سفر أخبار الأيام الأول | 09 | السنن القويم
السنن القويم في تفسير أسفار العهد القديم
شرح سفر أخبار الأيام الأول
للقس . وليم مارش
اَلأَصْحَاحُ ٱلتَّاسِعُ
١ – ١٣ «١ وَٱنْتَسَبَ كُلُّ إِسْرَائِيلَ، وَهَا هُمْ مَكْتُوبُونَ فِي سِفْرِ مُلُوكِ إِسْرَائِيلَ. وَسُبِيَ يَهُوذَا إِلَى بَابِلَ لأَجْلِ خِيَانَتِهِمْ. ٢ وَٱلسُّكَّانُ ٱلأَوَّلُونَ فِي مُلْكِهِمْ وَمُدُنِهِمْ هُمْ إِسْرَائِيلُ ٱلْكَهَنَةُ وَٱللاَّوِيُّونَ وَٱلنَّثِينِيمُ. ٣ وَسَكَنَ فِي أُورُشَلِيمَ مِنْ بَنِي يَهُوذَا وَبَنِي بِنْيَامِينَ وَبَنِي أَفْرَايِمَ وَمَنَسَّى: ٤ عُوتَايُ بْنُ عَمِّيهُودَ بْنِ عُمْرِي بْنِ إِمْرِي بْنِ بَانِي مِنْ بَنِي فَارَصَ بْنِ يَهُوذَا. ٥ وَمِنَ ٱلشِّيلُونِيِّينَ: عَسَايَا ٱلْبِكْرُ وَبَنُوهُ. ٦ وَمِنْ بَنِي زَارَحَ: يَعُوئِيلُ وَإِخْوَتُهُمْ سِتُّ مِئَةٍ وَتِسْعُونَ. ٧ وَمِنْ بَنِي بِنْيَامِينَ: سَلُّو بْنُ مَشُلاَّمَ بْنِ هُودُويَا بْنِ هَسْنُوأَةَ ٨ وَيِبْنِيَا بْنُ يَرُوحَامَ وَأَيْلَةُ بْنُ عُزِّي بْنِ مِكْرِي وَمَشُلاَّمُ بْنُ شَفَطْيَا بْنِ رَعُوئِيلَ بْنِ يِبْنِيَا. ٩ وَإِخْوَتُهُمْ حَسَبَ مَوَالِيدِهِمْ تِسْعُ مِئَةٍ وَسِتَّةٌ وَخَمْسُونَ. كُلُّ هٰؤُلاَءِ ٱلرِّجَالِ رُؤُوسُ آبَاءٍ لِبُيُوتِ آبَائِهِمْ. ١٠ وَمِنَ ٱلْكَهَنَةِ يَدْعِيَا وَيَهُويَارِيبُ وَيَاكِينُ ١١ وَعَزَرْيَا بْنُ حِلْقِيَّا بْنِ مَشُلاَّمَ بْنِ صَادُوقَ بْنِ مَرَايُوثَ بْنِ أَخِيطُوبَ رَئِيسِ بَيْتِ ٱللّٰهِ، ١٢ وَعَدَايَا بْنُ يَرُوحَامَ بْنِ فَشْحُورَ بْنِ مَلْكِيَّا وَمَعْسَايُ بْنُ عَدِيئِيلَ بْنِ يَحْزِيرَةَ بْنِ مَشُلاَّمَ بْنِ مَشِلِّيمِيتَ بْنِ إِمِّيرَ ١٣ وَإِخْوَتُهُمْ رُؤُوسُ بُيُوتِ آبَائِهِمْ أَلْفٌ وَسَبْعُ مِئَةٍ وَسِتُّونَ جَبَابِرَةُ بَأْسٍ لِعَمَلِ خِدْمَةِ بَيْتِ ٱللّٰهِ».
كُلُّ إِسْرَائِيلَ أي إسرائيل مع يهوذا لأن الأنساب المذكورة سابقاً هي لإسرائيل ويهوذا معاً. قابل هذا الأصحاح بالأصحاح الحادي عشر من نحميا.
لأَجْلِ خِيَانَتِهِمْ للسبي أسباب مختلفة كموقع بلاد اليهود لأنها كانت بين الكلدانيين في الشرق والمصريين في الغرب والجنوب فلا بد من انسحاق المملكة الصغيرة الواقعة بينهم. وأما الكاتب فقال بالإلهام الربي إن السبب الأصلي لسبيهم هو أنهم خانوا الرب.
ٱلسُّكَّانُ ٱلأَوَّلُونَ (ع ٢) الذين كانوا قبل السبي أو الذين كانوا الأولين في الرجوع بعد السبي وهذا الأرجح نظراً لمشابهة هذا الأصحاح بالحادي عشر من نحميا.
