الملوك الأول

سفر الملوك الأول | 16 | السنن القويم

السنن القويم في تفسير أسفار العهد القديم

شرح سفر الملوك الأول

للقس . وليم مارش

اَلأَصْحَاحُ ٱلسَّادِسُ عَشَرَ

١ – ٧ «١ وَكَانَ كَلاَمُ ٱلرَّبِّ إِلَى يَاهُو بْنِ حَنَانِي عَلَى بَعْشَا: ٢ مِنْ أَجْلِ أَنِّي قَدْ رَفَعْتُكَ مِنَ ٱلتُّرَابِ وَجَعَلْتُكَ رَئِيساً عَلَى شَعْبِي إِسْرَائِيلَ، فَسِرْتَ فِي طَرِيقِ يَرُبْعَامَ وَجَعَلْتَ شَعْبِي إِسْرَائِيلَ يُخْطِئُونَ وَيُغِيظُونَنِي بِخَطَايَاهُمْ، ٣ هَئَنَذَا أَنْزِعُ نَسْلَ بَعْشَا وَنَسْلَ بَيْتِهِ، وَأَجْعَلُ بَيْتَكَ كَبَيْتِ يَرُبْعَامَ بْنِ نَبَاطَ. ٤ فَمَنْ مَاتَ لِبَعْشَا فِي ٱلْمَدِينَةِ تَأْكُلُهُ ٱلْكِلاَبُ، وَمَنْ مَاتَ لَهُ فِي ٱلْحَقْلِ تَأْكُلُهُ طُيُورُ ٱلسَّمَاءِ. ٥ وَبَقِيَّةُ أُمُورِ بَعْشَا وَمَا عَمِلَ وَجَبَرُوتُهُ مَكْتُوبَةٌ فِي سِفْرِ أَخْبَارِ ٱلأَيَّامِ لِمُلُوكِ إِسْرَائِيلَ. ٦ وَٱضْطَجَعَ بَعْشَا مَعَ آبَائِهِ وَدُفِنَ فِي تِرْصَةَ، وَمَلَكَ أَيْلَةُ ٱبْنُهُ عِوَضاً عَنْهُ. ٧ وَأَيْضاً عَنْ يَدِ يَاهُو بْنِ حَنَانِي ٱلنَّبِيِّ كَانَ كَلاَمُ ٱلرَّبِّ عَلَى بَعْشَا وَعَلَى بَيْتِهِ، وَعَلَى كُلِّ ٱلشَّرِّ ٱلَّذِي عَمِلَهُ فِي عَيْنَيِ ٱلرَّبِّ بِإِغَاظَتِهِ إِيَّاهُ بِعَمَلِ يَدَيْهِ، وَكَوْنِهِ كَبَيْتِ يَرُبْعَامَ، وَلأَجْلِ قَتْلِهِ إِيَّاهُ».

ع ٧ و٢أيام ١٩: ٢ و٢٠: ٣٤ و٢أيام ١٦: ٧ – ١٠ ص ١٤: ٧ ص ١٥: ٣٤ ص ١٤: ١٠ و٢١: ٢١ ع ١١ ص ١٥: ٢٩ ص ١٤: ١١ و٢١: ٢٤ ص ١٤: ١٩ و١٥: ٣١ ص ١٤: ١٧ و١٥: ٢١ ع ١ ص ١٤: ١٤ و١٥: ٢٧ و٢٩

كان حناني قد وبّخ آسا لأنه استند على آرام في حربه مع يربعام (٢أيام ١٦: ٧) وابنه ياهو وبّخ يهوشافاط لأنه اتحد مع آخاب (٢أيام ١٩: ٢ و٣) وكتب أمور يهوشافاط (٢أيام ٢٠: ٣٤) والظاهر أنه سكن في أورشليم. وربما كان كلامه لبعشا في آخر ملكه.

