سفر الخروج

سفر الخروج | 26 | السنن القويم

السنن القويم في تفسير أسفار العهد القديم

شرح سفر الخروج

للقس . وليم مارش

اَلأَصْحَاحُ ٱلسَّادِسُ وَٱلْعِشْرُونَ

 

الخيمة المقدسة التي كانت بيت الله للإسرائيليين مدة تيههم في البرية إلى أن بنى سليمان الهيكل وُصفت في هذا الأصحاح بالتدقيق وسُميت بالمسكن وبالخيمة (ع ٣٦). وكانت قواعدها من الخشب للتمكن من نقلها. وكان لها خمسة أعمدة أخرى في الطرف الآخر لم تُذكر. وكان من فوق تلك الأعمدة الغطاء وهو نسيج من شعر المعزى (ع ٧). وكان ولا شك مشدوداً بالحبال والأوتاد (ص ٣٥: ١٨). وكانت تظلل أرضاً طولها ستون قدماً وعرضها ثلاثون قدماً. وفي هذه الخيمة كان المسكن. وكان طوله خمساً وأربعين قدماً وعرضه خمس عشرة قدماً مسوراً بالخشب من ثلاث جهات (ع ١٨ – ٢٥) فهو مفتوح من أمام كالباب في صدر الرواق وعلى الباب سجف (ع ٣٦). وسقف المسكن سجف آخر أو غطاء ذو ألوان لامعة وهو من ثمين المواد (ع ١ – ٦). وكان قسمين اسم الأول القدس واسم الثاني قدس الأقداس. الأول في مقدمة الرواق الذي يُستطرق منه إلى الخارج والآخر وراءه. وكان بين القسمين حجاب معلق على أعمدة (ع ٣١ و٣٢) ومساحته مجهولة. والمرجح أن قدس الأقداس كان أصغر من القدس أو نسبة قدس الأقداس إلى القدس كنسبة واحد إلى اثنين فتكون مساحة قدس الأقداس مربع خمس عشرة قدماً ومساحة القدس ثلاثين في خمس عشرة. وكان كل ذلك في ساحة تُسمى دار الخيمة وسيأتي وصفها في الأصحاح التالي.

(١) المسكن أو الخيمة إجمالاً ع ١ إلى ٦

١ «وَأَمَّا ٱلْمَسْكَنُ فَتَصْنَعُهُ مِنْ عَشَرِ شُقَقِ بُوصٍ مَبْرُومٍ وَأَسْمَانْجُونِيٍّ وَأُرْجُوَانٍ وَقِرْمِزٍ. بِكَرُوبِيمَ صَنْعَةَ حَائِكٍ حَاذِقٍ تَصْنَعُهَا».

ص ٢٥: ٨ و٢٦: ٨

ٱلْمَسْكَنُ (انظر ص ٢٥: ٩).

عَشَرِ شُقَقِ كانت هذه الشقق الأجزاء التي يتألف منها الغطاء الذي كان قسمين كل قسم خمس شقق (ع ٣ – ٥).

بُوصٍ مَبْرُومٍ (ترجم بعضهم البوص بالكتاب وفي بعض الكتب العربية «البوص الدمقس» وفُسر فيها الدمقس بالابريسم أو القز أو الديباج أو الكتاب أو الحرير الأبيض. قال اليشكري:

الكاعب الحسناء تر فل بالدمقس وفي الحرير)

والمقصود بالمبروم المُبرمة خيوطه من عدة خيوط. وكان كثير من مثل ذلك عند المصريين.

أَسْمَانْجُونِيٍّ وَأُرْجُوَانٍ وَقِرْمِزٍ (انظر تفسير ص ٢٥: ٤).

بِكَرُوبِيمَ صَنْعَةَ حَائِكٍ يظهر أن هذا مناقض لما جاء في الآية السادسة والثلاثين إذ يُقال «صنعة حائك» وهناك «صنعة طراز». (ولكن الكلام هنا على شقق المسكن وهناك على السجف بعينه) وحياكة الصور من الأمور التي تحتاج إلى مهارة عظيمة وكذا تصويرها بالإبرة. وكان المصريون ماهرين في الأمرين على ما تبين من قول هيرودوتس المؤرخ.