هُمْ إِسْرَائِيلُ ٱلْكَهَنَةُ الخ أي الشعب والكهنة الخ.
وَٱلنَّثِينِيمُ لم يرد هذا الاسم في الكتاب المقدس إلا هنا وفي سفري عزرا ونحميا. ومعناه حسب أصل الكلمة العبرانية هم المعطون أي المخصصون لخدمة الهيكل كالمديانيين المسبيين (عدد ٣١: ٤٧) والجبعونيين (يشوع ٩: ٢٧) والذين جعلهم داود مع الرؤساء لخدمة اللاويين (عزرا ٨: ٢٠) وهم مذكورون مع بني عبيد سليمان (نحميا ٧: ٦٠) وكانوا محتطبين ومستقي الماء وربما كانوا كلهم كالجبعونيين من الكنعانيين الأصليين.
وَبَنِي بِنْيَامِينَ وَبَنِي أَفْرَايِمَ وَمَنَسَّى (ع ٣) هم الأسباط القريبة من أورشليم في الشمال وكان أناس منهم عبدوا الرب واتحدوا في العبادة بأهل يهوذا (٢أيام ٣٠: ١٠ و١٨). ولا تتفق تماماً الجداول في هذا الأصحاح مع التي في نحميا لأنها ليست كاملة لا هنا ولا هناك وكل من الكاتبين يذكر بعضاً ويترك البعض الآخر وربما كان الاختلاف في الأعداد لاختلاف الزمان.
جَبَابِرَةُ بَأْسٍ لِعَمَلِ خِدْمَةِ بَيْتِ ٱللّٰهِ (ع ١٣) ليسوا جبابرة في القتال ولا في المال بل في الدين والخدمة. وتحتاج الكنيسة إلى أناس ذوي عقول جيدة وعلوم كافية واقتدار في الكلام ليقاوموا الضلال والضالين.
١٤ – ٢٧ «١٤ وَمِنَ ٱللاَّوِيِّينَ شَمَعْيَا بْنُ حَشُّوبَ بْنِ عَزْرِيقَامَ بْنِ حَشَبْيَا مِنْ بَنِي مَرَارِي. ١٥ وَبَقْبَقَّرُ وَحَرَشُ وَجَلاَلُ وَمَتَنْيَا بْنُ مِيخَا بْنِ زِكْرِي بْنِ آسَافَ، ١٦ وَعُوبَدْيَا بْنُ شَمَعْيَا بْنِ جَلاَلَ بْنِ يَدُوثُونَ وَبَرَخْيَا بْنُ آسَا بْنِ أَلْقَانَةَ ٱلسَّاكِنُ فِي قُرَى ٱلنَّطُوفَاتِيِّينَ. ١٧ وَٱلْبَوَّابُونَ: شَلُّومُ وَعَقُّوبُ وَطَلْمُونُ وَأَخِيمَانُ وَإِخْوَتُهُمْ. شَلُّومُ ٱلرَّأْسُ. ١٨ وَحَتَّى ٱلآنَ هُمْ فِي بَابِ ٱلْمَلِكِ إِلَى ٱلشَّرْقِ. هُمُ ٱلْبَوَّابُونَ لِفِرَقِ بَنِي لاَوِي. ١٩ وَشَلُّومُ بْنُ قُورِي بْنِ أَبِيَاسَافَ بْنِ قُورَحَ وَإِخْوَتُهُ لِبُيُوتِ آبَائِهِ. ٱلْقُورَحِيُّونَ عَلَى عَمَلِ ٱلْخِدْمَةِ حُرَّاسُ أَبْوَابِ ٱلْخَيْمَةِ وَآبَاؤُهُمْ عَلَى مَحَلَّةِ ٱلرَّبِّ حُرَّاسُ ٱلْمَدْخَلِ. ٢٠ وَفِينَحَاسُ بْنُ أَلِعَازَارَ كَانَ رَئِيساً عَلَيْهِمْ سَابِقاً وَٱلرَّبُّ مَعَهُ. ٢١ وَزَكَرِيَّا بْنَ مَشَلَمْيَا كَانَ بَوَّابَ بَابِ خَيْمَةِ ٱلٱجْتِمَاعِ. ٢٢ جَمِيعُ هٰؤُلاَءِ ٱلْمُنْتَخَبِينَ بَوَّابِينَ لِلأَبْوَابِ مِئَتَانِ وَٱثْنَا عَشَرَ، وَقَدِ ٱنْتَسَبُوا حَسَبَ قُرَاهُمْ. أَقَامَهُمْ دَاوُدُ وَصَمُوئِيلُ ٱلرَّائِي عَلَى وَظَائِفِهِمْ. ٢٣ وَكَانُوا هُمْ وَبَنُوهُمْ عَلَى أَبْوَابِ بَيْتِ ٱلرَّبِّ بَيْتِ ٱلْخَيْمَةِ لِلْحِرَاسَةِ. ٢٤ فِي ٱلْجِهَاتِ ٱلأَرْبَعِ كَانَ ٱلْبَوَّابُونَ فِي ٱلشَّرْقِ وَٱلْغَرْبِ وَٱلشِّمَالِ وَٱلْجَنُوبِ. ٢٥ وَكَانَ إِخْوَتُهُمْ فِي قُرَاهُمْ لِلْمَجِيءِ مَعَهُمْ فِي ٱلسَّبْعَةِ ٱلأَيَّامِ حِيناً بَعْدَ حِينٍ. ٢٦ لأَنَّهُ بِٱلْوَظِيفَةِ رُؤَسَاءُ ٱلْبَوَّابِينَ هٰؤُلاَءِ ٱلأَرْبَعَةُ هُمْ لاَوِيُّونَ وَكَانُوا عَلَى ٱلْمَخَادِعِ وَعَلَى خَزَائِنِ بَيْتِ ٱللّٰهِ. ٢٧ وَنَزَلُوا حَوْلَ بَيْتِ ٱللّٰهِ لأَنَّ عَلَيْهِمِ ٱلْحِرَاسَةَ وَعَلَيْهِمِ ٱلْفَتْحَ كُلَّ صَبَاحٍ».
ٱلنَّطُوفَاتِيِّينَ (ع ١٦) نطوفة قرية قريبة من بيت لحم (٢: ٥٤ ونحميا ٧: ٢٦).
وَآبَاؤُهُمْ عَلَى مَحَلَّةِ ٱلرَّبِّ (ع ١٩ و٢٣) كان منصب البوابين وغيره من مناصب اللاويين تنتقل بالوراثة من الأب إلى الابن وكانت البداءة في زمان داود.
وَٱلرَّبُّ مَعَهُ (ع ٢٠) كان الرب قد باركه لغيرته (عدد ٢٥: ٧ – ١٣).
أَقَامَهُمْ دَاوُدُ وَصَمُوئِيلُ (ع ٢٢) مات صموئيل قبل جلوس داود ونستنتج أنه كان له يد في ترتيب العبادة غير أن ذلك ليس مذكوراً سابقاً.
فِي ٱلْجِهَاتِ ٱلأَرْبَعِ (ع ٢٤) كان لخيمة الاجتماع وللهيكل بعدها باب واحد فقط وكان البوابون لا نواب الدار في الجهات الأربع.
فِي ٱلسَّبْعَةِ ٱلأَيَّامِ (ع ٢٥) كان البوابون يتبادلون يوم السبت فيذهب أناس ويأتي أناس مكانهم وكانوا يسكنون في قراهم حتى تأتي نوبتهم في الخدمة فيأتون إلى أورشليم.
هٰؤُلاَءِ ٱلأَرْبَعَةُ (ع ٢٦) (انظر ع ١٧) ونستنتج أن الأربعة كانوا في ديار الهيكل على الدوام وأما غيرهم فكانت خدمتهم في أوقاتهم وبعد خدمتهم يرجعون إلى قراهم.
