سفر الملوك الأول | 04 | السنن القويم
السنن القويم في تفسير أسفار العهد القديم
شرح سفر الملوك الأول
للقس . وليم مارش
اَلأَصْحَاحُ ٱلرَّابِعُ
١ – ٢٠ «١ وَكَانَ ٱلْمَلِكُ سُلَيْمَانُ مَلِكاً عَلَى جَمِيعِ إِسْرَائِيلَ. ٢ وَهٰؤُلاَءِ هُمُ ٱلرُّؤَسَاءُ ٱلَّذِينَ لَهُ: عَزَرْيَاهُو بْنُ صَادُوقَ ٱلْكَاهِنِ، ٣ وَأَلِيحُورَفُ وَأَخِيَّا ٱبْنَا شِيشَا كَاتِبَانِ. وَيَهُوشَافَاطُ بْنُ أَخِيلُودَ ٱلْمُسَجِّلُ، ٤ وَبَنَايَاهُو بْنُ يَهُويَادَاعَ عَلَى ٱلْجَيْشِ، وَصَادُوقُ وَأَبِيَاثَارُ كَاهِنَانِ. ٥ وَعَزَرْيَاهُو بْنُ نَاثَانَ عَلَى ٱلْوُكَلاَءِ، وَزَابُودُ بْنُ نَاثَانَ كَاهِنٌ وَصَاحِبُ ٱلْمَلِكِ. ٦ وَأَخِيشَارُ عَلَى ٱلْبَيْتِ، وَأَدُونِيرَامُ بْنُ عَبْدَا عَلَى ٱلتَّسْخِيرِ. ٧ وَكَانَ لِسُلَيْمَانَ ٱثْنَا عَشَرَ وَكِيلاً عَلَى جَمِيعِ إِسْرَائِيلَ يُمَوِّنُونَ ٱلْمَلِكَ وَبَيْتَهُ. كَانَ عَلَى ٱلْوَاحِدِ أَنْ يُمَوِّنَ شَهْراً فِي ٱلسَّنَةِ. ٨ وَهٰذِهِ أَسْمَاؤُهُمُ: ٱبْنُ حُورَ فِي جَبَلِ أَفْرَايِمَ. ٩ ٱبْنُ دَقَرَ فِي مَاقَصَ وَشَعَلُبِّيمَ وَبَيْتِ شَمْسٍ وَأَيْلُونِ بَيْتِ حَانَانَ. ١٠ ٱبْنُ حَسَدَ فِي أَرُبُوتَ. كَانَتْ لَهُ سُوكُوهُ وَكُلُّ أَرْضِ حَافَرَ. ١١ ٱبْنُ أَبِينَادَابَ فِي كُلِّ مُرْتَفَعَاتِ دُورٍ (كَانَتْ طَافَةُ بِنْتُ سُلَيْمَانَ لَهُ ٱمْرَأَةً). ١٢ بَعْنَا بْنُ أَخِيلُودَ فِي تَعْنَكَ وَمَجِدُّو وَكُلِّ بَيْتِ شَانٍ ٱلَّتِي بِجَانِبِ صَرْتَانَ تَحْتَ يَزْرَعِيلَ، مِنْ بَيْتِ شَانَ إِلَى آبَلَ مَحُولَةَ إِلَى مَعْبَرِ يَقْمَعَامَ. ١٣ ٱبْنُ جَابِرَ فِي رَامُوتِ جِلْعَادَ. لَهُ حَوُّوثُ يَائِيرَ ٱبْنِ مَنَسَّى ٱلَّتِي فِي جِلْعَادَ. وَلَهُ كُورَةُ أَرْجُوبَ ٱلَّتِي فِي بَاشَانَ. سِتُّونَ مَدِينَةً عَظِيمَةً بِأَسْوَارٍ وَعَوَارِضَ مِنْ نُحَاسٍ. ١٤ أَخِينَادَابُ بْنُ عِدُّو فِي مَحَنَايِمَ. ١٥ أَخِيمَعَصُ فِي نَفْتَالِي (وَهُوَ أَيْضاً أَخَذَ بَاسِمَةَ بِنْتَ سُلَيْمَانَ ٱمْرَأَةً). ١٦ بَعْنَا بْنُ حُوشَايَ فِي أَشِيرَ وَبَعَلُوتَ. ١٧ يَهُوشَافَاطُ بْنُ فَارُوحَ فِي يَسَّاكَرَ. ١٨ شَمْعِي بْنُ أَيْلَةَ فِي بِنْيَامِينَ. ١٩ جَابِرُ بْنُ أُورِي فِي أَرْضِ جِلْعَادَ، أَرْضِ سِيحُونَ مَلِكِ ٱلأَمُورِيِّينَ وَعُوجَ مَلِكِ بَاشَانَ. وَوَكِيلٌ وَاحِدٌ ٱلَّذِي فِي ٱلأَرْضِ. ٢٠ وَكَانَ يَهُوذَا وَإِسْرَائِيلُ كَثِيرِينَ كَٱلرَّمْلِ ٱلَّذِي عَلَى ٱلْبَحْرِ فِي ٱلْكَثْرَةِ. يَأْكُلُونَ وَيَشْرَبُونَ وَيَفْرَحُونَ».
