سفر الخروج

سفر الخروج | 16 | السنن القويم

السنن القويم في تفسير أسفار العهد القديم

شرح سفر الخروج

للقس . وليم مارش

اَلأَصْحَاحُ ٱلسَّادِسُ عَشَرَ

السفر من إيليم ونزول المنّ

١ «ثُمَّ ٱرْتَحَلُوا مِنْ إِيلِيمَ. وَأَتَى كُلُّ جَمَاعَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ إِلَى بَرِّيَّةِ سِينٍ (ٱلَّتِي بَيْنَ إِيلِيمَ وَسِينَاءَ) فِي ٱلْيَوْمِ ٱلْخَامِسَ عَشَرَ مِنَ ٱلشَّهْرِ ٱلثَّانِي بَعْدَ خُرُوجِهِمْ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ».

عدد ٣٣: ١٠ و١١ حزقيال ٣٠: ١٥

ٱرْتَحَلُوا مِنْ إِيلِيمَ المرجّح أنهم أقاموا بإيليم أياماً فإنهم بلغوا بريّة سين بعد شهر لخروجهم من مصر ولم ينزلوا في سوى خمس منازل بين بريّة سين ورعمسيس وكان أحد أسفارهم ثلاثة أيام في البريّة (ص ٥: ٢٢). فلا ريب في أنهم كانوا يستريحون أياماً في كل منزلة والمرجّح أنهم أقاموا كذلك بعين موسى ومارة وإيليم. وكان قوادهم في هذه المنازل وسائرهم متوزعين في الجهات كما ذُكر آنفاً.

أَتَى كُلُّ جَمَاعَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ إِلَى بَرِّيَّةِ سِينٍ لا يمكن أن يجتمع كل بني إسرائيل إلا في أرض واسعة. ومثل هذه الأرض ما تعرف اليوم بالمركاة (el markah) وطولها من الشمال إلى الجنوب عشرون ميلاً وعرضها في أكثر النصف الشمالي ما بين ثلاثة أميال أو أربعة أميال. وكان لا بد لبني إسرائيل في السفر إلى هذه الأرض من قطعهم وادي أسيات (Useit) أو وادي طيبة إلى التخم القريب من رأس «أبي زُنيمة» وأن يظلوا سالكين على ذلك التخم إلى أن يبلغوا بريّة سين. وقد ذكرت هذه الطريق في سفر العدد ففيه «ثُمَّ ٱرْتَحَلُوا مِنْ إِيلِيمَ وَنَزَلُوا عَلَى بَحْرِ سُوفَ. ثُمَّ ٱرْتَحَلُوا مِنْ بَحْرِ سُوفَ وَنَزَلُوا فِي بَرِّيَّةِ سِينٍ» (عدد ٣٣: ١٠ و١١).

٢ «فَتَذَمَّرَ كُلُّ جَمَاعَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى مُوسَى وَهَارُونَ فِي ٱلْبَرِّيَّةِ».

ص ١٥: ٢٤ ومزمور ١٠٦: ٢٥ و١كورنثوس ١٠: ١٠

فَتَذَمَّرَ كُلُّ جَمَاعَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ هذا تذمر ثالث الأول كان في فم الحيروث عند ظهور جيش فرعون (ص ١٤: ١١ و١٢). والثاني في مارة حيث لم يكن الماء صالحاً للشرب (ص ١٥: ٢٤). والثالث في برية سين. وكان زادهم الذي حملوه من مصر قرب من النفاد وكانوا قد سئموا من عيشهم في البرية وهم بين نزول وارتحال وجبنوا عما توقعوه من الحوادث في مستقبلهم.

٣ «وَقَالَ لَهُمَا بَنُو إِسْرَائِيلَ: لَيْتَنَا مُتْنَا بِيَدِ ٱلرَّبِّ فِي أَرْضِ مِصْرَ، إِذْ كُنَّا جَالِسِينَ عِنْدَ قُدُورِ ٱللَّحْمِ نَأْكُلُ خُبْزاً لِلشَّبَعِ! فَإِنَّكُمَا أَخْرَجْتُمَانَا إِلَى هٰذَا ٱلْقَفْرِ لِتُمِيتَا كُلَّ هٰذَا ٱلْجُمْهُورِ بِٱلْجُوعِ».

مراثي إرميا ٤: ٩ عدد ١١: ٤ و٥

لَيْتَنَا مُتْنَا بِيَدِ ٱلرَّبِّ أي ليت الرب أماتنا. ولعلهم أرادوا بذلك أنهم ودوا لو أماتهم الرب بالضربات كما أمات المصريين لاعتقادهم إن الموت دفعة خير لهم من أن يموتوا شيئاً فشيئاً في البريّة (قابل بما في مراثي إرميا ٤: ٩).

