سفر الخروج | 28 | السنن القويم
السنن القويم في تفسير أسفار العهد القديم
شرح سفر الخروج
للقس . وليم مارش
اَلأَصْحَاحُ ٱلثَّامِنُ وَٱلْعِشْرُونَ
تعيين هارون وأبنائه للكهنوت والإرشاد إلى وجوه الخدمة
١ «وَقَرِّبْ إِلَيْكَ هَارُونَ أَخَاكَ وَبَنِيهِ مَعَهُ مِنْ بَيْنِ بَنِي إِسْرَائِيلَ لِيَكْهَنَ لِي. هَارُونَ نَادَابَ وَأَبِيهُوَ أَلِعَازَارَ وَإِيثَامَارَ بَنِي هَارُونَ».
عدد ١٨: ٧ وعبرانيين ٥: ٤
قَرِّبْ إِلَيْكَ هَارُونَ أَخَاكَ كان موسى منفرداً بالنيابة عن الله مع الشعب وبالنيابة عن الشعب مع الله. وكان مع ذلك هو الكاهن منذ الخروج من مصر وهنا انفرد للنيابة وجعل هارون وبنيه كهنة. ولعل اختيار هارون كاهناً كان لأنه أكبر من موسى سناً (ص ٧: ٧) فُسرّ الله بأن يجعل الكهنوت له ولنسله ولكن موسى بقي أرفع منهم.
لِيَكْهَنَ لِي لم يأخذ هارون في التكهين إلا بعد أن كملت الخيمة. وذُكر تعيين هارون كاهناً في الأصحاح الثامن من سفر اللاويين. وذُكرت أول أعماله الكاهنية في ما يلي ذلك الأصحاح (لاويين ٩: ٨ – ٢٢).
نَادَابَ وَأَبِيهُوَ هما أكبر أنباء هارون (ص ٦: ٢٣ و١٤: ١).
أَلِعَازَارَ وَإِيثَامَارَ كان الكهنوت على استمراره في نسل هذين. وكان العازار الكاهن الأعظم حين مات هارون (عدد ٢٠: ٢٨). وخلفه ابنه فنحاس وكان الحبر الأعظم في عصر يشوع (يشوع ٢٢: ١٣) وبعده (قضاة ٢٠: ٢٨). وأخيراً صار الكهنوت في آل إيثامار ومنهم عالي لأمور لم تُعلم.
٢ «وَٱصْنَعْ ثِيَاباً مُقَدَّسَةً لِهَارُونَ أَخِيكَ لِلْمَجْدِ وَٱلْبَهَاءِ».
ص ٢٩: ٥ و٢٩ و٣١: ١٠ و٣٩: ١ ولاويين ٨: ٧ إلى ٩ و٣٠ وعدد ٢٠: ٢٦ و٢٨
ثِيَاباً مُقَدَّسَةً كان يعد كل ما يتعلق بخدمة الله مقدساً كما يُعلم ذلك من أماكن أُخر من الكتاب المقدس. وكانت هذه الثياب مقدسة خصوصاً لأنها ثياب الخدمة في الأقداس. وكانت ثياب كهنة المصريين في الهيكل ممتازة أيضاً. والمرجّح أنه لم تخل أمة من هياكل وكهنة تمتاز في بعض الأمور عن غيرها. ولا ريب في أن الامتيازات المتعلقة بكهنة العبرانيين وسائر متعلقات العبادة كانت مما أعلنه الله لموسى في طور سيناء ومن ذلك ثياب الحبر الأعظم وسائر الكهنة.
لِلْمَجْدِ وَٱلْبَهَاءِ في هاتين الكلمتين قوة عظيمة. أراد الله للكهنة السمو واللياقة لأمرين الأول أن يكونوا ممجدين وذوي منزلة عالية في عيون الشعب ليعتبروهم فيعتبروا خدمتهم لله كثيراً. والثاني أن يجعل العبادة في المسكن المقدس على غاية من الجمال فيكون الحسن والبهاء على خير مناسبة بين الخيمة والذين يخدمون الله فيها. ويصير للخدمة في قدسه شأن عظيم. وهذا يدلنا على أن الله يحب البهاء ولهذا خلق كل شيء حسناً (حتى قيل ليس في الإمكان أحسن مما كان).
٣ «وَتُكَلِّمُ جَمِيعَ حُكَمَاءِ ٱلْقُلُوبِ ٱلَّذِينَ مَلأْتُهُمْ رُوحَ حِكْمَةٍ أَنْ يَصْنَعُوا ثِيَابَ هَارُونَ لِتَقْدِيسِهِ لِيَكْهَنَ لِي».
ص ٣١: ٦ و٣٦: ١ ص ٣١: ٣ و٣٥: ٣١
حُكَمَاءِ ٱلْقُلُوبِ الخ يُراد بحكماء القلوب هنا أرباب المعرفة الخاصة التي تقدرهم على أحكام صنع الثياب المقدسة على وفق ما أمر الله به من أمورها. ربما ظن بعض المحدثين أن ذلك مما لا يلتفت رب البرايا إليه لكن يجب أن نذكر الأمور الأتية:
- إن الله مصدر كل معرفة.
- إنه هو وحده يعلم ما يليق وما لا يليق به.
