سفر الخروج

سفر الخروج | 25 | السنن القويم

السنن القويم في تفسير أسفار العهد القديم

شرح سفر الخروج

للقس . وليم مارش

اَلأَصْحَاحُ ٱلْخَامِسُ وَٱلْعِشْرُونَ

ما يقدّم للمقدس والكهنة

١، ٢ «١ وَقَالَ ٱلرَّبُّ لِمُوسَى: ٢ كَلِّمْ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنْ يَأْخُذُوا لِي تَقْدِمَةً. مِنْ كُلِّ مَنْ يَحِثُّهُ قَلْبُهُ تَأْخُذُونَ تَقْدِمَتِي».

ص ٣٥: ٥ و٢١ و١أيام ٢٩: ٣ و٥ و٩ و١٤ وعزرا ٢: ٦٨ و٣: ٥ و٧: ١٦ ونحميا ١١: ٢ و٢كورنثوس ٨: ١٢ و٩: ٧

كَلِّمْ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنْ يَأْخُذُوا لِي تَقْدِمَةً لما أراد الله أن يبني الإسرائيليون له أخذ يرشدهم إلى وجه بناءه وأنواع مواده. وأمر موسى بأن يدعوهم إلى أن يقدموا لله مما يملكون من المواد المختلفة الموافقة لبناء المسكن. وكان هذا المسكن من أحسن الوسائل إلى القرب من الله والشكر لله وتأدية التقدمات لوجهه عن حرية واختيار.

مِنْ كُلِّ مَنْ يَحِثُّهُ قَلْبُهُ إذا لم تكن التقدمات من القلب كانت مما يغيظ الله لا مما يسره. فطوبى للمعطي المسرور (انظر ص ٣٥: ٢١ – ٢٩ و٣٦: ٣ – ٧).

تَقْدِمَتِي نسبه الله إلى نفسه ليدل على أنه له الحق أن يطلبها لأن الإنسان وكل ما له من آلائه تعالى.

٣ «وَهٰذِهِ هِيَ ٱلتَّقْدِمَةُ ٱلَّتِي تَأْخُذُونَهَا مِنْهُمْ: ذَهَبٌ وَفِضَّةٌ وَنُحَاسٌ».

ذَهَبٌ وَفِضَّةٌ وَنُحَاسٌ أتى الإسرائيليون من مصر بعدة مقتنيات (١) غنى السلف من إبراهيم إلى يوسف الذي بلغ ذروة الغنى. و(٢) الثروة التي حصلوا عليها من المصريين يوم خروجهم وزادت هذه بما نهبوه من عماليق. فكان عندهم كثير من المعادن الثمينة وكثير من الذهب والفضة وغيرهما (ص ٣٠: ١٢ – ١٦ و٣٧: ٢٥ – ٢٨). والنحاس هنا البرُنز المعروف بالنحاس الأسمر فإن النحاس الأصفر لم يكن معروفاً حينئذ على ما يرجّح وكان النحاس الأسمر قليلاً (ص ٣٨: ٢٩) وقليل القيمة.

٤ «وَأَسْمَانْجُونِيٌّ وَأُرْجُوَانٌ وَقِرْمِزٌ وَبُوصٌ وَشَعْرُ مِعْزَى».

تكوين ٤١: ٤٢

وَأَسْمَانْجُونِيٌّ وَأُرْجُوَانٌ وَقِرْمِزٌ (الأسمانجوني هنا في العبرانية «تكلت» وفسرّوه في كتب اللغة العبرانية بالأرجوان النيلي. والأسمانجوني ما لونه كلون السماء واللفظة فارسية مركبة من «اسمان» أي سماء وجون (والجيم كالجيم المصرية) أي لون. قالوا وهو الأزرق الذي عرفه المصريون دون غيره من صنوف الأزرق. والأرجوان صبغ أحمر معرب أرغوان بالفارسية وكان يؤخذ من نوع من الأصداف واشتهرت به صور في خاليات العصور. والقرمز صبغ أحمر يُستخرج من حييوين يسمى القرمز أيضاً. قال صاحب التذكرة «القرمز حيوان يتولد على ورق الأشجار… ويصبغ الواحد منه عشرة أمثاله من الصوف والحرير صبغاً عظيماً إذا طبخ ووُضع الحرير فيه وهو يغلي خفيفاً». وقال أحد العلماء الأوربيين «أنه هوام يتكون على بعض صنوف البلوط». وتُطلق الألفاظ الثلاثة على المصبوغ بتلك الألوان أيضاً.

شَعْرُ مِعْزَى لا تزال بيوت عرب البادية إلى هذا اليوم من نسيج شعر المعزى وأحسن منسوجاته ما نُسج من شعر المعزى السوري. وكان أول أغطية خيمة الشهادة (ص ٢٦: ٧ – ١٤).

