سفر الملوك الأول | 10 | السنن القويم
السنن القويم في تفسير أسفار العهد القديم
شرح سفر الملوك الأول
للقس . وليم مارش
اَلأَصْحَاحُ ٱلْعَاشِرُ
١ – ١٣ «١ وَسَمِعَتْ مَلِكَةُ سَبَا بِخَبَرِ سُلَيْمَانَ لِمَجْدِ ٱلرَّبِّ، فَأَتَتْ لِتَمْتَحِنَهُ بِمَسَائِلَ. ٢ فَأَتَتْ إِلَى أُورُشَلِيمَ بِمَوْكِبٍ عَظِيمٍ جِدّاً، بِجِمَالٍ حَامِلَةٍ أَطْيَاباً وَذَهَباً كَثِيراً جِدّاً وَحِجَارَةً كَرِيمَةً. وَأَتَتْ إِلَى سُلَيْمَانَ وَكَلَّمَتْهُ بِكُلِّ مَا كَانَ بِقَلْبِهَا. ٣ فَأَخْبَرَهَا سُلَيْمَانُ بِكُلِّ كَلاَمِهَا. لَمْ يَكُنْ أَمْرٌ مَخْفِيّاً عَنِ ٱلْمَلِكِ لَمْ يُخْبِرْهَا بِهِ. ٤ فَلَمَّا رَأَتْ مَلِكَةُ سَبَا كُلَّ حِكْمَةِ سُلَيْمَانَ وَٱلْبَيْتَ ٱلَّذِي بَنَاهُ ٥ وَطَعَامَ مَائِدَتِهِ وَمَجْلِسَ عَبِيدِهِ وَمَوْقِفَ خُدَّامِهِ وَمَلاَبِسَهُمْ وَسُقَاتَهُ وَمُحْرَقَاتِهِ ٱلَّتِي كَانَ يُصْعِدُهَا فِي بَيْتِ ٱلرَّبِّ، لَمْ يَبْقَ فِيهَا رُوحٌ بَعْدُ. ٦ فَقَالَتْ لِلْمَلِكِ: صَحِيحاً كَانَ ٱلْخَبَرُ ٱلَّذِي سَمِعْتُهُ فِي أَرْضِي عَنْ أُمُورِكَ وَعَنْ حِكْمَتِكَ. ٧ وَلَمْ أُصَدِّقِ ٱلأَخْبَارَ حَتَّى جِئْتُ وَأَبْصَرَتْ عَيْنَايَ، فَهُوَذَا ٱلنِّصْفُ لَمْ أُخْبَرْ بِهِ. زِدْتَ حِكْمَةً وَصَلاَحاً عَلَى ٱلْخَبَرِ ٱلَّذِي سَمِعْتُهُ. ٨ طُوبَى لِرِجَالِكَ وَطُوبَى لِعَبِيدِكَ هٰؤُلاَءِ ٱلْوَاقِفِينَ أَمَامَكَ دَائِماً ٱلسَّامِعِينَ حِكْمَتَكَ. ٩ لِيَكُنْ مُبَارَكاً ٱلرَّبُّ إِلٰهُكَ ٱلَّذِي سُرَّ بِكَ وَجَعَلَكَ عَلَى كُرْسِيِّ إِسْرَائِيلَ. لأَنَّ ٱلرَّبَّ أَحَبَّ إِسْرَائِيلَ إِلَى ٱلأَبَدِ جَعَلَكَ مَلِكاً، لِتُجْرِيَ حُكْماً وَبِرّاً. ١٠ وَأَعْطَتِ ٱلْمَلِكَ مِئَةً وَعِشْرِينَ وَزْنَةَ ذَهَبٍ وَأَطْيَاباً كَثِيرَةً جِدّاً وَحِجَارَةً كَرِيمَةً. لَمْ يَأْتِ بَعْدُ مِثْلُ ذٰلِكَ ٱلطِّيبِ فِي ٱلْكَثْرَةِ ٱلَّتِي أَعْطَتْهُ مَلِكَةُ سَبَا لِلْمَلِكِ سُلَيْمَانَ. ١١ وَكَذَا سُفُنُ حِيرَامَ ٱلَّتِي حَمَلَتْ ذَهَباً مِنْ أُوفِيرَ أَتَتْ مِنْ أُوفِيرَ بِخَشَبِ ٱلصَّنْدَلِ كَثِيراً جِدّاً