نَأْكُلُ خُبْزاً لِلشَّبَعِ كان الإسرائيليون مع ذلهم في مصر يأكلون ويشبعون وكان طعامهم لحم البهائم البرية والسمك والبقول والأثمار والخبز والقثاء والبطيخ والكراث والبصل والثوم (عدد ١١: ٥). وكان من عادة المصريين أن يُشبعوا المسخرين ليحسنوا العمل على ما أفاد هيرودتس المؤرخ وكذا يفعل السادة لعبيدهم. فإن ألم الإسرائيليين في البرية ذكرهم ما كان لهم من اللذة في مصر.

لِتُمِيتَا كُلَّ هٰذَا ٱلْجُمْهُورِ بِٱلْجُوعِ يصعب الحكم بأنهم كانوا مشرفين على الموت جوعاً. نعم إن قطعانهم ومواشيهم كانت تتعب في سير البرية لكن كان أكثرها إن لم نقل كلها حياً (ص ١٧: ٣). وكان عندهم كثير من الخراف بدليل أنهم ذبحوا خراف الفصح بعد بضعة أشهر في سيناء (عدد ٩: ١ – ٥). ولكن المرجّح أن كثيرين من الإسرائيليين لم يكن لهم شيء من الماشية ولعله ماتت مواشي بعضهم أو لعل كثيرين منهم أكل ما له منها فأراهم ذلك إن في المستقبل أهوالاً وإن كلأ البرية لم يكن كافياً للبهائم في كل جزء منها لتمد نحو مليونين أي ألفي نفس باللحم واللبن فتوقعوا أنه ستنفذ بهائمهم بالنقص على توالي الأيام فيهلكون جوعاً.

٤ «فَقَالَ ٱلرَّبُّ لِمُوسَى: هَا أَنَا أُمْطِرُ لَكُمْ خُبْزاً مِنَ ٱلسَّمَاءِ! فَيَخْرُجُ ٱلشَّعْبُ وَيَلْتَقِطُونَ حَاجَةَ ٱلْيَوْمِ بِيَوْمِهَا. لأَمْتَحِنَهُمْ، أَيَسْلُكُونَ فِي نَامُوسِي أَمْ لاَ؟».

نحميا ٩: ١٥ ومزمور ٧٨: ٢٤ و٢٥ و١٠٥: ٤٠ ويوحنا ٦: ٣١ و٣٢ و١كورنثوس ١٠: ٣ أمثال ٣٠: ٨ ومتّى ٦: ١١ ص ١٥: ٢٥ وتثنية ٨: ٢ و١٦

أُمْطِرُ لَكُمْ خُبْزاً مِنَ ٱلسَّمَاءِ هذا أول ما ذُكر في الكتاب المقدس من الطعام الخارق العادة وهو «خبر السماء». وليس هو مجرد خبز ينزل من الهواء إنما هو طعام أعده لهم رب السماء يوماً فيوماً.

حَاجَةَ ٱلْيَوْمِ بِيَوْمِهَا أي ما يكفي كل رجل وأهل بيته كل يوم على حدته.

لأَمْتَحِنَهُمْ حياة الإنسان امتحان والله يمتحن أكثر مختاريه محبوبية. وكثيراً ما تكون المحن من وسائل التعليم والتهذيب الواجبة أو الفروض التي لا بد منها ولا سيما إن كان المختار ممن يحتاجون إلى كمال الاتضاع والطاعة. فنسل إبراهيم امتُحن بفرض الختان كما امتُحن أبوانا الأولان في الفردوس بالامتناع عن الثمرة المعينة. وعلى هذا امتُحن الإسرائيليون في البرية وفي أرض ميراثهم مراراً كثيرة بفروض متعددة منها فريضة المن. وامتُحن المسيحيون بفرائض كثيرة كالصلاة الجمهورية وغيرها من الصلوات والشركة العامة والأسرار. وكلها ابتلاء للإنسان ليتبين «أيسلك في ناموس الرب أم لا».

٥ «وَيَكُونُ فِي ٱلْيَوْمِ ٱلسَّادِسِ أَنَّهُمْ يُهَيِّئُونَ مَا يَجِيئُونَ بِهِ فَيَكُونُ ضِعْفَ مَا يَلْتَقِطُونَهُ يَوْماً فَيَوْماً».

ع ٢٢ ولاويين ٢٥: ٢١

ٱلْيَوْمِ ٱلسَّادِسِ أي السابع من يوم إنزال المن أول مرة. على أن اليوم السابع كان يُقدس في بابل قبل زمن الخروج. فإنهم كانوا يقدسون اليوم السابع واليوم الرابع عشر واليوم الحادي والعشرين واليوم الثامن والعشرين من كل شهر على ما أبان سَيس في كتابه المسمى بأخبار الماضي (أخبار الماضي مجلد ٧ صفحة ١٥٧ – ١٦٧). وليس لنا دليل على أنهم كانوا يقسمون السنة إلى أسابيع والأسابيع لم تكن معروفة يومئذ في مصر.