٥ «وَجُلُودُ كِبَاشٍ مُحَمَّرَةٌ، وَجُلُودُ تُخَسٍ، وَخَشَبُ سَنْطٍ».

جُلُودُ كِبَاشٍ مُحَمَّرَةٌ أي مصبوغة بالصبغ الأحمر واشتهرت إفريقية قديماً بهذه الجلود. ولا تزال هذه الجلود كثيرة في أيامنا. ولعل الإسرائيليين أتوا بكثير منها من مصر.

جُلُودُ تُخَسٍ التُخس حيوان بحري يشبه الفقمة ويُطلق على عدة صنوف من الحيوانات البحرية كالدلفين وكلب البحر وكانت جلودها من أغطية خيمة الشهادة الخارجية (ص ٢٦: ١٤).

خَشَبُ سَنْطٍ السنط نوع من شجر الأقاسيا فهو ليس من النخل. ولم يكن في أرض سيناء أشجار تؤخذ منها الأخشاب سوى النخل والسنط (ص ٢٦: ١٥). وكان سنط سيناء كثير الشوك والعُقد كبير الأشجار. وهو في هذه الأيام لا تطول أشجاره إلا إلى حد يبلغ عنده طول ما يؤخذ منه من الألواح عشر أذرع عبرانية وعرضه ذراع ونصف ذراع. قال القانون ترسترام يمكن سنط فلسطين أن يبلغ ذلك الحد. ولعله كان كذلك في العربية. وخشبه صلب بردقاني اللون أسود اللب موافق لبناء أثاب البيوت الخشبية كالخزائن ونحوها.

٦ «وَزَيْتٌ لِلْمَنَارَةِ وَأَطْيَابٌ لِدُهْنِ ٱلْمَسْحَةِ وَلِلْبَخُورِ ٱلْعَطِرِ».

ص ٢٧: ٢٠ ص ٣٠: ٢٣ ص ٣٠: ٣٤ و٣٥

زَيْتٌ لِلْمَنَارَةِ كان الزيت مما يحتاج إليه للإضاءة في المقدس (ع ٨) والتقديس بالدهن به. وكان هذا الزيت يُستخرج من الزيتون بالرض (ص ٢٨: ٢٠).

وَأَطْيَابٌ لِدُهْنِ ٱلْمَسْحَةِ بالزيت كانت هذه الطيوب تمزج بالزيت (ص ٣٠: ٢٣ و٢٤). وسيأتي أن الخيمة كلها وكل آنيتها والكاهن الذي يخدم فيها كانت تقدس بالدهن (ص ٢٩: ٧ و٣٦ و٣٠: ٢٦ – ٣٠).

لِلْبَخُورِ ٱلْعَطِرِ (وهو ما يُحرق فتنتشر رائحته الطيبة (ص ٣٠: ١ – ٨). وتركيب هذا البخور في (ص ٣٠: ٣٤).

٧ «وَحِجَارَةُ جَزْعٍ، وَحِجَارَةُ تَرْصِيعٍ لِلرِّدَاءِ وَٱلصُّدْرَةِ».

ص ٢٨: ٦ ص ٢٨: ١٥

جَزْعٍ (جاء في تذكرة داود الضرير الأنطاكي «الجزع حجر مشطب فيه كالعيون بين بياض وصفرة وحمرة وسواد. وغالب ما يوجد مستطيل». وهو في العبرانية «شحم». وترجمته في السبعينية بالجزع الحقيقي والفلغاتا بالزبرجد. وتُرجم في السبعينية عينها في سفر أيوب بالجزع (أيوب ٢٨: ١٦). ووقع الشك في معنى «شحم» العبرانية كثيراً. والمرجّح أنه الجزع) وكان ثلاثة أحجار منه في التقدمة واحد لصدرة الكاهن الأعظم وإثنان لكتفي الرداء (ص ٢٨: ٩ – ١٢ و٢٠).

حِجَارَةُ تَرْصِيعٍ لِلرِّدَاءِ وَٱلصُّدْرَةِ كان للرداء اثنان من تلك الحجارة وكلاهما من الجزع وكان للصدرة اثنا عشر حجراً مختلفة (ص ٢٨: ١٧ – ٢٠).

المقدس وما فيه

٨ «فَيَصْنَعُونَ لِي مَقْدِساً لأَسْكُنَ فِي وَسَطِهِمْ».