- إن ثياب الكهنة ليس مما لا يليق بالله الالتفات إليه إذ ليست من محتقرات الأشياء وإلا لما اعتنى بها الكتاب إلى هذا الحد بل إن الله اعتنى بالثياب مطلقاً منذ عصر الإنسان الأول (تكوين ٣: ٢١ و٣٧: ٣ و٤١: ٤٢ ولاويين ٨: ٧ – ٩ و١٦: ٤ وعدد ١٥: ٣٨ الخ). والثياب التي تكون «للمجد والبهاء» يقتضي أن يكون صانعوها حكماء ماهرين ونُسبت الحكمة هنا إلى القلب لأن العبرانيين كانوا يعتبرون أن القلب مركز المعرفة لأنهم كانوا يشعرون بأنه مكان الانفعالات كما هو المعهود عندنا وعند سائر الأمم إلى هذه الساعة. على أن كل علم ومعرفة وإحكام في الصناعة وغيرها من مواهب الله.
٤ «وَهٰذِهِ هِيَ ٱلثِّيَابُ ٱلَّتِي يَصْنَعُونَهَا: صُدْرَةٌ، وَرِدَاءٌ، وَجُبَّةٌ، وَقَمِيصٌ مُخَرَّمٌ، وَعِمَامَةٌ، وَمِنْطَقَةٌ. فَيَصْنَعُونَ ثِيَاباً مُقَدَّسَةً لِهَارُونَ أَخِيكَ وَلِبَنِيهِ لِيَكْهَنَ لِي».
ع ١٥ ع ٦ ع ٣١ ع ٣٩
وَهٰذِهِ هِيَ ٱلثِّيَابُ ذُكرت الثيات التي للحبر الأعظم أولاً ووُصفت بكل إتقان في الآية السادسة والثلاثين (انظر ع ٤ – ٣٩). وبُذلت العناية العظمى في وصف الصدرة (١٣ – ٣٠) وذكرت هنا قبل كل ما سواها وذكر على أثرها الثوب الخاص المعروف بالأفود وهو جبة قصيرة كانت الصدرة فوقها ووُصف في (ع ٦ – ١٢). وكان تحت هذا الرداء ثوب طويل أزرق يسمى جبة الرداء (أي ثوب الأفود) ووُصف في (ع ٣١ – ٣٥). وكان الكاهن الأعلى يلبس على رأسه عمامة ذُكرت في (ع ٣٦ – ٣٨). ويلبس تحت الثوب قميصاً من كتان يشد عليه المنطقة (ع ٣٩) وسراويل من كتان (ع ٤٢ و٤٣). ولم يذكر شيئاً من ملبوس الرجلين والمرجّح أنه كان نعلين من النعال المعتادة.
٥ «وَهُمْ يَأْخُذُونَ ٱلذَّهَبَ وَٱلأَسْمَانْجُونِيَّ وَٱلأُرْجُوَانَ وَٱلْقِرْمِزَ وَٱلْبُوصَ».
ٱلذَّهَبَ وَٱلأَسْمَانْجُونِيَّ كان حكماء القلب (ع ١٣) يأخذون من موسى ما يحتاجون إليه من الذهب والأسمانجوني الخ. ومما يجب الالتفات إليه هنا إن هاتين المادتين من المواد التي صُنع منها حجاب الهيكل وسجوفه (ص ٢٦: ١ و٣١ و٣٦) لكن زيد هنا الحجارة الكريمة (ع ٩ و١٧ – ٢١).
الرداء (أو الأفود) ع ٦ إلى ١٢
قلنا إن الرداء (أو الأفود) كان جبة قصيرة (تفسير ع ٤) وكان مصنوعاً من قطعتين إحداهما مقدمة والأخرى مؤخرة ويتصل كلاهما على الكتفين (ع ٧) ويصلان إلى الحقوين وله زنار مثله في الصنع (ع ٨) ويُعرف بمنطقة الرداء العجيبة (على ما في بعض الترجمات). وكان على كل من الكتفين حجر من الجزع يحيط به الذهب (ع ٩ إلى ١١) وعلى كل من الحجرين ستة أسماء من أسماء الأسباط.
٦ «فَيَصْنَعُونَ ٱلرِّدَاءَ مِنْ ذَهَبٍ وَأَسْمَانْجُونِيٍّ وَأُرْجُوَانٍ وَقِرْمِزٍ وَبُوصٍ مَبْرُومٍ صَنْعَةَ حَائِكٍ حَاذِقٍ».
ص ٢٥: ٧ وع ٤ وص ٣٩: ٢ ص ٢٦: ١ و٣١ وع ١٥ و٣٦: ٨ و ٣٥ و٣٩: ٣ و٨
حَائِكٍ حَاذِقٍ أي ماهر (انظر تفسير ص ٢٦: ١).
٧ «يَكُونُ لَهُ كَتِفَانِ مَوْصُولاَنِ فِي طَرَفَيْهِ لِيَتَّصِلَ».
انظر مقدمة الفصل.
٨ «وَزُنَّارُ شَدِّهِ ٱلَّذِي عَلَيْهِ يَكُونُ مِنْهُ كَصَنْعَتِهِ. مِنْ ذَهَبٍ وَأَسْمَانْجُونِيٍّ وَقِرْمِزٍ وَبُوصٍ مَبْرُومٍ».
ص ٢٩: ٥
زُنَّارُ اختُلف في ترجمة الكلمة العبرانية المترجمة هنا بالزنار وترجمها يوسيفوس بالمنطقة وهو المرجّح فالترجمة العربية هي المعول عليها. وزاد يوسيفوس أن تلك المنطقة كانت ذات ألوان كثيرة يخالط نسيجها الذهب.
مِنْهُ كَصَنْعَتِهِ أي منسوجة قطعة واحدة لا قطع متصلة بالخياطة.