قَدْ رَفَعْتُكَ مِنَ ٱلتُّرَابِ (ع ٢) كان من سبط يساكر ولم يكن من نسب شريف (١٥: ٢٧).

فَمَنْ مَاتَ لِبَعْشَا (ع ٤) نفس الكلام الذي تكلم به أخيا على يربعام (١٤: ١١) فكما عمل في بيت يربعام عُمل فيه.

وَجَبَرُوتُهُ (ع ٥) حينما حارب آسا أخذ الرامة وهي على هضبة عالية تبعد عن أورشليم ٦ أميال فقط.

لأَجْلِ قَتْلِهِ إِيَّاهُ ليس يربعام بل ابنه ناداب. وكان ناداب مستحقاً القتل وكان قتله إتمام نبوة ولكن بعشا لم يتبرر بذلك. وهكذا ملك أشور وملك بابل وغيرهما الذين ضايقوا إسرائيل. وهكذا الذين صلبوا يسوع. وكان على بعشا أولاً خطية الفتنة والقتل. وثانياً خطيته في سيره في طريق يربعام في عبادة العجلين.

٨ – ١٤ «٨ وَفِي ٱلسَّنَةِ ٱلسَّادِسَةِ وَٱلْعِشْرِينَ لآسَا مَلِكِ يَهُوذَا مَلَكَ أَيْلَةُ بْنُ بَعْشَا عَلَى إِسْرَائِيلَ فِي تِرْصَةَ سَنَتَيْنِ. ٩ فَفَتَنَ عَلَيْهِ عَبْدُهُ زِمْرِي رَئِيسُ نِصْفِ ٱلْمَرْكَبَاتِ، وَهُوَ فِي تِرْصَةَ يَشْرَبُ وَيَسْكَرُ فِي بَيْتِ أَرْصَا ٱلَّذِي عَلَى ٱلْبَيْتِ فِي تِرْصَةَ. ١٠ فَدَخَلَ زِمْرِي وَضَرَبَهُ، فَقَتَلَهُ فِي ٱلسَّنَةِ ٱلسَّابِعَةِ وَٱلْعِشْرِينَ لآسَا مَلِكِ يَهُوذَا، وَمَلَكَ عِوَضاً عَنْهُ. ١١ وَعِنْدَ تَمَلُّكِهِ وَجُلُوسِهِ عَلَى كُرْسِيِّهِ ضَرَبَ كُلَّ بَيْتِ بَعْشَا. لَمْ يُبْقِ لَهُ ذَكَراً، مَعَ أَوْلِيَائِهِ وَأَصْحَابِهِ. ١٢ فَأَفْنَى زِمْرِي كُلَّ بَيْتِ بَعْشَا حَسَبَ كَلاَمِ ٱلرَّبِّ ٱلَّذِي تَكَلَّمَ بِهِ عَلَى بَعْشَا عَنْ يَدِ يَاهُو ٱلنَّبِيِّ، ١٣ لأَجْلِ كُلِّ خَطَايَا بَعْشَا، وَخَطَايَا أَيْلَةَ ٱبْنِهِ ٱلَّتِي أَخْطَئَا بِهَا وَجَعَلاَ إِسْرَائِيلَ يُخْطِئُ لإِغَاظَةِ ٱلرَّبِّ إِلٰهِ إِسْرَائِيلَ بِأَبَاطِيلِهِمْ. ١٤ وَبَقِيَّةُ أُمُورِ أَيْلَةَ وَكُلُّ مَا فَعَلَ، مَكْتُوبَةٌ فِي سِفْرِ أَخْبَارِ ٱلأَيَّامِ لِمُلُوكِ إِسْرَائِيلَ».