٢ «طُولُ ٱلشُّقَّةِ ٱلْوَاحِدَةِ ثَمَانٍ وَعِشْرُونَ ذِرَاعاً، وَعَرْضُ ٱلشُّقَّةِ ٱلْوَاحِدَةِ أَرْبَعُ أَذْرُعٍ. قِيَاساً وَاحِداً لِجَمِيعِ ٱلشُّقَقِ».

طُولُ ٱلشُّقَّةِ ٱلْوَاحِدَةِ ثَمَانٍ وَعِشْرُونَ ذِرَاعاً قال المستر فرغسون أن الغطاء الذي يغطي المساحة عشرون ذراعاً وكان الزائد نحو عشر أذرع على كل جانب على زاوية قائمة فذلك نحو ثمان وعشرين ذراعاً.

٣ «تَكُونُ خَمْسٌ مِنَ ٱلشُّقَقِ بَعْضُهَا مَوْصُولٌ بِبَعْضٍ، وَخَمْسُ شُقَقٍ بَعْضُهَا مَوْصُولٌ بِبَعْضٍ».

خَمْسٌ مِنَ ٱلشُّقَقِ يخاط كل منها بالآخر فتكون على الجانب الواحد وخمس آخر كهذه تكون على الجانب الآخر فيكون الغطاء قسمين يصل بينهما رباط. وعلة جعله قسمين أنه لو كان متصلاً لصعب حمله لوفرة ثقله.

٤ «وَتَصْنَعُ عُرىً مِنْ أَسْمَانْجُونِيٍّ عَلَى حَاشِيَةِ ٱلشُّقَّةِ ٱلْوَاحِدَةِ فِي ٱلطَّرَفِ مِنَ ٱلْمُوَصَّلِ ٱلْوَاحِدِ. وَكَذٰلِكَ تَصْنَعُ فِي حَاشِيَةِ ٱلشُّقَّةِ ٱلطَّرَفِيَّةِ مِنَ ٱلْمُوَصَّلِ ٱلثَّانِي».

عُرىً يوثق بها كل من طرف أحد القسمين بالآخر وتحل عند الارتحال والحمل.

٥ «خَمْسِينَ عُرْوَةً تَصْنَعُ فِي ٱلشُّقَّةِ ٱلْوَاحِدَةِ، وَخَمْسِينَ عُرْوَةً تَصْنَعُ فِي طَرَفِ ٱلشُّقَّةِ ٱلَّذِي فِي ٱلْمُوَصَّلِ ٱلثَّانِي. تَكُونُ ٱلْعُرَى بَعْضُهَا مُقَابِلٌ لِبَعْضٍ».

بَعْضُهَا مُقَابِلٌ لِبَعْضٍ فإذا وُثق بعضها ببعض لم يتغضّن الغطاء وكانت توثق بالشظاظ كما سترى.

٦ «وَتَصْنَعُ خَمْسِينَ شِظَاظاً مِنْ ذَهَبٍ. وَتَصِلُ ٱلشُّقَّتَيْنِ بَعْضَهُمَا بِبَعْضٍ بِٱلأَشِظَّةِ. فَيَصِيرُ ٱلْمَسْكَنُ وَاحِداً».

شِظَاظاً (جاء في أساس البلاغة للزمخشري «شظظت الغرارة أدخلت الشظاظين في العروتين كا تقول زررت القميص إذا أدخلت الزر في العروة». وجاء في القاموس للفيروزبادي «الشظاظ خشبة عقفاء تُجعل في عروتي الجوالقين» والجوالق عدل كبير منسوج من صوف أو شعر يوضع فيه التبن ونحوه) والمقصود بالشظاظ هنا حلقة مثرومة كبعض أزرار أكمام القمصان الأوربية. وكانت الأشظة هنا من الذهب.

فَيَصِيرُ ٱلْمَسْكَنُ وَاحِداً أي يصير الغطاء بوصله بالأشظة كأنه غطاء واحد فيظهر المسكن كذلك.