٩ «وَتَأْخُذُ حَجَرَيْ جَزْعٍ وَتَنْقُشُ عَلَيْهِمَا أَسْمَاءَ بَنِي إِسْرَائِيلَ».
حَجَرَيْ جَزْعٍ (مرّ الكلام على الجزع والاختلاف في ترجمة عبرانيته في (ص ٢٥: ٧ فارجع إليه). قال بعضهم كان حجر الجزع المذكور من ثلاث طبقات سوداء وبيضاء وحمراء وذكر ذلك يوسيفوس المؤرخ اليهودي وعرفه الناس في مصر وغيرها منذ عهد قديم واتخذوا منه الخواتم.
تَنْقُشُ عَلَيْهِمَا أَسْمَاءَ بَنِي إِسْرَائِيلَ كان الناس يحكمون النقش على الحجارة الكريمة في العصور القديمة كما يظهر من العاديات المصرية والكلدانية. وشاهدوا خواتم منه. ومن تلك الخواتم خواتم ملوك الأشوريين الذين كانوا قبل الميلاد بنحو ٢٠٠٠ سنة. وخواتم ملوك الدولة الثانية عشرة من دول مصر القديمة. وقد شاهدوا النقوش على أصلب الحجارة كالماس والياقوت والزمرد والنقش على الجزع أسهل من النقش على تلك الحجارة. والأسماء المذكورة هنا هي أسماء الأسباط لا اسم كل شخص من بني إسرائيل أي شعب اليهود بالضرورة أو البديهة وكذا قال يوسيفوس ويوضح ذلك أنها اثنا عشر (ع ١٠).
١٠ «سِتَّةً مِنْ أَسْمَائِهِمْ عَلَى ٱلْحَجَرِ ٱلْوَاحِدِ، وَأَسْمَاءَ ٱلسِّتَّةِ ٱلْبَاقِينَ عَلَى ٱلْحَجَرِ ٱلثَّانِي حَسَبَ مَوَالِيدِهِمْ».
أَسْمَاءَ ٱلسِّتَّةِ ٱلْبَاقِينَ أما أنه تُرك اسم لاوي وأما إنه وُضع اسم يوسف بدل إفرايم ومنسى.
حَسَبَ مَوَالِيدِهِمْ أي على ترتيب أسنانهم أي سنة ميلاد كل منهم.
١١ «صَنْعَةَ نَقَّاشِ ٱلْحِجَارَةِ نَقْشَ ٱلْخَاتِمِ تَنْقُشُ ٱلْحَجَرَيْنِ عَلَى حَسَبِ أَسْمَاءِ بَنِي إِسْرَائِيلَ. مُحَاطَيْنِ بِطَوْقَيْنِ مِنْ ذَهَبٍ تَصْنَعُهُمَا».
نَقْشَ ٱلْخَاتِمِ (قابل بهذا تفسير ع ٣٩). ذُكرت الخواتم في سفر التكوين (تكوين ٣٨: ١٨ و٢٥ و٤١: ٤٢). وكانت خواتم المصريين أسطوانية وكذا كانت خواتم الكلدانيين وكانوا يربطونها غالباً بحبال يتزرون بها.
مُحَاطَيْنِ بِطَوْقَيْنِ مِنْ ذَهَبٍ أي إطارين وكانا كحلقتين مفتوحتين وكان هذا هو المألوف عند المصريين.
١٢ «وَتَضَعُ ٱلْحَجَرَيْنِ عَلَى كَتِفَيِ ٱلرِّدَاءِ حَجَرَيْ تِذْكَارٍ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ. فَيَحْمِلُ هَارُونُ أَسْمَاءَهُمْ أَمَامَ ٱلرَّبِّ عَلَى كَتِفَيْهِ لِلتِّذْكَارِ».
ع ٣٠ و٣٨ وص ٣٩: ٧ ع ٢٩ ويشوع ٤: ٧ وزكريا ٦: ١٤
حَجَرَيْ تِذْكَارٍ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ اي للإسرائيليين لا لأبناء يعقوب الاثني عشر كما سبق. وكان ذلك التذكار لله وللإسرائيليين فيذكر الله بهما عهده لهم ويذكرون بهما إحسان الله إليهم. وكان الكاهن الأعظم يمثل بهما كل بني إسرائيل حين يدخل إلى قدس الأقداس ليذكرهم ويصلي من أجلهم ويطلب المغفرة لهم. وكان الكاهن يمثلهم بأمرين الحجرين المذكورين وحجارة الصدرة.
الصدرة ع ١٣ إلى ٣٠
كانت الصدرة ذات شأن وكانت أثمن وأعجب من كل ثياب الحبر الأعظم وكانت يومئذ ذات أسرار عظيمة. وكانت مرصعة الخارج بالذهب والحجارة الكريمة وفي داخلها شيئان ثمينان جداً وهما الأوريم والتميم (ع ٣٠) اللذين بهما كانت تُعرف الإرادة الإلهية وتُعلن للحبر الأعظم وبواسطته للشعب. وكانت الصدرة من مادة الرداء مربعة مثنية الأطراف كل من جوانبها نحو تسع عقد (اي ثلاثة أرباع قدم) عليها اثنا عشر حجراً كريماً مرصعة في الذهب مرتبة صفوفاً (ع ١٥ و١٧ – ٢١). والمرجّح أن هذه الحجارة كانت تشغل معظم ظاهر الصدرة. وكان على طرفي أعلاها حلقتا ذهب توثق بهما بسلاسل إلى طرفين في أعلى الرداء (أو الأفود) وكان على طرفي أسفلها كذلك (ع ١٣ و١٤ و٢٢ – ٢٨).