١أيام ٦: ١٠ ع ٧ يشوع ٢٤: ٣٣ قضاة ١: ٣٥ يشوع ٢١: ١٦ يشوع ١٥: ٣٥ يشوع ١٢: ١٧ يشوع ١١: ١ و٢ قضاة ٥: ١٩ يشوع ١٧: ١١ يشوع ٣: ١٦ ص ١٩: ١٦ و١أيام ٦: ٦٨ ص ٢٢: ٣ – ١٥ عدد ٣٢: ٤١ تثنية ٣: ٤ يشوع١٣: ٢٦ و٢صموئيل ١٥: ٢٧ و٢صموئيل ١٥: ٣٢ ص ١: ٨ تثنية ٣: ٨ – ١٠ ص ٣: ٨ وتكوين ٣٢: ١٢
عَلَى جَمِيعِ إِسْرَائِيلَ (ع ١) كانت المملكة قد وصلت إلى أوج اتساعها ومجدها. وبعد سليمان لم يكن ملك على جميع إسرائيل.
ٱلرُّؤَسَاءُ (ع ٢) ظهرت حكمة سليمان في نظام المملكة الحسن الكامل. ونرى في هذا النظام أن المكان الأول هو للخدمة الملكية وليس للخدمة العسكرية كما كان في أيام داود.
عَزَرْيَاهُو بْنُ صَادُوقَ في الكتاب نحو ٢٠ شخصاً باسم عزرياهو أو عزريا. كان لأخيمعص ابن صادوق الكاهن ابن بهذا الاسم (١أيام ٦: ٨ و٩) فيظن بعضهم أن عزرياهو المذكور هنا هو ابن أخيمعص لأن الكتاب أحياناً يسمي الحفيد ابناً. ولا مانع أن يكون لصادوق ابن باسم عزريا ويكون أيضاً لابنه أخيمعص ابن بالاسم عينه.
كَاتِبَانِ… ٱلْمُسَجِّلُ (ع ٣) كان الكاتبان يكتبان مكاتيب الملك. والمسجل كان المؤرخ وكان يكتب في سفر الحوادث المهمة (أستير ٦: ١) ولا شك أن كاتب سفري الملوك جمع بعض أخباره من أسفار المسجلين. وكان يهوشافاط هذا مسجلاً للملك داود أيضاً.
بَنَايَاهُو (ع ٤) (انظر ١: ٨).
صَادُوقُ وَأَبِيَاثَارُ (ع ٤) كان أبياثار معزولاً (٢: ٢٦ و٢٧) وربما كان كاهناً بالاسم ولكن بلا عمل. وربما أن عزرياهو بن صادوق المذكور سابقاً كان كاهناً مع أبيه (أو جده كما يقول بعضهم) أحدهما في أورشليم والآخر في جبعون.
ٱلْوُكَلاَءِ (ع ٥) على أعمال مختلفة كالذين امتازوا للملك (ع ٧) والذين كانوا على عمل الاستعداد لبناء الهيكل (٥: ١٦) والذين كانوا على عمل بناء مدن المخازن (٩: ٢٣).
وَزَابُودُ بْنُ نَاثَانَ كَاهِنٌ ربما كلمة كاهن هنا بمعنى مشير (انظر ٢صموئيل ٨: ١٨) والقول «صاحب الملك» قول تفسيري. كان زابود كاهناً أي صاحب الملك. وكان حوشاي صاحب الملك داود أي مشيراً له (٢صموئيل ١٥: ٣٧ و١٦: ١٦).