يُهَيِّئُونَ ذُكر أسلوب التهيئة في (عدد ١١: ٨) فاطلبه هناك.

فَيَكُونُ ضِعْفَ مَا يَلْتَقِطُونَهُ يَوْماً فَيَوْماً ظن بعضهم ذلك وصية والواقع أنه أنباء بما سيقع فكأنه قال لهم وسيكون ما تجمعونه في اليوم السابع ضغفي نفسه أي إن الله يكثره إلى ذلك الحد فيكون مصيره ضعفين بطريق المعجزة (انظر ع ٢٢).

٦ «فَقَالَ مُوسَى وَهَارُونُ لِجَمِيعِ بَنِي إِسْرَائِيلَ: فِي ٱلْمَسَاءِ تَعْلَمُونَ أَنَّ ٱلرَّبَّ أَخْرَجَكُمْ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ».

ص ٦: ٧ وع ١٢ و١٣ وعدد ١٦: ٢٨ إلى ٣٠

فِي ٱلْمَسَاءِ تَعْلَمُونَ الإشارة هنا إلى السلوى التي صعدت وغطت المحلة (انظر ع ١٢ و١٣).

٧ «وَفِي ٱلصَّبَاحِ تَرَوْنَ مَجْدَ ٱلرَّبِّ لٱسْتِمَاعِهِ تَذَمُّرَكُمْ عَلَى ٱلرَّبِّ. وَأَمَّا نَحْنُ فَمَاذَا حَتَّى تَتَذَمَّرُوا عَلَيْنَا؟».

ع ١٠ وإشعياء ٣٥: ٢ و٤٠: ٥ ويوحنا ١١: ٤ و٤٠ عدد ١٦: ١١

وَفِي ٱلصَّبَاحِ تَرَوْنَ مَجْدَ ٱلرَّبِّ الإشارة هنا إلى المن الذي كان حوالي المحلة (ع ١٣) لا إلى المظهر الذي ذُكر في الآية العاشرة وسبق مجيء السلوى. ولم يقتصر ظهور مجد الرب على ذلك الصباح بل بقي معهم في كل أسفار البرية (انظر ع ٨ – ١٠ و١٢).

٨ – ١٠ «٨ وَقَالَ مُوسَى: ذٰلِكَ بِأَنَّ ٱلرَّبَّ يُعْطِيكُمْ فِي ٱلْمَسَاءِ لَحْماً لِتَأْكُلُوا، وَفِي ٱلصَّبَاحِ خُبْزاً لِتَشْبَعُوا، لٱسْتِمَاعِ ٱلرَّبِّ تَذَمُّرَكُمُ ٱلَّذِي تَتَذَمَّرُونَ عَلَيْهِ. وَأَمَّا نَحْنُ فَمَاذَا؟ لَيْسَ عَلَيْنَا تَذَمُّرُكُمْ بَلْ عَلَى ٱلرَّبِّ. ٩ وَقَالَ مُوسَى لِهَارُونَ: قُلْ لِكُلِّ جَمَاعَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ: ٱقْتَرِبُوا إِلَى أَمَامِ ٱلرَّبِّ لأَنَّهُ قَدْ سَمِعَ تَذَمُّرَكُمْ. ١٠ فَحَدَثَ إِذْ كَانَ هَارُونُ يُكَلِّمُ كُلَّ جَمَاعَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُمُ ٱلْتَفَتُوا نَحْوَ ٱلْبَرِّيَّةِ، وَإِذَاؤ مَجْدُ ٱلرَّبِّ قَدْ ظَهَرَ فِي ٱلسَّحَابِ».

١صموئيل ٨: ٧ ولوقا ١٠: ١٦ ورومية ١٣: ٢ عدد ١٦: ١٦ ص ١٣: ٢١ وع ٧ وعدد ١٦: ١٩ و١ملوك ٨: ١٠ و١١

مَجْدُ ٱلرَّبِّ قَدْ ظَهَرَ فِي ٱلسَّحَابِ وفي العبرانية في سحابة ولكن لا ريب في أن تلك السحابة هي عمود السحاب إذ لا سبب إلى العدول عنه إلى غيره. وهذا ما أريد أن يقترب إليه في الآية التاسعة. وكان هذا العمود سبباً كافياً ليمنعهم من التذمر ويطيعوا موسى وهارون.