١٣ «وَتَصْنَعُ طَوْقَيْنِ مِنْ ذَهَبٍ».
طَوْقَيْنِ مِنْ ذَهَبٍ كهيئة وردتين جوفاوين الوسط يوضع في كل جوف حجر من الجزع وهما على كتفي الرداء (ع ١١).
١٤ «وَسِلْسِلَتَيْنِ مِنْ ذَهَبٍ نَقِيٍّ. مَجْدُولَتَيْنِ تَصْنَعُهُمَا صَنْعَةَ ٱلضَّفْرِ. وَتَجْعَلُ سِلْسِلَتَيِ ٱلضَّفَائِرِ فِي ٱلطَّوْقَيْنِ».
سِلْسِلَتَيْنِ… مَجْدُولَتَيْنِ الخ مصنوعتين كهيئة الضفيرة أي خصلة الشعر المنسوج بعضها على بعض. وشوهد مثل هاتين السلسلتين على أعناق كبراء قدماء الفرس في منحوتات برسيبوليس (أي مدينة الفرس) والظاهر أن عظماء المصريين كانوا يلبسون مثلهما. وكانت كل سلسلة مضفورة من عدة أسلاك من الذهب. والسلسلتان المذكورتان هنا كالسلاسل المذكورة في (ع ٢٢ – ٢٥). وكانت الغاية منهما وصل زاويتي الصدرة العلويتين بأعلى الرداء (أو الأفود).
١٥ «وَتَصْنَعُ صُدْرَةَ قَضَاءٍ صَنْعَةَ حَائِكٍ حَاذِقٍ كَصَنْعَةِ ٱلرِّدَاءِ تَصْنَعُهَا. مِنْ ذَهَبٍ وَأَسْمَانْجُونِيٍّ وَأُرْجُوَانٍ وَقِرْمِزٍ وَبُوصٍ مَبْرُومٍ تَصْنَعُهَا».
ص ٢٥: ٧ وع ٤ وص ٣٩: ٨
صُدْرَةَ قَضَاءٍ سُميت بهذا لأنه كان الله يُعلن قضاءه للحبر الأعظم ليُعلنه للشعب بالأوريم والتميم اللذَين كانت تشتمل عليهما (انظر تفسير ع ٣٠).
صَنْعَةَ حَائِكٍ (قابل بهذا ص ٢٦: ١ و٣١ و٢٨: ٦).
١٦ «تَكُونُ مُرَبَّعَةً مَثْنِيَّةً طُولُهَا شِبْرٌ وَعَرْضُهَا شِبْرٌ».
مُرَبَّعَةً كان التربيع يُعتبر من صفات الكمال (انظر تفسير ص ٢٧: ١) لكن المرجّح أن الحجارة الكريمة كانت مصفوفة على شكل مستطيل.
مَثْنِيَّةً رأى بعضهم أن ثنيها كان ليتحصل منها مثل كيس يوضع فيه الأوريم والتميم إن كانا مادتين لا لتقويتها لأن الصدرة كانت قوية إلى حد لا يقطعها السيف عنده فتأمل.
شِبْرٌ كان الشبر نصف ذراع عبرانية أي نحو ثلاثة أرباع قدم.
١٧ – ٢٠ «١٧ وَتُرَصِّعُ فِيهَا تَرْصِيعَ حَجَرٍ أَرْبَعَةَ صُفُوفِ حِجَارَةٍ. صَفُّ عَقِيقٍ أَحْمَرَ وَيَاقُوتٍ أَصْفَرَ وَزُمُرُّدٍ: ٱلصَّفُّ ٱلأَوَّلُ. ١٨ وَٱلصَّفُّ ٱلثَّانِي: بَهْرَمَانٌ وَيَاقُوتٌ أَزْرَقُ وَعَقِيقٌ أَبْيَضُ. ١٩ وَٱلصَّفُّ ٱلثَّالِثُ: عَيْنُ ٱلْهِرِّ وَيَشْمٌ وَجَمَشْتٌ. ٢٠ وَٱلصَّفُّ ٱلرَّابِعُ: زَبَرْجَدٌ وَجَزْعٌ وَيَشْبٌ. تَكُونُ مُطَوَّقَةً بِذَهَبٍ فِي تَرْصِيعِهَا».
ص ٣٩: ١٠ إلى ١٣ و١أيام ٢٩: ٢ وإشعياء ٥٤: ١١ و١٢ ورؤيا ٢١: ١٨ إلى ٢٠
تُرَصِّعُ فِيهَا تَرْصِيعَ حَجَرٍ الخ أي تصف عليها الحجارة الكريمة بالترصيع المعروف عند أهل الصناعة الترصيعية. واعلم هنا أن الحجارة الآتية اختلفوا في ترجمتها. وما في الترجمة العربية هو المحقق أو الأرجح ولا فائدة في ذكر الأقوال المختلفة فيها. وكان على كل من جانبي الصدرة ستة حجارة فعلى الجانبين اثنا عشر حجراً كعدد الأسباط. وكانت كلها أربعة صفوف كل صف ثلاثة أحجار الأول عقيق أحمر وياقوت أصفر وزمرد. والثاني بهرمان وياقوت أزرق وعقيق أبيض والثالث عين الهر ويشم وجمشت. والرابع زبرجد وجزع ويشب. فالعقيق والياقوت والزمرد معروفة وأما البهرمان فهو كلمة فارسية. معناها العصفر. وهو في العبرانية نُفك وترجم إلى اليونانية المعروفية بالسبعينية «αrθpαε» ورأى يوسيفوس أنه نوع من الياقوت وعلى قوله وعلى ما في العربية يتبين أنه ياقوب لونه كلون العصفر. وأما عين الهر فهو حجر كالعقيق فيه مثل صورة الحدقة أي سواد العين ولهذا سمي بعين الهر. وأما اليشم فهو قريب من الزبرجد إلا أنه أصفى وأكثر شفافية. والزبرجد يشبه الزمرد. والجمشت ضرب من العقيق على ما يرجح. واليشب اليشم والظاهر أن المقصود به هنا حجر قريب من اليشم كثيراً.