٢ملوك ٩: ٣٠ – ٣٣ ص ١٨: ٣ وتكوين ٢٤: ٢ و٣٩: ٤ ع ٣ وص ١٥: ٢٩ ع ٣ و٢أيام ١٩: ٢ و٢٠: ٣٤ ص ١٥: ٣٠ وتثنية ٣٢: ٢١ ع ٥

عَبْدُهُ زِمْرِي (ع ٩) كان زمري رئيس نصف المركبات ولكن جميع خادمي الملك كباراً وصغاراً تسمّوا عبيده.

يَسْكَرُ فِي بَيْتِ أَرْصَا لا يليق بالملك أن يكون في البيت وجيشه في الحرب (ع ١٥) ولا يليق بالملك أن يسكر ولا يليق به أن يتنازل ويسكر في بيت أحد عبيده. وكونه في بيت وكيله حينما قُتل دليل على أن الوكيل متفقاً مع قاتله.

مَعَ أَوْلِيَائِهِ وَأَصْحَابِهِ (ع ١١) إنه تمّم النبوّة في بعشا وبيته وزاد عليها. وربما هذه القساوة المفرطة كانت مما حمل عمري على الفتنة لأنه خاف من أن يُقتل إن لم يَقتل.

بِأَبَاطِيلِهِمْ (ع ١٣) كانت عبادة العجلين من الأباطيل لأنها لم تفدهم شيئاً ولا يمكن أن تفيدهم دينياً ولا سياسياً.