ص ٣٦: ١ و٣ و٤ ولاويين ٤: ٦ و١٠: ٤ و٢١: ١٢ وعبرانيين ٩: ١ و ٢ ص ٢٩: ٤٥ وملوك ٦: ١٣ و٢كورنثوس ٦: ١٦ ورؤيا ٢١: ٣

فَيَصْنَعُونَ لِي مَقْدِساً كانت التقدمات المذكورة آنفاً (ع ٣ – ٧) لهذه الغاية لأنه لم يكن حينئذ من مسجد للإسرائيليين ولا مكان موقوف لعبادة الله. فالله رأى أن ذلك الوقت مناسب لإنشاء معبد له. وكان الإسرائيليين قد رأوا الأبنية العظيمة المشيدة للآلهة في مدن المصريين وكان لهم بعد أن نجوا من عبودية المصريين أن ينشئوا مقدساً للإله الواحد إله إسرائيل وهو المقدس المعروف ببيت الله. وإذ كانوا لا يتمكنون حينئذ من بناء بيت ثابت له رأى سبحانه وتعالى ما يمكنهم صنعه في ما هم عليه من الأحوال وأمرهم به. والكلام على صنع هذا البيت يشغل جزءًا كبيراً من سفر الخروج ووصفه وما يتعلق به في ستة أصحاحات متوالية (ص ٢٥ – ص ٣٠).

لأَسْكُنَ فِي وَسَطِهِمْ قابل بهذا (ص ٢٨: ٤٢ – ٤٦ و٤٠: ٣٤ – ٣٨). فالله مع أنه لا يسكن في هياكل مصنوعة بالأيدي (أعمال ٧: ٤٨) سر بأن يعلن نفسه لشعبه في ذلك البيت وهذا معنى قوله أسكن في وسطهم فإنه كان كثيراً ما يُظهر آيات مجده لهم ليثقوا بحضوره ويخشوا حضرته.

٩ «بِحَسَبِ جَمِيعِ مَا أَنَا أُرِيكَ مِنْ مِثَالِ ٱلْمَسْكَنِ وَمِثَالِ جَمِيعِ آنِيَتِهِ هٰكَذَا تَصْنَعُونَ».

ع ٤٠

مِثَالِ ذُكر أن الله أظهر لموسى:

  1. المواد التي يُصنع منه المسكن وما يتعلق به.
  2. الصورة الممثلة لكل البناء.
  3. الرؤى التي كانت تمثل الصور لعين الذهن وإن ذلك مثال السماء الحقيقية.

التابوت

١٠ «فَيَصْنَعُونَ تَابُوتاً مِنْ خَشَبِ ٱلسَّنْطِ، طُولُهُ ذِرَاعَانِ وَنِصْفٌ، وَعَرْضُهُ ذِرَاعٌ وَنِصْفٌ، وَٱرْتِفَاعُهُ ذِرَاعٌ وَنِصْفٌ».

ص ٣٧: ١ وتثنية ١٠: ٣ وعبرانيين ٩: ٤

فَيَصْنَعُونَ تَابُوتاً الكلمة العبرانية المترجمة هنا بالتابوت تختلف عن الكلمة المترجمة بالفلك في (تكوين ٦: ١٤) وبالسفط في (خروج ٢: ٣) فإنها هنا «أرون» وهنالك «تبت». والمرجّح أن معنى «أرون» صندوق متوسط المقدار توضع فيه النقود أو المواد الكثيرة القيمة (٢ملوك ١٢: ٩ و١٠ و٢أيام ٢٥: ٨ – ١١ الخ). وجاء بمعنى تابوت الميت المحنّط (تكوين ٥٠: ٢٦). ومعناه هنا صندوق من الخشب طوله ثلاث أقدام وثلاثة أرباع القدم وعرضه قدمان وربع قدم وعمقه كذلك. وكانت الغاية الأولى من هذا التابوت أن يوضع فيه لوحا الوصايا التي كتبها الله بإصبعه التي أخذها موسى منه تعالى على ذينك اللوحين قبل أن نزل من الجبل (انظر ص ٢٤: ١٢ وقابل به ص ٢٠: ١٦). وكانت التوابيت تحتوي على الصور والتماثيل وغيرها مما يتعلق بالآلهة وتُحمل إذا اقتضت الحال ذلك إلى حيث يشاء وضعها أو عرضها في الاحتفالات المصرية.

١١ «وَتُغَشِّيهِ بِذَهَبٍ نَقِيٍّ. مِنْ دَاخِلٍ وَمِنْ خَارِجٍ تُغَشِّيهِ. وَتَصْنَعُ عَلَيْهِ إِكْلِيلاً مِنْ ذَهَبٍ حَوَالَيْهِ».

تُغَشِّيهِ بِذَهَبٍ نَقِيٍّ أي تغطيه بصفائح من الذهب ويحتمل أن المعنى أن يموّهه بالذهب فإن صناعة التمويه كانت عند المصريين قبل عصر موسى وكان بعض العبرانيين قد أحكم صناعاتهم ولكن المعنى الأول هو المرجّح وهو الذي عليه تقليد اليهود.

إِكْلِيلاً مِنْ ذَهَبٍ أي إطاراً من الذهب يحيط بأعلاه.

