سفر الخروج | 23 | السنن القويم
السنن القويم في تفسير أسفار العهد القديم
شرح سفر الخروج
للقس . وليم مارش
اَلأَصْحَاحُ ٱلثَّالِثُ وَٱلْعِشْرُونَ
في هذا الأصحاح من (ع ١ – ع ٩) شرائع مختلفة. ومن (ع ١٠ – ع ١٩) شرائع تتعلق بما ذُكر من الوصايا العشر توكيداً وتقريراً مع شيء من التفصيل وفيها المنع من القساوة. والخلاصة أنها تكملة كتاب العهد (انظر تفسير ص ٢٠: ٢٢ – ٢٦).
١ «لاَ تَقْبَلْ خَبَراً كَاذِباً. وَلاَ تَضَعْ يَدَكَ مَعَ ٱلْمُنَافِقِ لِتَكُونَ شَاهِدَ ظُلْمٍ».
لاويين ١٩: ١٦ ومزمور ١٥: ٣ و١٠١: ٥ وأمثال ١٠: ١٨ ص ٢٠: ١٦ وتثنية ١٩: ١٦ ومزمور ٣٥: ١١ وأمثال ١٩: ٥ و٩
لاَ تَقْبَلْ خَبَراً كَاذِباً الخ أي لا تصدق الخبر الكاذب لتبني عليه أحكامك فالبناء على الباطل باطل. ولا يخفى ما في تصديق الشهادة الكاذبة من الضرر فقبول الخبر الكاذب ضلال وإضرار. وهذا من متضمنات الوصية التاسعة.
٢ «لاَ تَتْبَعِ ٱلْكَثِيرِينَ إِلَى فِعْلِ ٱلشَّرِّ، وَلاَ تُجِبْ فِي دَعْوَى مَائِلاً وَرَاءَ ٱلْكَثِيرِينَ لِلتَّحْرِيفِ».
تكوين ١٩: ٤ و٧ وص ٣٢: ١ و٢ وأيوب ٣١: ٣٤ وأمثال ١: ١٠ و١١ و١٥ و٤: ١٤ ومرقس ١٥: ١٥ ولوقا ٢٣: ٢٣ وأعمال ٢٤: ٢٧ لاويين ١٩: ١٥ وتثنية ١: ١٧
وَرَاءَ ٱلْكَثِيرِينَ لِلتَّحْرِيفِ الخ هذا دليل واضح أن الحق لا يكون مع الكثرة أبداً فقد يضل الأكثر ويبقى الأقل على الهدى. والكتاب صرّح بهذا في عدة أماكن. فيجب أن نتبع الحق ولا نخف من ضرر الجمهور إذا كان على الباطل. فإن أيوب افتخر بأنه لم يخف «جمهوراً غفيراً» (أيوب ٣١: ٣٤). وقال داود «لاَ أَخَافُ مِنْ رَبَوَاتِ ٱلشُّعُوبِ ٱلْمُصْطَفِّينَ عَلَيَّ مِنْ حَوْلِي» (مزمور ٣: ٦). وما فتئ الجمهور معادياً للأنبياء. قال ربنا يسوع المسيح «اُدْخُلُوا مِنَ ٱلْبَابِ ٱلضَّيِّقِ، لأَنَّهُ وَاسِعٌ ٱلْبَابُ وَرَحْبٌ ٱلطَّرِيقُ ٱلَّذِي يُؤَدِّي إِلَى ٱلْهَلاَكِ، وَكَثِيرُونَ هُمُ ٱلَّذِينَ يَدْخُلُونَ مِنْهُ! مَا أَضْيَقَ ٱلْبَابَ وَأَكْرَبَ ٱلطَّرِيقَ ٱلَّذِي يُؤَدِّي إِلَى ٱلْحَيَاةِ، وَقَلِيلُونَ هُمُ ٱلَّذِينَ يَجِدُونَهُ!» (متّى ٧: ١٣ و١٤). فإذا سلكنا مع الرب غلب أن نكون مع القليلين.
٣ «وَلاَ تُحَابِ مَعَ ٱلْمِسْكِينِ فِي دَعْوَاهُ».
لاَ تُحَابِ الخ يجب علينا أن لا نحرّف القضاء إكراماً للغني ولا شفقة على الفقير بل يجب أن نتبع العدل والتسوية في الحقوق (قابل هذا بما في لاويين ١٩: ١٥).
٤ «إِذَا صَادَفْتَ ثَوْرَ عَدُوِّكَ أَوْ حِمَارَهُ شَارِداً تَرُدُّهُ إِلَيْهِ».
تثنية ٢٢: ١ ومتّى ٥: ٤٤
ثَوْرَ عَدُوِّكَ وجوب مسك الحيوان الضائع ورده إلى صاحبه ذكر في (تثنية ٢٢: ١ – ٣). وقد أوجب الكتاب ذلك ولو كان المفقود للعدو. وهذا خلاف ما كان عند الوثنيين. ولنا في هذه الآية ما هو مقدمة للدين المسيحي الذي زاد على ذلك الأمر بمحبة الأعداء والإحسان إليهم.
