الملوك الأول

سفر الملوك الأول | 15 | السنن القويم

السنن القويم في تفسير أسفار العهد القديم

شرح سفر الملوك الأول

للقس . وليم مارش

اَلأَصْحَاحُ ٱلْخَامِسُ عَشَرَ

١ – ٨ «١ وَفِي ٱلسَّنَةِ ٱلثَّامِنَةِ عَشَرَةَ لِلْمَلِكِ يَرُبْعَامَ بْنِ نَبَاطَ، مَلَكَ أَبِيَامُ عَلَى يَهُوذَا. ٢ مَلَكَ ثَلاَثَ سِنِينٍ فِي أُورُشَلِيمَ. وَٱسْمُ أُمِّهِ مَعْكَةُ ٱبْنَةُ أَبْشَالُومَ. ٣ وَسَارَ فِي جَمِيعِ خَطَايَا أَبِيهِ ٱلَّتِي عَمِلَهَا قَبْلَهُ، وَلَمْ يَكُنْ قَلْبُهُ كَامِلاً مَعَ ٱلرَّبِّ إِلٰهِهِ كَقَلْبِ دَاوُدَ أَبِيهِ. ٤ وَلٰكِنْ لأَجْلِ دَاوُدَ أَعْطَاهُ ٱلرَّبُّ إِلٰهُهُ سِرَاجاً فِي أُورُشَلِيمَ، إِذْ أَقَامَ ٱبْنَهُ بَعْدَهُ وَثَبَّتَ أُورُشَلِيمَ. ٥ لأَنَّ دَاوُدَ عَمِلَ مَا هُوَ مُسْتَقِيمٌ فِي عَيْنَيِ ٱلرَّبِّ وَلَمْ يَحِدْ عَنْ شَيْءٍ مِمَّا أَوْصَاهُ بِهِ كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِهِ، إِلاَّ فِي قَضِيَّةِ أُورِيَّا ٱلْحِثِّيِّ. ٦ وَكَانَتْ حَرْبٌ بَيْنَ رَحُبْعَامَ وَيَرُبْعَامَ كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِهِ. ٧ وَبَقِيَّةُ أُمُورِ أَبِيَامَ وَكُلُّ مَا عَمِلَ مَكْتُوبَةٌ فِي سِفْرِ أَخْبَارِ ٱلأَيَّامِ لِمُلُوكِ يَهُوذَا. وَكَانَتْ حَرْبٌ بَيْنَ أَبِيَامَ وَيَرُبْعَامَ. ٨ ثُمَّ ٱضْطَجَعَ أَبِيَامُ مَعَ آبَائِهِ، فَدَفَنُوهُ فِي مَدِينَةِ دَاوُدَ، وَمَلَكَ آسَا ٱبْنُهُ عِوَضاً عَنْهُ».

٢أيام ١٣: ١ الخ ص ١١: ٤٤ ص ١١: ٣٦ و٢صموئيل ٢١: ١٧ ص ٩: ٤ و١٤: ٨ و٢صموئيل ١١: ٤ و١٥ – ١٧ و١٢: ٩ و١٠ ص ١٤: ٣٠ و٢أيام ١٣: ٢ و٢١ و٢٢ و٢أيام ١٣: ٣ – ٢٠ و٢أيام ١٤: ١ الخ

أَبِيَامُ وفي ٢ أيام ١٢: ١٦ أبيا. وكان لرحبعام ٢٨ ابناً (٢أيام ١١: ٢١). ولم يكن أبيام البكر بل الأكبر من أبناء معكة التي أحبها أكثر من جميع نسائه.

ثَلاَثَ سِنِينٍ ملك في السنة الثامنة عشرة ليربعام وملك ابنه آسا في السنة العشرين فلم يكن ملك أبيام ثلاث سنين كاملة.

مَعْكَةُ ٱبْنَةُ أَبْشَالُومَ اسم ابنة أبشالوم ثامار (٢صموئيل ١٤: ٢٧) وربما ثامار تزوجت بأوريئيل فولدت له ميخايا أو معكة (٢أيام ١٣: ٢) فكانت معكة ابنة ابنة أبشالوم.