١١ – ١٣ «١١ فَقَالَ ٱلرَّبُّ لِمُوسَى: ١٢ سَمِعْتُ تَذَمُّرَ بَنِي إِسْرَائِيلَ. قُلْ لَهُمْ: فِي ٱلْعَشِيَّةِ تَأْكُلُونَ لَحْماً، وَفِي ٱلصَّبَاحِ تَشْبَعُونَ خُبْزاً، وَتَعْلَمُونَ أَنِّي أَنَا ٱلرَّبُّ إِلٰهُكُمْ. ١٣ فَكَانَ فِي ٱلْمَسَاءِ أَنَّ ٱلسَّلْوَى صَعِدَتْ وَغَطَّتِ ٱلْمَحَلَّةَ. وَفِي ٱلصَّبَاحِ كَانَ سَقِيطُ ٱلنَّدَى حَوَالَيِ ٱلْمَحَلَّةِ».

ع ٨ ع ٦ ع ٧ عدد ١١: ٣١ ومزمور ٧٨: ٢٧ و٢٨ و١٠٥: ٤٠ عدد ١١: ٩

فَكَانَ فِي ٱلْمَسَاءِ أَنَّ ٱلسَّلْوَى صَعِدَتْ يكثر طير السلوى في المشرق والسلوى من قواطع الطير فإنها تقطع من سورية والعربية في الخريف لتشتي في أواسط إفريقية وترجع أسراباً كبيرة في الربيع. وتصل إلى البحر الأحمر معيية فتقع على الأرض حتى يقدر الإنسان أن يصيدها بيده أو بعصاه. قال ديودورس إن سكان العربية الصخرية ينصبون لها أشراكاً على شاطئ البحر فيمسكون كثيراً منها. ولحم السلوى لذيذ عند أهل الشرق.

سَقِيطُ ٱلنَّدَى الظاهر أنه يريد بذلك أنه كان كثيراً وقريباً.

١٤ «وَلَمَّا ٱرْتَفَعَ سَقِيطُ ٱلنَّدَى إِذَا عَلَى وَجْهِ ٱلْبَرِّيَّةِ شَيْءٌ دَقِيقٌ مِثْلُ قُشُورٍ. دَقِيقٌ كَٱلْجَلِيدِ عَلَى ٱلأَرْضِ».

ع ٤ وعدد ١١: ٧ وتثنية ٨: ٣

ٱرْتَفَعَ أي ذاب بحرارة الشمس.

شَيْءٌ دَقِيقٌ مِثْلُ قُشُورٍ. دَقِيقٌ كَٱلْجَلِيدِ وقعت مناقشات كثيرة في حقيقة هذا المن فقد شُوهد مادتان ذهب قوم إلى أن إحداهما هي المن وذهب غيرهم إلى أن الأُخرى هو. وإحدى تلك المادتين تجتمع من الهواء على الأشجار والحجارة والأعشاب وغيرها. وهي في الغالب غليظة لزجة كالعسل وتجتمع في كثير من الأحوال كقشور مستديرة محببة. وهذا ما قاله أرسطوطاليس وبليني وابن سينا وإليان. وسُمي في اليونانية بما معناه العسل الجوي أو العسل الهوائي. وهذا يجمعه العرب ويأكلونه بالخبز الفطير. وهو يجتمع على الأرض كالندى ويذوب متى ارتفعت الشمس لكنه لا يكون كثيراً ولا ينشأ إلا في شهرين من السنة ولا يصلح أن يكون الطعام الضروري للإنسان أي أنه لا يغني الإنسان عن غيره وهو أشبه بالعسل من كل ما سواه من الأطعمة الحلوة. والمادة الأخرى صمغ ينشأ من بعض الأشجار في وقت معين من السنة فهو يكاد يكون مادة صلبة تهز الشجرة فيقع من أوراقها حبوباً بيضاء صغيرة قاسية تضرب الى الصفرة شبهها بعض المحدثين بحبوب الكزبرة (المعروفة عند العرب بالجلجلان). وهذه المادة هي المعروفة عند أهل المشرق بالمن. (وفي التذكرة للانطاكي ما نصه «المن كل طل انعقد بالحرارة في طبقة الهواء وسقط في قوام الشمع كالخشكنجبين والصمغ على القول بأنه طل حتى عد منه البارود ولكنه الآن علم على عسل يسقط عند قلة المطر أبيض ما لم يخالط شيئاً فيتغير به». ولا يخفى ما فيه من مزج الخطإ بالصواب). وهذا أيضاً يختلف عن منّ الكتاب في أنه مقصور على بعض الأشجار والأنجم وفي أنه غير صالح لأن يكون وحده غذاء للإنسان وهو كالمن السابق في قصر المدة فإنه ينشأ في تموز وآب.