(٢) الغطاء الثاني من شعر المعزى ع ٧ إلى ١٣

الخيمة على ما ذكر من الآية الأولى إلى الآية السادسة لا تقي من شمس ولا من مطر فاقتضى ذلك أن تغطى بنسيج من شعر المعزى فأوحى الله إلى موسى أن يصنع الغطاء الثاني من ذلك النسيح ليغطي به كل الخيمة. وكان الغطاء الثاني كالغطاء الأول في كونه قسمين (ع ٩ – ١١) لكن لم يكن القسمان متساويين. كان طول كل منهما ثلاثين ذراعاً لكن القسم المؤخر كان خمسة عروض والمقدم كان ستة عروض. فكان الغطاء الأعلى أعرض مما تحته بست أقدام. والغاية من هذا الغطاء وقاية الذي تحته (ع ٩ و١٢).

٧ «وَتَصْنَعُ شُقَقاً مِنْ شَعْرِ مِعْزَى خَيْمَةً عَلَى ٱلْمَسْكَنِ. إِحْدَى عَشَرَةَ شُقَّةً تَصْنَعُهَا».

ص ٣٦: ١٤

خَيْمَةً خارجية تقي الخيمة الداخلية.

إِحْدَى عَشَرَةَ شُقَّةً أو عرضاً.

٨ «طُولُ ٱلشُّقَّةِ ٱلْوَاحِدَةِ ثَلاَثُونَ ذِرَاعاً، وَعَرْضُ ٱلشُّقَّةِ ٱلْوَاحِدَةِ أَرْبَعُ أَذْرُعٍ. قِيَاساً وَاحِداً لِلإِحْدَى عَشَرَةَ شُقَّةً».

ثَلاَثُونَ ذِرَاعاً فالزيادة ذراع واحد من كل جانب (قابل بهذا ع ٢) فتكون الذراعان الزائدتان ستراً لكل من جانبي الخيمة (انظر ع ١٣).

٩ «وَتَصِلُ خَمْساً مِنَ ٱلشُّقَقِ وَحْدَهَا، وَسِتّاً مِنَ ٱلشُّقَقِ وَحْدَهَا. وَتَثْنِي ٱلشُّقَّةَ ٱلسَّادِسَةَ فِي وَجْهِ ٱلْخَيْمَةِ».

وَسِتّاً فالزيادة شقة أو عرض يتضاعف بها ظهر الغطاء فيكون كمالاً للسقف في المقدم.

١٠، ١١ «١٠ وَتَصْنَعُ خَمْسِينَ عُرْوَةً عَلَى حَاشِيَةِ ٱلشُّقَّةِ ٱلْوَاحِدَةِ ٱلطَّرَفِيَّةِ مِنَ ٱلْمُوَصَّلِ ٱلْوَاحِدِ، وَخَمْسِينَ عُرْوَةً عَلَى حَاشِيَةِ ٱلشُّقَّةِ مِنَ ٱلْمُوَصَّلِ ٱلثَّانِي. ١١ وَتَصْنَعُ خَمْسِينَ شِظَاظاً مِنْ نُحَاسٍ. وَتُدْخِلُ ٱلأَشِظَّةَ فِي ٱلْعُرَى، وَتَصِلُ ٱلْخَيْمَةَ فَتَصِيرُ وَاحِدَةً».

(انظر تفسير ع ٤ – ٦).

١٢، ١٣ «١٢ وَأَمَّا ٱلْمُدَلَّى ٱلْفَاضِلُ مِنْ شُقَقِ ٱلْخَيْمَةِ، نِصْفُ ٱلشُّقَّةِ ٱلْمُوَصَّلَةِ ٱلْفَاضِلُ، فَيُدَلَّى عَلَى مُؤَخَّرِ ٱلْمَسْكَنِ. ١٣ وَٱلذِّرَاعُ مِنْ هُنَا وَٱلذِّرَاعُ مِنْ هُنَاكَ، مِنَ ٱلْفَاضِلِ فِي طُولِ شُقَقِ ٱلْخَيْمَةِ، تَكُونَانِ مُدَلاَّتَيْنِ عَلَى جَانِبَيِ ٱلْمَسْكَنِ مِنْ هُنَا وَمِنْ هُنَاكَ لِتَغْطِيَتِهِ».