١٥ – ٢٨ «١٥ فِي ٱلسَّنَةِ ٱلسَّابِعَةِ وَٱلْعِشْرِينَ لآسَا مَلِكِ يَهُوذَا مَلَكَ زِمْرِي سَبْعَةَ أَيَّامٍ فِي تِرْصَةَ. وَكَانَ ٱلشَّعْبُ نَازِلاً عَلَى جِبَّثُونَ ٱلَّتِي لِلْفِلِسْطِينِيِّينَ. ١٦ فَسَمِعَ ٱلشَّعْبُ ٱلنَّازِلُونَ مَنْ يَقُولُ: قَدْ فَتَنَ زِمْرِي وَقَتَلَ أَيْضاً ٱلْمَلِكَ. فَمَلَّكَ كُلُّ إِسْرَائِيلَ عُمْرِيَ رَئِيسَ ٱلْجَيْشِ عَلَى إِسْرَائِيلَ فِي ذٰلِكَ ٱلْيَوْمِ فِي ٱلْمَحَلَّةِ. ١٧ وَصَعِدَ عُمْرِي وَكُلُّ إِسْرَائِيلَ مَعَهُ مِنْ جِبَّثُونَ وَحَاصَرُوا تِرْصَةَ. ١٨ وَلَمَّا رَأَى زِمْرِي أَنَّ ٱلْمَدِينَةَ قَدْ أُخِذَتْ دَخَلَ إِلَى قَصْرِ بَيْتِ ٱلْمَلِكِ وَأَحْرَقَ عَلَى نَفْسِهِ بَيْتَ ٱلْمَلِكِ بِٱلنَّارِ، فَمَاتَ ١٩ مِنْ أَجْلِ خَطَايَاهُ ٱلَّتِي أَخْطَأَ بِهَا بِعَمَلِهِ ٱلشَّرَّ فِي عَيْنَيِ ٱلرَّبِّ وَسَيْرِهِ فِي طَرِيقِ يَرُبْعَامَ، وَمِنْ أَجْلِ خَطِيَّتِهِ ٱلَّتِي عَمِلَ بِجَعْلِهِ إِسْرَائِيلَ يُخْطِئُ. ٢٠ وَبَقِيَّةُ أُمُورِ زِمْرِي وَفِتْنَتُهُ ٱلَّتِي فَتَنَهَا مَكْتُوبَةٌ فِي سِفْرِ أَخْبَارِ ٱلأَيَّامِ لِمُلُوكِ إِسْرَائِيلَ. ٢١ حِينَئِذٍ ٱنْقَسَمَ شَعْبُ إِسْرَائِيلَ نِصْفَيْنِ، فَنِصْفُ ٱلشَّعْبِ كَانَ وَرَاءَ تِبْنِي بْنِ جِينَةَ لِتَمْلِيكِهِ، وَنِصْفُهُ وَرَاءَ عُمْرِي. ٢٢ وَقَوِيَ ٱلشَّعْبُ ٱلَّذِي وَرَاءَ عُمْرِي عَلَى ٱلشَّعْبِ ٱلَّذِي وَرَاءَ تِبْنِي بْنِ جِينَةَ، فَمَاتَ تِبْنِي وَمَلَكَ عُمْرِي. ٢٣ فِي ٱلسَّنَةِ ٱلْوَاحِدَةِ وَٱلثَّلاَثِينَ لآسَا مَلِكِ يَهُوذَا مَلَكَ عُمْرِي عَلَى إِسْرَائِيلَ ٱثْنَتَيْ عَشَرَةَ سَنَةً. مَلَكَ فِي تِرْصَةَ سِتَّ سِنِينَ. ٢٤ وَٱشْتَرَى جَبَلَ ٱلسَّامِرَةِ مِنْ شَامِرَ بِوَزْنَتَيْنِ مِنَ ٱلْفِضَّةِ، وَبَنَى عَلَى ٱلْجَبَلِ. وَدَعَا ٱسْمَ ٱلْمَدِينَةِ ٱلَّتِي بَنَاهَا بِٱسْمِ شَامِرَ صَاحِبِ ٱلْجَبَلِ «ٱلسَّامِرَةَ». ٢٥ وَعَمِلَ عُمْرِي ٱلشَّرَّ فِي عَيْنَيِ ٱلرَّبِّ، وَأَسَاءَ أَكْثَرَ مِنْ جَمِيعِ ٱلَّذِينَ قَبْلَهُ. ٢٦ وَسَارَ فِي جَمِيعِ طَرِيقِ يَرُبْعَامَ بْنِ نَبَاطَ وَفِي خَطِيَّتِهِ ٱلَّتِي جَعَلَ بِهَا إِسْرَائِيلَ يُخْطِئُ، لإِغَاظَةِ ٱلرَّبِّ إِلٰهِ إِسْرَائِيلَ بِأَبَاطِيلِهِمْ. ٢٧ وَبَقِيَّةُ أُمُورِ عُمْرِي ٱلَّتِي عَمِلَ وَجَبَرُوتُهُ ٱلَّذِي أَبْدَى مَكْتُوبَةٌ فِي سِفْرِ أَخْبَارِ ٱلأَيَّامِ لِمُلُوكِ إِسْرَائِيلَ. ٢٨ وَٱضْطَجَعَ عُمْرِي مَعَ آبَائِهِ وَدُفِنَ فِي ٱلسَّامِرَةِ، وَمَلَكَ أَخْآبُ ٱبْنُهُ عِوَضاً عَنْهُ».

ص ١٥: ٢٧ و١صموئيل ٣١: ٤ و٥ و٢صموئيل ١٧: ٢٣ ص ١٢: ٢٨ و١٤: ١٦ و١٥: ٢٦ ع ٥ و١٤ و٢٧ ص ١٥: ٢١ ع ٢٨ و٢٩ و٣٢ ميخا ٦: ١٦ ع ٣٠ – ٣٣ وص ١٤: ٩ ع ١٩

مَلَكَ زِمْرِي سَبْعَةَ أَيَّامٍ في هذه المدة القليلة عمل ما جعل له مكاناً مع ملوك إسرائيل الذين عملوا الشر في عيني الرب فإنه قتل الملك وكثيرين معه. ولا شك في أن بعضهم كانوا أبرياء. ووافق على عبادة العجلين وجلب على ترصة المدينة الجميلة حرباً أهلية وشق مملكة إسرائيل إلى حزبين وهما حزب تبني وحزب عمري فبقيت الحرب أربع سنين وأحرق قصر الملك وقتل نفسه. وهذا الشر كله عمله في مدة سبعة أيام.