ومن الكتاب يشبه في أحد الاعتبارات إحدى المادتين المذكورتين وفي بعضها يشبه الأخرى لكنه يخالف المادتين في أكثر صفاته بدليل ما يأتي:

  1. إنه كان صالحاً وحده لغذاء الإنسان فإن بني إسرائيل اتخذوه طعاماً نحو أربعين سنة.
  2. إنه كان ينشأ كثير المقادير بخلاف المن الطبيعي.
  3. إنه كان لا ينقطع في وقت من أوقات السنة.
  4. إنه كان ينشأ كل ستة أيام ولا ينشأ في السابع مدة أربعين سنة.
  5. إنه كان ينتن ويصير فيه دود إذا بات عندهم غير ليلة السبت ولكنه كان يبيت ليلة السبت ولا يلحقه شيء من ذلك فينتج إن منّ الكتاب كان ينشأ بمعجزة.

١٥ «فَلَمَّا رَأَى بَنُو إِسْرَائِيلَ قَالُوا بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: مَنْ هُوَ؟ لأَنَّهُمْ لَمْ يَعْرِفُوا مَا هُوَ. فَقَالَ لَهُمْ مُوسَى: هُوَ ٱلْخُبْزُ ٱلَّذِي أَعْطَاكُمُ ٱلرَّبُّ لِتَأْكُلُوا».

ع ٣١ يوحنا ٦: ٣١ و٤٩ و٥٨ و١كورنثوس ١٠: ٣

مَنْ هُوَ أي ما هو (وما في المتن هو اللفظ في الأصل العبراني. والظاهر أنه سمي منها من أداة الاستفهام المذكورة هنا).

هُوَ ٱلْخُبْزُ أي الموعود به (انظر ع ٤).

١٦ «هٰذَا هُوَ ٱلشَّيْءُ ٱلَّذِي أَمَرَ بِهِ ٱلرَّبُّ. اِلْتَقِطُوا مِنْهُ كُلُّ وَاحِدٍ عَلَى حَسَبِ أَكْلِهِ. عُمِراً لِلرَّأْسِ عَلَى عَدَدِ نُفُوسِكُمْ تَأْخُذُونَ كُلُّ وَاحِدٍ لِلَّذِينَ فِي خَيْمَتِهِ».

ع ٣٦

كُلُّ وَاحِدٍ عَلَى حَسَبِ أَكْلِهِ أي يجمع كل واحد القدر الذي يحتاج إليه وهو وكل واحد من أهل بيته (قابل هذا بما في ص ١٢: ٤).

عُمِراً العُمر مكيال للحبوب يعدل عُشر الإيفة أو ٧ على ٦٠ من الكيلة السلطانية ووزن ملء الكيلة السلطانية من الحنطة نحو سبعة أرطال بيروتية. فإذا حسبنا نفوس الإسرائيليين يومئذ مليونين كان مبلغ ما يجمع من المن في اليوم يزيد على ملء ٢٣٣٣٣٣ كيلة سلطانية.

١٧ «فَفَعَلَ بَنُو إِسْرَائِيلَ هٰكَذَا، وَٱلْتَقَطُوا بَيْنَ مُكْثِرٍ وَمُقَلِّلٍ».

بَيْنَ مُكْثِرٍ وَمُقَلِّلٍ لأنه جمع على التقدير ظناً.

١٨ «وَلَمَّا كَالُوا بِٱلْعُمِرِ لَمْ يُفْضِلِ ٱلْمُكْثِرُ وَٱلْمُقَلِّلُ لَمْ يُنْقِصْ. كَانُوا قَدِ ٱلْتَقَطُوا كُلُّ وَاحِدٍ عَلَى حَسَبِ أَكْلِهِ».

٢كورنثوس ٨: ١٥

وَلَمَّا كَالُوا بِٱلْعُمِرِ الخ كانوا يجمعون ما يظنونه المقدار المعيّن فأكثر بعضهم وأقل الآخر فجاء المجموع عند الكيل على القدر المطلوب وذلك دليل على أن الحادث كله معجزة.

١٩ «وَقَالَ لَهُمْ مُوسَى: لاَ يُبْقِ أَحَدٌ مِنْهُ إِلَى ٱلصَّبَاحِ».

لوقا ١١: ٣

لاَ يُبْقِ أَحَدٌ مِنْهُ إِلَى ٱلصَّبَاحِ ما أمرهم موسى بهذا إلا لأن الله أمره به والغاية من ذلك أن يتكل الإسرائيليون على الله لا على أنفسهم ويثقوا بأنه يعطيهم طعامهم يوماً فيوماً ليعتادوا التوكل عليه.

٢٠ «لٰكِنَّهُمْ لَمْ يَسْمَعُوا لِمُوسَى، بَلْ أَبْقَى مِنْهُ أُنَاسٌ إِلَى ٱلصَّبَاحِ، فَتَوَلَّدَ فِيهِ دُودٌ وَأَنْتَنَ. فَسَخَطَ عَلَيْهِمْ مُوسَى».