وَسَارَ فِي جَمِيعِ خَطَايَا أَبِيهِ (ع ٣) وهذه الخطايا مذكورة في (١٤: ٢٢ – ٢٤) وحينما حارب يربعام (٢أيام ١٣: ١٠ – ١٢) اتكل على الرب والرب نصره ولكن لم يكن قلبه كاملاً كقلب داود أبيه. وكان أبيام ابن داود بمعنى أنه من نسله.

لأَجْلِ دَاوُدَ أَعْطَاهُ ٱلرَّبُّ إِلٰهُهُ سِرَاجاً (ع ٤) نور السراج علامة وجود أهل البيت فيه وبيت بلا سراج هو بيت بلا سكان. والرب أقام لداود سراجاً أي نسلاً يجلسون على كرسي الملك بلا انقطاع حتى سبى بابل أي مدة نحو ٤٠٠ سنة بخلاف ما وقع في مملكة إسرائيل التي انقطع تسلسل ملوكها تسع مرات في مدة ٢٥٠ سنة .ولم يكن داود بلا خطيئة ولكن كان قلبه كاملاً لأنه لم يترك الرب ليعبد أصناماً ولا أخطأ إليه عمداً وقصداً. إن العدد السادس كالعدد الثلاثين من الأصحاح السابق وربما دخل هنا بالغلط.

حَرْبٌ بَيْنَ أَبِيَامَ وَيَرُبْعَامَ (ع ٧) وإحدى هذه الحروب مذكورة بالتفصيل في ٢أيام ١٣: ٣ – ٢١ (١٤: ١٩).

٩ – ١٥ «٩ وَفِي ٱلسَّنَةِ ٱلْعِشْرِينَ لِيَرُبْعَامَ مَلِكِ إِسْرَائِيلَ مَلَكَ آسَا عَلَى يَهُوذَا. ١٠ مَلَكَ إِحْدَى وَأَرْبَعِينَ سَنَةً فِي أُورُشَلِيمَ. وَٱسْمُ أُمِّهِ مَعْكَةُ ٱبْنَةُ أَبْشَالُومَ. ١١ وَعَمِلَ آسَا مَا هُوَ مُسْتَقِيمٌ فِي عَيْنَيِ ٱلرَّبِّ كَدَاوُدَ أَبِيهِ، ١٢ وَأَزَالَ ٱلْمَأْبُونِينَ مِنَ ٱلأَرْضِ، وَنَزَعَ جَمِيعَ ٱلأَصْنَامِ ٱلَّتِي عَمِلَهَا آبَاؤُهُ، ١٣ حَتَّى إِنَّ مَعْكَةَ أُمَّهُ خَلَعَهَا مِنْ أَنْ تَكُونَ مَلِكَةً لأَنَّهَا عَمِلَتْ تِمْثَالاً لِسَارِيَةٍ، وَقَطَعَ آسَا تِمْثَالَهَا وَأَحْرَقَهُ فِي وَادِي قَدْرُونَ. ١٤ وَأَمَّا ٱلْمُرْتَفَعَاتُ فَلَمْ تُنْزَعْ. إِلاَّ إِنَّ قَلْبَ آسَا كَانَ كَامِلاً مَعَ ٱلرَّبِّ كُلَّ أَيَّامِهِ. ١٥ وَأَدْخَلَ أَقْدَاسَ أَبِيهِ وَأَقْدَاسَهُ إِلَى بَيْتِ ٱلرَّبِّ مِنَ ٱلْفِضَّةِ وَٱلذَّهَبِ وَٱلآنِيَةِ».

ع ٢ و٢أيام ١٤: ٢ ص ١٤: ٢٤ و٢٢: ٤٦ وتثنية ٢٣: ١٧ ص ١١: ٧ و٨ و١٤: ٢٣ و٢أيام ١٤: ٢ – ٥ و٢أيام ١٥: ١٦ – ١٨ خروج ٣٢: ٢٠ ص ٢٢: ٤٣ و٢ملوك ١٢: ٣ ع ٣ وص ٨: ٦١ ص ٧: ٥١

وَٱسْمُ أُمِّهِ مَعْكَةُ (ع ١٠) أي جدته وربما ذُكرت هنا دون ذكر والدة آسا لأنها كانت امرأة قوية متسلطة على رجلها رحبعام وابنها أبيام ولا سيما في العبادة الوثنية وخلعها من أن تكون ملكة (ع ١٣) دليل على قوة إيمان آسا وغيرته للرب.

