سفر الملوك الأول | 05 | السنن القويم
السنن القويم في تفسير أسفار العهد القديم
شرح سفر الملوك الأول
للقس . وليم مارش
اَلأَصْحَاحُ ٱلْخَامِسُ
١ – ١٢ «١ وَأَرْسَلَ حِيرَامُ مَلِكُ صُورَ عَبِيدَهُ إِلَى سُلَيْمَانَ، لأَنَّهُ سَمِعَ أَنَّهُمْ مَسَحُوهُ مَلِكاً مَكَانَ أَبِيهِ، لأَنَّ حِيرَامَ كَانَ مُحِبّاً لِدَاوُدَ كُلَّ ٱلأَيَّامِ. ٢ فَأَرْسَلَ سُلَيْمَانُ إِلَى حِيرَامَ يَقُولُ: ٣ أَنْتَ تَعْلَمُ دَاوُدَ أَبِي أَنَّهُ لَمْ يَسْتَطِعْ أَنْ يَبْنِيَ بَيْتاً لاسْمِ ٱلرَّبِّ إِلٰهِهِ بِسَبَبِ ٱلْحُرُوبِ ٱلَّتِي أَحَاطَتْ بِهِ، حَتَّى جَعَلَهُمُ ٱلرَّبُّ تَحْتَ بَطْنِ قَدَمَيْهِ. ٤ وَٱلآنَ فَقَدْ أَرَاحَنِيَ ٱلرَّبُّ إِلٰهِي مِنْ كُلِّ ٱلْجِهَاتِ فَلاَ يُوجَدُ خَصْمٌ وَلاَ حَادِثَةُ شَرٍّ. ٥ وَهَئَنَذَا قَائِلٌ عَلَى بِنَاءِ بَيْتٍ لاسْمِ ٱلرَّبِّ إِلٰهِي كَمَا قَالَ ٱلرَّبُّ لِدَاوُدَ أَبِي: إِنَّ ٱبْنَكَ ٱلَّذِي أَجْعَلُهُ مَكَانَكَ عَلَى كُرْسِيِّكَ هُوَ يَبْنِي ٱلْبَيْتَ لاسْمِي. ٦ وَٱلآنَ فَأْمُرْ أَنْ يَقْطَعُوا لِي أَرْزاً مِنْ لُبْنَانَ وَيَكُونُ عَبِيدِي مَعَ عَبِيدِكَ، وَأُجْرَةُ عَبِيدِكَ أُعْطِيكَ إِيَّاهَا حَسَبَ كُلِّ مَا تَقُولُ، لأَنَّكَ تَعْلَمُ أَنَّهُ لَيْسَ بَيْنَنَا أَحَدٌ يَعْرِفُ قَطْعَ ٱلْخَشَبِ مِثْلَ ٱلصَّيْدُونِيِّينَ. ٧ فَلَمَّا سَمِعَ حِيرَامُ كَلاَمَ سُلَيْمَانَ فَرِحَ جِدّاً وَقَالَ: مُبَارَكٌ ٱلْيَوْمَ ٱلرَّبُّ ٱلَّذِي أَعْطَى دَاوُدَ ٱبْناً حَكِيماً عَلَى هٰذَا ٱلشَّعْبِ ٱلْكَثِيرِ. ٨ وَأَرْسَلَ حِيرَامُ إِلَى سُلَيْمَانَ قَائِلاً: قَدْ سَمِعْتُ مَا أَرْسَلْتَ بِهِ إِلَيَّ. أَنَا أَفْعَلُ كُلَّ مَسَرَّتِكَ فِي خَشَبِ ٱلأَرْزِ وَخَشَبِ ٱلسَّرْوِ. ٩ عَبِيدِي يُنْزِلُونَ ذٰلِكَ مِنْ لُبْنَانَ إِلَى ٱلْبَحْرِ، وَأَنَا أَجْعَلُهُ أَرْمَاثاً فِي ٱلْبَحْرِ إِلَى ٱلْمَوْضِعِ ٱلَّذِي تُعَرِّفُنِي عَنْهُ وَأَفُكُّهُ هُنَاكَ، وَأَنْتَ تَحْمِلُهُ وَتَعْمَلُ مَرْضَاتِي بِإِعْطَائِكَ طَعَاماً لِبَيْتِي. ١٠ فَكَانَ حِيرَامُ يُعْطِي سُلَيْمَانَ خَشَبَ أَرْزٍ وَخَشَبَ سَرْوٍ حَسَبَ كُلِّ مَسَرَّتِهِ. ١١ وَأَعْطَى سُلَيْمَانُ حِيرَامَ عِشْرِينَ أَلْفَ كُرِّ حِنْطَةٍ طَعَاماً لِبَيْتِهِ، وَعِشْرِينَ كُرَّ زَيْتِ رَضٍّ. هٰكَذَا كَانَ سُلَيْمَانُ يُعْطِي حِيرَامَ سَنَةً فَسَنَةً. ١٢ وَٱلرَّبُّ أَعْطَى سُلَيْمَانَ حِكْمَةً كَمَا كَلَّمَهُ. وَكَانَ صُلْحٌ بَيْنَ حِيرَامَ وَسُلَيْمَانَ، وَقَطَعَا كِلاَهُمَا عَهْداً».