٢١ «وَتَكُونُ ٱلْحِجَارَةُ عَلَى أَسْمَاءِ بَنِي إِسْرَائِيلَ، ٱثْنَيْ عَشَرَ عَلَى أَسْمَائِهِمْ. كَنَقْشِ ٱلْخَاتِمُ كُلُّ وَاحِدٍ عَلَى ٱسْمِهِ تَكُونُ لِلٱثْنَيْ عَشَرَ سِبْطاً».
عَلَى أَسْمَاءِ بَنِي إِسْرَائِيلَ أي أسماء الأسباط الاثني عشر.
كُلُّ وَاحِدٍ عَلَى ٱسْمِهِ أي على كل حجر اسم سبط.
٢٢ «وَتَصْنَعُ عَلَى ٱلصُّدْرَةِ سَلاَسِلَ مَجْدُولَةً صَنْعَةَ ٱلضَّفْرِ مِنْ ذَهَبٍ نَقِيٍّ».
سَلاَسِلَ مَجْدُولَةً اي مضفورة (انظر تفسير ع ١٤).
٢٣ – ٢٥ «٢٣ وَتَصْنَعُ عَلَى ٱلصُّدْرَةِ حَلْقَتَيْنِ مِنْ ذَهَبٍ. وَتَجْعَلُ ٱلْحَلْقَتَيْنِ عَلَى طَرَفَيِ ٱلصُّدْرَةِ. ٢٤ وَتَجْعَلُ ضَفِيرَتَيِ ٱلذَّهَبِ فِي ٱلْحَلْقَتَيْنِ عَلَى طَرَفَيِ ٱلصُّدْرَةِ. ٢٥ وَتَجْعَلُ طَرَفَيِ ٱلضَّفِيرَتَيْنِ ٱلآخَرَيْنِ فِي ٱلطَّوْقَيْنِ، وَتَجْعَلُهُمَا عَلَى كَتِفَيِ ٱلرِّدَاءِ إِلَى قُدَّامِهِ».
ٱلْحَلْقَتَيْنِ عَلَى طَرَفَيِ ٱلصُّدْرَةِ الخ أي على زاويتي الصدرة العلويتين. كانت السلاسل تدخل في الحلقيتن وتُربط بطوقي الرداء (انظر ع ١٣ و١٤).
٢٦ «وَتَصْنَعُ حَلْقَتَيْنِ مِنْ ذَهَبٍ وَتَضَعُهُمَا عَلَى طَرَفَيِ ٱلصُّدْرَةِ عَلَى حَاشِيَتِهَا ٱلَّتِي إِلَى جِهَةِ ٱلرِّدَاءِ مِنْ دَاخِلٍ».
حَلْقَتَيْنِ أُخريين توضعان على الزاويتين السفليتين من الرداء.
٢٧، ٢٨ «٢٧ وَتَصْنَعُ حَلْقَتَيْنِ مِنْ ذَهَبٍ. وَتَجْعَلُهُمَا عَلَى كَتِفَيِ ٱلرِّدَاءِ مِنْ أَسْفَلُ مِنْ قُدَّامِهِ عِنْدَ وَصْلِهِ مِنْ فَوْقِ زُنَّارِ ٱلرِّدَاءِ. ٢٨ وَيَرْبُطُونَ ٱلصُّدْرَةَ بِحَلْقَتَيْهَا إِلَى حَلْقَتَيِ ٱلرِّدَاءِ بِخَيْطٍ مِنْ أَسْمَانْجُونِيٍّ لِتَكُونَ عَلَى زُنَّارِ ٱلرِّدَاءِ. وَلاَ تُنْزَعُ ٱلصُّدْرَةُ عَنِ ٱلرِّدَاءِ».
كانت الحلقتان مخيطتين بأسفل الرداء من أمام فوق منطقة الرداء ويُوصل بينهما وبين الحلقتين الأُخريين بخيط اسمانجوني أو أزرق فتجمع وتضم بذلك الصدرة إلى الرداء وتُظهر فوق المنطقة (أو الزنار) بدون تغطيتها.
٢٩ «فَيَحْمِلُ هَارُونُ أَسْمَاءَ بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي صُدْرَةِ ٱلْقَضَاءِ عَلَى قَلْبِهِ عِنْدَ دُخُولِهِ إِلَى ٱلْقُدْسِ لِلتِّذْكَارِ أَمَامَ ٱلرَّبِّ دَائِماً».
ع ١٢
عَلَى قَلْبِهِ أي قلب هارون (قابل بهذا ع ١٢). كان على الحبر الأعظم أن يكون مرتبطاً بالشعب ارتباطاً مقدساً مشاركاً لهم في الانفعالات ومؤاسيا لهم في الأحوال. وحمله أسماءهم على قلبه كناية عن المحبة والشفقة فكان ينوب عن الشعب في طلب أمرين القوة والرحمة.