وَعَمِلَ آسَا مَا هُوَ مُسْتَقِيمٌ (ع ١١) مع أنه ابن أبيام ومن نسل معكة.

وَأَزَالَ ٱلْمَأْبُونِينَ (ع ١٤) (ورومية ١: ٢٣ – ٢٧) لم يُزلها تماماً لأنه بقي منهم إلى أيام ابنه يهوشافاط (٢٢: ٤٦).

تِمْثَالاً لِسَارِيَةٍ (ع ١٣) والكلمة المترجمة هنا تمثالاً تفيد الرعدة أو ما يُخاف منه. فعملت معكة هذا التمثال الشنيع المكروه ونصبته لعبادة عشتروث عوضاً عن السارية الاعتيادية وكان من خشب فقطعه آسا وأحرقه. وكان وادي قدرون إلى جهة الشرق من أورشليم وليس فيه ماء إلا في فصل الشتاء وكان تُطرح فيه النجاسة (٢أيام ٢٩: ١٦ و٣٠: ١٤ و٢ملوك ٢٣: ٤).

وَأَمَّا ٱلْمُرْتَفَعَاتُ (ع ١٤) نزع بعضها (٢أيام ١٤: ٣) ولكنه لم ينزعها كلها. أو نزعها فبنيت ثانية وكان بعض المرتفعات لعبادة الرب وهي عبادة ممنوعة ولكنها ليست كالعبادة الوثنية.

وَأَدْخَلَ أَقْدَاسَ أَبِيهِ (ع ١٥) الأقداس هي الغنيمة التي كان أبيا أخذها في حروبه ومنها حربه مع يربعام وقدّسها للرب كما عمل داود (٢صموئيل ٨: ١١) وكان آسا أيضاً قد قدّس للرب غنيمة أعدائه (٢أيام ١٤: ٩ – ١٥) وكان ملوك الوثنيين يقدمون من غنيمة حروبهم لآلهتهم كنبوخذ ناصر (عزرا ١: ٧) فحاول آسا أن يعوّض ما كان شيشق قد أخذه في زمان ملك رحبعام.