جِبَّثُونَ (انظر ١٥: ٢٧ وتفسيره). وكانت هذه الحرب من زمان ناداب أي من مدة ٢٦ سنة وربما كانت حرباً متقطعة بسبب أحوال المملكة غير الثابتة.

مَلَّكَ كُلُّ إِسْرَائِيلَ (ع ١٦) أي كل الجيش الذي في جبثون. إن إقامة ملك أو رئيس على شعب يجوز أن تكون بالوراثة كما في مملكة يهوذا أو بالانتخاب كما في النظام المشيخي. ولا يجوز أن تكون بالفتنة والقتل. وأما ملوك إسرائيل فأكثرهم اغتصبوا الملك. ومن الشرور الناتجة من ذلك الفتن وتسلط الجيش على الشعب.

فَمَاتَ (١٨) الموت على هذا النوع جبانة وجهالة.

مِنْ أَجْلِ خَطَايَاهُ (ع ١٩) كان موته من الرب وعلى سبيل مجازاة وإن كان قد قتل نفسه لأن الرب كان قد تركه من أجل خطاياه وسلّمه للضلال والهلاك.

تِبْنِي (ع ٢١) لا نعرف فيه إلا المذكور هنا فخلف زمري في رئاسة الحزب الذي قاوم عمري ودامت هذه الحرب الأهلية بين الحزبين مدة أربع سنين (ع ١٥ و٢٣).

فِي ٱلسَّنَةِ ٱلْوَاحِدَةِ وَٱلثَّلاَثِينَ (ع ٢٣) مات عمري في السنة الثامنة والثلاثين لآسا فكان زمان ملكه سبع سنين وهذا الزمان محسوب من موت تبني (ع ٢٣) والزمان المذكور هنا أي اثنتا عشرة سنة وهو محسوب من تمليك الجيش إياه (ع ١٦) ومن السنة السابعة والعشرين (ع ١٥) إلى السنة الثامنة والثلاثين (ع ٢٠) إحدى عشرة سنة أو اثنتا عشرة سنة غير كاملة.

ٱلسَّامِرَةِ (ع ٢٤) وهي سبسطية الحالية الواقعة على بعد ثلاثين ميلاً من أورشليم إلى الشمال وستة أميال للشمال الغربي من شكيم (نابلس) على تل في بقعة جميلة تحيط بها تلال وكانت المدينة جميلة جداً (إشعياء ٢٨: ١) موافقة لتكون قاعدة مملكة لكونها على تل عال تقبل التحصين وحولها أرض واسعة مخصبة. ومعنى شامر بالعبرانية حارس فكان اسم المدينة موافقاً من جهتين: أولاً لأنه تذكار لصاحب الأرض. وثانياً لأنه يفيد معنى موافق لموقع المدينة. والسامرة بالعبرانية شمرون أي محروس. والمظنون أن شكيم كانت القاعدة وترصة مقر المجلس في الصيف ولما بُنيت السامرة انتقل إليها سرير الملك وهكذا بقيت نحو مئتي سنة.

أَكْثَرَ مِنْ جَمِيعِ ٱلَّذِينَ قَبْلَهُ (ع ٢٥) لا نعرف في أي شيء زاد على خطايا أسلافه وربما بإضافة أباطيل جديدة على عبادة العجلين أو قبائح جديدة أو بمنعه شعبه عن عبادة الرب (ميخا ٦: ١٦).

وَجَبَرُوتُهُ (ع ٢٧) ظهر في حربه مع تبني وفي الحجر الموابي الذي وُجد في ديبون أي ديبان السنة ١٨٦٨ أن عمري ملك إسرائيل مع حلفائه ظلموا موآب أياماً كثيرة ظلماً باهظاً وأخذ عمري مدينة ميدبه وأقام هو وابنه أربعين سنة الخ (اطلب ديبون في قاموس الكتاب) وبقي الملك لعمري ولنسله إلى الجيل الثالث.

