الملوك الأول

سفر الملوك الأول | 17 | السنن القويم

السنن القويم في تفسير أسفار العهد القديم

شرح سفر الملوك الأول

للقس . وليم مارش

اَلأَصْحَاحُ ٱلسَّابِعُ عَشَرَ

١ – ٧ «١ وَقَالَ إِيلِيَّا ٱلتِّشْبِيُّ مِنْ مُسْتَوْطِنِي جِلْعَادَ لأَخْآبَ: حَيٌّ هُوَ ٱلرَّبُّ إِلٰهُ إِسْرَائِيلَ ٱلَّذِي وَقَفْتُ أَمَامَهُ، إِنَّهُ لاَ يَكُونُ طَلٌّ وَلاَ مَطَرٌ فِي هٰذِهِ ٱلسِّنِينَ إِلاَّ عِنْدَ قَوْلِي. ٢ وَكَانَ كَلاَمُ ٱلرَّبِّ لَهُ: ٣ ٱنْطَلِقْ مِنْ هُنَا وَاتَّجِهْ نَحْوَ ٱلْمَشْرِقِ، وَٱخْتَبِئْ عِنْدَ نَهْرِ كَرِيثَ ٱلَّذِي هُوَ مُقَابِلُ ٱلأُرْدُنِّ، ٤ فَتَشْرَبَ مِنَ ٱلنَّهْرِ. وَقَدْ أَمَرْتُ ٱلْغِرْبَانَ أَنْ تَعُولَكَ هُنَاكَ. ٥ فَٱنْطَلَقَ وَعَمِلَ حَسَبَ كَلاَمِ ٱلرَّبِّ وَذَهَبَ فَأَقَامَ عِنْدَ نَهْرِ كَرِيثَ ٱلَّذِي هُوَ مُقَابِلُ ٱلأُرْدُنِّ. ٦ وَكَانَتِ ٱلْغِرْبَانُ تَأْتِي إِلَيْهِ بِخُبْزٍ وَلَحْمٍ صَبَاحاً وَبِخُبْزٍ وَلَحْمٍ مَسَاءً، وَكَانَ يَشْرَبُ مِنَ ٱلنَّهْرِ. ٧ وَكَانَ بَعْدَ مُدَّةٍ مِنَ ٱلزَّمَانِ أَنَّ ٱلنَّهْرَ يَبِسَ لأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ مَطَرٌ فِي ٱلأَرْضِ».

قضاة ١٢: ٤ ص ١٨: ١٠ و٢٢: ١٤ و٢ملوك ٥: ٢٠ ص ١٨: ١ ولوقا ٤: ٢٥ ويعقوب ٥: ١٧ ع ٩

في زمان الملك اخآب امتدت العبادة الوثنية وتمكنت فكان عدد أنبياء البعل وأنبياء السواري ٨٥٠ وقصد اخآب قتل جميع أنبياء الرب واستئصال عبادته. وهذه الأحوال استدعت قيام نبي عظيم مقتدر في الإيمان مملوء من روح الله ليشهد للحق ويحفظ العبادة الطاهرة. وتلك الأحوال استدعت أيضاً حدوث عجائب لتشهد للنبي لأنه لولاها لما سمع له الشعب. وكان زمان إيليا كزمان موسى وزمان تجسد المسيح وزمان الرسل أي زماناً خطيراً يحتاج إلى وسائل إلهية غير اعتيادية.

إِيلِيَّا ٱلتِّشْبِيُّ نسبة إلى قريته وموقع هذه القرية مجهول. وكان من مستوطني جلعاد أي إنه سكن فيها ولكنه لم يكن منها أصلاً. وبلاد جلعاد شرقي الأردن أراضيها صخرية وعرة. فبهذا الأمر أشبه موسى الذي أتى من أرض مديان ليكلم ملك مصر ويوحنا المعمدان الذي بشر في برية اليهودية وأتى منها ليوبخ الملك هيرودس.