١٦ – ٢٤ «١٦ وَكَانَتْ حَرْبٌ بَيْنَ آسَا وَبَعْشَا مَلِكِ إِسْرَائِيلَ كُلَّ أَيَّامِهِمَا. ١٧ وَصَعِدَ بَعْشَا مَلِكُ إِسْرَائِيلَ عَلَى يَهُوذَا وَبَنَى ٱلرَّامَةَ لِكَيْ لاَ يَدَعَ أَحَداً يَخْرُجُ أَوْ يَدْخُلُ إِلَى آسَا مَلِكِ يَهُوذَا. ١٨ وَأَخَذَ آسَا جَمِيعَ ٱلْفِضَّةِ وَٱلذَّهَبِ ٱلْبَاقِيَةِ فِي خَزَائِنِ بَيْتِ ٱلرَّبِّ وَخَزَائِنِ بَيْتِ ٱلْمَلِكِ وَدَفَعَهَا لِيَدِ عَبِيدِهِ، وَأَرْسَلَهُمُ ٱلْمَلِكُ آسَا إِلَى بَنْهَدَدَ بْنِ طَبْرِيمُونَ بْنِ حَزْيُونَ مَلِكِ أَرَامَ ٱلسَّاكِنِ فِي دِمَشْقَ قَائِلاً: ١٩ إِنَّ بَيْنِي وَبَيْنَكَ وَبَيْنَ أَبِي وَأَبِيكَ عَهْداً. هُوَذَا قَدْ أَرْسَلْتُ لَكَ هَدِيَّةً مِنْ فِضَّةٍ وَذَهَبٍ، فَتَعَالَ ٱنْقُضْ عَهْدَكَ مَعَ بَعْشَا مَلِكِ إِسْرَائِيلَ فَيَصْعَدَ عَنِّي. ٢٠ فَسَمِعَ بَنْهَدَدُ لِلْمَلِكِ آسَا وَأَرْسَلَ رُؤَسَاءَ ٱلْجُيُوشِ ٱلَّتِي لَهُ عَلَى مُدُنِ إِسْرَائِيلَ، وَضَرَبَ عُيُونَ وَدَانَ وَآبَلَ بَيْتِ مَعْكَةَ وَكُلَّ كِنَّرُوتَ مَعَ كُلِّ أَرْضِ نَفْتَالِي. ٢١ وَلَمَّا سَمِعَ بَعْشَا كَفَّ عَنْ بِنَاءِ ٱلرَّامَةِ وَأَقَامَ فِي تِرْصَةَ. ٢٢ فَٱسْتَدْعَى ٱلْمَلِكُ آسَا كُلَّ يَهُوذَا. لَمْ يَكُنْ بَرِيءٌ. فَحَمَلُوا كُلَّ حِجَارَةِ ٱلرَّامَةِ وَأَخْشَابِهَا ٱلَّتِي بَنَاهَا بَعْشَا، وَبَنَى بِهَا ٱلْمَلِكُ آسَا جَبْعَ بِنْيَامِينَ وَٱلْمِصْفَاةَ. ٢٣ وَبَقِيَّةُ كُلِّ أُمُورِ آسَا وَكُلُّ جَبَرُوتِهِ وَكُلُّ مَا فَعَلَ وَٱلْمُدُنِ ٱلَّتِي بَنَاهَا مَكْتُوبَةٌ فِي سِفْرِ أَخْبَارِ ٱلأَيَّامِ لِمُلُوكِ يَهُوذَا. غَيْرَ أَنَّهُ فِي زَمَانِ شَيْخُوخَتِهِ مَرِضَ فِي رِجْلَيْهِ. ٢٤ ثُمَّ ٱضْطَجَعَ آسَا مَعَ آبَائِهِ، وَدُفِنَ مَعَ آبَائِهِ فِي مَدِينَةِ دَاوُدَ أَبِيهِ، وَمَلَكَ يَهُوشَافَاطُ ٱبْنُهُ عِوَضاً عَنْهُ».

ع ٣٢ و٢أيام ١٦: ١ – ١٦ ع ٢١ و٢٢ ص ١٢: ٢٦ – ٢٩ ع ١٥ وص ١٤: ٢٦ و٢ملوك ١٢: ١٧ و١٨ ص ١١: ٢٣ و٢٤ وتكوين ١٤: ١٥ و٢أيام ١٦: ٧ و٢ملوك ١٥: ٢٩ ص ١٢: ٢٩ و٢ملوك ١٥: ٢٩ يشوع ١١: ٢ و١٢: ٣ ع ١٧ ص ١٤: ١٧ و١٦: ١٥ – ١٨ يشوع ١٨: ٢٤ و٢١: ١٧ و٢أيام ١٦: ١١ – ١٤ ص ٢٢: ٤١ – ٤٤ و٢أيام ١٧: ١

حَرْبٌ بَيْنَ آسَا وَبَعْشَا (ع ١٦) وفي ٢أيام ٤١: ١ إن الأرض استراحت عشر سنين في أول ملك آسا فنستنتج أنه كان في الأول اختلاف ومخاصمة بين آسا وبعشا ولكن لم تكن حرب عظيمة حتى الحرب المذكورة في (ع ١٧) حينما بنى بعشا الرامة.

وَصَعِدَ بَعْشَا في ٢أيام ١٦: ١ إن هذه الحرب كانت في السنة السادسة والثلاثين من ملك آسا والأمر واضح أنه وقع غلط في هذا القول لأن ملك بعشا كله كان ٢٤ سنة فقط أي من السنة الثالثة إلى السنة السابعة والعشرين من ملك آسا. والأرجح أن الحرب المذكورة كانت في السنة السادسة والعشرين من ملك آسا وليست في السنة السادسة والثلاثين. ونستنتج أن ملك إسرائيل كان قد استرجع ما كان أبيا أخذه منه (٢أيام ١٣: ١٩).

