الملوك الأول

سفر الملوك الأول | 12 | السنن القويم

السنن القويم في تفسير أسفار العهد القديم

شرح سفر الملوك الأول

للقس . وليم مارش

اَلأَصْحَاحُ ٱلثَّانِي عَشَرَ

١ – ١٥ «١ وَذَهَبَ رَحُبْعَامُ إِلَى شَكِيمَ، لأَنَّهُ جَاءَ إِلَى شَكِيمَ جَمِيعُ إِسْرَائِيلَ لِيُمَلِّكُوهُ. ٢ وَلَمَّا سَمِعَ يَرُبْعَامُ بْنُ نَبَاطَ وَهُوَ بَعْدُ فِي مِصْرَ. (لأَنَّهُ هَرَبَ مِنْ وَجْهِ سُلَيْمَانَ ٱلْمَلِكِ، وَأَقَامَ يَرُبْعَامُ فِي مِصْرَ) ٣ وَأَرْسَلُوا فَدَعَوْهُ. أَتَى يَرُبْعَامُ وَكُلُّ جَمَاعَةِ إِسْرَائِيلَ وَقَالُوا لِرَحُبْعَامَ: ٤ إِنَّ أَبَاكَ قَسَّى نِيرَنَا وَأَمَّا أَنْتَ فَخَفِّفِ ٱلآنَ مِنْ عُبُودِيَّةِ أَبِيكَ ٱلْقَاسِيَةِ وَمِنْ نِيرِهِ ٱلثَّقِيلِ ٱلَّذِي جَعَلَهُ عَلَيْنَا فَنَخْدِمَكَ. ٥ فَقَالَ لَهُمُ: ٱذْهَبُوا إِلَى ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ أَيْضاً ثُمَّ ٱرْجِعُوا إِلَيَّ. فَذَهَبَ ٱلشَّعْبُ. ٦ فَٱسْتَشَارَ ٱلْمَلِكُ رَحُبْعَامُ ٱلشُّيُوخَ ٱلَّذِينَ كَانُوا يَقِفُونَ أَمَامَ سُلَيْمَانَ أَبِيهِ وَهُوَ حَيٌّ قَائِلاً: كَيْفَ تُشِيرُونَ أَنْ أَرُدَّ جَوَاباً إِلَى هٰذَا ٱلشَّعْبِ؟ ٧ فَقَالُوا: إِنْ صِرْتَ ٱلْيَوْمَ عَبْداً لِهٰذَا ٱلشَّعْبِ وَخَدَمْتَهُمْ وَأَجَبْتَهُمْ وَكَلَّمْتَهُمْ كَلاَماً حَسَناً، يَكُونُونَ لَكَ عَبِيداً كُلَّ ٱلأَيَّامِ. ٨ فَتَرَكَ مَشُورَةَ ٱلشُّيُوخِ ٱلَّتِي أَشَارُوا بِهَا عَلَيْهِ وَٱسْتَشَارَ ٱلأَحْدَاثَ ٱلَّذِينَ نَشَأُوا مَعَهُ وَوَقَفُوا أَمَامَهُ، ٩ وَقَالَ لَهُمْ: بِمَاذَا تُشِيرُونَ أَنْتُمْ فَنَرُدَّ جَوَاباً عَلَى هٰذَا ٱلشَّعْبِ ٱلَّذِينَ قَالُوا لِي: خَفِّفْ مِنَ ٱلنِّيرِ ٱلَّذِي جَعَلَهُ عَلَيْنَا أَبُوكَ. ١٠ فَقَالَ ٱلأَحْدَاثُ ٱلَّذِينَ نَشَأُوا مَعَهُ: هٰكَذَا تَقُولُ لِهٰذَا ٱلشَّعْبِ ٱلَّذِينَ قَالُوا لَكَ إِنَّ أَبَاكَ ثَقَّلَ نِيرَنَا وَأَمَّا أَنْتَ فَخَفِّفْ مِنْ نِيرِنَا: إِنَّ خِنْصَرِي أَغْلَظُ مِنْ وَسْطِ أَبِي. ١١ وَٱلآنَ أَبِي حَمَّلَكُمْ نِيراً ثَقِيلاً وَأَنَا أَزِيدُ عَلَى نِيرِكُمْ. أَبِي أَدَّبَكُمْ بِٱلسِّيَاطِ وَأَنَا أُؤَدِّبُكُمْ بِٱلْعَقَارِبِ. ١٢ فَجَاءَ يَرُبْعَامُ وَجَمِيعُ ٱلشَّعْبِ إِلَى رَحُبْعَامَ فِي ٱلْيَوْمِ ٱلثَّالِثِ كَمَا قَالَ ٱلْمَلِكُ: ٱرْجِعُوا إِلَيَّ فِي ٱلْيَوْمِ ٱلثَّالِثِ. ١٣ فَأَجَابَ ٱلْمَلِكُ ٱلشَّعْبَ بِقَسَاوَةٍ، وَتَرَكَ مَشُورَةَ ٱلشُّيُوخِ ٱلَّتِي أَشَارُوا بِهَا عَلَيْهِ، ١٤ وَقَالَ حَسَبَ مَشُورَةِ ٱلأَحْدَاثِ: أَبِي ثَقَّلَ نِيرَكُمْ وَأَنَا أَزِيدُ عَلَى نِيرِكُمْ. أَبِي أَدَّبَكُمْ بِٱلسِّيَاطِ وَأَنَا أُؤَدِّبُكُمْ بِٱلْعَقَارِبِ. ١٥ وَلَمْ يَسْمَعِ ٱلْمَلِكُ لِلشَّعْبِ، لأَنَّ ٱلسَّبَبَ كَانَ مِنْ قِبَلِ ٱلرَّبِّ لِيُقِيمَ كَلاَمَهُ ٱلَّذِي تَكَلَّمَ بِهِ ٱلرَّبُّ عَنْ يَدِ أَخِيَّا ٱلشِّيلُونِيِّ إِلَى يَرُبْعَامَ بْنِ نَبَاطَ».