ٱلْمُدَلَّى ٱلْفَاضِلُ أنه بعد تضاعف الظهر يبقى من نسيج شعر المعزى نصف عرض زائد على عرض البوص فكان هذا النصف يدلى على مؤخر الخيمة.

(٣) الغطآن الخارجيان ع ١٤

١٤ «وَتَصْنَعُ غِطَاءً لِلْخَيْمَةِ مِنْ جُلُودِ كِبَاشٍ مُحَمَّرَةٍ. وَغِطَاءً مِنْ جُلُودِ تُخَسٍ مِنْ فَوْقُ».

ص ٣٦: ١٩

لما كانت الغاية من الغطائين الوقاية من المطر كان لنا أن نحسبهما واقيين للمسكن كله لا للسقف وحده فوجب أن يكون طولهما ثلاثين ذراعاً وعرضهما أربع عشرة ذراعاً.

(٤) جدران الخيمة ع ١٥ إلى ٣٠

١٥، ١٦ «١٥ وَتَصْنَعُ ٱلأَلْوَاحَ لِلْمَسْكَنِ مِنْ خَشَبِ ٱلسَّنْطِ قَائِمَةً. ١٦ طُولُ ٱللَّوْحِ عَشَرُ أَذْرُعٍ، وَعَرْضُ ٱللَّوْحِ ٱلْوَاحِدِ ذِرَاعٌ وَنِصْفٌ».

ٱلأَلْوَاحَ… مِنْ خَشَبِ ٱلسَّنْطِ تقدّم الكلام على السنط في تفسير (ص ٢٥: ٥). وكان طول اللوح ١٥ قدماً وعرضه قدمين وربع قدم وذلك يعدل ما ذكره من القياس العبراني.

١٧ «وَلِلَّوْحِ ٱلْوَاحِدِ رِجْلاَنِ مَقْرُونَةٌ إِحْدَاهُمَا بِٱلأُخْرَى. هٰكَذَا تَصْنَعُ لِجَمِيعِ أَلْوَاحِ ٱلْمَسْكَنِ».

رِجْلاَنِ أي قائمتان يقوم عليهما كانتا داخلتين في حفرتين في القاعدة عند طرف اللوح على بعد واحد في كل لوح.

١٨ «وَتَصْنَعُ ٱلأَلْوَاحَ لِلْمَسْكَنِ عِشْرِينَ لَوْحاً إِلَى جِهَةِ ٱلْجَنُوبِ نَحْوَ ٱلتَّيْمَنِ».

ٱلْجَنُوبِ نَحْوَ ٱلتَّيْمَنِ أي نحو اليمين فإن واجهة الخيمة كانت إلى الشرق فكانت جهة الجنوب إلى يمينها.

١٩ – ٢١ «١٩ وَتَصْنَعُ أَرْبَعِينَ قَاعِدَةً مِنْ فِضَّةٍ تَحْتَ ٱلْعِشْرِينَ لَوْحاً. تَحْتَ ٱللَّوْحِ ٱلْوَاحِدِ قَاعِدَتَانِ لِرِجْلَيْهِ وَتَحْتَ ٱللَّوْحِ ٱلْوَاحِدِ قَاعِدَتَانِ لِرِجْلَيْهِ. ٢٠ وَلِجَانِبِ ٱلْمَسْكَنِ ٱلثَّانِي إِلَى جِهَةِ ٱلشِّمَالِ عِشْرِينَ لَوْحاً. ٢١ وَأَرْبَعِينَ قَاعِدَةً لَهَا مِنْ فِضَّةٍ. تَحْتَ ٱللَّوْحِ ٱلْوَاحِدِ قَاعِدَتَانِ، وَتَحْتَ ٱللَّوْحِ ٱلْوَاحِدِ قَاعِدَتَان».

أَرْبَعِينَ قَاعِدَةً فكانت كل قاعدة مركزاً لرجل من رجلي اللوح أو لقائمة من قائمتيه فإن الألواح كانت عشرين (ع ١٨) وكان لكل لوح قائمتان (ع ١٧) فلزم أن تكون القواعد أربعين.