٥ «إِذَا رَأَيْتَ حِمَارَ مُبْغِضِكَ وَاقِعاً تَحْتَ حِمْلِهِ وَعَدَلْتَ عَنْ حَلِّهِ فَلاَ بُدَّ أَنْ تَحُلَّ مَعَهُ».
تثنية ٢٢: ١ و٤
حِمَارَ مُبْغِضِكَ المعنى ظاهر. وهو أنه يجب على الإنسان إذا رأى حمار مبغضه قد وقع تحت حمله أن يساعده على إقامته. فعليه حينئذ أمران واجبان (١) لعدوّهِ (٢) للبهيمة.
٦ «لاَ تُحَرِّفْ حَقَّ فَقِيرِكَ فِي دَعْوَاهُ».
تثنية ٢٧: ١٩ وجامعة ٥: ٨ وإشعياء ١٠: ١ و٢ وإرميا ٥: ٢٨ وعاموس ٥: ١٢
لاَ تُحَرِّفْ الخ أي لا تتخذ فقره وضعفه وسيلة إلى تضييع حقه (انظر تثنية ٢٤: ١٧ و٢٧: ١٩ وإرميا ٥: ٢٨ الخ).
٧ «اِبْتَعِدْ عَنْ كَلاَمِ ٱلْكَذِبِ، وَلاَ تَقْتُلِ ٱلْبَرِيءَ وَٱلْبَارَّ، لأَنِّي لاَ أُبَرِّرُ ٱلْمُذْنِبَ».
لاويين ١٩: ١١ ولوقا ٣: ١٤ وأفسس ٤: ٢٥ تثنية ٢٧: ٢٥ وأمثال ١٧: ١٥ وإرميا ٧: ٦ ومتّى ٢٧: ٤ ص ٣٤: ٧ ورومية ١: ١٨
اِبْتَعِدْ عَنْ كَلاَمِ ٱلْكَذِبِ الظاهر من سياق الكلام إن المقصود هنا الشكوى الكاذبة فإنه ربما نشأ عنها قتل البريء. وذلك من أفظع الآثام (على أن الكلام عام يحظر علينا كل كذب).
٨ «وَلاَ تَأْخُذْ رَشْوَةً، لأَنَّ ٱلرَّشْوَةَ تُعْمِي ٱلْمُبْصِرِينَ وَتُعَوِّجُ كَلاَمَ ٱلأَبْرَارِ».
تثنية ١٦: ١٩ و١صموئيل ٨: ٣ و١٢: ٣ وأمثال ١٧: ٢٣ و٢٩: ٤ وإشعياء ١: ٢٣ وحزقيال ٢٢: ١٢ وأعمال ٢٤: ٢٦
لاَ تَأْخُذْ رَشْوَةً أي لا تقبل برطيلاً (لأن الرشوة تعمي أبصار الحكام). وقد فرض كل أهل العدل من أرباب القضاء العقاب عليها. وكان شأنها كذلك بين قدماء الأمم على ما أفاد هيرودوتس المؤرخ اليوناني. وقال يوسيفوس المؤرخ العبراني أن اليهود كانوا يقتلون القضاة المرتشين. والظاهر من الكتاب أن الرشوة كانت كثيرة بينهم (انظر ١صموئيل ٨: ٣ ومزمور ٢٦: ١٠ وأمثال ١٧: ٢٣ وإشعياء ١: ٢٣ و٥: ٢٣ وميخا ٣: ٩ – ١١ الخ). وكان إفساد القضاء بالرشوة من الشرور التي بها غضب الله على شعبه وسمح بسبيه إلى بابل وبها سلط عليه الرومانيين بعد ذلك.
٩ «وَلاَ تُضَايِقِ ٱلْغَرِيبَ فَإِنَّكُمْ عَارِفُونَ نَفْسَ ٱلْغَرِيبِ، لأَنَّكُمْ كُنْتُمْ غُرَبَاءَ فِي أَرْضِ مِصْرَ».
ص ٢٢: ٢١ وتثنية ٢٤: ١٧ و٢٧: ١٩ وملاخي ٣: ٥
لاَ تُضَايِقِ ٱلْغَرِيبَ (انظر تفسير ص ٢٢: ٢١). وتكرار النهي عن ذلك في هذا السفر يدل على مضايقة الغرباء والإساءة إليهم وميل الحكام إلى ظلمهم.
شريعة الرسوم
١٠، ١١ «١٠ وَسِتَّ سِنِينَ تَزْرَعُ أَرْضَكَ وَتَجْمَعُ غَلَّتَهَا، ١١ وَأَمَّا فِي ٱلسَّابِعَةِ فَتُرِيحُهَا وَتَتْرُكُهَا لِيَأْكُلَ فُقَرَاءُ شَعْبِكَ. وَفَضْلَتُهُمْ تَأْكُلُهَا وُحُوشُ ٱلْبَرِّيَّةِ. كَذٰلِكَ تَفْعَلُ بِكَرْمِكَ وَزَيْتُونِكَ».
لاويين ٢٥: ٣ و٤
سِتَّ سِنِينَ… وَأَمَّا فِي ٱلسَّابِعَةِ كانت السنة السبتية أو شريعتها غير معروفة إلا عند العبرانيين. ومن العجيب أن كل قاض كان يحثهم على مراعاة هذه السنة مع أنها علة خسران سُبع غلالهم. وكان المنهي عنه زرع الأرض لا حرثها وتنقيتها من الأعشاب والشوك والحجارة. وكان الفقراء ينتفعون بغلالها في تلك السنة. على أننا نرى اليهود لم يراعوا تلك الشريعة دائماً فكانوا يهملونها أحياناً فأهملوها منذ الخروج إلى السبي سبعين مرة (٢أيام ٣٦: ٢١) لكنهم بعد السبي حفظوها حفظاً قياسياً. ورأى كبار المؤرخين القدماء أن اليهود راعوها في عصورهم كما قُرر في تاريخ تاسيتوس. ويوليوس قيصر سمح بها وأعفى اليهود من تأدية الأتاوة في كل سنة سابعة على ما أفاد يوسيفوس في تاريخ اليهود القديم. ولكن الغرض من هذه الشريعة ثلاثة أمور:
- امتحان الطاعة.
- نفع الفقراء والمحتاجين بغلال الأرض لأن غلالها كانت لهم في كل سنة سابعة (انظر آخر الآية ١١).
- تطويل زمن التفرّغ للقرب من الله وعبادته ومراعاة الفروض الدينية مرة في كل سنة سابعة (انظر تثنية ٣١: ١٠ – ١٣).
لِيَأْكُلَ فُقَرَاءُ شَعْبِكَ بُسط ما يتعلق بهذا في (لاويين ٢٥: ١ – ٧). إنه لم يكن لرب الأرض في السنة السابعة نصيب من حاصلاتها أكثر مما سواه. فلم يكن قسمه منها أعظم من قسم الأجير والغريب بل البهيمة التي ترعى فيها فإنه كان للبهائم أن ترعى ما شاءت تلك الأرض.
بِكَرْمِكَ وَزَيْتُونِكَ غلة هذين كثيرة فكان للفقراء مساعدة عظيمة. وكانت الأعناب وأشجار الزيتون كثيرة في فلسطين (تثنية ٧: ٨ و٢ملوك ١٨: ٣٢ الخ). فكان للفقراء أن يحصلوا على كثير من الزيت والخمر.
١٢ «سِتَّةَ أَيَّامٍ تَعْمَلُ عَمَلَكَ. وَأَمَّا ٱلْيَوْمُ ٱلسَّابِعُ فَفِيهِ تَسْتَرِيحُ لِيَسْتَرِيحَ ثَوْرُكَ وَحِمَارُكَ، وَيَتَنَفَّسَ ٱبْنُ أَمَتِكَ وَٱلْغَرِيبُ».
ص ٢٠: ٩ وتثنية ٥: ١٣ ولوقا ١٣: ١٤
كرر هنا الوصية بالسبت الأسبوعي لذكر السبت السنوي ليُظهر العلاقة بينهما وإنهما جزءا نظام واحد. وهو أساس سنة اليوبيل (لاويين ٢٥: ٨ – ١٣). وليس في هذا زيادة على ما ذُكر في الوصية الرابعة من وصايا اللوحين سوى توسيع دائرة الرحمة في اليوم السابع من إراحة البهيمة والأجير والعبد والغريب.
١٣ «وَكُلُّ مَا قُلْتُ لَكُمُ ٱحْتَفِظُوا بِهِ. وَلاَ تَذْكُرُوا ٱسْمَ آلِهَةٍ أُخْرَى، وَلاَ يُسْمَعْ مِنْ فَمِكَ».
تثنية ٤: ٩ ويشوع ٢٢: ٥ ومزمور ٣٩: ١ وأفسس ٥: ١٥ عدد ٣٢: ٣٨ وتثنية ١٢: ٣ ويشوع ٢٣: ٧ ومزمور ١٦: ٤
ٱحْتَفِظُوا بِهِ أي احرصوا عليه واحذروا تعدّيه.
لاَ تَذْكُرُوا ٱسْمَ آلِهَةٍ أُخْرَى فهم مفسرو اليهود من هذا المنع عن الإقسام بالآلهة الغريبة وهذا ما فهمه مترجم الفلغاتا لكن النص أعمّ من ذلك. وعدم ذكر آلهة الأمم لاحتقارها. وكان ذكرها محظوراً إلا عند التحذير منها أو اقتضاء التاريخ إياه. وموسى نفسه ذكر البعل (عدد ٢٢: ٤١) وبعل فغور (عدد ٢٥: ٣ و٥) وكموش (عدد ٢١: ٢٩) ومولوك (لاويين ٢٠: ٢ – ٥ و٢٣: ٢١).
١٤ «ثَلاَثَ مَرَّاتٍ تُعَيِّدُ لِي فِي ٱلسَّنَةِ».