٢أيام ١٠: ١ الخ قضاة ٩: ٦ ص ١١: ٢٦ و٤٠ ص ٤: ٧ و٢٢ – ٢٥ و٩: ١٥ و١صموئيل ٨: ١١ – ١٨ ع ١٢ ص ٤: ١ – ٦ ع ٥ خروج ١: ١٣ و١٤ و٥: ٥ – ٩ و١٦ – ١٨ ع ٢٤ وتثنية ٢: ٣٠ وقضاة ١٤: ٤ ص ١١: ١١ و٣١

رَحُبْعَامُ ومعنى الاسم اتساع الشعب غير أن عمله كان عكس اسمه. كان ابن إحدى وأربعين سنة حين ملك. كانت أمه عمونية (١٤: ٢١) والظاهر أنه لم يكن له تربية عقلية وأدبية كما يليق بولي العهد. وربما تتوج ملكاً أولاً على أورشليم ثم ذهب إلى شكيم ليتوج ملكاً على الأسباط الشمالية. وشكيم (أي نابلس) كانت إلى الشمال من أورشليم وتبعد عنها نحو ٣٠ ميلاً. وكانت لسبط أفرايم (اطلب شكيم في قاموس الكتاب). ولا شك أن الأسباط الشمالية كانت مستعدة لتنفصل عن الأسباط الجنوبية وذلك من الحسد (انظر ١١: ٣٧ وتفسيره). لأنهم كانوا قد رأوا أن الرئاسة السياسية والدينية ثبتت في يهوذا عندما أُعطي المُلك لداود ونسله وبُني الهيكل في أورشليم.

وَلَمَّا سَمِعَ يَرُبْعَامُ (ع ٢) كان سليمان قد طلب قتله فهرب يربعام إلى مصر.