٢٩ – ٣٤ «٢٩ وَأَخْآبُ بْنُ عُمْرِي مَلَكَ عَلَى إِسْرَائِيلَ فِي ٱلسَّنَةِ ٱلثَّامِنَةِ وَٱلثَّلاَثِينَ لآسَا مَلِكِ يَهُوذَا، وَمَلَكَ أَخْآبُ بْنُ عُمْرِي عَلَى إِسْرَائِيلَ فِي ٱلسَّامِرَةِ ٱثْنَتَيْنِ وَعِشْرِينَ سَنَةً. ٣٠ وَعَمِلَ ٱلشَّرَّ فِي عَيْنَيِ ٱلرَّبِّ أَكْثَرَ مِنْ جَمِيعِ ٱلَّذِينَ قَبْلَهُ ٣١ وَكَأَنَّهُ كَانَ أَمْراً زَهِيداً سُلُوكُهُ فِي خَطَايَا يَرُبْعَامَ بْنِ نَبَاطَ حَتَّى اتَّخَذَ إِيزَابَلَ ٱبْنَةَ أَثْبَعَلَ مَلِكِ ٱلصَّيْدُونِيِّينَ ٱمْرَأَةً، وَعَبَدَ ٱلْبَعْلَ وَسَجَدَ لَهُ. ٣٢ وَأَقَامَ مَذْبَحاً لِلْبَعْلِ فِي بَيْتِ ٱلْبَعْلِ ٱلَّذِي بَنَاهُ فِي ٱلسَّامِرَةِ. ٣٣ وَعَمِلَ أَخْآبُ سَوَارِيَ، وَزَادَ فِي ٱلْعَمَلِ لإِغَاظَةِ ٱلرَّبِّ إِلٰهِ إِسْرَائِيلَ أَكْثَرَ مِنْ جَمِيعِ مُلُوكِ إِسْرَائِيلَ ٱلَّذِينَ كَانُوا قَبْلَهُ. ٣٤ فِي أَيَّامِهِ بَنَى حِيئِيلُ ٱلْبَيْتَئِيلِيُّ أَرِيحَا. بِأَبِيرَامَ بِكْرِهِ وَضَعَ أَسَاسَهَا وَبِسَجُوبَ صَغِيرِهِ نَصَبَ أَبْوَابَهَا، حَسَبَ كَلاَمِ ٱلرَّبِّ ٱلَّذِي تَكَلَّمَ بِهِ عَنْ يَدِ يَشُوعَ بْنِ نُونٍ».

ع ٢٥ وص ١٤: ٩ تثنية ٧: ١ – ٥ ص ١١: ١ – ٥ و٢ملوك ١٠: ١٨ و١٧: ١٦ و٢ملوك ١٠: ٢١ و٢٦ و٢٧ و٢ملوك ١٣: ٦ ع ٢٩ و٣٠ وص ١٤: ٩ يشوع ٦: ٢٦