ص ٣٤: ٢٣ ولاويين ٢٣: ٤ وتثنية ١٦: ١٦
من هذه الآية إلى الآية السابعة عشرة كلام في العيد العظيم عيد الفصح الذي وُضع على أثر خروجهم من مصر (ص ١٢: ٣ – ٢٠ و١٣: ٣ – ١٠). وقصد المشترع الإلهي هنا زيادة عيدين فوق عيد الفصح وجعل الثلاثة متساوية في الوجوب. فلنا أن نقول أنه حينئذ وضع كل من عيد الحصاد وعيد الجمع. وكان لكل أمة من الأمم منذ أقدم العصور أعياد دينية. ولا وقت مناسب لذلك أكثر من الذي يكون على أثر الفراغ من الحصاد. وجُعلت هذه الأعياد الثلاثة أجزاء جوهرية من الشريعة الموسوية. ودامت هذه الأعياد وذُيلت بعيدين. وحُفظت مدة بقاء اليهود أمة مستقلة. وكان لغير العبرانيين من الأمم أعياد كثيرة فأفادنا هيرودوتس أنه كان للمصريين ستة أعياد عظيمة. وأما اليونان والرومانيون فلم يخل شهر من عيد ديني لهم. فأثر ذلك عندهم تأثيراً عظيماً من جهة الدين والسياسة وتقوت بها وحدتهم. فإن كل قبائلهم كانت تجتمع بها في مركز واحد. فكما كانت لليونان الأعياد الثلاثة العظيمة وهي العيد الأسثمي والعيد الأولمبي والعيد اليثيني كانت للإسرائيليين الأعياد الثلاثة عيد الفصح وعيد الحصاد وعيد الجمع. فإن اليونان كانوا يمارسون في أعيادهم الثلاثة عبادة آلهتهم وتجديد ربط الوحدة وأن الإسرائيليين كانوا يجتمعون في أعيادهم الثلاثة لعبادة الإله الحق ولتقوية مواثيق الوحدة مع أنهم كانوا أسباطاً متميزة.
١٥ «تَحْفَظُ عِيدَ ٱلْفَطِيرِ. تَأْكُلُ فَطِيراً سَبْعَةَ أَيَّامٍ كَمَا أَمَرْتُكَ فِي وَقْتِ شَهْرِ أَبِيبَ، لأَنَّهُ فِيهِ خَرَجْتَ مِنْ مِصْرَ. وَلاَ يَظْهَرُوا أَمَامِي فَارِغِينَ».
ص ١٢: ١٥ و١٣: ٦ و٣٤: ١٨ ولاويين ٢٣: ٦ وتثنية ١٦: ٨ ص ٣٤: ٢٠ وتثنية ١٦: ١٦ و١٧
عِيدَ ٱلْفَطِيرِ (انظر تفسير ص ١٢: ١٥ – ٢٠).
وَقْتِ شَهْرِ أَبِيبَ من اليوم الرابع عشر من أبيب أو نيسان إلى اليوم الحادي والعشرين منه (انظر ص ١٢: ١٨ و١٣: ٤ – ٧).
وَلاَ يَظْهَرُوا أَمَامِي فَارِغِينَ لأن تلك الأعياد كانت لتأدية الأمة الشكر لله على ما نالوه من المراحم والآيات الطبيعية والسماوية كالحصاد وخروجهم من مصر واجتيازهم البحر الأحمر وجمعهم الأثمار والحبوب وحصولهم على كثير من النعم في البرية. فكان ذلك الوقت وقت الوفرة والرغد فلم يحسن أن يأتوا إلى ربهم فارغين ولا أن يكتفوا بتقديم ثمر شفاههم بدون أثمار ما تمتعوا به من حسناته اعترافاً بجوده ورحمته. وكانت فريضة التقدمة هنا في العيد الأول ثم عمت الأعياد الثلاثة (تثنية ١٦: ١٦).
١٦ «وَعِيدَ ٱلْحَصَادِ أَبْكَارِ غَلاَّتِكَ ٱلَّتِي تَزْرَعُ فِي ٱلْحَقْلِ. وَعِيدَ ٱلْجَمْعِ فِي نِهَايَةِ ٱلسَّنَةِ عِنْدَمَا تَجْمَعُ غَلاَّتِكَ مِنَ ٱلْحَقْلِ».
ص ٣٤: ٢٢ ولاويين ٢٣: ١٠ تثنية ١٦: ١٣
عِيدَ ٱلْحَصَادِ كان يوم عيد الحصاد اليوم الخمسين بعد عيد الفصح وكان يُبتدأ فيه بتقديم رغيفين من طحين الحنطة الجديدة وأما بقية التقدمات ففي سفر اللاويين (لاويين ٢٣: ١٨ – ٢٠). وكان هذا العيد يوماً واحداً وهو اليوم الخمسون ثم صار بعد ذلك يومين.
عِيدَ ٱلْجَمْعِ وسُمي في غير هذا الموضع عيد المظال (٢٣: ٣٤ وتثنية ١٦: ١٣ و١٦ و٢أيام ٨: ١٣ وعزرا ٣: ٤ وزكريا ١٤: ١٦ – ١٩ الخ). وكانت مدة هذا العيد أسبوعاً كعيد الفطير. وكانت نهاية هذا الأسبوع الحادي والعشرين من تسري أن تشرين الأول. وكان في هذا الوقت الفراغ من قطف العنب وجني الزيتون فكانوا يشكرون الله فيه على وفرة إحسانه في السنة كلها. وكان العيد تذكاراً لغربتهم في البرية ونزولهم فيها بالخيام المصنوعة من الأشجار والأغصان (انظر لاويين ٢٣: ٤٠ ونحميا ٨: ١٤ – ١٧).