وَأَخِيشَارُ عَلَى ٱلْبَيْتِ (ع ٦) هذا أول ذكر لهذا المنصب. وتظهر أهميته مما ذُكر في (٢٢ و٢٣). تعجبت ملكة سبا من حسن ترتيب البيت وكان المستخدمون بهذه المصلحة من مشيري الملك كألياقيم (٢ملوك ١٨: ١٨).
أَدُونِيرَامُ كان التسخير لأجل أبنية سليمان العظيمة وبناء الهيكل ومدن المخازن. وكان التسخير مكروهاً عند الشعب فقُتل أدونيرام رجماً بالحجارة في زمان رحبعام (١٢: ١٨).
ٱثْنَا عَشَرَ وَكِيلاً (ع ٧) لكل واحد قطيعة من المملكة يأخذ منها لأجل الملك ولكل واحد شهر في السنة يمتاز فيه. وأخذوا من الشعب على سبيل جزية وليس على سبيل شراء. فكانت أبنية سليمان وبيته المنظم والأطعمة والملابس والمجد والغنى والجمال كلها على نفقة الشعب وكان هذا عليهم حملاً ثقيلاً.
ٱبْنُ حُورَ (ع ٨) نرى إن أكثر الوكلاء تلقبوا بنسبتهم إلى آبائهم كابن حور وابن دقر الخ. واثنان منهم صاهرا الملك. والمظنون أن بعض هؤلاء الوكلاء كانوا شباناً تنصبوا إكراماً لآبائهم.
فِي جَبَلِ أَفْرَايِمَ أي بلاد أفرايم الممتدة من أورشليم شمالاً إلى يزرعيل وهي أرض خصبة. وسُميت السامرة في العهد الجديد.
ٱبْنُ دَقَرَ (ع ٩) موقع ماقص مجهول. كانت شعليم في دان في الجنوب وبيت شمس في يهوذا وموقع إيلون وبيت حانان مجهولان.
ٱبْنُ حَسَدَ (ع ١٠) قطيعته في الجنوب الغربي من أورشليم.
ٱبْنُ أَبِينَادَابَ (ع ١١) قطيعته في الشمال والغرب وكانت دور على شط البحر جنوبي جبل الكرمل. كانت ابنة سليمان له امرأة وربما كان من سياسة الملك أن يكثر العلاقات الحبية بينه وبين وزرائه. وكان ذلك بعد جلوسه بزمان لأنه كان ابن عشرين سنة فقط لما ملك.
تَعْنَكَ وَمَجِدُّو (ع ١٢) إلى جهة الشرق من دور في سهل يزرعيل أو مرج ابن عامر. وبيت شان شرقيها وإلى جهة الأردن وصرتان قريبة من الأردن (يشوع ٣: ١٦) وآبل محولة إلى جنوب بيت شان في وادي الأردن ويقمعام قريبة منها. وكانت يزرعيل مرتفعة تطل على مرج ابن عامر الذي كان إلى جهة الغرب منها. ومنها إلى جهة الشرق والجنوب كان وادي يزرعيل الذي يؤدي إلى الأردن.
ٱبْنُ جَابِرَ (ع ١٣) كانت قطيعته إلى شرق الأردن. وكانت راموث جلعاد إلى شرق الأردن في جبل عجلون ويظن بعضهم أنها السلط الحالية ويظن غيرهم أنها جرش الحالية وكانت في القديم إحدى مدن الملجأ وكانت موقع حروب بين إسرائيل وآرام.
حَوُّوثُ يَائِيرَ كان يائير ابن سجوب بن حصرون من سبط يهوذا ولكن جدته امرأة حصرون كانت من سبط منسى فسُمي يائير ابن منسى. وكان بطلاً في الحرب وأخذ ستين مدينة في أرجوب في باشان (تثنية ٣: ٤ و١٤) وأخذ أيضاً مزارع في جلعاد وسماها حوّوث يائير (عدد ٣٢: ٤١) ويظن بعضهم أن حوّوت يائير هي المدن الستون في أرجوب. وكان قاض اسمه يائير (قضاة ١٠: ٣ – ٥) وهو غير يائير المذكور سابقاً.
فِي جِلْعَادَ قطيعة إلى شرق الأردن بين باشان في الشمال وعمون في الجنوب أراضيها صخرية وعرية كان نصفها الجنوبي لجاد ونصفها الشمالي لمنسى. وأهم مدنها راموت جلعاد ويابيش جلعاد.