٣٠ «وَتَجْعَلُ فِي صُدْرَةِ ٱلْقَضَاءِ ٱلأُورِيمَ وَٱلتُّمِّيمَ لِتَكُونَ عَلَى قَلْبِ هَارُونَ عِنْدَ دُخُولِهِ أَمَامَ ٱلرَّبِّ. فَيَحْمِلُ هَارُونُ قَضَاءَ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى قَلْبِهِ أَمَامَ ٱلرَّبِّ دَائِماً».
لاويين ٨: ٨ وعدد ٢٧: ٢١ وتثنية ٣٣: ٨ و١صموئيل ٢٨: ٦ وعزرا ٢: ٦٣ ونحميا ٧: ٦٥
ٱلأُورِيمَ وَٱلتُّمِّيمَ الأوريم جمع أور في العبرانية وهو النور. والتميم جمع تم وهو التمام أو الكمال فيكون معناهما الأنوار والكمالات. وإن كان المقصود بالجمع مجرد التعظيم فيكون معناهما النور والكمال. ووضعهما في الصدرة يدل على أنها كانت بمنزلة الكيس (انظر تفسير ع ١٦).
واختلف العلماء في أنه أمادتان الأوريم والتميم أم غير مادتين وإن كانا مادتين فما هما. واستُدل على كونهما مادتين أولاً بأنهما جُعلا في صدرة القضاء أي وُضعا فيها وبأنهما يكونان على قلب هارون. وثانياً بتعريفهما بلام العهد كأنهما مادتان معلومتان. وثالثاً باتفاق فيلو ويوسيفوس على أنهما مادتان مع اختلافهما في سائر الأمور.
أما ماهيتهما فقال فيها فيلو أنهما جانبا الصدرة. ويدفع قوله أنهم وُضعا في الصدرة فكيف يكونان جانبيها (ع ٣٠ ولاويين ٨: ٨). وقال يوسيفوس أنهما الحجارة الكريمة الاثنا عشر. ولكن إذا وصلنا الآية هنا بالآيات السابعة عشرة وما بعدها إلى الحادية والعشرين رأينا أن تلك الحجارة غير الأوريم والتميم. وثبت لنا أنهما شيئان كانا في باطن الصدرة وأنهما مما ألفه الإسرائيليون. ومن الأقوال في ذلك أنهما حجران من الماس أحدهما مصقول والآخر غير مصقول. ومنها أنهما قدتان من المعدنيات على إحداهما «نعم» وعلى الأخرى «لا». ومنها أنهما تمثالان صغيران كالترافيم (وقال بعضهم «لا نعرف ما هما» وأصاب أكثر من كل من سواه).
جبة الرداء ع ٣١ إلى ٣٥
٣١ «وَتَصْنَعُ جُبَّةَ ٱلرِّدَاءِ كُلَّهَا مِنْ أَسْمَانْجُونِيٍّ».
ص ٣٩: ٢٢
جُبَّةَ ٱلرِّدَاءِ هي ثوب من العنق إلى الركبتين. قال يوسيفوس أنها كانت بلا كمين (فهي ما يُعرف بالعربية بالإتب والبقير بالباء لا النون كما وقع في بعض الكتب اللغة) يستر أعلاه الرداء (أي الأفود) وكان يظهر من الخصر إلى الركبتين.
٣٢ «وَتَكُونُ فَتْحَةُ رَأْسِهَا فِي وَسَطِهَا. وَيَكُونُ لِفَتْحَتِهَا حَاشِيَةٌ حَوَالَيْهَا صَنْعَةَ ٱلْحَائِكِ. كَفَتْحَةِ ٱلدِّرْعِ يَكُونُ لَهَا. لاَ تُشَقُّ».
فَتْحَةُ رَأْسِهَا فِي وَسَطِهَا الخ (هذا يؤيد قولنا أنها اتب أو بقير لأنه ثوب يُشق في وسطه فيُلبس في العنق من غير جيب ولا كمين). وكانت هذه الجبة مما كثر عند قدماء المصريين وهي منسوجة من الكتان.
٣٣ «وَتَصْنَعُ عَلَى أَذْيَالِهَا رُمَّانَاتٍ مِنْ أَسْمَانْجُونِيٍّ وَأُرْجُوانٍ وَقِرْمِزٍ. عَلَى أَذْيَالِهَا حَوَالَيْهَا. وَجَلاَجِلَ مِنْ ذَهَبٍ بَيْنَهَا حَوَالَيْهَا».
رُمَّانَاتٍ هي قطع على هيئة ثمر الرمان وهذه الرمانات كانت من أدوات الزينة عند الأشوريين لا المصريين. ويتبين من سفر يشوع (يشوع ٧: ٢١) أنها كانت تُصنع في بابل ويأتي بها التجار إلى سورية ثم أوصلوها إلى بلاد العرب ومصر على ما يرجح.
جَلاَجِلَ مِنْ ذَهَبٍ يرجح أن هذه الأجراس كانت من مصنوعات الأشوريين لا المصريين. والمرجّح أنه لم يسبق أمة اليهود إلى استعمالها في الخدمة الدينية غيرهم من الأمم فلنا هنا شيء جديد من الأدوات الدينية.
٣٤ «جُلْجُلَ ذَهَبٍ وَرُمَّانَةً جُلْجُلَ ذَهَبٍ وَرُمَّانَةً، عَلَى أَذْيَالِ ٱلْجُبَّةِ حَوَالَيْهَا».