٢أيام ٢: ٣ و٢صموئيل ٥: ١١ و١أيام ١٤: ١ و١أيام ٢٨: ٢ و٣ ص ٤: ٢٤ و١أيام ٢٢: ٩ و٢صموئيل ٧: ١٢ و١٣ و١ايام ١٧: ١٢ و٢٢: ١٠ و٢٨: ٦ و٢أيام ٢: ١٦ عزرا ٣: ٧ وحزقيال ٢٧: ١٧ ص ٣: ١٢
حِيرَامُ (ع ١) وفي ٢أيام ٢: ٣ حورام. والأرجح أن حيرام هذا هو المذكور في (٢صموئيل ٥: ١١) الذي أرسل إلى داود خشب أرز ونجارين وبنائين وبنى له بيتاً. وبين جلوس داود ملكاً في أورشليم وجلوس ابنه زمان طويل فيُظن أن حيرام صديق سليمان هو ابن حيرام صديق داود. ولكن ليس من الضرورة أن داود بنى بيته في أول ملكه وإن كان ذلك مذكوراً مع حوادث السنين الأولى لملكه. وأرسل حيرام الرسل ليهنئوا سليمان على جلوسه ملكاً على إسرائيل ولأجل إثبات العلاقات الحبية بينه وبين إسرائيل. ومحبة حيرام لرجل صالح تدل على صلاح فيه.
بِسَبَبِ ٱلْحُرُوبِ (ع ٣) (انظر ٢صموئيل ٧: ٦ وتفسيره). حروب داود منعته عن بناء الهيكل من وجهين: أولاً لأنه كان قد سفك دماً فليس من اللياقة أن يبني بيتاً للرب وإن كانت حروبه بأمر الرب (٢أيام ٢٨: ٣). وثانياً لأنه تلهّى في هذه الحروب وفي إثبات المملكة وتعب فيها وأما سليمان فقد أراحه الرب من كل الجهات. وداود وإن لم يسمح له الرب أن يبني الهيكل فقد أعدّ له كثيراً من المال والمواد ونظم له خدمة العبادة والتسبيح. واستعداد داود هذا مذكور في أخبار الأيام.
لاسْمِ ٱلرَّبِّ (ع ٥) البيت هو المكان الذي فيه يُعرف الرب للناس.
كَمَا قَالَ ٱلرَّبُّ لِدَاوُدَ أَبِي أتى هذا الكلام في (٢صموئيل ٧: ١٢) ولا شك في أن سليمان كان قد سمع وفهم من صغره أنه سيبني الهيكل. وبيّن سليمان لحيرام أن بناء الهيكل كان من مقاصد داود وليس من مقاصده فقط لأنه ظن أن رأي أبيه داود يكون مقبولاً عند حيرام أكثر من رأيه.