كُورَةُ أَرْجُوبَ الأرجح أنها جزء من باشان بين جبل جلعاد في الغرب واللجاه في الشرق. ويُظن أن أرجوب هي اللجاه.
أَخِيمَعَصُ (ع١٥) لعله ابن صادوق الكاهن الذي كان صديقاً لداود فكان من اللياقة أنه يتزوج ابنة سليمان.
بَعْنَا بْنُ حُوشَايَ (ع ١٦) غير بعنا المذكور في (ع ١٢) وكان حوشاي مشيراً لداود فأكرم سليمان أباه داود لما نصب ابن صديقه. وموقع بعلوت مجهول.
أَرْضِ جِلْعَادَ (ع ١٩) كان ابن جابر (ع ١٣) في جلعاد وربما كان ابن المذكور هنا فكان الاثنان في جلعاد لكل منهما قسم من الأرض. وقيل «وكيل واحد» أي في القسم من جلعاد الواقع له وكان أرضاً واسعة ولولا هذا القول لكنا ننتظر تعيين وكيلين أو أكثر لهذا القسم من جلعاد الذي كان قديماً مملكة سيحون ومملكة عوج ولكن في زمان سليمان كان سكانه قليلين بالنسبة إلى الساكنين إلى غرب الأردن.
كَٱلرَّمْلِ (ع ٢٠) إتمام الوعد لإبراهيم (تكوين ٢٢: ١٧) وكان لمملكة إسرائيل في أيام سليمان أعظم النجاح من جهة كثرة الشعب واتساع الأرض والراحة والسلام. ولكن للوعد معنى أوسع وأفضل من النجاح العالمي. ولا يتم الوعد تماماً إلا في أولاد إبراهيم بالإيمان وامتداد ملكوت المسيح وخلاص الجمع الكثير الذي لا يستطيع أحد أن يعدّه (رؤيا ٧: ٩).
٢١ – ٢٨ «٢١ وَكَانَ سُلَيْمَانُ مُتَسَلِّطاً عَلَى جَمِيعِ ٱلْمَمَالِكِ مِنَ ٱلنَّهْرِ إِلَى أَرْضِ فِلِسْطِينَ وَإِلَى تُخُومِ مِصْرَ. كَانُوا يُقَدِّمُونَ ٱلْهَدَايَا وَيَخْدِمُونَ سُلَيْمَانَ كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِهِ. ٢٢ وَكَانَ طَعَامُ سُلَيْمَانَ لِلْيَوْمِ ٱلْوَاحِدِ: ثَلاَثِينَ كُرَّ سَمِيذٍ وَسِتِّينَ كُرَّ دَقِيقٍ ٢٣ وَعَشَرَةَ ثِيرَانٍ مُسَمَّنَةٍ وَعِشْرِينَ ثَوْراً مِنَ ٱلْمَرَاعِي وَمِئَةَ خَرُوفٍ، مَا عَدَا ٱلأَيَائِلَ وَٱلظِّبَاءَ وَٱلْيَحَامِيرَ وَٱلإِوَزَّ ٱلْمُسَمَّنَ. ٢٤ لأَنَّهُ كَانَ مُتَسَلِّطاً عَلَى كُلِّ مَا عَبْرَ ٱلنَّهْرِ مِنْ تَفْسَحَ إِلَى غَزَّةَ عَلَى كُلِّ مُلُوكِ عَبْرِ ٱلنَّهْرِ، وَكَانَ لَهُ صُلْحٌ مِنْ جَمِيعِ جَوَانِبِهِ حَوَالَيْهِ. ٢٥ وَسَكَنَ يَهُوذَا وَإِسْرَائِيلُ آمِنِينَ كُلُّ وَاحِدٍ تَحْتَ كَرْمَتِهِ وَتَحْتَ تِينَتِهِ مِنْ دَانَ إِلَى بِئْرِ سَبْعٍ كُلَّ أَيَّامِ سُلَيْمَانَ. ٢٦ وَكَانَ لِسُلَيْمَانَ أَرْبَعُونَ أَلْفَ مِذْوَدٍ لِخَيْلِ مَرْكَبَاتِهِ، وَٱثْنَا عَشَرَ أَلْفَ فَارِسٍ. ٢٧ وَهٰؤُلاَءِ ٱلْوُكَلاَءُ كَانُوا يُمَوِّنُونَ ٱلْمَلِكِ سُلَيْمَانَ وَلِكُلِّ مَنْ تَقَدَّمَ إِلَى مَائِدَةِ ٱلْمَلِكِ سُلَيْمَانَ كُلُّ وَاحِدٍ فِي شَهْرِهِ. لَمْ يَكُونُوا يَحْتَاجُونَ إِلَى شَيْءٍ. ٢٨ وَكَانُوا يَأْتُونَ بِشَعِيرٍ وَتِبْنٍ لِلْخَيْلِ وَٱلْجِيَادِ إِلَى ٱلْمَوْضِعِ ٱلَّذِي يَكُونُ فِيهِ كُلُّ وَاحِدٍ حَسَبَ قَضَائِهِ».