وَبِحِجَارَةٍ كَرِيمَةٍ. ١٢ فَعَمِلَ سُلَيْمَانُ خَشَبَ ٱلصَّنْدَلِ دَرَابَزِيناً لِبَيْتِ ٱلرَّبِّ وَبَيْتِ ٱلْمَلِكِ، وَأَعْوَاداً وَرَبَاباً لِلْمُغَنِّينَ. لَمْ يَأْتِ وَلَمْ يُرَ مِثْلُ خَشَبِ ٱلصَّنْدَلِ ذٰلِكَ إِلَى هٰذَا ٱلْيَوْمِ. ١٣ وَأَعْطَى ٱلْمَلِكُ سُلَيْمَانُ لِمَلِكَةِ سَبَا كُلَّ مُشْتَهَاهَا ٱلَّذِي طَلَبَتْ، عَدَا مَا أَعْطَاهَا إِيَّاهُ حَسَبَ كَرَمِ ٱلْمَلِكِ سُلَيْمَانَ. فَٱنْصَرَفَتْ وَذَهَبَتْ إِلَى أَرْضِهَا هِيَ وَعَبِيدُهَا».
٢أيام ٩: ١ الخ متّى ١٢: ٤٢ تكوين ١٠: ٧ و٢٨ ومزمور ٧٢: ١٠ و١٥ قضاة ١٤: ١٢ – ١٤ ومزمور ٤٩: ٤ ع ١٠ و١أيام ٢٦: ١٦ ص ٥: ٧ و١أيام ١٧: ٢٢ و٢أيام ٢: ١١ و٢صموئيل ٨: ١٥ و٢٣: ٣ ع ٢ ص ٩: ٢٧ و٢٨
سَبَا في اليمن من بلاد العرب وليس في بلاد الحبش في أفريقية كما يظن بعضهم. في الأصل العبراني هنا «شبا» ولكن سبا أصح كما يظهر من مراجعة الآيات التي ذُكرت فيها والكتابات والنقود القديمة. وفي الكتابات القديمة أن مملكة سبا اشتهرت بكثرة الذهب والأطياب والحجارة الكريمة. وكان للنساء فيها اعتبار خصوصي وبعضهن تبوأنَ العرش. وذُكرت سابقاً أسفار سفن سليمان إلى أوفير التي كانت في بلاد العرب على الأرجح. ولا شك أنه كان يوجد علاقات تجارية بين العرب وأرض اليهود. فسمعت الملكة خبر غنى سليمان ومجده وأبنيته وحكمته. والقول لمجد الرب يشير إلى أن حكمته وقدرته ونجاحه كانت منسوبة إلى الرب الذي أعطاه كل شيء. وكان بناءه الأعظم الهيكل الذي بُني لمجد الرب.
لِتَمْتَحِنَهُ بِمَسَائِلَ يظن بعضهم إن هذه المسائل كانت من نوع الألغاز أو الأحاجي. قال يسوع «إن مَلِكَةُ ٱلتَّيْمَنِ (أي الجنوب) أَتَتْ مِنْ أَقَاصِي ٱلأَرْضِ لِتَسْمَعَ حِكْمَةَ سُلَيْمَانَ» (متّى ١٢: ٤٢). «طُوبَى لِعَبِيدِكَ… ٱلسَّامِعِينَ حِكْمَتَكَ. لِيَكُنْ مُبَارَكاً ٱلرَّبُّ » (ع ٨ و٩). فنستنتج أن غايتها كانت أن تستفيد فوائد روحية جوهرية وليس التسلية فقط.
أَطْيَاباً وَذَهَباً (ع ٢) قال المؤرخ سترابو إن السبائيين القدماء كانوا أغنياء جداً بالذهب فكانوا يعملون منه بعض الآنية وكانوا يغَشون به حيطان بيوتهم وأبوابها.