أَرْزاً مِنْ لُبْنَانَ (ع ٦) وهي الشجرة المعروفة اليوم بأرز لبنان. وكان خشبها موافقاً لبناء الهيكل لأن الأشجار كبيرة تعلو إلى حد ٨٠ قدماً ويبلع محيطها ٣٦ قدماً. والخشب مرّ المذاق لا ينخره السوس وقد أثبت المؤرخون بقاءه مدة تزيد عن ٢٠٠٠ سنة. ولونه أصفر وليس فيه عروق جميلة كما في خشب الزيتون وغيره ولكن كانت الأخشاب في الهيكل مغشاة بالذهب. وربما في أيام سليمان كان الأرز في أماكن كثيرة في لبنان. اليوم أكبر حرجة منه بقرب بشرّي فوق نبع قاديشا (اطلب أرز في قاموس الكتاب). ونعرف من ٢أيام ٢: ٣ – ١٠ أن سليمان طلب أيضاً خشب سرو وصندل وطلب إرسال رجل حكيم في صناعة الذهب الخ.
وَأُجْرَةُ عَبِيدِكَ كانت من الحنطة والشعير والخمر والزيت (٢أيام ٢: ١٠) فنرى فائدة الألفة بين الشعوب لأن كل مملكة تأخذ ما تحتاج إليه وتعطي ما يفضل عنها.
ٱلصَّيْدُونِيِّينَ نستنتج أن الصيدونيين وإن كان لهم ملك كانوا تحت رئاسة صور. والمؤرخون القدماء يشهدون بمهارة الصيدونيين في الصنائع. قال هوميروس إن الكؤوس الكبيرة التي كان اليونانيون يشربون الخمر بها هي من صناعة صيداء. وقال إن نساء صيداء كنّ يصنعن الأردية المطرزة الجميلة التي كانت السيدات اليونانيات يفتخرن بها. وقال هوميروس إن أهل صور وصيداء كانوا الأولين في علم سير السفن. وقال سترابو إن الصيدونيين امتازوا بالرياضيات وعلم الفلك والفلسفة والصنائع.
فَرِحَ (ع ٧) فرح حيرام بالاتحاد مع سليمان الذي كان الأول بين ملوك عصره. وقيل في (٢أيام ٢: ١١) إنه جاوبه بالكتابة.
مُبَارَكٌ ٱلْيَوْمَ وزيد على ذلك في (٢أيام ٢: ١٢) إله إسرائيل الذي صنع السماء والأرض. ولا نستنتج أنه ترك آلهته ليسجد للرب وحده بل إنه اعتبر الرب كأحد الآلهة. وفي كتابته إلى سليمان ذكر إله سليمان وكان ذلك من باب الحكمة والسياسة.
خَشَبِ ٱلسَّرْوِ اطلب «سرو» في قاموس الكتاب.
أَرْمَاثاً لا نعرف في أي مكان في لبنان قطعوا الأرز والسرو ولكنهم كانوا ينزلون الخشب إلى شط البحر وربما عند نهر الكلب أو نهر إبراهيم ثم يأتون به أرماثاً في البحر إلى يافا فيسلمونه إلى عبيد سليمان الذين أصعدوه إلى أورشليم. ولا شك في أن ذلك كان عملاً كبيراً متعباً يحتاج إلى فعلة كثيرين. وهكذا عملوا في بناء الهيكل الثاني في أيام عزرا (عزرا ٣: ٧) وأخذ الأشوريون خشباً من لبنان لأبنيتهم. والحجارة الكبيرة في أبنية بعلبك دليل على اقتدار القدماء في نقل الأشياء الكبيرة الثقيلة.
عِشْرِينَ أَلْفَ كُرِّ حِنْطَةٍ (ع ١١) انظر ٤: ٢٢ وتفسيره. الكرّ يعادل نحو ٢٤ مداً أو ١٤٠ رطلاً فيكون عشرون ألف كرّ نحو ٢٨٠٠٠ قنطار أو ٤٨٠٠٠٠ مدّ.