١أيام ٩: ٢٦ تكوين ١٥: ١٨ و٢صموئيل ٨: ٢ و٦ قضاة ١: ١٨ مزمور ٧٢: ١١ و١أيام ٢٢: ٩ إرميا ٢٣: ٦ وميخا ٤: ٤ وزكريا ٣: ١٠ و١صموئيل ٣: ٢٠ ص ١٠: ٢٦ أستير ٨: ١٠ و١٤ وميخا ١: ١٣
جَمِيعِ ٱلْمَمَالِكِ (ع ٢١) ممالك صغيرة ملوكها كأمراء وجميعهم خاضعون لسليمان.
ٱلنَّهْرِ نهر الفرات في الشرق إلى أرض الفلسطينيين وتخوم مصر في أقصى الغرب والجنوب.
ٱلْهَدَايَا سميت تقادمهم هدايا غير أنها كانت على سبيل الجزية وكان تقديمها إجبارياً وعدم تقديمها عصياناً (٢ملوك ١٧: ٤ و٢صموئيل ٨: ٢ و٦).
ثَلاَثِينَ كُرَّ سَمِيذٍ (ع ٢٢) لا نعرف تماماً كمية الكرّ. والمظنون أنه نحو ١٢ كيلة سلطانية أو ٢٤ مداً. وثلاثون كراً تعادل ٧٢٠ مداً. وإذا أضفنا إليه ستين كرّ دقيق نرى إن الآكلين من عند الملك كانوا كثيرين جداً. قال الجامعة إذا كثرت الخيرات كثر الذين يأكلونها وأي منفعة لصاحبها إلا رؤيتها بعينيه (جامعة ٥: ١١).
ٱلْيَحَامِيرَ (ع ٢٣) حيوان من فضيلة الأيائل يسمى أيضاً الوعل والحمور (انظر يحمور في قاموس الكتاب تحت ح م ر)،
كُلِّ مَا عَبْرَ ٱلنَّهْرِ أي غربي نهر الفرات. أشار عزرا إلى أرض إسرائيل بهذا الاسم لأنه كان في الشرق (عزرا ٤: ١٦) ونحميا أيضاً (نحميا ٢: ٧) فأُطلق هذا الاسم على أرض إسرائيل سواء كان الكاتب في الشرق أم في الغرب.
تَفْسَحَ على نهر الفرات إلى جهة الغرب.
يَهُوذَا وَإِسْرَائِيلُ (ع ٢٥) لم تنقسم المملكة في أيام سيلمان ولكنها كانت مقسومة في أيام كاتب السفر فقال يهوذا وإسرائيل.
تَحْتَ كَرْمَتِهِ وَتَحْتَ تِينَتِهِ دليل على الراحة والأمان والخصب والفلاح (ميخا ٤: ٤) وبالعكس قال يوئيل الجفنة يبست والتينة ذبلت (يوئيل ١: ٢١).