ٱلَّذِي وَقَفْتُ أَمَامَهُ كان إيليا عبد الرب كموسى (يشوع ١: ١) وبولس (أعمال ٢٧: ٢٣) وتكلم كما أمره. ومنع المطر هو من الرب وقول إيليا هو القول الذي جعله الرب في فمه. وصلاة إيليا هي الصلاة حسب مشيئة الرب (يعقوب ٥: ١٧ و١٨). وامتناع الطل والمطر هو أولاً مجازاة الله للشعب على خطاياهم (تثنية ١١: ١٦ و١٧) وثانياً واسطة لامتحان البعل الذي كان إله الطبيعة حسب زعمهم منه المطر وأثمار الأرض وجميع الخيرات. فتوقف الرب عن إرسال المطر ليروا هل يقدر البعل أن يرسله.

وَٱخْتَبِئْ (ع ٣) لم يقدر أن يظهر للناس أولاً خوفاً من الملك، وثانياً خوفاً من الشعب الذين كانوا يطلبون منه المطر بلجاجة لأنه لو بقي عندهم لكانوا قتلوه إن لم يعطهم إياه لأن المطر يكون عند قوله (ع ١).

نَهْرِ كَرِيثَ لا نعرف موقعه والأرجح أنه شرقي الأردن. وكان يصبّ في الأردن.

أَمَرْتُ ٱلْغِرْبَانَ (ع ٤) والأمر العجيب هو أن الغربان أتت بخبز ولحم ولم تأكله وأتت إلى إيليا ولم تخف منه وأتت إلى الموضع المعيّن وفي الوقت المعيّن بلا انقطاع زماناً طويلاً ولا نعرف من أين أتت بالخبز واللحم. واللفظة العبرانية المترجمة غربان هي عربيم. وفهم بعضهم منها العرب أي إن الرب أمر العرب الساكنين في البرية ليعولوا إيليا. وفهم غيرهم أن العربيم هم سكان قرية اسمها عربو. واظهر إيليا إيمانه بطاعته الكاملة لقول الرب وذهابه إلى موضع ليس فيه طعام وسكناه فيه زماناً.

بَعْدَ مُدَّةٍ مِنَ ٱلزَّمَانِ (ع ٧) مدة غير محدودة ويُظن أنها كانت سنة.

٨ – ١٦ «٨ وَكَانَ لَهُ كَلاَمُ ٱلرَّبِّ: ٩ قُمِ ٱذْهَبْ إِلَى صِرْفَةَ ٱلَّتِي لِصَيْدُونَ وَأَقِمْ هُنَاكَ. هُوَذَا قَدْ أَمَرْتُ هُنَاكَ أَرْمَلَةً أَنْ تَعُولَكَ. ١٠ فَقَامَ وَذَهَبَ إِلَى صِرْفَةَ. وَجَاءَ إِلَى بَابِ ٱلْمَدِينَةِ، وَإِذَا بِٱمْرَأَةٍ أَرْمَلَةٍ هُنَاكَ تَقُشُّ عِيدَاناً، فَنَادَاهَا وَقَالَ: هَاتِي لِي قَلِيلَ مَاءٍ فِي إِنَاءٍ فَأَشْرَبَ. ١١ وَفِيمَا هِيَ ذَاهِبَةٌ لِتَأْتِيَ بِهِ نَادَاهَا وَقَالَ: هَاتِي لِي كِسْرَةَ خُبْزٍ فِي يَدِكِ. ١٢ فَقَالَتْ: حَيٌّ هُوَ ٱلرَّبُّ إِلٰهُكَ إِنَّهُ لَيْسَتْ عِنْدِي كَعْكَةٌ، وَلٰكِنْ مِلْءُ كَفٍّ مِنَ ٱلدَّقِيقِ فِي ٱلْكُوَّارِ، وَقَلِيلٌ مِنَ ٱلزَّيْتِ فِي ٱلْكُوزِ، وَهَئَنَذَا أَقُشُّ عُودَيْنِ لآتِيَ وَأَعْمَلَهُ لِي وَلابْنِي لِنَأْكُلَهُ ثُمَّ نَمُوتُ. ١٣ فَقَالَ لَهَا إِيلِيَّا: لاَ تَخَافِي. ٱدْخُلِي وَٱعْمَلِي كَقَوْلِكِ، وَلٰكِنِ ٱعْمَلِي لِي مِنْهَا كَعْكَةً صَغِيرَةً أَوَّلاً وَٱخْرُجِي بِهَا إِلَيَّ، ثُمَّ ٱعْمَلِي لَكِ وَلابْنِكِ أَخِيراً. ١٤ لأَنَّهُ هٰكَذَا قَالَ ٱلرَّبُّ إِلٰهُ إِسْرَائِيلَ: إِنَّ كُوَّارَ ٱلدَّقِيقِ لاَ يَفْرُغُ، وَكُوزَ ٱلزَّيْتِ لاَ يَنْقُصُ، إِلَى ٱلْيَوْمِ ٱلَّذِي فِيهِ يُعْطِي ٱلرَّبُّ مَطَراً عَلَى وَجْهِ ٱلأَرْضِ. ١٥ فَذَهَبَتْ وَفَعَلَتْ حَسَبَ قَوْلِ إِيلِيَّا، وَأَكَلَتْ هِيَ وَهُوَ وَبَيْتُهَا أَيَّاماً. ١٦ كُوَّارُ ٱلدَّقِيقِ لَمْ يَفْرُغْ، وَكُوزُ ٱلزَّيْتِ لَمْ يَنْقُصْ، حَسَبَ قَوْلِ ٱلرَّبِّ ٱلَّذِي تَكَلَّمَ بِهِ عَنْ يَدِ إِيلِيَّا».