وَعِشْرِينَ كُرَّ زَيْتِ الكرّ من المكاييل للأشياء السائلة يعادل نحو ٢٤٠ أقة وعشرون كراً تعادل نحو ٤٨٠٠ أقة أو ٢٤ قنطاراً. وقيل في ٢أيام ٢: ١٠ عشرين ألف كرّ من الحنطة… وعشرين ألف كرّ شعير وعشرين ألف بث خمر وعشرين ألف بث زيت. فكان الشعير والخمر زيادة عن المذكور في سفر الملوك. والزيت هو عشرون ألف بث أو ألفا كرّ لأن الكرّ يعادل عشرة أبثاث. وفي سفر الملوك المذكور عشرون كراً فقط. والأرجح أن كاتب سفر أخبار الأيام ذكر كل شيء وأما كاتب سفر الملوك فذكر بعضه فقط. وربما كان الزيت على صنفين: الأول من زيت رضّ أي من أحسن صنف ومقداره عشرون كراً. وكان الباقي من الألفي الكرّ من الصنف الثاني أي زيتاً اعتيادياً.
زَيْتِ رَضٍّ الذي يخرج من الزيتون بالرض ليكون نقياً خالصاً من الشوائب لا كالزيت الذي يخرج بالطحن لأن ذلك لا يخلو من الأدران.
عَهْداً (ع ١٢) ظهرت حكمة سليمان في تدبيره لوازمه من حيرام واتحاده معه لينتفع كل منهما من الآخر. كان لصور أرض قليلة تلائم المزروعات (حزقيال ٢٧: ١٧ وأعمال ١٢: ٢٠). وبقي الاتحاد بين المملكتين بعد موت سليمان وحيرام فإن أخاب ملك إسرائيل اتخذ إيزابل بنت أثبعل ملك صور زوجة (١٦: ٣١).
١٣ – ١٨ «١٣ وَسَخَّرَ ٱلْمَلِكُ سُلَيْمَانُ مِنْ جَمِيعِ إِسْرَائِيلَ، وَكَانَتِ ٱلسُّخَرُ ثَلاَثِينَ أَلْفَ رَجُلٍ. ١٤ فَأَرْسَلَهُمْ إِلَى لُبْنَانَ عَشَرَةَ آلاَفٍ فِي ٱلشَّهْرِ بِٱلنَّوْبَةِ. يَكُونُونَ شَهْراً فِي لُبْنَانَ وَشَهْرَيْنِ فِي بُيُوتِهِمْ. وَكَانَ أَدُونِيرَامُ عَلَى ٱلتَّسْخِيرِ. ١٥ وَكَانَ لِسُلَيْمَانَ سَبْعُونَ أَلْفاً يَحْمِلُونَ أَحْمَالاً، وَثَمَانُونَ أَلْفاً يَقْطَعُونَ فِي ٱلْجَبَلِ، ١٦ مَا عَدَا رُؤَسَاءَ ٱلْوُكَلاَءِ لِسُلَيْمَانَ ٱلَّذِينَ عَلَى ٱلْعَمَلِ ثَلاَثَةَ آلاَفٍ وَثَلاَثَ مِئَةٍ ٱلْمُتَسَلِّطِينَ عَلَى ٱلشَّعْبِ ٱلْعَامِلِينَ ٱلْعَمَلَ. ١٧ وَأَمَرَ ٱلْمَلِكُ أَنْ يَقْلَعُوا حِجَارَةً كَبِيرَةً كَرِيمَةً مُرَبَّعَةً لِتَأْسِيسِ ٱلْبَيْتِ. ١٨ فَنَحَتَهَا بَنَّاؤُو سُلَيْمَانَ وَبَنَّاؤُو حِيرَامَ وَٱلْجِبْلِيُّونَ، وَهَيَّأُوا ٱلأَخْشَابَ وَٱلْحِجَارَةَ لِبِنَاءِ ٱلْبَيْتِ».