١٧ «ثَلاَثَ مَرَّاتٍ فِي ٱلسَّنَةِ يَظْهَرُ جَمِيعُ ذُكُورِكَ أَمَامَ ٱلسَّيِّدِ ٱلرَّبِّ».
ثَلاَثَ مَرَّاتٍ فِي ٱلسَّنَةِ يظهر من مقابلة هذه الآية بالآية الرابعة عشرة إن الأعياد الثلاثة أُوجب فيها حضور كل الذكور أمام الرب ولكن ينبغي أن نفهم هنا أن المقصود بالذكور الرجال البالغون الأصحاء دون الصبيان والمرضى.
١٨ «لاَ تَذْبَحْ عَلَى خَمِيرٍ دَمَ ذَبِيحَتِي. وَلاَ يَبِتْ شَحْمُ عِيدِي إِلَى ٱلْغَدِ».
ص ٣٤: ٢٥ ولاويين ٢: ١١ وتثنية ١٦: ٤
لاَ تَذْبَحْ عَلَى خَمِيرٍ دَمَ ذَبِيحَتِي أي لا تسفك دم ذبيحتي على خمير. رأى بعضهم أن هذا النهي مما أُوجب عليهم في كل ذبيحة لكن أكثر المفسرين على أنه خاص بذبيحة الفصح لأنها هي أول الذبائح التي أمر الله بها. والذي نعهده من اليهود أنهم لا يمتنعون عن الخمير إلا في عيد الفصح. وقد ذكر الكتاب ما يوضح أن الخمير لم يكن ممنوعاً في عيد الخمسين (لاويين ٢٣: ١٧).
شَحْمُ عِيدِي أي شحم ذبيحته فإن شحم الحملان التي كانت تُذبح في الفصح كان يُحرق على المذبح مع البخور في مساء يوم الذبح وكان الخروف يؤكل قبل الصباح.
١٩ «أَوَّلَ أَبْكَارِ أَرْضِكَ تُحْضِرُهُ إِلَى بَيْتِ ٱلرَّبِّ إِلٰهِكَ. لاَ تَطْبُخْ جَدْياً بِلَبَنِ أُمِّهِ».
ص ٢٢: ٢٩ و٣٤: ٢٦ ولاويين ٢٣: ١٠ و١٧ وعدد ١٨: ١٢ وتثنية ٢٦: ١٠ ونحميا ١٠: ٣٥ ص ٣٤: ٢٦ وتثنية ١٤: ٢١
أَوَّلَ أَبْكَارِ أَرْضِكَ أي أول غلالك من الأرض. وكان ذلك لأن الإنسان من طبعه أنه يميل إلى التأخير فأوجب الله أن يقدم العبراني أول ما يجمعه من غلته (ص ٢٣: ٢٩).
بَيْتِ ٱلرَّبِّ (قابل هذا بما في تثنية ٢٢: ١٨) كان موسى يُعرّف المكان الذي يختاره الرب ليضع فيه اسمه بأنه بيته أو هيكله.
لاَ تَطْبُخْ جَدْياً بِلَبَنِ أُمِّهِ قال بعضهم إن الله نهاهم هنا عن خرافة كانت عند الأمم كانوا يأتونها في آخر الحصاد. وهي أنهم كانوا يطبخون الجدي بلبن أمه ويرشون الحقول والبساتين باللبن الذي طبخ به بغية الخصب في السنة الآتية. والصحيح وهو الذي يُفهم من الكتاب المقدس أنه نهى عن ذلك لما فيه من شدة القساوة بدليل أنه منع عنه مع المنع عن الأطعمة النجسة فهو مما يُطبخ للأكل لا للسحر الخرافي (انظر تثنية ١٩: ٢١).
كتاب العهد ينتهي بسلسلة من المواعيد وبأن الله يثيب الذين يطلبونه باجتهاد. واختار أن يجازي الناس بمقتضى أعمالهم ويبين لهم حقيقة الجزاء لأنه يعلم ما صنعوا وما المؤثرات التي تؤثر فيهم. ومن أقوى تلك المؤثرات الرغبة في ما للنفس أو الذات وحب النفع الذاتي. وأبان للإسرائيليين أنهم إذا حفظوا عهده حصلوا على البركات الآتية:
- إن ملاكه يقودهم ويحميهم إلى أن يبلغوا أرض كنعان.
- إن الله يساعدهم على محاربيهم الذين سيسوقهم شيئاً فشيئاً من أمامهم.
- إنه يهب لهم كل أرض كنعان بين البحر الأحمر والبحر المتوسط من الجهة الواحدة وبين البرية والفرات من الجهة الأخرى.
- إنه يبارك مواشيهم وقطعانهم فلا تعقم ولا تطرح.