كُلِّ مَا كَانَ بِقَلْبِهَا كانت امرأة فاضلة ذكية راغبة في العلم والارتقاء. وربما كانت تتأمل كثيراً في أمور الحياة هنا وفي الآخرة ولم تجد في بلادهها أحداً قادراً على حلّ هذه المشاكل. فلما سمعت خبر حكمة سليمان قصدته ولو كلّفها السفر تعباً ومالاً.
فَأَخْبَرَهَا سُلَيْمَانُ بِكُلِّ كَلاَمِهَا (ع ٣) أي أجابها عن كل سؤالاتها وكان سليمان متعلماً شريعة الرب وأقوال جميع العلماء في عصره ومختبراً أمور الحياة ومقتدراً في الكلام كما نعرف من أسفاره القانونية.
لَمْ يَكُنْ أَمْرٌ مَخْفِيّاً عَنِ ٱلْمَلِكِ أي لم يكن سؤال إلا وعرف الجواب عنه ولم يكن مشكل إلا ورأى حلّه.
وَمَجْلِسَ عَبِيدِهِ (ع ٥) وزراءه ورؤساءه الذين جلسوا على مائدته حسب رتبهم.
وَمَوْقِفَ خُدَّامِهِ الذين خدموا الجالسين إلى المائدة. فكانت خدمتهم وملابسهم بغاية الجمال والترتيب.
وَمُحْرَقَاتِهِ تعجبت من كثرتها ونظامها (٩: ٢٥) وربما سألت عن غاية المحرقات والأمور المرموز إليها.
لَمْ يَبْقَ فِيهَا رُوحٌ بَعْدُ تعجبت وسكتت ولم تقدر أن تعترض على شيء ورأت أن كل ما عندها من الحكمة ومن الغنى كلا شيء بالنسبة إلى ما كان لسليمان.
ٱلنِّصْفُ لَمْ أُخْبَرْ بِهِ (ع ٧) غالباً الخبر يزيد عن الحقيقة فلا نصدقه كل التصديق. وأما أمور الله فلا يمكن أن خبرها يزيد عن حقيقتها (١كورنثوس ٢: ٩) وبلا ريب يقول كل من المفديين في السماء إن النصف لم يُخبر به. والصلاح هنا بمعنى حسن التدبير والاتقان.
طُوبَى لِرِجَالِكَ (ع ٨) كأنها اشتهت أن تكون خادمة للملك لتسمع حكمته. انظر قول المرنم «ٱخْتَرْتُ ٱلْوُقُوفَ عَلَى ٱلْعَتَبَةِ فِي بَيْتِ إِلٰهِي عَلَى ٱلسَّكَنِ فِي خِيَامِ ٱلأَشْرَارِ» (مزمور ٨٤: ١٠).
لِيَكُنْ مُبَارَكاً ٱلرَّبُّ (ع ٩) لا نستنتج من قولها أنها قبلت دين اليهود. لأنه يمكن أحد عبدة الأوثان أن يقرّ بوجود إله غير إلهه ويمدحه.
مِئَةً وَعِشْرِينَ وَزْنَةَ ذَهَبٍ (ع ١٠) مقدار تقدمة حيرام (٩: ١٤) أي نحو ٧٢٠٠٠٠ ليرة إنكليزية.
سُفُنُ حِيرَامَ (ع ١١) وهي السفن المذكورة سابقاً (٩: ٢٦ – ٢٨). عمل سليمان السفن وأرسل حيرام عبيده النواتي مع عبيد سليمان.
خَشَبِ ٱلصَّنْدَلِ خشب أحمر ثمين ذكي الرائحة يؤتى به من الهند.
عَدَا مَا أَعْطَاهَا إِيَّاهُ (ع ١٣) عوّضها مما أعطته وزيادة. وأعطاها كل ما طلبت منه.
فَٱنْصَرَفَتْ لاحظ بعضهم أنها لم تتمسك بالدين اليهودي وهو لم يدخل بلادها. كأن سليمان قصر عن شيء من واجباته نحوها. ولا نرى في العهد القديم تبشير الأمم إلا نادراً كإرسال يونان إلى نينوى وإيليا إلى صرفة وشفاء نعمان.