إِنَّ أَبَاكَ قَسَّى نِيرَنَا (ع ٤) كانت نفقات بيته عظيمة جداً (٤: ٢٢ و٢٣) وجمع عبيده الطعام من الشعب (٤: ٧ – ١٩) وسخّر الشعب لأجل بناء أبنيته العظيمة (٤: ١٣ – ١٨ و١٩: ١٥ – ٢٣) ووضع ضريبة على التجار واحتكر بعض أصناف التجارة (١٠: ١٤ و١٥ و٢٢ و٢٨ و٢٩) فكانت عظمته وغناه على حساب شعبه وعلى سبيل الظلم.

فَٱسْتَشَارَ ٱلْمَلِكُ (ع ٦) أظهر نوعاً من الحكمة لأنه لم يجاوب الشعب بلا تأمل أو مشورة. واستشار الشيوخ الذين لهم معرفة واختبار.

يَكُونُونَ لَكَ عَبِيداً (ع ٧) إن الملك الحكيم يرى أنه خادم للشعب وغاية سياسته هي نفع الشعب ومن يخدم الشعب يخدمه الشعب.

فَتَرَكَ مَشُورَةَ ٱلشُّيُوخِ (ع ٨) لأنه لم يستحسن أن يقلل دخله من الشعب ولا أن يصير لهم عبداً.

خِنْصَرِي أَغْلَظُ الخ (ع ١٠) كلام يدل على الكبرياء والاحتقار.

أُؤَدِّبُكُمْ بِٱلْعَقَارِبِ ليس حقيقة بل إشارة إلى عبودية أشد من عبوديتهم لأبيه كما أن ألم العقارب أشد من ألم السوط (الكرباج).

لِيُقِيمَ كَلاَمَهُ (ع ١٥) كان الملك رحبعام حراً في عمله ومسؤولاً ومخطئاً ومع ذلك أجرى الرب مقاصده بواسطته. فكانت العلة القريبة لانقسام المملكة جهالة رحبعام والعلة الأصلية تصرف أبيه (خروج ٩: ١٦ وأعمال ٤: ٢٧ و٢٨).

١٦ – ٢٠ «١٦ فَلَمَّا رَأَى كُلُّ إِسْرَائِيلَ أَنَّ ٱلْمَلِكَ لَمْ يَسْمَعْ لَهُمْ، أَجَابَ ٱلشَّعْبُ ٱلْمَلِكَ: أَيُّ قِسْمٍ لَنَا فِي دَاوُدَ، وَلاَ نَصِيبَ لَنَا فِي ٱبْنِ يَسَّى! إِلَى خِيَامِكَ يَا إِسْرَائِيلُ. ٱلآنَ ٱنْظُرْ إِلَى بَيْتِكَ يَا دَاوُدُ. وَذَهَبَ إِسْرَائِيلُ إِلَى خِيَامِهِمْ. ١٧ وَأَمَّا بَنُو إِسْرَائِيلَ ٱلسَّاكِنُونَ فِي مُدُنِ يَهُوذَا فَمَلَكَ عَلَيْهِمْ رَحُبْعَامُ. ١٨ ثُمَّ أَرْسَلَ ٱلْمَلِكُ رَحُبْعَامُ أَدُورَامَ ٱلَّذِي عَلَى ٱلتَّسْخِيرِ فَرَجَمَهُ جَمِيعُ إِسْرَائِيلَ بِٱلْحِجَارَةِ فَمَاتَ. فَبَادَرَ ٱلْمَلِكُ رَحُبْعَامُ وَصَعِدَ إِلَى ٱلْمَرْكَبَةِ لِيَهْرُبَ إِلَى أُورُشَلِيمَ. ١٩ فَعَصَى إِسْرَائِيلُ عَلَى بَيْتِ دَاوُدَ إِلَى هٰذَا ٱلْيَوْمِ. ٢٠ وَلَمَّا سَمِعَ جَمِيعُ إِسْرَائِيلَ بِأَنَّ يَرُبْعَامَ قَدْ رَجَعَ، أَرْسَلُوا فَدَعَوْهُ إِلَى ٱلْجَمَاعَةِ وَمَلَّكُوهُ عَلَى جَمِيعِ إِسْرَائِيلَ. لَمْ يَتْبَعْ بَيْتَ دَاوُدَ إِلاَّ سِبْطُ يَهُوذَا وَحْدَهُ».