- إنه يبارك أنفسهم فيوقون من الأمراض وتطول أعمارهم وإنهم على قدر طاعتهم لله ينمون ويثمرون.
٢٠ «هَا أَنَا مُرْسِلٌ مَلاَكاً أَمَامَ وَجْهِكَ لِيَحْفَظَكَ فِي ٱلطَّرِيقِ وَلِيَجِيءَ بِكَ إِلَى ٱلْمَكَانِ ٱلَّذِي أَعْدَدْتُهُ».
ص ١٤: ١٩ و٣٢: ٣٤ و٣٣: ٢ وعدد ٢٠: ١٦ ويشوع ٥: ١٣ وإشعياء ٦٣: ٩
أَنَا مُرْسِلٌ مَلاَكاً أَمَامَ وَجْهِكَ رأى كاليش أن المقصود بالملاك الرسول وأنه هو موسى. ورأى غيره أنه بعض الجيوش السماوية. ورأى أكثر المفسرين أنه «ملاك العهد» الذي هو الأقنوم الثاني من الثالوث الأقدس الابن الأزلي كلمة الله فإنه تعالى حين وبّخهم على اتخاذهم العجل الذهبي قال «فإني لا أصعد معك» (ص ٣٣: ٣).
٢١ «اِحْتَرِزْ مِنْهُ وَٱسْمَعْ لِصَوْتِهِ وَلاَ تَتَمَرَّدْ عَلَيْهِ، لأَنَّهُ لاَ يَصْفَحُ عَنْ ذُنُوبِكُمْ، لأَنَّ ٱسْمِي فِيهِ».
عدد ١٤: ١١ ومزمور ٧٨: ٤٠ و٥٦ وعبرانيين ٣: ١٦ ص ٣٢: ٣٤ وعدد ١٤: ٣٥ وتثنية ١٨: ١٩ ويشوع ٢٤: ١٩ وإرميا ٦: ٨ وعبرانيين ٣: ١١ إشعياء ٨: ٦ وإرميا ٢٣: ٦ ويوحنا ١٠: ٣٠ و٣٨
ٱسْمِي فِيهِ الضمير راجع إلى الملاك والله واسمه مترادفان ولم يقل قط أنه يضع اسمه في الإنسان فالملاك المذكور هو الله الابن.
٢٢ «وَلٰكِنْ إِنْ سَمِعْتَ لِصَوْتِهِ وَفَعَلْتَ كُلَّ مَا أَتَكَلَّمُ بِهِ، أُعَادِي أَعْدَاءَكَ وَأُضَايِقُ مُضَايِقِيكَ».
تكوين ١٢: ٣ وتثنية ٣٠: ٧ وإرميا ٣٠: ٢٠
أُعَادِي أَعْدَاءَكَ أي أحبك وأنصرك على مبغضيك.
٢٣ «فَإِنَّ مَلاَكِي يَسِيرُ أَمَامَكَ وَيَجِيءُ بِكَ إِلَى ٱلأَمُورِيِّينَ وَٱلْحِثِّيِّينَ وَٱلْفِرِزِّيِّينَ وَٱلْكَنْعَانِيِّينَ وَٱلْحِوِّيِّينَ وَٱلْيَبُوسِيِّينَ. فَأُبِيدُهُمْ».
ع ٢٠ وص ٣٣: ٢ يشوع ٢٤: ١١
فَأُبِيدُهُمْ أي أبطل أن يصيروا أمة لا أستأصلهم أو أفنيهم من الأرض فإنهم بقوا في أرض كنعان لكنهم اختلطوا باليهود أخيراً وصاروا منهم على الأرجح كاليابوسيين والحثيين ولم يبق منهم أمة ممتازة.
٢٤ «لاَ تَسْجُدْ لآلِهَتِهِمْ وَلاَ تَعْبُدْهَا وَلاَ تَعْمَلْ كَأَعْمَالِهِمْ، بَلْ تُبِيدُهُمْ وَتَكْسِرُ أَنْصَابَهُمْ».
ص ٢٠: ٥ لاويين ١٨: ٣ وتثنية ١٢: ٣١ ص ٣٤: ١٣ وعدد ٣٣: ٥٢ وتثنية ٧: ٥ و٢٥ و١٢: ٣
لاَ تَعْمَلْ كَأَعْمَالِهِمْ فإن الأمم الكنعانية لم تقتصر على أن تكون وثنية بل كانت فاسدة ديناً وأدباً وارتكبوا كل الآثام والرذائل المذكورة في (لاويين ١٨: ٦ – ٢٣) قل أن أُخذت أرضهم (لاويين ١٨: ٢٤ – ٣٠). ولا ريب أن الوثنية والرذيلة كانتا مقترنتين بين الوثنيين عموماً لكن رذائلهم وفسقهم كانت أقوى مخسراً لهم من وثنيتهم. وكان ذلك معظم علة خسران الأمم الكنعانية لأملاكها وأرضها. فكان من أول الضروريات تحذير الإسرائيليين من أعمالهم.