١٤ – ٢٢ «١٤ وَكَانَ وَزْنُ ٱلذَّهَبِ ٱلَّذِي أَتَى سُلَيْمَانَ فِي سَنَةٍ وَاحِدَةٍ سِتَّ مِئَةٍ وَسِتّاً وَسِتِّينَ وَزْنَةَ ذَهَبٍ. ١٥ مَا عَدَا ٱلَّذِي مِنْ عِنْدِ ٱلتُّجَّارِ وَتَجَارَةِ ٱلتُّجَّارِ وَجَمِيعِ مُلُوكِ ٱلْعَرَبِ وَوُلاَةِ ٱلأَرْضِ. ١٦ وَعَمِلَ ٱلْمَلِكُ سُلَيْمَانُ مِئَتَيْ تُرْسٍ مِنْ ذَهَبٍ مُطَرَّقٍ، خَصَّ ٱلتُّرْسَ ٱلْوَاحِدَ سِتُّ مِئَةِ شَاقِلٍ مِنَ ٱلذَّهَبِ. ١٧ وَثَلاَثَ مِئَةِ مِجَنٍّ مِنْ ذَهَبٍ مُطَرَّقٍ. خَصَّ ٱلْمِجَنَّ ثَلاَثَةُ أَمْنَاءٍ مِنَ ٱلذَّهَبِ. وَجَعَلَهَا سُلَيْمَانُ فِي بَيْتِ وَعْرِ لُبْنَانَ. ١٨ وَعَمِلَ ٱلْمَلِكُ كُرْسِيّاً عَظِيماً مِنْ عَاجٍ وَغَشَّاهُ بِذَهَبٍ إِبْرِيزٍ. ١٩ وَلِلْكُرْسِيِّ سِتُّ دَرَجَاتٍ. وَلِلْكُرْسِيِّ رَأْسٌ مُسْتَدِيرٌ مِنْ وَرَائِهِ، وَيَدَانِ مِنْ هُنَا وَمِنْ هُنَاكَ عَلَى مَكَانِ ٱلْجُلُوسِ، وَأَسَدَانِ وَاقِفَانِ بِجَانِبِ ٱلْيَدَيْنِ. ٢٠ وَٱثْنَا عَشَرَ أَسَداً وَاقِفَةً هُنَاكَ عَلَى ٱلدَّرَجَاتِ ٱلسِّتِّ مِنْ هُنَا وَمِنْ هُنَاكَ. لَمْ يُعْمَلْ مِثْلُهُ فِي جَمِيعِ ٱلْمَمَالِكِ. ٢١ وَجَمِيعُ آنِيَةِ شُرْبِ ٱلْمَلِكِ سُلَيْمَانَ مِنْ ذَهَبٍ، وَجَمِيعُ آنِيَةِ بَيْتِ وَعْرِ لُبْنَانَ مِنْ ذَهَبٍ خَالِصٍ. لاَ فِضَّةَ. هِيَ لَمْ تُحْسَبْ شَيْئاً فِي أَيَّامِ سُلَيْمَانَ. ٢٢ لأَنَّهُ كَانَ لِلْمَلِكِ فِي ٱلْبَحْرِ سُفُنُ تَرْشِيشَ مَعَ سُفُنِ حِيرَامَ. فَكَانَتْ سُفُنُ تَرْشِيشَ تَأْتِي مَرَّةً فِي كُلِّ ثَلاَثِ سَنَوَاتٍ. أَتَتْ سُفُنُ تَرْشِيشَ حَامِلَةً ذَهَباً وَفِضَّةً وَعَاجاً وَقُرُوداً وَطَوَاوِيسَ».
٢أيام ٩: ١٣ – ٢٨ ص ١٤: ٢٦ – ٢٨ و٢أيام ١٢: ٩ و١٠ ص ٧: ٢ ع ٢٢ ومزمور ٤٥: ٨ ص ٩: ٢٦ – ٢٨ و٢٢: ٤٨
سِتَّ مِئَةٍ وَسِتّاً وَسِتِّينَ وَزْنَةَ الوزنة ٣٠٠٠ شاقل والشاقل يعادل نحو ليرتين إنكليزيتين فتعادل ٦٦٦ وزنة نحو ٤،٠٠٠،٠٠٠ ليرة. فلا شك أن سليمان كان من أغنى ملوك عصره. غير أن المقدار المذكور ربما لم يكن دخله في كل سنة بل في إحدى السنين.
