سفر عزرا

سفر عزرا | 03 | السنن القويم

السنن القويم في تفسير أسفار العهد القديم

شرح سفر عزرا

للقس . وليم مارش

اَلأَصْحَاحُ ٱلثَّالِثُ

١ – ٧ «١ وَلَمَّا ٱسْتُهِلَّ ٱلشَّهْرُ ٱلسَّابِعُ وَبَنُو إِسْرَائِيلَ فِي مُدُنِهِمْ ٱجْتَمَعَ ٱلشَّعْبُ كَرَجُلٍ وَاحِدٍ إِلَى أُورُشَلِيمَ. ٢ وَقَامَ يَشُوعُ بْنُ يُوصَادَاقَ وَإِخْوَتُهُ ٱلْكَهَنَةُ، وَزَرُبَّابَلُ بْنُ شَأَلْتِئِيلَ وَإِخْوَتُهُ، وَبَنَوْا مَذْبَحَ إِلٰهِ إِسْرَائِيلَ لِيُصْعِدُوا عَلَيْهِ مُحْرَقَاتٍ كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِي شَرِيعَةِ مُوسَى رَجُلِ ٱللّٰهِ، ٣ وَأَقَامُوا ٱلْمَذْبَحَ فِي مَكَانِهِ. لأَنَّهُ كَانَ عَلَيْهِمْ رُعْبٌ مِنْ شُعُوبِ ٱلأَرَاضِي، وَأَصْعَدُوا عَلَيْهِ مُحْرَقَاتٍ لِلرَّبِّ مُحْرَقَاتِ ٱلصَّبَاحِ وَٱلْمَسَاءِ. ٤ وَحَفِظُوا عِيدَ ٱلْمَظَالِّ كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ، وَمُحْرَقَةَ يَوْمٍ فَيَوْمٍ بِٱلْعَدَدِ كَٱلْمَرْسُومِ أَمْرَ ٱلْيَوْمِ بِيَوْمِهِ. ٥ وَبَعْدَ ذٰلِكَ ٱلْمُحْرَقَةُ ٱلدَّائِمَةُ، وَلِلأَهِلَّةِ وَلِجَمِيعِ مَوَاسِمِ ٱلّرَبِّ ٱلْمُقَدَّسَةِ وَلِكُلِّ مَنْ تَبَرَّعَ بِمُتَبَرَّعٍ لِلرَّبِّ. ٦ ٱبْتَدَأُوا مِنَ ٱلْيَوْمِ ٱلأَوَّلِ مِنَ ٱلشَّهْرِ ٱلسَّابِعِ يُصْعِدُونَ مُحْرَقَاتٍ لِلرَّبِّ، وَهَيْكَلُ ٱلرَّبِّ لَمْ يَكُنْ قَدْ تَأَسَّسَ. ٧ وَأَعْطُوا فِضَّةً لِلنَّحَّاتِينَ وَٱلنَّجَّارِينَ وَمَأْكَلاً وَمَشْرَباً وَزَيْتاً لِلصَّيْدُونِيِّينَ وَٱلصُّورِيِّينَ لِيَأْتُوا بِخَشَبِ أَرْزٍ مِنْ لُبْنَانَ إِلَى بَحْرِ يَافَا حَسَبَ إِذْنِ كُورَشَ مَلِكِ فَارِسَ لَهُمْ».

نحميا ٧: ٧٣ و٨: ١ نحميا ١٢: ١ و٨ ص ٢: ٢ و١أيام ٣: ١٧ تثنية ١٢: ٥ و٦ ص ٤: ٤ عدد ٢٨: ٢ نحميا ٨: ١٤ خروج ٢٣: ١٦ عدد ٢٩: ١٢ عدد ٢٨: ١١ عدد ٢٩: ٣٩ و٢أيام ٢: ١٠ و٢أيام ٢: ١٦ ص ١: ٢ و٦: ٣

ٱلشَّهْرُ ٱلسَّابِعُ إيثانيم أو تسري ويقابل شهر تشرين الأول لأن أول السنة العبرانية شهر نيسان. وكان للشهر السابع أهمية دينية عند الإسرائيليين. فإن أول الشهر كان يوم هتاف بوق (عدد ٢٩: ١) وفي اليوم العاشر التكفير السنوي (عدد ٢٩: ٧) وفي اليوم الخامس عشر عيد المظال (عدد ٢٩: ١٢).

يَشُوعُ (ع ٢) رئيس الكهنة وهو مذكور قبل زربابل الوالي لأن العمل هو عمل ديني. وفي (ع ٨) زربابل مذكور أولاً لأن عمله بناء الهيكل وهو العمل الذي كان الملك قد أمر به.

بْنُ شَأَلْتِئِيلَ (انظر ٢: ٢).