٢٢، ٢٣ «٢٢ وَلِمُؤَخَّرِ ٱلْمَسْكَنِ نَحْوَ ٱلْغَرْبِ تَصْنَعُ سِتَّةَ أَلْوَاحٍ. ٢٣ وَتَصْنَعُ لَوْحَيْنِ لِزَاوِيَتَيِ ٱلْمَسْكَنِ فِي ٱلْمُؤَخَّرِ».

لِمُؤَخَّرِ أي القسم الغربي لأن مقدم الخيمة كان إلى الشرق (انظر تفسير ع ١٨).

سِتَّةَ أَلْوَاحٍ عرض كل منها كعرض غيره مما ذُكر من الألواح (ع ١٦) وطوله تسع أذرع أو نحو ثلاث عشرة قدماً ونصف قدم. والظاهر أن الألواح التي طول كل منها عشر أذرع كانت للزوايا وهذه الستة للمؤخر.

٢٤ «وَيَكُونَانِ مُزْدَوِجَيْنِ مِنْ أَسْفَلُ. وَعَلَى سَوَاءٍ يَكُونَانِ مُزْدَوِجَيْنِ إِلَى رَأْسِهِ إِلَى ٱلْحَلْقَةِ ٱلْوَاحِدَةِ. هٰكَذَا يَكُونُ لِكِلَيْهِمَا. يَكُونَانِ لِلزَّاوِيَتَيْنِ».

مُزْدَوِجَيْنِ مِنْ أَسْفَلُ كانت الألواح الزاوية تتصل بالألواح الأخرى في مكانين أسفل وأعلى وتتصل في كل مكان بحلقة واحدة. والحلقات التي تمر فيها أطراف العوارض التي ذُكرت في (ع ٢٦ – ٢٩) يُظن أنها هي المقصودة هنا.

٢٥ «فَتَكُونُ ثَمَانِيَةَ أَلْوَاحٍ، وَقَوَاعِدُهَا مِنْ فِضَّةٍ سِتَّ عَشَرَةَ قَاعِدَةً. تَحْتَ ٱللَّوْحِ ٱلْوَاحِدِ قَاعِدَتَانِ، وَتَحْتَ ٱللَّوْحِ ٱلْوَاحِدِ قَاعِدَتَانِ».

سِتَّ عَشَرَةَ قَاعِدَةً لكل لوح من اللوحين الزاويين قاعدتان واثنتا عشرة قاعدة للألواح الستة التي بينهما.

٢٦ «وَتَصْنَعُ عَوَارِضَ مِنْ خَشَبِ ٱلسَّنْطِ، خَمْساً لأَلْوَاحِ جَانِبِ ٱلْمَسْكَنِ ٱلْوَاحِدِ».

عَوَارِضَ مِنْ خَشَبِ ٱلسَّنْطِ كانت الغاية من العوراض ضبط الألواح وضمها معاً ومنع الخلال بينها. وكانت خمس عشرة لكل جانب من الجوانب الثلاثة خمس عوارض. وكانت العارضة الوسطى من كل جانب تمتد من أحد طرفي الخيمة إلى الآخر (ع ٢٨). وكانت العوارض الأربع فوق وتحت أقصر مما سواها. وكل منها على ما يرجح يمسك نصف ألواح جانبه. وكانت العوارض تمر بحلقات ممكّنة في الألواح (ع ٢٩). وكان في كل لوح حلقة من تلك الحلقات على أقل ما يُفرض. والمرجّح أن الحلقات كانت في ظاهر الخيمة أي خارج جدرانها.

٢٧ «وَخَمْسَ عَوَارِضَ لأَلْوَاحِ جَانِبِ ٱلْمَسْكَنِ ٱلثَّانِي، وَخَمْسَ عَوَارِضَ لأَلْوَاحِ جَانِبِ ٱلْمَسْكَنِ فِي ٱلْمُؤَخَّرِ نَحْوَ ٱلْغَرْبِ».