ٱلتُّجَّارِ وَتَجَارَةِ ٱلتُّجَّارِ (ع ١٥) ربما كان له تجار وكلاء أخذوا منه رأس مالهم وأعطوه قسماً من الربح. وكان قد بنى مدناً على طرق التجار كتدمر وربما كان الواصل له من تجارة التجار ضريبة مرور أو أجرة خانات أو رسوم كمرك على البضائع. والملك الذي يتعاطى التجارة يقدر أن يربح ربحاً عظيماً لأن كل شيء بيده ولا يقدر أحد أن يسابقه.
مُلُوكِ ٱلْعَرَبِ شيوخ العرب وربما أدوا لسليمان من مواشيهم (٢أيام ١٧: ١١).
وُلاَةِ ٱلأَرْضِ ربما هم الرؤساء المذكورون في (٤: ٢ – ١٩) وكانوا يجمعون من محصولات الأرض لأجل إطعام بيت الملك وعلف خيله.
ذَهَبٍ مُطَرَّقٍ (ع ١٦) لا شك أن الأتراس كانت مغشاة بالذهب وليس كلها من ذهب. وقيمة ست مئة شاقل نحو ١٢٠٠ ليرة إنكليزية. وخصّ المِجن ثلاثة أمناء من ذهب. ومئة شاقل تعادل مناً (٢أيام ٩: ١٦). (اطلب سلاح في قاموس الكتاب) والظاهر من هذه الآية أن الترس أكبر من المِجن. وهذه الأتراس وهذه المجان الذهبية أخذها شيشق ملك مصر (١٤: ٢٥ و٢٦) لأن ذهبها حرّك طمعه. فكان الضرر منها أكثر من النفع.
فِي بَيْتِ وَعْرِ لُبْنَانَ ربما علّقوها في الأعمدة الكثيرة وأنزلوها لأجل احتفالات غير اعتيادية (حزقيال ٢٧: ١٠ و١١ وإشعياء ٢٢: ٨).
مِنْ عَاجٍ (ع ١٨) مغشّى بعاج كبيت العاج الذي بناه أخاب (١ملوك ٢٢: ٣٩) وبين ألواح العاج الواحد ذهب.
رَأْسٌ مُسْتَدِيرٌ (ع ١٩) ربما على شكل قبة فوق الجالس على الكرسي والقائم تحت هذه القبة كان وراء الكرسي. وكان للكرسي موطئ من ذهب (٢أيام ٩: ١٨).
ٱثْنَا عَشَرَ أَسَداً (ع ٢٠) وبما أن الأسد ملك الوحوش فتمثاله كثير الوجود في ما يختص بالملوك. فيُرى هكذا في الصور القديمة. ونفهم أن عدد الأسود اثنا عشر فقط وليس أربعة عشر لأن الأسدين الواقفين بين يدي الكرسي هما الإثنان الواقفان على الدرجة العليا من الست الدرجات.
آنِيَةِ شُرْبِ… مِنْ ذَهَبٍ كان بعض الملوك القدماء يستعملون الذهب لآنية بيوتهم كسردنا بالوس الذي كان له ١٥٠ تختاً من ذهب و١٥٠ مائدة الخ. ويقال أن اسكندر الكبير حينما افتتح أكبتانا عاصمة مادي أخذ ١٢٠٠٠٠ وزنة من الذهب (أو نحو ٧٢٠ مليون ليرة إنكليزية!).