أَرْبَعُونَ أَلْفَ مِذْوَدٍ لِخَيْلِ مَرْكَبَاتِهِ (ع ٢٦) وقيل في (٢أيام ٩: ٢٥) أربعة آلاف مذود خيل ومركبات والأرجح إن هذا القول صواب. قيل في (١٠: ٢٦) كان لسليمان ألف وأربع مئة مركبة. وإذا قلنا إن خيل المركبات أربعة آلاف يكون نحو ثلاثة لكل مركبة. كانوا يستخدمون اثنين للمركبة وكان الثالث ليُريح أحدهما أو يكون في مكانه إذا وقع في الحرب. كان لشقيق ملك مصر ١٢٠٠ مركبة (٢أيام ١٢: ٣) وكان لزارح الكوشي ٣٠٠ (٢أيام ١٤: ٩) ولهدد عزر ألف (٢صموئيل ٨: ٤) وللأراميين في عبر النهر ٧٠٠ (٢صموئيل ١٠: ١٨) فكان لسليمان خيل ومركبات أكثر مما لغيره ولو قلنا إن عدد الخيل أربعة آلاف وليس أربعين الفاً. وفي هذا الأمر خالف الشريعة (تثنية ١٧: ١٦).
هٰؤُلاَءِ ٱلْوُكَلاَءُ (ع ٢٧) المذكورون سابقاً (٧ – ١٩) والإشارة إليهم هنا لبيان طريقة الحصول على الطعام لأجل خدام الملك الكثيرين والعلف لأجل خيله. ومن حكمة الملك وحسن تدبيره لم يحتج أحد إلى شيء.
إِلَى ٱلْمَوْضِعِ (ع ٢٨) لم يكن الخدم والخيل في مكان واحد بل في أماكن مختلفة متفرقة فكان تدبير اللوازم لكل واحد في محله (٩: ١٩ و١٠: ٢٦).
٢٩ – ٣٤ «٢٩ وَأَعْطَى ٱللّٰهُ سُلَيْمَانَ حِكْمَةً وَفَهْماً كَثِيراً جِدّاً وَرَحْبَةَ قَلْبٍ كَٱلرَّمْلِ ٱلَّذِي عَلَى شَاطِئِ ٱلْبَحْرِ. ٣٠ وَفَاقَتْ حِكْمَةُ سُلَيْمَانَ حِكْمَةَ جَمِيعِ بَنِي ٱلْمَشْرِقِ وَكُلَّ حِكْمَةِ مِصْرَ. ٣١ وَكَانَ أَحْكَمَ مِنْ جَمِيعِ ٱلنَّاسِ مِنْ أَيْثَانَ ٱلأَزْرَاحِيِّ وَهَيْمَانَ وَكَلْكُولَ وَدَرْدَعَ بَنِي مَاحُولَ. وَكَانَ صِيتُهُ فِي جَمِيعِ ٱلأُمَمِ حَوَالَيْهِ. ٣٢ وَتَكَلَّمَ بِثَلاَثَةِ آلاَفِ مَثَلٍ، وَكَانَتْ نَشَائِدُهُ أَلْفاً وَخَمْساً. ٣٣ وَتَكَلَّمَ عَنِ ٱلأَشْجَارِ، مِنَ ٱلأَرْزِ ٱلَّذِي فِي لُبْنَانَ إِلَى ٱلزُّوفَا ٱلنَّابِتِ فِي ٱلْحَائِطِ. وَتَكَلَّمَ عَنِ ٱلْبَهَائِمِ وَعَنِ ٱلطَّيْرِ وَعَنِ ٱلدَّبِيبِ وَعَنِ ٱلسَّمَكِ. ٣٤ وَكَانُوا يَأْتُونَ مِنْ جَمِيعِ ٱلشُّعُوبِ لِيَسْمَعُوا حِكْمَةَ سُلَيْمَانَ مِنْ جَمِيعِ مُلُوكِ ٱلأَرْضِ ٱلَّذِينَ سَمِعُوا بِحِكْمَتِهِ».
ص ٣: ١٢ ع ٢٠ تكوين ٢٩: ١ وقضاة ٦: ٣٣ إشعياء ١٩: ١١ وأعمال ٧: ٢٢ ص ٣: ١٢ و١أيام ١٥: ١٩ وعنوان مزمور ٨٩ و١أيام ٢: ٦ أمثال ١: ١ ونشيد الأناشيد ١: ١ ص ١٠: ١ و٢أيام ٩: ٢٣
رَحْبَةَ قَلْبٍ (ع ٢٩) إشارة إلى اتساع علومه على اختلاف أنواعها كعلم النبات وعلم الحيوان وعلم الشعر والفلسفة والأمثال وعلم البناء والفلاحة والزراعة مع السياسة والحكمة في التدبير.