فَتَوَلَّدَ فِيهِ دُودٌ وَأَنْتَنَ لكن الذي كان يحفظ إلى السبت «لم ينتن ولا صار فيه دود» (ع ٢٤). وهذا يدل أن ذلك التغيير أو الفساد كان قصاصاً للإسرائيليين على طريق الإعجاز لا أمراً طبيعياً.

٢١ «وَكَانُوا يَلْتَقِطُونَهُ صَبَاحاً فَصَبَاحاً كُلُّ وَاحِدٍ عَلَى حَسَبِ أَكْلِهِ. وَإِذَا حَمِيَتِ ٱلشَّمْسُ كَانَ يَذُوبُ».

كَانَ يَذُوبُ (بحرارة الشمس فهو يشبه العسل في ذلك).

٢٢ «ثُمَّ كَانَ فِي ٱلْيَوْمِ ٱلسَّادِسِ أَنَّهُمُ ٱلْتَقَطُوا خُبْزاً مُضَاعَفاً، عُمِرَيْنِ لِلْوَاحِدِ. فَجَاءَ كُلُّ رُؤَسَاءِ ٱلْجَمَاعَةِ وَأَخْبَرُوا مُوسَى».

ع ٥

ثُمَّ كَانَ فِي ٱلْيَوْمِ ٱلسَّادِسِ أَنَّهُمُ ٱلْتَقَطُوا خُبْزاً مُضَاعَفاً (انظر الفرق الخامس في تفسير ع ١٤ وانظر تفسير ع ٥).

فَجَاءَ كُلُّ رُؤَسَاءِ ٱلْجَمَاعَةِ وَأَخْبَرُوا مُوسَى أخذتهم الحيرة والعجب فجاءوا إلى موسى ليوضح لهم العلة. فالظاهر أن موسى لم يكن قد أخبرهم بأمر الله بذلك أو إنه أخبرهم ولم يفهموا.

٢٣ «فَقَالَ لَهُمْ: هٰذَا مَا قَالَ ٱلرَّبُّ. غَداً عُطْلَةٌ، سَبْتٌ مُقَدَّسٌ لِلرَّبِّ. ٱخْبِزُوا مَا تَخْبِزُونَ وَٱطْبُخُوا مَا تَطْبُخُونَ. وَكُلُّ مَا فَضَلَ ضَعُوهُ عِنْدَكُمْ لِيُحْفَظَ إِلَى ٱلْغَدِ».

تكوين ٢: ٣ وص ٢٠: ٨ و٣١: ١٥ و٢٥: ٣ ولاويين ٢٣: ٣

غَداً عُطْلَةٌ، سَبْتٌ مُقَدَّسٌ لِلرَّبِّ تنكير العطلة هنا حمل بعض المفسرين على القول بأن تقديس السبت كان حينئذ وصية جديدة. وإن كان مما أتاه بيت إبراهيم قبلاً (تكوين ٢: ٢ و٣) لأن الإسرائيليين لم يستطيعوا أيام مذلتهم في مصر وتسخيرهم أن يستمروا على تقديسه.

ٱخْبِزُوا مَا تَخْبِزُونَ وَٱطْبُخُوا مَا تَطْبُخُونَ هذا فرق عظيم بين المن الطبيعي والمن السماوي فإن الطبيعي لا يُخبز ولا يُطبخ.

٢٤ «فَوَضَعُوهُ إِلَى ٱلْغَدِ كَمَا أَمَرَ مُوسَى، فَلَمْ يُنْتِنْ وَلاَ صَارَ فِيهِ دُودٌ».

ع ٢٠

(انظر تفسير ع ٢٢).

٢٥، ٢٦ «٢٥ فَقَالَ مُوسَى: كُلُوهُ ٱلْيَوْمَ، لأَنَّ لِلرَّبِّ ٱلْيَوْمَ سَبْتاً. ٱلْيَوْمَ لاَ تَجِدُونَهُ فِي ٱلْحَقْلِ. ٢٦ سِتَّةَ أَيَّامٍ تَلْتَقِطُونَهُ، وَأَمَّا ٱلْيَوْمُ ٱلسَّابِعُ فَفِيهِ سَبْتٌ. لاَ يُوجَدُ فِيهِ».

ص ٢٠: ٩ و١٠

لأَنَّ لِلرَّبِّ ٱلْيَوْمَ سَبْتاً الخ (فهو ليس لكم) وهذا يدل على أن تقديس السبت صار فرضاً على الإسرائيليين سواء كان واجباً قبلاً أم لم يكن كذلك. ولتقديس السبت أسباب:

  1. إن معنى اسمه راحة.
  2. إن الله استراح فيه من إعطاء المن.
  3. إن انقطاع المن في السبت كان حثاً للشعب على تقديسه. وكان هذا كله تمهيداً للوصية الرابعة من وصايا الله التي كتبها بإصبعه على لوحي الحجارة.