ٱلرَّامَةَ وهي مبنية على هضبة عالية في نصيب سبط بنيامين وعلى بعد ٦ أميال إلى الشمال من أورشليم على طريق بيت إيل (وهي الرام الحالية) وكان حلول بعشا فيها تهديداً ليهوذا (إشعياء ١٠: ٢٩).

لِكَيْ لاَ يَدَعَ أَحَداً يَخْرُجُ أَوْ يَدْخُلُ أولاً قطع العلائق التجارية بين يهوذا والمملكة الشمالية. وثايناً منع الذين أرادوا المهاجرة إلى يهوذا والانضمام إليه (٢أيام ١٥: ٩) وثالثاً كان على استعداد للهجوم على أورشليم وفتحها.

وَأَخَذَ آسَا (ع ١٨) في ٢أيام ١٦: ٧ – ١٠ إن حناني الرائي جاء إلى آسا ووبخه لأنه استند على ملك أرام ولم يستند على الرب وتنبأ بحروب ستأتي عليه.

ٱلْبَاقِيَةِ فِي خَزَائِنِ بَيْتِ ٱلرَّبِّ الإشارة إلى غزوة شيشق الذي أخذ الخزائن كلها (١٤: ٢٦) وأما أبيام وآسا فكانا قد أدخلا أقداسهما إلى بيت الرب أي غنيمة أعدائهما (١٥: ١٥) وكان آسا قد أخذ غنائم كثيرة من زارح الكوشي (٢أيام ١٤: ١٣).

بَنْهَدَدَ كان ثلاثة ملوك لآرام أي دمشق بهذا الاسم والمذكور هنا أولهم. والأرجح أن حزبون هو رزون الذي أقامه الرب خصماً لسليمان (١١: ٢) وبنهدد الثاني هو الذي حارب آخاب (٢٢: ١ – ٣٦) وبنهدد الثالث هو الذي ضايق إسرائيل في ملك يهواحاز (٢ملوك ١٣: ٣ – ١٣).

بَيْنِي وَبَيْنَكَ عَهْداً أي صلح بينه وبين بنهدد كما كان بين بنهدد وأبيه أبيام.

فَسَمِعَ (ع ٢٠) أخذ الهدية الثمينة ورأى أنه بعهده مع يهوذا يقدر أن يأخذ بعض مدن إسرائيل القريبة منه. وعيون مدينة من نفتالي والأرجح أنها دبين بقرب جديدة مرج عيون. ويقول غيرهم أنها خيم مرج عيون. ودان هي تل القاضي الحالية. ومعنى دان بالعبرانية القاضي. وهذا آخر ذكرها في الكتاب فلم تثبت العبادة التي أقامها يربعام فيها. وآبل بيت معكة هي آبل الحالية في مرج عيون. وآبل بالعبرانية مرج. وفي (٢أيام ١٦: ٤) آبل المياه. وكثِّروث في العهد الجديد جنيسارت وهي الأرض الواقعة غربي بحيرة طبرية وامتدت شمالاً إلى دان أو تل القاضي.

كَفَّ عَنْ بِنَاءِ ٱلرَّامَةِ (ع ٢١) لأنه لم يقدر أن يحارب عدوين في وقت واحد. وكانت ترصة قاعدة يربعام وقريبة من شكيم أي نابلس.

جَبْعَ بِنْيَامِينَ على حد بنيامين الشمالي وكانت على قمة هضبة إلى شمالي مخماس في وادي سونيت (١صموئيل ١٣: ٣ و١٤: ٥) وعمق هذا الوادي نحو ٨٠٠ قدم.

ٱلْمِصْفَاةَ موقعها مجهول ويظن بعضهم أنها النبي صموئيل وهي أعلى قمة بقرب أورشليم. وهي المدينة التي اجتمع فيها بنو إسرائيل لانتخاب ملكهم الأول (١صموئيل ١٠: ١٧ – ٢٧) وصنع آسا فيها جباً (إرميا ٤١: ٥ – ٩).

