا يحتمل خيبة أمله.انظر قول الرسول «كونوا رجالاً» (١كورنثوس ١٦: ١٣).

ع ١٥ و١٩ ثمن الكرم

  1. ما انتظره. قام وورث. أي أخذه ولم يعط شيئاً.
  2. ما لم ينتظره. اللعنة من الرب. سُفك دمه ودم أولاده ودم امرأته وماتوا جميعهم قتلى فيحق أن يُسمى الحقل حقل دم.
  3. ما لم يقدر أن يتجنبه. المسؤولية. فإنه لم يقدر أن يحوّلها إلى امرأته ولا إلى شيوخ المدينة. كان أخآب قد أخذ الكرم وعلى أخآب أن يدفع ثمنه.

ع ٢٧ توبة أخآب

  1. إنها توبة بلا ثمر لأنه لم يرد ما كان قد أخذه ظلماً.
  2. إنها توبة غير ثابتة. (انظر ص ٢٢).
  3. إنها توبة مقبولة وإن كانت غير كاملة. وذلك من رحمة الرب الذي لا يقصف القصبة المرضوضة ولا يطفئ الفتيلة المدخنة. وأما الرب فلا يريد أن تبقى التوبة غير كاملة بل أن تتقدم إلى العمل وتثبت إلى النهاية.
السابق
التالي
زر الذهاب إلى الأعلى