١٢ – ١٤ «١٢ وَتَسْبِكُ لَهُ أَرْبَعَ حَلَقَاتٍ مِنْ ذَهَبٍ وَتَجْعَلُهَا عَلَى قَوَائِمِهِ ٱلأَرْبَعِ. عَلَى جَانِبِهِ ٱلْوَاحِدِ حَلْقَتَانِ، وَعَلَى جَانِبِهِ ٱلثَّانِي حَلْقَتَانِ. ١٣ وَتَصْنَعُ عَصَوَيْنِ مِنْ خَشَبِ ٱلسَّنْطِ وَتُغَشِّيهِمَا بِذَهَبٍ. ١٤ وَتُدْخِلُ ٱلْعَصَوَيْنِ فِي ٱلْحَلَقَاتِ عَلَى جَانِبَيِ ٱلتَّابُوتِ لِيُحْمَلَ ٱلتَّابُوتُ بِهِمَا».

أَرْبَعَ حَلَقَاتٍ مِنْ ذَهَبٍ لم يكن هذا التابوت يُحمل ويُطاف به في الاحتفالات كما كانت توابيت المصريين لكنه كان يُحمل حين كان الإسرائيليون يسافرون من موضع إلى آخر. وكان يُدخل في تلك الحلقات عصوان يحمل بهما التابوت على أكتاف الكهنة (ع ١٣ و١٤).

عَلَى قَوَائِمِهِ ٱلأَرْبَعِ لم تكن الحلقات الأربع على زوايا التابوت الأربع العليا بل على الزوايا السفلى حتى إذا حُمل يكون فوق الحملة ولا يمس أبدانهم. ويظهر في بادئ الرأي أن التابوت يكون على هذا الترتيب عرضة للميل وعدم الاستواء حين يُحمل لكن رأى كالش أن صغره يُمنع من ذلك وإن كانت الحلقات على قوائمه.

١٥ «تَبْقَى ٱلْعَصَوَانِ فِي حَلَقَاتِ ٱلتَّابُوتِ. لاَ تُنْزَعَانِ مِنْهَا».

١ملوك ٨: ٨

تَبْقَى ٱلْعَصَوَانِ الخ كانت العصوان لا تُنزعان من الحلقات أبداً عند حركة الحمل وعند السكون وكان من المحظور أن يُمس التابوت نفسه أو حلقاته. وكان الذي يمسه يموت (انظر ٢صموئيل ٦: ٦ و٧).

١٦ «وَتَضَعُ فِي ٱلتَّابُوتِ ٱلشَّهَادَةَ ٱلَّتِي أُعْطِيكَ».

ص ١٦: ٣٤ و٣١: ١٨ وتثنية ١٠: ٢ و٥ و١ملوك ٨: ٩ وعبرانيين ٩: ٤

ٱلشَّهَادَةَ ٱلَّتِي أُعْطِيكَ المقصود بالشهادة هنا اللوحان الحجريان فإنهما كانا يسميان بالشهادة (قابل بهذا ص ١٦: ٣٤) وسُميا بذلك لأن الله شهد بهما على بني إسرائيل بالخطيئة (تثنية ٣١: ٢٦). وسُمي التابوت بتابوت الشهادة لوضع اللوحين فيه (ع ٢٢ وص ٢٦: ٣٤ و٣٠: ٦ و٢٦ الخ وعدد ٤: ٥ و٧: ٨٩ ويشوع ٤: ١٦).

الغطاء

١٧ «وَتَصْنَعُ غِطَاءً مِنْ ذَهَبٍ نَقِيٍّ طُولُهُ ذِرَاعَانِ وَنِصْفٌ، وَعَرْضُهُ ذِرَاعُ وَنِصْفٌ».

ص ٣٧: ٦ وعبرانيين ٩: ٥

تَصْنَعُ غِطَاءً الغطاء هنا ترجمة «כברה» واختلفوا في ترجمتها فترجمها بعضهم بمجلس الرحمة وبعضهم بالكفارة وفي نسختنا العربية غطاء وهو الأرجح لأن «كفر» في العبرانية ستر وغطّى كما في العربية. والمعنى الآخر محتمل لأن الكفارة المغفرة أيضاً والمغفرة ناشئة عن الرحمة لكن القرائن تؤيد ما في المتن العربي.

مِنْ ذَهَبٍ نَقِيٍّ فكان ذلك الغطاء كله ذهباً خالصاً لا خشباً مموهاً بالذهب أو مغشى بصفيحة منه حسب بعضهم ثقله ٧٥٠ ليبرة وثمنه نحو ٢٥٠٠٠ ليرة إنكليزية.

١٨ «وَتَصْنَعُ كَرُوبَيْنِ مِنْ ذَهَبٍ. صَنْعَةَ خِرَاطَةٍ تَصْنَعُهُمَا عَلَى طَرَفَيِ ٱلْغِطَاءِ».