ص ٤: ٦ و٩: ١٥ ص ٤: ٦ ص ٩: ٢٠ – ٢٢ و٢أيام ٢: ١٧ و١٨ ص ٩: ٢٣ ص ٦: ٧ و١أيام ٢٢: ٢ يشوع ١٣: ٥ وحزقيال ٢٧: ٩
وَسَخَّرَ ٱلْمَلِكُ سُلَيْمَانُ كان التسخير من العادات القديمة وبواسطته عمل الملوك أعظم أعمالهم كالأهرام في مصر والهياكل وقصور الملوك في بابل ونينوى. سخّر فرعون بني إسرائيل في مصر. قال بليني إن ٣٦٠٠٠٠ عامل عملوا مدة عشرين سنة في بناء أحد الأهرام. وكان المسخرون يضربون الفعلة بالسياط كأنهم بهائم. وربما ابتدأ التسخير في إسرائيل في آخر ملك داود فإنه عين أدونيرام على التسخير (٢صموئيل ٢٠: ٢٤). وميّز سليمان بين بني إسرائيل والغرباء الباقين من الكنعانيين لأنه سخّر من بني إسرائيل ثلاثين ألفاً فقط من ١٣٠٠٠٠٠ (٢صموئيل ٢٤: ٩) أي واحداً من ٤٤. وأراحهم لأنهم كانوا يعملون شهراً ويستريحون شهرين. وكانت خدمتهم وقتية. وفي الخدمة الدائمة ميّز بينهم وبين الغرباء في نوع الخدمة (٩: ١٥ – ٢٣).
سَبْعُونَ أَلْفاً (ع ١٥) من الغرباء وليس من بني إسرائيل (٩: ٢١ و٢أيام ٢: ١٧ و١٨) كما عمل داود أبوه (١أيام ٢٢: ٢).
ثَلاَثَةَ آلاَفٍ وَثَلاَثَ مِئَةٍ ٱلْمُتَسَلِّطِينَ (ع ١٦) وفي ٩: ٢٣ خمس مئة وخمسون متسلطون والمجموع ٣٨٥٠. وفي ٢أيام ٢: ١٨ ثلاثة آلاف وست مئة وكيل وفي ٢أيام ٨: ١٠ مئتان وخمسون من الموكلين والمجموع كالمجموع الأول ٣٨٥٠ فيكون الاختلاف بين سفر الملوك وسفر أخبار الأيام في ترتيب أنواع المتسلطين وليس اختلافاً في مجموع عددهم.
حِجَارَةً كَبِيرَةً (ع ١٧) يُرى اليوم حجارة كبيرة أساسية في موقع الهيكل في أورشليم والأرجح أنها من أيام سليمان وأكبر حجر منها اليوم طوله ٣٠ قدماً وعلّوه سبع أقدام ونصف قدم. والأرجح أن مقلع الحجارة كان بقرب موقع الهيكل.
ٱلْجِبْلِيُّونَ (ع ١٨) أهل جبيل. وهي على شط البحر على بُعد نحو ٢٥ ميلاً من بيروت على طريق طرابلس (يشوع ١٣: ٥ وحزقيال ٢٧: ٩).
- ع ١ – ١٢ المعاشرات السياسية
(١) إنها ضرورية ومفيدة في الأمور الزمنية (٢) إن شعب الله يلزمهم حكمة ونعمة إلهية ليسلموا من الكفر والأديان الفاسدة في معاشرتهم غير المؤمنين. كانت معاشرة أهل صور مفيدة في أيام سليمان وضارة في أيام آخاب (٣) على شعب الله ليس فقط أن يسلموا من الضلال بل أن يشهدوا للحق ويثبتوا فيه.
- ع ١٣ – ١٨ بيت الله المادي وبيته الروحي
(١) إنه في بناء البيت المادي دخل شيء من الظلم والتسخير واستخدام غير المؤمنين. وأما الكنيسة وهي بيت الله الروحي فهي جماعة المؤمنين ونفقتها من تبرعاتهم المقدمة منهم بالسخاء والرضى (٢) إن البيت المادي بقي نحو ٤٠٠ سنة فقط وأما الكنيسة فهي إلى الأبد. والحجارة الكبيرة الأساسية الباقية من أيام سليمان إلى أيامنا على رغم الحروب وسقوط الممالك تمثل لنا المسيح وهو حجر الزاوية وصخر الدهور (٣) إن جمال البيت المادي كان في الأخشاب والحجارة والذهب وأما جمال الكنيسة فليس في أبنيتها بل في أعمالها الحسنة وعبادتها الطاهرة (٤) إن البيت المادي كان في مكان واحد فقط أي في أورشليم وأما الكنيسة فهي في كل مكان فيه مؤمنون حقيقيون. وكل مؤمن حقيقي هو هيكل للروح القدس.
السابق |
التالي |