وَبَقِيَّةُ كُلِّ أُمُورِ آسَا (ع ٢٣) في ٢أيام ص ١٤ – ١٦ إنه بنى مدناً حصينة وكان عدد جيشه ثلاث مئة ألف من يهوذا ومئتين وثمانين ألفاً من بنيامين. وانتصر على زارح الكشوي الذي كان في جيشه ألف ألف. وكلّمه الله بفم عزريا بن عوديد وشجعه لينزع الرجاسات من كل أرض يهوذا وبنيامين.

غَيْرَ أَنَّهُ ومن الأمور التي خالفت أعماله الصالحة أنه استند على ملك أرام وغضب حينما وبخه حناني الرائي وسجنه وضايق بعض الشعب. وفي زمان شيخوخته أي في آخر حياته وقبل موته بسنتين وهو ابن نحو خمسين سنة مرض في رجليه ولم يطلب الرب بل الأطباء. وربما الخطأ في ذلك هو أن الأطباء الذين طلبهم كانوا من بعض الوجوه سحرة. أو إن الرب أدبه بواسطة مرض ومع ذلك لم يطلبه. وفي ٢أيام ١٦: ١٤ خبر بالتفصيل عن دفنه وحزن الشعب على موته لأنه كان من أفضل ملوك يهوذا.

٢٥ – ٣٤ «٢٥ وَمَلَكَ نَادَابُ بْنُ يَرُبْعَامَ عَلَى إِسْرَائِيلَ فِي ٱلسَّنَةِ ٱلثَّانِيَةِ لآسَا مَلِكِ يَهُوذَا، فَمَلَكَ عَلَى إِسْرَائِيلَ سَنَتَيْنِ. ٢٦ وَعَمِلَ ٱلشَّرَّ فِي عَيْنَيِ ٱلرَّبِّ وَسَارَ فِي طَرِيقِ أَبِيهِ وَفِي خَطِيَّتِهِ ٱلَّتِي جَعَلَ بِهَا إِسْرَائِيلَ يُخْطِئُ. ٢٧ وَفَتَنَ عَلَيْهِ بَعْشَا بْنُ أَخِيَّا مِنْ بَيْتِ يَسَّاكَرَ، وَضَرَبَهُ بَعْشَا فِي جِبَّثُونَ ٱلَّتِي لِلْفِلِسْطِينِيِّينَ. وَكَانَ نَادَابُ وَكُلُّ إِسْرَائِيلَ مُحَاصِرِينَ جِبَّثُونَ. ٢٨ وَأَمَاتَهُ بَعْشَا فِي ٱلسَّنَةِ ٱلثَّالِثَةِ لآسَا مَلِكِ يَهُوذَا وَمَلَكَ عِوَضاً عَنْهُ. ٢٩ وَلَمَّا مَلَكَ ضَرَبَ كُلَّ بَيْتِ يَرُبْعَامَ. لَمْ يُبْقِ نَسَمَةً لِيَرُبْعَامَ حَتَّى أَفْنَاهُمْ حَسَبَ كَلاَمِ ٱلرَّبِّ ٱلَّذِي تَكَلَّمَ بِهِ عَنْ يَدِ عَبْدِهِ أَخِيَّا ٱلشِّيلُونِيِّ ٣٠ لأَجْلِ خَطَايَا يَرُبْعَامَ ٱلَّتِي أَخْطَأَهَا وَٱلَّتِي جَعَلَ بِهَا إِسْرَائِيلَ يُخْطِئُ بِإِغَاظَتِهِ ٱلَّتِي أَغَاظَ بِهَا ٱلرَّبَّ إِلٰهَ إِسْرَائِيلَ. ٣١ وَبَقِيَّةُ أُمُورِ نَادَابَ وَكُلُّ مَا عَمِلَ مَكْتُوبَةٌ فِي سِفْرِ أَخْبَارِ ٱلأَيَّامِ لِمُلُوكِ إِسْرَائِيلَ. ٣٢ وَكَانَتْ حَرْبٌ بَيْنَ آسَا وَبَعْشَا مَلِكِ إِسْرَائِيلَ كُلَّ أَيَّامِهِمَا. ٣٣ فِي ٱلسَّنَةِ ٱلثَّالِثَةِ لآسَا مَلِكِ يَهُوذَا مَلَكَ بَعْشَا بْنُ أَخِيَّا عَلَى جَمِيعِ إِسْرَائِيلَ فِي تِرْصَةَ أَرْبَعاً وَعِشْرِينَ سَنَةً. ٣٤ وَعَمِلَ ٱلشَّرَّ فِي عَيْنَيِ ٱلرَّبِّ، وَسَارَ فِي طَرِيقِ يَرُبْعَامَ وَفِي خَطِيَّتِهِ ٱلَّتِي جَعَلَ بِهَا إِسْرَائِيلَ يُخْطِئُ».