تكوين ٣: ٢٤ وص ٢٦: ١ و٢صموئيل ٢٢: ١١ و١ملوك ٦: ٢٩

كَرُوبَيْنِ (وفي العبرانية اثنين كروبيم مثنى كروب). وكان الكروبيم حراس جنة عدن يوم أُخرج آدم وحواء منها (تكوين ٣: ٢٤). وهم ملائكة معينون فما كل ملاك كروباً. فهم قسم مختار من الملائكة يقتربون من الله أكثر ممن سواهم من الجنود العلوية ويُعرفون بملائكة الحضرة والملائكة المقربين. ويفوقون سائر الملائكة بالقدرة (وقد سماهم بعض الكتبة بملائكة القدرة) ولهذا كانوا أهلاً لأن يكونوا حراساً. ولعل هذا علة اختيار وضع تماثيلهم على الغطاء إشارة إلى حراستهم ما في التابوت أو الشهادة على اللوحين بدليل أن وجهيهما كانا نحو الغطاء (ع ٢٠). وليس من الضروري أن نعرف حقيقة صورة الكروب. وقد نظر بعض العلماء في ذلك كثيراً فرأى أن الكروب كان عجلاً أو ثوراً ذا أجنحة خلاف ما كان عند الأشوريين. ورأى بعضهم أنه كان في صورة سفنكس المصريين أو شيميري اليونان. والرأي الغالب أنه كان في صورة إنسان ذي جناحين (لا أجنحة) فهو كصورة «ما» الذي كثيراً ما شوهد في التوابيت المصرية يظلل يجناحيه ما في التابوت مما يتعلق بالآلهة.

صَنْعَةَ خِرَاطَةٍ هذا مفاد الأصل العبراني وترجمه بعضهم «عمل طَرق» وهو ليس بالحق والخراطة غير الطرق وغير السبك المشهورين فكأنه قال تصنعهما بالخراطة لا بالطرق ولا بالسبك.

طَرَفَيِ ٱلْغِطَاءِ أي على كل من جانبي التابوت.

١٩ «فَٱصْنَعْ كَرُوباً وَاحِداً عَلَى ٱلطَّرَفِ مِنْ هُنَا، وَكَرُوباً آخَرَ عَلَى ٱلطَّرَفِ مِنْ هُنَاكَ. مِنَ ٱلْغِطَاءِ تَصْنَعُونَ ٱلْكَرُوبَيْنِ عَلَى طَرَفَيْهِ».

هذا يدل على أن الكروبَين لم يكونا متماسين بل كان بين وجهيهما وبدنيهما فراغ.

٢٠ «وَيَكُونُ ٱلْكَرُوبَانِ بَاسِطَيْنِ أَجْنِحَتَهُمَا إِلَى فَوْقُ، مُظَلِّلَيْنِ بِأَجْنِحَتِهِمَا عَلَى ٱلْغِطَاءِ، وَوَجْهَاهُمَا كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى ٱلآخَرِ. نَحْوَ ٱلْغِطَاءِ يَكُونُ وَجْهَا ٱلْكَرُوبَيْنِ».

١ملوك ٨: ٧ و١أيام ٢٨: ١٨ وعبرانيين ٩: ٥

بَاسِطَيْنِ أَجْنِحَتَهُمَا إِلَى فَوْقُ كان جناحا كل من الكروبين منتشرين ومرفوعين على وضع به يظللان الغطاء. وكان في التابوت المصري تابوت «ما» التمثال الواحد رافعاً جناحيه دون الآخر.

نَحْوَ ٱلْغِطَاءِ كان وجهاهما مطرقين إلى الغطاء ناظرين إليه (قابل بهذا ص ٢٧: ٩).

٢١ «وَتَجْعَلُ ٱلْغِطَاءَ عَلَى ٱلتَّابُوتِ مِنْ فَوْقُ. وَفِي ٱلتَّابُوتِ تَضَعُ ٱلشَّهَادَةَ ٱلَّتِي أُعْطِيكَ».

ص ٢٦: ٣٤ ع ١٦

(انظر تفسير ع ١٨).

٢٢ «وَأَنَا أَجْتَمِعُ بِكَ هُنَاكَ وَأَتَكَلَّمُ مَعَكَ، مِنْ عَلَى ٱلْغِطَاءِ مِنْ بَيْنِ ٱلْكَرُوبَيْنِ ٱللَّذَيْنِ عَلَى تَابُوتِ ٱلشَّهَادَةِ، بِكُلِّ مَا أُوصِيكَ بِهِ إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ».