عوبديا ٢٠ ولوقا ٤: ٢٦ ع ٤ تكوين ٢٤: ١٧ ويوحنا ٤: ٧ ع ١ و٢ملوك ٤: ٢ – ٧

صِرْفَةَ ٱلَّتِي لِصَيْدُونَ أظهر إيليا إيمانه بطاعته لهذا الأمر أيضاً لأن المكان المذكور كان في أرض الساجدين للبعل فكان من المحتمل أنهم يقتلونه أو يسلمونه إلى اخآب. وصرفة على شاطئ البحر بقرب صرفند الحالية تبعد ٧ أميال عن صيدا و١٤ ميلاً عن صور.

قَدْ أَمَرْتُ هُنَاكَ أَرْمَلَةً (ع ٩) وهنا أمر عجيب أيضاً إن أرملة فقيرة من جنس غريب لم يعرف اسمها تقدر أن تعوله أو ترضى بقبوله في بيتها.

هَاتِي لِي قَلِيلَ مَاءٍ (ع ١٠) الساكنون على شاطئ البحر يحفرون في الرمل بقرب البحر فيجتمع في الحفرة أو البئر ماء من ماء البحر ولكنه مصفّى بالرمل صالح للشرب غير أنه ضارب إلى الملوحة. فالماء على هذا النوع يظل ولو انقطع ماء المطر.

هَاتِي لِي كِسْرَةَ خُبْزٍ فِي يَدِكِ (ع ١١) لم تأبَ أن تسقيه لأن الماء عندها وذلك من واجبات الضيافة ولكنها لم تقدر أن تطعمه ولا كسرة خبر من شدة إعوازها.

حَيٌّ هُوَ ٱلرَّبُّ إِلٰهُكَ (ع ١٢) وقولها لا يثبت أنها من عبدة الرب لأن الوثنيين يعتقدون بوجود آلهة كثيرة والرب أحدها وربما عرفت أن إيليا من بني إسرائيل من لغته ومن هيئته وربما عرفت أيضاً أنه نبي.

لَيْسَتْ عِنْدِي كَعْكَةٌ أي أصغر قطعة من الخبز.

ٱعْمَلِي لِي مِنْهَا… أَوَّلاً بقوله هذا أعظم امتحان لإيمانها. فآمنت وقدمت لنبي رب إسرائيل ذلك الدقيق القليل وذلك الزيت القليل الثمينين ولم يكن عندها غيرهما وهي وابنها على وشك الموت من الجوع. وصدقت قول إيليا أن كوار الدقيق لا يفرغ وكوز الزيت لا ينقص (لوقا ٤: ٢٤ – ٢٦) فقبلت النبي وأخذت أجر نبي (متّى ١٠: ٤١ و٤٢).