بَنِي ٱلْمَشْرِقِ (ع ٣٠) اشتهر بنو المشرق بالحكمة. كان أصحاب أيوب من المشرق وأظهروا حكمتهم في كلامهم معه. وأتى المجوس من المشرق ليروا الطفل يسوع. وكان الكلدانيون مشهورين لحكمتهم ولا سيما في علم الفلك (إشعياء ٤٧: ١٠ – ١٣ ودانيال ٢: ٢ و٤: ٧ و٥: ٨).
حِكْمَةِ مِصْرَ كان حكماء كثيرون في مصر في زمان يوسف (تكوين ٤١: ٨) وفي زمان موسى (خروج ٧: ١١) الذي تهذب بحكمتهم (أعمال ٧: ٢٢) وكان من حكمتهم السحر وعلم الهيئة وعلم الفلك والفلسفة والتقميص والطب والبناء.
أَيْثَانَ… هَيْمَانَ… كَلْكُولَ… دَرْدَعَ (ع ٣١) ذُكر في (١أيام ٢: ٦) بنو زارح إيثان وهيمان وكلكول ودارع من سبط يهوذا والأرجح أنهم المذكورون هنا. غير أن المذكورين هنا أو بعضهم بنو ماحول وربما ماحول اسم آخر لزارح. ومما يُظهر بطلان الشهرة العالمية إن العلماء في أيامنا لا يقدرون أن يعرفوا تمام المعرفة من هم أولئك الحكماء الذين اشتهروا في أيام سليمان.
فِي جَمِيعِ ٱلأُمَمِ حَوَالَيْهِ وصل صيته إلى ملكة سبا (١٠: ١).
ثَلاَثَةِ آلاَفِ مَثَلٍ (ع ٣٢) جُمع بعض هذه الأمثال في سفر الأمثال ولكن ليس سفر الأمثال كله لسليمان وليست كل أمثاله في ذلك السفر.
نَشَائِدُهُ من هذه النشائد لنا نشيد الأنشاد. والمزمور ٧٢ والمزمور ١٢٧ منسوبان إلى سليمان. وليس من الضرورة أن تكون نشائده جميعها نشائد روحية.
تَكَلَّمَ عَنِ ٱلأَشْجَارِ (ع ٣٣) من الأعظم كأرز لبنان إلى الأصغر كالزوفا. ومن حكمة الحكماء في القديم معرفة النباتات المفيدة في الطب.
ٱلْبَهَائِمِ على اختلاف أنواعها في الهواء كانت أم على الأرض أم في البحر. وعند العامة حكايات كثيرة عن سليمان ليس لها أصل في الكتاب ولا في العقل. ومنها أنه عرف لغة الحيوان وإنه استخدم الجن بسحره.
يَأْتُونَ مِنْ جَمِيعِ ٱلشُّعُوبِ (ع ٣٤) سفراء الملوك كعبيد ملك صور وملكة سبا.
- ع ١ – ٢٥ فائدة النظام والترتيب.
(١) النظر إلى الاحتياجات المستقبلة والاستعداد لها (٢) تعيين عمل لكل عامل وعامل لكل عمل (٣) اتساع العمل لأن كثيرين يعملون بالحكمة والنشاط بواسطة حكمة الواحد.
- ع ٢٠ جودة الله وكرمه لبني البشر.
(١) خيرات الأرض تكفي لكل بني البشر وتزيد (٢) كثيرون يحتاجون ويموتون من الجوع (٣) إن أسباب الجوع ليست من الله بل من الإنسان، كالظلم والطمع والكسل والجهل والسكر والقبائح والحروب وعدم خوف الله.
- ع ٢٩ إرشاد روح الله في كل الأمور.
(١) في أعمال الإنسان للجسد كالفلاحة والزرع (٢) في أعمال الإنسان العقلية كالعلوم الطبيعية والفلسفة والحِكم (٣) في أعمال الإنسان الروحية كالإيمان والتوبة والسلوك الحسن والتبشير والصلاة. ولا ينفع إرشاد الله بلا عمل من الإنسان.
- ٥ في أحسن أعمال الإنسان نقص.
(١) في الحكومة المنظمة كان تسخير وظلم (ع ٦) (٢) في الغنى الوافر عدم الشبع (جامعة ٢: ١١) (٣) في العلوم الواسعة كفر وكبرياء (جامعة ١: ١٨). فلا تحسد سليمان بل لنشكر الله على معرفتنا بالمسيح ورجائنا بالمجد والحياة الأبدية.
السابق |
التالي |