تَكْسِرُ أَنْصَابَهُمْ كان من عادة المنتصرين أن يحفظوا أصنام الذين انتصروا عليهم ذكراً للانتصار فنهى الله الإسرائيليين عن ذلك فإنهم كانوا مائلين على الوثنية فكان من الخطر أن يبقوا عندهم أصنام الكنعانيين ذكراً لانتصارهم عليهم (قابل بهذا ص ٣٩: ١٣ وتثنية ٧: ٥).
٢٥ «وَتَعْبُدُونَ ٱلرَّبَّ إِلٰهَكُمْ، فَيُبَارِكُ خُبْزَكَ وَمَاءَكَ وَأُزِيلُ ٱلْمَرَضَ مِنْ بَيْنِكُمْ».
تثنية ٦: ١٣ و١٠: ١٢ و٢٠ و١١: ١٣ ويشوع ٢٢: ٥ و٢٤: ١٤ و٢١: ٢٤ و١صموئيل ٧: ٣ و١٢: ٢٠ و٢٤ تثنية ٧: ١٣ و٢٨: ٥ و٨ ص ١٥: ٢٦ وتثنية ٧: ١٥
فَيُبَارِكُ خُبْزَكَ وَمَاءَكَ أي كل ما يغذيك من طعام وشراب لا الخبز والماء دون غيرهما. واختار التعبير بهما عن سائر الأطعمة والأشربة لأنهما قوام الحياة إذا لم يكن غيرهما متيسراً. ومعنى مباركة الله الأطعمة والأشربة جعله إياها نافعة لحفظ الصحة ومتوفرة ليسهل الحصول عليها.
أُزِيلُ ٱلْمَرَضَ مِنْ بَيْنِكُمْ يكاد نصف الأمراض التي تعتري الناس يكون ناشئاً عن الخطيئة. ويمكن النجاة منه بالسير على سنن تقوى الله واعتزال الآثام وملازمة العفاف. وكثيراً ما كان الطاعون وغيره من الأوبئة عقاب الله لمن يعصونه. والمعنى هنا أنه إذا سار إسرائيل كما يجب في سبيل الله نجا من كل الأمراض على طريق المعجزة (قابل هذا بما في تثنية ٧: ١٥).
٢٦ «لاَ تَكُونُ مُسْقِطَةٌ وَلاَ عَاقِرٌ فِي أَرْضِكَ. وَأُكَمِّلُ عَدَدَ أَيَّامِكَ».
تثنية ٧: ١٤ وأيوب ٢١: ١٠ تكوين ٣٥: ٢٩ و١أيام ١٣: ١٠ وأيوب ٥: ٢٦ ومزمور ٥٥: ٢٣
لاَ تَكُونُ مُسْقِطَةٌ وَلاَ عَاقِرٌ كان الإسقاط الكثير والعقر يُعدان في الأزمنة القديمة من آيات غضب الله. وكانوا يأتون رسوماً معينة دفعاً لهما فإذا رفُع ذلك بعد قليل كان عندهم آية على رضاه تعالى. فكان الوعد هنا من أعظم ما يبهجهم ويؤثر فيهم.
وَأُكَمِّلُ عَدَدَ أَيَّامِكَ قابل هذا بما في (ص ٢٠: ١٢). إن طول العمر محسوب في الكتاب المقدس من بركات الله (مزمور ٥٥: ٢٣ و٩٠: ١٠ وأيوب ٥: ٢٩ و٤٢: ١٦ و١٧ و١ملوك ٣: ١١ وإشعياء ٦٥: ٢٠ وأفسس ٦: ٣ الخ).
٢٧ «أُرْسِلُ هَيْبَتِي أَمَامَكَ وَأُزْعِجُ جَمِيعَ ٱلشُّعُوبِ ٱلَّذِينَ تَأْتِي عَلَيْهِمْ، وَأُعْطِيكَ جَمِيعَ أَعْدَائِكَ مُدْبِرِينَ».
ص ١٥: ١٤ و١٦ وتثنية ٢: ٢٥ و١١: ٢٥ ويشوع ٢: ٩ و١١ تثنية ٧: ٢٣
أُرْسِلُ هَيْبَتِي أَمَامَكَ الخ أي أجعل الرعب في قلوب أعدائك قبل أن تصل إليهم فيهربون منك.
٢٨ «وَأُرْسِلُ أَمَامَكَ ٱلزَّنَابِيرَ، فَتَطْرُدُ ٱلْحِوِّيِّينَ وَٱلْكَنْعَانِيِّينَ وَٱلْحِثِّيِّينَ مِنْ أَمَامِكَ».
تثنية ٧: ٢٠ ويشوع ٢٤: ١٢
أُرْسِلُ أَمَامَكَ ٱلزَّنَابِيرَ قابل بهذا (يشوع ٢٤: ١٢). لا ريب في أن الزنابير التي كان يرسلها كانت كثيرة مؤلمة حتى كان الذين تُرسل إليهم يتركون أرضهم ويهربون منها وأيّد ذلك أقوال المؤرخين. ولكن يحتمل أن يكون الزنابير هنا مجازاً ويُراد بها المصريون. وهم الذين في عصر رعمسيس الثالث قهروا الحثيين وغيرهم من أمم فلسطين وكان الإسرائيليون يسافرون في البرية. ولعله اختار استعارة الزنابير لهم لأن علامة الملك المصري في الهيرغليف صورة نحلة أو زنبور. وكاتب سفر الحكمة فهم بالزنابير الزنابير الحقيقية (حكمة ١٢: ٨ و٩).