أَيَّاماً (ع ١٥) نحو سنتين والكعكة الصغيرة التي عملتها لإيليا رجعت لها أضعافاً كثيرة.

١٧ – ٢٤ «١٧ وَبَعْدَ هٰذِهِ ٱلأُمُورِ مَرِضَ ٱبْنُ ٱلْمَرْأَةِ صَاحِبَةِ ٱلْبَيْتِ وَٱشْتَدَّ مَرَضُهُ جِدّاً حَتَّى لَمْ تَبْقَ فِيهِ نَسَمَةٌ. ١٨ فَقَالَتْ لإِيلِيَّا: مَا لِي وَلَكَ يَا رَجُلَ ٱللّٰهِ! هَلْ جِئْتَ إِلَيَّ لِتَذْكِيرِ إِثْمِي وَإِمَاتَةِ ٱبْنِي؟ ١٩ فَقَالَ لَهَا: أَعْطِينِي ٱبْنَكِ. وَأَخَذَهُ مِنْ حِضْنِهَا وَصَعِدَ بِهِ إِلَى ٱلْعُلِّيَّةِ ٱلَّتِي كَانَ مُقِيماً بِهَا، وَأَضْجَعَهُ عَلَى سَرِيرِهِ ٢٠ وَصَرَخَ إِلَى ٱلرَّبِّ: أَيُّهَا ٱلرَّبُّ إِلٰهِي، أَأَيْضاً إِلَى ٱلأَرْمَلَةِ ٱلَّتِي أَنَا نَازِلٌ عِنْدَهَا قَدْ أَسَأْتَ بِإِمَاتَتِكَ ٱبْنَهَا؟ ٢١ فَتَمَدَّدَ عَلَى ٱلْوَلَدِ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ، وَصَرَخَ إِلَى ٱلرَّبِّ: يَا رَبُّ إِلٰهِي، لِتَرْجِعْ نَفْسُ هٰذَا ٱلْوَلَدِ إِلَى جَوْفِهِ. ٢٢ فَسَمِعَ ٱلرَّبُّ لِصَوْتِ إِيلِيَّا، فَرَجَعَتْ نَفْسُ ٱلْوَلَدِ إِلَى جَوْفِهِ فَعَاشَ. ٢٣ فَأَخَذَ إِيلِيَّا ٱلْوَلَدَ وَنَزَلَ بِهِ مِنَ ٱلْعُلِّيَّةِ إِلَى ٱلْبَيْتِ وَدَفَعَهُ لأُمِّهِ. وَقَالَ إِيلِيَّا: ٱنْظُرِي. ٱبْنُكِ حَيٌّ! ٢٤ فَقَالَتِ ٱلْمَرْأَةُ لإِيلِيَّا: هٰذَا ٱلْوَقْتَ عَلِمْتُ أَنَّكَ رَجُلُ ٱللّٰهِ، وَأَنَّ كَلاَمَ ٱلرَّبِّ فِي فَمِكَ حَقٌّ».

٢صموئيل ١٦: ١٠ و٢ملوك ٣: ١٣ ويوحنا ٢: ٤ ص ١٢: ٢٢ و٢ملوك ٤: ٣٤ و٣٥ وأعمال ٢٠: ١٠ عبرانيين ١١: ٣٥ يوحنا ٢: ١١ و٣: ٢

حَتَّى لَمْ تَبْقَ فِيهِ نَسَمَةٌ أي مات. غير أن يوسيفوس وغيره يظنون أنه أُغمي عليه فقط. ولكن الأمر واضح من سياق الكلام أنه مات موتاً حقيقياً (ع ١٨ و٢٠ و٢٢).

لِتَذْكِيرِ إِثْمِي (ع ١٨) كان إيليا رجل الله رجلاً طاهراً فلاحظ فيها من الخطية ما يلاحظه غيره. وذكر الله فيها. كانت المرأة منتظرة خيراً من إقامته عندها وصار الأمر بالعكس.