٢٧، ٢٨ «٢٧ وَحَدَثَ فِي ٱلْيَوْمِ ٱلسَّابِعِ أَنَّ بَعْضَ ٱلشَّعْبِ خَرَجُوا لِيَلْتَقِطُوا فَلَمْ يَجِدُوا. ٢٨ فَقَالَ ٱلرَّبُّ لِمُوسَى: إِلَى مَتَى تَأْبَوْنَ أَنْ تَحْفَظُوا وَصَايَايَ وَشَرَائِعِي؟».

٢ملوك ١٧: ١٤ ومزمور ٧٨: ١٠ و٢٢ و١٠٦: ١٣

إِلَى مَتَى تَأْبَوْنَ أَنْ تَحْفَظُوا وَصَايَايَ كان الشعب عرضة لمخالفة الأوامر المتعلقة بالمن فإنهم خالفوا أحدها على ما مر في الآية العشرين. وثم خالفوا أمراً آخر هنا لكنهم لم يجدوا ما يجمعوه فكان ذلك توبيخاً لهم وردعاً عن المعصية. فأغاظوا الله وأوجبوا عقابه على أنفسهم «أَمَّا هُوَ فَرَؤُوفٌ يَغْفِرُ ٱلإِثْمَ وَلاَ يُهْلِكُ، وَكَثِيراً مَا رَدَّ غَضَبَهُ وَلَمْ يُشْعِلْ كُلَّ سَخَطِهِ» (مزمور ٧٨: ٣٨). وهذه المخالفة تدل على أن بني إسرائيل كانوا غير معتادين حفظ السبت في مصر وإن الوصية كانت جديدة بالنسبة إلى أحوالهم.

٢٩، ٣٠ «٢٩ اُنْظُرُوا! إِنَّ ٱلرَّبَّ أَعْطَاكُمُ ٱلسَّبْتَ. لِذٰلِكَ هُوَ يُعْطِيكُمْ فِي ٱلْيَوْمِ ٱلسَّادِسِ خُبْزَ يَوْمَيْنِ. ٱجْلِسُوا كُلُّ وَاحِدٍ فِي مَكَانِهِ. لاَ يَخْرُجْ أَحَدٌ مِنْ مَكَانِهِ فِي ٱلْيَوْمِ ٱلسَّابِعِ. ٣٠ فَٱسْتَرَاحَ ٱلشَّعْبُ فِي ٱلْيَوْمِ ٱلسَّابِعِ».

ٱجْلِسُوا كُلُّ وَاحِدٍ فِي مَكَانِهِ بعض اليهود فهم الأمر على ظاهره فكان إذا صار السبت بقي في المكان الذي هو فيه لا ينتقل منه إلى أن يمضي السبت كله. والصحيح إن المقصود من هذا الأمر أن لا يتركوا منزلهم ويذهبوا لجمع المن. وكان لهم أن يمشوا في المنزل أو المخيم من منزله إلى الطرف في يوم السبت ومن هذا سمي ما يجوز للإسرائيلي أن يمشيه في يوم الرب بسفر السبت (أعمال ١: ١٢). وهو مسافة نحو خمس غلوات أو ألف وست مئة وخمس وعشرين ذراعاً. وجاء في التقليد اليهودي أن المسافة بُعد ما بين مركز المخيم وأقصاه (فيكون قطر المخيم ثلاثة آلاف ومئتين وخمسين ذراعاً).

٣١ «وَدَعَا بَيْتُ إِسْرَائِيلَ ٱسْمَهُ «مَنّاً». وَهُوَ كَبِزْرِ ٱلْكُزْبَرَةِ، أَبْيَضُ، وَطَعْمُهُ كَرِقَاقٍ بِعَسَلٍ» .

عدد ١١: ٧ و٨

مَنّاً (انظر تفسير ع ١٥).

كَبِزْرِ ٱلْكُزْبَرَةِ ذُكر قبلاً أنه كان كالصقيع أو الجليد (ع ١٤). وذُكر هنا وفي سفر العدد أنه كبزر الكزبرة (عدد ١١: ٧). فالوصف الأول لهيئته وهو على الأرض والثاني لهيئته بعد جمعه. وبزر الكزبرة (ويسمى بالجلجلان) حب صغير مستدير أبيض يضرب إلى الصفرة. وزيد في سفر العدد أن منظره كمنظر المُقل. والمُقل مادة صمغية إلى البياض.

طَعْمُهُ كَرِقَاقٍ بِعَسَلٍ وفي سفر العدد «كطعم قطائف بزيت». وكان رقاق العسل عند المصريين واليونانيين يُصنع من نقي دقيق الحنطة والزيت والعسل. وعلى ما تقاليد اليهود وأيّده سفر الحكمة «إن المن كان مخلتف الطعم وكان طعمه لكل واحد كما يشتهي».