٢صموئيل ٢٠: ١ ص ١١: ١٣ و٣٦ ص ٤: ٦ و٥: ١٤ و٢صموئيل ٢٠: ٢٤

أَجَابَ ٱلشَّعْبُ (ع ١٦) بعد المفاوضة بعضهم مع بعض.

أَيُّ قِسْمٍ لَنَا فِي دَاوُدَ انظر كلام شبع في (٢صموئيل ٢٠: ١). وذهابهم إلى خيامهم علامة العصيان والحرب كقطع المفاوضات الناتج عن عدم الاتفاق. ومن ذلك اليوم فصاعداً أُطلق الاسم إسرائيل على الأسباط الشمالية فقط. فصار مملكتان وهما مملكة إسرائيل ومملكة يهوذا.

ٱلسَّاكِنُونَ فِي مُدُنِ يَهُوذَا (ع ١٧) وهم أناس من أسباط أخرى مستوطنون في يهوذا فلم يرجعوا إلى أوطانهم بل انضموا إلى يهوذا ومنهم الشمعونيون الذين كانوا في الجنوب فلم يمكنهم الاتحاد مع الأسباط الشمالية.

أَرْسَلَ… أَدُورَامَ (ع ١٨) (٢صموئيل ٢٠: ٢٤) وهنا دليل على حماقة رحبعام لأن التسخير كان من الأمور المكروهة فلم يكن مأموره رجلاً موافقاً لينوب عن الملك في تلك الأحوال. والقتل بواسطة الرجم مذكور كثيراً (لاويين ٢٤: ١٤ و١ملوك ٢١: ١٠ و١٣ وأعمال ٧: ٥٧) وقتل أدورام جميع إسرائيل أي بعلم الجميع ورضاهم وهذا أوضح إعلان لرحبعام أن جميع إسرائيل رفضوه وكرهوه.

فَبَادَرَ ٱلْمَلِكُ خوفاً من أن يُرجم كما رُجم مأموره.

إِلَى هٰذَا ٱلْيَوْمِ (ع ١٩) دليل على أن المملكتين كانتا قائمتين في زمان الكاتب. ولكنه من المحتمل أن كاتب سفري الملوك أو جامعهما كان في زمان السبي أو بعده ونقل كلامه هنا عن كتابة قديمة.

مَلَّكُوهُ عَلَى جَمِيعِ إِسْرَائِيلَ (ع ٢٠) كان يربعام أنسب من غيره للانتخاب (١) لأنه من سبط أفرايم (٢) لأنه كان رجلاً مقبولاً عند شيشق ملك مصر (١١: ٤٠) (٣) لأنه كان رجلاً مختبراً في العمل والسياسة وكان جبار بأس (١١: ٢٨) (٤) لأن النبي أخيّا كان قد تنبأ بانقسام المملكة وتبوء يربعام الملك على إسرائيل (١١: ٢٦ – ٣٩).

إِلاَّ سِبْطُ يَهُوذَا وَحْدَهُ (انظر ١١: ١٣ وتفسيره).