لأَلْوَاحِ جَانِبِ ٱلْمَسْكَنِ فِي ٱلْمُؤَخَّرِ نَحْوَ ٱلْغَرْبِ وهي ستة ألواح (ع ٢٢).

٢٨ «وَٱلْعَارِضَةُ ٱلْوُسْطَى فِي وَسَطِ ٱلأَلْوَاحِ تَنْفُذُ مِنَ ٱلطَّرَفِ إِلَى ٱلطَّرَفِ».

وَسَطِ ٱلأَلْوَاحِ أي منتصفها من الأسفل إلى الأعلى.

٢٩ «وَتُغَشِّي ٱلأَلْوَاحَ بِذَهَبٍ. وَتَصْنَعُ حَلَقَاتِهَا مِنْ ذَهَبٍ بُيُوتاً لِلْعَوَارِضِ. وَتُغَشِّي ٱلْعَوَارِضَ بِذَهَبٍ».

تُغَشِّي ٱلأَلْوَاحَ بِذَهَبٍ أي تصفحها بالذهب لا تموّهها.

٣٠ «وَتُقِيمُ ٱلْمَسْكَنَ كَرَسْمِهِ ٱلَّذِي أُظْهِرَ لَكَ فِي ٱلْجَبَلِ».

كَرَسْمِهِ الخ (انظر ص ٢٥: ٩ و٤٠). فكان يجب أن يُصنع على وفق ذلك الرسم بكل تدقيق ولعل الكلام هنا موجز استُغني به عن التفصيل المطوّل بما رآه رأي العين.

(٥) الحجاب ووضعه ع ٣١ إلى ٣٣

٣١ «وَتَصْنَعُ حِجَاباً مِنْ أَسْمَانْجُونِيٍّ وَأُرْجُوَانٍ وَقِرْمِزٍ وَبُوصٍ مَبْرُومٍ. صَنْعَةَ حَائِكٍ حَاذِقٍ يَصْنَعُهُ بِكَرُوبِيمَ».

ص ٣٦: ٣٥ ولاويين ١٦: ٢ و٢أيام ٣: ١٤ ومتّى ٢٧: ٥١ وعبرانيين ٩: ٣

تَصْنَعُ حِجَاباً كان الحجاب من جوهريات المسكن ليكون له قسم داخل وقسم خارج الخارج لخدمة الكهنة اليومية والداخل لحضور الله. وما كان لأحد أن يدخله سوى رئيس الكهنة المعروف بالحبر الأعظم. وما كان يدخله إلا مرة واحدة في السنة (ص ٣٠: ١٠ ولاويين ١٦: ٢ – ٣٤ وعبرانيين ٩: ٧). واسم الخارج القدس واسم الداخل قدس الأقداس وكان القدسان من مواد واحدة (ع ١).

٣٢ «وَتَجْعَلُهُ عَلَى أَرْبَعَةِ أَعْمِدَةٍ مِنْ سَنْطٍ مُغَشَّاةٍ بِذَهَبٍ. رُزَزُهَا مِنْ ذَهَبٍ. عَلَى أَرْبَعِ قَوَاعِدَ مِنْ فِضَّةٍ».

أَرْبَعَةِ أَعْمِدَةٍ الظاهر إنها أعمدة مستقلة عن الأعمدة التي هي دعائم الخيمة. والمرجّح أنها كانت متساوية الطول أو العلو وإنه يوصل بين رؤوسها بجائز فتؤلف مع الحجاب حاجزاً بين القدس وقدس الأقداس ولا ريب في أن علوها كان خمس عشرة قدماً كعلو الألواح (ع ١٦).

رُزَزُهَا (جمع رزة وهي قطعة من المعدن مطويّة يُدق طرفاها في الخشب وغيره). كان قرب رأس كل عمود رزة وكان الحجاب يُعلق بها.

عَلَى أَرْبَعِ قَوَاعِدَ لكل عمود قاعدة أي القواعد للأعمدة لا للرزز وكان الطرف الأسفل من كل عمود ممكناً في قاعدته داخلاً منها في الأرض.