٣٢ «وَقَالَ مُوسَى: هٰذَا هُوَ ٱلشَّيْءُ ٱلَّذِي أَمَرَ بِهِ ٱلرَّبُّ. مِلْءُ ٱلْعُمِرِ مِنْهُ يَكُونُ لِلْحِفْظِ فِي أَجْيَالِكُمْ. لِيَرَوْا ٱلْخُبْزَ ٱلَّذِي أَطْعَمْتُكُمْ فِي ٱلْبَرِّيَّةِ حِينَ أَخْرَجْتُكُمْ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ».

وَقَالَ مُوسَى… مِلْءُ ٱلْعُمِرِ هذا الكلام يتعلق بما بعد هذا التاريخ من نبإ الخروج لأنه يقتضي أن الخيمة كانت قد نُصبت (ع ٣٤) وذُكرت هنا لعلاقتها بالمن الذي هو الموضوع ولأن موسى أراد أن يستوفي نبأ المن هنا. وفي هذا أمران (١) حفظ المن ذكراً دائماً (ع ٣٢ – ٣٤) و(٢) الدليل على أنه يبقى ينزل عليهم كل يوم إلى أن يبلغوا أرض كنعان. قال بعضم «الظاهر أن هذه العبارة مزيدة على الكتاب الأصلي ولكنها لا تشتمل على ما لم يكتبه موسى» (ولا يقتضي لهذا القول لأن الخيمة كانت في عصر موسى ولم تقم بيّنه على أن موسى كان يكتب كل حادثة عند وقوعها ومن العجب إن بعض المفسرين يسرع إلى مثل هذه الأقوال ونسبة بعض الأقوال التي تظهر بعد نظر قليل أنها حق إلى غلط النساخ).

٣٣، ٣٤ «٣٣ وَقَالَ مُوسَى لِهَارُونَ: خُذْ قِسْطاً وَاحِداً وَٱجْعَلْ فِيهِ مِلْءَ ٱلْعُمِرِ مَنّاً وَضَعْهُ أَمَامَ ٱلرَّبِّ لِلْحِفْظِ فِي أَجْيَالِكُمْ. ٣٤ كَمَا أَمَرَ ٱلرَّبُّ مُوسَى وَضَعَهُ هَارُونُ أَمَامَ ٱلشَّهَادَةِ لِلْحِفْظِ».

عبرانيين ٩: ٤ ص ٢٥: ١٦ و٢١ و٤٠: ٢٠ وعدد ١٧: ١٠ وتثنية ١٠: ٥ و١ملوك ٨: ٩

أَمَامَ ٱلرَّبِّ (ع ٣٣). وفي الآية التالية «وضعه هارون أمام الشهادة» وأراد بالشهادة لوحي الوصايا. وكان في التابوت تابوت العهد على ما قال كاتب الرسالة إلى العبرانيين ثلاثة أشياء «قِسْطٌ مِنْ ذَهَبٍ فِيهِ ٱلْمَنُّ، وَعَصَا هَارُونَ ٱلَّتِي أَفْرَخَتْ، وَلَوْحَا ٱلْعَهْدِ» (عبرانيين ٩: ٤). ولعل ذخر ذلك المن في ذلك الموضع المقدس عُد رمزاً إلى «الخبز الحقيقي من السماء» (يوحنا ٦: ٣٢).

٣٥ «وَأَكَلَ بَنُو إِسْرَائِيلَ ٱلْمَنَّ أَرْبَعِينَ سَنَةً حَتَّى جَاءُوا إِلَى أَرْضٍ عَامِرَةٍ. أَكَلُوا ٱلْمَنَّ حَتَّى جَاءُوا إِلَى طَرَفِ أَرْضِ كَنْعَانَ».

عدد ٣٣: ٣٨ وتثنية ٨: ٢ و٣ ونحميا ٩: ٢٠ و٢١ يشوع ٥: ١٢

أَكَلَ بَنُو إِسْرَائِيلَ ٱلْمَنَّ أَرْبَعِينَ سَنَةً هذا لا يستلزم أنه انقطع بعد ذلك فإنه بقي إلى أن قطعوا الأردن بقيادة يشوع ووصلوا أرض كنعان (يشوع ٥: ١٠ – ١٢).

٣٦ «وَأَمَّا ٱلْعُمِرُ فَهُوَ عُشْرُ ٱلإِيفَةِ».

العمر والإيفة من مكاييل المصريين وظلوا يستعملون الإيفة إلى زمان السبي (حزقيال ص ٤٥ و٤٦) وعدلوا عن استعمال العُمر منذ أمد بعيد (وقد تقدّم الكلام على مقدار العُمر والإيفة في تفسير ع ١٦ فارجع إليه).

السابق
التالي
زر الذهاب إلى الأعلى