٢٨ – ٤٤ «٢٨ وَبَعْضُهُمْ عَلَى آنِيَةِ ٱلْخِدْمَةِ، لأَنَّهُمْ كَانُوا يُدْخِلُونَهَا بِعَدَدٍ وَيُخْرِجُونَهَا بِعَدَدٍ. ٢٩ وَبَعْضُهُمُ ٱؤْتُمِنُوا عَلَى ٱلآنِيَةِ وَعَلَى كُلِّ أَمْتِعَةِ ٱلْقُدْسِ وَعَلَى ٱلدَّقِيقِ وَٱلْخَمْرِ وَٱللُّبَانِ وَٱلأَطْيَابِ. ٣٠ وَٱلْبَعْضُ مِنْ بَنِي ٱلْكَهَنَةِ كَانُوا يُرَكِّبُونَ دُهُونَ ٱلأَطْيَابِ. ٣١ وَمَتَّثْيَا وَاحِدٌ مِنَ ٱللاَّوِيِّينَ، وَهُوَ بِكْرُ شَلُّومَ ٱلْقُورَحِيِّ، بِٱلْوَظِيفَةِ عَلَى عَمَلِ ٱلْمَطْبُوخَاتِ. ٣٢ وَٱلْبَعْضُ مِنْ بَنِي ٱلْقَهَاتِيِّينَ مِنْ إِخْوَتِهِمْ عَلَى خُبْزِ ٱلْوُجُوهِ لِيُهَيِّئُوهُ فِي كُلِّ سَبْتٍ. ٣٣ فَهٰؤُلاَءِ هُمُ ٱلْمُغَنُّونَ رُؤُوسُ آبَاءِ ٱللاَّوِيِّينَ فِي ٱلْمَخَادِعِ، وَهُمْ مُعْفَوْنَ، لأَنَّهُ نَهَاراً وَلَيْلاً عَلَيْهِمِ ٱلْعَمَلُ. ٣٤ هٰؤُلاَءِ رُؤُوسُ آبَاءِ ٱللاَّوِيِّينَ. حَسَبَ مَوَالِيدِهِمْ رُؤُوسٌ. هٰؤُلاَءِ سَكَنُوا فِي أُورُشَلِيمَ. ٣٥ وَفِي جِبْعُونَ سَكَنَ أَبُو جِبْعُونَ يَعُوئِيلُ، وَٱسْمُ ٱمْرَأَتِهِ مَعْكَةُ. ٣٦ وَٱبْنُهُ ٱلْبِكْرُ عَبْدُونُ ثُمَّ صُورُ وَقَيْسُ وَبَعَلُ وَنَيْرُ وَنَادَابُ ٣٧ وَجَدُورُ وَأَخِيُو وَزَكَرِيَّا وَمِقْلُوثُ. ٣٨ وَمِقْلُوثُ وَلَدَ شَمْآمَ. وَهُمْ أَيْضاً سَكَنُوا مُقَابِلَ إِخْوَتِهِمْ فِي أُورُشَلِيمَ مَعَ إِخْوَتِهِمْ. ٣٩ وَنَيْرُ وَلَدَ قَيْسَ وَقَيْسُ وَلَدَ شَاوُلَ وَشَاوُلُ وَلَدَ: يُونَاثَانَ وَمَلْكِيشُوعَ وَأَبِينَادَابَ وَإِشْبَعَلَ. ٤٠ وَٱبْنُ يُونَاثَانَ مَرِيبْبَعَلُ وَمَرِيبْبَعَلُ، وَلَدَ مِيخَا. ٤١ وَبَنُو مِيخَا: فِيثُونُ وَمَالِكُ وَتَحْرِيعُ وَآحَازُ. ٤٢ وَآحَازُ وَلَدَ: يَعْرَةَ، وَيَعْرَةُ وَلَدَ عَلْمَثَ وَعَزْمُوتَ وَزِمْرِي. وَزِمْرِي وَلَدَ مُوصَا، ٤٣ وَمُوصَا وَلَدَ يِنْعَا، وَرَفَايَا ٱبْنَهُ وَأَلْعَسَةَ ٱبْنَهُ وَآصِيلَ ٱبْنَهُ. ٤٤ وَكَانَ لآصِيلَ سِتَّةُ بَنِينَ وَهٰذِهِ أَسْمَاؤُهُمْ: عَزْرِيقَامُ وَبُكْرُو ثُمَّ إِسْمَاعِيلُ وَشَعَرْيَا وَعُوبَدْيَا وَحَانَانُ. هٰؤُلاَءِ بَنُو آصِيلَ».
يُدْخِلُونَهَا بِعَدَدٍ (ع ٢٨) لئلا يضيع شيء لأن الآنية كانت ثمينة جداً (عزرا ٨: ٢٤ – ٣٤).
خُبْزِ ٱلْوُجُوهِ (ع ٣٢) كانوا في السبت يرفعون الخبز العتيق ويضعون الجديد (لاويين ٢٤: ٨).
هٰؤُلاَءِ (ع ٣٣) ربما الإشارة إلى (ع ١٥ و ١٦) حيث يُذكر بعض أسماء المغنيين.
وَهُمْ مُعْفَوْنَ من عمل آخر أو من الجزية (عزرا ٧: ٢٤ ونحميا ١١: ٢٢ – ٢٣).
نَهَاراً وَلَيْلاً (انظر مزمور ١٣٤: ١ ورؤيا ٤: ٨).
(ولتفسير ع ٣٥ – ٤٤ انظر ٨: ٢٩ – ٤٠).
يجب الترتيب واللياقة في خدمة بيت الرب (١كورنثوس ١٤: ٤٠) ومن فوائد الترتيب فهي الجمال والاحترام في العبادة وليست الحكم عليها فيبقى العابد حراً ليعبر عن عواطفه الروحية كما يسوقه الروح.
السابق |
التالي |