ٱلْعُلِّيَّةِ (ع ١٩) وجود علّية لبيتها ومكان خصوصي لأجل النبي دليل على أنها لم تكن فقيرة سابقاً بل افتقرت في زمان القحط.

أَأَيْضاً (ع ٢٠) السوء الأول القحط والثاني موت ابنها. وكان إيليا إنساناً تحت الآلام مثلنا (يعقوب ٥: ١٧) أي عرضة للغلط مثلنا. فظن أن الرب أساء إلى من كان عمل خيراً فتعجب من الأمر. ولكنه رأى من نتيجة الأمر أن ما ظنه سوءاً كان خيراً لأنه لولا الجوع لما تعرفت برجل الله ولولا موت الولد لما عرفت قوة الله في إقامته من الموت.

تَمَدَّدَ عَلَى ٱلْوَلَدِ (٢١) دليل أولاً على اللجاجة في الصلاة لأجل الولد. وثانياً على أن الحياة من الله وهو وحده يقدر من الموت وأما إيليا فهو رجل الله وخادمه والواسطة التي بها أقام الله الولد من الموت.

كَلاَمَ ٱلرَّبِّ فِي فَمِكَ حَقٌّ (ع ٢٤) وقولها هذا لا يدل على أنها صدقت كلام إيليا فقط بل يدل أيضاً على إيمانها بإله إسرائيل إنه الإله الحي الحقيقي وحده.

فوائد

  1. ع ١ «لا يكون طل والمطر» المطر ونعمة الله(١) إن نعمة الله على اختلاف أنواعها مشبهة بالمطر (تثنية ٣٢: ٢ ومزمور ٧٢: ٦ وإشعياء ٢٦: ١٩ و٥٥: ١٠ وهوشع ١٤: ٥) (٢) إذا انقطع المطر يتعلم الناس قيمته وهكذا إذا انقطعت وسائل النعمة فيجب الاشتياق إليها والصلاة بلجاجة لأجل رجوعها مع التوبة والاعتراف بالخطية (٣) إن انقطاع نعمة الله شر من انقطاع المطر. فلما صلى إيليا صلاة أن لا يُمطر طلب انقطاع البركة الثانوية لكي ينالوا البركة العظمى.
  2. ع ١ «إلا عند قولي» نفوذ كلام الإنسان(١) إن الله يكلم الناس بواسطة الناس كالأنبياء والرسل فيجب الاحترام الكلي لكلام رجال الله المتضمن في الكتاب المقدس لأن الكلام ليس كلام موسى أو داود أو بولس بل بالحقيقة كلام الله (٢) لا يجوز للمتكلمين أن يفتخروا أو يتسلطوا على الناس كأن الحكمة والقوة منهم لأنهما من الله (٣) يجب على كل واعظ أن يبني كلامه وتعليمه على الكتاب المقدس فيكون بالسلطان بخلاف التعليم المبني على الحكمة البشرية.
  3. ع ٣ «اختبئ عند نهر كريث» الانفراد عن العالم(١) يجب أن يكون بأمر الرب وليس بمشيئتنا فلا نهرب من المسؤولية ولا نترك الخدمة لأجل راحتنا (٢) إن الغاية بالانفراد عن العالم يجب ان تكون الاستعداد لخدمة أفضل عندما يأمرنا الرب بالرجوع إليه (٣) من فوائد الانفراد عن العالم الصلاة والتأمل والانفصال عن هموم العالم ولذاته. ومن أخطار الانفراد الكسل والكبرياء ومحبة الذات وتسلط الشهوات السرية. وأمثلة الانفراد موسى في مديان ويوحنا المعمدان في برية اليهودية ويسوع حينما قضى أربعين يوماً في البرية وقضى ليالي في الجبال بالصلاة الانفرادية وبولس في بلاد العرب ويوحنا اللاهوتي في جزيرة بطمس.
السابق
التالي
زر الذهاب إلى الأعلى