ص ١٤: ٢٠ ص ١٢: ٢٨ – ٣٣ و١٣: ٣٣ و٣٤ ع ٣٠ و٣٤ وص ١٤: ١٦ ص ١٤: ١٤ يشوع ١٩: ٤٤ و٢١: ٢٣ ص ١٤: ٩ – ١٦ ع ٢٦ ص ١٤: ١٩ ع ١٦ ع ٢٦

ذكر الكاتب أمور ملوك يهوذا من رحبعام إلى موت آسا وزمان هذه الأمور نحو ستين سنة. ثم رجع الكاتب نحو ٤٠ سنة إلى ذكر أمور ملوك إسرائيل. وليس في سفر أخبار الأيام خبر ملوك إسرائيل إلا في علاقتهم بأمور يهوذا.

فَمَلَكَ… سَنَتَيْنِ غير كاملتين لأنه ملك في السنة الثانية لآسا وخلفه بعشا في السنة الثالثة.

وَعَمِلَ ٱلشَّرَّ (ع ٢٦) سار في خطوات أبيه بسجوده للعجلين. وكانت الوثنية على هذا النوع من أقوى حيل إبليس لأنهم خدعوا أنفسهم بزعمهم أنهم سجدوا للرب بواسطة العجلين.

وَفَتَنَ عَلَيْهِ (ع ٢٧) نلاحظ كثرة الفتن في تاريخ إسرائيل بخلاف الواقع في يهوذا.

بَيْتِ يَسَّاكَرَ لم يقُم غيره ملكاً أو قاضياً من سبط يساكر إلا القاضي تولع (قضاة ١٠: ١ و٢). وسكن سبط يساكر في مرج ابن عامر وكان كما تنبأ يعقوب حماراً جسيماً رابضاً بين الحظائر فرأى المحل أنه حسن والأرض إنها نزهة فأحنى كتفه للحمل وصار للجزية عبداً (تكوين ٤٩: ١٤ و١٥). وأشار الرب إلى أصله الدني بقوله لبعشا «رفعتك من التراب» (١٦: ١) ونستنتج أيضاً من هذا القول إن الرب دعاه للملك كما دعا يربعام.

جِبَّثُونَ في أرض دان على حدود أرض الفلسطينيين وإحدى مدن اللاويين (يشوع ١٩: ٤٤ و٢١: ٢٣) وكان الفلسطينيون قد أخذوها وحاول ناداب أن يسترجعها ولم يزالوا يحاربونها في زمان عمري أي بعد مدة نحو ٢٦ سنة (١٦: ١٥).

ضَرَبَ كُلَّ بَيْتِ يَرُبْعَامَ (ع ٢٩) كان ذلك عادة بعض الملوك القدماء ولا سيما الذين اغتصبوا الملك لأنفسهم وهكذا تتم نبوة أخيا (١٤: ١٤).

فوائد

(ع ١٢ – ١٥) «أزال… ونزع… وخلع… وقطع… وأحرق… وأدخل» الإصلاح

  1. إن أسا لم يخف من تغيير العادات القديمة القبيحة فإنه نزع الأصنام التي عملها آباؤه وخلع جدته من أن تكون ملكة.
  2. إن آسا لم يخجل من الرجوع إلى العادات القديمة الحسنة. فإنه عمل كما عمل داود الذي كان جد جده.
  3. إن الكتاب المقدس الذي فيه شريعة الرب هو القياس الذي تُقاس به جميع العادات والأعمال والتعليم. فكل ما لا يطابقه يلزمه إصلاح.
السابق
التالي
زر الذهاب إلى الأعلى