أَكْثَرَ مِنْ جَمِيعِ ٱلَّذِينَ قَبْلَهُ (ع ٣٠) زاد على العبادة التي رتبها يربعام عبادة البعل إذ اتخذ إيزابل ابنة أثبعل ملك الصيدونيين امرأة وقال يوسيفوس إن أثبعل الملك كان كاهناً للبعل. وكانت إيزابل شريرة وقوية وتسلطت على رجلها وابنها يورام وابنتها عثليا التي أخذها يهورام بن يهوشافاط ملك يهوذا وأفسدت بشرورها مملكتي إسرائيل ويهوذا. ومعنى الاسم بعلم الأصلي هو سيد أو رب أو ولي، والجمع بعليم. وكان كثير من الشعوب القدماء يسجدون للشمس بهذا الاسم ونعتوه نعوتاً مختلفة كبعل زبوب وهو إله الذبان سجد له أهل عقرون وبعل بريث أي إله العهد وبعل تامار أي إله النخل وبعل جاد (بانياس أو بعلبك) وبعل حرمون (إحدى قمم جبل الشيخ) الخ. وكان لبعل معابد ومذابح وكهنة وكانوا يختارون له المحلات المرتفعة كالجبال والتلال ذات المناظر الجميلة وكان الإسرائيليون عرضة لخطيئة السجود لبعل بسبب معاشراتهم أهل البلاد الأصليين الكنعانيين وبسبب تعلق هذه العبادة بأماكنها وحتى في أيامنا نجد مزارات في قمم التلال معتبرة كأماكن مقدسة والعبادة فيها تشبه عبادة بعل مع تغيير الاسم (اطلب بعل في قاموس الكتاب). وبنى عمري بيتاً للبعل وأقام سواري للسجود لعشتروث. كان الساجدون للعجلين يدعون أنهم يسددون للرب بواسطتهما وأما عبادة البعل فهي وثنية محض.

بَنَى حِيئِيلُ ٱلْبَيْتَئِيلِيُّ أَرِيحَا (ع ٣٤) لعن يشوع الرجل الذي يقوم ويبني أريحا وقال إنه ببكره يؤسسها وبصغيره ينصب أبوابها (يشوع ٦: ٢٦) وفي ملك أخآب وعند دخول العبادة الوثنية أُهملت أقوال شريعة الرب وازدُري بها. وكانت أريحا قريبة من مخاوض الأردن وعند الطرق التجارية وربما حيئيل وهو رجل غني رأى لها وله مستبقلاً عظيماً.

بِأَبِيرَامَ بِكْرِهِ الخ أي مات جميع أولاده من كبيرهم إلى صغيرهم. أو أنّه مات ولدان الكبير منهم والصغير. وبُنيت المدينة بعد أيام يشوع بقليل من الزمان وسكنها عجلون ملك موآب وهي مدينة النخل (قضاة ٣: ١٣) وأقام فيها رجال داود الذين أهانهم ملك عمون حتى نمت لحاهم (٢صموئيل ١٠: ٥). وفي زمان أليشع كان في أريحا مدرسة للأنبياء. وكانت مدينة زكا العشار. والأرجح أن المدينة الكنعانية التي لعنها يشوع كانت غربي القرية الحالية وعلى بعد ميل ونصف ميل منها. والمظنون أن اللعنة وقعت على حيئيل لأنه سوّر المدينة وحصّنها.

فوائد

  1. ع ١ و٣٤ كلام الرب على بعشا وعلى من بنى أريحا. وعيد الله(١) أقوال غير المؤمنين وهي أن الرب لم يقل. أو أن ما أصاب يربعام وحيئيل وأصابنا هو على سبيل الاتفاق. وليس من الرب. أو إن الرب رحيم ولا يمكن أن يهلك خلائقه. وما أشبه ذلك (٢) أقوال الكتاب وهي كثيرة وواضحة ولا يمكن الله أن يُنكر نفسه (٣) أقوال التاريخ والاختبار فإننا لا نقدر أن ننكر وجود الآلام والأحزان والعذاب والموت الناتجة عن الخطية.
  2. ع ٢٥ و٣٠ «أكثر من جميع الذين قبله» نمو الخطية. وهذا يظهر:(١) من اتحاد داود مع حيرام ملك صور فإنه بعد مرور مئة سنة أخذ اخآب امرأة من تلك المملكة ودخلت عبادة البعل مع جميع قبائحها (٢) من خطية يربعام فإنها امتدت من الأب إلى الابن ومن الملك إلى الشعب ومن جيل إلى جيل. وأهلكت عدداً لا يحصى من النفوس. (٣) من خطيئة اخآب فإنه تقدم من نوع من الخطية إلى شر منه.
السابق
التالي
زر الذهاب إلى الأعلى