٢٩، ٣٠ «٢٩ لاَ أَطْرُدُهُمْ مِنْ أَمَامِكَ فِي سَنَةٍ وَاحِدَةٍ، لِئَلاَّ تَصِيرَ ٱلأَرْضُ خَرِبَةً، فَتَكْثُرَ عَلَيْكَ وُحُوشُ ٱلْبَرِّيَّةِ. ٣٠ قَلِيلاً قَلِيلاً أَطْرُدُهُمْ مِنْ أَمَامِكَ إِلَى أَنْ تُثْمِرَ وَتَمْلِكَ ٱلأَرْضَ».
تثنية ٧: ٢٢
وُحُوشُ ٱلْبَرِّيَّةِ (قابل بهذا ٢ملوك ١٧: ٢٥ و٢٦).
قَلِيلاً قَلِيلاً فإنه لو طردهم دفعة واحدة لكثرت عليهم وحوش البرية ووقع عليهم ما وقع على الأشوريين بطردهم السامريين (٢ملوك ١٧: ٢٥ و٢٦).
٣١ «وَأَجْعَلُ تُخُومَكَ مِنْ بَحْرِ سُوفٍ إِلَى بَحْرِ فِلِسْطِينَ، وَمِنَ ٱلْبَرِّيَّةِ إِلَى ٱلنَّهْرِ. فَإِنِّي أَدْفَعُ إِلَى أَيْدِيكُمْ سُكَّانَ ٱلأَرْضِ، فَتَطْرُدُهُمْ مِنْ أَمَامِكَ».
تكوين ١٥: ١٨ وعدد ٣٤: ٣ وتثنية ١١: ٢٤ ويشوع ١: ٤ و١ملوك ٤: ٢١ و٢٤ ومزمور ٧٢: ٨ يشوع ٢١: ٤٤ وقضاة ١: ٤ و١١: ٢١
تُخُومَكَ الخ هذه نبوة بعيدة لم تتم إلا في عصر داود وسليمان. ولا ريب في أن معناها أن الإسرائيليين يملكون كل الأرض بين البرية (أي برية التيه) والفرات وهو المقصود بالنهر هنا وما بين البحر الأحمر والبحر المتوسط. وهذا كله ملكه سليمان كما يتبين من تاريخ الكتاب (١ملوك ٤: ٢١ و٢٤ و٢أيام ٩: ٢٦) وهذا تمام الوعد لإبراهيم (تكوين ١٥: ١٨).
٣٢ «لاَ تَقْطَعْ مَعَهُمْ وَلاَ مَعَ آلِهَتِهِمْ عَهْداً».
ص ٣٤: ١٢ و١٥ وتثنية ٧: ٢
لاَ تَقْطَعْ مَعَهُمْ الخ أي لا تجعل شروط السلام بينك وبينهم بأن تجعل لهم بعض الأرض وبعضها لنفسك. ومعنى العهد مع آلهتهم التسليم بأنها حقة فإن المتحالفين في ذلك الزمان كان يعترف كل منهم بآلهة الآخر كما تبين من التاريخ المصري القديم والمعاهدة بين رعمسيس الثاني والحثيين على ما بُين في التاريخ المعروف بتاريخ الماضي.
٣٣ «لاَ يَسْكُنُوا فِي أَرْضِكَ لِئَلاَّ يَجْعَلُوكَ تُخْطِئُ إِلَيَّ. إِذَا عَبَدْتَ آلِهَتَهُمْ فَإِنَّهُ يَكُونُ لَكَ فَخّاً».
ص ٣٤: ١٢ وتثنية ٧: ١٦ و١٢: ٣٠ ويشوع ٢٣: ١٣ وقضاة ٢: ٣ و١صموئيل ١٨: ٢١ ومزمور ١٠٦: ٣٦
لاَ يَسْكُنُوا فِي أَرْضِكَ كان لهم أن يبقوا باعتبار أنهم أفراد متهودون كما كان أوريا الحثي وأرونة اليابوسي. نعم إن الجبعونيين بقوا جماعة بين الإسرائيليين ولكنهم كانوا خدماً وعبيداً. فالذي مُنعوا منه أن يبقوا معهم حلفاء مستقلين في ملكهم ووثنيتهم فيظلوا فخاً ومعثرة لبني إسرائيل ويبقى إسرائيل عرضة لأن يُجذب إلى العبادة الوثنية كما عُرف من أمر الإسرائيليين في عصر القضاة الأولين (انظر قضاة ١: ٢٧ – ٣٦ و٢: ١١ – ١٣ و٣: ٥ – ٧).
فَإِنَّهُ أي سكنهم في أرضك.
فَخّاً أي كفخ تُصاد به البهيمة من حيث لا تدري فتقع في العبادة الوثنية بسكنهم معك كما تقع البهيمة في الفخ.
السابق |
التالي |