ص ٢٩: ٤٢ و٤٣ و٣٠: ٦ و٣٦ وعدد ١٧: ٤ لاويين ١٦: ٢ وعدد ٧: ٨٩ و١صموئيل ٤: ٤ و٢صموئيل ٦: ٢ و٢ملوك ١٩: ١٥ ومزمور ٨٠: ١ وإشعياء ٣٧: ١٦

أَجْتَمِعُ بِكَ هُنَاكَ أي أظهر لك بين الكروبَين على الغطاء ومن هنالك كان يتكلم مع الشعب (ص ٢٩: ٤٢) أما حقيقة كما كان يخاطب الكهنة ويجيبهم بالأوريم والتميم وأما روحياً كما كان عند قبوله البخور ودم الذبائح والصلاة التي يقدمها الشعب بواسطة الكهنة لأنهم كانوا نوّاباً عنه ولهذا سُميت الخيمة بخيمة الاجتماع (انظر تفسير ص ٢٧: ٢١).

مائدة خبز الوجوه ع ٢٣ إلى ٣٠

٢٣ «وَتَصْنَعُ مَائِدَةً مِنْ خَشَبِ ٱلسَّنْطِ طُولُهَا ذِرَاعَانِ، وَعَرْضُهَا ذِرَاعٌ، وَٱرْتِفَاعُهَا ذِرَاعٌ وَنِصْفٌ».

ص ٣٧: ١٠ و١ملوك ٧: ٤٨ و٢أيام ٤: ٨ وعبرانيين ٩: ٢

تَصْنَعُ مَائِدَةً كان التابوت والغطاء كل ما هو داخل المقدس الداخلي أو «قدس الأقداس» (ص ٤٠: ٢٠ و٢١). فبعد ما أعلن الله لموسى أعلن له الأشياء التي تكون في المقدس الخارجي أو القدس أمام المقدس الأول. وكانت تلك الأشياء:

  1. مائدة خبز الوجوه الموصوفة في هذه الآية وما بعدها إلى الآية الثلاثين.
  2. المنارة الذهبية الموصوفة في (ع ٣١ – ٤٠).
  3. مذبح البخور الموصوف في (ص ٣٠: ١ – ١٠). وكانت المائدة معدة لاثني عشر رغيفاً كانت توضع دائماً أمام الرب (لاويين ٢٤: ٨) تقدمة شكر من شعبه الاثني عشر سبطاً واعترافاً بدوام وقايته إياهم. وكانت سعتها كافية لاثني عشر رغيفاً توضع صفين طول كل منهما ثلاث أقدام وعرضه قدم ونصف. ولم توضع الآنية المختصة بالمائدة (ع ٢٩) عليها.

خَشَبِ ٱلسَّنْطِ (انظر تفسير ع ٥). ولم يتخذ غير هذا الخشب لشيء من المقدس نفسه أو أثاثه.

٢٤ «وَتُغَشِّيهَا بِذَهَبٍ نَقِيٍّ. وَتَصْنَعُ لَهَا إِكْلِيلاً مِنْ ذَهَبٍ حَوَالَيْهَا».

تُغَشِّيهَا الخ كما غشّيت التابوت (ع ١١) وتغشّي مذبح البخور (ص ٣٠: ٣). كانت المائدة مغشاة بصفائح من الذهب فكانت شبيهة بالمذبح الذي توضع عليه التقدمات لله وإذ كانت قريبة من مظهر الحضرة الإلهية وجب أن يكون غشاؤها من معدن ثمين.

إِكْلِيلاً مِنْ ذَهَبٍ أي إطاراً عالياً ليقي ما يوضع عليها من السقوط.

٢٥ «وَتَصْنَعُ لَهَا حَاجِباً بِعَرْضِ شِبْرٍ حَوَالَيْهَا. وَتَصْنَعُ لِحَاجِبِهَا إِكْلِيلاً مِنْ ذَهَبٍ حَوَالَيْهَا».

حَاجِباً بِعَرْضِ شِبْرٍ كان هذا الحاجب شبه منطقة بين أعلاها وقوائمها غايته أن تمكّن في موضعها وكان الإكليل لمجرد الزينة. ويمثل هذا ما يُشاهد في مائدة خبز الوجوه على قوس تيطس في رومية.

٢٦ «وَتَصْنَعُ لَهَا أَرْبَعَ حَلَقَاتٍ مِنْ ذَهَبٍ، وَتَجْعَلُ ٱلْحَلَقَاتِ عَلَى ٱلزَّوَايَا ٱلأَرْبَعِ ٱلَّتِي لِقَوَائِمِهَا ٱلأَرْبَعِ».

أَرْبَعَ حَلَقَاتٍ (قابل بهذا ع ١٢). كانت المائدة كالتابوت في أنها تُحمل من مكان إلى آخر. ومع أنها كانت أقل من التابوت قداسة وجب أن تُحمل بالعصوين كالتابوت.

ٱلزَّوَايَا ٱلأَرْبَعِ ٱلَّتِي لِقَوَائِمِهَا أي التي عند قوائمها. فالحلقات لم تكن على الزوايا العليا بل كانت على الزوايا السفلى. وكانت تُحمل على الأكتاف كما يُحمل التابوت.