إِلٰهِ إِسْرَائِيلَ لأن إسرائيل كان شعبه الخاص وبه كان جميع الإسرائيليين متحدين بعضهم مع بعض.

كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِي شَرِيعَةِ مُوسَى (عدد ص ٢٩).

عَلَيْهِمْ رُعْبٌ (ع ٣) فالتجأوا إلى الرب وأسرعوا في بناء المذبح ما دام لهم قدرة على ذلك. وكان المذبح وإصعاد المحرقات قبل بناء الهيكل لأنهم تعلموا أن السجود للرب لا ينحصر في الأبنية.

عِيدَ ٱلْمَظَالِّ (ع ٤) (لاويين ٢٣: ٣٤ – ٤٣) كان تذكاراً لسكناهم في المظال في القفر. وممارستهم هذا العيد على الدوام علمتهم أن كل الخيرات الجسدية كبيوتهم وفرشها هي خيرات ثانوية وهم كنزلاء وغرباء على الأرض والخيرات العظمى هي الاقتراب إلى الله والمظال الأبدية. وكان هذا العيد للفرح أيضاً والشكر لأن في شهر تشرين الأول كانوا يجمعون خيراتهم من البيدر ومن المعصرة. وفي هذا العيد دشن سليمان الهيكل (١ملوك ٨: ٢).

وَمُحْرَقَةَ يَوْمٍ فَيَوْمٍ بِٱلْعَدَدِ (انظر عدد ٢٩: ١٣ و١٧ الخ) أي قربوا في اليوم الأول ١٣ ثوراً وفي اليوم الثاني ١٢ ثوراً وفي اليوم الثالث ١١ ثوراً الخ.

وَبَعْدَ ذٰلِكَ (ع ٥) من ذلك اليوم فصاعداً كانوا يقدمون الذبائح يومياً وفي رأس كل شهر وفي كل موسم مع التبرعات (عدد ٢٨: ١١).

وَهَيْكَلُ ٱلرَّبِّ لَمْ يَكُنْ قَدْ تَأَسَّسَ (ع ٦) كان اليهود قد تعلّموا السجود لله بالروح والحق سواء كان في هيكل أم بلا هيكل والآب طالب مثل هؤلاء الساجدين له.

مَأْكَلاً وَمَشْرَباً وَزَيْتاً (ع ٧) أي حنطة وخمر وزيت (٢أيام ٢: ١٠) ولا شك في أن تقديمها كان ثقيلاً على الإسرائيليين وهم في بداءة عملهم.

أَرْزٍ مِنْ لُبْنَانَ (٢أيام ٢: ١٦).

حَسَبَ إِذْنِ كُورَشَ لم يكن متسلطاً على فينيقية ولبنان ولكنه أذن للإسرائيليين أن يفاوضوا حاكم فينيقية بالأمر ويتفقوا معه على سبيل معاهدة.

٨ – ١٣ «٨ وَفِي ٱلسَّنَةِ ٱلثَّانِيَةِ مِنْ مَجِيئِهِمْ إِلَى بَيْتِ ٱللّٰهِ إِلَى أُورُشَلِيمَ فِي ٱلشَّهْرِ ٱلثَّانِي شَرَعَ زَرُبَّابِلُ بْنُ شَأَلْتِئِيلَ وَيَشُوعُ بْنُ يُوصَادَاقَ وَبَقِيَّةُ إِخْوَتِهِمِ ٱلْكَهَنَةِ وَٱللاَّوِيِّينَ وَجَمِيعُ ٱلْقَادِمِينَ مِنَ ٱلسَّبْيِ إِلَى أُورُشَلِيمَ، وَأَقَامُوا ٱللاَّوِيِّينَ مِنِ ٱبْنِ عِشْرِينَ سَنَةً فَمَا فَوْقُ لِلإِشْرَافِ عَلَى عَمَلِ بَيْتِ ٱلرَّبِّ. ٩ وَوَقَفَ يَشُوعُ مَعَ بَنِيهِ وَإِخْوَتِهِ قَدْمِيئِيلَ وَبَنِيهِ بَنِي يَهُوذَا مَعاً لِلإِشْرَافِ عَامِلِي ٱلشُّغْلِ فِي بَيْتِ ٱللّٰهِ، وَبَنِي حِينَادَادَ مَعَ بَنِيهِمْ وَإِخْوَتِهِمِ ٱللاَّوِيِّينَ. ١٠ وَلَمَّا أَسَّسَ ٱلْبَانُونَ هَيْكَلَ ٱلرَّبِّ أَقَامُوا ٱلْكَهَنَةَ بِمَلاَبِسِهِمْ بِأَبْوَاقٍ وَٱللاَّوِيِّينَ بَنِي آسَافَ بِٱلصُّنُوجِ لِتَسْبِيحِ ٱلرَّبِّ عَلَى تَرْتِيبِ دَاوُدَ مَلِكِ إِسْرَائِيلَ. ١١ وَغَنُّوا بِٱلتَّسْبِيحِ وَٱلْحَمْدِ لِلرَّبِّ لأَنَّهُ صَالِحٌ لأَنَّ إِلَى ٱلأَبَدِ رَحْمَتَهُ عَلَى إِسْرَائِيلَ. وَكُلُّ ٱلشَّعْبِ هَتَفُوا هُتَافاً عَظِيماً بِٱلتَّسْبِيحِ لِلرَّبِّ لأَجْلِ تَأْسِيسِ بَيْتِ ٱلرَّبِّ. ١٢ وَكَثِيرُونَ مِنَ ٱلْكَهَنَةِ وَٱللاَّوِيِّينَ وَرُؤُوسِ ٱلآبَاءِ ٱلشُّيُوخِ ٱلَّذِينَ رَأَوُا ٱلْبَيْتَ ٱلأَوَّلَ بَكَوْا بِصَوْتٍ عَظِيمٍ عِنْدَ تَأْسِيسِ هٰذَا ٱلْبَيْتِ أَمَامَ أَعْيُنِهِمْ. وَكَثِيرُونَ كَانُوا يَرْفَعُونَ أَصْوَاتَهُمْ بِٱلْهُتَافِ بِفَرَحٍ. ١٣ وَلَمْ يَكُنِ ٱلشَّعْبُ يُمَيِّزُ هُتَافَ ٱلْفَرَحِ مِنْ صَوْتِ بُكَاءِ ٱلشَّعْبِ، لأَنَّ ٱلشَّعْبَ كَانَ يَهْتِفُ هُتَافاً عَظِيماً حَتَّى أَنَّ ٱلصَّوْتَ سُمِعَ مِنْ بُعْدٍ».