سُفُنُ تَرْشِيشَ (ع ٢٢) الأرجح أن السفن المذكورة هنا هي المذكورة في (٩: ٢٦ – ٢٨). وفي ع ١١ وكانت تسير إلى أوفير وتأتي بالذهب وخشب الصندل والحجارة الكريمة. موضع ترشيش مجهول. يقول بعضهم أنها كانت في أسبانيا أو قرطاجنة في شمالي أفريقيا. ويقول بعضهم بوجود مدينتين إحداهما في الشرق والأخرى في الغرب. ونستنتج من أقوال الكتاب أنها كانت بعيدة وكانت سفنها كبيرة ولعل الاسم أُطلق على جميع السفن الكبيرة إن كان سيرها إلى ترشيش أو إلى مكان آخر (اطلب ترشيش في قاموس الكتاب) ونلاحظ ذكر قرود وطواويس مع الأشياء الثمينة كالذهب والفضة والعاج فنستنتج من ذكرها وجود شيء من الترفه والشبع والملل يسوق الناس إلى طلب أشياء جديدة ووسائل غريبة للتسلية.
٢٣ – ٢٥ «٢٣ فَتَعَاظَمَ ٱلْمَلِكُ سُلَيْمَانُ عَلَى كُلِّ مُلُوكِ ٱلأَرْضِ فِي ٱلْغِنَى وَٱلْحِكْمَةِ. ٢٤ وَكَانَتْ كُلُّ ٱلأَرْضِ مُلْتَمِسَةً وَجْهَ سُلَيْمَانَ لِتَسْمَعَ حِكْمَتَهُ ٱلَّتِي جَعَلَهَا ٱللّٰهُ فِي قَلْبِهِ. ٢٥ وَكَانُوا يَأْتُونَ كُلُّ وَاحِدٍ بِهَدِيَّتِهِ، بِآنِيَةِ فِضَّةٍ وَآنِيَةِ ذَهَبٍ وَحُلَلٍ وَسِلاَحٍ وَأَطْيَابٍ وَخَيْلٍ وَبِغَالٍ سَنَةً فَسَنَةً».
ص ٣: ١٢ و١٣ و٤: ٣٠ ص ٣: ٩ و١٢ و٢٨
فِي ٱلْغِنَى وَٱلْحِكْمَةِ في الأول اختار سليمان الحكمة فأعطاه الله الحكمة والغنى.
وَكَانَتْ كُلُّ ٱلأَرْضِ مُلْتَمِسَةً كل الممالك المجاورة. ونعرف أيضاً من التواريخ القديمة أن المملكتين العظيمتين وهما أشور ومصر كانتا في زمن سليمان في حال الانحطاط.
كُلُّ وَاحِدٍ بِهَدِيَّتِهِ والظاهر أن الهدية كانت على سبيل جزية وكانت على نوع ما إجبارية لأنهم أتوا بها سنة فسنة.
٢٦ – ٢٩ «٢٦ وَجَمَعَ سُلَيْمَانُ مَرَاكِبَ وَفُرْسَاناً. فَكَانَ لَهُ أَلْفٌ وَأَرْبَعُ مِئَةِ مَرْكَبَةٍ وَٱثْنَا عَشَرَ أَلْفَ فَارِسٍ، فَأَقَامَهُمْ فِي مُدُنِ ٱلْمَرَاكِبِ وَمَعَ ٱلْمَلِكِ فِي أُورُشَلِيمَ. ٢٧ وَجَعَلَ ٱلْمَلِكُ ٱلْفِضَّةَ فِي أُورُشَلِيمَ مِثْلَ ٱلْحِجَارَةِ، وَجَعَلَ ٱلأَرْزَ مِثْلَ ٱلْجُمَّيْزِ ٱلَّذِي فِي ٱلسَّهْلِ فِي ٱلْكَثْرَةِ. ٢٨ وَكَانَ مَخْرَجُ ٱلْخَيْلِ ٱلَّتِي لِسُلَيْمَانَ مِنْ مِصْرَ. وَجَمَاعَةُ تُجَّارِ ٱلْمَلِكِ أَخَذُوا جَلِيبَةً بِثَمَنٍ. ٢٩ وَكَانَتِ ٱلْمَرْكَبَةُ تَصْعَدُ وَتَخْرُجُ مِنْ مِصْرَ بِسِتِّ مِئَةِ شَاقِلٍ مِنَ ٱلْفِضَّةِ وَٱلْفَرَسُ بِمِئَةٍ وَخَمْسِينَ. وَهٰكَذَا لِجَمِيعِ مُلُوكِ ٱلْحِثِّيِّينَ وَمُلُوكِ أَرَامَ كَانُوا يُخْرِجُونَ عَنْ يَدِهِمْ».