٢٧، ٢٨ «٢٧ عِنْدَ ٱلْحَاجِبِ تَكُونُ ٱلْحَلَقَاتُ بُيُوتاً لِعَصَوَيْنِ لِحَمْلِ ٱلْمَائِدَةِ. ٢٨ وَتَصْنَعُ ٱلْعَصَوَيْنِ مِنْ خَشَبِ ٱلسَّنْطِ وَتُغَشِّيهِمَا بِذَهَبٍ، فَتُحْمَلُ بِهِمَا ٱلْمَائِدَةُ».

عِنْدَ ٱلْحَاجِبِ تَكُونُ ٱلْحَلَقَاتُ أي تحته على القوائم على أن المعنى غير جلي لأن الحاجب كان على نحو منتصف العلو فإن كانت الحلقات عنده لم تكن على أسفل القوائم.

٢٩ «وَتَصْنَعُ صِحَافَهَا وَصُحُونَهَا وَكَأْسَاتِهَا وَجَامَاتِهَا ٱلَّتِي يُسْكَبُ بِهَا. مِنْ ذَهَبٍ نَقِيٍّ تَصْنَعُهَا».

ص ٣٧: ١٦ وعدد ٤: ٧ ص ٢٩: ٤٠ و٤١

صُحُونَهَا الخ المرجّح أن صحون مائدة الوجوه كانت قصاعاً كبيرة يضعون فيها الأرغفة أو الكعك الذي كان يؤتى به إلى المائدة. وكان مثل هذه القصاع عند المصريين. وكان بعض الصحاف آنية البخور. ويُشاهد مثل هذا على مائدة قوس نصر تيطس في رومية وكانت الكاسات والجامات للشراب الذي لا بد منه مع الطعام المقدم.

٣٠ «وَتَجْعَلُ عَلَى ٱلْمَائِدَةِ خُبْزَ ٱلْوُجُوهِ أَمَامِي دَائِماً».

لاويين ٢٤: ٥ إلى ٩ و٢أيام ١٣: ١١

أَمَامِي دَائِماً إذا شئت أن تعرف أمور مائدة الوجوه بالتفصيل (فانظر لاويين ٢٤: ٥ – ٩). وقد ذُكرت علة وضع خبز الوجوه أمام الله دائماً في تفسير (ع ٢٣) فارجع إليه.

المنارة الذهبية ع ٣١ إلى ٣٩

كانت المنارة الذهبية كمائدة خبز الوجوه في كون مثالها على قوس نصر تيطس وقد نُسخ رسمها بإرشاد ريلند سنة ١٧١٠. وكانت مركبة من ساق مستقيمة عمودية على القاعدة ولها ستة شُعب أو فروع على كل من جانبيها ثلاثة كلها في سطح واحد وارتفاع واحد. وكانت النساق والشُعب مزينة بأمثال زهر اللوز وعجر كهيئة الرمان وأمثال أزهار الزنبق مكررة كأنها بيت لها. والزينة التي في أعلاها زهرة زنبق تحمل سراجاً كروياً. ولم تكن هذه الصورة معروفة لكنها كذا كانت على قوس نصر تيطس. وصانعها أحد الرومانيين فالظاهر أنه زاد عليها ما لم يكن في الأصل. والغرض الخاص من تلك المنارة الإضاءة ليلاً. وكان يرفع سرجها الحبر الأعظم (ص ٣٠: ٨). وكانت تضيء من المساء إلى الصباح (ص ١٧: ٢١).

وكان ضوء المسكن كافياً في النهار يدخل إليه من الباب وكان على ذلك الباب سجف يُزاح قليلاً لدخول الضوء.

٣١ «وَتَصْنَعُ مَنَارَةً مِنْ ذَهَبٍ نَقِيٍّ. عَمَلَ ٱلْخِرَاطَةِ تُصْنَعُ ٱلْمَنَارَةُ، قَاعِدَتُهَا وَسَاقُهَا. تَكُونُ كَأْسَاتُهَا وَعُجَرُهَا وَأَزْهَارُهَا مِنْهَا».

ص ٣٧: ١٧ و١ملوك ٧: ٤٩ وزكريا ٤: ٢ وعبرانيين ٩: ٢ ورؤيا ١: ١٢ و٤: ٥

عَمَلَ ٱلْخِرَاطَةِ كالكروبيم (انظر تفسير ع ١٨).

كَأْسَاتُهَا وَعُجَرُهَا وَأَزْهَارُهَا الخ كانت الكؤوس كزهر اللوز (ع ٣٣). و(معنى العجرة في الأصل العقدة في الخشبة والخيط ونحوهما ومعناها هنا حجم ناتئ كهيئة الرمانة) وكانت كلها قطعة واحدة.