ع ٢ وص ٤: ٣ و١أيام ٢٣: ٤ و٢٤ و١أيام ٦: ٣١ و٢٥: ١ نحميا ١٢: ٢٤ و٤٠ و١أيام ١٦: ٣٤ حجي ٢: ٣

مَجِيئِهِمْ إِلَى بَيْتِ ٱللّٰهِ أي إلى البيت الذي كان والذي سيتجدّد.

ٱبْنِ عِشْرِينَ سَنَةً فَمَا فَوْقُ في (عدد ٨: ٢٤ و٢٥) «ٱبْنِ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ سَنَةً فَصَاعِداً» وفي (١أيام ٢٣: ٢٤ و٢٧) «ٱبْنِ عِشْرِينَ سَنَةً فَمَا فَوْقُ» فنستنتج أن هذه الشريعة مما يقبل التغيير إذا اقتضى الأمر. ولعل اللاويين من ابن خمس وعشرين سنة فما فوق لم يكفوا عن العمل.

حِينَادَادَ (ع ٩) لم يُذكر في (٢: ٤٠) ويُظن أن هذا الفرع من اللاويين كانوا في فلسطين أو أنهم أتوا من بابل بعد المذكورين في (٢: ٤٠) أو أنهم أتوا من بلاد غير بلاد بابل.

أَقَامُوا ٱلْكَهَنَةَ (ع ١٠) أو «قام الكهنة».

بِمَلاَبِسِهِمْ كان العمل وإن كان بالحجارة والخشب عملاً مقدساً والعاملون عندما رأوا الكهنة وسمعوا الأبواق والصنوج والغناء والتسبيح والحمد رفعوا أفكارهم إلى رب الهيكل بالشكر والرجاء والصلاة لأجل بركته على العمل.

لأَنَّهُ صَالِحٌ الخ (ع ١١) (انظر المزمور ١٣٦) ربما كان فريق يغني جملة أو دوراً والفريق الآخر يجاوب بالقرار «لأن إلى الأبد رحمته».

ٱلَّذِينَ رَأَوُا ٱلْبَيْتَ ٱلأَوَّلَ (ع ١٢) بين خراب الهيكل وتجديده مدة ٥١ سنة من السنة ٥٨٧ إلى ٥٣٦ فمن المحتمل أن بعض الحاضرين الذين كانوا قد رأوا هيكل سليمان بكوا الآن عندما تذكروا بيوتهم القديمة وأملاكهم وأصدقاءهم المحبوبين وسني الذل واليأس. ففرحوا بالرجوع من السبي وبرجائهم للمستقبل. وهكذا شاء الله أن الحزن والفرح يختلطان في حياة الإنسان ويتشارك الشيوخ والشبان بالأحزان والأفراح حتى يتحوّل الحزن إلى فرح «عِنْدَ ٱلْمَسَاءِ يَبِيتُ ٱلْبُكَاءُ، وَفِي ٱلصَّبَاحِ تَرَنُّمٌ» (مزمور ٣٠: ٥).

السابق
التالي
زر الذهاب إلى الأعلى