ص ٤: ٢٦ و٢أيام ١: ١٤ – ١٧ و٩: ٢٥ ص ٩: ١٩ و٢أيام ١: ١٥ و٢أيام ١: ١٦ و٩: ٢٨ و٢ملوك ٧: ٦ و٧
أَلْفٌ وَأَرْبَعُ مِئَةِ مَرْكَبَةٍ (انظر ٤: ٢٦ وتفسيره). وربما غايته العظمى في تكثير الخيل الافتخار والمجد وليست الحرب.
ٱلْجُمَّيْزِ ٱلَّذِي فِي ٱلسَّهْلِ السهل الغربي الممتد من أرض يهوذا إلى البحر (اطلب جميّز في قاموس الكتاب).
وَكَانَ مَخْرَجُ ٱلْخَيْلِ… مِنْ مِصْرَ وفي (٢أيام ٩: ٢٨) من مصر ومن جميع الأراضي. وهنا إشارة إلى تجارة سليمان بالخيل. وإذا كان ملك يتعاطى نوعاً من التجارة لا يقدر غيره أن يتاجر به.
ٱلْمَرْكَبَةُ بِسِتِّ مِئَةِ شَاقِلٍ مِنَ ٱلْفِضَّةِ نحو ستين ليرة إنكليزية. والمركبة هي رأسان أو ثلاثة من الخيل وعربة وعدّتها. وثمن فرس أي فرس للركوب ١٥٠ شاقلاً أو ١٥ ليرة. ومن جهة كثرة الخيل في مصر (انظر خروج ١٤: ٩ وتثنية ١٧: ١٦ و٢ملوك ٧: ٦ وحزقيال ١٧: ١٥).
ٱلْحِثِّيِّينَ ممالك صغيرة بين نهر الفرات في الشرق والشام وحماه في الغرب. وأعظم مدنها كركميش أي جرابلس الحالية وقادش. وكانت أرام تشتمل أحياناً على أرض الحثيين وامتدت إلى شرقي نهر الفرات ونهر الدجلة. ومن أجزائها أرام النهرين أو فدان أرام وأرام معكة وأرام بيت رحوب وأرام صوبة. واتحدت هذه الأجزاء بها تحت رئاسة دمشق.
- ع ١ «ملكة سبا وسليمان. نحن والمسيح»
(١) أتت من أرض بعيدة لتسمع حكمة سليمان. وأما المسيح فهو معنا في كل مكان وزمان وكلامه بين أيدينا أي الكتاب المقدس (٢) كان لسليمان جزء من الحكمة وأما المسيح فمذخّر فيه جميع كنوز الحكمة والعلم (٣) استقبلها سليمان وكرمها لكونها ملكة. وأما المسيح فيقبل كل من يُقبل إليه مهما كان فقيراً أو حقيراً (٤) تكلم سليمان في أمر هذا العالم وأما المسيح فيُرينا أموراً آتية وطريق الحياة الأبدية (٥) كلمته بكل ما في قلبها. وأما المسيح فهو يعلن لنا ما في قلوبنا. (٦) قالت: النصف لم أخبَر به. وأما المسيح فهو يفوق المعرفة وغناه أكثر جداً من كل ما نصوّره أو نفتكر به. أتت من أقاصي الأرض فكم بالحري يجب علينا نحن أن نأتي إلى المسيح.
- ع ٢٤ «تعاظم سليمان في الغنى»
(١) غنى وقتي تمتع به كذا وكذا من السنين ومات ولم يأخذ معه شيئاً بل كان موته كموت الفقير (٢) غنى للجسد. وبعدما شبع من الأكل واكتفى من اللباس كان كالباقين من الناس (٣) غنى لنفسه. فافتقر كثيرون وتعب كثيرون ليستغني واحد. وبعدما مات لم يتذكر شعبه إلا أنه ثقل نيرهم (٤) غنى تحوّل إلى الخسارة الروحية والابتعاد عن الله.
السابق |
التالي |