٢١ – ٢٤ «٢١ وَلَمَّا جَاءَ رَحُبْعَامُ إِلَى أُورُشَلِيمَ جَمَعَ كُلَّ بَيْتِ يَهُوذَا وَسِبْطَ بِنْيَامِينَ، مِئَةً وَثَمَانِينَ أَلْفَ مُخْتَارٍ مُحَارِبٍ لِيُحَارِبُوا بَيْتَ إِسْرَائِيلَ وَيَرُدُّوا ٱلْمَمْلَكَةَ لَرَحُبْعَامَ بْنِ سُلَيْمَانَ. ٢٢ وَكَانَ كَلاَمُ ٱللّٰهِ إِلَى شَمَعْيَا رَجُلِ ٱللّٰهِ: ٢٣ قُلْ لِرَحُبْعَامَ بْنِ سُلَيْمَانَ مَلِكِ يَهُوذَا وَكُلِّ بَيْتِ يَهُوذَا وَبِنْيَامِينَ وَبَقِيَّةِ ٱلشَّعْبِ: ٢٤ هٰكَذَا قَالَ ٱلرَّبُّ: لاَ تَصْعَدُوا وَلاَ تُحَارِبُوا إِخْوَتَكُمْ بَنِي إِسْرَائِيلَ. ٱرْجِعُوا كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى بَيْتِهِ، لأَنَّ مِنْ عِنْدِي هٰذَا ٱلأَمْرَ. فَسَمِعُوا لِكَلاَمِ ٱلرَّبِّ وَرَجَعُوا لِيَنْطَلِقُوا حَسَبَ قَوْلِ ٱلرَّبِّ».

٢أيام ١١: ١ الخ و٢أيام ١٢: ٥ – ٧ ع ١٧ ع ١٥

سِبْطَ بِنْيَامِينَ كانت علاقاته السياسية والدينية مع يهوذا أشد مما هي مع الأسباط الشمالية.

مِئَةً وَثَمَانِينَ أَلْفَ مُخْتَارٍ مُحَارِبٍ كان عدد رجال يهوذا المحاربين في زمان داود خمس مئة ألف (٢صموئيل ٢٤: ٩) وفي زمان أبيا أربع مئة ألف (٢أيام ١٣: ٣) وفي زمان آسا كان رجال يهوذا وبنيامين من المحاربين خمس مئة وثمانين ألفاً (٢أيام ١٤: ٨).

شَمَعْيَا (ع ٢٢) كلم رحبعام أيضاً لما صعد شيشق ملك مصر (٢أيام ١٢: ٥) وكتب أمور رحبعام (٢أيام ١٢: ١٥). واللقب رجل الله كثير الورود في سفري الملوك. وبالمعنى هو أوسع من لقب نبي لأنه يشير إلى أنواع متعددة من الخدمة.

وَبَقِيَّةِ ٱلشَّعْبِ (ع ٢٣) هم المذكورون في (ع ١٧) وكانوا من الأسباط الشمالية ولكنهم مستوطنون في يهوذا ومحسوبون منه.

إِخْوَتَكُمْ بَنِي إِسْرَائِيلَ (ع ٢٤) ذكرهم أنهم إخوة وإن كانوا قد انقسموا إلى مملكتين.

مِنْ عِنْدِي هٰذَا ٱلأَمْرَ (انظر ع ١٥) وسمعوا كلام الرب ولكن طاعتهم وقتية وقيل في (١٤: ٣٠) كانت حرب بين رحبعام ويربعام كل الأيام.