جُلْجُلَ ذَهَبٍ وَرُمَّانَةً على الترتيب.
٣٥ «فَتَكُونُ عَلَى هَارُونَ لِلْخِدْمَةِ لِيُسْمَعَ صَوْتُهَا عِنْدَ دُخُولِهِ إِلَى ٱلْقُدْسِ أَمَامَ ٱلرَّبِّ، وَعِنْدَ خُرُوجِهِ، لِئَلاَّ يَمُوتَ».
لِيُسْمَعَ صَوْتُهَا كانت الغاية العظمى من ذلك تنبيه الشعب لكي يلتفتوا إلى الخدمة الدينية حق الالتفات.
العمامة ع ٣٦ إلى ٣٨
كانت عمامة الحبر الأعظم من الكتان الأبيض النقي. ويتبين من وصف يوسيفوس لها أنها كانت عدة أكوار (جمع كور وهو الدور من العمامة) غليظة يزين مقدمها صفيحة من الذهب النقي مكتوب عليها «قدس للرب» يصلها بنسيج الكتان خيط اسمانجوني أي أزرق.
٣٦ «وَتَصْنَعُ صَفِيحَةً مِنْ ذَهَبٍ نَقِيٍّ. وَتَنْقُشُ عَلَيْهَا نَقْشَ خَاتِمٍ «قُدْسٌ لِلرَّبِّ».
ص ٢٩: ٦ و٣٩: ٣٠ ص ٣٩: ٣٠ وزكريا ١٤: ٢٠
تَصْنَعُ صَفِيحَةً كانت الصفيحة من ضروريات العمامة توضع في أعلى مقدمها وكانت من الذهب النقي (ص ٣٩: ٣١) تجذب إليها العيون والالتفات أكثر من الصدرة. وكانت محملاً لما عليها من الكتابة فكان الالتفات إلى المكتوب علها وهو الحق العظيم الديني «قدس للرب» الذي لا قيمة بدونه لشيء من الرسوم والاحتفالات والكهنوت والأثواب والذبائح والصلوات. فإنه كان يقتضي أولاً أن الحبر الأعظم نفسه يجب أن يكون مقدساً. ولما كان الكاهن نائباً عن الأمة لزم أن تكون الأمة عينها «قدساً للرب» أو «أمة مقدسة» و «مملكة كهنة» (ص ١٩: ٦). وأن تقف نفسها وقلبها للرب.
٣٧ «وَتَضَعُهَا عَلَى خَيْطٍ أَسْمَانْجُونِيٍّ لِتَكُونَ عَلَى ٱلْعِمَامَةِ. إِلَى قُدَّامِ ٱلْعِمَامَةِ تَكُونُ».
وَتَضَعُهَا عَلَى خَيْطٍ أَسْمَانْجُونِيٍّ (قابل بهذا ص ٣٩: ٣١). المرجّح أنه كان في كل من جانبي الصفيحة ثقب يدخل فيه الخيط ويُربط أحدهما بالآخر على العمامة البيضاء وراء الرأس.
٣٨ «فَتَكُونُ عَلَى جِبْهَةِ هَارُونَ. فَيَحْمِلُ هَارُونُ إِثْمَ ٱلأَقْدَاسِ ٱلَّتِي يُقَدِّسُهَا بَنُو إِسْرَائِيلَ، جَمِيعِ عَطَايَا أَقْدَاسِهِمْ. وَتَكُونُ عَلَى جِبْهَتِهِ دَائِماً لِلرِّضَا عَنْهُمْ أَمَامَ ٱلرَّبِّ».
ع ١٢ ولاويين ١٠: ١٧ و٢٢: ٩ وعدد ١٩: ١ وإشعياء ٥٣: ١١ وحزقيال ٤: ٤ إلى ٦ ويوحنا ١: ٢٩ وعبرانيين ٩: ٢٨ و١بطرس ٢: ٢٤ لاويين ١: ٤ و٢٢: ٢٧ و٢٣: ١١ وإشعياء ٥٦: ٧
فَيَحْمِلُ هَارُونُ إِثْمَ ٱلأَقْدَاسِ الخ يُراد بالأقداس هنا التقدمات التي يأتي بها الشعب وكانت لا تنفك عن الإثم من النقص المتعلق بها أو بمقدمها وكان الكاهن يدخل بتلك التقدمات إلى الرب بآثامها بدون أن يغيظ الرب فكان الله برحمته يقبلها على نقصها ونقص مقدميها وكانت الصفيحة على جبهة هارون دائماً.
الأثواب الداخلية ع ٣٩
٣٩ «وَتُخَرِّمُ ٱلْقَمِيصَ مِنْ بُوصٍ، وَتَصْنَعُ ٱلْعِمَامَةَ مِنْ بُوصٍ، وَٱلْمِنْطَقَةُ تَصْنَعُهَا صَنْعَةَ ٱلطَّرَّازِ».
ع ٤
كانت الأثواب المار ذكرها خارجية فأضاف إليها هنا أثواباً داخلية ولم يتكلم عليها إلّا قليلاً وكانت سراويل من كتان (ع ٤٢ و٤٣). وقميصاً من كتان ومنطقة مطرزة كثيرة الألوان (ص ٣٩: ٢٩).
تُخَرِّمُ اختُلف في ترجمة أصل هذه الكلمة العبراني فتجرمها بعضهم بتطرز وبعضهم بتنسج وآخر بتربع وآخر بتوشي وأصحها ما في الترجمة العربية هنا.