٣٢ «وَسِتُّ شُعَبٍ خَارِجَةٌ مِنْ جَانِبَيْهَا. مِنْ جَانِبِهَا ٱلْوَاحِدِ ثَلاَثُ شُعَبِ مَنَارَةٍ. وَمِنْ جَانِبِهَا ٱلثَّانِي ثَلاَثُ شُعَبِ مَنَارَةٍ».

(انظر مقدمة الفصل قبل ع ٣١).

٣٣ «فِي ٱلشُّعْبَةِ ٱلْوَاحِدَةِ ثَلاَثُ كَأْسَاتٍ لَوْزِيَّةٍ بِعُجْرَةٍ وَزَهْرٍ. وَفِي ٱلشُّعْبَةِ ٱلثَّانِيَةِ ثَلاَثُ كَأْسَاتٍ لَوْزِيَّةٍ بِعُجْرَةٍ وَزَهْرٍ. وَهٰكَذَا إِلَى ٱلسِّتِّ ٱلشُّعَبِ ٱلْخَارِجَةِ مِنَ ٱلْمَنَارَةِ».

ثَلاَثُ كَأْسَاتٍ لَوْزِيَّةٍ أي على هيئة زهر اللوز.

وَهٰكَذَا إِلَى ٱلسِّتِّ الخ أي كانت الزينة متماثلة في كل من الشُّعب.

٣٤ – ٣٦ «٣٤ وَفِي ٱلْمَنَارَةِ أَرْبَعُ كَأْسَاتٍ لَوْزِيَّةٍ بِعُجَرِهَا وَأَزْهَارِهَا. ٣٥ وَتَحْتَ ٱلشُّعْبَتَيْنِ مِنْهَا عُجْرَةٌ، وَتَحْتَ ٱلشُّعْبَتَيْنِ مِنْهَا عُجْرَةٌ، وَتَحْتَ ٱلشُّعْبَتَيْنِ مِنْهَا عُجْرَةٌ إِلَى ٱلسِّتِّ ٱلشُّعَبِ ٱلْخَارِجَةِ مِنَ ٱلْمَنَارَةِ. ٣٦ تَكُونُ عُجَرُهَا وَشُعَبُهَا مِنْهَا. جَمِيعُهَا خِرَاطَةٌ وَاحِدَةٌ مِنْ ذَهَبٍ نَقِيٍّ».

فِي ٱلْمَنَارَةِ الخ يُراد بالمنارة هنا ساقها لأنها بمنزلة البدن وشُعبها بمنزلة الأطراف وكرر النظام الثلاثي هنا.

٣٧ «وَتَصْنَعُ سُرُجَهَا سَبْعَةً. فَتُصْعَدُ سُرُجُهَا لِتُضِيءَ إِلَى مُقَابِلِهَا».

ص ٢٧: ٢٠ و٢١ و٣٠: ٨ ولاويين ٢٤: ٢ و٣ و٤ و٢أيام ١٣: ٢٢ عدد ٨: ٢

تَصْنَعُ سُرُجَهَا سَبْعَةً لأنه على رأس الساق واحد وعلى كل من الشُّعب الست واحد. وصورة هذه السُّرج على منارة قوس نصر تيطس أمثال أنصاف الكُرات.

فَتُصْعَدُ سُرُجُهَا (انظر تفسير ع ٣١ – ٣٩ وقابل به ص ٢٧: ٣١ و٣٠: ٨ ولاويين ٢٤: ٣).

٣٨ «وَمَلاَقِطُهَا وَمَنَافِضُهَا مِنْ ذَهَبٍ نَقِيٍّ».

مَلاَقِطُهَا وَمَنَافِضُهَا كانت الملاقط كالمقصات تقص بها رؤوس الفتائل والمنافض لتلقي القصاصة.

٣٩ «مِنْ وَزْنَةِ ذَهَبٍ نَقِيٍّ تُصْنَعُ مَعَ جَمِيعِ هٰذِهِ ٱلأَوَانِي».

وَزْنَةِ ذَهَبٍ اختلف العلماء في قيمة وزنة الذهب العبرانية ولم يجعلها أحد منهم أقل من أربعة آلاف ليرة إنكليزية على أن بعضهم جعلها ١٠٠٠٠ ليرة أو ١١٠٠٠ ليرة.

٤٠ «وَٱنْظُرْ فَٱصْنَعْهَا عَلَى مِثَالِهَا ٱلَّذِي أُظْهِرَ لَكَ فِي ٱلْجَبَلِ».

ع ٩ وص ٢٦: ٣ وعدد ٨: ٤ و١أيام ٢٨: ١١ و١٩ وأعمال ٧: ٤٤ وعبرانيين ٨: ٥

عَلَى مِثَالِهَا (قابل بهذا ع ٩).

زر الذهاب إلى الأعلى