٢٥ – ٣٣ «٢٥ وَبَنَى يَرُبْعَامُ شَكِيمَ فِي جَبَلِ أَفْرَايِمَ وَسَكَنَ بِهَا. ثُمَّ خَرَجَ مِنْ هُنَاكَ وَبَنَى فَنُوئِيلَ. ٢٦ وَقَالَ يَرُبْعَامُ فِي قَلْبِهِ: ٱلآنَ تَرْجِعُ ٱلْمَمْلَكَةُ إِلَى بَيْتِ دَاوُدَ. ٢٧ إِنْ صَعِدَ هٰذَا ٱلشَّعْبُ لِيُقَرِّبُوا ذَبَائِحَ فِي بَيْتِ ٱلرَّبِّ فِي أُورُشَلِيمَ يَرْجِعْ قَلْبُ هٰذَا ٱلشَّعْبِ إِلَى سَيِّدِهِمْ إِلَى رَحُبْعَامَ مَلِكِ يَهُوذَا وَيَقْتُلُونِي وَيَرْجِعُوا إِلَى رَحُبْعَامَ مَلِكِ يَهُوذَا. ٢٨ فَٱسْتَشَارَ ٱلْمَلِكُ وَعَمِلَ عِجْلَيْ ذَهَبٍ، وَقَالَ لَهُمْ: كَثِيرٌ عَلَيْكُمْ أَنْ تَصْعَدُوا إِلَى أُورُشَلِيمَ. هُوَذَا آلِهَتُكَ يَا إِسْرَائِيلُ ٱلَّذِينَ أَصْعَدُوكَ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ. ٢٩ وَوَضَعَ وَاحِداً فِي بَيْتِ إِيلَ وَجَعَلَ ٱلآخَرَ فِي دَانَ. ٣٠ وَكَانَ هٰذَا ٱلأَمْرُ خَطِيَّةً. وَكَانَ ٱلشَّعْبُ يَذْهَبُونَ إِلَى أَمَامِ أَحَدِهِمَا حَتَّى إِلَى دَانَ. ٣١ وَبَنَى بَيْتَ ٱلْمُرْتَفَعَاتِ، وَصَيَّرَ كَهَنَةً مِنْ أَطْرَافِ ٱلشَّعْبِ لَمْ يَكُونُوا مِنْ بَنِي لاَوِي. ٣٢ وَعَمِلَ يَرُبْعَامُ عِيداً فِي ٱلشَّهْرِ ٱلثَّامِنِ فِي ٱلْيَوْمِ ٱلْخَامِسَ عَشَرَ مِنَ ٱلشَّهْرِ كَٱلْعِيدِ ٱلَّذِي فِي يَهُوذَا، وَأَصْعَدَ عَلَى ٱلْمَذْبَحِ. هٰكَذَا فَعَلَ فِي بَيْتِ إِيلَ بِذَبْحِهِ لِلْعِجْلَيْنِ ٱللَّذَيْنِ عَمِلَهُمَا. وَأَوْقَفَ فِي بَيْتِ إِيلَ كَهَنَةَ ٱلْمُرْتَفَعَاتِ ٱلَّتِي عَمِلَهَا. ٣٣ وَأَصْعَدَ عَلَى ٱلْمَذْبَحِ ٱلَّذِي عَمِلَ فِي بَيْتِ إِيلَ فِي ٱلْيَوْمِ ٱلْخَامِسَ عَشَرَ مِنَ ٱلشَّهْرِ ٱلثَّامِنِ، فِي ٱلشَّهْرِ ٱلَّذِي ٱبْتَدَعَهُ مِنْ قَلْبِهِ، فَعَمِلَ عِيداً لِبَنِي إِسْرَائِيلَ وَصَعِدَ عَلَى ٱلْمَذْبَحِ لِيُوقِدَ».

قضاة ٩: ٤٥ – ٤٩ تكوين ٣٢: ٣٠ و٣١ وقضاة ٨: ٨ و١٧ تثنية ١٢: ٥ – ٧ و١٤ و٢ملوك ١٠: ٢٩ و١٧: ١٦ وهوشع ٨: ٤ – ٧ خروج ٣٢: ٤ و٨ تكوين ٢٨: ١٩ قضاة ١٨: ٢٦ – ٣١ ص ١٣: ٣٤ و٢ملوك ١٧: ٢١ ص ١٣: ٣٢ ص ١٣: ٣٣ و٢ملوك ١٧: ٣٢ و٢أيام ١٣: ٩ لاويين ٢٣: ٣٣ وعدد ٢٩: ١٢ عاموس ٧: ١٠ – ١٣ ص ١٣: ١

وَبَنَى يَرُبْعَامُ شَكِيمَ كانت مبنية (ع ١) ولكنه حصّنها وبنى ما لزمها لتصير قاعدة مملكته وجبل أفرايم اسم لأرض أفرايم لأن فيها جبال.

فَنُوئِيلَ شرقي الأردن في أرض جلعاد وعلى الطريق من الشرق إلى سهل يزرعيل. وفي هذا الطريق طرد جدعون المديانيين (قضاة ٨: ٨ و١٧) وكان فيها برج ويظن بعضهم أنها عند طبول الذهب على الزرقا على بُعد نحو أربعة أميال شرقي الأردن. وحصّن يربعام هذا المكان لتُحفظ مملكته من هجوم أهل الشرق.