٣٣ «وَتَجْعَلُ ٱلْحِجَابَ تَحْتَ ٱلأَشِظَّةِ. وَتُدْخِلُ إِلَى هُنَاكَ دَاخِلَ ٱلْحِجَابِ تَابُوتَ ٱلشَّهَادَةِ، فَيَفْصِلُ لَكُمُ ٱلْحِجَابُ بَيْنَ ٱلْقُدْسِ وَقُدْسِ ٱلأَقْدَاسِ».

ص ٢٥: ١٦ و٤٠: ٢١ لاويين ١٦: ٢ وعبرانيين ٩: ٢ و٣ و٨

تَجْعَلُ ٱلْحِجَابَ تَحْتَ ٱلأَشِظَّةِ (فُسرت الأشظة في تفسير ع ٦). كانت الأشظة كحلقات يوصل بها طرفا الحجاب (ع ٦). ربما يُظن أن قسمي المسكن متساويان ولكن حكمنا آنفاً بأن قدس الأقداس ثُلث المسكن والقدس ثلثاه بناء على ما علمناه من هيكل سليمان الذي كان على مثال الخيمة فإن قدس الأقداس فيه كان متساوياً لنصف القدس.

(٦) وضع الأثاث ع ٣٤ و٣٥

٣٤، ٣٥ «٣٤ وَتَجْعَلُ ٱلْغِطَاءَ عَلَى تَابُوتِ ٱلشَّهَادَةِ فِي قُدْسِ ٱلأَقْدَاسِ. ٣٥ وَتَضَعُ ٱلْمَائِدَةَ خَارِجَ ٱلْحِجَابِ، وَٱلْمَنَارَةَ مُقَابِلَ ٱلْمَائِدَةِ عَلَى جَانِبِ ٱلْمَسْكَنِ نَحْوَ ٱلتَّيْمَنِ. وَتَجْعَلُ ٱلْمَائِدَةَ عَلَى جَانِبِ ٱلشِّمَالِ».

ص ٢٥: ٢١ و٤٠: ٢٠ وعبرانيين ٩: ٥ ص ٤٠: ٢٢ وعبرانيين ٩: ٢ ص ٤٠: ٢٤

كان أثاث المسكن الأقدس أو قدس الأقداس التابوت والغطاء وما في التابوت من لوحي الشهادة وراء الحجاب وأثاث القدس مائدة خبز الوجوه عند الجدار الشمالي والمنارة الذهبية تجاهها عند الجدار الجنوبي ومذبح الذهب الذي هو مذبح البخور بينهما خارج الحجاب (ص ٣٠: ٦ و٤٠: ٢٩).

(٧) ما علق على المدخل ع ٣٦ و٣٧

٣٦ «وَتَصْنَعُ سَجْفاً لِمَدْخَلِ ٱلْخَيْمَةِ مِنْ أَسْمَانْجُونِيٍّ وَأُرْجُوَانٍ وَقِرْمِزٍ وَبُوصٍ مَبْرُومٍ صَنْعَةَ ٱلطَّرَّازِ».

ص ٣٦: ٣٧

كانت الضرورة إلى حجاب المدخل أو سجفه لمنع الحر والضوء لأنه كان إلى الشرق. وكان هذا الحجاب من النسيج يرفعه الداخل بيده. ويظهر مما ذُكر من وصف الخيمة أن طوله كان يزيد على ٢٢ قدماً.

٣٧ «وَتَصْنَعُ لِلسَّجْفِ خَمْسَةَ أَعْمِدَةٍ مِنْ سَنْطٍ وَتُغَشِّيهَا بِذَهَبٍ. رُزَزُهَا مِنْ ذَهَبٍ. وَتَسْبِكُ لَهَا خَمْسَ قَوَاعِدَ مِنْ نُحَاسٍ».

ص ٣٦: ٣٨

خَمْسَةَ أَعْمِدَةٍ الخ واحد منها من دعائم الخيمة وهو الأوسط. والرزز لتعليق السجف والنحاس هنا البرانزي النحاس الأسمر (انظر تفسير ص ٢٥: ٣).

السابق
التالي
زر الذهاب إلى الأعلى