ٱلْقَمِيصَ كان ثوباً طويلاً من الكتان الأبيض إلى القدمين قصير الكمين وكان على ما يرجّح يظهر بعضه تحت جبة الرداء.
المنطقة الداخلية ع ٤٠ إلى ٤٣
يظهر من (ص ٣٩: ٢٩) أن المنطقة كانت من كتان نقي مبروم اسمانجوني وأرجوان وقرمز. ولم تكن منسوجة من هذه الملونات بل كانت ملونة بالتطريز أي بعمل الإبرة كالرداء (أو الأفود) انظر الآية السادسة. فإن الرداء لم يكن نسيجاً من ذوات تلك الألوان بل كان مطرزاً بالإبرة. وكانت هذه المنطقة فوق القميص وتحت جبة الرداء (لاويين ٨: ٧).
ملبوسات الخدمة الكهنوتية
٤٠ «وَلِبَنِي هَارُونَ تَصْنَعُ أَقْمِصَةً، وَتَصْنَعُ لَهُمْ مَنَاطِقَ، وَتَصْنَعُ لَهُمْ قَلاَنِسَ لِلْمَجْدِ وَٱلْبَهَاءِ».
ع ٤ وص ٣٩: ٢٧ إلى ٢٩ و٤١ وحزقيال ٤٤: ١٧ و١٨
لِبَنِي هَارُونَ تَصْنَعُ أَقْمِصَةً وكانت من الكتان النقي كأقمصة الحبر الأعظم (انظر تفسير ع ٣٩) ولكنها لم تكن منسوجة على أسلوب خاص.
مَنَاطِقَ المظنون أنها كمنطقة الحبر الأعظم الداخلية ولم توصف وصفاً خاصاً في موضع من الكتاب.
قَلاَنِسَ ملبوسات للرأس تقرب مما يُسمى عندنا بالطرابيش وكان المصريون يلبسونها ولا يزالون كذلك.
لِلْمَجْدِ وَٱلْبَهَاءِ كانت مثل هذه الملبوسات على بساطتها كافية لأن تكون للمجد والبهاء وهي الملبوسات البيضاء والمناطق البسيطة غير المطرزة والقلانس البيضاء البسيطة أيضاً. والكتاب المقدس يحسب الثياب البيضاء من حلل المجد أبداً (دانيال ٧: ٩ ومرقس ٩: ٣ ويوحنا ٢٠: ١٢ وأعمال ١: ١٠ ورؤيا ٤: ٤ و٦: ١١ و٧: ٩ – ١٤ و١٥: ٦ الخ).
٤١ «وَتُلْبِسُ هَارُونَ أَخَاكَ إِيَّاهَا وَبَنِيهِ مَعَهُ، وَتَمْسَحُهُمْ، وَتَمْلأُ أَيَادِيهِمْ، وَتُقَدِّسُهُمْ لِيَكْهَنُوا لِي».
ص ٢٩: ٧ و٣٠: ٣٠ و٤٠: ١٥ ولاويين ١٠: ٧ ص ٢٩: ٩ إلى ٢٤ ولاويين ٨: ٢٥ إلى ٢٧ وعبرانيين ٧: ٢٨
تُلْبِسُ هَارُونَ… وَبَنِيهِ كان موسى قد وُكل إليه أن يقدس هارون وبنيه وقد ذُكر عمله ذلك في سفر اللاويين (لاويين ٨: ٦ – ٣٠).
تَمْسَحُهُمْ (انظر تفسير ص ٣٩: ٧ – ٩).
٤٢ «وَتَصْنَعُ لَهُمْ سَرَاوِيلَ مِنْ كَتَّانٍ لِسَتْرِ ٱلْعَوْرَةِ. مِنَ ٱلْحَقَوَيْنِ إِلَى ٱلْفَخْذَيْنِ تَكُونُ».
ص ٣٩: ٢٨ ولاويين ٦: ١٠ و١٦: ٤ وحزقيال ٤٤: ١٨
سَرَاوِيلَ مِنْ كَتَّانٍ كان السراويل من الحقوين إلى ما فوق الركبة قليلاً. وكان كثيرون من المصريين يلبسونه وكان لبسه ضرورياً للغاية التي ذُكرت في الآية.
٤٣ «فَتَكُونُ عَلَى هَارُونَ وَبَنِيهِ عِنْدَ دُخُولِهِمْ إِلَى خَيْمَةِ ٱلٱجْتِمَاعِ، أَوْ عِنْدَ ٱقْتِرَابِهِمْ إِلَى ٱلْمَذْبَحِ لِلْخِدْمَةِ فِي ٱلْقُدْسِ، لِئَلاَّ يَحْمِلُوا إِثْماً وَيَمُوتُوا. فَرِيضَةً أَبَدِيَّةً لَهُ وَلِنَسْلِهِ مِنْ بَعْدِهِ».
ص ٢٠: ٢٦ لاويين ٥: ١ و١٧ و٢٠: ١٩ و٢٢: ٩ وعدد ٩: ١٣ و١٨: ٢٢ ص ٢٧: ٢١ ولاويين ١٧: ٧
ٱلْقُدْسِ الظاهر أن القدس هنا دار الخيمة التي كان فيها المذبح (ص ٤٠: ٦ و٢٩).
لِئَلاَّ يَحْمِلُوا إِثْماً وَيَمُوتُوا كان الموت جزاء على إهمال تلك الثياب كما كان جزاء على إهمال الرداء (ع ٣٥). والمرجّح أن ذلك الموت كان انتقاماً إلهياً لا من أمور الشريعة الموكول إجراءها إلى الناس.
السابق |
التالي |