وَقَالَ يَرُبْعَامُ فِي قَلْبِهِ (ع ٢٦) وحسب الظاهر كان مصيباً في هذا الفكر. ولكن من جهة أخرى كان ليربعام وعد من الرب أنه إذا سلك في طريقه يكون معه ويبني له بيتاً آمناً ويعطيه إسرائيل ولكن يربعام سلك بالعيان وليس بالإيمان وعمل ما كان مستقيماً في عيني نفسه ولم يتكل على الرب. وخلفاؤه اتبعوا خطواته على مدة نحو ٢٥٠ سنة. فنقرأ عن كل واحد منهم إنه سار في طريق يربعام وفي خطيئته التي جعل بها إسرائيل يخطئ.

فَٱسْتَشَارَ ٱلْمَلِكُ (ع ٢٨) فكانت خطيئته خطيئة الجميع وليست خطيئة الملك وحده.

عِجْلَيْ ذَهَبٍ عمل عجلين لأنه قصد مركزين للعبادة. وكان العجل معبوداً في مصر وكان يرمز إلى القوة ولا سيما قوة التوليد. وربما يربعام لم يقصد عبادة العجل بل عبادة الله بواسطة العجل فكانت خطيئته خطيئة مخالفة الوصية الثانية. ولكن العامة لا يقدرون أن يميزوا بين المعبود وبين الواسطة وميلهم إلى المنظور والمحسوس دون الروحي. ربما كان العجل من خشب مغشّى بذهب وربما كان بحجم عجل حقيقي.

بَيْتِ إِيلَ… دَانَ (ع ٢٩) في الطرف الجنوبي والطرف الشمالي من المملكة. وكان في دان معبد قديم (قضاة ١٨: ٣٠) وفي بيت إيل أيضاً (تكوين ٢٨: ١٧). وقال الكاتب حتى إلى دان لأن دان كانت بعيدة.

وَبَنَى بَيْتَ ٱلْمُرْتَفَعَاتِ (ع ٣١) أي لكل من العجلين. وكانت دان على سفح جبل حرمون عند تل القاضي حيث أحد مخارج الأردن. وبيت إيل شرقي الطريق من أورشليم إلى نابلس وعلى بُعد واحد من كلتا المدينتين. وكانت المعابد القديمة في أماكن مرتفعة.

كَهَنَةً مِنْ أَطْرَافِ ٱلشَّعْبِ في (٢أيام ١١: ١٣ و١٤) إن الكهنة واللاويين تركوا مسارحهم وأملاكهم وانطلقوا إلى أورشليم لأن يربعام وبيته رفضوهم. وأطراف الشعب خلاف الرؤوس أي أدناهم وأوطاهم. وفي (١٣: ٣٣) من شاء ملأ يده فصار من كهنة المرتفعات. فكانوا تحت أمر الملك وخدمة أباطيل لا يمكن الضمير والعقل السليم قبولها.

في الشَّهْرِ ٱلثَّامِنِ (ع ٣٢) كان عيد المظال في الشهر السابع (لاويين ٢٣: ٣٤) ولا نعرف السبب لتغيير الوقت. وما نلاحظه هنا هو أنه عمل كما استحسن وليس كما أمر الرب فلم يعمل الواجب بل الموافق في عينيه والذي ابتدعه من قلبه. والقمر في اليوم الخامس عشر يكون بدراً لأن الشهر هو شهر قمري فيكون موافقاً للعيد.

وَأَصْعَدَ عَلَى ٱلْمَذْبَحِ وفي هذا الأمر أيضاً خالف الشريعة لأن إصعاد الذبائح للكهنة فقط. وذكر بيت إيل ولم يذكر دان لأن بيت إيل كانت مقدس الملك وبيت المُلك (عاموس ٧: ١٣).

السابق
التالي
زر الذهاب إلى الأعلى